الحلقة الثانية الأبن البار

1285 Words
عاد سعيد من عمله متجها إلى بيته و كعادته دخل ليطمئن على أبويه أولا وصل إلى باب البيت طرق الباب فتحت له أبنته قال لها ضاحكا - سبقتني كعادتك لتجلسي مع جدك و جدتك - لست وحدي يا ابي أخي و أمي معي - هذا جيد دخل متجها ناحية والده الذي يجلس أمامه يقرأ الجرائد اتجه إليه و قبل يده ثم جلس بجواره قائلا - كيف حالك يا أبي ؟ - أنا في خير حال يا بني ما دمت أنت بخير - أنا بخير يا ابي الحمد لله - أنا أدعو لك دائما يا بني سمعوا صوت مرتفع يأتي من المطبخ لم يكن ذلك الصوت الا صوت والدته تطرد سعاد زوجة ابنها من المطبخ كعادتها قال أبو سعيد لأبنه - انقذ زوجتك من بين براثن أمك يا ولدي - هههه لماذا دائما تتشاجر مع سعاد أذا دخلت المطبخ - ت**م أن تطهو هي الطعام بنفسها و سعاد تريد أن تريحها من عناء أعمال المنزل و الطهو فتتعارك معها كل يوم لنفس السبب - ههههه سأقول لها أن تتركها تفعل ما تريد دخل سعيد المطبخ و هو يضحك احتضن أمه و قبل يديها قائلا - كيف حالك يا امي الجميلة ؟ - أنا في خير حال ما دامت زوجتك خارج ذلك المطبخ - ههههه أخرجي من هنا فورا يا سعاد - هههههه لن ادخل ذلك المطبخ مرة أخرى - أمرك يا سمو الملكة - أتسخر من امك يا ولد - من يجرؤ يا امي خرج سعيد من المطبخ ليترك أمه تمارس هوايتها المفضلة في الطهو قبل أن يتهم بجريمة عقوق الأم ، جلس بجوار والده سمعه يهمس لسعاد - اعرف يا ابنتي أننا نرهقك كثيرا و ام سعيد خاصة تضايقك بأفعالها - لا تقل ذلك يا بابا انتم أهلي مهما فعلت ماما لا اتضايق منها أبدا - سعيد طيب جدا و أنتي اطيب منه الطيبون للطيبات تدخل سعيد في الحوار قائلا - لقد سمعت أسمي ماذا تقولون عني - أقول يا بني أن الله قد عوضك خيرا بزوجتك سعاد ربي يبارك لك فيها - الحمد لله يا ابي انك راض عنها - و راض عنك يا بني اريد منك طلب أخير لن أكرره و لن أضايقك بمطالبي مرة أخرى - لا تقل ذلك يا ابي أنت تأمرني كما تشاء و أنا أطيعك و أنفذ كل أوامرك - بارك الله فيك يا بني أنا أعرف أننا ظلمناك كثيرا أنا و امك و كثيرا ما فضلنا عليك اخوك سعد - لا داعي لهذا الكلام يا أبي على كل حال هو اخي و أنا افرح أن يكون افضل مني - لا يا بني بل انت الأفضل و الأكبر لذلك تحملت سخافاته و سخافاتنا - يا ابي لا تقل ذلك أرجوك - بل اريد أن أبرئ ذمتي قبل أن ألقى الله - أطال الله عمرك يا أبي - يا بني كلنا راحلون و أفضل ما يحدث لإنسان أن يموت هو أول شخص قبل أن يفقد اي إنسان من أحبابه - أرجوك يا ابي - أرجوك أنت يا ابني اسمعني أولا أريد منك أن تسامحني على اي خطأ اقترفته في حقك أو أي تفرقة في معاملتي لك انت و اخوك و تذكر دائما أن أي تفرقة كان دافعها الوحيد أنه هو أخوك الأصغر و انت الكبير الذي ظننت أنه رجل منذ طفولته ليس لأني أحبه أكثر - يا أبي صدقني ليس في قلبي لك شيء إلا كل حب - أعرف يا بني أنت طيب القلب عطوف لذلك حظك قليل مع اقرب الناس و لكن الله قد عوضك بسعاد أبنة عمك الله عادل يا بني - يا بابا ربي يطيل في عمرك أنت و ماما ما داعي لهذا الحديث كله - أسمعيني يا سعاد و أشهدي على ما أقول أوصيك يا ابنتي بزوجك أن تعوضيه عن قسوة الدنيا و لتشهدي أنني أبرأت ذمتي و طالبته أن يسامحني - بل سامحني أنت يا أبي و لا تغضب مني ابدا أرجوك - أنت يا بني دائما لا تفعل معنا الا كل خير و لكن أريد منك طلب ربما يكون ثقيلا عليك - أؤمر يا أبي - اريدك أن تخبر أخاك سعد أنني أريد أن أراه لمرة واحدة و ليرحل بعدها كما يريد - سأتصل به فورا لماذا تظن أن هذا ثقيل على قلبي على الع** تماما - اعرف يا بني أنه يضايقك بكلامه كلما هاتفته أو سافرت إليه - مهما يكن هو أخي و أنا أتمنى أن نجتمع كما كنا يا أبي - هاتفه يا بني و أبلغه أن يأتي ليراني ربما تكون المرة الأخيرة فأنا أشعر بدنو أجلي - أطال الله عمرك يا أبي سأسافر إليه فورا - هاتفه اولا ربما يكون شعر بالحنين إلينا يا بني - سأفعل يا أبي أن شاء الله خرجت ام سعيد من المطبخ بعد ما انتهت من طهو الطعام و بدأت تضع الصحون على السفرة و قالت بسعادة - اخيرا انتهيت من إعداد الطعام - هل اقوم بتجهيز السفرة معك يا ماما - لا سأعد أنا السفرة وحدي دون مساعدة - افعلي ما شئت يا ماما - هيا أغسلوا أيد*كم سريعا حتى انتهي من تجهيز السفرة غسلوا أيديهم و عادوا فورا إلى السفرة قال أبو سعيد - رائحة الملوخية شهية يا ام سعيد سلمت يداك - سعد هو الذي كان مغرم بالملوخية يحبها جدا حتى لو أكلها كل يوم - اعاده الله الينا سالما يا أمي - كان حلمي أن افرح بزواجه و أبنائه هو الأخر - أن شاء الله يا امي - فرحتي به هي الفرحة الحقيقية - كفاك يا أم سعيد - ماذا يضايقك في كلامي يا ابو سعيد ؟ - أن ابنك هذا هو من طلب نقله إلى السويس كي يجد حجة ليبتعد عنا - حزن على فراقه لتلك الفتاة التي رفضنا أن يتزوجها - معه حق أن يغضب و لكن ليس معه حق أن يهجرنا كل هذا الوقت و لا يسأل عنا مطلقا و كأنه ارتاح بخلاصه منا - لماذا تتحامل عليه بهذه الطريقة ؟ - هل سنأكل أو نتحاور - ارجوك يا ابي لا تنفعل سنأكل طبعا تناولوا الطعام و هم صامتين تماما حتى فرغوا من طعامهم لم ينبس احدهم ببنت شفة و بعد أن فرغوا تماما حملت سعاد الأطباق هي و ابنها و ابنتها إلى المطبخ و غسلت الصحون جلس سعيد مع والده يحاول تهدئته قال أبو سعيد ردا على كلام ابنه - لا تحزن يا ولدي هي فقط تفتقده لأنه غائب و لكننا نحبك كما نحبه بل أكثر يكفي أنك لم تتركنا و تفعل مثله - يا أبي أنا لا اغضب من حبكما لسعد حتى لو كنتم تحبونه أكثر مني - لا يا بني صدقني أنا احبك انت اكثر أنت ابني البكري أنت ابن عمري - طيب الله خاطرك يا ابي - ليس كلاما لتطيب الخاطر يا ابني بل هي الحقيقة - اصدقك يا أبي سنصعد إلى بيتنا أنا و سعاد كي تراجع الدروس للأولاد و ننام كي نستيقظ مبكرا - أذهب يا بني بارك الله لك في زوجتك و أبنائك - دعواتك يا أبي - أدعو لك ليل نهار يا بني أنت و زوجتك و أبنائك صعد سعيد و زوجته إلى بيتهم هم و أولادهم كما يفعلون كل يوم يستيقظون من نومهم يرتدون ملابسهم حتى تعد لهم سعاد الأفطار يتناولون الطعام ثم يذهب هو لعمله بعد أن يوصل الأولاد إلى مدرستهم و بعد أن تنتهي سعاد من ترتيب منزلها و اعداد بعض المستلزمات و الطعام تنزل إلى حماها و حماتها ترتب لهم منزلهم و تنظفه و تحاول أن تساعد حماتها في إعداد الغداء و لكن حماتها ترفض و تتشاجر معها ثم يأتي أبنائهم من المدرسة و بعدها يأتي سعيد من عمله يتناولون وجبة الغداء معا ثم يجلسون معا لبعض الوقت و بعدها يصعد سعيد و زوجته و أولاده إلى بيتهم تراجع سعاد الدروس للأولاد ثم يتناولون وجبة عشاء خفيفة ثم ينامون و يتكرر هذا الروتين كل يوم أما يوم الجمعة يقضيه سعيد و زوجته و أبنائه كاملا مع أبيه و أمه في بيتهم و أذا فكر في قضاء نزهة في أي مكان لابد و أن يكونوا معه لا يتركهم أبدا و أذا رفضوا الخروج من البيت هذا معناه أنه لن يخرج من بيته ، سعيد مثال الأبن البار بوالديه الذي يحاول **ب رضاهم مهما حدث و مهما فعلوا .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD