الفصل (2)

2467 Words
(ياريت مااتمنيت ) ياريت مااتمنيت الحب ولا حلمت بيه ياريته ما جانى. ازاى اخرجه من قلبى بعد ما كبر وعشش فى وجدانى خدونى ..بعدونى عنه .مش عايزة اشوفه ولا افكر فيه تانى هو عذابى هو الالامى كل مافيا منه بيعانى ياخسارة كل دقة فى قلبى نطقت باسمه ونطقها ل**نى وصورته ال نقشتها فى قلبى وفى عقلى وفى كل كيانى فى لحظة سالت دموعى اتمنيت بايده يمسحها ويمسح معاها كل الامى ويجى يصافينى ويقدملى حبه الحقيقى ولو حتى فى احلامى اه لو الاقينى مرة مش فاكرة لكل حاجة وناسية علشان انساه هو التانى بس عقلى ممكن ينسى لكن قلبى مستحيل ينسى اصلو حلف انه ماينسانى (انت ...ايه؟) هو انت حبيبى ما تقولى ولا انت عذابى قبل مااشوفك كنت سعيدة ولا الاحزان على بالى كنت اضحك والعب واغنى وكان يومى يعدى فى ثوانى جيت انت شقلبت كيانى يبهلوان فى سرك حياتى خالتنى عايزة أشيل قلبى منى من كتر خلاص مابعانى وكرهت مكانى عشانك وعايزة اروح أى مكان تانى لتكون فيه انت ولا قبلك البيتلزز بجنانى من كتر غلبى بدعى عليك وقلبى يقول بعد الشر كانك ابنى الوحدانى1 ا**ب رضاى احسنلك لأتبرى منك ومقولش اااه ياانى وادوس على قلبى وأخلى غيرك يملكنى وأحققله كل الامانى وأعدى عليك وتشوفنى تقول ياريت ترجعلى تانى ماانت من النوع لما تكون فى ايده النعمه لما تروح منه يتندم ويفضل يعانى كان مروان حريصا على أن يتصل كل يوم ويطمئن على حاله خلود(نهله) فيقولون له انها ما زالت فى غيبوبه.. كانت الممرضه تهتم جيدا بنهله، بفضل المال السخى الذى اغدقه عليها مروان . وبعد ثلاث ايام اتصلت الممرصه بمروان ..وقالت له أن خلود أو نهله فاقت من غيبوبتها ،فاضطر أن يذهب ليطمئن عليها خصوصا أن والدتخ دائما تسأله عنها. ذهب مروان إلى المستشفى وصعد الى الحجرة التى بها خلود(نهله) ورآها وقد نزع عنها الشاش وبانت ملامحها رغم عنه وحد نفسه ينظر باعجاب لهذا الجمال النائم..حتى انه تسمر لحظات لهذا الوجه الجميل هذه العينان التى تتدلى منها رموش سوداء طويله، ووجنتين بارزتان كاغنهما تفاحتين سوف يتساقطان وشفتين كرمزيتين رقيقيتين ،هذا الجمال جعله ينطق رغم عنه ويقول مشاء الله لا قوة الا بالله. اخرج نفسه من تأمله لجمالها وتنحنح ثم طرق على الباب المفتوح باصبعه قائلاً: _اححمممم ....صباح الخير . التفتت نهله له بضعف وكانت نائمه همست بصوت واهن: _ص صباح النور ابتسم مروان وابتسامته تجمع بين الإعجاب والبشاشة لها قال وهو يقترب منها ويجلس على مقعد أمام سريرها: _عامله ايه دلوقت ياخلود؟ نهله وهى تضيق عينيها بتسال وتردد بهمس لم يسمعه مروان: _خخلوود خخلود مين ...ااانا......ولكن قاطعها صوت الممرضه وهى تدخل وفى يدها محلول جديد وهى تقول ..ممكن متتكلميش عشان صحتك مش عايزينك تتعبي زيادة..ثم نزعت عنها المحلول الذى انتهى وعلقت لها محلول آخر . كان مروان يحدق فيها دون أن تشعر وهو يحدث نفسه ويقول : _ايه الجمال ده والله ليك حق يارامز تحبها وتتجوزها من ورانا . تجذبه لفاتتها وعيناها المتعبتين وجاذبيتها برغم شحوب وجهها، وشفتاها اللتان تغريانه بحركاتها وهى تتنفس بتعب وترطبهما بل**نها، حركاتهت العفويه جعلت قلبه ينتفض فجأة كأنه انتعش بصعقه كهربائيه . انتهت الممرضه من عملها وخرجت ، ظل يتأملها بإعجاب خارج عن إرادته وقد خلب لبه جمالها المتعب، ونظراتها الحزينه التى تزيدها جمالا وبراءة ظن انها حزينه من اجل موت زوجها والذى هو اخيه. أردف وهو يخرج نفسه بصعوبة من دائرة التحديق بها: _حمد الله على سلامتك شدى حيلك بقى عشان ترجعوا انتى وابنك على بيتك. هتفت نهله فى ضعف شديد: _ ااااببنى ههو فيين مروان وهو يرى ضعفها الشديد وتعبها : _ممكن تستريحى ومتتكلميش ابنك تمام بس هو فى الحضانه شدى حيلك بقى عشان نجبهولك. كانت نهله فى اعياء شديد ولم تقوى حتى على الكلام وشعرت ان رموشها تثقل فجاه وتستجيب فى النهايه الى النوم بفضل المهداءت التى وضعت لها فى المحلول حتى لا تشعر بالالام.. رآها مروان وهى تذهب فى النوم واقترب بوجهه منها، ورأى ملامحها من قرب شعر بسعاده تغمر قلبه لقربه منها ...ولكن اخرجه من تأمله صوت هاتفه وهو يرن، فنهض وانصرف خارج الحجرة ليتحدث فوجد أن اخيه يطلب منه العودة ...تركها بعد ان اوصى عليها الممرضه ويبدو انه اضطر ان يترك شىء اخر معها تركه رغم عنه إنه قلبه. عاد مروان إلى البيت فاستلمته امه بلهفه كريمه والدة مروان التي سألته: _ايه يا بنى طمنى على مرات أخوك عاملة ايه هي وابنها كويسين بدأت تشد حيلها ولا تعبانة. _كويسه ياماما والله فى تحسن والبيبي زي الفل بس هى مش حتخرج دلوقت كريمه: _طب وابنها مروان : _ لسه حيفضل فى الحضانه شوية لأنه ضعيف جدا بكت كريمه اشتياقا لرامز ولدها تمتمت من بين دموعها: _ ياحبيبى يابنى ربنا يبارك فى عمرك عشان ابوك الله يرحمك . اقترب مروان من والدته واحتضنها من كتفيها قائلا بحنان: _خلاص ياماما بقى بطلى تعيطي ياست الكل والله حيبقى زي الفل وحتشوفيه بعنيكي وتلاعبيه كمان. ضمها إليه أكثر وقبل رأسها والله حيخرج ويكبر وتخديها فى حضنك وأنت ال تربيه كمان. قالت كريمه وكان قلبها يتمزق خوفا على حفيدها : _انا خايفه عليه قوووى يامروان ده من ريحه الغالى ,ده ال بقيلى منه حته منه ياريت كان فيا حيل كنت رحتله اطمن عليه. _والله ياماما انا مش سايبهم وبطمن عليهم اول باول ،وكمان موصى عليهم الممرضة متقلقيش انتى بس كلها كام يوم وتلاقيهم عندك....وتشبعى منهم. ربتت كريمه على يده برضا قائلة: _ربنا يباركلى فيك يابنى ويسعدك انا متكله عليك بعد ربنا عشان عارفه اخوك ممنوش رجا هو ومراته كل همهم الفلوس وبس وخايفه تدايقها تخليها تسيب البيت وتمشى وتاخد ابنها دانا كنت ساعتها أموت فيها. _الف بعد الشر عليكى ياست الكل متخافيش يبقى حد بس يمسهم ب*عرة دول بقى يخصونى محدش حيقدر يهوب ناحيتهم ولا يمسهم بأذى حتى لو كان مين. وسرح بعقله فى جمالها المتعب والحزين ...ثم تذكر قلبه الذى تركه هناك تماثلت نهله للشفاء وقد انشغل مروان باعماله ولم يستطع ان يذهب إليها كان يطمئن عليها بالهاتف ... إلى أن علم من الممرضه اغن الطبيب أذن لها بالخروج من المستشفى، واحتارت نهله أين تذهب بابنها وعندما طلبت اغن تأخذ ابنها لم يسمحو لها وقالوا لابد اغن يمكث أيام أخرى فى الحضانه، وعندما علمت اعن مصاريف الحضانه كثيرة ..فهمست لنفسها بحيرة: _ياربى طب أنا دوقت أروح فين, وأنا تعبانه واجيب فلوس منين للحضانه ومصاريف المستشفى.. اعمل ايه بس ياربى؟ ظلت تفكر ودموعها تسيل بغزارة على وجنتيها ولكن لم تجد غير حل واحداضطرت ان تلجأ له.....مفيش غير انى اروح بيت زوج خلود واعمل انى خلود لغايه ما ابنى يخرج اخده وامشى انا مش ناقصه مشاكل وتذكرت خلود ومروءتها معها فبكت عليها بشدة فهمست يائسة: _مكنتش أنا ال مت واستريحت ياربى استغفر الله العظيم ياربى . لحظات وجدت مروان يدخل من الباب وبنظرات كلها اعجاب واشتياق وكأنه يعرفها منذ زمن قال: _مشاء الله داحنا بقينا عال اهو واحلوينا كمان والدموية ردت فينا. لاحظت نهله ان مروان نظراته لها جريئه ..نبض قلبها خوفا .شعرت ان ما ينتظرها سوف يكون رهيبا رددت فى نفسها وهي تزدرد ل**بها بصعوبة: _استر يارب. ترى كيف ستكون حياه نهله بشخصيتها الجديدة شخصية خلود التي وضعتها الصدف في حياتها. كيف ستتعامل مع ناس لا تعرفهم...سنرى من خلال الأحداث. دمتم بخير والى اللقاء تفاعل بقى وتصويت عشان اتحمس و انزلكم بارت جديد. سهير عدلي الشهيرة بسهير على وصلت نهله و مروان إلى فيلاتهم ....شعرت نهله برهبه عند دخولها من الباب كيف ستعيش فى هذه الفيلا الكبيرة الضخمه وهي تمثل عليهم.. ظلت تتأملها وقد انبهرت بجمال ت**يمها وفرشها الرائع .. وودت لو تجرى وتذهب بعيد شعوى بالوحدة القاتله سيطرت عليها فى داخلها، وجدت إمرأة مسنه يبدو عليها الحزن الشديد تقف بغير توازن ،عندما رأت نهله فردت لها ذراعيها وهى قالت لها بصوت حنون وعيناها مليئه بالدموع: _حمدا لله على السلامه يا بنتى تعالى يامرات الغالى تعالى فى حضنى يا حبيبتي. وضمتها كريمه إليها بقوة كأنها تضم فيها ابنها الفقيد ...شعرت نهله بالسكينه والراحه فى داخل حضنها، فجرت دموعها يترجمونها على إنها دموع الحزن على زوجها ... إنما هى دموع الغربه دموع الاشتياق لحضن أمها دموع الخوف مما ينتظرها ..اخرجتها كريمه من حضنها وقد همست لها بحنان: _متبكيش ياضنايا انتى دلوقت فى بيتك وسط اهلك ... وكأنها داست على الجرح أكثر وأكثر فجرت دموعها غزيرة على خديها دموع افتقادها لأهلها ..وللأمان. كان مروان يتابعها واثارت دموعها غيرته هو نفسه استغرب لهذه الغيرة لماذا يغير من دموع زوجة على زوجها مفقود ؟ كما ظن ذلك ...ربما تمنى أن يحظى بحب مثل حب خلود لرامز أو قد يكون أنه تعجب لهذا الوافاء الذى يفتقده. وجدت نهله شابه جميله تتقدم لها وتسلم عليها بدون حماس: _اهلا بيكى حمدالله على السلامه أشارت كريمه عليها قائلة: دى مراة ابنى الكبير سليم اتقبض قلب نهله لهذه المرأة وشعرت بعدم راحه لها فردت عليها بتوجس: _اهلا بيكى ثم تقدم سليم أيضا منها وهو يقول بضحكه صفراء: _حمدالله على السلامه يامراة اخويا وكان شعور نهله تجاه سليم أيضا مقبض: _اااالله يسلمك _يلا ياحبيبتى عشان نتغدى. قالتها كريمة وهي تربت على ظهرها. نهله وهى تنظر باستحياء للارض : _لا انا مليش نفس يا ماما كريمه بإصرار: _انت ياحببتى حتت**فى فى بيتك نهلة وهي تطأطأ وتداعب أصابعها باحراج: _لا ابدا _طب تحبى تطلعى اوضتك تستريحى فيها شوية. _ياريت ياما ما... كلمه طلعت بعفوية من نهلة بعد أن كادت تبترها..جعلت كريمه تبتسم وعيناها تدمع بحب، فتجذبها إلى حضنها قائلة بسعادة: _ ياحبيبتى يا بنتى انا فعلا حاسه انك بنتى. نهله بصدق : _وانا كمان والله حاسه إنك أمي. فاغمضت عينيها باشتياق لحضن امها وهى فعلا تشعر بالحنان فى حضن هذه المراة . م**صت نجلاء زوجه سليم شفتاها بغيظ فلم يعجبها هذا المشهد التي شعرت أنه مصتنع.. فتمتمت لنفسها قائلة: :محن بنات .... _ايه ياجماعه انتو حتقلبوها دراما ولا ايه. قالها مروان الذي كان متابعاً لما يحدث بتأثر. فابتسمت كريمه قائلة لنهلة: _قومى ياحبيبتى اطلعى استريحى فى اوضتك وبعدين لينا قعده مع بعض تعالى انا حوصلك بنفسى . وصعدت معها واصطحبتها حيث حجرتها وفى حجرة واسعه انيقه جميله ومريحه دخلت نهلة، ودخلت معاها كريمه وهي تقترب وتقف أمام الخزانة: _انا عارفه ان هدومك وحاجتك ضاعت كلها فى الحدثه عشان كده ان بعت جبتلك كل ال ممكن تحتاجيه. ثم فتحت لها الخزانه فرأت نهله ثياب كثيرة باهظة الثمن لم تكن تحلم بها يوم أن تقتنيها لم تشعر بسعادة عند رؤيتها بل شعرت بغصه فى حلقها ونغزات فى ضميرها كل هذه الاشياء ليس لها انها لخلود وهى تغتصبها رغم عنها. رأتها كريمة شاردة بحزن فسألتها: _مالك ياخلود يابنتى سرحت في إيه.. هى الحاجات مش عجباكى ولا ايه .. لو مش عجباكى نجبلك غيرها قالت نهله سريعا: _ لا ياماما ابدا دى حلوة أوى بس بس ده كتير جدا عليا . كريمه بابتسامه حب: _كتيير ايه بس دى فلوسك وفلوس ابنك يا بنتي مفيش حاجة اكتر عليكي. يلها من جمله كأنها الجحيم ذاته..جملة كالأبر تنغرز في ضميرها فتدميه. _أنا حسيبك ونستناكى على العشا وتركتها وانصرفت . قالتها كريمة حتى تنفرد بحزنها على زوجها كما ظنت. تركتها تتلظى على نار ضميرها الموجوع تحدث نفسها بحيرة: _ياربى ايه ال انا فيه ده؟! وحوصل لفين بالكدبة دي ال دخلت نفسي فيها.. حعمل ايه لو اكتشفوا اني مش خلود وإني وحدة ساقطة ضحكت عليهم ، اكيد حيفتكروا اني نصابة وممكن يدخلوني السجن. وضعت يدها على قلبها الذي نبض بخوف، حتى شعرت أنها تختنق. وظلت تبكى وتتألم فى خوف من غدا ...ترى ماذا يخبئ لها ؟؟؟؟؟؟؟ إلى اللقاء سهير عدلي. اليكم اقتباس من الفصل القادم ظلت نهلة تتأمل الحجرة الجميلة التي لم تكن تحلم بها في يوم من الايام، ولكن ضيق يجثم على قلبها ترى الحجرة الفخمة التى تقف فيها فيضيق ص*رها وتسقط فى بئر الذنب، ما اصعب هذا الاحساس احساس انك تعيش فى بيت غير بيتك، ومع ناس غير اهلك ،وتستخدم اشياء ليس ملكك ، تشعر أن كل شئ مر فى حلقها، حاولت أن تنام تهرب من الإحساس الذي يقتلها، لكن النوم جفاها، فتحت الشرفة وظلت تنظر الى السماء تبتهل الى الله قائلة: يارب أنا مليش غيرك .. أنا عارفة انى اذنبت ذنب كبير ..بس رحمتك يارب أكبر من ذنبي ومن كل الخطايا، يارب خليك معايا واسترني... وتوقفت الكلمات فى حلقها كيف تطلب من الله الستر وهى فضحت نفسها، كيف تطلبه وهى تخدع ناس وتعيش معهم بكذب .. ثم استطردت تسأل نفسها في حيرة: _حتعملى ايه يانهلة ؟ حتعملى ايه في المصيبة ال حطيتي نفسك فيها؟ ثم بكت وكأن دموعها تأبى أن تنقطع كانت تعيش في أعظم قصر في زمانها تحت يديها الكثير من الجواري والعبيد حياتها مرفهة ، متنعمة ، زوجها طغى وتجبر وأراد أن يقدسه الناس فنصب نفسه إلها عليهم، وأص*ر قرار الألوهية من قصره فقال : أنا ربكم الأعلى . فرعون الذي نسي أنه كان نطفة، هذا المتكبر بكل ما يملكه من مال وجنود وعبيد، تحداه أقرب الناس إليه زوجته (اسية بنت مزاحم ) كانت تكتم ايمانها في البداية، وعندما جهرت بإيمانها بدأ زوجها يعذبها بكل أنواع الت***ب. هي إحدى أربع نساء هن سيدات نساء العالمين. جاءت إلى زوجها المتكبر عندما قتل الماشطة التي كانت تمشط ابنتها … الماشطة التي قالت لفرعون متحدية : ربي وربك الله. نتيجة لذلك التحدي قذفها في زيت يغلي هي وأولادها. فلم ترض زوجته آسية عندما أخبرها عن أمر الماشطة. قالت له : الويل لك ما أجرأك على الله. فقال لها : لعلك اعتراك الجنون الذي اعترى الماشطة؟ فقالت : ما بي من جنون ولكني آمنت بالله رب العالمين. وبعد ذلك دعا فرعون أمها فقال لها : إن ابنتك قد أصابها ما أصاب الماشطة ! فأقسم لتذوقن الموت أو لتكفرن بإله موسى . فخلت بها أمها وأرادتها أن توافق فرعون، ولكنها أبت وقالت : أما أن أكفر بالله فلا والله. وهذا هو التحدي ... تحدي الواقع بكل ما يملك من قوة وجبروت.. وعندما رأى فرعون تمسكها بدينها وإيمانها خرج على الملأ من قومه فقال لهم : ما تعلمون من آسية بنت مزاحم ؟ فأثنى عليها القوم. فقال : إنها تعبد ربا غيري ! فقالوا : أقتلها. و لما عجز فرعون عن رد اسيا عن دينها، امر جنده باخذها لصحراء مصر القاحلة و ربط يديها و رجليها بين اربعة اوتاد و تركها بلا ماء و لا طعام تحت الشمس الحارقة! ظلت على تلك الحال ثلاثة ايام، ومع كل هذا ابت الرجوع عن الدين الحق وكل تلك الح*****ت وحشرات الصحراء التي تمر عليها! في اليوم الأول مر عليها فرعون قال لها : ألا تتراجعين ؟ قالت : لا والله، ما زادني هذا إلا إيماناً و يقيناً. في اليوم الثاني أيضا مر عليها فرعون : ألا تتراجعين ؟ قالت : لا والله ما أتراجع . اليوم الثالث قال لها : ألا تتراجعين؟ قالت : لا أتراجع . قال فرعون : إقتلوها، إحملوا صخرة إلى أعلى مكان ثم إرموا الصخرة عليها من فوق، فإن رجعت عن قولها فهي امرأتي، وأخذ يتلذذ بت***بها وهذا شأن الطغاة في كل زمان .. وفي أثناء ذلك نظرت إلى ما عند الله فقالت : { رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }. و كشف الله عن بصيرتها فأطلعها على مكانها في الجنة، ففرحت وضحكت وكان فرعون حاضراً هذا المشهد ! فقال : ألا تعجبون من جنونها ؟ إنا نعذبها وهي تضحك ! فقبض الله روحها إلى الجنة رضي الله عنها .. وألقيت الصخرة عليها .. فلم تجد ألما لأنها ألقيت على جسد لا روح فيه، فقد توفيت قبل ذلك. من طرائف العرب ! كان لرجل زوجتان واحدة سمراء والأخرى بيضاء **م الرجل على تطليق واحدة منهما فأجرى مسابقةً شعريةً، والفائزة تبقى عنده. قالت السمراء: ألم تر أن المسك لاشيء مثله وأن بياض الملح حُمل بدرهم وأن سواد العين لا شك نورها وأن بياض العين لاشيء فاعلم ردت البيضاء: ألم تر أن البدر لاشيء مثله وأن سواد الفحم حُمل بدرهم وأن رجال الله بيضٌ وجوههم ولا شك أن السود أهل جهنم سر الرجل بهذا الحوار الجميل وطلق الزوجتين وتزوج وحدةً حنطية اللون الى اللقاء
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD