bc

زمن الضياع

book_age16+
147
FOLLOW
3.0K
READ
drama
like
intro-logo
Blurb

تغير الزمن لم يغير من طبيعة تعامل المجتمع مع المراة رغم كل التطورات الشكلية التي احيطت بنا .. فنجمة وغازية بيعتا كما العبيد او السبايا .. وعنمدا نشدتا التحرر من ربق العادات والخلاص من الع****ة لم تتمكنا الا بعد ان ضحيتا بالكثير .. قصة نجمة وغازية تتناول ثمانين عاما من الجور والحيف الذي لحق بهما .

chap-preview
Free preview
زمن الضياع الفصل الاول بقلم الكاتب :- قدوري الدوري
- زمن الضياع - - 1 - من وعيت على الدنيا لگيت امي مريضة .. على طول نايمة بالفراش ودايره وجههَّا على الحايط .. لو تباوع على السگف .. لا تصد ولا ترد ..!! لا تحچي وياي .. ولا تلاعبني مثل ما تلاعب بقية الامهات بناتهن .. ولا تعاملني مثل معاملتهن . ما كان عندي غير بس اخت وحده .. ازغر مني بخمس سنين .. كانت امنية ابوي الكبرى يصير عنده ولد, حتى يعينه بكبرته .. لكن كل ما تحبل امي بولد يصير عندها نزيف ويحصل عندها اسقاط قبل الولادة .. سبع مرات حبلانه بالولد وطارحته .. سبحان الله .. ولا اعتراض على حكمه . مرة گالت لي خالتي .. انُّو امي بعد ما جيت آني للدنيا بسنة حبلانه أمي وجايبه ولد .. وطايرين بي من الفرحة .. جايبته بداية الشتا .. ومن الخوف عليه من البرد .. ما مطلعته باب الحوش< ولا حتى مسبحته .. ورغم انه كان حلو , جدا حلو , مسمينه تكرمون – زبالة - .. يخافون عليه من الحسد .. لكن شنو الفايدة .. ؟ ياريت حاله حال البقية, وواگع من بطنها قبل لا يجي للدنيا .. !! فد يوم .. من صاير عمره تسعة اشهر .. كانت الدنيا صيف وكنا نايمين فوگ السطح, حالنا حال الناس بذاك الوقت .. كان سطح بيتنا كلش زغير . الصبح نازله امي وعايف*ني اني وزبالة بفراشنا نايمين فوگ السطح .. وبادية تنظف الحوش مثل كل يوم .. ومحضرة لأبوي الريوگ ومجهزة له نجانة الاستكاين .. حتى ياخذها للچنبر مالته .. فالولد صاحي من النوم .. وحابي من فراشه ومتقرب من حافة السطح ومطبب راسه من بين فتحات المحجل .. وياستار .. واگع بالحوش على راسه .. كانت امي خاله صينية الريوگ بالطرمة .. وگاعدة هي وابوي دا يتريگون .. فالولد واگع بنص صينية الريوگ - وحشاكم – ميت بمكانه .. ابوي بوقتها جان جنونه ومتخبل .. شاگ زيگه ولاطم مثل النسوان .. وطالع لفوگ السطح رايد يشمرني بالحوش ويخلص مني .. بس الجوارين ملحگين عليه ولازمينه وما خذيني من بين ايديه .. بعدها باقي ابوي عدة أشهر معتكف بالبيت .. لا يحاچيها لأمي ولا يطلع لا منا ولا منا ..!! حتى للشغل ما يروح .. وكل يوم يگعد بنص الحوش وينصب مناحة بالمكان اللي وگع بي اخوي .. ويبقى يدگ ويلطم ويلوم بأمي . الى ان كاتله الجوع .. وشايف بعد ما منها .. لازم يشتغل حتى يعيَّشنا .. فمضطر يرجع للشغل .. بوقتها خال الملامة كلها على امي .. على لو ما هاملته .. !! لو .. من نازله من السطح منزلته وياچ .. ولو .. ولو .. !! ما كان صار اللي صار .. !! بس الملامة واللو بعد ما ينفعن .. اللي صار .. صار ..!! واللي راح بعد ما يتعوض ..!! فوگ قهر امي وضيمها .. النوب كاتلتها ملامة ابوي .. من ورا موتة اخوي صايره بيها كآبه .. وگايمين يركضون بيها على السادة والأئمة ورجال الدين .. ما مخلين سيد وإمام ما موديها عليه .. بعد سنتين من موتة اخوي حبلانه امي مرة ثانية .. على اثرها متحسنه حالتها الصحية . متأمله يجيها ولد . ورب العالمين يعوضها عن اللي راح . بس هاذي ارزاق .. والارزاق ما يعلم بيها غير رب العالمين .. من جايبتها بنية .. راجعة متدهورة حالتها الصحية من جديد .. ما قا**ه تآكل ولا قا**ه ترضعها للبنية .. الا بالتواسيل .. لهذا من وعيت على الدنيا لگيت امي اكثر وقتها مقضيته بالفراش .. ومن ورا مرضها ما گدرت استمر بدوام المدرسة .. يوم اروح ويوم ما اروح .. كنت شاطرة بالقراية والكتابة .. والمعلمات هوايه يحبني .. بس من ورا كثرة غياباتي تخربطت كل اوضاعي .. بسبب مرض امي .. كنت اذا ما اغيب عن المدرسة هماتين اتاخر ياله اروح .. ومن اروح متأخرة توگفني ست سميرة مديرة المدرسة بنص الساحة وتض*بني اربع مساطر على قفى ايدي وتخليني اچطط من الوجع ويبدن الطالبات يتضاحكن عليَّ .. او تعاقبني معلمة الصف بالوقوف على تك رجل عند سلة الازبال, ربع ساعة .. مع هذا ما تركت المدرسة وكنت احبها هوايه .. وكل سنة انجح الى ان وصلت لصف الرابع .. عندها وبيوم الخميس جتي معلمة الرياضة تفتش على نظاف*نا بالاصطفاف .. ومن وصلت لعندي طلعتني من بين الطالبات وشوفتهن الصواب والگمل اللي براسي .. وخلتهن يصفگن لي باظافيرهن ويتمهزن بيَّ .. من رجعت للبيت گلت لها لأمي بالسالفة .. ومن رجع ابوي من الشغل گالت له .. فأخذني ابوي لعند الحلاق وزين شعري صفر .. وخله حتى الحلاق يضحك علي .. فمن رحت يوم السبت للدوام, طلعتني المعلمة بالاصطفاف حتى تفحص راسي وتتاكد من نظافته ... من كشفت راسي وشافن الطالبات شعري مزين صفر زادن بالضحك علي .. واضطريت اهرب من المدرسة .. ولا رجعت لها بعد .. من تركت المدرسة. بقيت اتحسر على كل وحدة كملت دراستها .. مع هذا احمد لله واشكره .. تعلمت اقرا واكتب .. وافك الخط .. مثل ما يگولون اهل ذاك الزمان . &&& ما اتذكر بالضبط امتى بديت انوب عن امي بشغل البيت .. يمكن من صار عمري خمس سنين .. او ستة .. حتى من كنت اداوم بالمدرسة .. من ارجع للبيت اكنس واجلف واداريها لأختي هضيمة .. وحتى طبخ اطبخ .. بس مو ذاك الطبخ .. بعدين ما كان اكلنا ذاك الاكل .. اكثر شي كنا نطبخ تشريب هوى – تشريب الهوى خبز منقوع بالمي يوضع في قدر ويغلى على النار بعد اضافة كمية مناسبة من الملح والبصل - او شوربة ماش .. اما الصبح .. فاعتدنا ان نفطر لبن وچاي .. ومرات ... مرات قليلة بالصيف ..!! نطبخ الظهر للغدا بامية .. لكن البامية, كان ابوي يطبخها .. لان ما كنت ادبر طبخها .. بالصيف كان اكثر اكلنا رگي وخبز لو خبز وبطيخ .. ومرات خيار وطماطة وبصل .. وحامدين ربنا وشاكرينه على نعمته . ابوي رجال فقير ومستور . قليل الكلام . من يصير عصبي لو يزعل . يبقى ساكت وحتى اكل ما ياكل بالبيت .. وما اعرف بعد . اذا كان ياكل بره البيت .. وله ما ياكل ابد ..؟ كان اكثر زعله على امي . خصوصا من يلگاها بحالة الاكتئاب ودايرة وجها على الحايط .. ومن يسلم عليها ما ترد له السلام .. مرات تجيها حالات .. حتى ليَّ ما تجاوبني من احاچيها ..!! تبقى فاتحه عيونها وتباوع بالسما لو بالحياطين .. واظن هاي الحالة تجيها من تفكر باخوي اللي مات .. ابوي . على گولتهم .. مقطوع من شجرة . لا عنده عمام ولا عنده خوال . كنت زغيرة وما سألته ابدا عن گرابته .. وامي مثل ما گلت لكم لا تحچي ولا تگول .. فما اعرف ليش ما عندنا گرابة . بس اللي اعرفه .. لهجة ابوي كانت م**رة . يعني عربيته مو مضبوطة .. وبعدين هذا الامر ما كنت مهتمة له . لان ما كنت اسمعه يحچي ويانا بغير لغة . لكل هذا اللي مر بيَّ .. حسيت بنفسي كبرت قبل اواني .. هوايه امور حصلت لي بالطفولة .. وبقت عالقة بذهني وما تفارگ ذاكرتي .. من اصفن واتذكرها حسبالك البارحة صايرة .. ولا كأنه ماضيهةعليها كل هذي السنين الطويلة .. رغم الجوع والضيم والفقر والعوز اللي مرينا بي . اشوفهن لذيچ السنين احلا بكثير من ضيم هذا الوقت .. ولا تروح من بالي الايام الحلوة . من كنت اطلع الصبح لراس الدربونه حتى ارتب مكان الاستكانات والمواعين فوگ الچنبر اللي كان يشتغل بي ابويَّ .. الله يرحمه ويرحم والد*كم .. چنبر الچاي العايد لابوي ما بعيد عن البيت .. صاير براس ركن الدربونة الي تطلع على الشارع العام المقابل لمرقد الشيخ عبد القادر الگيلاني من جهة محلة الص*رية .. واللي بعدين گاموا يسمونه شارع الكفاح . الناس هوايه يحبون چاي ابوي .. كان يسوي على الفحم .. ويخلي بي حبات هيل ويتفنن بتخديره .. الى ان يصير ما ينشبع منه .. كل اصحاب الدكاكين القريبة يشربون چاي عند ابوي . من صار عمري اربع سنين او خمسة .. يوميا يصحّيني ابوي من النوم .. قبل طلعة الشمس .. خصوصا بالصيف .. اروح ويا, ارتب له الاستكانات والمواعين, واملي النجانة مي صافي ونظيف .. وغيرها من شغلات .. كان ابوي يرش الگاع القريبة من الچمبر بسطلة مي .. حتى لا يتطاير العجاج . وهماتين حتى تبرد الگاع, ومن اخلص شغل, تكمل فرحتي . يمد ايده بكيسة الفلوس ويطلع لي فلس لو فلسين ويگول لي:- نجمة .. اخذي, هاي حگ تعبچ . روحي اشتري بيهن گرگري .. اصابع العروس .. شيعجبچ اشتري .. شعر بنات .. يله حبابة .. آخذ يوميتي من عند ابوي واطير من الفرحة . ارجع ركض للبيت . اشيل اختي هضيمة بحضني واگعد على عتبة الباب . انتظر ابو اللا**تك يجي دا اشتري منه – موطا ام العودة – و اطعم منها هضيمة . ايباااااه .. شلون ايام حلوة .. حتى ريحة التراب طيبة .. مو بس ريحة التراب .. حتى ريحة الخيل وروثها طيب .. هههههه .. من يمر الربل – العربة التي تجرها الخيول - من راس دربونتنا .. واسمع صوت حوافر الحصان يطربگن بالشارع حسبالك دا اسمع موسيقى .. بودي ابقى اگمز على حسهن .. وله هاي من يصهل الحصان .. حسبالك اسمع صوت ام العريس تهلهل بعرس ابنها .. اما ذولي .. بياع الگرگري .. او الحلاوة اللوزينية او اللا**تك .. وشعر البنات .. من يفترون بالدرابين خالين الصياني على روسهم او يدفعون بالعرباين .. ويصيحون – گرگري .. بيع امك وشتري ... گرگري يا ولد .. گرگري – ويلحنون بصوتهم من يصيحون حسبالك دا يغنون .. اما ذاك بياع شعر البنات يگلبها للدنيا بصياحه .. كنت اموت على شعر البنات .. كان صوته صوت الاگرع .. بس يصيح – شعر البنات وين اولي ووين ابات .. ابات بالدربونه ..!!! كل اطفال الدربونه يتجمعون حوالين البياعين .. ما كنت اصدگ على ما يجون ..!! دا اتف*ج عليهم لو اشتري منهم .. من تخطر على بالي ذيچ الايام .. اتذكر كل الاشياء الحلوة بحياتي .. وابقى اتحسر عليها واتمنى لو ينعاد الزمن من جديد .. حتى اخذ حيفي منها .. مثل ما يگلون .. كل الصور الحلوة تنعاد بخيالي .. بيتنا الزغير اللي ما بي غير غرفتين . وحدة ازغر من الاخرى . مثل گنون الدجاج .. كنت اشوفه قصر . دافي بالشتا وبارد بالصيف .. هوا البادگير بالصيف ينفخ علينا نسمات باردة ولا نسمات هوى المبردة مثلها . والسگف مغلف بخشب ومطرز بقطع مرايا ملونة بالازرگ والاحمر والاخضر .. والبيبان ايضا ملونات . والكاشي الفرشي اللي يغطي ارضية الحوش, من نرشه مي بالصيف يطلع من عنده نفوف بارد مثل الثلج . ودربونتنا الضيگة اللي ما تدخل لها الشمس غير بس بالظهرية . احس بيها واسعة وضوية . اما ام الگيمر والروبة اللي تجي الصبح تگعد براس الدربونه گبال چنبر ابوي, ويتجمعن حواليها نسون المحلة, شايلات مواعينهن حتى يشترن منها .. من اتذكرها حسبالك دا اتف*ج على فلم . حتى لون دشاديش النسوان اتذكرهن . ونقشات چرادغهن وفوطهن . واحيانا يتهئ لي اسمعهن من يتهامسن بيناتهن, حتى لا يعلى صوتهن ويسمعوهن الزلم ويعيبون عليهن .. وام وهاب .. ايييي .. ام وهاب .. الله يرحمها .. ولا غابت عن بالي . كانت – الله يرحمها - على طول گاعدة اباب حوشها .. حاطة جدر الباگلة بصف صينية الحلويات اللي خالتها على صندوگ الچاي الفارغ, وتنش الذبان بمهفتها, وتچلب بالرايح والجاي من أطفال المحلة, حتى يشترون منها مسقول لو مشخنب لو اصابع العروس وضروگ الفار. وغيرها من الحلويات, وكل ما يفوتون الباعة المتجولون تتعارك وياهم . تخاف لا يگطعون رزقها وي**دون بضاعتها . من اتذكر ام وهاب, اتذكر برهوم صاحب الدكان اللي صاير بالنزلة قبل نهاية الدربونة, اللي كان يبيع جلود وجربان . بلا ما اعرف شيسوون بيهن بوقتها .. واللي ريحتهن تارسة الدربونة. !!! من أتذكر عمو برهوم, تض*ب براسي ريحة الجلود المدبوغة بگشور الرمان وتختلط بريحة الباقلا اللي تفوح من جدر ام وهاب .. واحس بريحتها احلى واطيب من كل الرِّيح والعطور .. افيش .. شگد ريحتهن طيبة .. والذكرى دائما تقترن بالذكرى .. فتخطر على بالي خالتي سميعة .. الله يرحمها ويرحم والد*كم .. من كانت تجي يمنا وتگعد تتبسبس وي امي, وتحچي لها شلون شايفتها لام وهاب گاعدة بدكان برهوم ابو الجلود بالظهرية لوحدهم, بلا ما تستحي ولا تخجل, وتسولف ويا وتتمضحك . حسبالك واحد من گرابتها .. من اتذكر سوالفها لخالتي سميعه وي امي, اخرب ضحك عليهن .. ام وهاب مرة چبيرة وضعيفة البنية .. حشى خلقة الله .. عورة . ومن كثر ما ضعيفة, ما باقي بيها غير جلد وعظم . صوتها ناعم وناصي . من تحچي چنها فاره توصوص . حتى من تصيّح ولا ينسمع صوتها . وذاك الرجال برهوم ابو الجربان .. احمراني . وجهه كله نمش ومعانية حلوة . بس عيبه الوحيد كان گصير القامة, وچبير بالعمر . يعني موچبير هوايه . بس يمكن يكبرها لام وهاب بعشر سنين, ويجوز اكثر . ورغم ما بنيته ضعيفة وعمره چبير . بس كان حرك ونشط .. كان ازغر من رجل ام وهاب بهوايه . من يحچي, ما افتهم على كل حچيه . ما كنت اعرف لهجته . تشبه اللهجة المصلاوية . حتى ملابسه كانت تختلف عن ملابس اهل بغداد . لابس ملابس مالت عرب . زبون وعگال وچاكيت وص*رية ومتحزم على طول بحزام جلد احمر عريض . وخال كيس الفلوس بصفحته . وحذاءه احمر چبير ما تنعرف يمنته من يسرته .. يمكن كانوا يسمونه يمني .. بس الشهادة لله الرجال كان حلو وجه وطباع . على طول مبتسم ويضحك . ويسلم على الرايح والجاي . كل ما يشوفني ينطيني فلسين لو عانه . ابوي .. الله يرحمه .. من يمر من عنده الصبح .. يسلم عليه ويتشاقى ويا . يگول له, چنك فريج الاگرع .. ويضحك, ويخليني اضحك ويا بلا ماعرف شنو فريج الاگرع .. بعدين ياله عرفت فريج الاگرع فد شخصية خيالية تعيش بالشط, ولا وجود لها الا بالقصص الخرافية .. اما رجل أم وهاب فكان أعمى ولا يشوف . معرف من الكبر عميان, وله من الولادة .. ؟ مرات اشوفه يطلع يتوكا على العكازة . يمد العكازة گدامه ويحركها شمال ويمين, حتى يتحسس الگدامه .. من يحركه وتطخ بالصدفة بصينية ام وهاب او بجدر الباگله .. تگلب الدنيا على راسه .. هي بلا شي تتحجج له . لان .. والله اعلم .. الناس يگولون . الله ما بينا وبينهم . تنتظره يموت حتى تتزوج من برهوم ابو الجلود .. على كل حال .. هاي ما سالف*نا .. هواي من الامور ما انمحت من خيالي رغم طول السنين اللي عدّت عليها .. **** بعد ما تركت المدرسة بسنة ساءت حالت امي الصحية .. اخذها ابوي للمستشفى اللي كانوا بذاك الوقت يسمونها خستخانة, ورجع الظهر للبيت لوحده . من سالته عليها . افتهمت منه حالتها متدهورة, ومبقيها بمستشفى العزل .. ما كنت اعرف شنو مستشفى العزل, الا بعد ان كبرت .. وعرفت امي صاير بيها - يا ستار .. يا ستار .. بعيد الشر عنكم – مرض السل . وبذاك الوقت ما كان له علاج . فاللي ينصاب بالسل يعزلونه بمكان خاص خارج بغداد .. ويمنعون زيارته, حتى لأهله ما يسمحولهم يزورونه . يخافون لا ينعدون وينقلون المرض لغيرهم .. بچى ابويَّ على حال امي, وبچاني ويا .. بقيت كم يوم كل ما يجي الليل أتذكر امي وابچي على حالها .. خصوصا من اسمع لابوي يدندن وي نفسه باغنية حزينة بلا ما افتهم على معناها .. بس كنت انقهر من اسمعه يون حسرة على امي .. ما تغير شي من حالي بغياب امي . من البداية كنت شايله هم البيت وهم مداراة اختي هضيمة . مع هذا كنت انقهر من اباوع على فراشها خالي, وافتقدها . بعد اسابيع على غياب امي, كنت گاعده الضحى بعتبة باب الحوش . مخليه هضيمة بصفي ودا اتف*ج على عركة ام وهاب وي رجلها, واضحك على سوالفهم .. بساعتها شفت ابوي راجع من الشغل . على غير عادته . وتمشي بجانبه مره . اول ما بينوا من راس الدربونة . گلبي خفگ وفرحت . ظنيت امي طالعة من الخستخانه .. گمت من مكاني دا اتلگاها .. من تقربوا . اتضح لي بان المره اللي تمشي بجوار ابوي مره غريبة .. ما اعرفها .. سمرة وطويلة وحواجبها معگودات چنهن حواجب رجال . من تقربت شفت حتى الشعر اللي فوگ شفايفها . حسبالك عندها شوارب خفيفة . مثل شوارب الرجال . اما بقية معاني وجها فكانت حلوة . خشمها زغير وعيونها وساع وشفايفها غليضات ورگبتها طويلة .. كانت خاله على راسها عصابة بألوان غامقة . لافتها فوگ راسها عدة لفات . ولابسة دشداشة زرگة نيلية, والدشداشة والعصابة وصخات ومطگعات ومتربات .. قبل لا يصلون بابنا . اشر لي ابوي اشارة خفية بايده . افتهمت منها يريدني ادخل للبيت . گدت هضيمة من ايدها وطبينا للبيت . من صرنا بالحوش .. ابوي گال:- بنيتي نجمة تعالي, هاي امكم الجديدة .. سلمي عليها . بقيت فاكه حلگي . ما اعرف شنو يعني امكم الجديدة . تقربت مني المره وبوستني, بلا ما تنطق بولا كلمة . ردت اندارت على هضيمة وبوستها .. رجع ابوي گال:- بنيتي نجمة, اني راجع للشغل . دليها لامكم على مكان الطشت . خلي تغسل, بين ما اروح اجيب لها دشداشة جديدة . وطلع وخلانا .. اني هماتين ما كذبت خبر . دليتها للمره على مكان الطشت واشرت لها على المكان اللي كنا نغسل بي بالصيف .. ما كان عندنا حمام . كان ابوي مخلي وصلة قماش مغطي بيها المكان الخالي اللي جوه الدرج, ومسويها مثل البردة, ويغسل هو بيها .. اما اني وهضيمة, فكنا بالصيف نغسل بالحوش . نترس الطشت مي ونطبش بي على راحتنا . اما بالشتا فما نغسل الا بالمناسبات . احيانا كانت تجي خالتي سميعة تحمي لنا مي على البريمز . وتخلي الطشت بالغرفة الزغيرة وتغسلنا . حتى لأمي كانت تغسل لها .. كنت كل ما تشعل البريمز دا تحمي مي وتغسل لأمي انام على صوت البريمز .. حتى لو كنت صاحية من النوم قبل ساعة .. صوت البريمز يسحرني ويخدرني وما احس بنفسي . ومن يجي سرايا على الغسل . اگوم ابچي . اخاف لا الصابون يدخل بعيوني ويحرگها .. اما ابوي فكل شهر . مرات اقل, ومرات اكثر . يروح يغسل بحمام السوگ اللي صاير بظهر الدربونة الثانية اللي ورا دربونتنا . واحيانا يصحى من النوم من وقت . قبل لا تطلع الشمس . ويحمي مي بالبريمز ويغسل جوه الدرج . ما طول ابوي ورجع من بره . مشتري دشداشة جديدة ونعال جديد للمره .. لان من جتي كانت حافية ورجليها مفطرة .. ومتسوگ وياهن عدة حاجات . كيس طماطة وكيس بيتنجان وكيس بي تفاح وكيس بي عنب, و**ون ابو السمسم, وربع كيلو لحم طلي ملفوف بكاغد . المهم تارس الگوشر ترس مسواگ.. من شفت اللحم والمسواگ هوايه فرحت . صار اشهر ما ضايگين اللحم .. ترك المسواگ بالحوش, وما اعرف شنو شاورها للمره ..؟ وطلع بلا ما يحچي وياي .. المره من جتي ما فكت حلگها بكلمة .. واني هماتين ما حچيت وياها .. ما حبيتها من ساعة ما شفتها . خفت ليكون ابوي بدَّلها بامي . هيچ افتهمت .. !! بذاك الوقت ما كنت اعرف شنو يعني الزواج . ولا اعرف اي من السوالف اللي حاليا البنية اول ما تفتح عينها على الدنيا تعرفها ..!! بعد ما طلع ابوي من البيت . دخلت المره جوه الدرج وغسلت ولبست الدشداشة الجديدة .. من غسلت, ما اعرف شحچت . ما افتهمت عليها . من عرفت بيَّ ما افتهمت عليها . اشرت لي حتى ادليها على غراض المطبخ .. طلعت جدر الفافون وشطفته وشعلت البريمز وبدت تطبخ لنا .. هذي المرة ما نمت على صوت البريمز, لان كنت كلش مقهورة . ابوي بذاك اليوم عزَّل الچنبر ورجع للبيت قبل الوقت المعتاد . وشال بقچة هدومه وراح لحمام السوگ.. استغربت..!! ولا فد يوم مسويها ورايح لحمام السوگ بالصيف ..!! بعدين قبل يوم شفته غسل جوه الدرج . بقيت اتسائل, شعنده يغسل مرة اللاخرى ..؟؟!! من رجع من الحمام . وقبل لا ياكل من الاكل اللي طبخته المره . صاح علي وگعدني بصفه .. گال لي:- بنتي نجمة .. اسمعيني زين . انتي كبرتي ولازم تعرفين كل شي . امچ بعد ما ترجع لنا . وانتي باچر عگبه يجيچ ابن الحلال وتروحين وتعوفين اختچ هضيمة عليَّ . فجبت لكم هاي المره المسكينة بمكان امچ .. هماتين تداريكم وتدير بالها عليكم طول ما اني بالشغل . وهماتين تغسلنا هدومنا وتطبخ لنا . فاريدچ تدارينها مثل ما كنتي تدارين امچ .. وتصيحيها يمَّه مثل ما كنتي تصيحين امچ . وتعلميها تحچي مثلنا . لان ما تعرف تحچي غير عجمي .. كنت بس افر باذاناتي . هوايه من الامور اللي حچاها ما افتهمتها . بس كنت اهز راسي بالموافقة . لان استحي اسأله شنو هاي ..؟ وشنو هاي ..؟!! حتى من گال لي يجيچ ابن الحلال وترحين وتعوفينا ما افتهمت شيقصد . بس حسيت بروحي صعد الدم على خدودي, وتبسمت ودنگت, بلا ما اعرف السبب . .!! اما هاي مال عجمية, فما عرفت شنو كان يقصد بيها .. ما انطاني ل**ني اصيح للمره يمَّه . مثل ما راد ابوي . ولا عمَّه ولا خاله . سمعت ابوي يسميها – خانم – وبديت اصيحها مثل ما يصيحها ابوي .. خانم . افتهمت متزوجها, بعد ان شفتها نامت بغرفة امي وبفراشها . گلبي ما ارتاح لها . خصوصا بعد ما جتي خالتي سميعة للبيت ولگتها نايمة بفراش امي .. بوقتها گلبت الدنيا عليها گلاب . ورادت تاخذنا وياها لبيتها .. گادتني لي من ايد ولهضيمة من ايد .. ومن كثر ما كانت عصبية حسيت بيها تريد تشلع ايدي من اكتافاتي . ومن طلعنا بالدربونه بدت تصيح وتسب بابوي وبالخانم . يمكن كانت متعمده توصل صوتها لابوي, اللي كان واكف عند الچنبر براس الدربونة . صوتها كان كلش عالي .. ومن تصيح تدير وجها على جهة راس الدربونه اللي بيها الچمبر .. من سمعها ابوي جا ركض, وجرنا من بين ايدين خالتي ودخلنا للبيت . وبدا يتوسل بخالتي سميعة حتى تسكت ويتفاهم وياها . بلا ما تسوي فضايح . بس خالتي ولا فاد بيها . بقت تصيح بالدربونة . فاضطر ابوي يسد الباب علينا, حتى لا تاخذنا مرة ثانية . وحذرنا من الروحة وياها, اذا جتي دا تاخذنا بغيابة .. المهم خالتي سميعة عاف*نا وراحت .. بعد ما سببت لنا فضيحة بالشارع وخلت اللي ما يشتري يتف*ج .. يوم على يوم بدت الخانم تتعلم تتكلم عربي . بس كلماتها تخرّب ضحك . اكثرها بالمگلوبي .. بالبداية كان اكثر حچينا وتفاهمنا وياها بالاشارات . بمرور الوقت تعودت عليها بالبيت, بس ولا ارتيحيت لها ابدا . بعد اربعة اشهر على جية الخانم لبيتنا . لاحظت ابوي يداري بيها اكثر من الاول . طلب مني اهتم بيها, وما اخليها تكنس البيت وتنظفه, ولا تصعد تنشر الهدوم فوگ السطح . ورجع يصحِّيني من الصبح, حتى اودي انجانة الستكاين للچنبر . بعد ان تولت الخانم هذا الامر من يوم تزوجها .. اكثر شي جذب انتباهي وقهرني هوايه . من جاب لها اكثر من مرة سمچ . اربع مرات ما اعرف خمسة جاب لها سمچ . فافتهمت الخانم صارت حامل, وبدت تتوحم, وتتنسَّه . بنفس الفترة اللي حبلت بيها الخانم . بصباح احد الايام . وبعد ان طلع ابوي للشغل بساعة, او ساعتين تقريبا .. رجع للبيت شايل نجانة الاستكاين, وطلب من عندي اروح للچنبر اعزله وارجِّع قواري الچاي للبيت . على السريع, غير دشداشة الشغل, ولبس دشداشة الطلعة بلا ما يحچي ويذكر لي السبب .. شاورها للخانم . وباوع علي, حتى لا اسمعه . ولاحظت ملامح وجهخه ووجه الخانم تغير ... شگال لها ما اعرف ..!! من طلعت دا اجيب القواري شفته صعد من راس الشارع بربل .. وتوجه للباب الشرجي .. رجعت سألت الخانم:- شگال لچ ابوي .. ما ردت علي . سوت نفسها ما تفتهم على سؤالي .. دخلتت لغرفتها وسدت الباب وراها . بقيت انتظر رجعت ابوي. حتى افتهم منه اللي صار ..!؟

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

جنة فؤادي

read
1K
bc

رواية اكرة ابي ولكن

read
1K
bc

غرام الأفاعي (أحفاد الصياد)

read
1K
bc

قلب اخضر ج 2

read
1K
bc

نتيـجة عشـقي بنـاتي

read
1K
bc

فرصة تانية. ..... للكاتبة نجلاء ناجي. ..

read
1K
bc

عشقتك يا من قُلتي وداعًا لقسوتي

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook