الفصل الثالث (3)

1910 Words
ظلت نهلة تتأمل الحجرة الجميلة التي لم تكن تحلم بها في يوم من الايام، ولكن ضيق يجثم على قلبها ترى الحجرة الفخمة التى تقف فيها فيضيق ص*رها وتسقط فى بئر الذنب، ما اصعب هذا الاحساس احساس انك تعيش فى بيت غير بيتك، ومع ناس غير اهلك ،وتستخدم اشياء ليس ملكك ، تشعر أن كل شئ مر فى حلقها، حاولت أن تنام تهرب من الإحساس الذي يقتلها، لكن النوم جفاها، فتحت الشرفة وظلت تنظر الى السماء تبتهل الى الله قائلة: يارب أنا مليش غيرك .. أنا عارفة انى اذنبت ذنب كبير ..بس رحمتك يارب أكبر من ذنبي ومن كل الخطايا، يارب خليك معايا واسترني... وتوقفت الكلمات فى حلقها كيف تطلب من الله الستر وهى فضحت نفسها، كيف تطلبه وهى تخدع ناس وتعيش معهم بكذب .. ثم استطردت تسأل نفسها في حيرة: _حتعملى ايه يانهلة ؟ حتعملى ايه في المصيبة ال حطيتي نفسك فيها؟ ثم بكت وكأن دموعها تأبى أن تنقطع. فى حجرة كريمة جلست كريمة مع ابنها مروان تهتف باسمه وهى شاردة: _مروان نظر لها مروان باهتمام قائلاً: _نعم يا امى كريمة بصوت مطرب: _انا قلقانه قوى على مراة اخوك مروان وحاجباه يلتصقان فى بعضهما فى البعض في تساؤل : _ليه ياماما في حاجة حصلت؟ _يعنى اصلى شايفاها حزينه قوووى دى حتى مرضيتش تتعشى معانا وصوتها كده زى مايكون كانت بتعيط. سرح مروان فيها لبرهة بعدها قال: _ايوة ياماما عندك حق _طب حنسيبها كده.. احنا لازم نخرجها من حزنها ده ..ياضانيا يبنتى يظهر انها كانت بتحب اخوك قوووى عشان كده هي حزينة. ثمتذكرت ابنها فظلت تبكى باشتياق للفقيد الغالى. ضم مروان والدته من كتفيها قائلا وهو يقبل رأسها: _صلى عالنبى ياماما بقى واطلبيله الرحمة. كريمة وهى تمسح دموعها ولكن لم تستطع ان تمسح المها وحزنها من قلبها: _عليه الصلاة والسلام...ربنا يرحمك يبنى يارب ويغفرك نظرت له واستطردت: _بقولك ايه يامروان مروان : _نعم ياماما _انا عايزاك بكرة تاخدها تفسحها تخليها تغير جو كده وتخرج من الهى فيه فاهم. يبتسم مروان لطلبها هذه الذي جاء على قلبه ولكن عبس قائلا باصطناع الانشغال: _بس أنا مش فاضى ياماما ورايا شغل كتير. كريمة وهى تحذره بابهامه فى غضب: _ بقولك ايه انت تسمع ال أنا بقولك عليه فاهم ولا لأ...دى مراة اخوك وال يسعدها اكيد حيسعده ..فاهم. يبتسم مروان فهذا ما يتمناه ...يلتقط يد امه ويقبل ظاهرها قائلا: _حاضر ياماما من عنيه انا اقدر ارفضلك طلب ياجميل كل ال انتي عايزاه أنا حعمله بس متزعليش عشان خاطري. لم تنم نهلة إلا في أول ليلة لها الا قليلا، وعندما بدأت فى الغفو وجدت من يطرق بابا حجرتها فقامت بفزع كغانها سارقة ضبطت متلبسة، وبصوت يملؤه الخوف قالت: _مييين؟؟ فوجدت الخادمه تقول من خلف الباب: _انا ياست خلود ا****عه مستنينك تحت عشان الفطار. تنفست نهلة براحة ومسحت على وجهها وساوت شعرها بيديها هامسة: _حاضر انا نزلة حالا. قامت إلى خزانتها لتخرج ثوب ترتديه، فاحتارت ماذا ترتدى فهذه الثياب ليس لها؟ فظلت تتفحصهم ثوب ,ثوب فانتقت ارخصهم واغمقهم ..وذهبت إلى المرحاض تغتسل وترتدي الثوب الذى انتقته ،وبالرغم الحزن الذى كان بادى على وجهها إلا أنها بدت جميلة ورقيقه وبريئه...ونزلت إليهم ألقت تحية الصباح فالتفت إليها الجميع فابتلع مروان ريقه باعجاب وشعر أن قلبه يخفق وينبض نبضات سعيدة لأول مرة فى حياته يشعر بهذا الشعور ...وفى نفس الوقت هناك عينان تحرقانها بنظرات حاقدة كلها بغض وغيرة رد الجميع الصباح ما عدا نجلاء . مروان والحب يطل من عينيه: _صباح الفل والياسمين. سليم بنبرة عادية: صباح الخير كريمة بابتسامة ود : _صباح الفل ياحبيبتى تعالى اقعدى جمبى . وجلست نهلة فى المقعد المجاور لكريمة التي قالت لها هذه الأخيرة: _نمتى كويس ياحبيبتى ؟ نهلة بخجل واحساس بالغربه: _اايوة يماما . لاحظ الجميع أن خلود تتناول طعامها بخجل وكأنها غريبه...جعلت كريمة تقول لها بامومه صادقه..خلود يا بنتى انتى م**وفه ولا ايه انتى فى بيتك ياحبيبتى .. تنظر نجلاء بعدم رضا وتمط شفتيها بغيظ وتقول فى نفسها: _ عاملة فيها مؤدبه الهانم صبرك عليا أن موريتك وكرهتك فى عشتك وخليتك تغوري من هنا وتندمي على اليوم ال فكرتي تيجي فيه مبقاش انا نجلاء. انتهى سليم من فطاره وقال وهو يرتشف اخر رشفه من فنجانه: _طب ياجماعه اسئذنكو انا بقى عشان ورايا اجتماع فى الشركة كريمة: _مع السلامة ياحبيبى نجلاء وهى تقوم لتصطحب زوجها الى الباب وتهمس له بغل: _شايف ال متتسماش بتتسهوك ازاى. سليم وهو يهمس بغل مماثل: اصبرى بس انا حفقولها ...يلا سلام بعدين نقعد ونفكر وندبر. نجلاء .على مضض: _سلام ياحبيبى نهلة لكريمه: _ماما انا عايزة اروح المستشفى اطمن على ابنى .. كريمه : وماله ياحبيبتى ...قوم يامروان روح وصل مراة اخوك مروان بسعادة أخفاها: _حاضر ياماما من عنية ...اتفضلى ياخلود ..قال ذلك وهو ينظر لها يحاول ان يخفى فرحته التي تكاد تقفذ من عينيه لانه سوف يخرج معها . كان يقود السيارة وبين الحين والحين يتفحصها بعينيه يرها شاردة حزينة صامته ..اخرجها من شرودها صوته وهو يقول : خلود هو انتى زعلانه منى ولا حاجه؟ تفاجأت بسؤاله فقالت وهى تبربش بعينيها فى عدم فهم: _ليه بتقول كده ؟ مروان: _اصلى يعنى ياخلود من ساعة ما ركبنا وانتى ساكته ومبتتكلميش, قلت فى بالى يمكن اكون عملت حاجه زعلتها ولا حاجه. تتالم كلما نادها بخلود ودت لو تصرخ وتقول ليس أنا قالت ولم تنظر إليه في محاولة أن تخفي عذابها: _لا ابدا بالع** انت لطيف قوى معايا انت وماما . فتوقف مروان بالسيارة وهو ينظر لها بابتسامة حب فى عينيها مباشرة: _طالما انا لطيف قوى اتكلمى معايا وسيبك من الحزن ال مغرقه نفسك فيه.. الدنيا مبتقفش عند حد حاولى تعيشى حياتك من جديد وتنظرى للحياة بنظرة جديدة..حتى عشان خاطر ابنك ال محتاجلك. تتنفس بضيق وتبتسم نصف ابتسامه يائسة فمن التى تنظر للدنيا نظرة جديدة، والقديم مازال يخنقها ومصر أن يقضى عليها انك لا تعرف شئ، لا تعرف الماضى الذى يخنقنى ويكاد ينهى حياتى ..ماضى صنعته بغباءى وتهورى والسير وراء حب قتلنى . مروان: _خلووود نطق اسمها بهمس وتقرب جعل قلبها ينبض بخوف وتتساءل بداخلها: _ماذا تريد منى ..دعك منى فانا لا اصلح لك ولا لغيرك. مروان ....خلوود ردى عليا نهلة وهى تنظر ليديها التى تفركها فى حزن: _نعم. مروان : _ خلود انا عارف انك حزينة على رامز اخويا ...وده شئ جميل لانك وفية له بس انتى كده بتدفنى نفسك فى حزن مش حيرجع حاجه . حديثه سبب لها ضيق أكثر فكلما تحدث لها باسم خلود ذاد ألم ضميرها وبدون وعي منها قالت بعصبيه: _من فضلك ممكن تسوق بقى عشان اطمن على ابنى مروان بضيق : _حاضر ...و قاد و هو مصر بينه وبين نفسه انه لن ييأس وسيظل خلفها حتى يستسلم قلبها ترى ماذا سيفعل مروان لكي يجعل قلبها يستجيب ؟ فين التشجيع يابشرررر كده مش حنزل تاني واليكم اقتباس من الفصل القادم تمر ايام على مكوث نهلة بين هذه الأسرة تنعم بالدفئ فى حضن والدة رامز التى احبتها، وتعاملها بكل حب كرامة لابنها وانها زوجته وكان يحبها وام ابنه ...نهلة ايضا احبت هذه السيدة الطيبه التى تذكرها بامها ولكن ماكان يؤرق سعادتها شيئين اولهما احساسها بالذنب، لأنها تكذب عليهم وثانيهما مطاردة مروان لها يحاول دائما أن يتقرب إليها وهى تهرب منه، ترى الحب فى عينيه وهى تتجاهله.....كانت تسير فى الحديقه بين الورود والأشجار المتراصة، والتى قصت بشكل فنى يبهر العين وجدته يستوقفها ويقول لها بنبرة حادة: _ممكن أعرف انتى بتتهربى منى ليه...عيناه غاضبتان كأنه سوف ينقض عليها ويض*بها.. أغمضت عيناها متصنعه عدم الفهم: _ااهرب منك ازاى يعنى مروان وغضبه وصل إلى ذروته .... خلود انتى فاهمه انا اقصد ايه ...خلود انا بحبك . هذه الكلمة التى كانت تخشاها ماذا تفعل الآن ظلت تصده عن حبه وتصد قلبها ايضا ولكن يبدو ان النتيجه جاءات ع**يه فبعدها عنه قربه غاكثر تخفض عيناها بحيرة ..ماذا تفعل ؟ مروان...وهو يقترب منها والحب طوقه وسيطر عليه فلم يعد يستطيع ان يتحمل تباعدها وتهربها منه فصرخ: _خلود ردى عليا ....انا بحبك قوى .بحبك بجد وعمرى ما حبيت حد كده ..حتفضلى لحد امتى دافنه نفسك فى ذكرى اخويا حاولى تنسى وتبصى لنفسك ليه تضيعى زهرة شبابك فى ذكرى . يراها ترتعش وعيناها تزوغان وكأنها سوف تفقد توازانها فقال لها بقلق: _مالك ياخلود فيه ايه؟ _أرجوك سبنى يا مروان دلوقت مروان باصرار وكأنه وجدها فرصة انها تذوب بين يديه، انه يشعر بذلك فلن يطيع قلبه ويشفق عليها ويتركها بل سوف يستمر بالضغط عليها، حتى ينزع منها الإعتراف اعترافها بحبها له.. همس لها ويداه يمرراها على وجنتيها الناعمة: _لأ ..مش حسيبك قلبى تعب من الجرى وراكى وانا كل اما الاقيكى فى مكان تهربى منى, ومش عايزة تقعدى فيه بترفضى اني أكون معاكى فى مشوار ليييه ياخلود ليه بتعملي فيا كده...مع انى بشوف في عنيكى ندا قلبك ليا ...انا عارف انك بتحبينى قلبى بيقولى كده بس مش عارف ليه بتهربى منى ليه بتهربى من حبى، ليه ياخلود ليه قولى ليه؟ رأى لالالئ الدموع تنطق بكلمة الحب خفق قلبها بشدة لكلماته، وسمعت دقات قلبه تنطق بالحب اقترب، واقترب يلتقط شفتيها يشعر بحرارتهما ولكن اوقفه اوقف هذا التيار الجارف صوت نجلاء الحاقد ...وكانت تتلصص عليهما : _ايوة ياختى اعمليهم علينا ومثلى البراءة والطيبه واضحكى على مروان ذى ما ضحكتى على اخوه وخلتيه يتجوزك. إلى اللقاء حاجة حلوة للحلوين لله في الآفاق آيات لعـــل * * * أقلهـــا هو ما إليه هداكا ولعل ما في النفس من آياته * * * عجبٌ عجابٌ لو ترى عيناكا والكون مشحون بأسرار إذا * * * حاولت تفسيراً لهــا أعياكا قل للطبيب تخ*فته يد الردى * * * من يا طبيـــب بطبه ارداكا قل للمريض نجا وعوفي بعدما * * * عجزت فنـون الطب من عافاكا قل للصحيح يموت لا من علة * * * من بالمنـــايا ياصحيح دهاكا قل للبصير وكان يحذر حفرة * * * فهــوى بها من ذا الذي أهواكا بل سآئل الأعمى مشى بين الزحـ * * * ـام بلا إصطدام من يقود خطاكا قل للجنين يعيش معزولا بلا * * * راع ومرعى مالذي يرعاكا قل للوليد بكى وأجهش بالبكا * * * عند الولادة مالذي أبكاكا وإذا ترى الثعبان ينفث سمه * * * فاسأله من ذا بالسموم حشاكا واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو * * * تحيا وهذا السم يملأ فاكا واسأل بطون النحل كيف تقاطرت * * * شهداً وقل للشهد من حلاكا بل سائل اللبن المصفى كان بين * * * دم وفرث مالذي صفاكا وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا * * * ميت فاسأله من يا حي قد أحياكا قل للنبات يجف بعد تعهــد * * * ورعايـــــة من بالجفاف رماكا وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو * * * وحده فاساله من أرباكا وإذا رايت البدر يسري ناشراً * * * أنواره فاساله من أسراكا واسأل شعاع الشمس يدنو وهي * * * أبعد كل شيء مالذي أدناكا قل للمرير من الثمار من الذي * * * بالمر من دون الثمار غذاكا وإذا رأيت النخل مشقوق النوى * * * فاسأله من يانخل شق نواكا وإذا رأيت النار شب لهيبها * * * فاسأل لهيب النار من أوراكا وإذا ترى الجبل الأشم مناطحا * * * قمم السحاب فسله من أرساكا وإذا ترى صخرا تفجر بالمياه * * * فسله من بالماء شق صفاكا وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال * * * سرى فسله من الذي أجراكا وإذا رايت البحر بالماء الأجاج * * * طغى فسله من الذي اطغاكا وإذا رأيت الليل يغشى داجياً * * * فاسأله من ياليل حاك دجاكا وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحكاً * * * فاسأله من يا صبح صاغ ضحاكا ستجيب ما في الكون من آياته * * * عجبٌ عجابٌ لوترى عيناكا ربي لك الحمد العظيم لذاتك * * * حمداً وليس لواحد إلاكا يا منبت الأزهار عاطرة الشذى * * * ما خاب يوماً من دعا ورجاكا يا مجري النهار عاذبة الندى * * * ما خاب يوماً من دعا ورجاكا يا أيها الإنسان مهلاً مالذي * * * بالله جل جلاله أغراكا أقوام عرَفوا أن الوقت كلّه وعاء للتعبّد والتقرّب؛ فانشغلوا بالسعي والاجتهاد والتسبّب؛ وحاسَبوا أنفسهم على الأنفاس؛ فالنفَسُ عندهم خطوة، والخطوة ذات اتجاه؛ فصار همُّهم أن تكون كلّ خطواتهم متوجهةً إلى الله مدفوعة بتقواه وطلب رضاه، هذا مع الوقتِ كلّه؛ فكيف تتصورُ جدّهم واجتهادهم وحالَ قلوبهم وهم يتلون قولَ ربّهم في تفضيلِ بعض الأوقات {فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم}..!! ايه رايكم
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD