الفصل الثالث(،3)

2516 Words
ذهبت هدير كالعاده الى صخرتها وقلبها يرتجف ، جسدها بارد بفضل الخوف..وعقلها حائر ... ودقات قلبها تدق بجنون رأته جالس على الصخرة يرتدي زي رياضي زاده وسامة ، ابتلعت ارتباكها وحاولت ان ت**و نفسها ثوب اللامبالاة والثبات وقفت على بعد خطوتين منه ثم تحمحمت وقالت: -احححم..السلام عليكم قام لها واستقبلها باابتسامة عريضة وعينان تشع منهما الاشتياق والأعجاب: -وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جيتي في ميعادك ..عاملة ايه؟ حاولت أن تتحدث بجفاء فقالت: -كويسة -هو أنا غلس للدراجادي..أسف ان كنت مضايقك قوي كده. شعرت بغصة لأن اسلوبها ضايقه..حاولت أن تتراجع عن نبرة الجفاء هذه ولكنها خشت أن يأخذ عنها فكرة سيئة ولكنها قالت له بوسطية: -لأ...بس أنا عايزة اخلص من الموضوع ده بقى واخد الفون بتاعي وأمشي. -يا ستي حتاخديه والله ،،تعالي بس نقعد شوية قال ذلك وهو يلتقط يدها لكي يجلسها..فغضبت هدير غضبا شديدا لملامسته يدها فقالت معنفة له : -أنت إزاي تسمح لنفسك إنك تمسك ايدي كده..ولا عشان اضطريت أن اجي اشوفك يبقى خلاص بقيت سهلة..اقولك انا مش عايزة الفون خالص اولع بيه ..واعمل ال تعمله انا مش خايفة..وتركته وظلت تركض وثوبها يركض خلفها بغضب حتى حجابها غاضب..ولكنه لحق بها حتى اجبرها على الوقوف عندما امسكها من ذراعها وهو يقول وصوته يلهث : -استني هنا ..أنا مقصدش حاجة وحشة والله..ثم تعمق في عينيها واكمل بحب.. يمكن عشان لحظة ، حسيت إنك قريبة مني والإنسان بيتصرف بحرية مع الناس ال بيحبهم وال حاسسهم اقرب ليه من نفسه فهماني . للحظات غاصت في عيونه..في نظراته الصادقة العاشقة..للحظات شعرت أنها تنتمي له وأنها تغوص بداخله وتتلاشي في نظراته. وتحدثت العيون احاديث كثيرة..ولكنها سريعا افاقت واغمضت عيونها لتوقف هذا التيار الذي يجتاحها.. وقالت بارتباك وخجل وبعثرة: --ممكن تسبني امشي كانت تشعر أن قلبها أصبح اشلاء فكان لابد لها من الانصراف ، حتى تجمع شتات نفسها وتلملم بقايا قلبها. لقد شعر بها وود لو يسجنها داخل قلبه ولا يدعها تنصرف ابدا ..ولكن أراد اعن يمنحها الحرية حتى تأتي له مرة أخرى.. قال بعد ان تركها : -حسيبك..بس حستناكي بكرة .. ياريت تيجي..أرجوكي تيجي.. وآسف إن كنت اتصرفت تصرف زعلك. وانصرفت..وهي مغيبة ..مبعثرة..م**رة..لا تشعر بشئ سوى عينيه اللتان مازالت أمام عينيها بنظراته الوالهة والمشتاقة ..لا تشعر بقدميها وهي تنقلها إلى البيت بخطوات خفيفة كأنها تطير..وصلت الى حجرتها ولا تعلم كيف ومتى وصلت؟؛ وارتمت على فراشها هائمة..تفكر بحديثه..وتتذكر أخر جملة قالها لها أنه يرجوها..لكي تأتي. يرجوها لكي يراها..ما هذا؟ مالذي يدفع رجل أن يرجو فتاة لكي يراها مرة أخرى، يرجوها على البقاء معها ويعتذر لها بكل هذا الإهتمام . تنفست بحنين..تتقلب على فراشها..كأنها في الجنة..تتقلب على فرش من استبرق.. حتى غفت عيونها على ابتسامة سعادة. واستيقظت سعيدة بهذا اليوم الجديد..سعيدة انها ستقا**ه من جديد..وستراه وستتحدث معه..وذهبت كالعادة إلى صخرتها..وكل خطوة تخطوها على دقات قلبها المشتاقة. وانتظرت عصام ...ماذا سيقول لها اليوم؟ وهل سيعطيها الهاتف؟ماذا يريد منها؟ إنها اليوم تذهب إليه هو ،وليس من أجل الهاتف.....شئ فى قلبها أراد رؤيته..وظلت تفرك فى يديها ..وبدأ الخوف يتسلل اليها ... لقد تأخر كثيرا ....اين هو؟... ماذا حدث له ؟ ..واخذت تتلفت فى كل جهه لعله يظهر.....ثم جاء اليأس ليعلن عن عدم مجيئه ....ولم يكن بيدها غير الرجوع إلى البيت تجر أزيال الخيبه والصدمه والحيرة ..لماذا لم يأتى؟....هل سيأتى غدا ؟وامسكت هدير رأسها بيديها ...كادت ان تنفجر من التفكير.....وطال عليها الليل .....وهى حزينه مسهده ثم جاء غدا بصعوبه وقد ظنت انه لن يأتى من طول انتظارها له ..لعل عصام تأخر عنها لأمر ما..وذهبت وانتظرت ..وانتظرت وعصام لم يأتى ذهب وأخذ معه.......ماذا؟الهاتف ......لا........ذهب وأخذ معه قلبها نعم لقد أحبته كيف ومتى؟؛.. لا تعلم. مرت ثلاثة شهور على هدير منذ اختفاء عصام...وهى تبدلت أصبحت واحده أخرى أصبح الحزن والتفكير والحيرة رفقاءها كل ما يحيرها سر اختفاءه.......... جاء يوم جديد على هدير وهى تجلس فى حيرتها صامته حزينه، لتدخل عليها أمها وعلى وجهها ابتسامه امل وقالت بفرحه: -هدير تعرفى ليكى عندى خبر يجنن حيخليكى تقومى تنططى هدير وهى شارده وبلامبالاه :خير يا ماما علية بفرحة عارمة : - بكره يا ستى جايلك عريس جاى يشوفك هدير بضيق: _ مش عايزه اقابل حد يا ماما.. مش عايزة اتجوز اصلا علية بحماس غير عادي : _ يابنتى ده سفييييييييير عارفه يعنى ايه سفير يعنى ده عريس ميترفضش هدير وهى تنطق فى سرها اسم عصام ..وكأنها تستغيث به ..فينك ياحبيبى علية : يا بنتى ردى عليا قلتى ايه؟ هدير : _ ماما انا مليش نفس اقابل حد وقلتلك مش عايزة اتجوز حتى لو كان وزير علية وهى تنهض وتقول بحسم: - اسمعى دلعك ده تأجليه شويه العريس راح قابل جدك واتفقوا يشوفك بكرة ومش حسمحلك تحطى جدك فى موقف محرج فاهمه.. وتركتها وهى تغلق الباب خلفها بقوة فارتمت هدير على وسادتها تبكى .. ماذا تريد؟ لماذا تبكى؟ هل تبكى على عصام ؟الذى اختفى فجأه .... أم تبكى على املها وحلمها الذي لم يتحقق وقد كان كل حلمها ان تتزوج بمن احبت ، وها هم يريدون أن تتزوج رجل ... أى رجل، المهم أن تحظى بلقب متزوجه ...فهو افضل بكثييير من لقب عانس. _ لا لا لا لا ظلت تصرخ بها ...لا لا لا أريد ان اتزوج اى رجل ...بل اريد حبا. .(اريد حبا) يا ناس هل هذا كثيير واتخذت قرارها قبل أن ترى العريس ..انه مرفوض ..مرفوض وجاء .....العريس فى الموعد وكل العائله تنتظر وفى قلوبهم غيظ مزق احشائهم ....سفير يأتى لهذه العانس هل بعد صبرها هذا ..تكون هذه المكافأه عريس سفير وظلو يدعون أن لا تتم هذه الزيجه أو يراها العريس ويطفش ..والكل منتظر ..مجيئ هدير ودخولها ..وجاءت هدير ودخلت وهى مطأطأه الرأس ليس لها رغبه فى رؤيه العريس ولا رؤية أي شخص مهما كان، ولماذا تراه وهو مرفوض من البداية ، وجاءها صوت جدها وهو يقول بصوت سعيد: _ تعالى يا هدير يا بنتى سلمى على عريسك وتقدمت ..ومدت يدها ودون أن ترفع وجهها سلمت وقالت ببرود : _ ازي حضرتك الشخص: _ ازيك انتى عامله ايه؟ هدير وهى ترفع رأسها بحركة سريعة متفاجأة غير مصدقه أذنها التى سمعت صوته ، ونطق قلبها بصوت سمعه هو فقط صوت سعيد متفاجأ في نفس الوقت: _ عصاااام إلى اللقاء سهير عدلي اليكم اقتباس من الفصل القادم أتمنى أنه ينال اعجابكم جلست هدير بجوار جدها وهى تغالب شعورها بالبكاء وجسدها كله يرتعش من اثر المفاجأه وقلبها ينبض بطريقه غير طبيعيه ..**ت من الجميع قطعه الجد وهو يقول: - يلا ياجماعه نسيب العرسان يتعرفو على بعض . وقامو وخرجوا والغيرة تفتك ببعضهم هدير انعقد ل**نها .....ودقات قلبها كادت ان تتوقف ولا تستطيع ان تنظر لعصام الذى نهض واقترب وجلس بجوارها ..وهو يقول بصوت مفعم بالحنين : -وحشتينى نظرت له والدموع تتلألأ فى عيينها تقول له بعتاب :كنت فين واختفيت ليه كده فجأه . مسح عصام دموعها باطراف اصابعه وهو يقول : الدموع دى انا عارف معناها ايه وحجوابك على كل ال فى دماغك بس اتكلمى قولى اى حاجه لقد أصابها الخرس..عيونها تسأله أسئلة كثيرة ..ودموعها عتاب له..ونبضات قلبها لوم ولكنها تحمد الله أنها رأته وأطمأنت عليه. عصام أخرج من جيبه هاتفها ومد يده واعطاه لها وهو يقول : _ التليفون أخذته منه وهي تقول : _ يااااه لسة فاكر. _ صورك كانت هي ال مصبراني على بعدك. قالت بعتاب رقيق وقد علبتها الدموع من جديد : _ أنا بقى مكنتش فيه حاجة مصبراني وكنت حتجنن. عصام : _ حقك عليا انتى متعرفيش ايه ال حصل هدير بعتاب: ايه بقى ال حصل؟ عصام :قبل ما اقولك ال حصل انا قلت كلمه مردتيش عليها هدير :كلمه ايه؟ عصام وهو يقترب بوجهه ويهمس ويقول : _ قولتك وحشتينى مردتيش هدير وهى تخفض وجهها فى الارض وتقوم وتردف بارتباك: - جدو ممكن يدخل على فجأه على فكرة عصام : مهو أنا لازم اسمعها بقى هدير : اختفيت فين ياعصام وليه سبتنى المده دى كلها ، من غير ماتقولى انت فين انا كنت حتجنن _ياااه عصام أول مرة تنطقي أسمي قالها وهو يتنفس بحب . بنفاذ صبر قالت : قول بقى كنت فين متبقاش رخم اخذ عصام نفس عميييق وقال بجديه وهو يسحبها من يدها ويجلسها بجواره : _طب تعالى اقعدى وانا أحكيلك كل حاجه انا ياستي كنت حسافر بعد أسبوع ذى ماقلتلك بس السفر اتقدم وكان لازم اروح احلف اليمين وبعدها أسافر فرنسا استلم مهام عملى فى مقر السفاره فى باريس، صدقينى ملقيتش اى فرصه اكلمك من هناك فضلت منتظر ال ثلاثة شهور دول يخلصوا بفارغ الصبر ، عشان ارجع واتقدملك لأن فى الفترة دى اتاكدلي شعوري نحيتك كل يوم بيعدى كنت بتوحشينى اكتر من اليوم ال قبله.. كل يوم بيعدى كنت بحتاجلك اكتر ..كل يوم بيعدى كنت بحبك اكتر وأكتر ، عنيكي الحلوة مكنتش بتفارق عنية ولا صورتك ولا صوتك وشقاوتك كنتي محصراني.. مع أني كنت بحاول أقنع نفسي اني أنساكي لاني كنت بقول لنفسي أزي أحب وحدة مشفتهاش غير مرتين تلاتة بس.. بس كان حبك اقوى من أي منطق ومن أي حسابات.. لغايه ما رجعت مصر وسألت عنك وعرفت عيلتك مين ، وعرفت كل حاجة تخصك وجيت لجدك اطلبك منه. هدير وقلبها يرقص فرحا وعيونها تدمع من السعادة ، وخجلا تقول كأنها غير مصدقة ما قاله: - بتحبنى مرة وحده كده انت مشف*نيش غير مرتين بس عصام :انتى مسمعتيش عن الحب ال من اول نظرة ولا ايه هدير ووجهها قد تخضب باللون الأحمر :بس ياعصام انا فيييين وان. . ..... قاطعها عصام وهو يضع يده على فمها وقال : -هشششششششششش ... وولا كلمه فاهمه هدير :ايوة ياعصام انا معايا : _ب**وف كملت ....دبلوم عصام : انا عايزك انتى وبحبك انتى ميهمنيش أى حاجه تانيه وبعدين انا حساعدك وحتدخلى جامعه مفتوحه دلوقت مفيش حاجه مستحيله هدير : أيوة بس ..... ثم قطعها هذه المرة دخول جدها والعائله الجد يقول : - هاه ياولاد وصلتو لفيين عصام : كل خير يا جدي الجد : وهو ينظر لهدير يعنى موافقه ياهدير هدير **تت وسار وجهها أحمر الجد :على خيرة الله نقرا الفاتحه وتم قرأة الفاتحه .. وبعد يومين عصام اشترى شبكه لهدير بمليون جنيه ..شبكه الماظ ...وأحضر لها فستان الفرح من باريس على أحدث صيحه وفى اوتيل سبع نجوم أقيم فرح اسطورى بمعنى الكلمه ، حضره أكابر الدولة.. والأعيان بل ورجال دول أجنبية أخرى ، كانت هدير كالملكة بجوار عريسها في ( الكوشة) تتوالى العائلة لمباركتها، رأت الغيرة واضحة في عينين سلوى عندما مدت لها يدها وهي تقول وكأنها سوف تقرصها عقارب أن سلمت عليها : _ مب**ك يا هدير. أشفقت هدير عليها ودت لو افتعلت تصرف واحد تتباهى به عليها كما كانت تفعل معها، او تغيظها بحركة مثل حركاتها الغ*ية ولكن اخلاقها لم تسمح بذلك ، لقد ابتسمت لها بحب وشفقة في نفس الوقت فمثل من يشبهون سلوى هم مرضى يشعرون بالنقص لذلك يفتعلون تصرفات تثير غيرة الآخرين، ولذلك هي تشفق علي سلوى ولن أفعل مثلها احتضنتها وقبلتها : _الله يبارك فيكي حبيبتي وربنا يسعدك يا سلوى يارب. هدية حلوة ليكم #قــــــــــوم_لوط. ✍ كانت بنت لوط تأخذ الماء من النهر على اطراف المدينه فجاءتها الملائكه عل صورة بشر ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ : ﻳﺎ ﺟﺎﺭﻳﺔ .. ﻫﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻝ؟ ﻗﺎﻟﺖ ‏[ ﻭﻫﻲ ﺗﺬﻛﺮ ﻗﻮﻣﻬﺎ ‏] : ﻣﻜﺎﻧﻜﻢ ﻻ ﺗﺪﺧﻠﻮﺍ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﺒﺮ ﺃﺑﻲ ﻭﺁﺗﻴﻜﻢ .. ﺃﺳﺮﻋﺖ ﻧﺤﻮ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ . ﻓﻬﺮﻉ ﻟﻮﻁ ﻳﺠﺮﻱ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ . ﻓﻠﻢ ﻳﻜﺪ ﻳﺮﺍﻫﻢ ﺣﺘﻰ ‏( ﺳِﻲﺀَ ﺑِﻬِﻢْ ﻭَﺿَﺎﻕَ ﺑِﻬِﻢْ ﺫَﺭْﻋًﺎ ﻭَﻗَﺎﻝَ ﻫَـﺬَﺍ ﻳَﻮْﻡٌ ﻋَﺼِﻴﺐٌ ‏) ﺳﺄﻟﻬﻢ : ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀﻭﺍ؟ .. ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻭﺟﻬﺘﻬﻢ؟ .. ﻓﺼﻤﺘﻮﺍ ﻋﻦ ﺇﺟﺎﺑﺘﻪ . ﻭﺳﺄﻟﻮﻩ ﺃﻥ ﻳﻀﻴﻔﻬﻢ .. ﺍﺳﺘﺤﻰ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺳﺎﺭ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻗﻠﻴﻼ ﺛﻢ ﺗﻮﻗﻒ ﻭﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ : ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺧﺒﺚ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ . ﻗﺎﻝ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻟﻴﺼﺮﻓﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﻢ ﻏﻀﻮﺍ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻋﺎﺩ ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﻳﻠﻮﻱ ﻋﻨﻖ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻳﻘﺴﺮﻩ ﻗﺴﺮﺍ ﻭﻳﻤﻀﻲ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ - ﺣﺪﺛﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺧﺒﺜﺎﺀ .. ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺨﺰﻭﻥ ﺿﻴﻮﻓﻬﻢ .. ﺣﺪﺛﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻔﺴﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻳﺠﺮﻱ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻣﺤﺎﻭﻻ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﺃﻣﺮﻳﻦ .. ﺻﺮﻑ ﺿﻴﻮﻓﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺇﺣﺮﺍﺟﻬﻢ، ﻭﺑﻐﻴﺮ ﺇﺧﻼﻝ ﺑﻜﺮﻡ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ .. ﻋﺒﺜﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺇﻓﻬﺎﻣﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺢ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺘﻬﻢ، ﺩﻭﻥ ﻧﺰﻭﻝ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ . ﺳﻘﻂ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﺻﺤﺐ ﻟﻮﻁ ﺿﻴﻮﻓﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ .. ﻟﻢ ﻳﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﺣﺪ .. ﻟﻢ ﺗﻜﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺗﺸﻬﺪ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﻠﻠﺖ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﺑﻐﻴﺮ ﺃﻥ ﺗﺸﻌﺮﻩ . ﺃﺳﺮﻋﺖ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻬﺎ ﻭﺃﺧﺒﺮﺗﻬﻢ ﺍﻟﺨﺒﺮ .. ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺸﻴﻢ . ﻭﺟﺎﺀ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ ﻟﻪ ﻣﺴﺮﻋﻴﻦ .. ﺗﺴﺎﺀﻝ ﻟﻮﻁ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻪ : ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ؟ .. ﻭﻗﻒ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺖ .. ﺧﺮﺝ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻟﻮﻁ ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ﺑﺄﻣﻞ ﺃﺧﻴﺮ، ﻭﺑﺪﺃ ﺑﻮﻋﻈﻬﻢ : ‏( ﻫَـﺆُﻻﺀ ﺑَﻨَﺎﺗِﻲ ﻫُﻦَّ ﺃَﻃْﻬَﺮُ ﻟَﻜُﻢْ ‏) .. ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ : ﺃﻣﺎﻣﻜﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ - ﺯﻭﺟﺎﺗﻜﻢ - ﻫﻦ ﺃﻃﻬﺮ .. ﻓﻬﻦ ﻳﻠﺒﻴﻦ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﺴﻮﻳﺔ .. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ - ﺟﻞّ ﻓﻲ ﻋﻼﻩ - ﻗﺪ ﻫﻴّﺌﻬﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ . ‏( ﻓَﺎﺗَّﻘُﻮﺍْ ﺍﻟﻠّﻪَ ‏) .. ﻳﻠﻤﺲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻟﻤﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ .. ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﻤﻊ ﻭﻳﺮﻯ .. ﻭﻳﻐﻀﺐ ﻭﻳﻌﺎﻗﺐ ﻭﺃﺟﺪﺭ ﺑﺎﻟﻌﻘﻼﺀ ﺍﺗﻘﺎﺀ ﻏﻀﺒﻪ . ‏( ﻭَﻻَ ﺗُﺨْﺰُﻭﻥِ ﻓِﻲ ﺿَﻴْﻔِﻲ ‏) .. ﻫﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻳﺎﺋﺴﺔ ﻟِﻠَﻤْﺲ ﻧﺨﻮﺗﻬﻢ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﻢ . ﻭ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﻛﺮﺍﻡ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﻻ ﻓﻀﺤﻪ . ‏( ﺃَﻟَﻴْﺲَ ﻣِﻨﻜُﻢْ ﺭَﺟُﻞٌ ﺭَّﺷِﻴﺪٌ ‏) .. ﺃﻟﻴﺲ ﻓﻴﻜﻢ ﺭﺟﻞ ﻋﺎﻗﻞ؟ .. ﺇﻥ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪﻭﻧﻪ - ﻟﻮ ﺗﺤﻘﻖ - ﻫﻮ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ . ﺇﻻ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻟﻮﻁ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻢ ﺗﻠﻤﺲ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ، ﻭﻻ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺠﺎﻣﺪ ﺍﻟﻤﻴﺖ، ﻭﻻ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺍﻷﺣﻤﻖ .. ﻇﻠﺖ ﺍﻟﻔﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺪﻓﺎﻋﻬﺎ . ﺃﺣﺲ ﻟﻮﻁ ﺑﻀﻌﻔﻪ ﻭﻫﻮ ﻏﺮﻳﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ .. ﻧﺎﺯﺡ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﺸﻴﺮﺓ ﺗﺤﻤﻴﻪ، ﻭﻻ ﺃﻭﻻﺩ ﺫﻛﻮﺭ ﻳﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﻋﻨﻪ .. ﺩﺧﻞ ﻟﻮﻁ ﻏﺎﺿﺒﺎ ﻭﺃﻏﻠﻖ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻪ .. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﻬﻢ ﻳﺠﻠﺴﻮﻥ ﻫﺎﺩﺋﻴﻦ ﺻﺎﻣﺘﻴﻦ .. ﻓﺪﻫﺶ ﻟﻮﻁ ﻣﻦ ﻫﺪﻭﺋﻬﻢ .. ﻭﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ .. ﻭﺻﺮﺥ ﻟﻮﻁ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻳﺄﺱ ﺧﺎﻧﻖ : ‏( ﻗَﺎﻝَ ﻟَﻮْ ﺃَﻥَّ ﻟِﻲ ﺑِﻜُﻢْ ﻗُﻮَّﺓً ﺃَﻭْ ﺁﻭِﻱ ﺇِﻟَﻰ ﺭُﻛْﻦٍ ﺷَﺪِﻳﺪٍ ‏) ﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻗﻮﺓ ﺗﺼﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺿﻴﻔﻪ .. ﻭﺗﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺭﻛﻦ ﺷﺪﻳﺪ ﻳﺤﺘﻤﻲ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﺄﻭﻱ ﺇﻟﻴﻪ .. ﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﻟﻮﻁ ﻓﻲ ﺷﺪﺗﻪ ﻭﻛﺮﺑﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﺄﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﺭﻛﻦ ﺷﺪﻳﺪ .. ﺭﻛﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ .. ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺮﺃ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ : " ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﻁ .. ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﺭﻛﻦ ﺷﺪﻳﺪ ." ﻫﻼﻙ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ : ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﺫﺭﻭﺗﻪ .. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻛﻠﻤﺘﻪ .. ﺗﺤﺮﻙ ﺿﻴﻮﻓﻪ ﻭﻧﻬﻀﻮﺍ ﻓﺠﺄﺓ .. ﺃﻓﻬﻤﻮﻩ ﺃﻧﻪ ﻳﺄﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﺭﻛﻦ ﺷﺪﻳﺪ .. ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﻻ ﺗﺠﺰﻉ ﻳﺎ ﻟﻮﻁ ﻭﻻ ﺗﺨﻒ .. ﻧﺤﻦ ﻣﻼﺋﻜﺔ .. ﻭﻟﻦ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ .. ﺛﻢ ﻧﻬﺾ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺑﻴﺪﻩ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ، ﻓﻔﻘﺪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ . ﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺇﻟﻰ ﻟﻮﻁ ﻭﺃﺻﺪﺭﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺼﺤﺐ ﺃﻫﻠﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻳﺨﺮﺝ .. ﺳﻴﺴﻤﻌﻮﻥ ﺃﺻﻮﺍﺗﺎ ﻣﺮﻭﻋﺔ ﺗﺰﻟﺰﻝ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ .. ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ .. ﻛﻲ ﻻ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﻘﻮﻡ .. ﺃﻱ ﻋﺬﺍﺏ ﻫﺬﺍ؟ .. ﻫﻮ ﻋﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﻏﺮﻳﺐ، ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻮﻗﻮﻋﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺀ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ .. ﺃﻓﻬﻤﻮﻩ ﺃﻥ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮﻳﻦ .. ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻛﺎﻓﺮﺓ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻭﺳﺘﻠﺘﻔﺖ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻓﻴﺼﻴﺒﻬﺎ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻬﻢ . ﺳﺄﻝ ﻟﻮﻁ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ : ﺃﻳﻨﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺑﻬﻢ ﺍﻵﻥ .. ﺃﻧﺒﺌﻮﻩ ﺃﻥ ﻣﻮﻋﺪﻫﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺒﺢ .. ‏( ﺃَﻟَﻴْﺲَ ﺍﻟﺼُّﺒْﺢُ ﺑِﻘَﺮِﻳﺐٍ ‏) ؟ ﺧﺮﺝ ﻟﻮﻁ ﻣﻊ ﺑﻨﺎته .. ﺳﺎﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻏﺬﻭﺍ ﺍﻟﺴﻴﺮ .. ﻭﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﺼﺒﺢ .. ﻛﺎﻥ ﻟﻮﻁ ﻗﺪ ﺍﺑﺘﻌﺪ ﻣﻊ ﺃﻫﻠﻪ .. ﺛﻢ ﺟﺎﺀ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ : ﺍﻗﺘﻠﻊ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﺑﻄﺮﻑ ﺟﻨﺎﺣﻪ ﻣﺪﻧﻬﻢ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ .. ﺭﻓﻌﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺩﻳﻜﺘﻬﻢ ﻭﻧﺒﺎﺡ ﻛﻼﺑﻬﻢ، ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻫﻮﻯ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ .. ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺗﻤﻄﺮﻫﻢ ﺑﺤﺠﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ .. ﺣﺠﺎﺭﺓ ﺻﻠﺒﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻳﺘﺒﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ، ﻭﻣﻌﻠﻤﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ، ﻭﻣﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻳﻤﻄﺮﻫﻢ .. ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ ﺗﻤﺎﻣﺎ .. ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺣﺪ .. ﻧﻜﺴﺖ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺳﻬﺎ، ﻭﻏﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻔﺠﺮ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ .. ﻫﻠﻚ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ ﻭﻣﺤﻴﺖ ﻣﺪﻧﻬﻢ . ﻛﺎﻥ ﻟﻮﻁ ﻳﺴﻤﻊ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻣﺮﻭﻋﺔ .. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﺎﺫﺭ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺧﻠﻔﻪ .. ﻧﻈﺮﺕ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻧﺤﻮ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻓﺎﻧﺘﻬﺖ .. ﺗﻬﺮﺃ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻭﺗﻔﺘﺖ ﻣﺜﻞ ﻋﻤﻮﺩ ﺳﺎﻗﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﺢ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ : ﺇﻥ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺴﺒﻊ .. ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻏﺮﻳﺒﺔ .. ﻣﺎﺅﻫﺎ ﺃﺟﺎﺝ .. ﻭﻛﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﻠﺤﺔ .. ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﺻﺨﻮﺭ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﺫﺍﺋﺒﺔ .. ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺿﺮﺏ ﺑﻬﺎ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻬﺒﺎ ﻣﺸﻌﻠﺔ . ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﺑﺎﺳﻢ " ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﻴﺖ " ﻓﻲ الأردن .. ﻫﻲ ﻣﺪﻥ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ . ﺍﻧﻄﻮﺕ ﺻﻔﺤﺔ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ .. ﺍﻧﻤﺤﺖ ﻣﺪﻧﻬﻢ ﻭﺃﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ .. ﺳﻘﻄﻮﺍ ﻣﻦ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻷﺣﻴﺎﺀ .. ﻭﻃﻮﻳﺖ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ .. ﻭﺗﻮﺟﻪ ﻟﻮﻁ ﺇﻟﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ .. ﺯﺍﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻗﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺒﺄ ﻗﻮﻣﻪ .. ﻭﺃﺩﻫﺸﻪ ﺃﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ .. ﻭﻣﻀﻰ ﻟﻮﻁ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﺍﻟﺤﻠﻴﻢ ﺍﻷﻭﺍﻩ ﺍﻟﻤﻨﻴﺐ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻣﻀﻰ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻳﻨﺸﺮﺍﻥ التوحيد ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ .. بااااي
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD