عاد سعيد من عمله متجها إلى بيته و كعادته دخل ليطمئن على أبويه أولا وصل إلى باب البيت طرق الباب فتحت له أبنته قال لها ضاحكا
- سبقتني كعادتك لتجلسي مع جدك و جدتك
- لست وحدي يا ابي أخي و أمي معي
- هذا جيد
دخل متجها ناحية والده الذي يجلس أمامه يقرأ الجرائد اتجه إليه و قبل يده ثم جلس بجواره قائلا
- كيف حالك يا أبي ؟
- أنا في خير حال يا بني ما دمت أنت بخير
- أنا بخير يا ابي الحمد لله
- أنا أدعو لك دائما يا بني
سمعوا صوت مرتفع يأتي من المطبخ لم يكن ذلك الصوت الا صوت والدته تطرد سعاد زوجة ابنها من المطبخ كعادتها قال أبو سعيد لأبنه
- انقذ زوجتك من بين براثن أمك يا ولدي
- هههه لماذا دائما تتشاجر مع سعاد أذا دخلت المطبخ
- ت**م أن تطهو هي الطعام بنفسها و سعاد تريد أن تريحها من عناء أعمال المنزل و الطهو فتتعارك معها كل يوم لنفس السبب
- ههههه سأقول لها أن تتركها تفعل ما تريد
دخل سعيد المطبخ و هو يضحك احتضن أمه و قبل يديها قائلا
- كيف حالك يا امي الجميلة ؟
- أنا في خير حال ما دامت زوجتك خارج ذلك المطبخ
- ههههه أخرجي من هنا فورا يا سعاد
- هههههه لن ادخل ذلك المطبخ مرة أخرى
- أمرك يا سمو الملكة
- أتسخر من امك يا ولد
- من يجرؤ يا امي
خرج سعيد من المطبخ ليترك أمه تمارس هوايتها المفضلة في الطهو قبل أن يتهم بجريمة عقوق الأم ، جلس بجوار والده سمعه يهمس لسعاد
- اعرف يا ابنتي أننا نرهقك كثيرا و ام سعيد خاصة تضايقك بأفعالها
- لا تقل ذلك يا بابا انتم أهلي مهما فعلت ماما لا اتضايق منها أبدا
- سعيد طيب جدا و أنتي اطيب منه الطيبون للطيبات
تدخل سعيد في الحوار قائلا
- لقد سمعت أسمي ماذا تقولون عني
- أقول يا بني أن الله قد عوضك خيرا بزوجتك سعاد ربي يبارك لك فيها
- الحمد لله يا ابي انك راض عنها
- و راض عنك يا بني اريد منك طلب أخير لن أكرره و لن أضايقك بمطالبي مرة أخرى
- لا تقل ذلك يا ابي أنت تأمرني كما تشاء و أنا أطيعك و أنفذ كل أوامرك
- بارك الله فيك يا بني أنا أعرف أننا ظلمناك كثيرا أنا و امك و كثيرا ما فضلنا عليك اخوك سعد
- لا داعي لهذا الكلام يا أبي على كل حال هو اخي و أنا افرح أن يكون افضل مني
- لا يا بني بل انت الأفضل و الأكبر لذلك تحملت سخافاته و سخافاتنا
- يا ابي لا تقل ذلك أرجوك
- بل اريد أن أبرئ ذمتي قبل أن ألقى الله
- أطال الله عمرك يا أبي
- يا بني كلنا راحلون و أفضل ما يحدث لإنسان أن يموت هو أول شخص قبل أن يفقد اي إنسان من أحبابه
- أرجوك يا ابي
- أرجوك أنت يا ابني اسمعني أولا أريد منك أن تسامحني على اي خطأ اقترفته في حقك أو أي تفرقة في معاملتي لك انت و اخوك و تذكر دائما أن أي تفرقة كان دافعها الوحيد أنه هو أخوك الأصغر و انت الكبير الذي ظننت أنه رجل منذ طفولته ليس لأني أحبه أكثر
- يا أبي صدقني ليس في قلبي لك شيء إلا كل حب
- أعرف يا بني أنت طيب القلب عطوف لذلك حظك قليل مع اقرب الناس و لكن الله قد عوضك بسعاد أبنة عمك الله عادل يا بني
- يا بابا ربي يطيل في عمرك أنت و ماما ما داعي لهذا الحديث كله
- أسمعيني يا سعاد و أشهدي على ما أقول أوصيك يا ابنتي بزوجك أن تعوضيه عن قسوة الدنيا و لتشهدي أنني أبرأت ذمتي و طالبته أن يسامحني
- بل سامحني أنت يا أبي و لا تغضب مني ابدا أرجوك
- أنت يا بني دائما لا تفعل معنا الا كل خير و لكن أريد منك طلب ربما يكون ثقيلا عليك
- أؤمر يا أبي
- اريدك أن تخبر أخاك سعد أنني أريد أن أراه لمرة واحدة و ليرحل بعدها كما يريد
- سأتصل به فورا لماذا تظن أن هذا ثقيل على قلبي على الع** تماما
- اعرف يا بني أنه يضايقك بكلامه كلما هاتفته أو سافرت إليه
- مهما يكن هو أخي و أنا أتمنى أن نجتمع كما كنا يا أبي
- هاتفه يا بني و أبلغه أن يأتي ليراني ربما تكون المرة الأخيرة فأنا أشعر بدنو أجلي
- أطال الله عمرك يا أبي سأسافر إليه فورا
- هاتفه اولا ربما يكون شعر بالحنين إلينا يا بني
- سأفعل يا أبي أن شاء الله
خرجت ام سعيد من المطبخ بعد ما انتهت من طهو الطعام و بدأت تضع الصحون على السفرة و قالت بسعادة
- اخيرا انتهيت من إعداد الطعام
- هل اقوم بتجهيز السفرة معك يا ماما
- لا سأعد أنا السفرة وحدي دون مساعدة
- افعلي ما شئت يا ماما
- هيا أغسلوا أيد*كم سريعا حتى انتهي من تجهيز السفرة
غسلوا أيديهم و عادوا فورا إلى السفرة قال أبو سعيد
- رائحة الملوخية شهية يا ام سعيد سلمت يداك
- سعد هو الذي كان مغرم بالملوخية يحبها جدا حتى لو أكلها كل يوم
- اعاده الله الينا سالما يا أمي
- كان حلمي أن افرح بزواجه و أبنائه هو الأخر
- أن شاء الله يا امي
- فرحتي به هي الفرحة الحقيقية
- كفاك يا أم سعيد
- ماذا يضايقك في كلامي يا ابو سعيد ؟
- أن ابنك هذا هو من طلب نقله إلى السويس كي يجد حجة ليبتعد عنا
- حزن على فراقه لتلك الفتاة التي رفضنا أن يتزوجها
- معه حق أن يغضب و لكن ليس معه حق أن يهجرنا كل هذا الوقت و لا يسأل عنا مطلقا و كأنه ارتاح بخلاصه منا
- لماذا تتحامل عليه بهذه الطريقة ؟
- هل سنأكل أو نتحاور
- ارجوك يا ابي لا تنفعل سنأكل طبعا
تناولوا الطعام و هم صامتين تماما حتى فرغوا من طعامهم لم ينبس احدهم ببنت شفة و بعد أن فرغوا تماما حملت سعاد الأطباق هي و ابنها و ابنتها إلى المطبخ و غسلت الصحون جلس سعيد مع والده يحاول تهدئته قال أبو سعيد ردا على كلام ابنه
- لا تحزن يا ولدي هي فقط تفتقده لأنه غائب و لكننا نحبك كما نحبه بل أكثر يكفي أنك لم تتركنا و تفعل مثله
- يا أبي أنا لا اغضب من حبكما لسعد حتى لو كنتم تحبونه أكثر مني
- لا يا بني صدقني أنا احبك انت اكثر أنت ابني البكري أنت ابن عمري
- طيب الله خاطرك يا ابي
- ليس كلاما لتطيب الخاطر يا ابني بل هي الحقيقة
- اصدقك يا أبي سنصعد إلى بيتنا أنا و سعاد كي تراجع الدروس للأولاد و ننام كي نستيقظ مبكرا
- أذهب يا بني بارك الله لك في زوجتك و أبنائك
- دعواتك يا أبي
- أدعو لك ليل نهار يا بني أنت و زوجتك و أبنائك
صعد سعيد و زوجته إلى بيتهم هم و أولادهم كما يفعلون كل يوم يستيقظون من نومهم يرتدون ملابسهم حتى تعد لهم سعاد الأفطار يتناولون الطعام ثم يذهب هو لعمله بعد أن يوصل الأولاد إلى مدرستهم و بعد أن تنتهي سعاد من ترتيب منزلها و اعداد بعض المستلزمات و الطعام تنزل إلى حماها و حماتها ترتب لهم منزلهم و تنظفه و تحاول أن تساعد حماتها في إعداد الغداء و لكن حماتها ترفض و تتشاجر معها ثم يأتي أبنائهم من المدرسة و بعدها يأتي سعيد من عمله يتناولون وجبة الغداء معا ثم يجلسون معا لبعض الوقت و بعدها يصعد سعيد و زوجته و أولاده إلى بيتهم تراجع سعاد الدروس للأولاد ثم يتناولون وجبة عشاء خفيفة ثم ينامون و يتكرر هذا الروتين كل يوم أما يوم الجمعة يقضيه سعيد و زوجته و أبنائه كاملا مع أبيه و أمه في بيتهم و أذا فكر في قضاء نزهة في أي مكان لابد و أن يكونوا معه لا يتركهم أبدا و أذا رفضوا الخروج من البيت هذا معناه أنه لن يخرج من بيته ، سعيد مثال الأبن البار بوالديه الذي يحاول **ب رضاهم مهما حدث و مهما فعلوا .