bc

الماضي بيننا

book_age16+
7
FOLLOW
1K
READ
drama
like
intro-logo
Blurb

كيف تتحول أجمل أيام حياتك لتصبح أسوءها؟ وكيف ينتهي حب مليئ بالأمل ويغدو رماداً؟

عاشت شمس لسنوات بانتظار عودته.. ظنت.. أملت.. وتوهمت.. أن برجوع أمير ستعود حياتها لمكانها الصحيح مجدداً وينتهي كل ما قاسته في غيابه..

لكن كلمة واحدة منه حطمت كل أمنياتها وأحلامها وأعادتها للجحيم دون رحمة..

فكيف تجعل قلبها يدرك أن أمير لم يعد حبيبها انما غدى جلادها منذ هذه اللحظة؟

chap-preview
Free preview
الفصل الأول :
المقدمة : خرجت شمس من سيارتها الحمراء بسرعة وفوضوية .. ترفع حقيبتها الصغيرة لتضعها فوق كتفها وتنحني لتحتضن باقة زهور الجوري الحمراء ثم اخذت تخطو بسرعة لتدخل مطار العا**ة وتلتفت حولها .. فستانها الاصفر اخذ يتمايل حول ساقيها وشكرت ربها انه كان لا يتجاوز ركبتيها والا اعاق سيرها .. " المعذرة .. اسف حقا " مع اندفاعها كانت قد اصطدمت بجسد رجولي ثم وقعت زهورها ارضا فانحنت تحملها بسخط وهي ترفع شعرها العسلي الفاتح المنسدل بعيدا عن وجهها لترمق الشاب الذي يحمل حقيبة سفر صغيرة وحول عنقه كاميرا سوداء رقمية ثم هتفت " انظر امامك " " حسنا .. حسنا .. حسناء غاضبة .. لقد اعتذرت لك " عيناها العسليتان اتحدتا مع عيناه الخضراوتان ثم دفعت كتفه لتخطو مجددا وهي تسمعه يقول بصوت مستمتع " متهورة " دعت ربها الا تكون طائرة لندن قد وصلت .. ثم اخذت تنظر للوح الاعلان بتركيز كبير " اوه لا .. " لقد وصلت منذ عشر دقائق .. عليها الاسراع اذا .. اخذت تركض في البهو الكبير فوق كعبي حذائها الابيض ثم صعدت السلالم الكهربائية وهي تاخذ انفاس عميقة .. ابتسم ثغرها وهي تنظر نحو زهور الجوري في يدها .. مؤكد سيحبها .. رباه لقد افتقدته بجنون .. ولولا ريم لم تكن لتعرف انه عائد .. اكان يريد مفاجأتها ؟! .. وتوسعت ابتسامتها تنظر نحو المكان بحب .. أخيرا" وجدت الممر الخاص بالطائرة ووقفت تنظر نحو المسافرين بدقة .. تحاول ابعاد الجمع لتنظر بشكل افضل .. زفرت بعدها .. لقد تأخر .. هتف قلبها بعدها وتجمد كل ما حولها وهي تنظر اليه يخرج وفوق عينيه نظارات شمسية غامقة .. تأملته باشتياق .. وجه وذقنه الخفيفة .. فمه المرسوم بدقة مع شفة سفلية مائلة بسخرية معتادة لا تفارقه .. جسد ي**وه سترة جلدية سوداء اللون دون اكمام اسفلها قميص رمادي غامق وهالة من الثراء الموروث تحيط به .. لقد عاد اخيرا " أمير .. أمير " حاولت تجاوز الشاب امامها وشابة اخرى ثم اندفعت نحوه بينما يبدو قد رأها للتو مع هتافها له .. ركضت ودفت نفسها في ص*ره تحتضنه وتلف يدها حول عنقه ثم تقبل خده دون توقف وتتنشق رائحته التي افتقدتها بجنون " ايها الغائب الجاحد .. اشتقت اليك .. رباه .. هذا العطر كم احبه .. انا افتقدتك جدا " ابعدت بعدها نفسها عنه ومدت يدها تحاول نزع نظارته لكنه امسك رسغها وانزله ثم قال بصوت بارد " اهلا شمس " توسعت ابتسامتها .. لا بد انه تفاجأ بوجودها وعضت شفتها تميل برأسها له وتهمس بصوت غير مسموع " انا احبك " " امير .. لا تنسى حقائبنا " يده افلتت يدها فنظرت نحو الشابة التي مالت تمسك ساعده بود كبير وتقول مجددا " من هذه ؟! " ارتجفت يد شمس .. وحدقت بهما بغرابة .. من هذه الفتاة ؟! .. ولما يبدو باردا هكذا نحوها .. وانخفضت يدها التي تقبض على الزهور ثم سمعت صوته يقول بنبرة جافة " شمس .. صديقة من الماضي .. ديمة .. حبيبتي " شهقة غادرت شفتيها .. ثم توسعت قبضتها حول الباقة لتقع ارضا وهي تهمس بتردد " ماذا ؟! " " سعدت بلقائك شمس.. من الجميل ان يأتي احد لاستقبالنا .. شكرا لك عزيزتي " عيناها لم تحيدا عن وجهه .. كرهت بشدة تلك النظارات التي تحجب عينيه عنها .. وارادت الصراخ بجنون .. ان تنعت الاثنان بالكذب .. ان تسمعه ينفي الامر .. لكنه كان يختفي خلف حاجزه ويتركها للضياع الذي يتملكها منذ لفظ كلمة التحبب واصفا من معه بها.. كاد تفقد سيطرتها على نفسها ولكنها انخفضت تحمل الباقة واقتربت لتمسك كفه تسحبه بعنف وتضع الباقة بها " انه اول ازهار لها هذا العام .. سعيدة لعودتك سالما " خطت بعدها للخلف وقبضت يدها تلجم نفسها بقسوة عن افتعال فضيحة في المطار .. عيناها رمقته بأسى .. وشعرت بالمرارة داخلها .. كل سعادتها تبخرت واختفى السرور من ملامحها نهائيا مستبدلا بدموع محبوسة منعت نفسها بشدة من ذرفها .. ثم استدارت وابتعدت تخطو ببطئ ثم بسرعة اكبر .. وأسرع .. حتى تركت خلفها المطار .. نظرت حولها .. اين هي ؟! .. وتجمد الدم داخل عروقها .. اقال حبيبته ؟! .. اذا من هي ؟! دخلت الى سيارة وفتحت حقيبتها بيد مرتجفة .. اهتز الهاتف في يدها المرتجفة وهي تلمسه لمرات لتفتحه وتتصل بعمرو .. لكن لم تستطيع .. بعدها عادت لتجرب وهي تشتم بصوت منخفض .. رنة .. اثنتان .. ثلاثة .. " هيا عمرو اجب ارجوك " لكن احد لم يجب ثم ظهر الرد الالي فاقفلت الخط باصابع مرتجفة حركت السيارة ببطئ شديد بسبب الزحام امام المطار .. واسندت جسدها للخلف ثم اغمضت عيناها لتجد صورة تملئ عيناها وتلك الفتاة الشقراء تحتضن ساعده وتميل نحوه بود .. رفت رموشها تمنع نفسها من ذرف الدموع التي تجمعت لتوها في مقلتيها .. ونظرت من النافذة ثم عاد القدر ليحرك السكين التي غرزت للتو بص*رها .. كان يقف ويساعد الفتاة لتدخل الى السيارة السوداء الخاصة بالعائلة .. نزع بعدها نظارته مع اقتراب مجال رؤيتهما وتلاقت نظراتهما اخيرا دون حاجز .. عينان عسليتان مليئتان بالدموع .. وعيون سوداء حادة مليئة بجليد لا يذوب .. والاكثر ألماً انه رفع يده يحيها ثم دخل الى المقعد الخلفي ليختفي عن ناظريها " من هذا ؟! " نطقت بالكلمة بصوت منخفض محمل بنحيب مخنوق .. ثم حملت هاتفها مجددا واعادت طلب رقم عمرو وهي ترجو ان يرد سريعا .. رنين متواصل ثم صوته الناعس " شمس ؟!! " اغمضت عيناها تعتصرهما وتأمر نفسها بعدم البكاء مهما كان الامر .. " عاد امير " " اه .. جيد جدا .. اهو معك ؟! .. دعيني اكلم ذلك الو*د " ارتجف فمها واهتزت اصابعها حول الهاتف و**تت لا تدري ماذا تقول .. اخيرا سيل من الدمع عبر خدها الايمن فمسحته برتباك ليس الان شمس .. نهرت نفسها " شمس ؟! .. الازلت معي ؟! " " وافيني الى المشغل .. ارجوك عمرو كن هناك .. اتوسل لك " ألم عميق اخترق ص*رها فوضعت يدها فوق قلبها واستمعت لأسئلة عمرو التي لا تتوقف .. ثم قاطعته بصوت حزين مكررة وهي تخفض بعدها الهاتف وتقفل الخط " تعال للمشغل .. ارجوك " " انت بخير آنستي ؟! " اخفضت رأسها تحجب وجهها عن حارس المطار وعضت شفتها بقسوة وتلك الكلمة تترد لالف مرة داخل رأسها .. لقد قتلها أمير لتوه .. فكيف تكون بخير ؟ قادت سيارتها بشرود في الطرقات لا تدرك اي اتجاه تأخذ .. هي ضائعة .. مشوشة .. وتشعر بالاختناق .. احقا حصل ما رأته ؟! .. اقال حبيبته ؟! .. وقبضت مجددا على المقود بينما عيناها مشوشتا الرؤية بدموع محبوسة لا تتحرر .. صوت زمور سيارة خلفها قاطع افكارها مفاجئا" اياها بحدته .. لقد كادت تصطدم بالسيارة التي حاولت تجاوزها للتو .. فارتجفت يديها بخوف كبير بينما تسمع شتائم الرجل العالية وهو يبتعد بسيارته عنها .. . امالت المقود تسمح لباقي لسيارات خلفها بتجاوزها .. واوقفتها جانبا تلهث لمرات وجسدها باكمله يرتجف .. لقد كادت تفقد حياتها للتو .. مدركة انها تقود دون اي تفكير .. الى اين اوصلتني امير ؟! " يا الله .. يا الله .. اهدأي شمس .. " كررت لمرات تحاول تمالك نفسها ثم اسندت رأسها للخلف .. حبيبته .. وكانها مجرد كلمة تافهة .. كأنها مجاز لا اكثر .. اذا ما هي ؟! .. من تكون هي ؟! .. وعضت شفتها تمنع نفسها من النحيب بصوت مرتفع .. لاربع سنوات كانت ماذا ؟! .. ماذا كانت في حياة امير اذا ؟! .. وشردت ورأسها يكرر دون توقف ذكرياتهما معا .. حبهما الذي يتملك كل جزء من داخلها .. قلبها .. روحها .. وكيانها باكمله .. لقائهما الاول تحت المطر .. حيث بدأ كل شيء .. عندما اخذ يستهزء بها بضحكته الساخرة قائلا بأن الاناث لا يجب ان يقودوا .. لقد توقفت سيارتها عن التحرك فجأة وسط الشارع .. وانتهى بهما الامر باخذ حمام من مياه المطر وهما يدفعان السيارة جانبا .. وابتسمت بألم للذكرى تسمح لدموعها اخيرا بالتحرر .. ذاكرتها اعادت الاحداث كما لو كانت الان .. مظهرهما المشبع بالمياه .. اقتراحه لدخول ذلك المقهى .. ومرحه وسخريته المحببة منها .. ماذا حصل اذا لينتهي كل ما جمعهما يوما بكلمة واحدة منه ؟! .. لا لقد انتهى منذ رحيله .. لكنها ومتأخرة جدا ادركت .. ان الوقت فات للتمني .. اصابعها امتدت لتفتح الدرج المقابل للكرسي الجانبي .. وبعيون لا ترى سحبت المغلف الابيض .. لتفتحه بيدين مرتجفتين وتخرج محتواه .. الحروف كانت مشوشة لرؤيتها فرفت لمرات تسمح لحدقتيها برؤية افضل .. وهي التي تساءلت لمرات لما اختفى تاركا رسالة ورائه ؟! .. بدل ان يودعها بنفسه " شمسي .. اعتذر لعدم وداعك .. الامر حصل بشكل مفاجئ وعلي الذهاب الى لندن .. ليس كخيار وانما لظروف ارجو ان تسامحيني لعدم اخباري لك بها .. لم ارد ان اودعك وارى دموعك فعندها ما كنت لارحل ابدا تاركا اياك .. ولاني اكره رؤية تلك الدموع .. فاعذريني غرامي ولا تكرهيني لفعلي ذلك بك .. تعلمين وتدركين جيدا .. انك تملكين قلبي وان حبك يأسرني **جين لا يمكنه الفرار ابدا " ضحكة ساخرة وجدت نفسها بين دموعها .. يبدو ان السجين تحرر .. وقبضت بشدة على الورقة تعتصرها .. تسربت دموع جديدة الى عيناها فحتى لو حرقت هذه الورقة .. مزقتها لالاف القطع .. كلماتها محفورة بداخلها وبدل ان تعتز بها كما كانت تفعل دائما .. اصبحت كخناجر تطعنها دون رحمة .. نحيب ضعيف غادرها وباقي الكلمات تتردد في رأسها بصوته .. بنبرته التي لطالما ادمنتها .. " ارجوك لا تبكي .. فقط سامحيني .. اغفري لرجل لم ولن يعرف سواك حبيبة .. احبك شمسي ... اميرك " اي حب هو هذا ؟! .. اي حب يحلل للحبيب ان يقتل روحها ؟! .. لقد كانت من الغباء بحيث ظنت ان هذه اسعد لحظات حياتها .. لكنها الاسوء على الاطلاق .. وان رؤيته مجددا هو دواءها وشفاءها من كل ما عنته بعيدا عنه .. ليته لم يعد .. كم يؤلمها ان تتمنى لمرات ومرات ان تعود يوم واحد للخلف .. يوم واحد قبل ان تعلم بعودته .. قبل ان تنطق ريم بتلك الكلمة بزلة ل**ن قتلت روحها للابد .... *********** الفصل الأول : " الو*د العديم الضمير .. " اخذ عمرو يشتم دون توقف احيانا بالفاظ لم تطرق سمعها من قبل حتى وتحرك في المكان كنمر داخل قفص فاجلت حنجرتها وهمست بعذاب " انت لم تره .. لقد .. انه ليس هو عمرو .. ليس هو .. " وعادت عيناها لتذرف الدموع فوضعت يدها فوق فمها تكتم شهقاتها المتتالية .. جسده اقترب اخيرا ليحتضنها فوق الاريكة الوحيدة بجانب الحائط الازرق اللون " كفى بكاء شمس .. اهدأي ارجوك " " كيف ؟! .. قلي كيف ؟! .. انا انتظره منذ سنتين عمرو .. ليعود الان ويقول لي حبيبته .. اي حبيبة هذه ؟! " اخذت تنتحب بينما يمسك يديها وهي تتكلم بصوت معذب بينما يدها تنقبض زارعة اظافرها في راحتها " انت تعلم .. انت تعلم كم عانيت بدونه .. انت تعرف كم انتظرت عودته .. انه انفاسي .. انه كل شيء عمرو .. ارجوك اخبرني ماذا افعل ؟! .. كيف اعيش الان ؟! " " اشش .. اهدأي.. اهدأي " اغمضت عيناها تعتصرهما بألم .. مازل اللقاء يرسم نفسه داخل رأسها .. وهي التي ظنت ان ايام العذاب انتهت بعودته .. لتكتشف ان الالم الان مضاعف .. بل اكثر .. " لقد اشتقت اليه .. بجنون .. لكن لما فعل هذا بي ؟! .. ارجوك عمرو قل لي .. كيف يمكن له فعل هذا لي انا ؟! " واهتز جسدها فقبضت يديها بشدة ثم تركت العنان لنفسها لتنتحب دون توقف " خذي " رفعت رأسها تاخذ كوب الشاي منه .. ثم رأته يجلس بجانبها .. شردت تتامل المشغل بعيون غائمة ولتمع الحزن داخل مقلتيها وهي تنظر لتلك المنحوتة التي انتهت منها قبل ذهابها للمطار ظهرا .. يدها فركت وجهها بقسوة تحاول استعادة رشدها .. التفكير حتى حجب عنها .. وألم كبير كان يطرق رأسها دون توقف " اشربيه " " اشعر باني ضائعة .. تائهة .. وكان احدهم رماني في صحراء وغادر " وقف عمرو ثم عبر المكان بين الاريكة وطاولة عملها بسرعة مما افقد المنحوتة توازنها بفعل كوعه ووقعت ارضا لتتهشم لالاف القطع .. فابتسمت بمرارة " اه .. اسف .. رباه .. اسف شمس " " لا تفعل " هتفت به تمنعه من الانحناء لالتقاط القطع الكرستالية الزرقاء الحادة وقالت " انا سأهتم بهذا .. اجلس انت " اتجهت لتجلب المكنسة لتجمع القطع بينما يعتذر مجددا " اسف حقا .. لابد انك عملت عليها لاسابيع .. اعتذر بشدة شمس " " وانا اعتذر لاجل رؤيتك لي بهذه الحالة .. اصبحنا متعادلين الان .. لا تهتم .. لقد تحطمت قبلها صدقني .. انها مجرد زجاج لامع لا اكثر " جمعت القطع ثم اخذت تضعها في الكيس الاسود الخاص بالقمامة .. الاشتياق .. مسمى المنحوتة .. الان اصبحت تشبهها حقا " ااه .. اوه " " انت تنزفين .. ارني يدك " ابعدت نفسها عنه ووقفت ثم انسحبت سريعا نحو الحمام وغسلت الجرح تنظر اليه بينما يقول لها بصوت خائف " ارني اياه شمس .. ربما يحتاج لغرز " رفعت رأسها ثم تجمدت حدقتاها فوق المرآة .. من هذه الفتاة ؟!.. صرخ داخلها بها .. اهذه هي الفتاة نفسها التي كانت ترسل قبلة للمرآة قبل ثلاث ساعات ؟! ..الفتاة المحمرة الخدين .. الممتلئة بالأمل والحب .. وانزلت وجهها تصفعه بالماء بكفها السليم تمسح اثار التبرج الذي يلطخ معظمه يدها مرت و مرات فوق فمها تمسح حمرتها الخفيفة اللون بقسوة .. وتفرك عينيها الى ان استحال وجهها لشحوب ابيض " ارني " يد عمرو كانت قاسية حول مع**ها ثم فتح راحتها وشتم بصوت منخفض " يحتاج لغرز .. هيا بنا " جرها وراءه وهي تخطوا على كعبي حذائها العالي بتمايل ثم غادرا ليدخلها سيارته ويجمع مناديل ورقية يضعها فوق كفها لايقاف النزيف " اضغطي جيدا " استدار ليحتل مكان السائق وينعش المحرك .. بينما ارتجف جسدها بردا .. وشعرت ببعض الدوار مع تزايد الم رأسها فاخذت تزفر بتسارع واغمضت عينيها تسند رأسها للخلف عله يتوقف عن النبض بطريقة مزعجة " لا تتحركي " " انت تبالغ .. انه مجرد جرح بسيط " انهى خياطة الجرح ثم اخذ يلف حوله القماش الناعم وهو يقول بصوت آمر " هبة .. احضري مسكن وماء " تحركت سكرتيرته خارج الغرفة ثم عادت بعد قليل واعطته الماء والدواء " دكتور " " شكرا لك .. اغلقي العيادة وانصرفي بعدها .. لدي مناوبة في المشفى ولاداعي لبقائك " " حسنا .. حمدا على سلامتك انسة شمس .. وداعا " بدأت تشعر بنبض في يدها .. كما لو ان قلبها يختض هناك فعضت شفتها وتجرعت الدواء دون معارضة " من الجيد انها اليد اليسرى .. راحت يدك احتاجت لعشر غرز " ماذا عن الجرح داخل قلبي ؟! .. لجمت نفسها عن قول ذلك .. ان اي غرز .. اي دواء .. لن يشفيه .. لن يضمده حتى .. " سأعيدك للمنزل .. هيا " وقفت ثم ترنحت قليلا فاسندها وساعدها ليخرجا من العيادة في الحي الراقي ثم وجدت نفسها داخل سيارته التي تعبر الطرقات بسرعة للمرة الثانية .. فاسندت رأسها تنظر للخارج وقد بدأ الليل يرخي ***( اسداله)*** .. والاضواء تعم المكان .. ثقل كبير جثم فوق ص*رها .. وشعرت بالانهاك " لقد وصلنا .. اتريدين ان اتصل بريم لتبقى معك ؟! " ابتسمت بسخرية وهي تغادر السيارة بقدمين واهيتين ثم قالت بمرارة " انها تستقبل اخاها الان .. انا احتاج فقط لان انام .. ان اغفوا واترك كل شيء يمر من حولي دون ان اهتم له .. اذهب عمرو .. شكرا لوجودك معي لكن حان وقت ذهابك الان .. اراك لاحقا " وقفت تنظر لسيارته وهي تغادر الممر المشجر ثم عبر البوابة الحديدية وغادر مسرعا .. استدارت وخطت نحو المنزل الحجري البسيط دو الطابق الواحد .. صعدت الخمس درجات الواسعة ثم فتحت الباب وقالت بصوت مخنوق " لقد عدت .. " لا احد اجابها فابتسمت بسخرية لنفسها .. ثم انحنت تخلع حذائها وترميه باهمال في بهو المنزل .. ساقتها قدماها نحو الغرفة الاقرب .. غرفة الضيوف .. فالقت حقيبتها بعيدا ورمت جسدها على الاريكة الواسعة ... رأسها اسند ليد الاريكة الواسعة وقامت بسحب قدميها لتحتضن جسدها اقرب اليها .. ثم اغمضت عيناها ومفعول الم**ر يترك نبض خفيف داخل يدها ورأسها .. ثانية .. اثنان .. لقد عاد .. وليته لم يعد .. واخذها النوم بعيدا .. ******** رنين الجرس كان صاخب لاذنيها .. تحركت فألمها عنقها .. تأوهت ودفعت جسدها مع استمرار الرنين .. " قادمة " صرخت بقوة ثم رفعت جسدها وسارت بقدمين حافيتين الى الباب لتفتحه وتنطر نحو زائرها .. استدارت بعدها وصوت ريم يصلها بينما تعبر لتدخل المطبخ " لقد اتصلت بك لمرات البارحة .. وصباحا .. لقد قلقت جدا عليك .. شمس ؟! " ادارتها نحوها ثم حدقت كلتا الفتاتان ببعض لثوان .. احتضنتها بعدها ريم واخذت تعتذر " اسفة حبي .. اسفة جدا لما فعله .. اقسم اني لا اصدق .. " " ريم دعيني .. " ابعدت نفسها ثم قالت ببرود غريب جعل عيني ريم ترتجفان بخوف " لقد افقت للتو .. اريد كوب كبير من القهوة بالحليب لاصحو كالعادة .. لذا دعيني اصنعها وبعدها نتكلم .. " مدت بعدها يدها تبعد شعرها المبعثر عن عيناها وتسحب دلة القهوة لتملئها بالماء " شمس !! " تنفست بعمق ثم عضت شفتها وتحركت تجلب علبة الحليب والقهوة من البراد بالجانب الاخر للمطبخ .. ثم وجدت ريم تسحب العلب من يدها وتدفعها خارج المطبخ " اغسلي وجهك انا سأكمل هذا .. الم تعد والدتك من زيارة خالك بعد ؟! " توقفت قدميها ثم همست تقول بصوت بالكاد مسموع " انها تأخذ جرعة في المشفى " ابتعدت بعدها لتدخل الحمام وتغسل وجهها .. رغم ان والدتها تتعالج منذ ستة اشهر .. الا انها الى الان لا تتحمل الامر .. خصوصا مع ذبولها ونحولها المستمر .. " فنجانك " " هل وضعتي سكر لي ؟! " سحبت ريم كرسيا وجلست على بار المطبخ العصري ثم رشفت من شرابها " لا انا لا اعرف عدد المعالق التي تضعينها .. مدمنة السكر " ابتسمت بسخرية ثم اخذت تفتح علبة السكر وتضيف الى كوبها الكبير الحجم .. واحد .. اثنان .. ثلاثة .. اربعة .. رفعته لترشف منه القليل ثم تلذذت .. جيد واخيرا شيء نافع " الم تحدد العملية بعد ؟! " جلست بالقرب من ريم وقالت وهي تبعد شعرها مجددا بتململ منه .. " ليس بعد .. لكن خلال هذا الشهر سيفعلون .. اتمنى ان يوفي عمي بوعده .. تعرفين كم انا اخاف تقلباته المزاجية " هزت ريم رأسها ثم **تتا لدقائق تشرب كل منهما السائل بهدوء .. قاطعت اخيرا الشابة ال**ت بصوت ناعم وشعرها الاسود المشابه للون شعر اخيها يتحرك حول وجهها مخفيا اضطرابها " ثوب جميل .. لكن اصفر .. انت تكرهين هذا اللون حبي " " وسأكرهه للباقي من حياتي .. اتريدينه ؟! .. " التمعت بعض الدموع خلف عيون ريم السوداء .. شيء اخر تشارك اخيها به .. ثم قالت بصوت مخنوق " هل انت بخير ؟! " " لا .. " اجابت بالصوت نفسه فاقتربت ريم لتحتضنها وتركتها هذه المرة تواسيها .. يدها اخذت تمر فوق ظهر شمس لمرات وفوق شعرها .. كان هناك رابط قوي لا يقطع من هذه الفتاة .. ريم لم تكن اخت الرجل الذي تحبه فقط .. لقد كان اختها التي لم تلدها امها .. وعضت شفتها تمنع نفسها من البكاء " ستكونين .. ستكونين اعدك " " انا اختنق ريم .. اشعر بان كل شيء تجثم فوق ص*ري .. اكاد افقد وعيي من ثقل ما احمله .. وها هو حمل اضافي يزيد .. ثقل كبير لم اتوقعه " " اسفة حبي .. لكن اعدك انا لن اتركك وحدك ابدا " ابعدت جسدها لتنظر نحوها واخذت تمسح بيد مرتجفة خط الدمع الذي سال فوق وجنة شمس .. بالمقابل كانت هي ايضا تبكي ففعلت المثل لها وعادت بعدها كل منهما لزرع نفسها في حضن الاخرى " ما بال يدك ؟! " سألت ريم وهي تجلس فوق السرير في غرفتها بينما ترتدي هي قميص دون اكمام فوق بنطالها الجينز الذي يصل لفوق كاحلها بقليل وتنحني لترفع الثوب بيد مهتزة " اصابة عمل .. لقد تحطم الاشتياق " " تقصدين التمثال الازرق " هزت راسها توافقها ثم عبرت لتدخل الحمام الخاص بغرفتها وترمي الثوب داخل سلة الغسل .. " لقد عملتي عليه لاسبوعين .. لابد انك حزينة لانه لن يدخل المعرض " " لا اعلم ريم .. انا م**رة .. كما لو ان احدهم داسني بقطار ورحل .. كل ما يتردد داخلي هو فراغ لا نهاية له " رنين الجرس اوقف سيرها ثم خرجت تتبعها الاخرى .. فتحت الباب وتجمد جسدها بينما ارتجفت اصابعها فوق مقبضه ثم زفرت وريم تقول بحدة " ماذا تفعل هنا امير ؟! " ..........

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

جحيم الإنتقام

read
1.7K
bc

معشوقتي

read
1K
bc

رواية " معذبتي “ لنوران الدهشان

read
1K
bc

أنين الغرام

read
1K
bc

فتاة انحنت من اجل........الحب

read
1K
bc

بنت الشيطان

read
1.7K
bc

عشق آسر. (الجزء الثاني من سلسلة علاقات متغيرة ).

read
2.5K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook