الفصل الثاني و الثالث

3206 Words
.الفصل الثاني . "حبيبتي أبي يريدك بالخارج و يقول لك أرتدي ملابسك و حجابك فلدينا ضيف أتي لرؤيتك " عند سماعها لحديث شقيقتها، أسرعت دقات قلبها فشعرت به يكاد يقفز من قفصها الص*ري ،إلي الخارج دليل علي اضطرابها فوضعت يدها موضع القلب، و ضغطت عليه و كأن حركتها هذه ستهدئ من دقاته، قالت" في نفسها أذن لقد أتي يا إلهي ماذا سأفعل أو أقول" رأت شقيقتها مروج حركتها تلك فقالت "بقلق حبيبتي هل أنت بخير هل مرضتي" ردت علي مروج بهدوء ع** ما يعتمل داخلها من صراع " لا تقلقي حبيبتي أنا بخير أخبري أبي أني أتيه بعد قليل " "حسنا أسرعي بالمجيء فأنت تعرفين أبي لا يحب الانتظار طويلا و ... قالت لها فداء بصوت حاد قليلا "مروج كفاك ثرثرة و أذهبي حتي أستعد و إلا قلت لأبي أنك سبب تأخري" " لالا حسنا سأذهب أسرعي " فابتسمت علي شقاوة شقيقتها الصغرى فهي ممن يقولون عنها ثرثارة ثم قامت لتدخل الحمام قامت بغسل وجهها ثم نظرت طويلا في المرآة لا شيء مميز فيها فهي فتاة عادية لها فم واسع قليلا و أسنان بيضاء عندما تبتسم يشرق وجهها بالسعادة لها شعر أحمر ورثته عن جدتها لأمها ، جعد قليلا و لكنه طويل عندما تتركه مسترسلا تصبح كما الجنيات ،في حكايات الأطفال، عينين تشبه القهوة ، أنف صغير ، و بشره ناعمه، خرجت من تأملها و تذكرت هذا التعس المنتظر بالخارج فقامت بالاستعداد و ارتداء ملابسها استعدادا للمواجهة . .**★***************** أرتدت ملابسها عباره عن جيب أ**د طويل، و قميص أحمر به نقوش صغيره تشبه الفراشات، و حجاب مناسب، و حذاء متوسط الطول فهي ليست بالقصيرة ، خرجت من حجرتها متوجهة إلي غرفة الجلوس لتري الضيف الثقيل علي قلبها ،كان أبيها يجلس و الضيف أمامه، فكان يسمح لأبيها فقط برؤيتها عند المجي .. كان أبيها يتحدث و يبتسم لشيء قاله ذلك الضيف قالت" في نفسها سامحك الله يا عمي معتز أنت من وضعني في هكذا موقف سخيف أنت تحب و تتزوج و أنا من يدفع الثمن" كم يا تري مر من الوقت علي هروب عمها ؟خمس أو ست أم سبع سنوات لا تتذكر، حقا لقد توقفوا عن العد، عندما تأكدوا أنه لن يعود مره أخري خاصة أن عمها يخشي علي زوجته من عائلتها و من وقتها بدأت المشاكل كما قال لها أبيها و لكن بحكم أنهم يعيشون في مدينه ثانيه لم يكن يعلمن شيء عن ما يحدث هناك و لكنهم لا يعلمون ما تعلمه هي حقا تخشي أن يعلموا بسرها الذي تخفيه عنهم منذ سنتين طرقت علي الباب رغم أنه كان مفتوحا لتنبه أبيها لقدومها فهو كان مشغول بالحديث مع الضيف و لم ينتبه لقدومها كانت غرفة الجلوس واسعه تنقسم إلي قسمين متباعدين قليلا يسمح لمن يجلس في المكان الأخر بالرؤية و لكن لا يسمع حديثهم و لذلك كان عندما يأتي أحد أعمامها و أبنائه و زوجته كانت تسمح لاجتماع الأسرة في مكان واحد مع بعض الخصوصية أنتبه أبيها لطرقها فقال "فداء حبيبتي تعالي إلي هنا " دخلت إلي الحجرة فشعرت بضيق و كأن المكان ليس به هواء للتنفس كانت محمرة الوجه من شده الخجل و قلبها يسرع في دقاته و كأنه أتي حقا ليتزوجها عن رضي منه و موافقة منها ليس جبرا وقفت بجانب أبيها تنطر لذلك الذي أتي لرؤيتها بناء علي طلبها و عن رؤيته نظرت إليه بصدمة و قالت في نفسها" يا إلهي أسد" . نظرت إليه فداء بصدمة، فقد كان يشبه الأسد، الذي علي و شك التهام فريسته كانت فداء لديها اعتقاد أن كل إنسان يشبه حيوانا ما أو طائر فكانت تشبه أبيها بالصقر في حمايته و احتوائه لهن، و جدها كانت تشبهه بالذئب في قوته و دهائه، و شقيقتها مروج كانت تشبه مهره صغيره، جامحة كانت في رحلتها كل يوم إلي العمل تراقب وجوه من يمرون بها و تتسأل من يا تري يشبهون من الح*****ت ليس شبه شكليا لا سمح الله و لكن في الطباع و التصرفات، فمنهم من يشبه الثعلب، في مكره و منهم من يتلون كالحرباء فكانت تري الوجوه و تقول يا تري من يشبه ذلك و من تشبه تلك حقا تشعر أنها غريبة الأطوار كما يقلن لها شقيقتيها لتفكيرها ذلك و لكنها فداء هذه هي شخصيتها و طباعها نظرت إليه مره أخري فقد كان شخص طويل لديه شعر كثيف ناعم تحسده عليه فهي شعرها جعد قليلا تقول في نفسها ما حاجتك لشعر ناعم هكذا يصل إلي حافة قميصه الأبيض بشره سمراء فم قاسي عينين تشبه الليل الحالك الظلمة كتفين عريضتين تشعرك بأنك تريد وضع رأسك عليها باختصار ملامح لا يقال عنها جميله و لكنها جذابه إلي حد ما كل ذلك عرفته في لمحة سريعة له انتبهت علي صوت أبيها و هو يضع يده علي كتفيها و كأنه يخشي سقوطها فهي كانت شاحبه إلي حد ما فأجلسها بجانبه و قال " حبيبتي كرم أتي اليوم للتحدث معك أنا سأجلس أمامك إلي أن تنهي حديثك معه و أذا احتجت شيء أنا هنا "نظرت لأبيها نظره متفهمة فأبيها كأنه يقول أنا هنا لحمايتك قالت" حسنا أبي لا تقلق" قام كرم عندما قام أبيها للذهاب ثم عاد للجلوس مره أخري نظر إليها نظره طويلة متفحصة كانت تشبه اللعبة رغم أنها ليست قصيره إلي هذا الحد عينين بنيه تشبه القهوة بشره ناعمه كالأطفال أنف صغير و فم واسع قليلا شفاه سخية كأنها فقط تدفعك لتقبلها يا تري ما لون شعرها. أ**د؟ بني؟ أشقر ؟كلهم سيليقون بها ببساطة كانت جميلة و رقيقة او هكذا هو يراها لعبه يخشي عليها من ال**ر عاد من تأمله لها ليلاحظ احتقان وجهها كأنها تقرأ أفكاره عنها و لم تستسغها" يا إلهي فيما أفكر أفق كرم أفق هل حقا صدقت أنك أتيت لتتقدم للزواج من الفتاة برضاك أنت مجبر كرم مجبر لا تنسي هذا فقط لخاطر جدك" رمقها بنظره ساخرة و قال" أردت رؤيتي حسنا أنا أسمع ماذا تريدين" **★*******************★*** أتت جنات إلي أبيها لتقول له أنها ستذهب إلي جامعتها و لكنها حقا أتت لتري عريس الغفلة كما تقول عنه مروج ، حقا فداء كان الله في عونك و عونه شقيقتي فهدوءك دوما يسبق العاصفة أبي أنا ذاهبه إلي جامعتي لدي محاضره واحدة لن أتأخر أبتسم أبيها لها و قال" أذهبي حبيبتي صحبتك السلامة" ألتفتت لتخرج من الغرفة.فهى لم تنظر إليه في دخولها خشية ان يراها أبيها ..و هي تنظر إليه و ما أن رأته حتي شهقت بصوت خافت و قالت" يا إلهي فداء ما هذا الوحش الذي سترطبين به فهو حقا يشبه حيوانا مفترسا علي وشك الانقضاض علي فريسته و لسوء حظك فداء أنت هي. هذه الفريسة "و في نفسها و هي تخرج من الغرفة لقد "صدقتك فداء لتشبيهك للبشر بالح*****ت في الطباع و هذا أكبر مثال " و خرجت لتذهب لجامعتها.. . **★******************* ارتبكت فداء من نظراته ،و طريقة حديثة ،الساخرة فغضبت كثيراً منه " يالك من و*د عديم الأحساس ألا تشعر بمصيبتنا و هذا الموقف السخيف الذي وضعنا، فيه" " حسنا أيها الوقح سأريك ما سأفعل بك" رمقته فداء بغضب قالت" حسنا أنت تعرف أننا وضعنا في هذا الموقف السخيف و أجبرنا علي قبول هذا الزواج أو فلأتحدث عن نفسي أنا أجبرت علي هذا الزواج أما أنت ف*جل تستطيع القبول أو الرفض بإرادتك " قال لها بنبره متهكمة" ومن قال لك ذلك أنا أيضا أجبرت علي هذا الزواج مثلك تماما خاصة أني الحفيد الأكبر لجدي و مفترضا بي الزواج أولا " ردت عليه بسخرية و قالت " لماذا هل أنت فتاه لتتزوج الكبرى قبل الصغرى " نظر إليها بغضب و قال "لا داعي للسخرية يا أنسه فأنا أكره ذلك مثلك تماما أرجوك لا تضيعي وقتي و قولي لي ماذا تريدين و إلا سأرحل في الحال " قالت بهدوء ع** ما يعتمل داخلها "حسنا أنا لدي بعض الشروط أقبلها او أرفضها لا يهمني و لكن لن أتزوج بدونها و الموافقة عليها " عاد بجسده لمقعد في وضع استرخاء و قال بهدوء "حسنا فلأسمع أولا حتي أحكم و أقول رأي هل أقبل أو أرفض"   تن*دت بهدوء و قالت . "حسنا شروطي هي أولا أريدك أن تأتي بعائلتك لتتقدم لخطبتي كما يفعل باقي البشر فأنا لن أتزوج بطريقة سيئة تظهرني كما لو كنت فعلت خطأ ما و أريد اصلاحه " رد عليها بنبره هادئة فلا عيب فيما تقول" حسنا هذا أمر سهل فأنا أيضا أريد لعائلتي أن تفرح فأنا لن أتزوج كل يوم ماذا أيضا" قالت" حسنا أنا لدي وظيفة لا أحبها كثيرا لأكون صريحة و لكني درست سنوات طويله و لن أضيعها هباء و أترك وظيفتي فهي تشعرني بأهميتي و أنها تفيدني و من حولي بأدائها جيدٱ"   قال لها "لكني لا أحتاج وظيفتك و لا أريد لزوجتي أن تعمل" قالت له بنبره ساخرة " سيدي هل سمعت للتو ما قلت أنا أعمل لأفيد مجتمعي و من حولي بأداء عملي جيدا و ليس لأن زوجي يحتاج راتبي أو لا يحتاجه لذلك أقول وظيفتي لن أتركها " قال بهدوء رغم حنقه منها و من طريقتها الو**ة "فلنترك ذلك في حينه" ردت عليه سريعا "لا الأن أو أبدا لن أنتظر بعد الزواج لتمارس علي تسلطك الذكوري قلت لك هذه شروطي لن أتزوج بدون الموافقة عليها " قال لها بنبره حاده قليلا "حسنا " قالت بنفاذ صبر "حسنا ماذا" "حسنا موافق" فكر كرم لا يعلم حقا لما يوافق علي شروط هذه الو**ة العنيدة أنها حتي لا تتحدث باحترام معه و كأنها تفعل ذلك عامدة متعمدة لتبعده لا يعلم ماذا يشده إليها هكذا ؟ . قال كرم بهدوء ساخر " حسنا ماذا أيضا هل هناك مفاجأت أخري يا تري " شعرت بالخجل الشديد مما ستقول، و لكنها لا تريد أي سوء فهم فيما بعد لتكون حياتهم واضحة ، نظرت إليه متفحصة لتعرف ردة فعله علي ما ستقوله له الأن "حسنا أنا أريد زوجا طبيعيا بيت و زوج و أولاد فأنا لن أعيش دور الضحية التي تقدم نفسها كقربان لتنقذ الكون من الدمار " نظر إليها بصدمة و دهشة من حديثها " يا إلهي أنها حقا و**ة لتطلب مثل هذا الشيء من رجل غريب تراه لأول مرة" و لكن في قرارة نفسه أعجب بها و بشجاعتها و قوتها في طلب ذلك منه و كأنها تطالب به شخصيا حقا قد أعجبه ذلك نظرت فداء لتعبيرات وجهه و هي تفكر" يا إلهي لقد صدمت الرجل ماذا سيقول عني الأن" ظلت تنظر إليه بترقب تنتظر رده علي ما قالت؟؟؟؟ الفصل الثالث قال ببطء و نظره مترقبة لردة فعلها علي كلماته "حسنا أنا أيضا أريد بيت و أولاد فلدي من العمر ما يخولني للبدء للحصول علي حياة مستقرة " كان يتحدث و هو ينظر إليها متفحصا ،و هو يري وجهها و هو يتحول من الأحمر إلي الشحوب، دليل علي شدة صدمتها هي الأخرى .. تعجب من خجلها هذا إليس هذا ما طلبته منه منذ قليل بكل وقاحة ، لماذا الخجل الأن حقا غريبة الأطوار هذه الفتاة؟ قالت بنبره مرتبكة محرجة، و كأن شجاعتها تلاشت فجأة بعد طلبها هذا و سماع رده .. " اتفقنا أذا فلا أحد منا يريد أن يمثل دور الضحية المغلوب علي أمره " قال باهتمام شديد، يريد معرفة ما تخبئه، أيضا من طلبات صادمة له و لها أيضا .. "هل هناك شيء آخر أتريدين حفل زفاف مثلا أو أستكمل بنبره ساخرة قليلا أو رحلة إلي القمر "؟ أدارت وجهها جانبا دليل علي غضبها من طريقته في الحديث معها أيسخر منها هذا الأ**ق ماذا سيقول أذا إذا علم برغبتها. في السفر إلي إفريقيا ؟ هل تجازف و تطلب منه ذلك أم تصبر قليلا لم تستطع أن تضع هذا الطلب في شروطها فهو ليس بأهمية عملها و زواجها استجمعت شجاعتها و نظرت إليه نظره حاده كأنها تحذره من أن يسخر منها فيما ستقول تاليا "حسنا لدي طلب أخير يمكنك القبول به أو الرفض" أعتدل في مجلسه و قد شعر باهتمام, لمعرفة هذا الطلب الهام بالنسبة لها و لم تضعه كشرط واجب التنفيذ ؟ " أريد أن أذهب إلي إفريقيا في رحلة شهر العسل أذا كنا سنسافر "؟ رد عليها بتسأل "شهر عسل"! ردت بهدوء .... "نعم شهر عسل ذلك الشيء الذي يفعله معظم المتزوجون " قال لها بسخرية "أنت قلتي معظمهم و ليس جميعهم" شعرت بخيبة أمل لرده و قد علمت أنه سيرفض .. شعر بخيبة أملها لرده فقال لها بتسأل" لماذا إفريقيا و ليس مكانا آخر لا يوجد هناك غير مساحات شاسعه من الأشجار و قطعان من الح*****ت لما إفريقيا و ليس إيطاليا أو باريس عادتا النساء يردن الذهاب إلي هناك أنت غريبة حقا "! نظرت إليه بسخرية و قالت" و كم تعرف من النساء حقا لتعرف طبائعهن " فرد بسخرية مماثلة و قد شعر بالغضب من كلامها .. "أعرف ما يكفي عنهن " قالت و قد شعرت وكأن قبضه اعتصرت قلبها و شعور غريب بالغيرة داخلها لقوله أنه يعرف نساء قبلها، لا لا هذا ليس غيره كيف أغار علي شخص لم أره سوي من دقائق ،معدودة فقط تضايقت لشعورها هذا .. قالت "لي أسبابي الخاصة" "حسنا و أذا قلت أني ليس لدي المال للذهاب " ردت عليه بسرعة و لهفه اعتقاد منها أن المشكلة ستكون ماديه فقط و أنه لا يمانع ذهابهم "حسنا أنا لدي مال لكلينا " رمقها بنظره غاضبة و قال" هل حقا تعتقدين أني سأسمح لك بالأنفاق علي شيء يخصني " قالت لتهدأ الوضع قليلا و قد شعرت بغضبة موجه إليها "لم أقل هذا أنا فقط .." قاطعها بنبرة حازمة" يكفي ذلك أذا لم يكن شرطا واجب القبول من شروطك التي أغرقتني بها منذ جلوسي أمامك فأحب أن أقول لك آسف طلبك مرفوض حاليا اما فيما بعد سأفكر بالأمر" هو حقا لا يعلم لم وافق علي جميع شروطها و لم ينهي هذه المهزلة مبكرا ماذا يربطه بها و يشده إليها هكذا هذه الفتاة الو**ة التي تتحدث في أشياء تخجل الفتيات بدون خجل مع شخص تره لأول مره ..! "أذا لم يكن هناك شيء آخر سأنصرف الأن" و قام من مجلسه مسرعا "حسنا سيد" ماذا قال أبيها عن أسمه؟ لقد نسيت تماما قال لها" أسمي كرم سراج هاشم المنيري لا تنسي ذلك أبدا " و توجه إلي مكان مجلس أبيها قال " حسنا سيد أحمد أنا ذاهب الأن و سأتصل بك قريبا لتحديد موعدا لقدومي " "حسنا بني صحبتك السلامة " أنصرف كرم مسرعا و كأن شياطين الأرض تطارده ، ألق السلام على أبيها ورحل و لم ينظر إليها ..نظرت فداء بدهشة. و هو ينصرف مسرعا إلي هذه الدرجة يريد التخلص منها حسنا أيها التعس سنري.. . **★*****★*******★* عاد كرم إلي المنزل و هو يشعر بتعب شديد من هذه المقابلة المليئة بالصدمات، فوجد أمه و هي تجلس أمام شاشة التلفاز تقلب في قنواته بملل ،و عندما سمعت صوت دخوله إلي المنزل أغلقته و قامت مسرعة إليه تستقبله بلهفه و ترحاب "كيف حالك عزيزي هل أنت بخير" " أنا بخير أمي هل عاد أبي من العمل " ردت عليه" لا لم يعد بعد " نظرت إليه بنظره متلهفة، فقد كانت تنتظر عودته، بفارغ الصبر لتعرف ماذا تريد منه هذه الفتاة ..؟التي أجبر ولدها علي الزواج منها بأمر من جده .. رجاء بنبره متلهفة "كرم بني ماذا فعلت عند تلك الفتاة هل حقا ستتزوجها " كرم في محاولة لاسترضاء أمه فهي لطالما ألحت عليه ليتزوج و هو كان يرفض فقد كانت تريد تزويجه من أبنة شقيقتها علياء و لكنه كان دائم الرفض، لعدم قبوله بالزواج و عدم رضاه بأبنة خالته فهي فتاة متحرره كثيرا و ذلك يرجع لعيشها في الخارج أكثر من عشر سنوات، لأعمال أبيها و عودتها لم تغير من طباعها شيء، و عندما كان يقول ذلك لوالدته كانت تقول أنها مازالت صغيره و ستصطلح بعد الزواج و لكنه لم يكن ليجازف بالأمر أبدا.. أمي" أنت تعرفين جدي أذا أمر بشيء ليس هناك رأي آخر بعده " قالت "أتركني أذا أتحدث إليه في الأمر مره آخري و ليدع مراد أبن عمك يتزوجها فهي في مثل عمره تقريبا" . فرد عليها بلهجه حاسمه ،لينفي الأمر و قد تخيل أن فداء يمكن أن تكون لرجل آخر غيره ، لا يعرف حقا لماذا يشعر بهذا التملك ناحيتها ؟فهو لم يرها سوي اليوم و لمدة نصف ساعة فقط، و رأي من وقاحتها ما يخوله للهرب بعيدا عن مرماها إذا فلماذا يشعر بهذا الحريق في داخله لمجرد أن أمه تريد تزويجها لمراد ؟ قال بحده لم يقصدها" لا يا أمي أنا لن أراجع جدي في قرار أتخذه قط.. لا تنسي أن جدي منذ رحيل عمتي و كأنه جسدا بلا روح فروحه ذهبت مع عمتي.. أنه يظل يتذكر كل ما كانت تفعله و تقوله ، فهي كانت صغيرته و مدللته و لذلك أذا كانت هذه الزيجة ستعيد عمتي إلي البيت فسأفعل ،هذا عن طيب خاطر لأجل جدي و جدي فقط أمي فهمتني"؟ . "حسنا بني مثلما تحب أنا لا أريد غير سعادتك" أسترخي كرم قليلاً بعد أن كان في وضع الدفاع "أعلم ذلك أمي" نظر كرم في ساعته وجد موعد أبيه وقد تأخر.. "تأخر أبي قليلا اليوم " قالت و هي تتذمر من تأخر زوجها في العمل دوما "نعم بني أخشي أن يكون تزوج بأخري و أنا لا أعلم و يتحجج بالعمل ليخفي عني الأمر " أنفجر كرم ضاحكا علي حديث والدته و قال" حقا أمي أتصدقين ما تقولين أبي أمي يتزوج و في السر أيضا و هل هو يضحي بعمره ليفعلها لا تقلقلي أمي في هذه الأيام نجهز للتوسع بالشركة و لذلك هو منشغل قليلاً " ربتت علي خده و هي تبتسم لما يقول و ردت "حسنا حبيبي أذهب لتستريح قليلا لحين موعد العشاء و عودة أبيك " قبلها كرم علي رأسها و قال .. "حسنا أمي" و أنصرف إلي حجرته ليستريح لحين عودة أبيه فلديةحديث معه .. دخل كرم حجرته و ألقي بجسده علي سريره، و قد شعر بتعب شديد يستنفذ قواه ، ليس تعب جسدي فقط و لكن نفسي أيضا ، فهو حقا يشعر بأنه بين المطرقة و السندان، و ليس أمامه طريق آخر ،للخروج عاد يجلس من مرقده علي حافة سريره ثم قام بنزع حذائه و ألقاه في جانب الغرفة، ثم عاد يستلقي من جديد ذهبت أفكاره إلي تلك العنيدة الو**ة، و الخجولة في نفس الوقت .! التي دخلت حياته الهادئة فأثارت فيها الزوابع و الأعاصير من لقاء واحد، أبتسم كرم لتذكرها و هي تطلب منه زواجا حقيقيا و ليس سوري كما كان يتوقع و احتقان وجهها و خجلها الذي شعر به رغم أنه لم يظهر عليها شيء أو حتي تغلق عينيها هربا منه.. و هي تطلب ذلك حقا أعجبه شجاعتها و قوتها في مواجهته ، حسنا فداء فلنري إلي أين سيأخذنا هذا الزواج..؟ . **★********"★********* دخلت مروج غرفة فداء لتطمئن عليها بعد رحيل عريس الغفلة، كما تقول لتري كيف حال شقيقتها ،خاصة أنها لم تتحدث لأحد منذ رحيله منذ ساعتين ، كانت فداء تستلقي علي جانبها نصف جالسة، و تمسك بكتاب من كتبها المفضلة لديها ،نظرت إلي مروج من أسفل نظارة القراءة التي ترتديها ثم عادت لكتابها ..و لم تتحدث استلقت مروج بجانبها علي السرير و لم تنطق بكلمة ابتسمت فداء فهي تعرف أن الفضول سوف يقتل شقيقتها لتعرف ماذا حدث بينهما .. نظرت إلي مروج بنفاذ صبر و قالت .. "حسنا مروج انطقي بما تريدين و أتركيني لأنهي كتابي فأنا لست في مزاج لثرثرتك الأن" فقامت من مرقدها و جلست علي ركبتيها بجانب فداء و قالت .. "حبيبتي أرجوك أرجوك قولي لي ماذا حدث و لماذا رحل و كأن الشياطين تطارده ماذا فعلتي به "؟ قالت فداء بلامبالاة ماذا فعلت" لا شيء ألم يخرج أمامك سليما معافي لم ينقص منه شيء قالت" بلي و لكنه.." قاطعتها فداء "و لكن لا شيء كان لدي. شروط و قد أخبرته بها و له حق القبول أو الرفض و سنعرف ذلك عندما يتصل بأبي حسنا أخرجي الان من غرفتي فرأسي يؤلمني منك و من ثرثرتك " نظرت إليها مروج بحزن و قد تدلت كتفيها , و همت لتخرج من الغرفة.. فانفجرت فداء ضاحكه علي تمثيل شقيقتها المتقن و هي تقول.. "سيده. أمينه رزق الباب خلفك سيدتي " مروج و هي تضحك بصوت عالي" لا أستطيع خداعك أبدا " فداء" لا فانت ممثلة فاشلة هيا أخرجي" **★*************★******★ . غط كرم في نوم عميق لأكثر من ساعتين أنتبه لطرق أمه علي باب غرفته و دخولها و هي تقول " كرم حبيبي لقد أتي أبيك و يريدك بالخارج مراد أبن عمك معه أيضا " علي ذكر أمه لمراد تجهم وجهه و شعر بالضيق من وجوده الأن وقد تذكر حديث أمه و هي تريد لفداء الزواج منه بدلا عنه فشعر بالغيرة الشديدة رغم أنه يعلم أن مراد لن يقبل الزواج من هذه العائلة التي سلبته عمته فهي كانت مقربه منه كثيرا ، هو يعلم أنه ضد هذا الزواج من الأساس فلما الضيق منه أذا ..؟ رد بهدوء "حسنا أمي سأبدل ملابسي و أتي.."
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD