الفصل الأول

4673 Words
 الشخصيات  ★ آمر يعني الذي يأمر الناس ويأتمرون بأمره. حِلم اسم عربي يطلق على الإناث، ويعني ما نراه أثناء النوم من رؤية، أو ما نطمح في تحقيقه، كما أن كلمة حلم تعني التأني والسكون وقت الغضب. وقد ذكر هذا الاسم جمعاً في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى في سورة يوسف " وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ". بجاد معناه في المعجم، ومعناه ال**اء المخطط أي الملبس أو الزي المخطط، ويرجع أصل اسم بجاد إلى الأصل العربي تحديداً الإسلامي فقد عرف "عَبْدِ الله بن عَبْدِ نُهْمٍ" دليل الرسول في أحد الغزوات بلقب "ذو البجادين" أي صاحب ال**اءين، دانية اسم علم مؤنث عربي معناه: القريبة، من الفعل: دَنا يدنو، إذا اقترب. وهو لفظ قرآني ﴿قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ﴾ [الحاقة:23]. أو هو مخفف "دانييلا: مذكره دانيال معنى اسم لؤي في قاموس معاني الأسماء اسم علم مذكر عربي قديم، من اللأْي وهو: الإبطاء، الاحتباس، اللبث. وفعله لأَى يلأى: أبطأ. واللآَى كذلك: الثور الوحشي، وأنثاه: اللآة. ديم معناه هو جمع ديمة ويعني المطر الذي يبقى في السكون، وهو من الأسماء الجميلة في معناها والبسيطة في نطقها وكتابتها، ويمكن أن يطلق على الذكر أو الأنثى. وصاحبة اسم ديم هي فتاة هادئة الطباع ورومانسية، صادقة وبسيطة، ودقيقة في عملها وكل ما تمارسه في حياتها. الفصل الأوّل في مزرعة ما بعيدة عن العمران ملك لعائلة العامري محمود العامري الأب الذي ورثها عن والده عبد الرحمن العامري ليورثها لأولاده الثلاث من بعده و قد أشترط أن لا تباع إلا لواحد منهم إذا أراد الأخرين أن يتركاها .. و لذلك لم يرتضي أي منهم تركها و الرحيل فهى كل ما تبقي لهم من عائلتهم كانت هى المنزل الوحيد الذي شبا به كان ثلاثتهم قد جبلا على صعوبة الحياة في المزرعة منذ الصغر بجانب دراستهم في مراحل حياتهم المختلفة فهى بعيدة عن العمران و لا جيران بجوارهم إلا على بعد ساعات، فجده عندما قرر أن يستقر بحث عن مكان بعيد عن صخب المدينة التي كان ينعت من يعيش بها بالجنون متعجبا من تحملهم للصخب و الضجيج لحياة المدينة بسياراتها و شوارعها المزدحمة، آمر، بجاد، لؤي، الأحفاد الثلاثة الذين تبقوا من عائلة العامري آمر العامري الأخ الأكبر في الخامسة و الثلاثين كان لفترة من حياته خارج البلاد يعمل في أحد الشركات الهندسية لسنوات قبل وفاة والده ليعود على الفور ليستلم مع شقيقيه مسؤولية المزرعة متسلط قاسي الطباع و عنيد لأقصى الحدود لا يستطيع أي من شقيقه أن يخالف له أمر أو يتجاهل كلمة يتفوه بها يمكنه استعمال العنف الجسدي إذا خالفه أي منهم ، بجاد العامري الأخ الأوسط هادئ الطباع لا يجعل غضبه يتحكم به كشقيقه الأكبر في الحادي و الثلاثون درس زراعة لعلمه أنه سيأتي يوم و يستقر في المزرعة مع والده.. لؤي المتهور الطباع و الذي يرتكب الجرم و بعد ذلك يفكر فيما فعله الأخ الأصغر لعائلة العامري درس تجارة ليتخرج منذ عدة أعوام و ها هو يستقر بدوره مع شقيقه أحيانا يمل و يهرب لعدة أيام ليعود و قد استعاد نشاطه و لا يعرف شقيقيه لأين يذهب و إن كان لديهم بعض الشكوك في ما يفعله فوضوي لأقصى الحدود بجانب تهوره في التاسعة و العشرون من عمره .. و لم يستقر اي منهم مع فتاة للأن لحياتهم القاسية التي لا ترضي أحد ممن يتعرفون عليهم كان بجاد يفرك يديه بتوتر و قد اسدل الليل ستاره على تلك الأراضي الشاسعة المحيطة بذلك المنزل الكبير بجدرانه البيضاء التي غلب الاصفرار على بياضها من مرور الزمن، يقف في طابقه العلوي ينظر من نافذة غرفته الكبيرة على الطراز القديم شاعرا بالقلق فشقيقه قد تأخر اليوم على غير عادته و هو يتفقد الجانب الغربي المتواجد به حظيرة الخيل في المزرعة فجده قد قسم جوانب المزرعة الأربع ليكون في جانبها الغربي حظيرة الخيل بينما في جانبها الشرقي حظيرة الأبقار و أخرى للخراف و الحظيرة في الجنوب للدجاج أما المنزل فهو يحتل الجانب الشمالي من المزرعة، كان آمر يمر كل مساء قبل عودته على المزرعة للتأكد من استقرار الأمور و أن لا ذئب شارد أو كلاب ضالة استقرت بالقرب منهم و أن لا أحد منهم قد أخترق السياج الشائك حول المزرعة.. رفع يده لينظر لساعته بقلق لقد تخطت الساعة العاشرة و آمر لم يعود للأن، و ذلك الأ**ق لؤي ليس هنا ليخفف عنه توتره و قلقه، لم يستطع بجاد الصبر أكثر ليخرج من الغرفة متجها للأسفل، خرج من المنزل الكبير و وقف لبعض الوقت حائرا في أن يستقل السيارة أم يذهب سيرا ربما تقابل مع آمر على الطريق، شعر بالقلق ليستقر على أخذ السيارة، قادها بهدوء رغم قلقه و هو يتلفت يمينا و شمالا لعله يجد آمر أمامه.. لم يعرف لأين يتجه لحظيرة الأبقار أم الخيل، حسم أمره و توجه لحظيرة الخيول فهى المكان الأخير الذي يذهب إليه آمر قبل العودة للمنزل ليظل قليلاً مع سر كعادته بعد أن يعيدها وصل للحظيرة ليجد أن المكان هادئ و لا شيء يثير الريبة، أمسك بالمصباح ليضيءه و خرج من السيارة ليهتف بصوت عالي " آمر . هل أنت هنا؟" لم يجيبه آمر فشعر بالقلق و توجه بحزم للداخل، دفع الباب الثقيل بقوة و دلف على الضوء الخافت للمصباح ، أشعل المولد بجانب الباب ليضيء المكان بأكمله هتف مجدداً " آمر هل أنت هنا" يعلم أنه ليس هنا فالمكان مظلم هذا يعني أنه لم يأت بعد أو رحل للتو ، وضع يده على المولد ليجد أنه مازال بارد فعلم أن آمر لم يأت بعد، دلف لمكان سر فلم يجدها إذن لم يعد بالفعل، خرج مسرعا و أغلق المولد و توجه للسيارة متمتما " آمر أين أنت أخي " قاد السيارة لحظيرة الأبقار مسرعا و القلق يعصف به ****************** قبل ذلك بعدة ساعات قال آمر بغضب و صوت خوار البقر في الداخل يعلو كأن هناك ما يؤرقهم و سر لا تساعد بدورها و هى تصهل بتوتر و تتحرك بعصبية من مكان مربطها في ذلك الجذع الجاف الذي لم ينزع بعد موت أفرعه و أوراقه" أهدئ شارد ما بك اليوم أيها الثور السمين " ربت على جسده الضخم يحثه على التحرك و أضاف بسخرية " ماذا هل تريد الزواج، هل أعجبتك تلك البقرة الجديدة ها، فأنت منذ رأيتها و أنت ثائر " أضاف بمكر " أرح نفسك ستظل في حظيرتك المنفردة حتى يأتي الوقت المناسب" ضحك آمر بسخرية و تمتم " الثيران تفكر بالزواج و نحن لا.. يا لها من حياة مقفرة نعيشها " نظر لمكان سر هاتفا بحنق" توقفي أنت أيضاً أثرتي أعصابي و ذلك السمين " كان يدفعه ليدخل الحظيرة بضيق بعد أن أعاد الجميع من المرعي بشق الأنفس مع بجاد و بعض الرجال الذين يعملون على مساعدتهم و يعودون لمنازلهم وقت الغروب ليأتون وقت الظهيرة فهم يظلون فقط لعدة ساعات للمساعدة و ليس لدوام كامل ليكون العبء الأكبر على الأشقاء الثلاثة كان دوما ما يبقي شارد للنهاية ليدخله بنفسه بعد رحيل بجاد الذي يذهب أولا ليعد الطعام تاركا باقي المهام لآمر و رحيل الجميع معه ليصلون قبل الظلام الحالك لمنازلهم كانت لديهم بعض المئات من الأمتار من الأرض يقومون على زراعتها لتساعد في إطعام الماشية بجانب ما يشترونه من أعلاف.. تمتم آمر بعنف و هو يض*ب الثور مجدداً بغضب هذه المرة " هيا تحرك أيها الغ*ي، ما بك اليوم رأسك يابس، تحرك لنرى ما الجلبة التي تحدث في الداخل من تلك الأبقار الغ*ية مثلك" توقف آمر عن دفع الثور و هو يتنفس بعنف قائلا بغيظ " تعلم أنت تستحق الذ*ح فأنت ثور عنيد للغاية" تركه آمر و توجه لداخل الحظيرة ليري ماذا يثير الأبقار و بعد ذلك يعود لشارد.. كانت الحظيرة مقسمة من الداخل لغرف متجاورة واسعة و كل واحدة تحتوي على عشر بقرات ، كان آمر يترك البقر دون قيد كما دوما ينصحه بجاد و العمال تجنبا للحوادث كتلك المرة التي **ر فيها ذراع عامل من العمال بسبب دفعه من إحدى البقرات و هي تخرج من حظيرتها مندفعة ، و لكن آمر دوما كان يخبرهم أن هذا أسهل لهم حتى لا يأخذون وقت طويل ليخرجوهم للمرعى و إعادتهم للحظائر.. و عليهم الانتباه فقط.. فتح أول غرفة ليجدهم هادئين نوعا ما و إن كانوا يتحركون بتوتر، توجه لمص*ر الجلبة مباشرةً و هو يفتح الباب بانتباه و لكن آمر لم يكن بالسرعة الكافية ليبتعد عن الباب ففور فتحه اندفعت البقرات باهتياج للخارج فدفع الباب آمر ليسقط على ظهره شاعرا بالألم و هو يقول بغضب " مهلا يا غ*يات لأين ذاهبات " و لكن هل ينتظر البقرات أن تجيب تساؤله.. بعد أن خرجن من الحظيرة هربا نهض آمر بألم و هو ينفض عنه الروث ليعرف ما سبب خوفهم دلف لحظيرتهم ينظر حوله عن سبب خوفهم فلم يجد شيء سب آمر و خرج ليبدأ رحلة البحث عنهم في الخارج.. ***************** كان الحفل صاخبا رغم أنه كان صغير مقام في منزل حلم التي كانت جالسة بتصلب ترسم ابتسامة فاترة على شفتيها تدعي الفرح و وسام يمسك بيدها بقوة كمن يخشى أن تهرب منه لقد وافقت على الخطبة تحت إلحاح والدتها التي ظلت تخبرها أنها تريد أن تراها عروس لقد كانت تستفزهم عاطفياً هى و والدها للموافقة و ها هى وافقت ماذا بعد . تعترف وسام شاب جيد و لكنها لم تفكر في مشاعرها تجاه الزواج منه . لم يعطها أحد فرصة للتفكر . فقط قبلت على مضض . حسنا ستعطيه بعض الوقت حتى تتعرف على مشاعرها تجاه الأمر. كانت تراقب الجميع لا تعرف لم تأخرن الحمقاوتين للأن . لما لم يأتوا لخففوا عنها توترها . أتى شقيقها وائل باسما و هو يقول بفرح " مبارك لك حلم أتمنى أن تكوني سعيدة أختي " قبلها على رأسها قبل أن يصافح وسام قائلاً " أنتبه عليها و إياك أن تغضبها فستجدني لك بالمرصاد " مط وسام شفتيه ببرود قائلاً " أنا لن أسمح لأحد بالتدخل بيني وبين زوجتي لترح نفسك " رد وائل بغيظ " هى ليست زوجتك بعد . هى خطيبتك و في منزلنا و طالما هى في منزلنا سنتدخل كما نريد فقط أفعل شيء و سترى " ضم قبضته محذرا كادت حلم تضحك على مظهر وسام الغاضب و لكنها لم تعترض على حديث وائل بل يعجبها ذلك . قالت بجدية " فلترى لم تأخرن ديم و دانية " رمق وسام ببرود و أجاب " سأهاتف دانية لأرى أين وصلن " تركهم و رحل فنظرت حلم إلى وسام و مطت شفتيها في ابتسامة فاترة تسب الغ*يتين داخلها لتأخرهم ******************* " ديم أنتظري سيذهب معكِ شقيقيك " قالتها أسمهان بحزم و ديم تستعد للذهاب متذمرة من التأخير . قالت بضيق " أمي الخطبة أوشكت على الانتهاء و أنتِ لم تسمحي لي بالخروج من المنزل قبل أن يعود والد*ك الحبيبين و الأن و قد عادا أنتظر لتبديل ملابسهم هذا كثيرا ستغضب حلم على تأخري و ربما دانية معها منذ ساعات الصباح الأولى و أنا هنا جالسة بجانبك " أتى والدها على تذمرها قائلاً " لو تركتها لأرحتنا من ثرثرتها الفارغة هذه طول اليوم امرأة متعبة " قالت اسمهان حانقة " هل أتركها تخرج ليلاً وحدها دون حامي لها " ردت ديم بحنق " أمي من الذي سيحميني أنا أكبر من كلهما بسنوات " ردت أسمهان باسمة بمكر " و لكنهما معا مثل عمرك مرتين تقريباً إذن هما معا يكبرانك " كادت ديم تشد شعرها عندما خرج أخويها و قد انتهيا قالت متذمرة " أف أخيراً . هيا لقد تأخرت على حلم " رن هاتفها فقالت بضيق " ها هى دانية مؤكد توبخني لتأخري " أجابت مسرعة " دانية أنا في الطريق " أنصتت قليلاً قبل أن تقول بضيق " أنت أيضاً حسنا أتية " ودعت والدتها و والدها و أمسكت ذراعي مجد و ماجد و خرجوا . قال عبد الله بتعجب " لم تضيقين عليها كلما ذهبت لرؤية صديقتيها " قالت أسمهان ببرود " أنا لا أفعل أنا فقط أحافظ على ابنتي يجب أن أعلم إلى أين تذهب و مع من حتى أعرف نوعية الأشخاص الذين تختلط بهم جيدين أم فاسدين " أجابها بحنق " لهذا ترسلين الولدين كالجواسيس معها ليخبرنك ماذا تفعل و مع من تتحدث " زمت شفتيها بضيق " ليس هكذا أنا فقط أحمي ابنتي و من أفضل من أخويها يفعلن " قال عبد الله بخشونة " و لكنك تعرفين حلم و دانية " قالت بحدة " و لا أعرف عائلتهم من أي صنف هم " قال عبد الله بحنق " صنف بناتهم بالطبع مؤكد أخلاقهم كأخلاق بناتهم " ردت ببرود " و من أين لي أن أعرف فقط أتركني أهتم بأولادي كما أرى " هز رأسه بضيق و ذهب لغرفته فالحديث معها لا طائل منه فهو يعرف أنها لا تهتم بشيء غيرهم و ما يخصهم و لكن يتمني أن لا تخنق ابنتها بهذا الاهتمام المبالغ فيه . ***************** خرج خلفها من الملهى الصاخب بعد أن أعطته أشاره ليتبعها وقفت في مكان بعيد خالي بجانب الملهى و هى ترمقه بإغواء متفحصة جسده الصلب بنظرات شهوة فجة . رمقها بسخرية و قال بمكر " أعجبك ما ترين " ضمت أصابعها الإبهام و السبابة بعلامة جيد قائلة " جسد رائع كمن يقضي الوقت في النادي الرياضي ليحافظ عليه" رد لؤي بسخرية " بل أقضيه في مطاردة البقر " عقدت حاجبيها بغضب فقال ضاحكا " أعمل في مزرعة لا تفهمي بشكل خاطئ " مطت شفتيها بلامبالاة و دنت منه و هى تمر بيدها على جسدها تريه رشاقة قوامها ..قال لؤي بخشونة " أريدك بعض الوقت " كانت تلوك العلكة بطريقة مقززة و فمها ملطخ بحمرة صارخة لتظهر امتلاء شفتيها . قالت له بإغواء " كم ستعطيني لذلك " وضع لؤي يده في جيب سرواله الجينز الضيق قائلاً بهدوء " كم أجرتك " أشارت بأصابع يدها الخمسة لتقول بمكر " هذا " قال لؤي يجيبها بسخرية " لا تستحقين ذلك .. ثلاثون فقط " نظرت إليه الفتاة بغضب و همت أن تخبره رأيها به فأضاف بخبث " أقصد نحن لن نفعلها و نتمادى هم فقط عدة قبلات و ضمة لا شيء زائد " نظرت إليه بسخرية " هل أنت ... يعني " ضحك لؤي بخفة قائلاً بسخرية " لا لست .. موافقة أم أبحث عن فتاة أخرى و لن أعطيها شيء " اقتربت الفتاة تنظر إليه بتحدي " لم لا فأنت وسيم للغاية و كثيرات يتمنين تقبيلك بالفعل " قال لؤي مشيراً لسيارته " حسنا تعالي معي " سارت خلفه للسيارة العتيقة التي تشبه سيارات الرالي فتح الباب و صعد ليفتح لها المقابل . صعدت بجانبه و قالت ببرود " النقود أولاً " أخرج لؤي من محفظته بعض الورقات و مدها إليها قائلاً " ألم تجدي غير هذه الوظيفة " تعكرت ملامح الفتاة و قالت بضيق " لو وجدت لفعلت و بدلتها " قال بجدية " لماذا . مؤكد الوظائف كثيرة و لكن أنتِ تبحثين في المكان الخاطئ بالتأكيد " تأففت الفتاة و قالت ببرود " هل ستفعلها أم أذهب . ستكون نقودك حلال علي " قال لؤي متجاهلا حديثها " تعلمين لو عملت خادمة كان سيكون أفضل " ما هذا الرجل هل دفع لها ليعظها . غريب أمره فهو يبحث عن متعته معنا و معترض على حياتنا "قبلني يا سيد لننتهي " قالتها بحنق و قد فاض بها الكيل من حديثه السمج الذي يقلب ضميرها ضدها .. قال لؤي و هو يقترب " إذا شئت وجدت لك وظيفة بنفسي ما رأيك فهذه المهنة خطرة و كلها أمراض " ردت بضيق " و ما هى الوظيفة محظيتك أنت وحدك مثلاً " أجابها بسخرية " بالطبع لا .. أنا لا أفعل ذلك " مطت شفتيها بسخرية " و ماذا تفعل معي إذن . ألا تعلم أن القبلات حرام أيضاً كال.... " سألها بخبث " تعرفين أنها حرام إذن " ردت بعصبية "و طالما تعرف أنت لم تفعلها " **ت لؤي قليلاً قبل أن يقول بعبوس " معك حق القبلات أيضاً . لم لا نكف عن ذلك معا " رمقته بسخرية الرجل مجنون بالتأكيد . سايرته بسخرية " حسنا سنكف عن ذلك و لكن ليس هذه المرة فأنت حقاً وسيم و أريد تقبيلك " مط لؤي شفتيه بسخرية تبا هو أيضاً يريد ذلك في كل مرة يقول نص الحديث و لا جديد لا تتراجع الفتاة و لا هو أيضاً و ينتهي به الأمر و هى في أحضانه إذا علم أخويه ما يفعله هنا سيقتلانه بالتأكيد .. قال بضيق " تعلمين لم أعد أريد و حلال عليك النقود ، أهبطي من السيارة " ردت الفتاة بسخرية " هل دخول المرحاض مثل الخروج منه " عبس لؤي قائلاً " ماذا تقصدين " أمسكت الفتاة بقميصه الجينز و شدته إليها و شفتيها الملطخة بالحمرة تلتصق بشفتيه تسكته . تبا لذلك وجد ذراعيه تلتف حولها و يعمق قبلاته أكثر والفتاة تعبث بجسده و راحتها تتسلل أسفل ملابسه لتلامس جسده حتى أمسك بيدها بقوة يمنعها قائلاً بخشونة " لا تفعلي " أجابت بحرارة و هى تحاول تقبيله مجدداً " أترك نفسك لي و ستكون سعيدا ثق بي " رد و هو يعيد أزرار قميصه مغلقة " لا شكراً لك هيا أذهبي لقد أخذت بنقودي " مطت شفتيها بضيق قبل أن تبعد يدها عن جسده قائلة " تبقى لك قبلتين بنقودك فلتأخذهم أنا لا أقبل الصدقة " نظر إليها لؤي بحنق " ليسوا صدقة حلال عليكِ " ردت بحزم " أبداً ضميري لا يسمح لي " كاد ينفجر ضاحكا فلا ضمير فيما يفعلونه شدت قميصه مجدداً و عادت لتقبيله ليعود هو و يستسلم بسهولة و هو يسب نفسه على ضعفه . " يكفي " قالها بأنفاس متقطعة و فتح الباب لتهبط مضيفاً " يجب أن أعود للمنزل الأن " قالت الفتاة بإغواء " الوقت ليلاً لم لا تأتي معي لشقتي و تعود في الصباح للمنزل فيبدوا أنه بعيد عن هنا إذا كنت تعمل مع الأبقار " قال لؤي رافضا بخشونة " لا . شكراً لك . لا تكوني لجوجة و أذهبي " قالت الفتاة بصدق " صراحة أنت تعجبني و أريد قضاء بعض الوقت معك أنا أيضاً ما رأيك " رد ببرود " لا . أخبرتك أني لا أفعل ذلك " اقتربت بجسدها منه لتلتصق بص*ره ليشعر بالحرارة و هى تهمس " لا تخف . سنقضيه في القبل و التلامس فقط و لا مانع من نزع قميصك " ارتفعت حرارة جسده ليقول بخشونة و قد بدأ يلين ليلبي دعوتها " لا هيا أرحلي يا فتاة و كفاك إلحاح " قالت ساخرة " سأدفع أنا لك " اتسعت عيناه غضبا و قال بغلظة و هو يدفعها خارج السيارة " يا لك من و**ة أخرجي و أنصرفي و إلا قدت السيارة لأقرب قسم شرطة " سألته ساخرة و هى تهبط " ماذا ستخبرهم نصبت عليك في قبلتين " أغلق الباب بعنف خلفها متمتما " فتاة منحلة " قاد سيارته ليعود أدراجه للمنزل و قد استكفى .. ******************* قالت دانية باسمة لوالدها و هى تمد له كوب الحليب الدافئ " تفضل حبيبي أحتسيه و هو ساخن ليدفئ معدتك " قال صابر بحنان و هو يأخذ الكوب على مضض يعلم أنها لن تتركه ما لم يشربه . " حسنا حبيبتي . هيا أذهبي لحلم حتى لا تتأخرين عليها في يومها هذا " قبلت رأسه و جلست على طرف الفراش قائلة " لا تخف سأذهب لقد هاتفت ديم و أنا أعد لك الحليب و هى في الطريق " أحتسى الحليب ببطء و سألها " دعيها توصلك بسيارتها و أنت عائدة لهنا في طريقها أعلم أنه سيكون معها أخويها " ابتسمت دانية بمرح فديم تظل تتذمر من مجد و ماجد و إصرار والدتها على الذهاب معها في كل مكان .. قالت ضاحكة " ديم تتمنى لو لم تملك أخوين بسبب إصرار والدتها على مرافقتها كلما ذهبت لمكان " ابتسم والدها بحزن " حمقاء هى لا تعرف ما تملك . غيرها يتمنى أخ واحد فقط من أخوتها و ليس اثنان " قالت دانية باسمة بتوتر " صابر يا عم صابر من يريد أخوين ثرثارين مشاغ*ين كمجد و ماجد يكفي و هم يظلون يفعلون هذا ليظهروا عضلاتهم " كانت تفعل بعض حركات لاعبي كمال الأجسام ليظهروا عضلاتهم فترفع ذراعيها بمحاذاة وجهها ثم تمسك يديها خلف ظهرها و قدمها للأمام . قهقه صابر بمرح على تقليدهم قائلاً " حمدا لله أنهم يلعبون مصارعة و ليس جمباز أو باليه كان ليظلا يتراقصون حول صديقتك طوال الوقت حتى تجن " قالت دانية مازحة " ارايت أليس التفرد أفضل . أقلها سأحصل على اهتمامك كله و حبك " ابتسم بحزن متذكرا أنها ليس لديها أحد أخر غيره تحصل على حنانه بعد وفاة والدتها . لديها أخوال و أعمام و لكن كلا له حياته و نادر ما يتقابلون . أو يسألون عنهم . خاصةً بعد خروج أبيها من منزل والده متحديا بزواجه من والدتها التي لم تظل معه إلا بضع سنوات . و من وقتها و هو يعيش على ذكراها . سمعا طرق الباب فعلت أن ديم أتت قالت بلهفة " ها قد أتت الحمقاء و المستعرضين " ضحك والدها و قال بأمر " أذهبي و كفاك تأخر و إلا غضبت حلم" ذهبت لتفتح الباب فسمع صوت الصخب و تذمر ديم. فقالت هاتفه " أنا ذاهبة بابا أراك فيما بعد " قال لها بعلو " باركي لحلم عني " قالت دانية هاتفة " أحبك بابا " أغلق الباب فنهض صابر ليخرج من الخزانة ألبوم صور لزوجته و دانية و هى صغيرة . وضع يده على صورة زوجته ببطنها المنتفخة بحزن على كلاهما . زوجته و طفله الذي لم يرى النور تمتم بحزن " اشتقت إليك سعاد . اشتقت إليك كثيرا يا حبيبتي أنا أنتظر اليوم الذي سيجمعنا معا في الآخرة " أغلق الألبوم و أعاده للخزانة و هو يقاوم عبراته . ******************* ترجل بجاد من السيارة و هو يهتف بعلو " آمر أين أنت " دلف للحظيرة المضاءة و لكن لا أثر لآمر . خرج يبحث في الخارج و هو يهتف مجدداً " آمر . أين أنت أخي " سب لؤي لعدم تواجده معه اليوم ربما خفف عنه هذا القلق الذي يشعر به و هو يبحث عن آمر . عاد ليهتف مجدداً " آمر" جاءه صوت شقيقه الأكبر " بجاد أنا هنا " كان آمر يأتي من خلف الحظيرة و هو يدفع ببقرتين أمامه سأله بجاد بدهشة "كيف خرجن " قال آمر غاضبا " لا أعرف ما الذي أزعجهم كنت سأري ما يحدث عندما اندفعن للخارج . هناك أربعة أخر " تحرك بجاد ليساعده في إدخال الأبقار و عادا ليعيدا الأخريات أيضاً و الذين كانوا يرعون في الجوار . بعد إعادتهم قال آمر أمراً " أذهب للمنزل و أنا سأذهب لرؤية سر و أعود " رد بجاد نافياً " لا لن أتركك سأتي معك و نعود سويا " لم يجادله آمر كثيرا و تحركا معا لحظيرة الخيل سأله باهتمام " ألم يعد لؤي بعد " أجاب بجاد بنزق " لا . لم يعد . لو أعرف أين يذهب و ماذا يفعل هذا الو*د دوماً ما يختفي وقت الحاجة " قال آمر بحزم " سأتحدث معه عندما يعود حتى أطمئن عليه فذهابه للمدينة شيء مقلق حقاً خاصةً أنه يظل بالأيام هناك دون أن نعلم أين يمكث " ترجل آمر من السيارة و دلف لحظيرة الخيل و هو يهتف بمرح " سر حبيبتي لقد أتيت " ضحك بجاد بمرح فشقيقه يشعره أن سر زوجته من تعلقه بها . دلف خلفه على صهيل سر الفرح بقدومه ليجده ممسكا بعنقها و يستند بجبينه على جبينها و يهمس بصوت خافت ابتسم بجاد بمرح تبدوا كزوجته بالفعل ربت على جسدها بقوة و قبل رأسها قائلاً " أراكِ غداً صباحاً يا حبيبتي " أغلقا الحظيرة و الضوء و عادا أدراجهم للمنزل . ***************** خرجن من السيارة الصغيرة أمام منزل حلم و ديم تتذمر قائلة "كل هذا بسببكما حتى هدية لم نحضر معنا " رد ماجد ببرود " و ماذا نفعل لقد أخبرتنا أمي على المجيء معك قبل خمس دقائق من رحيلنا " قال مجد بسخرية " بل أجبرتنا " قال ماجد بمرح " نعم أجبرتنا " مجد و ماجد توءم غير متماثل أحدهم و هو ماجد ب*عر طويل أ**د كديم و والده و مجد ب*عر بني مثل والدته و كلاهما بعيون سوداء و جبين عريض و عضلات مفتولة من ممارستهم للرياضة و هذا ما يتشابهان به يدرسان باجتهاد لنيل تقدير جيد فكلاهما يريد دراسة الهندسة المعمارية . تتعجب ديم دوماً من ميولهما لنفس الأشياء و لكنها تقول أنه عائد كونهم توءم . قالت دانية باسمة " لا تقلقي لقد جلبت أنا هدية ستكفي لكلانا فقط كفاك تذمر و أخرجي الولدين من رأسك و كفاك صب جام غضبك عليهما . " قالت ديم بحنق " و أنتِ كفاك دفاعا عنهم . هيا يكفي تأخير على حلم " صعدن للمنزل المزين ببعض المصابيح الملونة و السريا كان المنزل صاخب يعج بالعائلة من الجانبين . دلفن للمنزل يبحثن عن حلم . قالت عزة مرحبة " تأخرتم يا فتيات " قبلتها ديم و دانية قائلتين " نعتذر خالتي . كل هذا بسبب الا**قين " قالتها ديم ضحكت عزة و شدت مجد و ماجد قائلة " لا أ**ق هنا غيرك أنت هيا أذهبن لحلم لحين أضيف بطلي المستقبل " قالت ديم بحنق " زيدي من غرورهم " ض*بتها عزة على كتفها تبعدها و هى تقول بمرح " هل هذه شقيقتكم " رد ماجد بنزق " للأسف " جاء وائل مرحباً . فهو يعرف مجد و ماجد و قد تقابلاً كثيرا مع الفتيات . قالت عزة باسمة " حسنا فليبق الشباب معا أهتم بهم وائل بني " تركتهم و ذهبت فأخذهم وائل ليجلسوا بعيداً عن الضجيج . كانت حلم تقول غاضبة " الساعة تخطت التاسعة متى كنتن ستأتين " قالت دانية معتذرة " أسفة حبيبتي العم صابر مريض و تركته بشق الأنفس تحت إلحاحه لذلك هاتفت ديم لتمر على و تأخذني أسفة تعرفين أني لا أتأخر عنك إلا لسبب قهري . " نظرت لديم بعبوس " و أنت ست ديم " ردت ديم بحنق " أمي أصرت كعادتها أن أحضر معي أسدي قصر النيل للحماية " ضحكت حلم و دانية فقال وسام بضيق " ألن تعرفينا حلم " التفتت الفتيات إليه فقالت حلم ببرود " صديقتي ديم و دانية و لا أظن أنهما مهتمتين بالمعرفة " قالت دانية بحرج من حديث صديقتها . تعلم أنها لا تحب وسام و قد أجبرتها والدتها و لكن لا يصح أن تحرجه أمامهم . " بل مهتمتين حلم . فنحن صديقتيك كما قلت " التفتت لوسام قائلة ببسمة رقيقة " أنا دانية صديقة حلم منذ عامين تعرفنا على بعضنا عندما ذهبت لمشفاهم و معي تلميذ مجروح عندما وقع في باحة المدرسة . و هذه ديم صديقتنا الأخرى لقد تعرفنا عليها بعد عدة أشهر من لقائي بحلم . كنا نجلس في مطعمها الذي تعمل به . و هكذا منذ ذلك الوقت و نحن أصدقاء " أومأ وسام برأسه و مد يده يصافحهم ففعلا على مضض . كانت حلم تشعر بالضيق فهى بالكاد تتقبله الأن ستتركه يتعرف على حياتها و أصدقاءها قال بهدوء " أصدقاء حلم أصدقائي أنا أيضاً أرجو أن لا تمانعا " هزت دانية رأسها باسمة قبل أن تقول بمرح " سنترككم و نرى شيء نشربه بعد إذنكما " لا تعرف حلم كيف مر الوقت و لا تعرف كيف وجدت نفسها في غرفتها ليلاً و قد زينت راحتها و إصبعها خاتمه ؟ ******************* دلف للمنزل الصامت المظلم سائرا على أطراف أصابعه حتى لا يستيقظ شقيقيه . صعد الدرج بهدوء ليجد المكان يضاء بقوة تغشي عيناه . قال لؤي بهدوء " آمر مازالت مستيقظ " تقدم آمر نحوه سائلا بهدوء " أين كنت لؤي في اليومين الماضيين " قال لؤي بارتباك " مع بعض الأصدقاء أخي . أين سأكون " تن*د آمر و قال بصوت جامد محذرا " لؤي أنت في القريب ستكمل الثلاثون عاما . هل تظن أن ما تفعله يليق بعمرك " سأله لؤي بتوتر " ما الذي أفعله أخي لا أفهم " قال آمر بغضب و قد بدأ يفقد صبره في هذا الحديث " أخبرني أنت . تختفي ليومين أو ثلاثة . ثم تعود تخرج منك رائحة عطر نسائية . فما الذي تفعله " قال لؤي نافيا بعنف " ليس كما تظن أقسم لك أنا لا أفعل ذلك " سأله آمر بسخرية " حقاً لا تفعل . لم الذهاب للمدينة إذن " رد لؤي بعنف " أخبرتك أقابل بعض الأصدقاء ممنوع " قال آمر محذرا " حسنا لؤي أنا لن أحاسبك على شيء الأن و لكن أقسم بالله إن علمت ما لا يسرني أو علمت أن هناك ما تخفيه لن تعرف أي عظمة في جسدك ستجبر " أشاح لؤي بيده " هذا ظلم أخي أنا لم أفعل شيء . أنا لم أعد صغيرا على تهديدك لي بالض*ب " رد آمر ببرود " عندما تتصرف كالكبار أعاملك كالكبار هيا على غرفتك " قال لؤي بنزق " ألن أتناول طعامي الأن هل تظن أني في الروضة لأغفو دون عشاء " رد آمر ببرود " لا . و لكنه بالفعل لا عشاء فبجاد لم يطهو أي طعام من القلق لتأخري في المزرعة " " و لم تأخرت هناك " سأله بحنق و قد شعر بمعدته تتقطع الأن و كأنها علمت أنها لن تنال وجبتها فراحت تؤلمه .. قال آمر بعبوس " لو كنت هنا لعلمت لم تأخرت هناك كان يمكن أن تعود لتجدني مدهوسا تحت أقدام الأبقار " شعر لؤي بالقلق " لم أخي ما الذي حدث " قال آمر بلامبالاة " لا يهم ما حدث . هيا أذهب لغرفتك تحمم و نم لدينا عمل كثير في الغد " سأله لؤي بعبوس " الن أجد حتى قطعة جبن قريش أكلها " ابتسم آمر بمرح قائلاً " حسنا أذهب و تحمم و سأرى ما ستتناوله" ضمه لؤي شاكرا " شكراً لك أخي أعرف أنك طيب القلب رغم ما تظهره لنا من قسوة " أشمئز آمر من رائحته و أبعده بخشونة قائلاً " ما هذه الرائحة الكريهة المنبعثة منك " قال لؤي بارتباك " ربما رائحة البخور الغريب الذي كانت والدة صديقي معتز تطلقها في منزلهم " " بخور ، لم كنت تحضر جان " سأل ساخراً أجاب لؤي بعبوس " سأسألها المرة القادمة سأذهب لأتحمم " تركه و صعد لغرفته زافرا بحرارة و هو يتمتم " نجونا " أجابه بجاد الذي كان يهبط على الدرج بدوره " ليس تماماً " **★**★**★**★**★**★**★**★**★**
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD