المقدمة
كانوا جميعاً جالسين في تلك الغرفة . بل نستطيع القول محتجزين في غرفة الجد القديمة التي لم يكن يرغب أحد منهم في المكوث بها أو تغير قشة من أثاثها المهترئ . كان وجه لؤي الدامي من قبضة ذلك الحقير متورم حتى كاد لا يرى بعيناه اليمني . بينما آمر على مقعده صامت بملامح قاسية متوعدة . كان الوحيد من نجى من قبضة هؤلاء الحمقى و لكنه لم ينج من سخريتهم لعجزه .. نظر إليهم بجاد جميعاً يراقب رعب الفتيات و غضب لؤي و قسوة آمر التي يعرفها جيداً من ملامحه . الأن هو يعلم أنه يفكر بطريقة لتخلصهم من هؤلاء الحمقى . و لكن لا يريد لأخيه إن يتألم بسبب عجزه عندما لا يستطيع فعل شيء . فهم جميعاً من يقفون على أقدامهم لم يستطيعوا فعل شيء لهم . سمع ديم تقول بقلق
" لؤي أتركني أداوي جرحك رجاءاً "
هز رأسه نافيا بعنف " لا .. أنا بخير " كان غاضب كالجحيم
قالت حلم متمالكة أعصابها لتظهر بمظهر القوة البعيدة عنها تماماً
" لا تكن كالطفل الصغير لؤي . نحن نحتاج إليك بوعيك "
رمقها ببرود . هل تظن أنه من الضعف ليتهالك من عدة لكمات من قبضة ذلك الحقير . بالتأكيد لا داعي لتظن ذلك به فهو صلب و يستطيع تحمل أكثر مما ناله من لكمات .
" قلت أنا بخير "
قال آمر بحزم مشيراً للؤي بأصبعه " أقترب هنا "
نهض لؤي ليقترب من مقعد أخيه ليجلس أمامه على ركبتيه
أمسك آمر بوجهه قائلاً بحزم " هن لا يعرفن من هم أحفاد العامري . لا يعرفن كم نحن كالصخر . لا ننحني لهبة ريح كتلك التي هبت علينا متمثلة في هؤلاء الاغ*ياء الذين ساقهم سوء حظهم لمزرعتنا . نحن لا نن**ر تحت أي إعصار بل نميل معه لنتركه يمر ثم نقف مجدداً و نستقيم . هن لا يعرفن أن صغيرهم أعندهم و أصلبهم و لكن أفعل من أجلي فالصغيرة ديم مرتعبة من مظهرك و لكنها تخجل من القول "
أمتثل لؤي لأمره تاركا ديم التي أمسكت بكم قميصه تمزقه و تقطعه لشريحة بطول الكم لتمسك بزجاجة الماء و تبلل قطعة من القماش و تبدأ في تنظيف جرحه بعد أن نظفتها أحنت رأسه للأمام و أزالت الدماء عن مؤخرة رأسه و عادت لتبلل القماش مرة أخرى و تفرق شعره لتنظف جرحه الذي كان عميق بعض الشيء . ارتعشت يدها و هى تنظر في عيناه بقلق فتمتم بحزم
" أخبرتك أني بخير "
أمسكت بالشريط الطول و وضعت قطعة مربعة صغيرة على الجرح و ربطته بقوة لتمنع نزيف رأسه . بعد أن انتهت قالت متسأله " هل تتألم "
هز رأسه نافيا قائلاً بحزم " لا "
أبتعد عنها ليجلس في أقصي الغرفة مستندا على الحائط . قالت دانية لبجاد " هل جرحك يؤلمك أنت أيضاً "
هز رأسه نافيا " لا هذا جرح صغير لا تقلقي . لؤي كان الأكثر ضررا بيننا "
قال آمر أمراً " الأن فلتستمع إلي أنت و هو فهناك أمر هام يجب أن تقوما به و يحتاج لساقين و كما ترون أنا مقعد "
عاد لؤي ليقترب منصتاً لأخيه الذي ألقى عليهم أمراً واجب التنفيذ إذا كانا يريدون العيش و النجاة ؟
قال بجاد بجدية " ماذا آمر أخبرنا و سننفذ على الفور "
قال آمر بهدوء و صوت خافت حتى لا ينتبه هؤلاء في الخارج لعل أحدهم يمر فيستمع لحديثهم .. " أين نحن "
نظر بجاد للؤي بحيرة من سؤال شقيقه و لكنه أجاب
" في غرفة الجد "
فتح آمر ذراعيه مشيراً حوله قائلاً " نعم هذه هى غرفة الجد "
اعتدل لؤي و أستقام بجاد و تطلعا لسقف الغرفة بنظرة سريعة قبل أن يعاودون النظر لآمر بعيون لامعة فعقله دوماً حاضرا و يبدوا أنه من سينقذهم بالفعل رغم عجزه..
**★**★**★**★**★**★**★**★**★**★