رفيق الروح

رفيق الروح تسيرنا دائما الدنيا الي اقدارنا فنجاريها دون ارادة منا، تجمعنا بأشخاص لتجعلهم كالروح لنا،اشخاص حتي التنفس من دونهم يكون بالغ الصعوبة،تصل بنا الي لقاءات صدفة،لقاءات تحبس الأنفاس ولكنها مقدرة، وهاهو القدر يلعب دوره بحياة ابطالنا، فيجمع مجدي وابنة عمته مريم، ومحسن وابنة عمه فايزة، وجعلهم مثل الاهل لا يفرقون عنهم شئ، وتكون هذة البداية لطوفان حب ابطالنا، طوفان سيجتاح مشاعر الاثنين منذ الصغر،ليعود القدر ويلعب لعبته مرة اخرى، ولكن الي اين سيصل بهم؟تفرقهم الحياة ويجمعهم ذاك الحب البرئ الذي نمي معهم علي مر السنوات، تدخل بينهم الغيرة القاتلة فتعكر صفو ذلك الحب، ولكن.. هل سيقدر حبهم ان يستمر؟ هل ستقدر تلك القلوب علي الاحتفاظ بحب فطري ولد فيهم؟ او سيتجاوزون بعضهم البعض وكأنهم اشخاص غرباء ويتلاشي هذا الحب الملائكي؟ هل ستتملك منهم نيران الغيرة؟ ام ستطفئه كلمة انا لك انت من احدهم الي الاخر؟لنري ماذا ستفعل الدنيا بهذان العاشقان. في حي صغير من احياء القاهرة نعود فيه لبداية التسعينات خصيصا عام ٩٧ حيث يسكن بهذة العمارة صديقين هم محسن النصيري،ومجدي المحمدي - الاستاذمحسن النصيري:والد البطل، مدرس لغة عربية يبلغ من العمر اربعين عاما رجل عادي الملامح نحيل بعض الشئ ذو شعر اسود قد بدأ يزحق للوراء وعيون سوداء لديه شارب بسيط يعتز به كمعظم حال مدرسينا، قوي الشخصية والفكر، ويعتز بعربيته حد الغرور لديه ابن وحيد هو مهاب -مهاب النصيري:بطل قصتنا وكان يبلغ من العمر حينها سبعة أعوام، ولكنه قوي الشخصية كوالده ويحلم ان يكون مهندسًا بارعًا في مجالات البترول والثروة المعدنية، ذو شعر بني فاتح وبشرة بيضاء وعيون بنية، طويل القامة بالنسبة لعمره فتراه قد تظن انه في التاسعة عشر من عمره وذو بنية قوية ولذلك يخشي منه معظم اقرانه -فايزة النصيري:زوجة محسن وابنة عمه ووالدة مهاب تبلغ من العمر خمسة وثلاثون عاما وهي سيدة ريفيه ولكنها راقية اتت مع زوجها من بلدهم بمحافظة المنصورة ليقيمون بجانب عمله منذ عشرة اعوام وانجبت ابنهم مهاب - مجدي المحمدي:والد البطلة رجل بأواخر الثلاثينات يعمل مدرس كيمياء طيب القلب يحب الضحك والموسيقي ويعتبر محسن بمثابة اخوة الكبير ولا يخطو خطوة إلا برأيه، من ابناء القاهرة وبسكن بالمنطقة منذ ان كان طفلا وتزوج من ابنة عمته مريم ذات شعر اسود وعيون بنيه - مريم الحسيني:والدة بطلتنا وهي امرأه بأوائل الثلاثين ذات شعر بني وعيون خضراء تنظر بعينيها كأنك تري ارض شديددة الخضرة، بيضاء البشرة، تحب مجدي منذ ان كانوا اطفالا *ولكن اليوم هو يوم فارق بحياة مريم ومجدي، ففي تمام الساعه الخامسة صباحا يستفيق مجدي من نومه علي صوت صراخ مريم - مريم بصراخ:الحقني يامجدي - مجدي:ايه ياحبيبتي مالك - مريم. مالي ايه حامل هيكون مالي يعني اكيد بولد - مجدي. اه صحيح يانهار اسود طب انا اعمل ايه دلوقتي - مريم. روح نادي فايزه بسرعه هي هتتصرف - مجدي. حاضر حاضر *ذهب مجدي الي منزل صديقه محسن ليقظه - مجدي وهو يض*ب جرس الباب باستمرار ويض*ب الباب بيده بشدة. يامحسن يافايزه الحقوني ياجماعة -استيقظ محسن بقلق وهو يردد. ياستار يارب خير يارب في ايه فايزه. اطلع ياخويا بسرعة شوف في ايه ده صوت مجدي خرج محسن بسرعة ليفتح الباب ويجد صديقه بحالة يرثي لها - محسن. ايه ياحبيبي مالك في ايه - مجدي. الحقي يامحسن مريم بتولد وعماله تصرخ ومش عارف اعملها ايه - خرجت فايزه بعد ان ارتدت اسدالها. ايه يامجدي ايه اللي جري - محسن. مريم بتولد - فايزه بفزع. خير يارب متقلقش يامجدي انا هروحلها وانتو كلموا الدكتور - مجدي. يعني هتبقي كويسة يافايزه. - فايزة.ياخويا متقلقش هي بس عشان اول مرة لكن هتفوق وتبقي زي الفل دي اسمها الساعة المنسيه وبكرة تقولها عايزه اخلف تاني - استيقظ مهاب علي اصواتهم وخرج الي شقة عمه مجدي. بابا هو في ايه - محسن. ايه اللي صحاك دلوقتي ياحبيبي - مهاب.انا صحيت علي صوت طنط مريم هي مالها حد ض*بها - ضحك محسن وهو يخبره. لا ياحبيبي طنط مريم بتجيبلنا نونو - مهاب. الله بجد يعني هيبقي عندي نونو العب بيه - مجدي. تلعب بيه نعم ياخويا، محسن حوش ابنك هيموتلي العيل اللي حيلتي - محسن وهو يضحك.. اه ياحبيبي هتجبلنا نونو نلعب بيه - اما عند مريم وفاييزه كان الطبيب يخبر فايزه بان ولادة مريم صعبه وذاك بحكم سنها وانها مرتها الاولي، وكانت مريم تصرخ ومع كل صرخة كان قلب مجدي يرتجف خوفا عليها * وبعد مرور ساعتين هدأ صراخ مريم وساد ال**ت بالداخل حتي. كاد مجدي ان يهم داخلا لهم لولا ان سمع الزغاريد من السيدات اللواتي بالداخل فزفر نفس عميق وهو يردد الحمدلله الحمدلله، وراح محسن يهنئه مبارك عليك ياصديقي، ودقوا الباب ليدخلوا فيجد مريم بين اليقظة والنوم من شدة الارهاق فجري عليها يقبل جبينها - مجدي:حمدلله علي سلامتك ياحبيبتي - فايزه وهي تعطيه المولود:الف مب**ك يامجدي بنوته زي القمر شبه مريم - مجدي. اللهم لك الحمد، تعالي ياحبيبة بابا، وأخذ الفتاة وهو يقبلها ويهم ليأذن بأذنها - مهاب وقد دلف الي الغرفة. ماما هو النونو اسمه ايه - فايزه. لا ياحبيبي دي نونه بنوته - مهاب. يوووه ياطنط مريم هو انا مش قولتلك من زمان اني عايز ولد عشان العب بيه واعلمه كورة والعب معاه مصارعة - جعل مريم تبتسم بوهن وهي تخبره. حاضر ياحبيبي المرة الجايه - فايزة. خلاص ياحبيبي لما تكبر ابقي علمها االلي انت عايزة - محسن. والعب بيها براحتك بس استني عليها لما تكبر - مهاب بحنق. هووف حاضر امري لله هستني - ووقف بجوار مجدي وهو يخبره بأمر طفولي. هات بقي ياعمو مجدي اشيلها عشان اسألها هتكبر امتي -مجدي. خد ياحبيبي بس خلي بالك منها - مهاب. حاضر، ايه ده دي شبه العروسة الباربي وعنيها لون الزرع زيك ياطنط مريم بس هي احلي - فايزه بضحك. عجبتك ياهوبا - مهاب. اوي اوي ياماما انا حبيتها وهلعب معاها مش عايز ولد -ضحكوا جميعا حتي قاطعهم محسن محسن. ها هتسموها ايه بقي - هم مهاب صارخا حتي انه افزعهم. جميلة - الجميع باستغراب. ايه هي االي جميله ياهوبا - مهاب.هسميها جميله -مجدي. واشمعني جميلة - مهاب. عشان هي جميله ياعمو مجدي ولازم نختار لكل واحد اسم يليق عليه، ونظر لها وهو يسألها بمزاح مش انتي جميلة، فضحكت الطفله ضحكة واسعة - فايزه. سبحان الله دي ضحكتله - مجدي بتفكير. والله اسم حلو اوي، انتي ايه رايك يامريم - مريم بتعب. جميل اوي موافقة - مهاب. هييه كدة بقي حبيتها اكتر *ليضحكوا جميعا وينظر محسن الي عيون ابنه ويده الملتفه حول جميلة بحرص شديد ويهدهدها وكإنه اب متمكن، وعينيه التي تدقق بملامح جميلة