الفصل الأول.. عشيرة الصيادين

3076 Words
الفصل الأول عشيرة الصيادين سارت جوليا خلفها أثنين من أفراد عشيرتها يتحسسون طريقهم في الممر المظلم وهي تتساءل أما أمكن مايكل أن يجد مكان أفضل ثم عادت لتتذكر المصيبة بالأسفل فعرفت أنه أختار المكان الصحيح, أسرع بيتر يتقدم الطريق ليفتح البوابة الحديدة فخفضت رأسها لتمر كذلك فعل الجميع الرائحة الكريهة تسللت إلي أنفها ما أن دخلت تلك الزنزانة المزدحمة بأكثر من خمسة من رجال عشيرتها يلتفون حول جسد ما, أبتعد أحدهم ما أن رآها ليفسح لها مجال لرؤية الجسد العاري والمكبل في الحائط بسلاسل حديدية غليظة صرخ آيزاك ما أن رأها: لن تجديه, سيهرب منك وينال حريته ولن تجديه اقتربت جوليا تتفحص وجهه المدمي ثم جثت علي ركبتها قائلة: اعرف أنك تكرهني الآن ولكني فعلت هذا لأجل مصلحتك ومصلحة أسرتكم ضحك آيزاك ثم بصق قائلا: عليك ا****ة وعلى ويليام سينتقم أخي لي زفرت جوليا بقوة ثم قالت: ويليام لا يعرف شيء عما حدث لكم قالتها ثم استدارت راحلة وأمارات الدهشة تعتلي وجه آيزاك, لعله يتساءل كيف لا تخبر جوليا -الذراع الأيمن لقائد عشيرتهم- ويليام بما حدث له ولأخيه اثناء مناوبة الحراسة الليلية المعتادة, كيف لا تخبره بهجوم ذئب أ**د ضخم عليهم وغرز أنيابه في لحمهم ليحولهم إلى وحوش مثله, كيف لا تخبره عن شيء هام كهذا رفع آيزاك رأسه ثم سب بصوت منخفض وهو يتساءل هل جوليا هي الجاسوس في عشيرتهم, لطالما شك ويليام بوجود واحد ينقل الأخبار إلى العشائر الأخرى وإلا كيف لا تقام حرب الآن بين العشائر بسبب هذا الاعتداء أم أنها تفعل المستحيل كي لا تقام حرب وبتلك الطريقة تحافظ علي الهدنة من أجل عقد الاتفاق, ربما جوليا ليست سيئة كما ظن ربما تحاول إدارة الأمور في الخفاء كي لا يعرف ويليام المعارض للاتفاق بشدة, ربما هي بالفعل تحاول إنقاذه وعائلتهم أثناء استغراق آيزاك في تحليلاته كانت جوليا تخرج من الانفاق استنشقت الهواء النظيف ثم زفرته بقوة, ابتعدت عن الطريق لأن مايكل أحضر سيارة الدفع الرباعي الآن ستقطع الرحلة إلي أكثر الأماكن التي تكرهها "الجدول" حيث عشيرة الذئاب, سحبت هاتفها لترى الوقت ثم سبت قائلة: هل لد*ك ساعة لقد نسيت أن الهاتف مغلق كانت تلك عادة الجميع عندما يريدون الهروب من براثين ويليام, يمكنه فقط تحديد مكانهم عن طريق الهواتف لذلك كلما أرادوا التسلل أغلقوا هواتفهم كي لا يعرف أين كانوا أو مع من أبتسم مايكل وهو يرفع يده قائلا: أنها السابعة, أمامنا ساعة حتى عودة ويليام جوليا: حسنا لنسرع اذن مايكل: أراك قلقة أكثر من المعتاد زفرت جوليا: هل تظن أنه من الأفضل لو أخبرناه مايكل: كلا لقد اتخذت القرار الصحيح, جوليا أعدادنا تتناقص كل عام, علينا عقد الهدنة, علينا التغير من أجل الاجيال القادمة, فلا أريد لأبنائي خوض تلك الحروب من المفترض أن يتلاشى الخوف بداخلها بعد تلك الكلمات ولكن مخاوفها ازدادت وفكرت هل ما تفعله سيؤذي العشيرة, هل سيعرف ويليام والمجلس ويقررون محاكمتها يوما ما توقفت السيارة أخيرا بجانب البحيرة البيضاء -سميت كذلك بسبب لونها الذي يتحول إلى الأبيض في الشتاء- فأنزلت جوليا النافذة تراقب المكان حتى وصول الشخص الذي تريد التحدث معه, راقبت الأشجار البعيدة لتلاحظ تحرك شاذ في الأشجار عندها عرفت بوصوله فأشارت لمايكل ثم ترجلت من السيارة متجهة إلي البحيرة, توقفت خلف شجرة ليظهر جسد زائرها ذو الرائحة النفاذة لا تعلم لما يبالغون بتلك الهيئة الغربية, ملابس جلدية سوداء لا يرتدون تحتها أي نوع من الملابس الداخلية مع نقص في النظافة الشخصية, يتركون شعرهم الأ**د يتدلى خلفهم كما يبالغون في وصلهم مع الطبيعة فتلك العشيرة تعيش بجانب البحيرة أو داخل الغابات رافضة الكثير من وسائل الراحة أو التكنولوجيا ماكثين في أكواخ خشبية, ربما الذهاب في رحلة معهم شيء لطيف ولكن العيش بتلك الطريقة شيء لا تستطيع جوليا تخيله تحدث الزائر: تحياتي للخيل الأسود كان هذا لقبها بين أفراد مجلسهم كي لا يعرف أحد من عشيرتها أنها تتحدث مع عشيرة أخرى, احتياط أمني واهي ولكنها قبلت به على أي حال جوليا: جاد كيف حالك يا رجل, وضعت الكثير من العطر ابتسم جاد بطريقته السينمائية ثم أقترب لدائرة الضوء ليظهر الكحل تحت عينيه والقبعة الغريبة التي يرتاديها: لد*ك أنف قوي, كما لد*ك الذكاء والقوة, أن لم أكن متأكد من كونك بشرية لقلت أنك تحملين جينات خاصة بنا, أو خاصة بهم قالها وهو يشير إلى المدينة ضحكت جوليا بصوت مرتفع مبالغ به ثم توقفت بطريقة مخيفة وقالت: في المرة القادمة أريد أسم المهاجم وإلا تأكدت بنفسي آلا تتم تلك الاتفاقية, هل تسمعني استدارت لترحل ولكنها توقفت قائلة: أم أنه لا يعرف اقتربت جوليا بطريقة هجومية جعلته يتراجع للخلف: قل له جوليا ستحول جدولك إلي قطعة من الجحيم إن لم تأتي لها باسم من فعلها, ذكره بمهنتنا الأولى التي يمكننا العودة لها في لمح البصر قالت تلك الكلمات ثم أسرعت إلي السيارة التي بدت كوحش كاسر يلتهم الغابة, راقب جاد السيارة حتى اختفت ثم تخلى عن ابتسامته البلهاء رغم جمال جوليا الملحوظ إلا أنه بدت كوحش مفترس ب*عرها الأحمر القصير وبشرتها البيضاء التي يملؤها النمش, فكر كذلك في تهديدها, منذ بضعة اعوام ما استطاعت التفكير بشيء كهذا ما بالك بقوله بصوت مرتفع, سار مبتعدا عن الغابة حتى وصل إلي البحيرة ومنها إلى كوخ قائدهم الذي ما أن رآه حتى أبتعد عن مجلسه مع أصدقائه وأتبعه وصولا إلي حلقة النار التي يتدفأ عندها الأطفال الذي ما أن رأوه حتى اتجهوا إليه صارخين طالبين منه قص حكاية ما عليهم أو اللعب معهم, مشهد غير مألوف مع قائد العشيرة (الألفا) فأبيه كان مهيب يخشاه الجميع, أما أخيه فكان مكروها يتحاشاه الجميع, أما فريد فهو شاب في عقده الثالث إلا أنه يبدوا كفتى في السابعة عشر بسبب طريقة حديثه وبراءته التي لم يعتادوا عليها خاصة من فرد من عائلة "جراون" تلك العائلة التي حكمت عشيرة الذئاب بيد من حديد خاصة بعد قتله للألفا السابق جاريميا, الآن لم يبقى منهم إلا بضعة أفراد مما يترك العشيرة أمام فرص محدودة لاختيار قائد مناسب لهم, لطالما تساءل جاد عن كون فريد شخص مناسب لحكمهم خاصة في هذا الوقت الحساس, أنه طيب القلب ولكن ينقصه الحكمة والقوة تحدث فريد فقطع حبل أفكاره: هل تحدث الخيل الأسود جاد: نعم, تحدثت, أم أنها هددت بأنها ستحيل الجدول لجحيم إن لم نخبرها باسم المهاجم نفث فريد بقوة وهو يداعب رأس طفل ما ثم قال: علينا البحث يا صديقي علينا البحث, من هاجم الصيادين كان يقصد تعطيل الهدنة جاد: أو ربما هجوم عشوائي حك فريد ذقنه: هل تظن هذا حقا, من الصعب علي التخيل أن واحدا منا فعل ذلك تأكد جاد من ظنونه ففريد يرى الدنيا بعين فتى صغير وعقله لا يجعله يرى السيئ في العالم المحيط به جاد: علينا البحث عن الفاعل سيدي فريد: حسنا, أريد منك القيام بمهمة, أريد أسماء كل وافد جديد ظهر في المدينة تعجب جاد من قراره ولكنه هز رأسه في استسلام أكمل فريد تعليماته: أي شخص ظهر حتى لو كان طفل أو امرأة أو مسن هز جاد رأسه مرة أخرى ثم رحل ينفذ تعليمات قائده راقب فريد النيران وهي تحرق ما تبقى من الخشب متذكر كلمات أبيه "ولد ليحترق" هكذا أطلق عليه تلك الكلمات مشبهه بخشب ولد ليزوى ويموت, تشبيه قاس ولكن فريد تغلب على الأسوأ وأستطاع انقاذ عشيرته من الفناء على يد أخيه الأ**ق جوليان وحربه الهوجاء مع عشيرة الصيادين, فكر في أخيه وما فعله وتساءل هل يمكن أن يكن له يد فيما يحدث ولكن..هو الوحيد الذي يعرف بنهايته, ربما تظن العشيرة كلها بأن جوليان مات ولكن فريد وحده من يعلم ما حدث بل هو من أنقذ أخيه في اللحظات الاخيرة متبعا نصيحة أمه "الدماء لا تتحول إلي ماء أبدا" لذلك وقف فريد وأسرع إلى سيارته المتهالكة ليلتهم الطريق إلي المنجم القديم وقف على باب المدخل ينظر إلى الظلام ثم أخرج كشافا متسللا إلى الداخل بضعة أمتار ثم صعد إلى مصعد صغير لينزل إلى عمق الأرض مكان كئيب ومن المستحيل على مستذئب البقاء فيه حيا ولكن جوليان يستحق هذا وأكثر, تقدم أكثر ليرى أخيه في تلك الزنزانة الكبيرة بدا مخيفا كعادته بعضلاته المفتولة وجسده الممشوق جوليان: هل أحضرت لي الطعام فريد: كلا, ولكن أريد التحدث معك في أمر هام جلس فريد بجانب الاعمدة الحديدية التي تفصله عن أخيه وبدأ يطرح أسئلته, بدت له ساذجة وغ*ية وهو يقولها بصوت مرتفع ولكن ما باليد حيلة الخيل الأ**د أعطاه مهلة قصيرة ليعرف المهاجم على الجهة الاخرى من المدينة بالتحديد في تلك الحانة الوضيعة جلس جاد يشرب كؤوس الخمر واحدا تلو الآخر, تحرك الباب معلنا عن وصول ضيف جديد فرفع الجميع رؤوسهم, أنه سام الحارس الشخصي لعائلة بلاكوود ربما في مكان آخر لكان أشتعل الجميع غضبا ولكن هنا في حانة العجوز "بو" الكل يحظى بالضيافة والسلام, والعجوز بو هو رجل أفريقي في السبعين من عمره في شبابه كان عازفا للجاز وقيل أنه عقد صفقة مع الشيطان وعلي أسرها أخذ الشيطان زوجته وطفليه ولكن جاد وحده من يعلم الحقيقة, عائلة بو لم يأخذها الشيطان بل وقعت ضحية منذ أكثر من ثلاثون عاما لـ"حرب العشائر", الآن يجلس بو في احد أركان حانته يسمح لجميع العشائر بالتواجد هنا في سلام ويدير بالطبع أعمال مشبوهة عديدة خلال استماعه لفرقته الخاصة أستمر جاد في مراقبة سام وهو يقترب من بو العجوز, ألقى عليه التحية ثم همس بجانب أذنه بضعة كلمات فأبتسم بو ورفع كأسه وكذلك فعل سام, بضعة لحظات ثم أختفى الضيف في الغرف الخلفية للحانة حاول جاد التخمين ربما الم**رات, الجنس أو ربما الدماء الطازجة فالجميع يعلم بميول عائلة البلاكوود حتى وإن اخبروا الجميع بأنهم كفوا عن الاصطياد ولكنه وحده يعلم متى تصر جيناتك على رفض كل القوانين والعهود لتتخذ المسار الطبيعي لها, بالطبع يعرف أنهم هذبوا كثيرا من أساليبهم الهمجية ولكن التخلى عن الاصطياد يعد دربا من الخيال وضع أحدهم كأس من الخمر أمامه فأنتبه جاد لـ"برو" امرأة سوداء في الأربعين من عمرها تتمتع بجمال أخاذ, أنها الذراع اليمنى لـ"بو" أذن لقد جذب الانتباه إليه برو: أراك فضولي الليلة أيها القط الجميل قالت تلك الكلمات وهي تتحسس ذراعه وتمنى لو تدعوه إلى فراشها ولكنه يعلم أنها فوق استطاعته فقال وهو يشيح بوجهه بعيدا عنها: أبحث عن دماء جديدة ابعدت برو يده في عنف عن كأس الخمر لتتجرعه على مرة واحدة: أبحث عنهم في السوبر ماركت أو حانة جو للشواذ أما هنا فكل شيء قديم, أرحل الآن ولن آمر ستيفان بأتباعك هز جاد رأسه ثم رحل دون نقاش فالجميع يعلم من هو ستيفان الحارس ذو العضلات المفتولة الذي يمكنه قتلك بمجرد النظر إليك, لقد فشل في مهمته الليلة ليعود إلى منزله قبل أن يحدث شيء يندم عليه في الصباح خرج جاد من الحانة فكانت المدينة نائمة نظر في ساعته لقد تخطت الساعة الثانية بعد منتصف الليل ربما عليه الانتباه إلي نفسه فالمدينة لم تعد أمنة كما كانت, أتخذ طريقا جانبيا ولكنه شعر بخطوات متثاقلة تتبعه فأخذ زقاق جانبي وشهر مخالبه وأنيابه ولكن وجد القادم فتاة مترنحة ضئيلة الحجم جاد وهو يحاول أخفاء مخالبه: سالي, فتاتي العزيزة لما تتبعيني مسحت سالي أنفها السائل وقالت وهي تحاول آلا تقع: لـ..لقد سمعت حديثك مع تلك العاهرة جاد: وماذا تريدين؟ سالي: سـ سأخبرك كل ما تريده مقابل السعر المناسب أقترب جاد منها فأشتم رائحة كريه, سالي فتاة في العشرون من عمرها تعرضت للا****ب وهي في الرابعة عشر فكان الشارع ملجأها والم**رات صديقتها الوفية, لطالما شعر بالشفقة عليها ولكنه ليس أ**ق, أنها مدمنة وستفعل أي شيء من أجل المال جاد: وكيف أعرف أن ما ستقولينه هو الحقيقة سالي: أقسم لك على شرف الكشافة يا رجل قرر جاد إعطائها بعض المال, مال قليل لا يكفي لشراء م**رات ولكنه يكفي لوجبة ساخنة نظرت للمال ثم سبته فعاد لها ولكنها تراجعت آسفة وصرخت كي لا يض*بها: كلا..كلا, هل تعرف يمكنك التأكد من العمة مارسيليا جاد: لست بأ**ق كي أتعامل مع الساحرات سالي: أقسم لك يا رجل أني صادقة, هناك فتى جديد وصل إلي البلدة جاد: حقا ما أسمه؟ توقفت سالي وهي تحاول تذكر أسم الفتى, ضحك جاد منها وهم بالرحيل ولكنها صرخت قائلة: جايكوب, أنه من عائلة جايكوب, لا أعرف أسم الفتى ولكنه وصل منذ أسبوع, بعد وفاة أمه في حادث ما أقترب جاد منها ودس المزيد من النقود بيدها وقال محذرا: أنت لست كاذبة, لأنك لو كنت فأنت تعلمين من أنا سالي وهي تمسح أنفها للمرة العاشرة: أقسم لك يا رجل, بشرف الكشافة نظر جاد لها مطولا متناسيا رائحتها القذرة ثم أبتعد مسرعا وهو يفكر, عائلة جايكوب لديهم ذكر جديد! ا****ة, على الجميع معرفة هذه الاخبار قُطٌعت أفكاره بسبب صوت سالي وهو يصرخ: هناك أخ وأخته يتسللون إلى البلدة منذ شهر الآن أظنهم ذلك, الفتاة ع***ة بحق, رأيت أن أخبرك تجاهل جاد جملتها الاخيرة وهرول إلي عشيرته, يجب أن يسمعوا بتلك الأخبار أما غدا فسيصطحب الشباب للبحث عن الأخ وأخته ومعرفة حكايتهم أحصت سالي الاموال بيدها ثم غادرت مسرعة فصدمت برجل ضخم فسبته ولكن ما أن رأته حتى أسرعت تتأسف وهي تركض مبتعدة ومتسائلة منذ متى يقف هنا وهل كان يتصنت عليهم أدار سام عينيه متفحصا المكان عليه أن يتأكد آلا يسمع أحد آخر تلك المعلومة, تأكد من خلو الزقاق من أي شخص فأسرع يركب سيارته حتى وصل إلي قصر عائلة بلاكوود في الجزء الهادئ من البلدة طرق باب المكتب ليسمع صوت السيد آدم يسمح له بالدخول سام: عفوا سيدي ولمن لا يعرف السيد آدم فهو يبدوا كشاب في منتصف الثلاثينيات -وأصر علي كلمة يبدو لأن عمره الحقيقي يتجاوز الثمانون عام- جسده رفيع رياضي وشعره أ**د قصير لديه تفاحة آدم تزين رقبته الطويلة, أما عن خصاله فهو رجل علم وأعمال, ولد في فمه معلقة من الذهب ولكن ما فعله لأسرة بلاكوود أنه حول الذهب إلى ماس, أما عن كونه رجل علم فكان يجمع طوال حياته الدكتوراه في التخصصات العلمية كما يجمع طفل الحلوى في عيد الهالووين, كما لدي العائلة أكثر من عشرون معمل يتناثرون في البلاد أكبرهم هو معمل جرينجل والذي يقع خارج البلدة ويعمل به معظم سكان البلدة والمناطق المجاورة ويكون بتلك الطريقة حمى المنطقة من الإفلاس كباقي البلدات, لذلك يدين له الجميع بالولاء والحب وهذا ما يغيظ باقي العشائر آدم: ما الأمر سام: سمعت بضعة أشياء في الشوارع اليوم وفكرت في نقلها لك, سيدي خلع آدم عويناته مبعدا الأوراق التي يطالعها وقال: اغلق الباب أسرع سام مغلقا الباب خلفه مقتربا من المكتب: وجدت مستذئب فضولي بعض الشيء في حانة بو آدم مسرعا: هل يعرفون؟ سام مسرعا: كلا يا سيدي بل له هدف آخر آدم: وما هو؟ سام: كان يسأل عن وافدين جدد في البلدة آدم: لم تعرف لماذا؟ سام: كلا, ولكن, أسم جايكوب قد طرح, بالتحديد فتى مراهق وصل حديثا بسبب وفاة أمه آدم: جايكوب! حسنا شكرا لك سام: عفوا يا سيدي قالها سام ثم أتجه إلى الباب ولكن آدم تحدث قائلا: حاول أن تعرف أسم والدة الفتى, بالطبع دون معرفة أحد سام: بالطبع يا سيدي قالها وهو يمسك بمقبض الباب ليفتحه ثم تذكر شيء آخر فقال: هناك أيضا أخ وأخته يتردد كلاهما على البلدة ومما سمعته أنهم يدسون أنفهم فيما لا يعنيهم آدم: لتعرف القصة خلفهم, شكرا يا سام هز سام رأسه في أدب ثم خرج من الغرفة تاركا آدم لأفكاره, من هو جايكوب, الاسم يبدوا مألوفًا, ربما سمعه في سنوات عمره الاولى عندما كان يسكن في القصر القديم مع أبويه قبل انتقالهم لخارج البلاد تحرك آدم نحو الخارج حتى وصل إلي القبو ومن خلاله دخل إلي مكتبة عتيقة تقع أسفل القبو ولكنها مضاءة بإضاءة نيون قوية تبدد أي خوف أو ريبة توغل أكثر بين رفوف المكتبة حيث الكتب العتيقة واللفائف المصفرة ليتوقف أمام دولاب زجاجي صغير أسدل مفتاحا من أحد الرفوف ليفتحها ويخرج كتاب آخر قديم, وضعها علي منضدة طويلة ثم فر محتوياته, أما الكتاب فكان مقسما لأعوام وأشخاص وأحداث, أذن هو ملخص شديد التلخيص يذكر أهم الاحداث في كل عام توقف عند العام 1898 ميلاديا ثم تحرى الاسم المقابل له "**وائيل جايكوب" الحداد تلك الكلمات تحديدا هي ما كتبت, لذلك أغلق الكتاب ثم أتجه إلى مكتبة أخرى وأخرج "الأوديجوس" كتاب بدا كدليل الهاتف آلا أن غلافه من الجلد السميك, قلب في صفحاته حتى وصل إلى شهر نوفمبر فوجد كلمات بخط أبيه تقول "وصل إلى البلدة **وائيل جايكوب" ويدعى الحداد مع أسرته المكونة من خمس صبية وفتاة وزوجته وأمه, اتخذوا المنزل البعيد مكان لهم وقام بفتح ورشته في منتصف البلدة, ورغم أن المجلس تأكد من كونهم بشر إلا أن التصرفات الغربية للسيد جايكوب أبعدت الجميع عنه وعن عائلته فعلى سبيل المثال أحساسه.." انتهت الصفحة عند هذا الحد فقلب آدم الصفحة التي تليها ليجد أن الكتاب قد مزقت أوراقه آدم: ا****ة, أين الباقي؟! قلب آدم في الكتاب يمينا ويسارا ولكنه لم يجد شيء, لذلك أعاد كل الكتب إلي مكانها وتساءل عن هوية ممزق الصفحات, هل هو مجرد وريث مهمل, أم تعمد أحدهم إخفاء هوية السيد جايكوب الغامض, توقف فجأة عندما تذكر أسرار أبيه التي كادت أن تمزق عائلتهم وتساءل هل له يد في هذا التخريب المتعمد. أغلق المصابيح ثم صعد إلي القبو ولكنه لم يخرج منه بل أستمر في السير بشكل أفقي حتى وصل إلى باب حديدي, طبع على القفل بضعة أرقام ففتح الباب سامحا له بالدخول الإضاءة القوية للمكان جعلته يغلق عينيه ولكنه سريعا ما أعتاد عليها فذهب لغسل يديه ثم أرتدى البالطو الأبيض ودخل إلى غرفة أخرى فوجد أخيه الصغير مارك جالسا أمام مجهر متفحصا شيء ما على شريحة آدم: هل هناك تقدم رفع مارك رأسه خالعا نظارته وقال واليأس يملئ صوته: فشلت للمرة الخمسون بعد المائة آدم: ستفعلها يا رجل, أنا متأكد من ذلك ابتسم مارك بركن فمه ثم عاد يطالع مجهره, ومارك يصغر أخيه ببضعة سنوات شديد الشبه به, يهتم بالعلوم كأخيه إلا أنه يزيده باهتمامه بالفنون المختلفة, أما عن الشبه الجسدي فمارك أقصر منه ببضعة سنتيمترات وأن كانت كتلته العضلية أضخم ولكن يبقي الشبه السائد لكل عائلة بلاكوود الشعر الأ**د والجسد الممشوق لاحظ مارك تشتت أخيه فبادر بسؤاله قائلا: هل دق قلب أخي أخيرا ليسرح ابتسم آدم قائلا: هل أسم **وائيل جايكوب يذكرك بشيء ما فكر مارك لثواني ثم قال: كلا, لا اتذكر هذا الاسم نفث آدم بقوة فأكمل مارك: ما الأمر, ذنوب أبي تعود لتهاجمنا آدم: لا اعرف بعد, ولكن فتى جديد وصل للبلدة ينتمي لعائلة جايكوب ويثير الريبة في نفوس عشيرة الذئاب ترك مارك ما كان يفعله قائلا: يا رجل عشيرة الذئاب هم حفنة من الجهلاء تسيطر عليهم الأساطير والخرافات, أنظر كيف يعيشون وأين, أنهم أسوأ من الساحرات آدم: أنت محق, ورغم ذلك ليس من السهل أخافتهم مارك: نعم, ولكنهم في طريقهم إلى الاندثار, أنهم يتزوجون من عائلتهم رافضين أي تقدم أو تغيير آدم: أنت محق, لن أشغل بالي ولكن لا يضر أن أسأل أمنا عن هذا الـ"**وائيل" تغافل آدم عن إخباره بالصفحات الممزقة, لا يعرف لماذا فعل ذلك ولكنه يعرف أخيه ومثاليته التى تغلب حكمه أحيانا, كما أنه يريد سؤال أمهم قبل كل شيء فتح الباب فبرزت باربرا, مساعدتهم الجميلة التى حولها آدم بنفسه منذ ما يقرب من خمسة عشر عام عندما كان يزور اليونان, كان لها هذا الجسد الرفيع والشعر الأ**د الناعم والملامح المميزة لسكان البحر المتوسط, كانت شخص مخلص بكل ما تعنيه الكلمة لذلك لم تمانع أمه في وجودها الدائم حولهم, أتخذها كأخت وأتخذها مارك كصديقة مما حسن علاقته معه, لطالما أعتبر أخيه حساسا بع** شخصيته العملية, ولذلك وجود فتاة بالمنزل غير أمهم جعل الجميع يحظى بالحب, كمعادلات الكيمياء باربرا كانت العنصر الذي أدى إلى استقرار المنزل تذكر آدم المرة الأولى التي رأى فيها باربرا كانت في الخامسة والعشرون تلفظ أنفاسها الأخيرة على سرير المرض بسبب اختلال جيني نادر الحدوث وكان هو واحدا من فريق من العلماء الذي يبحثون في علاج لمرضها, انضمت لمجموعة سريرية, ثم حدث تلو الآخر حتى أكتشف أبيها طبيعته وتوسل إليه لينقذها, عندها أخذ القرار في تحويلها بعد ما أخذ مشورة أمه وأخيه, الأمر الذي لا تعرفه باربرا حتى الآن أن قراره هذا كان نابعا من إعجابه بشخصية أبيها, هذا الرجل الذي عرض حياته للخطر متحديا الطبيعة في حد ذاتها لينقذ أبنته الوحيدة, ما لا يعرفه أحد كذلك أنه نوعا ما يحسدها أو ربما يتمنى لو كان أبيه مثله وليس الأناني الو*د الذي انجبه
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD