الحلقة الثالثة
1238 Words
الفصل الرابع
جلس رالف في المشغل الخاص بلورا وأخذ يتأمل ملابس الغجرية الملقاة علي الأرض شم رالف الملابس فوجد فيها رائحة تشبه راحة درينا فتأكد أنها ملابسها وتعجب ماذا تفعل هنا. غجرية مع جورجي !!!
رالف هو صديق لورا ويعيشون سويا في منزل خاص. لم تحبه السيدة هيلين أبدأ ولا تشعر بالطمأنينة تجاهه ولها حق في ذلك ولذلك عند لورا مع أمها وانتقلت للعيش معه رغم ترددها في مشاعرها فهي أحيانا تشعر أنها تحبه وأحيانا لا تشعر ناحيته بأي مشاعر.
رالف شخص طماع يقيم هذه العلاقة مع لورا حبا في مالها. ويغار من جورجي بسبب نجاحه في عمله بينما هو دائما ما يفشل في كل عمل يلتحق به. الآن هو يعمل مع أحد أصدقاء جورجي وهو من ساعده ف الحصول علي الوظيفة.
دخلت لورا ومدام ماري إلي المشغل ووجدوا رالف سارح يفكر في درينا وماذا تفعل هنا قالت له لورا
- رالف عزيزى انت هنا
- نعم لورا كيف حالك هل وجدتي ما تبحثين عنه
- نعم يا رالف لقد أحضرت م**مة جديدة أعتقد أنها سوف تساعدني مهمتي
- نعم رأيتها يا لورا
- رأيت درينا يا راف
- نعم كانت جالسة مع جورج عند دخولي فتاة جميلة من أين حصلت عليها
- أنها صديقة لجورجي ولا أعرف من أين هي كيف حال عملك
- بخير احسن حالا الآن يا لورا هل نذهب للعشاء
نعم هيا
- سلام يا مدام ماري هل انظري عودة درينا؟
- نعم يا لورا
أندهش رالف وفكر كيف تعود والوقت متأخر جدا وسألهم
- تعود هل تنام هذه الفتاة في المشعل يا لورا
- نعم فهي من مكان بعيد ولهذا سمحت له بالمبيت في المشعل لماذا أنت مهتم وتسأل كل هذه الأسئلة يا رأفي
- أشعر أن جورجي ينظر إليها نظرة مختلفة وهو مهتم بها والفضول جعلني أفكر من هي الفتاة وما هذه الملابس يا لورا ملابس غجرية! !!
- رالف لابد أن تكتم السر درينا فتاة غجرية هل ارتحت الآن
-نعم جدا
- إذا هيا بنا فأنا لم أكل منذ أن أحضر لنا جورجي الفطار
- أحضر لكم جورجي الفطار منذ متي يا لورا؟ أعتقد أن اخوك يحب هذه الفتاة هذا خطأ كبير
- أعتقد أن أخي كبير بالقدر الكافي الذي يجعله يع ف الخطأ من الصواب لا تتعب نفسك في التفكير يا عزيزي وهيا بنا
ولكن رالف دارت في عقله كل الأفكار التساؤلات ماذا يحدث إذا تزوج جورجي وماذا يحدث إذا انقطعت أمواله عن أخته وعنه. وبدأ يفكر كيف سيحاول التخلص من الغجرية الجميلة.
عادت درينا وجورجي للمشغل فوجدت مدام ماري تجهز في القماش جرت درينا ناحيتها وقالت لها انه قماش رائع وأنها سوف تبدأ العمل فيه فورا فكل ما تحلم به الآن أن تسعد لورا الجميلة وتجعلها تفوز بمسابقة افضل ت**يم للعام.
ابتسمت مارى في سعادة وقالت لها غدا نبدأ العمل يا درينا ونرى ما يمكننا فعله وانا معك ومعنا لورا سنقوم بعمل رائع .
تركتها ماري وتركها جورجي لتنام ولكنها تذكرت أمها وجدتها وأخذت تفكر في القلق الذي ربما تشعر به أمها الآن وماذا عن جدتها المتعلقة بها وعن راكان ولكنها قررت أنها لن تتصل بهم الآن وتخبرهم عن مكانها إلا بعد نجاحها في حياتها الجديدة حتي لا يضغطوا عليها للعودة مرة أخري للقبيلة.
وفي هذا الوقت كان يجلس شاب طويل القامة وسيم مفتول العضلات علي جانب نهر ينظر للسماء ويدعو أن تكون لورا بخير .
إنه راكان ابن عم درينا والذي كانوا يجب أن يتزوجوا قريبا لولا هروب درينا المفاجئ. ركان كان دائما هو حامي درينا من الذين كانوا يتطفلون عليها للمس وشمها الغريب. لم يدخل الجامعة ولكنه أنهى دراسته الثانوية في المدينة. لا يعرف ماهيته مشاعره نحو درينا هل هو حب هل هو مسؤلية هل هو احتواء درينا هي حياته وليس له حياة من دونها هل هي ماضيه و مستقبله أيضا أم المستقبل له رأي آخر. كان القلق يقتله ببطء وكان يذهب كل يوم للبحث عنها. كانت جدتها تترجاه أن لا يعود إلا بها.
راكان كان يعمل في المدينة فهو يعمل بها في احدي الشركات التى يديرها البنك الذي يديره جورجى. في مصادفة غريبة. هو عامل مجتهد ويحبه زملاءه ورؤساءه. علي ع** باقي الشباب الغجر الذين يعملون في وظائف ليست جيدة. وبعضهم خارج عن القانون أيضا. ولكن راكان اختار الطريق القويم. كان لا يريد دخول السجن أو يضطر للهروب ويترك درينا فخار أن يعمل عمل جاد يضمن وظيفة شريفة. وهذا ما فعله راكان الشاب الشهم النبيل.
درينا لم تشعر ناحيته بمشاعر الحب الرومانسي فهي تحبه لا تستطيع العيش بدونه لكنها لا تتخيل نفسها ابدا في احضانه أو يمارسوا الحب معا. لهذا لم تستطع أن تتحمل فكرة الزواج منه . هي تحبه لكن كأنه اخوها وحارسها وليس كرجل يمكن أن تتزوج منه.
طلبت منه كثيرا ان ينهوا هذه الخطبة ويبحث عن فتاة تسعد قلبه الطيب فهو يستحق السعادة وهي لن تستطيع أن تعطيها له ابدا. لكنه كان يصر علي الزواج منها علي آارغم من طلبها.
كان منذ رحيلها يبحث عنها طوال النهار وعند قدوم الليل يجلس أمام النهر حيث اعتادوا أن يجلسون سويا ويتحدثوا في كل الأمور وعن المضايقات التي تتعرض لها كل يوم بسبب الوشم وهو يحكي لها عن ما حدث له في عمله. وأحيانا تجلس معهم أمها وجدتها العجوز . ويتناولوا العشاء سويا علي ضفاف النهر. بل أحيانا كان ينزل يستحم هو ودرينا في ماءالنهر البارد في ليالي الصيف الطويلة. كان كل شباب القبيلة يحسدون راكان وكانت كل فتيات القبيلة يحسدون درينا ولكن ما كان في قلب درينا كان لا يدعوا للحسد فهي دائما ما كانت تشعر ب*عور مختلف عن الحب تجاهه. وكان راكان رغم ما يظهر من حب لدرينا كان في يوم من الأيام مع أصدقاء له في أحد الملاهي و تعرف علي فتاة هناك وقبلها شعر نحوها بإثارة لم يشعر بمثلها نحو درينا ابدا، كانت علاقتهم أقرب ما يكون للإخوة عنها للأرتباط العاطفي والإنجاب الجنسي بين رجل وامرأة تجمعهم علاقة حب. لذلك لم تستطيع درينا رغم حبها لأركان أن تتقبل فكرة الزواج من راكان.
غريب أمر الإنسان يتخبط في مشاعره وخلط بينها. مشاعر الصداقة والأخوة يخلط بيها وبين الحب الرومانسي. ربما حب التملك هو من يجعلنا نفعل ذلك. فعلا الحب تجعل الإنسان يمتلك الآخر . فلاريوجد اقوي من الحب في امتلاك الغير . ركان بعلاقته مع درينا هل كان يقبل أن يراها مع شخص غيره. رغم أنه غير منجذب لها. هل يمكن له أن يتحمل هذا ؟ كثيرا ما تسأل هو بينه وبين نفسه عن ماهية علاقته بدرينا ولكنه ابدا لم يصل لجواب يحل به عقدة مشاعره نحوها وهنا كان دائما ما يتخيل راكان أن درينا زهرة
هي زهرة خارج النسق في باقة الزهور، شذت عن الترتيب والإيقاع، مددت يدي أعيدها لتتواءم مع بقية الزهور، أملتها يمينا، يسارا، إلى أعلى، إلى أسفل، لا زالت خارج النسق، كأنها ترفض أن تتماهى مع الزهور الأخرى، عندما جذبتها لم تقاوم، خرجت في سلاسة كأنها كانت في انتظار أن أفعلها، هي لا تشبه هذه الزهور، لا تنتمي إليها، وضعها بائع الزهور خطأ، حاول أن يجمل بها الباقة، ورفضت هي أن تجمل زهورا أقل منها جمالا وأدنى منها ألقا، مغرورة وحقها الغرور، هي نجمة فريدة لا يصح أن تكون ضمن باقة.
كانت أم درينا تحب راكان وتعد الأيام حتي تتزوج منه درينا. بينما جدتها رغم حبها لراكان إلا أنها كانت تترك حرية الاختيار لدرينا وكانت تقف معها أمام عناد أمها. فكثيرا ما طلبت درينا من أمها أن تنعي خطبتها لراكان وكانت دائما ما ترفض الأم هذا الطلب.
ودائما ما تقف معها جدتها ليس كرها في راكان الشاب الوسيم المجتهد ولكنها دائما ما كانت تسير خلف قلبها وقلبها دائما ما كان يخبرها أنها ليست له . إنها للشخص الذي سوف يخفق له قلبها بلا منازع ولا شريك. كانت تبحث عن الحب الذي يخ*ف قلبها وكثيرا ما قالت هذا الكلام لجدتها وكانت دائما تقف معها ولم لا وهي التى تزوجت جد درينا بعد قصة حب طويلة وعاشوا سويا حياة صعبة للغاية وتحملوا تعب الحياة بسبب هذا الحب الذي جمعهم.
- Writer
