الفصل الرابع(4)

1263 Words
مر يومان على بيرى وتماثلت للشفاء نوعا ما يومان تراقب الحياة اليومية لصاحبة البيت وابنها حياة جميلة تجمع بين الصلاة والدعاء والذكر كأن حياتهم كلها لله لا يشغل بالهم غير الله لا يؤرقهم عسر الحياة ولا مشاكلها كانهم يعيشون حياة رغدة سعداء مبتسمين دائما كأن السعادة ليس بمال ولا جاه ولا متعة السعادة فى وجود الله فى التقرب منه فى ذكره فى عبادته ...فى طاعة الله ورسوله اقتربت منها كريمة وهى تقول بابتسامة ود وتشجيع وعيناها مليئة بالحب والايمان ....بقولك ايه ؟ بيرى ...نعم كريمة ......ايه رايك تقومى تتوضى ونصلى سوى نصلى....قالتها بتساؤال عجيب عيناها شاردة وفمها مفتوح نصف فتحه كانها تدعوها ان تمشى على حبل ممدد فى الهواء كانها تتطلب منها ان ترفع اثقالا من الحديد ليس باستطاعتها .....او تأتى بفعل خارق للعادة كريمة .....ايوة نصلى ...انتى مش مسلمة؟ نظرت بيرى الى الارض كأنها او مرة احد يعلمها انها مسلمة نعم انها مسلمة ..مسلمة على الورق لكن هل فعلت فعل المسلمين هل تصلى وتصوم وتقرا القران وتامر بما امره الله وتنتهى عنما نهى عنه . كريمه وقد شعرت انها تريد دفعه قوية للخير تجرها للطريق المستقيم ....اييييه ساكتة ليه مش عايزة تصلى وتقفى قدام ربنا بيرى بتلقائيةوهى ساهمة........انا خايفة اصلى كريمة وهى تزوى بين حاجبيها بتعجب من ردها....خايفة؟؛؛ تتنفس بيرى بالم ...فتقول ...ايوة خايفة كريمة طيب بصى انا حقوم اصلى عشان ميفوتنيش الصلاة وبعدين نتكلم فى الموضوع ده ماشى ؟ فأومأت بيرى بالموافقة. وبعد ان تمت كريمة الصلاة جلبت لها جلباب واسع وخمار وطلبت منها ان تردتديهما وارتدت بيرى الجلباب ولفت رأسها بالخمار وعندما نظرت الى المرأه رأت وجهها كان به سماحه جمالا ربانيا بدون اى مساحيق رات وقارا وحشمة اضافا الى وجهها جمالا كان يش*هه العرى فاغمضت عينيها وتنفست تشعر ان راحة ملئت نفسها رات فى المرأه صورة كريمة وهى تبتسم لها وتقول بسم الله مشاء الله العباية حتاكل منك حتة بيرى .وهى تبتسم لها بامتنان ....تسلميلى انا متشككرة جدا كريمة ....متشكرة على ايه بس .....يلا تعالى معايا بيرى .....على فين؟ كريمة ....حنخرج نقعد مع شيخ اسلام شوية هو عايز يتكلم معاكى شوية بيرى باستغراب .....معايا انا ثم قالت لنفسها غريبة يتكلم معايا فى ايه ده من ساعة ما انا جيت عندهم مشفتهوش ولا شافنى اخرجتها كريمة من شرودها وهى تقول لها ...مالك سارحتى فى ايه بيرى ..هه لا لا ابدا ولا حاجة وخرجتا الى الصالة وكانت بيرى اول مرة تخرج الى الصالة فرأت صالة واسعه بها اربع اريكات (((كنب بلدى))) ومنجدين بالقماش الشانلة النبيتى والمزركشه بالذهبى والرمادى وسجادة بها نفس الالوان وستارة دهبى وفى المنتصف منضدة كبيرة عليها مفرش ابيض وعلى المنضدة حامل للمصحف والوان الحائط كانت بلون الكريمى وستائر نبيتى فى اوفيت كان الد*كور بسيط لكنها احبته رات الشيخ اسلام يجلس على الاريكة التى خلف المنضدة يقرا فى كتاب الله بخشوع على راسه طاقية بيضاء شبكة. يتمايل تمايل صغيرا يمينا وشمالا ..سمع الشيخ اسلام امه وهى تقول السلام عليكم ياشيخ اسلام صدق الشيخ اسلام ورد السلام دون النظر لهما لانه يعلم ان امه ليست بمفردها .....وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جلست كريمة وبيرى على الاريكة المجاورة للاريكة التى يجلس عليها الشيخ اسلام ...شوف يااسلام يابنى انا بس عايزاك تطمن اختك بيرى لانها عايزة تصلى بس خايفة.....خفق قلب بيرى باحراج وكأنها انسانة قذرة تجلس بجوار شيئين نظيفين راته يتحدث وابتسامة الايمان على وجهه وقال ...بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كريمه ....عليه الصلاة والسلام ولم تصلى بيرى اسلام ....انتى بخيلة ياختى ولا ايه لماذا لم تصلى على حبيك وسيدنا النبى بيرى ...باحراج .....عليه الصلاة والسلام اسلام دون النظر لها ....انتى ليه خايفة تصلى ياختى؟ حديثه فيه رهبة عجيبة تجعلك تصاب بالقشعريرة ...ومع ذلك نبرته هادئة ومريحة تدخل القلب مع انه لم يقل كلمة موعظة واحدة..لاول مرة تشعر ان صوتها لا يخرج من جوفها فماذا ستقول له وكأن كريمة تشعر بها فقالت بالنيابة عنها. اصلها يعنى م**وفة عشان عمرها ما صلت اسلام .....شوفى ياخت ااااا. ما اسمك ياختى بيرى. بتعجب .....بيرى اسلام ......لا بل اسمك الذى سماكى اباكى به خفق قلب بيرى بحنين انه يخ*فها الى زمن ولا ومضى لم تذكر منه الا شئ ضئيلا ولكنها جاوبته فهى تتذكر اسمها جيدا اسمها الذى دفنته مع الماضى ....اسمى براءة اسلام ....اسم جميل يااختى براءة اذا حاولى ترجعى الى برءاتك ترجعى الى الله الى فطرتك مهما كان ذنبك ومهما كان خطأك فلن يكون ملجأك الا الله ....فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له هناك حديث لرسول الله يقول ...ان العبد المؤمن اذا رفع يده الى السماء وقال: يارب...فقال : له الله لبيك عبدى....ام العبد العاصى اذا قال: يارب فيقول له الله : لبيك لبيك لبيك. )صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ...يقولها له ثلاثة مرات كأنه يعلم انه قد يخاف منه فيرجع عن توبته لا ياعبدى فانا الله انا خالقك ان رازقك لبيك عبدى تعالى لا تخف فمن سيغفر لك غيرى ..لبيك عبدى لا تخف فمن سيرحمك غيرى .لبيك عبدى من يرحمك غيرى....انا الله لا اله الا انا فاعبدنى واقم الصلاة لذكرى قولى يارب وسيجيبك الله ويقول لكى لبيكى لبيكى لبيكى ...مهما كان ذنبك فأن الله يغفر الذنوب جميعا الا ان يشرك به .... كلماته اخترقت قلبها بقوة وصلت فى ال**يم قلبهايخفق وعيناها تدمع كأنه ضغط على جرحها بكل قوته هل سيلبى ربى ندائ ويغيثنى من ذنوبى ومن الوحل الذى اغوص فيه هل سيتوب عليا انا الزانية االغافلة عن الحق الفاعلة للفاحشة انا سيقبلنى الله انا ??????????????رأت كريمة دموعها. فربتت بحنان على ظهرها وهى تقول لها ....ربنا غفور رحيم يبنتى واول باب التوبة الندم والدموع دى علامة الندم .... لم تحتمل براءة دموعها فرقضت الى الحجرة تبكى بكاء لم تبكه قبل اليوم اسلام ...وقد اشفق عليها وظل يدعو لها بالهداية وان ينير الله بصيرتها .....روحى ياامى وراها وخليكى جمبها هى دلوقت محتاجة الدعم منك ..... كريمه وهى تتنفس بأسف عليها ....حاضر يابنى ربنا يجازيك خير ويجعل هديتها على ايدك يارب ذهبت خلفها فراتها قد القت بنفسها على الفراش وتبكى وتشهق كانها تحاول ان تفرغ كل ذنوبها دفعة واحدة....حبيبتى قومى واتوضى وصلى ....رافعت براءة رأسها ووجهها اختفت معالمه من كثرة الدموع ...وقالت بكلمات اسفة متقطعه ....ااانا ممعرفش ااصصلى ولا اتوضى محدش علمنى ....تبتسم لها وهى تسحبها من يدها وتقول لها ....تعالى وانا اعلمك دى بسيطة قووووى ....واخذتها وعلمتها الوضوء وعلمتها الصلاة وكيف تصلى .. وفردت كريمة لها سجادة الصلاة لكى تصلى ...كيف شتشعر براءة وهى ستقف ولاول مرة فى حياتها امام الله ....تعالو بنا نشاهدها ....ها هى تضع الخمار على رأسها تتأمل السجادة هل ستصلى ؟ هل ستقف امام الله العظيم الكريم خالق السموات والارض .بكل ذنوبها انها اغتسلت كما علمتها كريمة . وتوضات لتكون طاهرة وبرغم ذلك تشعر انها مليئة بالقذورات التى ان راها احد يق*ف منها ويشمئز كانها سقطت فى بلوعة وخرجت مدنسه قذرة وكأن الشيطان ابى ان ياخذ احد ابنته فهى ابنته رباها على الرزيلة وفعل الفاحشة والمنكر فاتى لها بكل الصور امام عيناها صور لها وهى تجامع الرجال صورها وهى تتمايع معهم وتتدلل وصوتها الناعم وتاوهتها وهى فى احضانهم اخفت وجهها فى يديها تبكى بمرار تحاول ان تبعد هذه الصور عنها وشعرت ان الشيطان يراودها عن ايمانها ظلت تستغفر وتستعيذ بالله منه ولكنه يحارب لا ابدا لن يتركها هو لها ببالمرصاد ماضيها القذر كله امام عينيها الان حاولت ان تخطو نحو سجادة الصلاة ...كانهاسوف تضغط على اشواك زرعت لها فيها .... رجفة حادة اصابتها فقد استحضرت عظمة الله بقدرته التى خلق بها السموات والارض بكل ما فيهما هى الحقيرة ..هى الخاطية تقف امامه امام من؟ امام الاله الاعظم امام ملك الاكوان القدوس السلام امام القدير الذى يقول للشئ كن فيكون ...لم تستطيع الوقوووف لا لا لا لالا لا قالتها بدموووووع الخوف الشديد من بطش الله ....مينفعش مينفعش اقف ازاى اقف ازاى قدامه بكل قذارتى دى ولم تعلم انها كانت تقول ذلك وهى تصرخ وتبكى وتنوح حتى ان الشيخ اسلام لاول مرة فى حياته ينظر لامرأة فدخل هو وامه على صوت صراخها وقد اغشى عليها وانهارت ولم تحتمل ثقل اوزراها ماذا سيحدث لها هل ستقاوم براءة نغزات الشيطان وتنتصر عليه وعلى اوزارها.....ادعو الله لها ان يوفقها للتوبة ولى لانفسكم. سهير عدلي
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD