الفصل ( 2 )

1255 Words
في اليوم التالي .. وصـل عمر الى احدى الشركـات الكبيرة، سمعتها تسبقهـا، كبيرة بحد كبير، امام ابوابها حراس مفتولين العضلات، ذات هيبة واضحة، لا يعمـل بها اى شخص، ترجل من سيارتـه بملابسـه المهندمـة والتى كانـت عبـارة عن بنطال من اللون الأ**د وچاكيت من اللون الأ**د أسفله تيشرت احمر، اتجه الى الداخل بخطوات واثقة، ثم اتجه الى المكـتب الخاص به، فتح الباب ثم جلس على الكرسي الجلدى بتنهيدة حـارة، ينظر امامـه بشرود، لم تكن حياته كما توقعها، لم تكن هادئـة مستقرة بل تشكلتها مشاكل وشظايا من الماضي تذكره انها مثل السراب لا نهاية لها !! قطـع شروده صوت طرقات على الباب، يتبعـه دخول شاب يبدو فى الثلاثينـات من عمره، يرتدى حلة رسمية، ملامحه السمراء صارمة قاسية، لا توحى بشطاطات رحمة مرت بها، صديقـه الذى اعتز به، صديق منذ القـدم لجأ له بعد إنتقامه من حاتم، جلس على الكرسى الصغير امام المكتب تمامًا، ليصبح مقابلاً لعمر، ثم تنحنح قائلاً بهدوء : _ اية يا عمر اتأخرت كدة لية ؟ تنهـد مجيبًا بضيق بدء لتوه فى الظهور : _ عادى مشاكل اومـأ الاخر متفهمًا ثم سأله فجأة مضيقًا عينـاه : _ أنت قولتلها على شغلك ولا لسة يا عمر ؟ هـز رأسـه نافيًا بسرعة، ليتابع محذرًا : _ أوعى اعرف انك قولتلها حاجة إرتسـم ثغره بابتسامة خبيثـة لا يطمئن لها عمر، ثم قال ببرود : _ ومش ناوى تقولها ؟ تأفف مجيبًا بصراخ حاد : _ عايزنى أقولها يا حبيبتى أنا سبت القتل وأشتغلت ف الم**رات ده غير موت ابننا !!!! **ت برهه يلملم شتات هدوءه المبعثر بفعل خبث ذاك الأبلة ثم اكمل بضيق : _ ده أنت مش معقول يا حسين والله واخيرًا إستطـاع حسيـن معرفة نقاط ضعفه التى كان يتلهف شوقـــًا لمعرفتها، دائرة عمر المحصنة لم يستطع دخولها إلا من باب واحد حاول جعله مفتوحًا، واخيرًا عرف اهم نقطة .. وهى علم زوجته بعمله !! نهض يهندم نفسه، ثم ألقي نظرة اخيرة على عمر قبل أن ينصرف وهو يقول بجدية شابتها الخبث : _ في صفقة جديدة لازم أنت اللي تعملها، والسكرتيرة الجديدة جت هبعتهالك مع المعلومات، وهبعتهالك مع مفاجأة مش عارف هتشكرنى عليها ولا لا قطب عمر جبينـه بحيرة ثم سأله مستفهمًا : _ مش فاهم مفاجأة أية دى ؟ رفع كتفيه وهو يخرج ببرود وقال : _ ماتستعجلش هتعرف ...... !! ******* كـانت مها فى منزلها والذى لم يعّد منزلها وحدهـا، الجزء الوحيد الذى كانت تشعر بالراحة فيه جاءت اخرى لتشاركها فيه، منزلها الذى كان مأوى لها ولأبنها سيف وزوجها أحمد، اصبحت الان رودينـا تعيش معهم بنفس المنزل، كل يوم والأخر تنشب معركة نسائية كلامية واحيانًا دموية بينهم، بالطبـع لم تستقبل مها زواجـه بترحاب، بل غضبت وثارت وافتعلت معه العديد من المشاكل، ووصلت أنها طلبت الطلاق !! ولكن تحت ضغط من والدتها قررت أن تستسلم لعقابها على كل ما فعلته سابقًا والذى اتـاها على هيئة تلك التى تدعى " رودينـا " والتى حاولت بشتى الطرق إثبـات أنها الأفضل من مها، و**ب الجزء الأكبر من قلبه الذى كانت تمتلكه مها مسبقـــًا .. خيرها أحمد بين أن تعيش رودينا معهم، أو يجلب لها منزل أخر ويصبح يومـان عندها وثلاثـة عند رودينـا، والحجة باطلة بالنسبة لمها وظالمة لحد كبير، وهى أن رودينا مازالت عروس فى اوائل زواجها، وفى احدى الأيـام التى ستشهد خطط اخرى وجديدة لرودينـا .. كانت مها تغـط فى نومــًا عميق، فاليوم هو يوم تأخر أحمد في عمله، على سريرهم الكبيـر تنام بجوار طفلها الوحيد " سيف " ، تحتضنه بحنان أصبح يغمره منذ عودة والديه لبعضهم، بدء سيف يتململ في نومتـه، وفتح جفنيـه البيضاوين بتثاقل شديد، وبنعاس طفولى حاول إبعاد يد والدته عنه، ثم نهض بخفة بجسده الصغير، واتجه للخارج، وجد رودينا تجلس امام التلفاز بأنتظار أحمد بأحدى اقمصة النوم الصيفية، تترك شعرها الاصفر ينسدل خلف ظهرها، ما إن رأت سيف حتى تسللت الابتسامة الخبيثة لثغرها، ثم نهضت متجهة له وهى تقول بابتسامة لم يفهمها سيف بسبب صغر سنـه : _ حبيبي اية الى صحاك الوقتِ ؟ فـرك عيناه بقبضة يده الصغيرة، ثم مطت شفتـيه مجيبًا بحزن طفولى : _ أصلى طلبت من ماما نروح دريم بارك، وهى ضحكت عليا ونيمتنى قطبـت رودينـا حاجبيـها، وشيطانها يوسوس لهـا انها الفرصة المناسبة، امامها عجينـة لحياة مها وسترسمها بالشكل الذى تريده الان !! نظرت له ثم هتفت بخبث : _ طب ما تروح أنت يا سيفو، لية تستنى ماما توديـك **تت برهه تستشف رد فعله، فاكملت بتهكم خبيث : _ ولا أنت مش راجل بقا ولازم تاخد ماما معاك ؟ ظهر الغضب الطفولى على ملامحـه، فاحمرت قسماته لحمم بركانية بالرغم من صغر سنه، وزمجر فيها بغضب : _ أنا راجل مش طفل، وهاروح لوحدى رفع كتفيها تنظر امامها بلامبالاة مصطنعة : _ امممم روح نام يا طفل جـز على أسنانه بغيظ، ثم ركض للخارج وهو يقول بجدية طفولية : _ أنا رايح دريم بارك لوحدى عشان أعرفك إنى مش طفل وقولى لماما انى روحت اومـأت هى بجدية مصطنعة، لتجده اخذ الحقيبة التى بها اموال والدته ثم ركض خارج المنزل تحت انظار تلك الثعبانة التى كانت قطرات السعادة تتقافز بعيناها، ثم همست في خواطرها : _ ولسة الى جاى احلى يا ست مها !!!!! ********* كان عبدالرحمن يعمـل بأحدى المطاعـم الشهيرة كمديـر للمكـان، يعمل بأتقـان من أجـل طفلـه القادم وزوجته التى بات يعشقها حد الجنون، لم يغفل لتصرفات والدته بالطبع ولكنه يحاول التغاضى عنها، فهو بين حدين مؤلمين، زوجته ووالدته !! تنهـد وهو يجلس فى مكتبه الصغير بالمطعم يتذكر المشاكل العديدة التى مروّا بها بسبب والدته، ولكن هذه الكلمة " والدته " تجعله مقيد غير راضٍ بأى حل يزعجها، أفاق من شروده على صوت طرقـات هادئة على البـاب، قال بصوت جاد : _ ادخــل دلف احدى العاملين بالطمعم بزيـه الرسمـى، نظر لعبدالرحمن ثم هتف متنحنحًا : _ أستاذ عبدالرحمن فى واحدة كدة بره طالبة تشوفك سأله عبدالرحمن بحيـرة : _ واحدة مين دى الى عايزة تشوفنى رفـع كتفيه قائلاً بعدم معرفة : _ الحقيقة مش عارف، لكن أنا أول مرة أشوفها هنا اومـأ عبدالرحمن بهدوء، ثم أردف امرًا : _ طب روح انت يابنى وانا جاى وراك اومـأ الأخر ثم استدار وغادر على عقبيه تاركًا عبدالرحمن يتخبط بأفكاره يمينًا ويسارًا يحاول التذكرة هل أعطى وعدًا لمقابلة سيدةً ما ؟! ولكن لنذهب ونرى اذنً .. قال لنفسه هكذا وهو ينهض تاركًا هاتفه على مكتبه وخرج خارج المكتب متجهًا للخارج، لمكان تلك السيدة حتى أصبح امامها فاتسعـت حدقتـا عينيه بصدمة واضحة، وتوقفت جميع حواسه عن العمل تأثيرًا بتلك الصدمة، فهمس بتعجب واضح كاد يسمع : _ هو أنــــتِ !!!!!!! ******** بعد تحدث شهد مع رضوى أغلقت الهاتف، كانت تشعر بأختنـاق كبير يجتاحها، ظلت تتأفف عدة مرات وهى تسير ذهابًا وإيابًا فى حجرتها، اتجهت لفـراش طفلها الفارغ تنظر له بحرمان وإشتياق قاتل، نعم تسللت الأبتسامة الهادئة لثغرها، ولكن لم تستطـع محو الألم والأشتياق من جنبـات قلبها!! وكأن القـدر قرر إعطاؤوها سببًا حقيقـيًا لذاك الخـوف والحزن فسمعت أصوات غريبـة تأتـى من الخـارج، إبتلعت ريقها بازدراء، وشحب وجهها هلعًا، اتجهت للخارج تتفحص الخارج بنظرات مذعورة، نظرات إن رأهـا القادم بالطبع ستدب الشجاعة فى أوصاله !! هتفت بصوت متحشـرج : _ مـ مين هنـا ؟!!! لم تجـد إجابة وانما ازدادت الحركة بالأسفل وتزداد معها ض*بات قلبها التى هددت بالوقـوف، نجحت بصعوبة في اخراج الحروف من بين شفتاها المرتعشتين، ولكنها لم تنجح بعد في إختلاق بعد الاوامر للتحرك لتتجه للأسفل !! وفجأة وجدت من يض*بها بقوة على رأسهـا جعلتها تفقد الوعى بصرخة مذعورة من أعماقها المرتعدة و.........
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD