bc

كيف تمسك بالسارق

book_age12+
26
FOLLOW
1K
READ
drama
like
intro-logo
Blurb

كيف تمسك بالسارق

الحياة قصيرة للغاية ، لا تترك السارق يدخل لي**ق حياتك وراحتك ..ليس كل سارق ي**ق المال فقط، فهناك من ي**ق سعادتك ، نقاء ذهنك .

لا تترك السارق يعيث فسادا في حياتك بل تعلم كيف تطرده خارج حياتك بدون رجعة .

فقط تحتاج عزيمة وارادة قوية وستمر عليك العديد من الصعاب فهناك الكثير منا من تعود على وجود السارق تحت عدة مسميات مختلفة منها

التضحية - الحب - صلة الدم - العطاء وغيرها الكثير .

chap-preview
Free preview
كيف تمسك بالسارق
كيف تمسك بالسارق مقدمة ... ليست السرقة مرتبطة بسرقة المال والذهب فقط ، بل هناك أنواع كثيرة للسرقة ، هناك من ي**ق عمرك وحياتك دون أن تدرى- هناك من ي**ق سعادتك وصفاء ذهنك – من ي**ق راحتك وراحة اهلك – من ي**ق الأضواء منك – واخيرا هناك من يعيش متطفلا مستمعا بآخذ كل شئ لد*ك دون ذرة ندم ...انه من سيجعلك تتمنى الموت خوفا فقط من يتركك هذا المتطفل لحظة واحدة ، تستعذب الألم معه وتتمنى لو تذوب داخله رغم انه يمتص طاقتك وصحتك وقدراتك ويعلو هو بها يوميا- سيشعرك بأنك ضئيل وقليل وليس لك قيمة بدونه – أما هو فنجم في السماء وليس له مثيل- عليك فقط أن تحمد الله انه مازال في السماء ينير حياتك -وانت يا مسكين تظلم حياتك كلها من أجله ولا ترى ضوئها حولك إلا ضوئه وهذا هو ما يريد تثبته لد*ك -يريدك ان تطير فخرا لأنه كان لك السند والدليل... لذا احترس انه هو السارق – سارق حياتك وعمرك ومجهودك ومالك وسعادتك- سارق لكل اللحظات السعيدة الجميلة لد*ك ليمحو بها تعاسته ومرضه النفسى فقط – ويفعل ذلك بك تحت مسميات كثيرة : الحب – العطاء - الوفاء- التضحية ..تعلم من يستحق الحب ومن لا يستحق أن يكون في حياتك من الأساس . تعلم أن تمسك بالسارق وتخرجه بل تطرده تماما خارج حياتك للأبد .. تعلم أن تكون ضابطا نشيطا أيها الانسان.. ايمى الفصل الأول أسرعت بإلقاء الخضروات والفاكهة التى بيدها على طاولة المطبخ لتمسك بأكياس معينة بها من الطعام الساخن ذو الرائحة النفاذة الجميلة وتبدأ في رصه بطريقة شهية تفتح الشهية ويسيل لها ل**ب الجائعين، نظرت في رضا الى الطاولة والتى جهزتها في سرعة وإتقان وقامت بغسل يديها ووجهها ودخلت إلى غرفة نومها بهدوء شديد حتى لا تسبب إزعاج لذلك النائم في امان على سريره دون شعور بما يحدث حوله . اقتربت منه لتطبع قبلة حانية رقيقة على وجنته في حب جارف يظهر على مقلتيها ووقفت تتأمله قليلا ....وسيم هو وجه بيضاوى حاد القسمات رجولي النظرات ذقن مدببة تزيده هيبة، شعر أ**د قصير ناعم يحرص على الاعتناء الشديد به ، تململ في ضيق من قبلتها ونظراتها المسلطة عليه لتهمس هى في خفوت شديد وحذر: "يوسف ، يوسف يلا اصحى الساعة سبعة ونص، معقولة كل دا نوم يا حبيبى، الفطار جاهز وسخن زى ما بتحبه هتتأخر على كدا على شغلك لو طاوعت النوم، وما صدقنا انك مسكت شغل ممتاز زى كدا " فتح عينيين مليئتين بالغضب الحارق وهتف من بين اسنانه في غيظ شديد: " نبهت عليكِ ألف مرة م***ع تصحينى طول ما أنا غرقان في النوم ومش رايح الشغل هسيبه ارتحتى كدا؟" تراجعت للخلف فى خوف وفزع وهتفت في نبرة خافتة قلقة " هتسيبه ازاى يا يوسف ، احنا ما صدقنا تمسك وظيفة كويسه ، دى رابع وظيفة في شهرين والمصاريف ..... قاطعها وهو يقف سريعا ويمسك ب*عرها ويجذبها اليه في قسوة شديدة وينظر لعينيها مستمتعا بنظرة الرعب التى تطل منها والارتجاف الواضح في جسدها وهتف بصوت زلزل كيانها وبعثر كبريائها " ايه ! عندك مانع يا ايمى هانم ؟ بتكررى الكلام اكتر من مرة ليه؟ لا يكون الكلام مش عجبك ولا وجودى في حياتك تقيل مش مستحملاه يا مسكينة ..عالعموم عادى ممكن اريحك منى خالص ومن المسئولية إللى انتِ تعبتِ منها واهجرك كام شهر علشان تتأدبي وتعرفى تتكلمى كويس مع جوزك بعد كدا." ارتعشت ايمى في خوف واقتربت منه تقبله في جنون وهوس هاتفة في استعطاف يزلزل القلوب: " لاء يا يوسف ، تمشى وتهجرني ازاى؟ يرضيك اعيش لوحدى، خلاص يا حبيبى براحتك الشغل سيبه وهتلاقى غيره الوف وهم إللى خسرانين وجودك طبعا يا حبيبى، بلاش تضايق نفسك ، قوم علشان تفطر. جهزتلك احلى فطار سخن علشان خاطر عيونك يا حبيبى" ابتسم يوسف ابتسامة ثعلبية تدل على المكر والانتصار وانتشى كالطاووس ووقف يتبختر في مشيته وهو يمسك بمئزر ابيض ويتحرك ناحية الحمام في اريحية مغيظة غير مبالى لتلك التى تحترق من أجل أن تسمع منه كلمة واحدة تطيب خاطرها وتطمئنها انه سيظل موجودا من أجلها ولن يتركها ، ولكن تقصد هو ال**ت واغتسل وخرج واضعا وجها بلاستيكيا مخيفا واقترب منها ليتحدث في عمق وصوت صارم باتر: " ايمى، حياتنا اظن اتعودتي عليها ، لو مش عاجبك خلاص تريح بعض ، انا لا يمكن اعيش زيك ، اهدر قدراتى وطاقتي فى شغل يادوب يأكلنى عيش حاف، لاء أنا يا حلوة اكبر من كدا بكتير ولا يمكن اقلل من نفسى أبدا علشان ارضى واحدة زيك مفهوم يا حبيبتى" واعقب كلامه بالتربيت الغليظ على خدها لتدمع عيناها في قهر وتهز رأسها في **ت ودون تعقيب على كلامه بل بدأت تضع أمامه ما إذ وطاب من الأطعمة والمشروبات دون أن تجرؤ على مد يدها للطعام الموضوع أمامها. أكل حتى شبع وحرك بو**ي الطعام أمامه في ق*ف وسكب بعضه علي بعض حتى لا تستسيغ اكله في جبروت وقسوة متناهية منه لتكتم هى دموعا تصرخ تريد التحرر من مقلتيها وهتف وهو يرفع يده في عدم اكتراث " عاوز قهوة وشوية مقرمشات جهزيها قبل خروجك للعمل ، يلا يا حلوة علشان متتأخريش عالشغل، وترجعى عالغدا علشان عاوز اخرج مع اصحابى النهاردة ، اه صحيح عاوز فلوس لزوم سهرة النهاردة ، مفهوم يا ايمى؟" حركت ايمى رأسها للمرة الثانية في خنوع وقبول و**ت مخزى وهى تنظر إلى الطعام في حسرة وحزن وكلماته تدوى داخلها لتزلزل كيانها وتدمر ثقتها ورضاها بما تعيشه " أنا لا يمكن اعيش زيك، انا لا يمكن اقلل من نفسى أبدا علشان ارضى واحدة زيك " اخيرا تحررت الدموع لتصبح فيضانا يكتسح كل ما امامه ويزيد من **رة القلب.. ******************************************** يبتسم للجميع ابتسامة دبلوماسية من وجهة نظره ويثق ثقة عمياء ان الجميع يظنونها ابتسامة بلهاء ..لا يعرف نتيجة المقابلة فالابتسامات حوله كثيرة ولربما هذا يدعو للتفاؤل هذه المرة . يعلم أنه غير وسيم بل بالأحرى ق**ح للغاية ولكن منذ متى تقاس الرجال بالجمال والوسامة ، هذا ما رسخته داخله والدته واقنعه به والده ..هو رجل أى من حقه أن يختار ما يشاء من الفتيات الجميلات وليس من حقهن هن ان يعترضن على شكله او هيئته او حتى طريقة ارتدائه ملابسه ، ولكن ما أن قرر الزواج واختار فتاة رائعة الجمال حتى اختلفت الرؤية وتغير الكلام مائة وثمانون درجة قوبل بالرفض بقسوة دون حتى مراعاة لشعوره...بل قوبل بالاستهزاء احيانا من ملابسه وهيىئته ، ولكن هل بدأت معايير اختياراته لمن يريدها شريكة لحياته تنخفض او تتغير؟ بالع** مازال متمسكا بحقه كرجل في اختيار ما تسر ناظره وتتوافق مع نظرته الاجتماعية للنساء. وها هو ذا في المقابلة الخامسة للعروس ويقا**ه نفس النظرات التى بدأ يتعرف عليها ببساطة ووضوح وينتظر دخول العروس المرتقبة والتى لا يدرى هل ستختلف نظرتها اليه وتخالف توقعاته وتقبل به سعيدة فرحة أم ستكون مثل مثيلاتها اللائي سبقنها في تلك المقابلات. أفاق من تخيلاته على صوت محنة من والد العروس والذى هتف مرحبا في حرج ربما للمرة الخمسون: " يا اهلا وسهلا يا استاذ محروس ، شرف*نا، معلش العروسة اتأخرت شوية علشان م**وفة حبتين ، دلع بنات زى ما حضرتك عارف " هز محروس رأسه في تفهم وامتنان لهذا الرجل الطيب وهتف في حرص شديد " تدلع براحتها يا عمى، حقها والله وان شاء الله ربنا يقدم ما فيه الخير واحاول اسعدها وافرحها باقى عمرها" لاحظ ابتسامة أخيها الساخرة والتى ارتسمت على شفتيه وهو ينقل نظراته عليه في استهزاء واضح وعدم اكتراث لما قد يشعر به . واخيرا هل القمر .. دخلت العروس جعلت محروس يشهق من شدة جمالها واناقتها .تنفس بصوت مسموع وشعر أن قلبه يدق كقرع الطبول ، هى أجمل من أى فتاة رآها من قبل ، لا يعلم لما ضاق نفسه وشعر بحرارة المكان تتزايد وتراقصت الخيالات أمامه وهو يتخيل نفسه في حفل زفاف ضخم وبيده تلك الحسناء الفاتنة والجميع يحسده وينقم عليه من شدة جمالها . أفاق على نظرات العروس التقييمية له والتى أظهرت امتعاضها الواضح ورفضها لشكله وملبسه وظهرت علامة تعجب شديدة على وجهها حين هتف والدها في تعريف بالعريس واهتمام لدراسة افعال وردود ابنته : " الأستاذ محروس موظف بمؤسسة حكومية على درجة مدير واصغر مدير يعتبر في المؤسسة. على درجة عالية من الأخلاق والمستوى الاجتماعى والمادي." ابتسمت الفتاة في هدوء بارد وهتفت في أدب واحترام لوالدها: " تشرفنا يا استاذ محروس ، اظن حضرتك اتقدمت بطلب لوالدى وحقيقى لسه الرد غير موجود عندى، بس لما اوصل لقرار هبلغه فورا لبابا طبعا" لم يكن باستطاعة محروس الرد ، لقد سقط صريع جمالها وأدبها وفوة شخصيتها الواضحة من اول لحظة ، حاول أن يستجمع شتات نفسه ويجلى صوته محاولا استعراض امكانياته المادية على الأقل فهتف اخيرا: " حقيقى اتمنى يكون الرد خير وانا على استعداد ادفع المهر والشبكة إللى تعجبك ومن اختيارك كمان من أى مكان وبأغلى الاسعار" ابتسامة ساخرة مستهزئة ورد قاسٍ هو كل ما حصل عليه ليسمع ما جعل يقينه بفشل مسعاه في نيل رضاها بالمال " ايه هو انت هتشترى شقة ولا عربية تتمنظر بيها يا أستاذ محروس علشان كدا هتدفع فيها اعلى الاسعار، عالعموم الرد هيوصلك قريب عن طريق بابا ، بعد اذنكم." خرج من هناك يحدث نفسه في هيام مجنون " هتكونى ليا يا هنا ، مهما حصل خلاص هتكونى ليا برضاكى او حتى غصب عنك ، حقى ادافع عن حياتى واختيارى لأجمل عروسة في الكون" ******************************************** " عمة نور – عمة نور ..انتِ فين تعالى شوفى رزق النهاردة انما ايه حاجة فل الفل " خرجت خالتها وهى تتثاءب في تثاقل هاتفة في اهتمام رغم نومها : "ورينى شطارتك يا ماجي...هاه شقطتي النهاردة كام شنطة وكام محفظة...دا يعتبر أول يوم في الشغل لوحدك من غيرى " وضعت ماجي ما تحمله من مسروقات على المنضدة المستديرة الصغيرة جدا والتى تتوسط غرفة المعيشة لديهم لتبرق عينا نور في شجع وطمع وهى تتطلع إلى المسروقات والتى ظهر ان فيها مشغولات ذهبيه كثيرة وسمعت ماجي تهتف في فخر بسبب إنجازاتها في السرقة: "عارفة المول إللى في الشارع الرئيسي، المول الجديد إللى افتتاحه كان من شهرين تقريبا دا – يا خرابي يا عمتو، كنز واتفتح لينا ، الستات دهب بالكوم وانا يادوب باخد اخف حاجة علشان الواحدة منهم متلاحظش حاجة ، أما الرجالة ايه شوية مزز ملهمش حل يا نور لبس وشياكة وعطر يدوخ البنات كدا ومحافظ كلها فلوس تقيلة صعبوا عليا قلت اخفف عنهم واشيل معاهم شوية" ضحكت نور ضحكة مائعة وهى تربت على يد ماجي في رضا وسعادة وغمزت لها في خبث وهى تتساءل: " اوعى يا بت يكون حد فيهم ريحة العطر بتاعته دوختك- ولا الشياكة غرتك دول كلهم شحاتين ويمكن الفلوس دى مرتب شهرين من مرتباتهم بس طالعين يتمنظروا عالفاضى بيهم " ابتسمت ماجي في حزن وهى تهز رأسها فى نفى ونفور وتهتف في ثقة : " مستحيل يا عمتو، انا لا ناقصة ولا عندى مرارة للرجالة و*درهم- ايه نسيتى اخوكي إللى يطلع بالمناسبة ابويا عمل إيه في أمى وفيا وانتى كمان مسلمتيش من اذاه، الحمد لله ابويا حرمنى الصنف كله طول عمرى – قال ادوخ قال ، دا انا ادوخ عشر رجالة ولا يتهزلي رمش ولا حتى ضوفر من صوابعي الحلوين دول " ضحكت نور في حزن وهى تحاول نفض الذكريات المليئة بالألم والت***ب والهوان والتى نالتها هى وماجي على يد أخيها مرسال القط حتى استطاعا الهرب منه ام المسكينة دلال زوجة أخيها فقد قضت نحبها على يده وتم القبض عليه بتهمة ض*ب افضى إلى الموت – هزت رأسها وصورة تلازمها ليل نهار تؤرق حياتها وتجعلها لا تستطيع النوم ليلا مطلقا وانطلقت الصرخات أمامها وتمثل المشهد مرة أخرى " في اية يا وليه يا بنت ستين.......بقول تخرجى تقابلي الراجل إللى اتفقت معاه يعني تخرجي- هتعملى فيها خضرة الشريفة علي أنا يا تربية الشوارع- انجزى وإلا هخلى يومك شبه لون حواجبك يا حلوة" تراجعت دلال للخلف محاولة الفكاك من قبضته الفولاذية وهى تصرخ في رفض " مستحيل لو هموت مش هروح ولا اقابل رجالة تانى حرام عليك دا أنا مراتك وام بنتك يا مرسال – انسى يا سيد الرجالة كان فيه وجبر خلاص " جرت منه لتحاول الاختباء داخل غرفتها ذات الباب المتهالك إلا أنه أسرع بوضع قدمه ليمنع الباب من الانغلاق ويدخل هاجما عليها كالوحش ويبدأ في ض*بها بجنون وعدم رؤية لعظامها التى تت**ر تحت وطأة يديه ابتسم ابتسامة شرسة اظهرت أسنانه النخرة ورائحة فمه الكريهة بدأت تعبق المكان وجذب شعرها بكل قسوة وهتف بصوت زلزل كيانها وشعرت بالضعف والان**ار أمامه وهو يصرخ في هياج: " طيب من غير يمين هتنزلي يا دلال بس الأول لازم تتأدبي وتاخدى إللى فيه النصيب" وأعاد الض*ب مرة أخرى ولكن ذادت الوتيرة وهى تصرخ محاولة التخلص من قبضته وض*باته المميتة وحاولت ابنتها ماجي ان تدافع عنها ليض*بها في الحائط ففقدت وعيها فورا لتصرخ نور في جنون: " سيبها يا مرسال ، دلال هتموت تحت ايدك، سيبها وهتسمع كلامك من غير ما تنطق – صح يا دلال ؟" لم تنطق دلال مطلقا بل تهاوت على الأرض دفعة واحدة ليهمد الجسد وتسكن الشهقات وينقطع النفس تماما وتبدأ الصرخات في أرجاء المكان. عادت نور من ذكرياتها الأليمة وهى تشهق في جنون محاولة التنفس وهى تتذكر دلال أمامها مطحونة العظام ميتة بلا روح جاحظة الأعين . اقتربت ماجي من عمتها وهى تلاحظ ارتجافها وجحوظ عينيها وهزتها في رفق هاتفة " في ايه يا نور ، بتفكري في مين يا ست البنات- ايه شفتى صورة حد من المزز في المحافظ ولا ايه دوخك ونساكي الدنيا وبلاويها واللى بيجرى فيها يا نؤنؤ" ابتسمت نور في سعادة وهى تحمد الله على وجود ماجي في حياتها واقتربت منها قارصة اسمها في رقة هاتفة " لاء يا حبيبتى، مزز مين وكلام فاضى مين ؟هو انا ناقصة هم ، دول الرجالة اليومين دول هم بالنهار ورزالة بالليل فيا مرارة أنا ليهم ، يلا يا بت نشوف فيه ايه يتاكل في المطبخ إللى يض*ب يقلب ليه يومين " مطت ماجي شفتيها وهى تغمز لعمتها في شقاوة هاتفة في حب : " من حق الكبير يتدلع يا عمتو نؤنؤ، اه امال ايه ! اشتغل واحضر الاكل كمان !" اقتربت منها نور وهى تم**ص شفتيها وتجرى خلفها صارخة " اية مش عاجبك يا بنت مرسال؟" أسرعت بالهرب من أمامها وهى تضحك في سرور صاخب هاتفة من وسط ضحكاتها الرائقة: " لاء عجبنى يا نؤنؤ- عجبنى ونص كمان بس بلاش الكشرة إللى على وشك دى عالعصر اعمتو" لانت ملامح نور وابتسمت وهى تلمح ماجي تجري ناحية المطبخ في نشاط وهمة وتحركت لتعبث بالمسروقات وتتفقدها مرة أخرى في رضا عن ابنة أخيها ذات الأنامل الذهبية . سمعت دقات هادئة علي الباب لتنعقد حاجباها في توتر وعجب وتساءلت في همس عن هوية الزائر في هذا الوقت من النهار وهما اللتان اعتادتا على عدم استقبال أي زائر على الإطلاق. أسرعت بالاقتراب من الباب في حذر وهى تسأل الطارق في صوت مبحوح من شدة التوتر والقلق " مين ؟ مين إللى بيخبط ؟ وعاوز ايه السعادى؟ " أتاها صوت هادئ عميق كأنه يأتى من أغوار بئر سحيق هاتفا في رزانة: " معاكى الرائد سعد الدين فؤاد، افتحى عاوز أقابل الأمورة الحرامية الصغيرة ماجي هانم ، الموضوع في غاية الخطورة يا نور ولا تحبي أقولك يا نؤنؤ" وأسقط في يد نور وهوس قلبها بين قدميها وصرخ عقلها" ضاعت ماجي- البت ضاعت خلاص وهتتسجن" ********************************************أيها البحر هل حكاك أحد من قبل انك لست بغادر بل تثور لترفع موجة فوق موجة وتغسل اعماقك وتلقى بأحزانك واثقالك على شاطئ النسيان- انك قوى ايها البحر هادئ معظم الأوقات – ولكن لا يأمن غدرك إلا غبى مختل عقلي لا يفهم في لغة الجنون ولا العطاء. فالبحر معطاء بلا حدود .غادر لمن يتعدى الحدود. جبار قاسي حين يثور. ايمى تتعامل برتابة ثقيلة على قلبها وتحاول أن تنجز عملها دون الوقوع في أخطاء حتى يمر اليوم في سلام ، تشعر ان هناك أطنان من الجبال توجد علي قلبها ، ماذا تفعل مع يوسف ؟ تحبه؟ نعم أكثر مما تحب نفسها حتى – وهنا المعضلة لا تستطيع أن تقف أمامه او تجابهه ولو للحظة واحدة تعمل وتكد ليرتاح هو ويصرف أموالها كيفما يشاء – الغريب أن هذا ليس ما يضايقها بل يقهر قلبها تصرفه معها داخل المنزل وعدم تبادل الحب والعطاء بينهما- هي فقط من تعطى بغزارة كل شئ ويستقبل ذلك ببرود وعدم اكتراث. اقترب منها زميلها في العمل لتزم شفتيها في ضيق حين جذب كرسى ليجلس أمامها سائلا اياها في اهتمام : " مالك النهاردة يا ايمى ؟ سرحانة والشغل إللى بيخلص في ساعة بتخلصيه في ساعتين ، اية يوسف مزعلك ولا اية ؟ قولى بس وفصفضى انا زى اخوكى " تن*دت ايمى في ضيق وحاولت استجلاب بسمة دبلوماسية على وجهها إلا أنها لم تستطيع تغيير ملامحها بل ازداد انعقاد حاجبيها في توتر وقلق لعدم استطاعتها الرد عليه بما يليق ، فهل لا تحب أن يتدخل أي شخص مهما كانت صفته في حياتها الشخصية ، تن*دت مرة أخرى وردت في صوت خافت حتى لا تجذب إليها أنظار باقى الزملاء والزميلات في العمل : " استاذ مختار أرجوك محبش أبدا أي شخص مهما كان درجة قرابته أو صداقته منى انه يتدخل في أمورى الشخصية وشكرا على اهتمامك وسؤالك عنى بس انا الحمد لله مبسوطة وسعيدة مع يوسف ومفيش أي مشاكل خالص ، دا بس شوية ظروف وتعدى" رفع مختار حاجبيه في سخرية وهتف في صوت مغوٍ: " اكيد طبعا مبسوطة وسعيدة ، هو أنا قلت غير كدا ، على العموم انا كنت بس بطمن عليكِ بحق الزمالة إللى بينا وعشرة السنين ولو حبيتي في اي وقت تتكلمي مع صديق كتوم وتستشيره انا دايما موجود ورهن اشارتك يا ايمى." ثم وقف بحركة حادة ومال نحوها بصورة خطيرة دفعت بدماء الخجل والحرج إلى وجنتيها وأشار إليها في اهتمام يظهر من بريق عينيه وهتف بنبرة خشنة: " لازم تعرفي انك تستحقي أفضل إنسان وافضل معاملة ، ملاك زيك برئ غلط يتعذب وينكوى بنار الظروف كل شوية ...دا اذا كانت فعلا ظروف يا ايمى" وتحرك مبتعدا عنها دون انتظار ردها وتركها خلفه عارفة في دوامة من الحزن والتفكير وعدم القدرة علي اتخاذ أى قرار مهما كان ضعيفا باهتا. ********************************************يجلس في اريحية ويرفع نصف عين معينة الذئاب نحو الفتاتين اللتان ترتجفان في رعب أمامه، كان يشرب قوته ببطء في استمتاع غريب دون أن يهتم بالنطق للتخفيف عنهم او توضيح سبب زيارته والتى كان من الواضح أنها ودية رغم تعريفه لنفسه بأنه ضابط مما جعل التوتر والقلق يعصف بماجي ونور والأفكار السوداء تلف داخل رأسيهما. نطق اخيرا وهو يرفع نحوهم عينيه في تقييم رجولي بحت وهتف في هدوء وثقة " الاسم ماجدة مرسال السيد، السن اتنين وعشرين سنة، المؤهل – اممممم مفيش بس بتعرف تقرأ وتكتب وذكية جدا والأب في السجن بيقضي عقوبة سبع سنين علشان قتل دلال مراته واللى بالمناسبة كان شغال ق**د ليها ولا مؤاخذة يعنى كان يختار الزباين لمراته بنفسه و....... قاطعته ماجي في غضب مجنون اضاع تعقلها وخوفها من وجود ذلك الضابط الغريب الأطوار داخل بيتها: " معلومات معروفة ومهمة جدا يا حضرة الظابط علم الدين ولا مش فاكرة ايه بالضبط ! ممكن اعرف حضرتك مشرفنا ليه دلوقتى؟ لو هتقبض عليا مستحيل تقعد كدا وترحرح و تاخد وتدى في الكلام ...خليك ص**ح يا باشا وقول علطول ايه الحكاية وفين المصلحة ؟" ابتسم الرائد سعد الدين وارتفع حاجبه اعجابا به وبجرأتها في الحديث معه دون خوف أو خشية وهتف مراوغا إياها حتى يدمر أى مقاومة لها في المستقبل: " ايه جاهزة أقبض عليكِ يا ماجدة هانم بتهمة السرقة والنشل ، زهقتى حالا وعاوزه تشرفى مع الغالى ابوكي مرسال في سجن النسا ولا ايه ، لو حابه كدا اؤمرى بس" ابتسمت نور اخيرا وجلست امام سعد الدين في تحدى وهتفت في خبث لا يقل عنه انشا وهتفت وهى تغمز بعينيها وتلمع حدقتيها بمكر الثعالب: " قول اوامرك يا سعد بيه واحنا تحت امرك ، لو كنت ناوى على أذية مستحيل تيجى لوحدك من غير الكلبشات حتى ، هاه ايه المطلوب من ماجدة ؟" ابتسم سعد الدين في شر وهتف وصوته يقطر كره الدنيا: " محتاج موهبتها في السرقة لمدة أسبوع ودا غير جمالها وذكائها واوعدك هد*كى مبلغ يريحك من الشغل دا وق*فه واحميكم كمان من مرسال إللى خلاص شهرين بالكتير ويخرج من السجن" نظرتا الاثنتان نحوه في تعجب وهمست ماجدة في تساؤل متعجب: " ويا ترى من سعيد الحظ دا إللى الباشا عاوزنى اسرقه واسرق منه ايه؟" التمعت عينا سعد الدين ببريق مخيف مبهم غير واضح وهتف في اصرار: " ابويا عاوزك تسرقي ابويا فؤاد منصور واللى هتسرقيه مجرد شوية أوراق بس " نهاية الفصل الأول

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

ومضي العمر

read
1K
bc

ظلمات حصونه

read
6.4K
bc

روايه شريط لاصق .. يارا رشدي

read
1K
bc

الظل

read
7.2K
bc

تحت مسمى الحب "عشق الملوك"

read
1K
bc

حكايتنا

read
7.5K
bc

عذريتي مقابل برائتي

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook