bc

بقايا أمل

book_age16+
3
FOLLOW
1K
READ
drama
like
intro-logo
Blurb

يقولون أننا عندما نتجاوز الصدمة نركن إلى حجب كل ما يحرك مشاعرنا .. فندفن كل إحساس في أعماق أعماقنا .. ونغلف قلوبنا  بجليد لكي يتوقف عن الشعور .. مخافة أن ينبض ألم من جديد ...

لذا هل أنت من آلمتنا يا وطني ام نحن من قتلناك بأيدينا؟!..

chap-preview
Free preview
الفصل الأول :
المقدمة : " انا جُمان سورية الاصل والمولد .. املك اثنا وعشرون سنة من العمر .. ادرس الطب في جامعة دمشق في السنة الرابعة.. عائلتي صغيرة.. والدة واخان وليس لدي اي اخت .. والدي كان يعمل في محل كهربائيات يملكه من ايام والده لكنه توفي جراء القصف قبل بضع اشهر ووالدتي ربة منزل متواضعة.. اخي الكبير ( رامي ) اعتقل منذ سنة ونصف والى الان لا نعلم ان كان حي ام ميت .. اما اخي الصغير ( تيم ) يعمل مع فرق الانقاذ التي تبحث يوميا عن ناجين تحت الانقاض والدمار .. لدي عمان وعمة واحدة.. جدتي وجدي متوفيان منذ سنوات.. احب ثائر ابن عمي .. نحن مخطوبان وزواجنا مختوم بوقف التنفيذ بسبب الظروف .. جميعكم تعرفون ما حصل في بلادي.. الحرب استولت على كل شيء .. حتى ارواحنا .. و نعيش جميعنا الان بانتظار الموت او الف*ج .. " " انا ثائر سوري الاصل والمولد .. املك من العمر ثمان وعشرون سنة .. لدي شهادة بالهندسة المعمارية من جامعة دمشق .. ومؤكد لااعمل بها .. اعمل مع فرق الانقاذ منذ سنتان ونصف .. نحن نقوم باي شيء للمساعدة .. تامين الطعام .. الادوية .. ازالة الركام وانقاذ الناس من تحتها .. اي شيء يمكننا عمله لتفادي خسارة المزيد من الارواح .. انا وحيد والدي . والدتي تطلقت وغادرت منذ كنت طفلا صغير وتزوجت مجددا .. لذلك لدي ثلاث اخوات منها كلهن متزوجات .. اعيش مع والدي لوحدنا .. هو ايضا كان يعمل مهندس من قبل .. لدي عمان وعمة وحيدة .. واعشق ابنة عمي جُمان بجنون .. هي حبيبتي وخطيبتي .. انها النفس الاخير الذي يساعدني على البقاء حياً في هذه الحرب المؤلمة التي تمتص انسانيتنا ببطئ كل يوم .. " سوريا : أب 2015 مكان ما.. بالقرب من العا**ة دمشق المركز الطبي " اين هي ؟! " ظهر ثائر في الممر بطوله المميز ووسامته المحببة شعره البني يلامس اطراف جبينه .. وذقنه المحددة تعطيه مظهر رجولي .. يرتدي لباسه الخاص بفرق الانقاذ .. شعار الدفاع المدني ظاهر على ساعد قميصه الاسود الظاهر من اسفل الجاكيت الحفر ذو اللون الفاتح الذي يحمل بدوره شعار الدفاع المدني ايضا على الظهر .. تلفت حوله ثم اعاد سؤاله " اين هي ؟! " " انها في غرفة التخزين .. ترفض الخروج منذ ساعة ونصف .. ارجوك حاول التكلم معها او خذها للمنزل على الاقل " دخل ثائر الى غرفة التخزين ليجد جمان تجلس ارضا وتستند بظهرها على صناديق الادوية بينما جسدها يرتجف ووجها شاحب جدا.. شعرها البني الطويل ينسدل بحرية حول وجهها وكتفيها مظهرها بمظهر طفولي بريء ... اقترب منها بهدوء ثم ركع بجانبها " حبيبتي هل انت بخير ؟! " تنفست بصعوبة ما يزال رأسها يحتفظ بتلك الصورة ولا يفارقها .. الالم يتسلل لكل اجزاء جسدها ويهدم سلام روحها هزت رأسها بلا .. انها لن تكون بخير ابدا " ماذا حصل اخبريني ؟" يده امتدت لتلامس شعرها برقة ثم تتجه لتحيط بخدها الايمن باعثة بعض الدفئ الى داخلها المحطم.. عيناها البنيتان الحزينتان تلاقت مع عيناه العسليتان الاتي تنظران نحوها بحنو " لقد .. لقد مات .. لقد مات امام عينيّ " شهقة باكية ص*رت عنها لتجري دمعة وحيدة على خدها فتلامس كفه " لقد مات ثائر .. مات بين يدي .. دون ان استطيع انقاذه .. كيف يمكنه ان يموت .. اكاد اختنق .. انني فاشلة .. انا لم استطيع انقاذه " تخلل بيده شعره البني الغامق يزفر بضعف ثم احتضنها بين ذراعيه ساحبا اياها الى حضنه فاخذت تنتحب اخيرا بضعف ودموعها تجرى بالتتابع .. لامس رأسها باحدى كفيه يمسد شعرها بلطف يحاول ان يمنحها بعض السكينة وصوته يهمس لها بكلمات مواسية " حبيبتي .. اهدئي ارجوك .. انها مشيئة الله .. ونحن لا نملك ان نعترض عليها " تعلقت به بشدة يديها تمسكت بقميصه الاسود عند الساعد بقوة " لقد كان في الخامسة فقط .. خمس سنوات ثائر .. خمس سنوات بائسة .. تبا لهذه الحياة .. الن تنتهي هذه الحرب التعيسة .. انهم مجرد اطفال ما ذنبهم اخبرني " **ت ثائر.. انه حقا لا يعرف بما يجيبها ... فقط شدد يديه حولها يمنحها المواساة بذراعيه علها تهدأ بينما كان يسمع نحيبها الذي يؤلم قلبه .. انها حبيبته .. صغيرته ومجرد فكرة بكائها تزعجه فما بالك بهذا الحزن الذي يسكنها .. اكان مخطئ عندما نصحها بالعمل هنا ؟ .. " ثائر " " عيون ثائر " اخذت نفس ضعيف ونظرت اليه بعينيها البنيتان الغارقتان بالدموع بينما تسند رأسها على ص*ره " اريد العودة للمنزل .. ارجوك اخرجني من هنا اكاد اختنق .. اني اسمع صوته في اذني .. صورته لا تفارقني .. ارجوك اخرجني من هنا " ابعد يديه عنها فتسلل البرد اليها .. ساعدها لتقف فلتوت قدميها بضعف وارتجاف .. ثم اقترب بجسده الذي كان يفوقها طولا واسندها الى جسده " اتستطيعين السير حبيبتي .. ام تريدين ان احملك ؟" هزت رأسها برفض ثم حاولت السير بجانبه .. بخطوات بطيئة وجسد رقيق منهك اخرجها من المخزن نحو الخارج صوت الدكتور هيثم وصل لهم من الخلف " دكتورة هل انتي بخير ؟" " نعم هي بخير .. ولكن ايمكنها العودة الى المنزل فهي تحتاج للراحة؟ " " بالتاكيد .. اعلم كم الوضع صعب الان عليها .. لذلك اعتنوا بها جيدا ويمكنها ان تبقى غدا ايضا في المنزل لترتاح " "شكرا لك دكتور .. بالاذن سنغادر الان " طوال الطريق الى المنزل بسيارة ثائر التي كانت تبدو رائعة السنة الماضية بينما هي كارثة متحركة الان بعد القصف الاخير الذي احالها الى خردة ..التزمت جمان ال**ت بينما دموعها تجد طريقها خارج عيناها بلا توقف وعينا ثائر القلقتان تنتقلان بشكل مستمر بينها وبين الطريق ... عندما وصلا الى منزل والديها .. هرعت امها باتجاههما بمجرد رؤيتها تستند على ثائر ووجهها شاحب جدا " جُمااان .. ماذا اصابك ؟ ما بك يابنتي ؟ .. ثائر ماذا حصل لابنتي ؟ .. هل اصبتي ؟ .. هل " " امي اتوسل اليك توقفي .. انا بخير " لكن امها لم تهدأ ظلت تكرر اسئلتها بلا توقف وتنظر اليها بدهشة وتتلمس وجهها وجبينها بينما ثائر ما زال يسند جسدها اليه مخافة فقدان توازنها " زوجة عمي .. اهدئي انها بخير .. انها فقط تحتاج للراحة وتغير ملابسها .. ارجوكِ ساعديها " " حسنا ..حسنا .. ولكن ماذا حصل .. هل تعرض احدكم لشيء؟ .. هل حصل شيء في المركز ؟! " تنفست جمان بصعوبة.. لم تعد تتحمل تريد الراحة فقد والاستلقاء على سريرها لتبكي وحدها دون ان تسمع صوت احد " ماما اتوسل اليك كفى .. اتركي ثائر وشأنه وساعديني للذهاب الى غرفتي .." هدأت امها وساندتها بدل ثائر لتدخلها الى غرفتها .. اجلستها على السرير .. وعندها تساقطت الدموع مجددا من عينيها متجاوزة خديها لتسقط على فخذيها الم**وتان بالبنطال الاسود بينما ينحني ظهرها من شدة بكائها " جمان .. ما بك يا روحي .. ماذا هناك حبيبتي اخبريني ؟". من بين دموعها خرج صوتها مبحوح وضعيف " احضنيني امي ارجوك .. فقط احضنيني .. اشعر اني سوف اموت من شدة الالم والحزن .. " جلست امها بجانبها على السرير واحتضنتها بقوة فغمرت جمان رأسها في حضنها واخذت تبكي بمرارة لتفرغ كل الامها هنا في ص*ر والدتها الحنونة .. علّ الالم الذي يسكن قلبها يخف قليلا " امي " " ماذا حبيبتي " " لما الحياة ظالمة لهذه الدرجة .. لما علينا ان نحيا بقلوب مجروحة وارواح ممزقة " " اهدئي حبيبتي .. اهدئي " بصوت لا يكاد يسمع اخذت جمان تنتحب بالم واضح الى ان غفت في حضن والدتها التي ساعدتها لتغير ملابسها ثم تركتها تستلقي في السرير وغطتها جيدا.. خرجت من الغرفة وتركت بابها مفتوح تحسبا لاي طارئ قد يوقظ جُمان " ماذا حصل يا بني .. انها منهارة تماما .. ارجوك اخبرني ما الذي حصل لطفلتي؟ " تخلل ثائر شعره البني الغامق بيده وبعيون متعبة نظر نحو زوجة عمه يجيبها "توفي اليوم احد الاطفال الجرحى التي كانت تعالجهم و لم تحتمل الصدمة للاسف .. انت تعلمين كم هي حساسة وتتاثر بسرعة " " يارب ... مؤكد ام الطفل المسكينة قد انهارت .. يارب صبرها على مصابها .. اه يا بني .. متى ستنتهي هذه الحرب .. وصغيرتي ماذا افعل معها منذ وفاة والدها منذ عدة شهور واي شيء يحصل تنهار بسرعة .. ماذا افعل معها يا بني ؟! " تململ ثائر بوقفته انه يتمنى لو يستطيع تخفيف مصاب جمان لكنه اكثر من يعلم مدى رهافة احساسها وضعفها ورقتها .. ومرة اخرى لام نفسه لانه ساعدها بالحصول على ذلك العمل في المركز الطبي " لا اعلم .. لقد وجدتها في المخزن .. رفضت الخروج الى ان جئت واخرجتها انا ... اتمنى فقط ان تهدئ غدا وتعود لوضعها او على الاقل تتحسن قليلا .. اتريدين ان ابقى معكم اليوم ؟ بامكاني البقاء هنا تحسبا ان حدث اي شيء " هزت زوجة عمه راسها واخبرته بضرورة عودته الى منزله لاجل والده فهو يعيش وحيدا و المنطقة ليست امنة ابدا " تيم قد يتأخر .. المبنى الذي نعمل به محطم بالكامل .. وربما نحتاج الليل بطوله لننتهي " " اعلم بني .. اذهب انت وانا سابقى بجانب جمان " هز رأسه موافقا ثم غادر مع وعد بالعودة صباحا للاطمئنان على جمان بينما قلبه مازال مشغولا على حبيبته .. *** بعد يومين منزل جمان الرواق الخارجي " اخبرتك اني ساعود الى العمل .. لا تستطيع منعي ثائر .. انهم يحتاجونني هناك .. لذلك توقف عن الاصرار علي.. انا لست طفلة .. واستطيع الاعتناء بنفسي " زفر ثائر بقوة وبدا انه غاضب بشدة " انا لا امنعك من الذهاب .. لكن لقد تحدثت معهم وقالو ان تاخذي بضعة ايام لتستعيدي قوتك .. جُمان انتي مازلتِ .. " قاطعت كلامه ليعلو صوتها بدل صوته " انا بخير .. كم مرة علي قول ذلك .. ثم اليس من الافضل ان تعود الى عملك انت ايضا .. الناس لن تنقذ نفسها بنفسها .. ومؤكد هم بحاجة لك هناك مع فرقة الانقاذ .. فانت اكثرهم خبرة .. هيا غادر الى عملك واتركني اذهب الى عملي " " انت حقا طفلة عنيدة .. اتعلمين انا لا اعلم لما اجادلك فانت اذا وضعتي شيئا في راسك فلن تكفي قوة االارض لاخراجها منه" تخصرت جمان مقابلا له بينما تنظر اليه بتحد يعشقه.. انها تبدو جميلة جدا عندما تنظر اليه بتلك الطريقة وكانها ندا له " من الجيد انك فهمت اخيرا .. هيا غادر " اقترب منها ليغدو جسدهما على بعد بضع انشات فقط وتنفس بعمق بجانبها مما جعلها ترتجف بشدة وعيناها ترمشان لتخفض نظرها بعيدا نحو الارض بينما خديها يتحولان للون الوردي " ستندمين لتحد*ك لي حبيبتي .. ماذا هل اكل القط ل**نك ؟ " بصوت منخفض وارتجاف واضح اجابته " ابتعد ثائر .. ماذا ان رأتنا امي " وحاولت الابتعاد عنه لكنه جذب ذراعها لتغدو اقرب من قبل فشهقت بتفاجئ ونظرت حولها " أانت مجنون ؟ .. اتركني ثائر " " قولي انك تحبيني وسوف ابتعد عنك بعدها " حاولت سحب ذراعها منه ولكن دون فائدة انها تعلم ان تحديه لن يفيدها فهو قوي البنية وهي بالكاد تصل لحدود كتفه .. بهمس رقيق نادته " ثائر " " قلب ثائر .. عمر ثائر .. عيون ثائر " " اتركني ارجوك ماذا ان رأتنا امي " ضحك باستمتاع وابى تركها بل رفع يدها لحدود شفتيه ليضع قبلة رقيقة على باطن مع**ها بينما تحاول بشدة سحبها وهي تتلفت حولها وقلبها يخفق بالاف الدقات " هل جننت كفى .. اتركني .. يا الله .. انت مجنون " " حبيبتي انا مجنون بحبي لك .. هيا قولي لي انك تحبيني وساترك يدك واغادر .. " هتفت بصوت ابح اصابه بالجنون اكثر " انت تحلم .. غادر هيا " ضحك مجددا ثم توقف ليهمس بصوت منخفض " اذا .. ما رأيك .. ان .. تمنحيني .. قبلة ..على هذا الخد الرائع الوردي " عيناها جحظتا وارتجفت وارتفع صوتها تجيبه بعجرفة " مؤكد لا .. انت مجنون .. لن امنحك شيء .. غادر الآن والا صرخت وتركت امي تتصرف مع وقح مثلك " ترك يدها واخذ يضحك بعمق متاثر بمنظر عيناها الغاضبتان وفمها المزموم بشدة يكاد يجزم انها تتمنى قتله الان دون تردد " حسنا .. انت انتصرتي .. لكن في وقت ما ساحصل على قبلتي رغما عنك جميلتي وعلى تلك الغمازة المغيظة التي تكاد تاسرني وتودي بي الى الهلاك .. وساحصل على قبلة اخرى على ذلك الفم .. " تعالى صراخها ثم اخذت تدفعه بشدة لتخرجه من مدخل المنزل " ثااائر والله ان لن ترتدع لاخبر امي .. غادر الان .. فورا " مع ضحكاته المتزايدة غادر وهو يلقي لها قبلة في الهواء انه حقا دون حياء .. قليل التهذيب .. هذا ما كانت تردده وصوتها يصل اليه بينما مازالت تسمع صدى ضحكاته وبعدها توقفت عن الشتم .. وابتسمت بحب .. انها تعشقه وتعشق كل شي يفعله .. ولولا وجوده في حياتها لانتهت تائهة في ألامها المتكررة .. ثائر هو اجمل شيء حصل لها في كل حياتها .. *** المركز الطبي ظهرا انتهت جمان لتوها من مساعدة دكتور هيثم في عمليته وخرجت بردائها الابيض تنزع الكفوف الطبية المدماة وتعقم يديها بالحمام الصغير الذي يستخدموه كبديل عن غرفة التعقيم .. مع خروجها من هناك التقت بالدكتور علي الرجل الخمسيني ذو الوجه المحبب للنظر " انتهيتما ؟" "نعم دكتور علي .. لقد انتهينا للتو .. ارجو ان تستقر حالتها .. لقد عانت كثيرا للاسف " " انت تزدادين خبرة رغم مدة عملك القصيرة هنا ... الم اخبرك سابقا بان الخبرة اهم بكثير من اعوام الدراسة ؟" رفعت جمان خصلات الشعر التي تفلتت من شعرها البني الطويل المربوط بعقدة عالية " لقد كنت محق .. كنت خائفة في البداية لانني لم اتخرج بعد .. لكن وجودي معك ومع دكتور هيثم زاد من ثقتي بنفسي .. والان اظنني افضل " هز لها برأسه موافقا ثم ربت على كتفها مشجعا وتحرك بعيدا عنها .. اتجهت نحو الغرفة الاخرى المخصصة للمرضى بعد الجراحة لتقوم بجولة للاطمئنان عليهم .. كانت تحوي خمس اسرة فقط .. اقصى ما استطاعوا تأمينه بهذا الوقت " كيف حالك سيد مصطفى .. ارجو ان تكون افضل اليوم " ابتسم لها المريض الشاب واخذ ينظر اليها باعجاب واضح .. " شكرا لك دكتورة .. انت ملاك " بملامح متسلية اجابته " لا بد انك تتوهم .. لقد شققت بطنك بمشرط الجراحة اتذكر .. هذا بعيدا جدا عن عمل ملاك .. صحيح ؟ " ضحك بعمق بينما يضع يده على جرحه ليخفف الالم الذي شعر به " انت انقذتي حياتي .. بشقي بذلك الشكل دكتورة " استندت جمان على عارضة التخت لتريح قدميها المتعبتين ... كانت مرهقة جدا فقد كانت جراحتها الثالثة لهذا اليوم .. كون المركز لا يحوي سوى ثلاثة اطباء بما فيهم هي " اذا لترتاح الان ... حمد لله على سلامتك " خرجت للممر الذي يفصل باقي الغرف في المركز .. المركز الطبي لم يكن كبيرا .. كان مجرد منزل كبير استخدموه بعد ان تهدمت المشفى الخاصة بالمنطقة بفعل قصف الطائرات لها.. بحجح واهية كما في كل مرة يقومون بقصف موقع مدني ... " انتهيت جمان ؟ " لاقتها روان التي خرجت لتوها من غرفة التخزين في اخر الرواق " نعم .. انا مرهقة .. اسمعي ساهرب لبضع دقائق لمخبئي السري .. أرجوك اجلبي لي كأس ماء بارد جدا .. أكاد أموت عطشا " ضحكت روان وهزت رأسها بتفهم ..فهي تعلم ان جمان تحب الانزواء بالمخزن بعد كل جراحة او ارهاق لدقائق تستعيد فيها انفاسها وتركيزها .. دخلت جمان لغرفة التخزين ثم خلعت ردائها الابيض الذي تستخدمه في المركز الطبي .. فظهر تحته بنطالها الجنز وقميصها الاسود ذو الاكمام المرفوعة .. جسدها كان ضئيل بمنحنيات انثوية شبه ظاهرة .. هي قصيرة القامة .. وهذا لطالما ازعجها .. الا انه يمنحها احيانا احساسا لذيذ عندما لا يتعرف الناس الى عمرها الحقيقي ويستغربون بشدة كونها طبيبة متمرسة

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

فتاة انحنت من اجل........الحب

read
1K
bc

معشوقتي

read
1K
bc

جحيم الإنتقام

read
1.7K
bc

أنين الغرام

read
1K
bc

رواية " معذبتي “ لنوران الدهشان

read
1K
bc

بنت الشيطان

read
1.7K
bc

عشق آسر. (الجزء الثاني من سلسلة علاقات متغيرة ).

read
2.5K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook