الفصل الثاني

2763 Words
الفصل الثاني  ” بشمهندس محمود نسيت أن أسألك .. ماذا فعلت بالفتاة التي كانت نائمة في موقع البناء “ كان غسان قد نسى أمرها لعدة أيام ثم تذكرها عندما أمره محمود الاهتمام بالعمال لحين عودته .. فقد كان يذهب من وقت لآخر ثم يوم دون اخباره عن مكان ذهابه .. رد محمود و هو يتفحص العمل ليعرف إن كان العمال قاموا بذلك بالأمر الصحيح أم لا خاصة أنه بعض الأحيان يذهب ليطمئن على عرين و يحضر لها الطعام ” أظنها بخير غسان لقد أوصلتها لأحد أقاربها ليهتم بها “ قال غسان بشك .. ” هذا جيد بشمهندس جزاك الله خيرا على مساعدتك التي لولاها كان الله أعلم ما سيحدث للفتاة خاصة أنها كانت بثوب زفاف ممزق و مجروحة “ هز محمود رأسه بلامبالاة قائلاً ..” أنا لم أفعل شيء أي كان كان سيساعدها غسان الدنيا مازالت بخير “ رد غسان بعدم اقتناع .. ” أجل بالطبع بشمهندس و الأن ماذا تريدني أن أفعل بالطابق الثالث هل نقوم بهدم الحائط المائل به و نعيد بنائه “ رد محمود غاضبا .. ” بالطبع غسان و هذا خطأ لن أمرره لكم لعدم انتباهكم و ذلك الرجل لا أريده في موقعي بعد الأن أرسله للشركة و أطلب أحدهم غيره مع تنبيههم بما فعل فهذه أرواح بشر و لا يصح الاهمال في شيء سيسبب ضررا لأحدهم فسنحاسب جميعاً عن ذلك“ هز غسان رأسه بهدوء و انصرف قائلاً .. ” حسنا بشمهندس هل هناك شيء أخر “ رد محمود بهدوء .. ” لا غسان أذهب أنت “ تركه غسان و أنصرف فنظر محمود لساعة يده قائلاً .. ” قربت على الانتهاء عرين و أت إليك “ ****************** طرق محمود الباب عدة طرقات تنبيها قبل أن يقوم بفتح الباب بمفتاحه ليدلف إلى الشقة .. تلفت حوله في الردهة الخالية فظن أنها في غرفة النوم أكيد .. أشار للرجل بالدخول قائلاً .. ” حسنا ضعه هنا إذا سمحت“ وضع الرجل المقعد الكبير مكان أشاره محمود و قال بهدوء .. ” سأحضر الأخرى سيدي “ هز محمود رأسه موافقا فهبط الرجل للأسفل ليحضر الطاولة الصغيرة  عاد بعد قليل و وضعها أمام المقعد .. فسأل محمود .. ” أي شيء آخر سيدي “ مد له محمود يده ببعض النقود شاكرا .. ” شكراً لك لا شيء أخر “ انصرف الرجل فأغلق محمود الباب خلفه و هتف مناديا .. ” عرين أخرجي لقد ذهب “ خرجت عرين من غرفة النوم كما توقع أن تكون كانت ترتدي تلك المنامة التي أحضرها لها كانت طويلة و محتشمة .. كان شعرها البني الطويل مسدلا على ظهرها بحرية و بشرتها الخمرية قد تركها الشحوب الذي كانت عليه وقت وجدها في الموقع .. أخفض محمود عينه حتى لا يتفحصها و تتجول عيناه على جسدها الغض رغما عن إرادته قال سائلا بهدوء .. ” كيف حالك عرين هل أصبح جرح ذراعك بخير “ ردت عليه بخجل من هذا الرجل الذي يفيض باهتمامه عليها و يشعرها بالأمان والطمأنينة لم تشعر بهم مع عائلتها .. ” بخير سيد محمود لقد برء سريعا بعد الدواء الذي أحضرته لي “ أبتسم محمود و هو مازال ينظر لأى مكان في الردهة إلا مكان وجودها ” هذا جيد .. لقد أحضرت لك مقعد و طاولة حتى لا تظلي طوال الوقت جالسة في غرفة النوم .. و سأحضر لك تلفاز صغير حتى يهون عليك مكوثك وحدك هنا “ سألته عرين ممتنة .. ” لم لا تحضر أخر لك حين تأتي لهنا حتى لا تظل واقفا ككل مرة .. و شكراً لك كثيرا على ذلك أنا لا أعرف كيف أشكرك سيد محمود “ رد محمود باسما .. ” لا داعي للشكر عرين أنت مثل شقيقتي الصغيرة و الأن هل لك أن تخبريني عن دراستك لنتصرف قبل أن يضيع العام سدي و أنت هنا “ قالت بقلق .. ” أنا سأدرس في المنزل و لكن ليس لدي الكتب فكل شيء تركته لدي عمي في بيت عائلتي “ قال محمود مطمئنا .. ” فقط أخبريني بمجال دراستك و سأحضر لك كل شيء يخصه “ قالت عرين بحرج .. ” لا داعي سيدي يكفي ما كابدته منذ وجدتني “ رد محمود بهدوء .. ” لا تقولي هذا عرين أخبرتك أنت مثل شقيقتي و لكن لم لا تعودي للدوام بدلا من الدراسة في المنزل “ ردت عليه قائلة بقلق .. ” لا أريد أن يعلم عمي أني أذهب للجامعة فيعرف مكاني أنا سأذهب للاختبار فقط أخر العام “ لم يشأ محمود أن يسألها عن ما حدث مع عائلتها و ترك الأمر لحين تخبره بنفسها دون ضغط منه و لكنه سألها باسما .. ” أخبريني ماذا تدرسين عرين “ ردت عرين بهدوء .. ” أنا أدرس الفنون الجميلة “ أبتسم محمود قائلاً .. ” هذا جيد أنها جامعة لذوى الحس الفني تليق بك بالفعل “ أخفضت عرين عيناها خجلاً .. ” شكراً لك أستاذ محمود “ سألها محمود بجدية .. ” ماذا تدرسين بها هل أنت رسامة “ ردت عرين باسمة .. ” لا أنا أدرس صناعة الخزف و الفخار “ قال محمود بحماس .. ” أنها صناعة جميلة و تحتاج للمهارة و الاتقان بجانب الحس الفني أيضاً “ ارتبكت عرين و قالت بخجل .. ” شكراً لك “ سألها محمود باهتمام .. ” و لكن قسمك عملي عرين كيف ستدرسين في المنزل “ قالت عرين بيأس و حيرة .. ” لا أعرف أستاذ سأترك كل شيء لحينه “ قال محمود .. ” حسنا عرين أنا سأذهب و إذا احتجت شيء هاتفيني “ هزت رأسها موافقة .. ” شكراً لك سيد محمود “ سألها قبل أن يذهب .. ” هل لد*ك طعام كافي لحين أحضر لك غداً أم أذهب لجلب المزيد قبل ذهابي “ ردت و هى تشعر بالحرج من اهتمامه و جميله الذي لا تعرف كيف سترده .. ” لا لدي الكثير شكراً كثيرا لك “ رد محمود باسما .. ” حسنا إلى اللقاء عرين أراك غداً “ خرج و تركها فأغلقت الباب خلفه و أدارت المفتاح .. كانت تشعر بالقلق و اليأس و لا تعرف ماذا سيحدث معها الأيام القادمة .. تخشى أن تذهب لجامعتها ليجدها عمها .. و الكارثة الأكبر أن يكون قد عقد قرانها و هى لا تعلم .. و لكن لا .. لا تظن أن زوجة عمها ستسمح له بفعل ذلك أو ذلك الرجل الذي أراد الزواج بها .. تن*دت عرين بألم قائلة .. ” رحمك الله يا أبي أنت و أمي لولا ما حدث لكنت معكم الأن تحموني و تحتضنوني“ ذهبت عرين لغرفة النوم لتستلقي على الفراش مفكرة فيما ستفعل في دراستها ..  ****************** رن هاتفه المحمول فأبتعد عن مجال السمع من العمال حوله في موقع البناء .. ” نعم عرين هل أنت بخير “ سمع جوابها المطمئن فهو أخبرها أن لا تهاتفه إلا للضرورة القصوى ..  ” أنا بخير أستاذ فقط كنت أتساءل متى ستأتي حتى أعرف فقط “ أبتسم محمود بمرح .. ” هذا فقط لقد ظننت أن هناك شيء خطيرا حدث على العموم سأتي بعد انتهاء العمل “ قالت عرين و هى تنهى المكالمة .. ” حسنا سأنتظرك “ اغلقت الهاتف و ضربت رأسها بغضب .. ” و كأنك ستذهبين لمكان يا غ*ية “ بعد نصف ساعة سمعت طرق الباب كما هما متفقان لتعلم أنه هو من بالخارج .. أدار المفتاح ودخل قائلاً .. ” مساء الخير عرين “ قالت بخجل و هى تقترب منه تأخذ منه الأغراض التي أحضرها معه قائلة .. ” مساء الخير أستاذ .. أتمنى أن لا أكون عطلتك عن عملك أعتذر لمهاتفتي لك لن أكررها “ ضحك محمود بمرح .. ” لا تقولي هذا أنت مثل شقيقتي تهاتفيني وقت ما تريدين .. أنا سأذهب لأحضر باقي الأغراض من الأسفل “ سألته بخجل هل أحضرت شيئاً أخر أنت حقاً تخجلني بكرمك أستاذ و أنا لا أريد أن أكون عبئا عليك أكثر من ذلك “ قال محمود بعتاب .. ” لا تقولي هذا سأغضب منك “ تركها و هبط للأسفل مرة و عاد مع رجلين أحدهما أحضر مقعد أخر يشبه ذلك الذي أحضره من قبل .. و الأخر يمسك مع محمود ثلاجة صغيرة لحفظ الأطعمة وضعاها في المطبخ .. ثم عادا و أحضرا موقد كهربائي و غسالة ملابس و علبة من الكرتون بها طقم من الأطباق و أشياء للمطبخ بعد أن انتهوا ذهب الرجلين بعد أن نقدهم محمود بعض الإكرامية .. شعرت عرين بخجل شديد لذلك فقالت بقلق .. ” لم كل هذا أستاذ هذا كثير “ قال محمود بهدوء .. ” و هل أحضرته لك أنت عرين أنا أحضرته لشقتي ربما يوما ما أتزوج سأحضر أكثر من هذا “ قالت بخجل .. ” حسنا أستاذ لا تنتظر مني أن أستعملهم قبل عروسك “ ضحك محمود .. ” فلأجدها الأول عرين و بعدها نتشاجر على الأدوات و الأجهزة المستعملة .. “ ابتسمت عرين بحرج .. ” أتمنى أن تجدها سريعًا أستاذ “ نظر إليها محمود بصمت لثوان قبل أن يقول .. ” غداً أو بعد غد بالكثير سأحضر لك الكتب الدراسية و بعض الأدوات لعملك حتى لا يفوتك الدراسة العملية لحين تعرفي ماذا ستفعلين “ هزت رأسها موافقة فقال بحماسة .. ” هيا بنا لنرى الأشياء و نقوم بترتيبها أكيد بعد أن أتناول بعض الشاي من يدك هل ستبخلين به على “ هزت رأسها مسرعة فقال بحزم .. ” أمامي إذن “ دخلا المطبخ معا و ساعدته عرين في تشغيل الثلاجة و تركيب الموقد الكهربائي .. و تركيب الغسالة .. نظر للعلبة الكبيرة التي تحتوي على الأطباق قائلاً بتذمر .. ” لقد نسيت أمرهم أين سنضعهم .. حسنا سنحضر خزانة صغيرة لهم مؤقتاً لحين نرى ما ينقصك هنا “ شعرت عرين بالخجل .. ” أنا حقا لا أعرف ما أقول لك أستاذ هذا كثير “ قال محمود بمرح أعتبريه هدية بمناسبة تعارفنا و عقد قران شقيقتي الصغيرة فهو اليوم و لذلك أستأذن منك حتى لا تغضب منى إن تأخرت عليها “ ابتسمت عرين قائلة .. ” مبارك لها أستاذ فلتهنئها نيابة عني “ قال محمود بمرح .. ” لا أستطيع عرين فأنت لا تريدين لأحد أن يعرف عنك شيئاً و لكن أعدك سأعرفك عليها يوماً ما عندما تتحسن الأمور “ ابتسمت عرين براحة قائلة بمرح .. ” بالطبع كيف نسيت هذا “ أستعد محمود للذهاب فقالت له عرين .. ” مع السلامة أستاذ و شكراً لك مرة أخرى “ قال محمود متذمرا .. ” أرجوك عرين كفي عن شكري كل وقت وآخر حتى لا أتضايق منك “ أحنت رأسها موافقة .. ” حسنا لن أفعل “ تركها محمود و رحل .. ” أغلقي الباب بالمفتاح و إن احتجت شيء هاتفيني “ قالت عرين مازحة .. ” و أنت أيضاً كف عن طلب ذلك كلما هممت بالرحيل أنا سأفعل دون أن تطالبني بذلك فليس لي غيرك أستاذ “ نظر محمود لوجهها المحتقن خجلاً قائلاً .. ” حسنا إلى اللقاء عرين “ ذهب محمود لتفعل ما تفعله دوماً من غلق الباب و العودة لغرفتها و المكوث على الفراش تفكر فيما هو أت ... ************************* رن هاتفه فنهض محمود بفزع ينظر لرقمها المضيء .. فتحه بلهفة سائلا .. ” عرين خير هل حدث شيء الوقت تخطى الثانية. “ سمع صوت بكائها الهستيري و هى تقول .. ” محمود أنا خائفة هناك أحدهم يطرق الباب علي أنا سأموت رعبا و لا أعرف ماذا أفعل لو حاول أحد دخول الشقة “ نهض محمود منتفضا من الفراش و هو يخبرها مطمئنا .. ” أنا أت عرين أديرى المفتاح و أتركيه في الباب لحين مجيئ و أدخلي للمطبخ و أمسكي بالسكين الذي أحضرته لحماية نفسك إن حدث شيء لن أتأخر “ نهض و أرتدي ملابسه مسرعا و أستمع للهدوء في المنزل فأطمئن أن الجميع نياما .. فتح الباب و خرج من غرفته متجها لباب المنزل عند سمع صوت والدته الدهشة يقول .. " إلى أين أنت ذاهب محمود في هذا الوقت المتأخر " سألت إلهام بدهشة محمود الذي يستعد للخروج في الثانية بعد منتصف الليل أرتبك محمود و تمتم بخفوت حتى لا يسمعه والده من الداخل فيأتي و يوبخه و يستجوبه أيضاً .." ليس لمكان بعيد أمي فقط عشرون دقيقه و سأعود أطمئني" ردت إلهام بدهشة .." هل جننت محمود هل تظن أني سأتركك تخرج من المنزل الآن و بدون علم والدك أيضاً " أقترب منها محمود حتى ينبهها قائلاً فهو قلق على عرين الأن و لا وقت لديه ليضيعه .." أخفضي صوتك رجاء أمي حتى لا توقظي أبي " أتاه صوت شاهين الجامد يقول .." والدك مستيقظ بالفعل يا محمود و يتسأل بدوره إلى أين أنت ذاهب في الثانية فجرا يا عاقل " زفر محمود بحنق و هو يلعن في سره على هذا الحظ الذي أوقعه في براثن أبيه الأن لن يستطع الأفلات بهدوء الأن .." لقد هاتفني صديق أبي يريد شيئاً ضروري و أنا سأذهب لأراه و أعود سريعًا " سأله شاهين و هو يركز على عينيه التي يتهرب من النظر في عيني والده .. "هل هو من كنت معه من بضع أيام عندما عودت متأخر " أرتبك محمود و شحب وجهه و قال .." لا .. ليس هو " سأله شاهين ببرود .." هل تظن أني سأسمح لك أن تخرج في هذا الوقت حقا " رد محمود بحنق .." و لم لا .. هل أنا فتاة لتقلق عليها أبي أنا في الحادي الثلاثين و لست في العاشرة " قال شاهين بجمود .." هل تقول لي إنك كبرت على طاعتي محمود فهذا ما فهمته منك " قال محمود بضيق .." لا أبي لم أقصد هذا أنا فقط أردت أن ..." رد شاهين يقاطعه .." أذهب محمود إن كنت تريد و لكن أعلم أني سمحت لك بالذهاب بمزاجي و لو لم أرد ما أخبرتك أن تذهب .. هل تعلم لماذا لأن هذا البيت بيتي و كلمتي هى المطاعة هنا طالما تعيشون تحت سقف بيتي أنت و أخوتك هل هذا مفهوم " تمتم محمود بضيق .." مفهوم أبي هل أستطيع الذهاب الآن " أشار إليه شاهين لينصرف فرحل مسرعا دون كلمة زائدة منه .. أشار لسيارة أجرة جاءته نجدة في هذا الوقت أستقلها محمود و هو يشعر بالقلق على عرين .. أخبر السائق عن وجهته قائلاً بحزم .. ” رجاء أسرع فالأمر هام “ أوصله السائق بعد عدة دقائق لخلوا الشارع من السيارات في هذا الوقت .. هبط محمود بعد أن أنقده أجرته قائلاً .. ” إن لم تمانع يمكنك انتظاري سأعود بعد قليل فقط سأطمئن على أحدهم “ قبل أن يجيبه السائق أسرع راكضا للداخل و أخذ الدرج مسرعا .. كان المكان هادئ كالعادة إلا من بعض الجلبة الخفيفة من أمام شقته .. أضاء كشاف هاتفه ليرى من عند الباب ليجد قطة صغيرة تخدش الباب بأظافرها يبدوا أنها ضلت عن والدتها “ كاد محمود أن ينفجر بالضحك و هو يراها و قد أفزعت عرين حد البكاء .. طرق الباب كعادته و لكنه أنتظر أن تفتح له بعد أن قال بهدوء .. ” هذا أنا عرين محمود “ سمع صوت شيء يسقط و هى تفتح الباب بلهفة و مازالت تبكي خائفة وجدته أمامها يحمل القطة الصغيرة فقالت بخوف .. ” هل وجدت أحدا هنا هل توصلت الي عائلتي سيقتلونني محمود سيقتلونني “ دخل محمود و أغلق الباب وضع القطة على الأرض و أمسك بيدها يقودها للمقعد و أجلسها قائلاً .. ” أهدئي عرين لا أحد هنا و لا أحد وصل إليك أنها القطة هى ما كانت تحدث هذا الصوت .. أنظرى إليها يبدوا أنها تاهت من والدتها “ انفجرت عرين باكية أكثر و هى تقول .. ” لم أعد أحتمل هذا الرعب أريد أن أختفي من الكون كله محمود “ أبتسم محمود برقة مستمعا لترديدها لاسمه مرارا دون أن تعي ذلك  ” عرين أخبرتك لا أحد سيؤذيك طالما أنا بجانبك لا تخشي شيئاً “ ثم أمسك بالقطة و وضعها على قدميها قائلاً بمرح .. ” ها قد وجدتي رفيقة لك تؤنس وحدتك في عدم وجودي “ حملتها عرين بين ذراعيها تضمها و بسمة رقيقة ترتسم على فمها .. ” ستتحمل إطعامنا معا محمود يبدوا أنك ستفتح شقتك ملجأ لكل الكائنات الضالة “ ضحك محمود بمرح .. ” القطط فقط عرين القطط فقط “ قال دامعة بحزن .. ” أنا أسفة لأنك أتيت في هذا الوقت دون شيء يستحق “ رد محمود بعتاب .. ” كفي حماقة عرين .. هيا أنا سأتركك الأن و أتي غداً لأراك “ نهضت عرين و قالت ممتنة .. ” حسنا شكراً لك محمود “ قال مؤكداً .. ” أغلقي الباب عرين تصبحين على خير “ تركها و ذهب و بعد أغلاقها للباب عادت و حملت القطة الصغيرة قائلة بمرح .. ” هل أنت من سبب لي كل هذا الرعب يا حمقاء ستكونين رفيقتي هنا في حبستي هذه عقابا لك “ ******************** وجد محمود سائق سيارة الأجرة منتظرا فصعد إليها شاكرا .. ” شكراً لك سيدي على انتظاري يمكنك إعادتي لمكان ما أخذتني منه لشارع ......“ سأله السائق .. ” أليست هذه البناية حديثه من يمكث بها و لا أحد يسكنها“ رد محمود بهدوء .. ” هذا الحارس هنا هاتفني لأنه سمع صوت أحدهم في البناية فخشى أن يكون أحد المخربين الذي يسرقون بعض الشقق الفارغة من أسلاك الكهرباء أو أدوات السباكة أو أكر الأبواب تعلم هذه الأشياء تكون جديدة و غالية الثمن أو يقومون بأعمال تخريب فيها “ قال السائق بهدوء .. ” معك حق سيدي فلم يعد هناك أمان و عديمي الضمير كثيرون و من يحبون الأذى للأخرين أكثر “ رد محمود بهدوء .. ” معك حق و لذلك نحن نضع حارس هنا ليهتم بالمكان لحين يستلم الناس شققهم “ صمت بعدها و أوصله السائق لمنزله .. نقد محمود السائق أجرته و شكره .. بعد انصراف السيارة تن*د محمود و هو يعد نفسه لاستقبال سيل السباب و النقد من والده بعد ما قاله قبل رحيله ....
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD