الطبول الملعونة

2973 Words
مسلسل الطبول الملعونة ……………...   في المقابر ..الظلام دامس.. ضوء كشاف ضعيف ينتقل هنا وهناك بين القبور مع أصوات أقدام يمشي ثلاث رجال، احدهم (شكري) طويل ورفيع وله أنف طويلة مبعثر الشعر راث الثياب ،يرتدي بنطال أ**د وقميص أزرق به مربعات سوداء، والثاني (سيد)قصير و متليء له عيون دائرية وأنف شبه دائري وفم مكور و وخدود ممتلئة يسيل من وجهه العرق ينظر هنا وهناك في تشتت، يرتدي بنطال بني وقميص مخطط بالعرض بني في أزرق يظهر القميص جسده أكثر أمتلاء ، الثالث (مرسي) متوسط الجسم ، طويل الوجه ،أنفه مدببه حالق الشارب واللحية بشكل منمق، يرتدي نظارة نظر خفيفة، مرتب الملابس يىتدي بنطلون جينس وقميص أصفر يقف ثلاث أشخاص أمام قبر يحمل واحد منهم كشاف صغير والأثنان الٱخران يحملان معدات حفر مرسي: خد الكشاف دا ياسيد من شكري وأنا هحفر، وروح يا شكري هات لنا الكشاف الكبير، و الشوال اللي فيه باقي الحاجة من العربية شكري: حاضر يا مرسي ، ما أنا اللي ديما رايح جاي ، روح يا مرسي ، تعالى يا مرسي سيد بضيق : هات الكشاف يا شكري، أمال أنا يعني اللى هروح ، دا أنا لو روحت بتخني دا هرجع بكره الصبح شكري بحزم: خلص يا مرسي وساك نيتك، خلي الليلة دي تعدي بسلام شكري: طيب أنا عليه الأستحمال يمسك سيد بالكشاف الصغير في يده مرسي: سلط نور الكشاف على القبر دا كويس يا سيد يبتعد شكري مسرعا وهو يتمت مرسي: ربنا يجبلكم نصيبة مستعجلة يسلط سيد نور الكشاف على القبر يمسح مرسي التراب من على الأفتة سيد: اسمه أيه المرحوم اللى هنسرقه؟ مرسي : وأنت مالك؟، أنت هتسرقه ولا هتتجوزه؟ سيد يضحك بصوت مرتفع : لا أنا أحب أعرف هسرق مين؟ ، مرسي: ما تقرأ اسمه، ولا حمار ما بتعرفش تقرأ سيد: بدل أنا حمار وأنت دكتور ما تقرا اسمه أنت؟ مرسي بتهكم : مش أنت اللى عايز تعرف اسمه ، وبعدين أنت عايز اسمع صوتك الجميل سيد : اسمه يا سيدي يتهت مرسي عند قراءة الاسم مرسي: سسس..عع…سسسعي يضحك سيد: يا جاهل اسمه سعيد باشا ، يعني المرة دي هنسرق باشا مرة واحدة مرسي ضاحك: أيوه ابسط يا عم سيد: تعرف يا مرسي مرسي : أعرف أيه؟ سيد مبتسم: كان نفسى أسرق رقاصة مرسي: رقاصة ،أشمعني يعني؟ سيد ضاحك : عشان تكون حجزة مكان في جهنم ولما أروح ألاقي حد أعرفه هناك غيرك يضحكان بصوت مرتفع يقترب منهم شكري وهو يمسك بكشاف كبير وعلى كتفه شوال شكري : بتضحكوا على أيه؟، ما ضحكوني معاكم سيد: أصلنا علينا أوي يا واد يا شكري، وهنسرق باشا شكري بقلق : باشا ؟!، اسمه أيه؟ سيد يشير للأفته: اقرأ أنت بقى يا فالح يسلط شكري الكشاف الكبير على اللافتة تظهر كلمات باهتة على اللافتة المعلقة على القبر (قبر سعيد باشا المغربي) شكري المفزوع) شكري بفزع :سعيد باشا يانهار أ**د ، لا.. لا ...لا ……. في غرفة في بيت العمدة صوت برنامج أخباري بصوت مرتفع في التلفاز العمدة جابر وهو شخص طويل له أنف طويل ووجه خمري يميل للسواد وعلى وجه تجاعيد ،يرتدي جلباب بني أنيق وعلى رأسه طقية بني في خطوط ببضاء، يجلس على الأريكه وبجواره تجلس بزوجته وهى نائمة ( زوجته تدعى هنومة وهي خمرية، بدينة جدا وملامحها كبيرة ،ترتدي جلباب مزقش واسع ) وعلى جانبه الٱخر يجلس محمود شيخ الغفر وهو رجل طويل ذو ملامح صارمة يرتدي ملابس شيخ الغفر، يجلس على الكرسي وهو نائم مغمض عنيه هنومة تتقلب على الأريكة وتضرب بيدها الثقيلة على ص*ر العمده (مع صوت شخيرها ) هنومه: خخخخخخ جابر: ما تقومي تنامي يا هنومه الساعة بقت اتنين الفجر هنومه بدلع: تؤؤؤؤتؤؤؤ العمدة يضربها على يدها بقوة هنومه تستيقظ منزعجة: ااايههه فيه اييييه؟ العمدة : مافيش دي ناموسة كانت هتلسعك هنومه: طيب ثم تعود هنومه للنوم (صوت شخير): خخخخ العمدة ينظر لها بضيق ثم يضربها على يدها بقوة مرة اخري تستيقظ منزعجه: ايييه فيه ايييه؟ العمدة بغيظ: ما تقومي تنامي هنومه تقف وهى تتثائب : وأنت يا عمدة مش هتنام؟ العمدة: لا ،أنا هقعد أكمل الأخبار هنومه: طيب، هقعد معاك تجلس هنومه مرة أخرى ، ثم تنام صوت شخير هنومة يرتفع: خخخخ تضرب بيدها الثقيلة على ص*ره بقوة العمدة مرة أخرى يمسك العمدة البلغه ويضربها على يدها بقوة هنومه تقف منزعجه غاضبه: هو فيييه أيييه يا عمدة ؟ العمدة بجدية : الناموس كتير الليلة وعامل حفلة عليك النهارده هنومه وهي تنظر إلى يدها وقد أحمرت ، وتفركها من الوجع هنومه محذرة: خلاص أنا هقوم بس تيجي ورايا ،مفهوم يا عمدة؟ العمدة مبتسم : بس كدا ، حاضر يا عيون العمدة تتجه هنومه إلى حجرتها تمشي ببطيء من ثقل وزنها العمدة بصوت همهمة: روحي يا شيخه ياتك ستين هده تهدك العمدة يعتدل على الأريكة ، وهو ينظر لها وهي تمشي   العمدة : لا ستين هده قليلين عليك العمدة يرفع الطقية ويهرش رأسه وهو يفكر العمدة متردد : خليهم ..خليهم ينظر لها مرة أخرى وهي تمشي العمده: خليهم ستين ألف هده العمدة ينظر لها بتمعن وهي مازالت تمشي العمدة يهز رأسه بالموافقة : أيوه أظن كدا ستين ألف مضبوطين شويه عليك   تدخل هنومه غرفة النوم وتنام على السرير(وتشخر) هنومه: خخخخخ يمسك العمدة ريموت التلفاز بسعادة ويقلب على قناة أغاني يقف على قناة بها أغنية راقصة (أغنية أمونه بعتلها جواب) يقف العمدة وفي يده ريموت التلفاز وفي اليد الأخرى البلغه ويرقص على الأغنية العمدة يغني بصوت مرتفع: أمونه بعتلها جواب، أمونه بعتلها جواب، أمونه ولا سالت فيه، على كيفك، على كيفك، شله ما رديتي عليه يا أمونه ، يا أمونة ينظر العمدة على حجرة نوم هنومه و وهو يرقص ويغني: شله ما رديتي عليه يا هنومه ،يا هنوم هنومه في غرفتها تستيقظ هنومه : بتنادي عليه يا عمدة   العمدة يجري ويجلس على الأريكة بخوف ويقلب القناة بالريموت على قناة الأخبار مرة أخرى تنام هنومه وتشخر مرة أخرى هنومه: خخخخخخ …………   أمام بيت صغير في القرية شاب وسيم (مالك ) يمشي بخطى بطيئة الشاب يزقزق بصوت العصفور: صوصو،صوصو فتاة جميلة صغيرة تبلغ من العمر سبعة عشر عام ترتدي جلباب واسع وطرحة تفتح شباك الغرفة الفتاة ضاحكة بصوت خافت : هو أنت ما تعرفش تقلد غير صوت العصفور يا مالك مالك ينظر لها بحب: تحبي أقلد صوت أيه، صوت الحمار فرح ضاحكة : لا، لا…. العصفور حلو خالص مالك :أنا أعمل أي حاجة في الدنيا بس أشوف ضحكتك الحلوة دي يا فرح فرح بخجل: أنت أجمل صدفة حصلت في حياتي مالك مبتسم: أيه الكلام الحلو دا كله، دا يستاهل... صوصو، صوصو تضحك فرح: خلاص هتصحى الناس صوت سيدة خمسينية (سناء) من الداخل أستاذة سناء: وقفه في البرد ليه كده يا فرح؟ فرح بفزع تحرك يدها للفتى لكي يمشي الفتى يهز رأسه رافضا فرح واضعه يدها على صدها (بمعنى عشان خطري) صوت سناء يقترب من الغرفة أستاذة سناء: فرح...فرح فرح تنظر بنظرات منزعجه يلوح لها مالك ويحرك يده بمعنى (هاجي بكره فى نفس الميعاد) تهز فرح له رأسها بالموافقه مبتسمة وتحرك يدها طالبه منه أن يبتعد فيمشي مسرعا تقف أستاذة سناء على باب الغرفة ،بينما تقف فرح أمام النافذة تنظر على مالك الذي أختفى فرح تتن*د وتقول في نفسها: الحمد لله تلتفت بعيون خائفة إلى الأستاذة سناء التي تدخل حجرتها وتقترب منها أستاذة سناء بضيق: فرح ، فيه أيه أنت ما بتسمعيش؟ فرح : فيه حاجة يا أستاذة سناء أستاذة سناء بصوت مرتفع: بنادي عليك بقالي ساعة تخلع فرح سماعات الموبيل من أذنها فرح : أصلي كنت بسمع أغاني أستاذة سناء ضاحكة: أه ، أكيد أغاني رومانسية فرح بضيق: يعني أستاذة سناء ضاحكة بطريقة سخيفة : كنتي بتفكري بقى في مين وأنت بتسمعي الأغاني؟ فرح وقد أحمر وجهها خجلا: مابفكرش في حد، أنت عارفة…. قاطعها أستاذة سناء وهي تنظر إلى عينيها وتبتسم : قوليلي مش أنا زي ماما ، كنتي بتفكري في مين بقى، ها؟ فرح بحزن: الله يرحمها أستاذة سناء تنظر إلى عين فرح: ما تكدبيش فرح بضيق : أنت عارفه أني مابكدبش ، ولا بحب الكدب أستاذة سناء واضعه يدها على فرح مبتسمة : يعني مش هتقوليلي فرح متعجبه: ما أنا قلت لحضرتك يا أستاذة سناء ،ما بفكرش في حد، أقول أيه تاني أستاذة سناء مبتسمة: عموما أنا عارفه كنتي بتفكري في مين فرح بخوف: هكون بفكر في مين يعني؟!، تقصدي مين؟! أستاذة سناء تضحك بصوت مرتفع: يعني مكنتيش بتفكري في مسعود مثلا وأنت بتسمعيها؟ فرح بضيق : مسعود؟؟!!، وأنا مالى ومال مسعود؟؟!! أستاذة سناء بخبث: مالك أزاى مش بيحبك ، وعايز يتجوزك فرح: يتجوزني؟! تقلد أستاذة سناء صوت مسعود وتتحرك بشكل المعاقين: فرح عروستي، هتجوز فرح فرح بضيق: دا واحد عقله على قده،وبيقول أي كلام، هناخد بكلامه؟؟ََََ!! أستاذة سناء : يعني أفهم من كدا أن هو مش خطيبك؟ فرح بتعجب : خطيبي؟؟؟َََ!!!! أستاذة سناء ضاحكة : أنت طيبه أوووي يا فرح ، روحي نامي أحسن   تتجه أستاذة سناء نحو باب غرفة فرح وهي تضحك ضحكات شيطانية بصوت مرتفع وتقف فرح تنظر لها وهي تخرج من حجرتها وهي تفكر في حيرة تكلم نفسها فرح: هي فعلا الأستاذة سناء بتتكلم جد في موضوع مسعود ده ، ولا بتهزر؟! …….. في المقابر يقف سيد ومرسي وشكري أمام قبر سعيد باشا المغربي سيد وقد عمت ملامحه الفزع سيد: فيه أيه يا شكري؟ شكري بفزع : دا قبر سعيد باشا المغربي مرسي يضربه على ظهره مرسي بغصب: لا والله ما أنت شاطر في القرايه أهو، ما أحنا قرينا أنه قبر سعيد باشا المغربي سيد وقد بدا الفزع عليه سيد: يا مرسي ، طمني فيه أيه؟! شكري برعب: أنا سمعت أن الباشا ده ملعون ، ولعنته بتيجي بدقات طبلته الملعونة، وبعدين بتروح تدمر اللى عليه العين والنيه ينظر له سيد وقد تملكه الخوف مرسي يضحك بصوت مرتفع : يلا يا شكري سلط الكشاف خلينا نخلص من مهمتنا اللى هناخد عليها الفلوس، بلا كلام فاضي يسلط شكري الكشاف بيدين مرتجفتين وعينان حائرتان هنا وهناك يفتح مرسي الشوال ويأخذ أدوات حفر ويساعد سيد في الحفر صوت دقات طبول من بعيد مرسي: أيه الصوت ده يا سيد؟ سيد ينصت في خوف شكري بخوف مرتجف : ده صوت دقات طبلة، صح ولا أنا اللي بيتهيق لي   تقترب صوت الطبلة منهم وكأنها تنذر بقدوم خطر ينظروا لبعضهم ويرتجف الجميع …... في فيلا إحسان هانم إحسان تمشي يمينا و يسارا وهي تفرك في يدها بقلق إحسان بضيق: داخلين على الفجر والبيه لسه ما شرفش رامي: يا حبيبتي ما تخفيش هو مش صغير إحسان تنظر إلى رامي بخوف إحسان: مش صغير يا رامي بس بخاف عليه من طيبته الزايده دي صوت مفتاح يدور في الباب صوت عذب يغني: كان يوم حبك أجمل صدفة..لما قبلتك مرة صدفة رامي: أهو البيه شرف أهو، ومبسوط وبيغني ،أستريحتي؟ مالك: يالى جمالك أجمل صدفة إحسان بصوت مرتفع: كنت فين يا مالك؟ مالك: فيه أيه يا حبيبتي؟ إحسان بحزم : بقولك كنت فين؟ مالك مبتسم: كنت بشم الهوا إحسان بضيق: بتشم الهوا الفجر؟ مالك ضاحك بصوت مرتفع : أمال أشمه الظهر؟ رامي: يا حبيبتي دا مناكف ومش هتخدي منه حق ولا باطل مالك ضاحك: أيوه أهو رامي جابلك من الٱخر ،فيه كورنيك ذنب ولا ممكن أدخل أوضتي أنام رامي بحزم: عيب تتكلم معاها كدا، دي في مقام أمك ،فاهم؟   إحسان بحزن: سيبه يا رامي يقول اللى هو عاوزه ، بس لازم تعرف يا مالك ياحبيبي أني بخاف عليك من أهل البلد دي، هما ما بيحبوناش مالك بضيق : أرجوك يا إحسان سمعت الحكاية دي ألف مرة ، أهل البلد بيكرهوا علتنا وهما السبب في موت جدي سعيد باشا المغربي إحسان يبدو عليها الحزن : أيوه مالك بحنان: دا موضوع وأنتهى بقاله سنين يا حبيبتي وخلصنا منه   إحسان : ولسه بيكرهونا ، لأن لعنة جدك سعيد باشا المغربي محصراهم مالك ضاحك: شوف يا سي رامي بقى الخرافات ، قومي نامي يا إحسان هانم أحسن رامي بغضب :تاني مرة بقولك أتكلم معاها كويس يا مالك ،أنت فاهم مالك بغضب : يعني أنت مصدق لعنة سعيد باشا دي يا سي رامي؟ رامي بحزم : أيوه طبعا مصدق،ولعنة سعيد باشا هتفضل محوطاهم طول حياتهم ……….   في الطريق أتوبيس يمشي في الطريق بداخله أصوات موسيقى عالية ،ثلاث سيدات مستيقظة تتحدث، وأطفال ورجال نائمون   سنية: هو فاضل قد أيه على ما نوصل البلد يا أحلام؟ أحلام: البلد قربت يا سنية ، يعنى يا ختي راحه للفرح أوي سنية ممصمصه شفتاها: دا حتى بلادنا ما تسرش عدو ولا حبيب ، كفاية أن مدخلها مقابر سعاد ضاحكة بصوت مرتفع :أيوه ، عشان سعيد المغربي يرتاح يا أختي أحلام: يجعل كلامنا خفيف عليه سعاد ضاحكة: أنت بتصدقي الكلام اللي بيقوله عن لعنته دي يا أحلام؟! سنية بخوف وبصوت خافت: أيوه يا سعاد ، لعنة سعيد باشا حقيقة سعاد ضاحكة بصوت خافت مقلده سنية: وأنت بتوطي صوتك ليه ؟ سنية بصوت خافت وهي تنظر حولها: الحيطان لها ودان تنتفض أحلام : بعيد ، بعيد ، بعيد ، عنا يا لعنة الباشا سعيد ، بعيد، بعيد تضحك سعاد : العقول في راحه سنية مبتسمة:بس كان فرح البت عالية ده حته فرح أحلام : عقبال ما تعملي لبنتك سما يا سعاد فرح كبير سعاد تقبل رأس بنتها النائمة على رجلها : يارب سنية :يارب ويبقى فرح حلو كده وتجيبى لنا أتوبيس خصوصي زي دا ياخدنا لحد مصر ويجبنا سعاد ضاحكة: لا يا أختى هجيب لكم مركب كبير تضحك السيدات الثلاثة بصوت مرتفع …… في غرفة العرافة وهي غرفة واسعة، ذات نور خافت يعلق على جدران الغرفة جماجم لح*****ت و جماجم بشر و حذاء رجالي قديم وثعابين وشعلة نار … تضع العرافة العجوز الدميمة حفنة من التراب مخلوطة بمسحوق عظام ح*****ت و مطحون فروع أشجار جافة وشعر ح*****ت وبذور نباتات شيطانية وتلقي بها على النار فتزاد أشتعال النار وتصعد لأعلى تضحك العرافة بصوت عالي تظهر أسنانها المخلوعة ووجها الأ**د و شعرها الطويل المجعد تقف تلوح بعصاها تجاه الجماجم والثعابين فتظهر ملابسها الواسعة المزركشة بألوان مختلطة ، تلقي بحفنة أخرى في النار فتشتعل النار أكثر تضحك العرافة ضحكات مخيفة عالية   ……….   يقترب الأتوبيس بجوار لافتة مكتوب عليها (قرية سعيد باشا المغربي )،صوت طبلة يقترب تقف سيارة سوداء فجأة أمام الأتوبيس تضع العرافة البخور وتشتعل النار تضحك العرافة ضحكات هسترية بصوت مرتفع …… في الطريق يحاول سواق الأتوبيس تفادي السيارة ، يهتز الأتوبيس بعنف، يصحى الجميع ويصرخ ............…… في الطريق   تزداد الطبول وتقترب من الأتوبيس يصرخ الحميع تصرخ أحلام وسنية في سعاد :دي لعنة سعيد باشا المغربي يا سعاد، دي لعنة سعيد باشا المغربي يا سعاد ............... في غرفة العرافة تضع العرافة مزيد من المسحوق وتزاد النار وتشيى العرافة بعصا في يدها ضاحكة بصوت مرتفع مخيفة   …….… في الطريق يحاول سواق الأتوبيس أن يفادي السيارة الكبيرة السوداء لكنه لايستطيع ينقلب الأتوبيس فيمتزج صوت الصراخ بصوت سقوط الأتوبيس في البحر ……... في منزل العمدة   يجلس جابر أمام قناة الأخبار ومازال محمود شيخ الغفر نائم على الكرسي يوقظ العمدة محمود جابر: يا محمود، يا محمود محمود بصوت نائم : تمام يا عمدة جابر: قوم يا واد أعملى كوباية شاي ظبط محمود وهو يتثائب : أحنا بقينا واخرى أوى يا عمده جابر يضربه على جسده بالبلغة جابر: قوم يا بغل يقفز محمود من شدة الضربة محمود بضيق: حاضر يا عمدة يدخل محمود المطبخ ويقول بضيق: شيخ الغفر يتقال له يا بغل، يا حضرة الأرجوز يحضر محمود الشاي العمدة يجلس ويشرب الشاي بصوت مسموع جابر: والله يا بغل أنت الوحيد اللي بتمزج من عاميله في الشاي محمود بصوت هامس: بالسم الهاري جابر: بتقول أيه يا بغل؟ محمود متردد: بالهنا والعافيه على قلبك يا عمدة العمدة: طيب كفايه عليك كدا قوم نام محمود: هو عاد فيها نوم ،فاضل شوية والفجر يأذن ، أنا هروح أفطر عند الواد حسنين بتاع الفول والطعمية زمانه فتح العمدة: طيب هاتلي فطار معاك محمود بضيق: أنا هاكل سندوتشات العمدة: هاتلي معاك محمود يخرج من الباب ويضع يده على رأسه لترتفع الطقيه وتظهر رأسه الصلعاء محمود بهمهمة وهو يمسح بيده على رأسه: وأنت خسران أيه ماهو كله على رأس الأقرع وحط يخرج محمود من بيت العمدة العمدة يلقى بفردة بلغة وراء محمود، ويمسك بفردة البلغة الثانية   العمدة: غور تك ست ألاف داهيه العمدة يمسك بريموت التلفاز و ينظر يمينا ويسارا ويقلب على قناة أغاني (أغنية يا بتاع النعناع ) يمسك العمدة بالبلغه في يده اليسار ويتراقص ويغني مع الأغنية (يا بتاع النعناع يا منعنع.. يا منعنع..يا بتاع النعناع يا واد أنت) العمدة: اهو كدا المزاج ولا بلاش يدخل محمود مسرعا الصالة محمود وهو يقف يلهث: الحق يا عمدة العمدة ينظر له تارك التلفاز على الأغنية وهو ماسك البلغة بيده يلقي العمدة ببلغته على شيخ الغفر العمدة غاضب: في أيه يا واد ، داخل كدا على دوار العمدة ولا دوار جمايس عمك أبو اسماعين ؟ محمود وهو ينهج: مصيبة يا عمدة، مصيبة ……...   في المقابر صوت مدوي بالقرب من مرسي وشكري و سيد شكري بصوت متقطع من الخوف : أييييه الصوووت داااا بقققققى ؟! سيد بخوف:يا خوفي أننا نكون أحنا اللي علينا العين والنيه مرسي متوتر: دا صوت حاجة بتفرقع جمبنا سيد بقلق: حاجة زي أيه؟ مرسي : أنا ايش عرفني يعني، قالولك عليه بنجم ، ولا شيخ شكري : لا سمح الله ما أحنا دفنونه سوا أهو، أنت حرامي جثث ،ونصاب ابن نصاب مرسي بغضب: أحترم نفسك ما تجبش سيرة أبويا على لسانك ، لتكون دكتور ابن دكتور وأنا معرفش سيد يشير بابهامه : شوفوا دي ناااار شكري ينظر بتعجب شكري: أيوه، دي شكلها حريقة كبيرة أوي مرسي بقلق: طب هنعمل أيه يا رجاله؟ سيد وهو يلملم أدوات الحفر ويضعها في الشوال سيد بصوت منخفض: ودي فيها كلام ؟ شكري وهو يحمل الشوال شكري: طبعا الجري نص الجدعنة سيد وهو يجري مسرعا: لا دي الجدعنة كلها يا أخويا شكري بصوت مبتعد: عندك حق مرسي ينظر لهما وهما يجريان ، ثم يجري هو الٱخر خلفهما مرسي: استنوني يا ولاد ال… …….. في منزل العمدة العمدة بغضب: في أيه يا وش النصايب؟ شيخ الغفر يذهب إلى الثلاجة يخرج منها قلة ويضعها على فمه يشرب ، يقع منها ماء كثير على جلبابه العمدة ينظر إلى يد محمود العمدة: فين الفطار، دا أنا هخليها نصيبة سودا على دماغك شيخ الغفر يضع القلة في الثلاجة ويغلقها محمود: الأتوبيس اللي راجع من الفرح العمدة يضم شفتاه: ماله يا واد؟ محمود: وقع في البحر ، عند أول البلد العمدة بصدمة: بتقول أيه يا واد ، وأيه اللى حصل للناس اللى فيه؟ محمود : الأتوبيس ولع باللي فيه العمدة وهو يسرع إلى الهاتف : يا نهار أ**د أنا لازم أكلم الشرطة والمطافي محمود: المطافي هناك ، وبيقولوا الشرطة في الطريق العمدة وهو يجري على غرفة النوم ، ويخرج من الغرفة وهو يبدل ملابسه العمدة: يا أخبارك السودا يا محمود محمود : وأنا مالي يا عمدة ينتبه شيخ الغفر إلى التلفاز ويبتسم بانبهار للأغاني والرقص ، فيجلس ينظر إلى التلفاز العمدة وهو يغلق التلفاز: قوم يا واد ده وقته محمود وهو يغلق فاه محمود : بتقفله ليه يا عمدة ، سيبه والنبي العمدة: حاضر هسيبه ، بس هرفدك من شياخه الغفر الأول محمود بضيق: خلاص يا عمدة ، أقفله أحسن ، دا حتى البنات اللى فيه معصعصين العمدة وهو يفتح التلفاز مرة أخرى وينظر العمدة: دول معصعصين يا بغل ، دول قطط     …………. الطبول الملعونة …………… ….. بقلم نانيس خطاب ……….. ‬‏                      
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD