الفصل الثاني (2)

1997 Words
..‏لا تخلو الحياة الطَّيِّبة من شيءٍ يُكدِّر صفوها؛ يُبتلى به المؤمن تمحيصًا؛ لينتبه لنعمٍ لبسته وأحوالٍ مسَّته، فيقوى عُوده، وتسمو نفسه، وينال بالبلاء رفعة الدَّرجات أو مغفرة الخطيئات أو تكفير السَّيئات. نبدأ فصلنا...... عادت هدير إلى البيت وكانت على وشك الجنون، ما يحدث لها فوق تحملها ، تسأل نفسها في حيرة: _ ماذا أفعل مع هذا الرجل السمج ؟ وكيف تؤخذ منه الهاتف ؟ لقد استغل الهاتف الذي وجده ذريعة لكي يبيع فيها ويشتري . وشطح عقلها بأفكار سيئه ، تخيلت أنه سوف يبتزها بهذه الصور ، ويهددها بنشرها على الفيس بوك إن لم تفعل له مايريد وقد يريدها هى ...... وتقطع سيل التوقعات السيئة وهي تصرخ وقد لطمت على خدها : - ينهار أ**د ..الحيوان الحقير ممكن يعمل فيا كده، دا أنا اقتله واستريح منه واريح العالم من شره .. طب لو طلع كده فعلا اعمل ايه اخلص عليه واقتله ولا اعمل أيه ؟؛ آه ياني يا مصيبتك يا هدير. وهكذا طوال الليل و الأفكار السوداء تطاردها بلا رحمة، وتنهش عقلها بلا حدود. وراحت فى الميعاد وهى فى قمه غضبها والخوف رفيقها والتوتر يسوقها والأفكار السوداء تسيطر عليها، وعندما رأته قالت وهى تشير له بابهامها مهددة بصراخ وثورة : - اسمع انا مبتهددش وأنت تجيب الموبيل احسنلك وإلا والله مش حيحصلك طيب. هو يبتسم بغرور وثقه : -ايوة.. انا بحب البنت الشجاعه المخربشة على فكرة . واقترب منها برأسه أكثر وانفاسه تلفح انفاسها ثم تابع في استفزاز : _ ها وايه كمان ارتبكت هدير وحاولت أن تبتلع ريقها بصعوبة فتوقف ولم تستطيع، وتراجعت للخلف، واعطته ظهرها وهى تسبه وتقول لنفسها : _ يخربيتك يا أخى أنت طلعت لى منين بس داهية تاخدك وتريحني منك يا شيخ. - سامع على فكرة .. بتدعي عليا الله يسامحك ، وبعدين انا مطلعتلكيش انتى ال اتحدفتى عليا من السما هدير بنفاد صبر وهي تكذ على أسنانها : _ ممكن بقى نخلص الليله دى وتديني الفون بتاعي. - والله الموضوع ده فى ايدك انتى . قالها ببرود وهو يلعب بهاتفها بين يديه. هدير وقد احتقن وجهها وبالكاد تفتعل الثبات أمامه ، وقالت وقد عقدت ذراعيها أمام ص*رها : _اتفضل قول عايز ايه وخلصنى؟ _ بصى ياحلوة انتى حظك حلو لانى فاضلى أربع أيام واسافر فرنسا ، وإلا كنت استغليت ده وطولت المده ..مش عايز حاجه غير انى اشوفك ال أربع ايام دول ،ىحنتكلم فيهم مع بعض بس مجرد كلام ايه صعبه دى هدير بغضب: _ وان رفضت؟ هو ببرود وثقه : _ حقك.. بس ساعتها تشترى فون جديد واه وبكره تقعدى على الفيس فى شويه صور وكام فيديو رقص يجننو حتشوفيهم نظرت له بشرز وكادت ان تفتك به وهي تصرخ في وجهه: _ انت واطى و..... قاطعها عيب على فكرة هاه حتقعدى ولا امشى جلست هدير على الصخره ونظرت للبحر تستجير به وقالت بغضب : _ قعدنا هو بعد أن ضحك: ايوة كده شكلك أحلى وانتى بتسمعى الكلام قوليلى بقى اسمك ايه هدير بق*ف: _معرفش هو مهددا بهاتفها في وجهها : _ هممممم هدير : اسمى ااااا...مى هو: مش عايز كدب انا ممكن افتش فى رسايلك واعرف اسمك استنى اسمك ...اسمك هو فى رساله لصحبتك بتقول ..أيوة، هدير ....والله اسم حلو كله موسيقا هدير بغيظ مكتوم : _اسمى زفته ارتحت هو ببرود مستفز : اهى زفته ده معرفوش هو ده اسم الدلع؟؛ هدير : انت حتستظرف ولا ايه ؛ هو بنفس الضحكة الباردة : انتى ال قلتى على فكرة ..اهدى بس خليكى مطيعه عشان تاخدى الفون بتاعك وتخلعى مني بسرعه هدير وهي تنفخ في ملل وضجر : _ اللهم طولك ياروح هو : عندك كام سنه ياهدير هدير ........................... هو :على فكرة دى كلها اسئله عاديه هدير وهى تنطق الكلمات بغيظ وحتى تخلص منه : 28 قال وهو يتأملها : _معقول بس شكلك أصغر على فكرة = ساكنه فين وجايه الغردقه ليه؟ قامت هدير بحركة عصبية وقالت وهي تصرخ وقد احتقن وجهها : _ لأ كده كتيير بقى ده زي ما يكون تحقيق وانزلقت قدمها وكادت أن تسقط لولا أن التقطها بيديه ، فوجدت نفسها بين أحضانه فرأت ملامحه عن قرب ملامحه وسيم ، عيناه رمادية ، وشعره بنى، بشرته قمحاوية ، انتفض جسدها بين يديه فابعدته بيديه لكنه تمسك بها فقالت ووجها تغير ملامحه بفضل اللون الاحمر : _ ممكن تسبنى بقى ..انت ماسكني كده ليه. أخفى انفعالاته بالكاد شعور غريب وجديد شعره عندما كانت بين يديه لكن سرعان ما تخلص منه وقال ولم يبدو عليه أي شئ: _ الحق عليا يعني أني مسبتكيش تقعي. حتى بعد أن تخلصت منه ما زال قلبها ينبض بسرعه، ولم يكن حاله اقل منها لكنه تظاهر بالتماسك ولم يظهر عليه شئ ثم اخذ نفسا عميقا. _مش حتقولي بقى ساكنة فين. لكنها **مت ليس لأنها لا تريد أن يعرف عنوانها بل لأنها في حالة لا تستطيع حتى أن تتنفس..حالة من الأضطراب فرضه عليها قربه منها وشخصيته التي تتوغل بقوة داخلها.. سمعته يقول : _ خلاص ياستي كفاية عليكي كده ..انا ياستى حعرفك على نفسى عشان مايبقاش حد أحسن من حد . وجلس واجبرها أن تجلس قابلته وقال بهدووء وهو يتفحص عينيها بنظرات مختلفة ليست باردة كما عهدتها منه بل فيها شئ آخر لم تستطيع تفسيره : _ أنا اسمى عصام الدين بكر ..من مواليد اسكندريه خريج كليه سياسه واقتصاد عندى 35 سنه اعزب ومنتظر وظيفه مهمه حستلمها بعد اسبوع من دلوقت.. فترة **ت بعدها قال تحبى تسألي أي سؤال . هدير وهي تنظر له بعمق تستشف منه الصدق؟ _ ممكن أسألك سؤال وتجاوب بصراحه هو ونبرته تتجلى فيها الصدق : _ أوعدك حصدقك ..اتفضلى اسألى هدير : _ أنت عايز منى ايه؟ عصام بنبرة صدق وعينيه تخترق عيونها: _ تصدقينى لو قلتلك مش عارف ..فيك حاجه شدانى بس مش عارف ايه هى ؟ أنا عارف إنك خايفه منى بس ثقى إن عمرى محأذيك لأن أخلاقي متسمحش بكده. تسارعت دقات قلب هدير رغما عنها ، ولم تجد ما تقوله له وبعد فترة **ت حلت عليهم قالت : _ أنا حمشى بقى عشان محدش يقلق عليا . _ خليكي معايا شوية. _ لأ مش حقدر صدقني عصام برجاء وقد نسي أنه يستطيع أن يجبرها أن تأتي بالأمر وليس مترجيا لها : _خلاص حستناكى بكرة . وانصرفت هدير وتركته وفى قلبها شئ جديد خلق لا تعلم ما هو ، شئ طمئنها اشعرها بصدقه ... شئ جعلها تريد أن تذهب اليه طواعية، ليس من اجل الفون ولكن من اجل أن تراه..نعم إنها تريد أن تراه مرة أخرى وبشدة. اليكم اقتباس مشوق ذهبت هدير كالعاده الى صخرتها وقلبها يرتجف ، جسدها بارد بفضل الخوف..وعقلها حائر ... ودقات قلبها تدق بجنون رأته جالس على الصخرة يرتدي زي رياضي زاده وسامة ، ابتلعت ارتباكها وحاولت ان ت**و نفسها ثوب اللامبالاة والثبات وقفت على بعد خطوتين منه ثم تحمحمت وقالت: -احححم..السلام عليكم قام لها واستقبلها باابتسامة عريضة وعينان تشع منهما الاشتياق والأعجاب: -وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جيتي في ميعادك ..عاملة ايه؟ حاولت أن تتحدث بجفاء فقالت: -كويسة -هو أنا غلس للدراجادي..أسف ان كنت مضايقك قوي كده. شعرت بغصة لأن اسلوبها ضايقه..حاولت أن تتراجع عن نبرة الجفاء هذه ولكنها خشت أن يأخذ عنها فكرة سيئة ولكنها قالت له بوسطية: -لأ...بس أنا عايزة اخلص من الموضوع ده بقى واخد الفون بتاعي وأمشي. -يا ستي حتاخديه والله ،،تعالي بس نقعد شوية قال ذلك وهو يلتقط يدها لكي يجلسها..فغضبت هدير غضبا شديدا لملامسته يدها فقالت معنفة له : -أنت إزاي تسمح لنفسك إنك تمسك ايدي كده..ولا عشان اضطريت أن اجي اشوفك يبقى خلاص بقيت سهلة..اقولك انا مش عايزة الفون خالص اولع بيه ..واعمل ال تعمله انا مش خايفة..وتركته وظلت تركض وثوبها يركض خلفها بغضب حتى حجابها غاضب..ولكنه لحق بها حتى اجبرها على الوقوف عندما امسكها من ذراعها وهو يقول وصوته يلهث : -استني هنا ..أنا مقصدش حاجة وحشة والله..ثم تعمق في عينيها واكمل بحب.. يمكن عشان لحظة ، حسيت إنك قريبة مني والإنسان بيتصرف بحرية مع الناس ال بيحبهم وال حاسسهم اقرب ليه من نفسه فهماني . للحظات غاصت في عيونه..في نظراته الصادقة العاشقة..للحظات شعرت أنها تنتمي له وأنها تغوص بداخله وتتلاشي في نظراته. وتحدثت العيون احاديث كثيرة..ولكنها سريعا افاقت واغمضت عيونها لتوقف هذا التيار الذي يجتاحها.. وقالت بارتباك وخجل وبعثرة: --ممكن تسبني امشي كانت تشعر أن قلبها أصبح اشلاء فكان لابد لها من الانصراف ، حتى تجمع شتات نفسها وتلملم بقايا قلبها. لقد شعر بها وود لو يسجنها داخل قلبه ولا يدعها تنصرف ابدا ..ولكن أراد اعن يمنحها الحرية حتى تأتي له مرة أخرى.. قال بعد ان تركها : -حسيبك..بس حستناكي بكرة .. ياريت تيجي..أرجوكي تيجي.. وآسف إن كنت اتصرفت تصرف زعلك. وانصرفت..وهي مغيبة ..مبعثرة..م**رة..لا تشعر بشئ سوى عينيه اللتان مازالت أمام عينيها بنظراته الوالهة والمشتاقة ..لا تشعر بقدميها وهي تنقلها إلى البيت بخطوات خفيفة كأنها تطير..وصلت الى حجرتها ولا تعلم كيف ومتى وصلت؟؛ وارتمت على فراشها هائمة..تفكر بحديثه..وتتذكر أخر جملة قالها لها أنه يرجوها..لكي تأتي. يرجوها لكي يراها..ما هذا؟ مالذي يدفع رجل أن يرجو فتاة لكي يراها مرة أخرى، يرجوها على البقاء معها ويعتذر لها بكل هذا الإهتمام . تنفست بحنين..تتقلب على فراشها..كأنها في الجنة..تتقلب على فرش من استبرق.. حتى غفت عيونها على ابتسامة سعادة. واستيقظت سعيدة بهذا اليوم الجديد..سعيدة انها ستقا**ه من جديد..وستراه وستتحدث معه..وذهبت كالعادة إلى صخرتها..وكل خطوة تخطوها على دقات قلبها المشتاقة. وانتظرت عصام ...ماذا سيقول لها اليوم؟ وهل سيعطيها الهاتف؟ماذا يريد منها؟ إنها اليوم تذهب إليه هو ،وليس من أجل الهاتف.....شئ فى قلبها أراد رؤيته..وظلت تفرك فى يديها ..وبدأ الخوف يتسلل اليها ... لقد تأخر كثيرا ....اين هو؟... ماذا حدث له ؟ ..واخذت تتلفت فى كل جهه لعله يظهر.....ثم جاء اليأس ليعلن عن عدم مجيئه ....ولم يكن بيدها غير الرجوع إلى البيت تجر أزيال الخيبه والصدمه والحيرة ..لماذا لم يأتى؟....هل سيأتى غدا ؟وامسكت هدير رأسها بيديها ...كادت ان تنفجر من التفكير.....وطال عليها الليل .....وهى حزينه مسهده ثم جاء غدا بصعوبه وقد ظنت انه لن يأتى من طول انتظارها له ..لعل عصام تأخر عنها لأمر ما..وذهبت وانتظرت ..وانتظرت وعصام لم يأتى ذهب وأخذ معه.......ماذا؟الهاتف ......لا........ذهب وأخذ معه قلبها نعم لقد أحبته كيف ومتى؟؛.. لا تعلم. مرت ثلاثة شهور على هدير منذ اختفاء عصام...وهى تبدلت أصبحت واحده أخرى أصبح الحزن والتفكير والحيرة رفقاءها كل ما يحيرها سر اختفاءه.......... حان الآن موعد جلوسي بين يد*ك والاشتياق يأخذني على بساط الحب الالهى، حيث التجرد من الهوى ومن الدنيا فأصبح صريعة ندم أبدي، كيف ضيعت عمرى بعيدة عنك ؟ كيف انشغلت بسواك؟ كيف اشتقت لغيرك؟ وأنت أحق بالاشتياق وأنت أحق بالاهتمام ،لقد وهبت لك نفسي يا ربي ولا املك من أمري شيئا، فانى اتنفس حبك *وارجو رضاك.. أقف ذليلة على اعتابك لا املك الا ذنوبىي ..ومعهم رجائى أن تغفر لي وتعفو، أن ترحمني وترضى عني فهل سترضى يا ربى ؟ هل ستعفو عنى؟ لكن كيف ترضى ؟ وأنا لا أرضى عن نفسى ،ولكنك أرحم عليا من نفسي، فانك ارحم الراحمين استغفر الله العظيم الذى لا إله إلا هو واتوب إليه هدية حلوة ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ "ﺻلى ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " .. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلي الله عليه وسلم : " ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ..ﻛﺄﻧﻜﻢ ﺗﺨﺎﻓﻮﻥ ﻋﻠﻲ " ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻧﻌﻢ ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻓﻘﺎﻝ : " ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻣﻮﻋﺪﻛﻢ ﻣﻌﻲ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .. ﻣﻮﻋﺪﻛﻢ ﻣﻌﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﻮﺽ .. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻜﺄﻧﻲ ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻣﻲ ﻫﺬﺍ " " ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺃﺧﺸﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ .. ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺧﺸﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻓﺴﻮﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺎﻓﺴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻓﺘﻬﻠﻜﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﺃﻫﻠﻜﺘﻬﻢ " " ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﻩ " ﺑمعنى : ﺃﺳﺘﺤﻠﻔﻜﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﻓﻈﻮﺍ ﻋلىﺍﻟﺼﻼﻩ . ﻭﻇﻞ ﻳﺮﺩﺩﻫﺎ .. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : " ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ، ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .. أﻭﺻﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﺧﻴﺮﺍً . " ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ﺇﻥ ﻋﺒﺪﺍ ﺧﻴﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ " ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﻗﺼﺪﻩ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﻪ .. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺼﺪ ﻧﻔﺴﻪ. ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﻪ .. ﻓﺎﻧﻔﺠﺮ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭعلا نحييبه .. ﻭﻭﻗﻒ ﻭﻗﺎﻃﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلى الله عليه وسلم .. ﻭﻗﺎﻝ : ﻓﺪﻳﻨﺎﻙ ﺑﺂﺑﺎﺋﻨﺎ ,ﻓﺪﻳﻨﺎﻙ ﺑﺄﻣﻬﺎﺗﻨﺎ , ﻓﺪﻳﻨﺎﻙ ﺑﺄﻭﻻﺩﻧﺎ ، ﻓﺪﻳﻨﺎﻙ ﺑﺄﺯﻭﺍﺟﻨﺎ , ﻓﺪﻳﻨﺎﻙ ﺑﺄﻣﻮﺍﻟﻨﺎ , ﻭﻇﻞ ﻳﺮﺩﺩﻫﺎ .. ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ إلى ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ .. ﻛﻴﻒ ﻳﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلى الله عليه وسلم .. ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻗﺎﺋﻼً " : " ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺩﻋﻮﺍ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ .. ﻓﻤﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺇﻻ ﻛﺎﻓﺄﻧﺎﻩ ﺑﻪ .. ﺇﻻ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﻣﻜﺎﻓﺄﺗﻪ .. ﻓﺘﺮﻛﺖ ﻣﻜﺎﻓﺄﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ .. كل ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ إلى ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺗﺴﺪ ﺇﻻ ﺑﺎﺏ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ .. ﻻ ﻳﺴﺪ ﺃﺑﺪﺍ " ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﻗﺒﻞ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ .. ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - ﺻلى ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .. ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﻓﺎﻩ ﻛﺂﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﺕ ﻟﻬﻢ .. ﻓﻘﺎﻝ : " ﺁﻭﺍﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ , ﺣﻔﻈﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ , ﻧﺼﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ , ﺛﺒﺘﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺃﻳﺪﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ " .. ﻭﺁﺧﺮ ﻛﻠﻤﻪ ﻗﺎﻟﻬﺎ .. ﺁﺧﺮ ﻛﻠﻤﻪ ﻣﻮﺟﻬﻪ ﻟﻸﻣﻪ ﻣﻦ ﻋلى ﻣﻨﺒﺮﻩ ﻗﺒﻞ ﻧﺰﻭﻟﻪ .. " ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ﺍﻗﺮﺃﻭﺍ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﻪ " لا تنس ان تكثر من الصلاة على حبيبك وشفيعك فاليوم هو الجمعة . إلى اللقاء
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD