الفصل الثالث (3)

2197 Words
نامت جنى فى حضن الخوف ، والقلق على يحيى يمزقها .. ظلت طوال الليل تتصل به ولكن دون جدوى فهاتفه مغلق .. بعد أن استيقظت عاودت الإتصال أيضا ولما وجدت هاتفه مازال مغلق ، اتصلت على وعد وعد : الو جنى : أيوة يا وعد انتى لسه نايمه ولا إيه ؟ وعد : لا صاحيه اهو جنى : هو يحيى مجاش ولا إيه وعد : أيوة بات عند أحمد زميله جنى : يا ربى دا نا طول الليل اتصل بيه وفونه مغلق وقلقانة عليه قوي وعد : ايوة انا كمان قلقانه وبابا بيسأل عليه جنى : طيب يا وعد بالله عليكي اول ما يرجع ادينى رنه وعد : حاضر جنى : سلام بقى عشان أنا رايحه الكليه دلوقت وعد : سلام يوم خطوبه ندا وجاء يوم الخطوبه ويحيى ما زال يبيت عند صديقه .. وفى حفله راقيه وأروع ما تكون اقيمت فى حديقه البيت .. تجهزت جنى فى ثوب ذهبي ، جعلها كالملكه المتوجه تجملت بمساحيق تجميل هادئة تليق ببشرتها البيضاء وملامحها الرقيقه الجميله ..تسير كالمنومه مغناطيسيا ... كأنهم يسوقنها إلى الجحيم .. كأنها تساق إلى الموت .. تتأبط ذراع ابيها ليسلمها إلى حسام .. شعرت أنه سوف يسلمها غالى عشمواى .. دموع حبيسه تحرق مقلتيها لو اطلقت لها العنان لاغرقتهم جميعا .. تاغتى أمها من جانبها وتهمس لها : _ يابنتى افردى وشك أهل العريس يقولو ايه. استلمها حسام من أبيها وهو يبتسم لها بحب وشغف .. يهمس لها فى أذنها : - إيه الجمال ده .. معقول الجمال ده ملكى انا وكأن كلماته هذه سم يبخه فى أذنها. شعرت بوعد وهى توخزها وتهمس لها : _ جنى يحيى أهو مع عمو نبيل نظرت جنى تجاه عمها نبيل فوجدته يتأبط ذراع يحيى رأته .. شاحب الوجه عيناه محمرة كأنه لم ينم منذ زمن .. يسير ببطىء كأن الألم سكره .. شعرت وكأن يد اعتصرت قلبها بلا رحمه .. فهمست لوعد : - وعد اسندينى أنا حاسه انى حنهار ، مش قادرة أستحمل منظره ده -وعد : _ لا اجمدي بلاش فضايح ، حاولى تتماسكى لغايه ما لليله دى تعدى. وزفه العروسان إلى الكوشه ... ثم أتت الأسرة كلها تبارك وتهنى .. ومن وراءهم المدعون ...واضيئت الكاميرات بفلاشات الصور فإن الحفله تتواجد بها أكابر الشخصيات .. وتم دعوة العروسان إلى رقصه منفردة (سلو).. وراقص حسام جنى .. وهو يضمها إليه بطريقة مستفزة .. جعلت جنى تبعد عنه وهى تقول باستياء : _ لو سمحت بلاش ترقص بالطريقه دى.. حسام ولم يحرك كلامها فيه شىء لا همس بوقاحة : _ ايه انتى خطيبتى وأنا أعمل ال ان٦ا عايزه .. وانتى لازم تاخدى وتدى معايا عشان تاخدى عليا بسرعه . استاءت من كلامه وشعرت بالأشمئزاز .. وكلما ابتعدت عنه يقربها إليه واضعا خده على خدها .. ويمرر يده على ظهرها بطريقه مستفزة جنى صرخت بصوت خفيض : _ لو سمحت بقى كفايه إيه ال انت بتعمله ده حسام : طب خلاص ..انا عارف انك م**وفه ..انا حصبر عليكى لحد ما تاخدى عليا . و يحيى يسلط بصره عليهما وهما يتراقصان .. تستقر عيناه على يدى حسام وهو يمررها على ظهرها .. وعلى شفتاه وهى تتفوه بكلمات الحب لجنى .. وعلى تملكه لها وهو يحتضنها .. فتسرى نار الغيرة تحطم كيانه وقلبه بلا رحمه .. لم يطق يحيى أجواء الفرح الذى جعله يختنق حد الاحتضار .. فتسلل وخرج من الحديقه وصعد الى عش الحب الذى كان يضمهما سويا . انتهت فقرات الحفل التى لم تشعر بها جنى مطلقا حتى الشبكه لم تشعر بها وهى تلبسها وكأنها فى وغيبوبه كان حسام مخطط لأن يخرج مع جنى بعد الحفله ، ليكملا العروسان سهرتهم على يخته الخاص ، وينفرد بجنى ويفعل بها ما يشاء.. ولكن جنى ظلت تتحايل عليه لأن يؤجل ذلك إلى يوم آخر فهى تشعر بتعب شديد .. ووافق اخيرا .. وبعد انصراف المدعون صعدت جنى إلى حجرتها .. وكأنها ما صدقت تنفرد بنفسها حتى تطلق لدموعها العنان الذى ظلت حبيسه طول الحفل بصعوبه. وقطع الدموع حنينها إلى يحيى وقلقها عليه .. فقررت اغن تصعد إليه لتطمئن عليه هى تعلم اغنه الآن موجود فى عش حبهما صعدت جنى الى السطوح .. وزاد خفقان قلبها فطرقت الباب ودخلت فوجدته ينام على السرير فاردا جسده ..ويدا ملقاه بإهمال يمينا ويد ملاقاه بإهمال .. شمالا وهو ملقى على السرير كأنه مضروب بالرصاص ...نادته بأسى : _ يحيى رفع رأسه فراها وقال كأنها غريبه عنها كأنها ليست جنى أو حبيبته : _ عايزة ايه؟ جنى : عايزة اطمن عليك يحيى بسخريه : لا اطمنى انا بخير لسه مموتش جنى وهى تقترب منه : بعد الشر عليك يا حبيبى نهض يحيى وأمسك مع**ها بقسوة هاتفا : _ حبيبك مين أنا .. ولا هو ال كان عمال يرقص معاكى بطريق مستفزة .. ويحضنك .. ويحطه خده علي خدك وكان قرب يبوسك. جنى بألم نفسي قبل ألمها الذي نتج عن ضغطه على مع**ها بقسوة : _ يحيى ايدى وجعتنى .. سبني يا يحيى يحيى وكانه لم يستمع لها : _ بتتألمى قد ايه .. قد ألم قلبى وأنا شايفك لبسه الفستان الدهبى .. مش ده اللون ال اتفقنا انك تلبسيه ليه فى يوم خطوبتنا .. ولا قد ألمى وأنا شايف الدبله دى فى صوباعك . وامسك بيدها وهو يشير على الدبله . ثم تابع والدموع تترقرق فى عينيه : _ ازاى تلبسى دبله غير دبلتى .. وشبكه غير شبكتى .. وترقصى مع حد غيرى .. ازاى .. كانت كلماته تقطر الاما وعذابا ثم وجدته يصرخ فيها : _يلا اقلعى الدبله دى ونزعها من يدها فعلا ورمى بها في الهواء واستطرد بدون وعي : : و اقلعى كمان الشبكه دى .. اقلعى الفستان ده قبضت جنى على الفستان ..ظنت انه سينزعه عنها فصرخت لعله يفيق من هزيانه : _ يييحيى كفايه بقى فوووق .. انا بتعذب اكتر منك والله .. أنا بموت وأنا برقص فى حضنه كأنى برقص فى حضن كله شوك بينغرز فى جسمى .. والشبكه دى كأنها عقارب بتقرص فى ايدى .. ولمساته كأنها تعابين بتتمش على جسمي كنت عايزة أصرخ واقوله سبني يا حيوان متلمسنيش ، كنت عايزة اجري واسيب الحفلة واجي في حضنك واقولك الحقني يا حبيبي حوشهم بعيد عني . وظلت تبكي بهستيرية كأنها لم تبكي قبل اليوم ولكن بكاؤها لم يمنع يحيى من الثورة : امشى ياجنى انا مش طايق اشوفك كده امشى من وشى . بكت جنى وبكى قلبها ...كانت تعلم أن يحيى سوف يصب غضبه وغيرته عليها .. ولكن لم تعلم انه وصل الى درجه الانهيار .. فخشت عليه فاقتربت منه وهمست له بحنان وحب : _يحيى حبيبى اهدى عشان خاطرى أهدى عشان نلاقي حل ..ان شاء الله نلاقى حل أنا واثقة إن ربنا مش حيتخلى عننا. فقال بعصبيه وغضب لم يفارقاه بعد : حل ايه ؟ وامتى لما القيكى مراته جمبه فى الكوشه بفستان الفرح ولما أشوف عيالكم قلتلك امشى من وشى امشى ...امشي ثم فجاه انهار وسقط على السرير مغشيا عليه ..صرخت جنى باسمه جنى : _ ييحيى مالك ..يحيى فوق عشان خاطري بس ياربي نظرت له بأمل وظلت تربت على خده عسى أن تنجح في افاقته: _ يحيى فوق ياحبيبى ..فوق .. فوق عشان خاطري ..يحيى كلمني طيب. ولما لم يستجيب قالت بتوتر : _ اعمل ايه دلوقت _ وبحثت عن موبيل يحيى فوجدته واتصلت بخالها نبيل نبيل : الو ايه يحيى جنى : انا جنى يا خالو الحقنى يحيى اغمى عليه . نبيل : ايه؟! ليه ؟! ايه ال حصل؟؟؟ جنى : تعالى يا خالو فوق السطوح وأنا ححكيلك بسرعة يا خلوا متتأخرش نبيل : طيب أنا جاى حالا ياترى ايه ال حيحصل بعد كده ....سهير عدلى.... صعد نبيل إلى السطوح .. وكانت جنى فى انتظاره. جنى بلهفه: - تعالى يا خالو شوف يحيى وصحبته الى عش الحب .. ضيق نبيل عينيه فى استغراب وقال : _ إيه المكان ده فقد وجد شبه شقه كامله حجرة نوم بسيطه .. وحمام ومكتب للمذاكرة .. ومنضدة كالسفرة .. سأل نبيل بتوجس : إيه المكان ده أنا أول مرة أشوفه . جنى وخفق قلبها بخوف وخجل : _ ده ..ده ..خالو ممكن تشوف يحيى وبعدين احكيلك كل حاجه . مط شفتيه .. بعدم رضا وانحنى على يحيى يفحصه ..ثم اتصل بعماد يحيى : أيوة يا عماد ..عارف دكتور ثروت ايوة انا حتصل بيه تستناه وتطلعه على شقتى ولو حد سألك اهو جاى يسأل عليا تمام __........ يحيى سلام متتاخرش قال لجنى : انا حاخده لشقتى تحت وانتى انزلى بقى وابقى اطمنك بالتلفون ...يلا جنى وهى تنظر ليحيى قبل ان تنصرف وقلبها يتالم من أجله : _ خرجت فوجدت دبلتها تلمع تحت ضوء القمر ف*ناولتها ونظرت لها بق*ف وضمتها فى يدها تفعصها كأنها تفعص صاحبها. نزلت جنى شقتهم ..وظلت تدور فى حجرتها قلقة وتنظر إلى هاتفها بين الحين والحين .. وبعد ساعه مرت كالدهر . رن خالها وطمئنها عليه وقال لها _ متخافيش هو بقى كويس دلوقت الصبح تقدري تشوفيه . نامت بصعوبة تلك الليلة فكانت من أصعب أيام حياتها ثانى يوم ....فى المساء فى شقه نبيل يحيى ممدد على الفراش ...وجنى جالسة فى مقعد أمامه جنى : سلامتك يا يحيى يحيى : _ الله يسلمك .. سامحينى يا جنى ...انغا امبارح كنت مش فى وعى اتعصبت عليكى غصب عنى. جنى بابتسامه حب : _ممكن منتكلمش فى ال حصل . يحيى : أنا امبارح كنت حاسس انى حموت وانا شايفك بترقصى معاه جنى : بعد الشر عليك ياحبيبى يحيى : بجد حبيبك يا جنى جنى :بصوت خجول ايوة طبعا حبيبى ونور عنيه كمان ابتسم يحيى لها بحب وقال : طب عايزك تقوليها كذا مرة قولى وعيدى فيها سمعهاني عالطول. جنى : امممم عايزنى اعيدها ليه عشان تسمعها ، ولا عشان تتأكد انك أنت حبيبى يحيى وهو يتن*د بحب : الاتنين ياجنى جنى تبتسم بحب وت**ت خجلا يحيى بإلحاح : قولى يبت جنى بصوت هامس خجول: _حبيبيى ....حبيبى ....حبيبى ..حبيبى اغمض يحيى عينيه فى استمتاع .. يحلق فى سماء هذه الكلمه العذبه الساحره ..هذه الكلمه التى كأن بها دواء لكل داء ...ثم فتح عينيه مر ه اخرى ...وقال يارب _ دايما حبيبك ، وديما حبيبتى وجذب يدها وقبلها . وفى هذه اللحظه دخل نبيل وهو يحمل صنيه عليها طعام وقال نبيل بمزاح : _لله ..الله .. متلم نفسك يا واد انت وهى انا حاسس ان بقالى قرنين جنى باحراج : _بعد الشر عليك يا خالو طب دانت القلب الحنين علينا فى العيله دى يحيى : ايه يا عمى مش كفايه جدى هو احنا لينا حد غيرك نبيل: ايوة ثبتونى يبت انتى وهو .. ويرن جرس الباب وتهم جنى لفتحه نبيل : خليكى انتى انا حفتحه وخليكو مؤدبين هه يحيى وجنى : هههههه ودخل نبيل ومن خلفه وعد وعد بقلق فى ايه ياحبيبى مالك يحيى : سلامتك يا وعد مفيش شويه تعب بس متجبيش سيرة لحد وعد : ولا سبت وحياتك ورن الجرس مرة اخرى نبيل ده عماد ..حاروح افتح وانا مطمن سايب محرم واشار على وعد يحيى : اطلعى بره يا وعد وعد : لا مقدرش انا محرم دلوقت يحيى : عارفك رخمه من يومك ولا ايه ياجنى جنى وهى تبتسم : مانا بقول كده بردو ودخل يحيى وعماد من خلفه على وجهه قلق يحيى : في ايه يا عماد ؟ عماد بتردد : اصل ..اصل يحيى : فى ايه متنطق... عماد :حسام تحت وبيسأل على جنى وجدى باعتنى اندهلها يحيى بثورة : لأ جنى مش حتنزل على جثتى لو نزلت عشان تقا**ه .. روح قوله ملقتهاش نبيل وهو يقترب من يحيى : _ اهدى يا يحيى الأمور متتخدش كده و جنى تبكى من الخوف ، ومن ثورة يحيى وغضبه ووعد بجانبها تربت على كتفها آسفة يحيى بغضب وثورة عارمة : _ متقوليش اهدى يا عمى .. أنت عايزها تنزل للحيوان ده .. أنت مشفتش عمل إيه فى الفرح وقدام الناس امال لما يبقوا لوحدهم .. اسيبها تنزل كده عادى تقعد معاه ويتكلمو والله اععلم يعمل ايه معاها .. وانا ابقى رايلا** كده عادى طب ازاى ؟! وزاد بكاء جنى نبيل بتعقل : طب هو حيوان .. وأنت مش واثق فى جنى؟ أنا عايزها تنزل وتقعد معاه وتفهمه انها مش عايزاه ، عشان تيجى منه ويفسخ الخطوبه ضحك يحيى بسخريه : تفتكر حيوان ذى ده يعمل كده ويطلع شهم ورن فون عماد وقال بقلق: _ ددده جدى يلا يا جنى بدل ما جدى يعلقنى فامسك يحيى بكف جنى وقال بثورة وغصب يحيى:قلت جنى مش حتنزل .. لحسن والله انزل اقتله واستريح من العذاب ال أنا فيه ده صرخ نبيل فيه : _ يبنى اهدى بقى ، وبلاش التهور ده إيه انت حتعمل زي العيال الصغيرين . وحرر جنى منه وقال لعماد خدها وانزل ومشت جنى مع خالها عماد وهى تبكى بتوتر وخوف ويحيى يثور كأنه طفل صغير اخذو منه لعبته : _ إيه يا عمى بتسيبها تنزل ليه الله ؟ محدش حاسس بيا ليه ؟ ليه بتاخدوها مني وتدوها للحيوان ده ليه وبكت وعد شفقه على اخيها ... نبيل بأسف : متخفش يا يحيى على جنى.. ولازم ن*دى عشان نفكر حنعمل إيه فقاطعه يحيى وهو يصرخ. : - خلاص بقى سبيونى لوحدى ..اطلعو بره وسيبونى. فقال نبيل لوعد : يلا يا وعد نطلع بره ونسيبه يستريح شوية . ونام وهو يتلظى على نارة الغيرة حديث قدسي روعة قلت لازم تقروه إني والإنس والجن في نبأ عظيم ، أخلق ويُعبد غيري ، أرزق ويُشكر سواي ) ( خيري إلى العباد نازل ، وشرّهم إليّ صاعد ، أتودد إليهم بالنعم وأنا الغني عنهم ! ويتبغّضون إليّ بالمعاصي وهم أفقر ما يكونون إليّ ) ( أهل ذكري أهل مجالستي ، من أراد أن يُجالسني فليذكرني . أهل طاعتي أهل محبتي . أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا إليّ فأنا حبيبهم ، وإن أبَوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهّرهم من المعايب ، من أتاني منهم تائباً تلقّيته من بعيد ، ومن أعرض عني ناديته من قريب ، أقول له : أين تذهب ؟ ألك رب سواي ! ) ( الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد ، والسيئة عندي بمثلها وأعفو ، وعزتي وجلالي لو استغفروني منها لغفرتها لهم ) الى اللقاء سهير عدلي
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD