اعتراف تحت التهديد

1331 Words
تقف كطفلة مذنبة أمامه و قد احمرت حدقتاها و امتلأت بالدموع ... قلبها ينبض بجنون لكن ليس خوفًا او قلقًا من توابع القبض عليها متلبسة بجريمتها تلك بل سببها كان إجراؤها محادثة معه و للمرة الاولى اخيرا ... حتى وان كانت تلك المحادثة من طرف واحد .... طرفه هو اما هي فكانت مجبرة على التزام الصمت و ماذا تقول و إجاباتها على تساؤلاته تدينها اكثر و تجعلها موضع شك اكثر مما هي فيه بنظره الان ايان بغضب : يعني مش هتنطقي و تقولى انتي مين او الاصح مين اللى مسلطك عليا؟! ظلت على صمتها و ماذا لديها غيره فلا منقذ لها و لا يسعفها عقلها على خلق كذبة مقنعة تنجيها من وضعها ذاك فى حين و على الجهة الاخرى كان يقف خارج احد المطاعم يطالع تلك الــ ... حقا لا يجد مسمى محدد لكينونتها ... فتاة قصيرة بل قزمة مقارنة بطوله الفارع ... ذات ملامح عادية تماما بداية من بشرتها القمحية و اعينها البنية متوسطة الحجم و ..... عادية بكل ما بها لا شيء مميز .... ذلك الوجه لم يسبق له رؤيته من قبل ... اذاً لما تتبعه كظله منذ الامس ... شعر بها بكل مكان يذهب اليه ... ببداية الامر ظنها اوهام فلما سيتتبعه احدهم بصمت .. إن اراد احد اذيته فلما الانتظار و قد اتيحيت له الفرصه عدة مرات و كان بها وحيدا دون رفقة ليترك الامر و يرى الي اين ستصل لكن اليوم و تحديدا منذ دقائق قليلة بدخولها الاهوج الساذج لنفس المطعم المتواجد به فى لقاء مهم بأحد رجال الاعمال الأجانب ذى المزاج المتقلب و الذي سعى بشتى الطرق الى استمالته للاستثمار بالشركة و قد كان على وشك النجاح بذلك لتأتي هي باقتحامها ذاك و ارتطامها بإحدى العاملين بالمكان مفسدة اجواءه الهادئة تماما و اخيرا فقدان واحد من اهم المستثمرين المستقبلين لشركته ايان بغضب و قد اخرج هاتفه يعبث به : تمام طالما مش عايزة تقولي انتي مين و مين اللى بعتك نخلى البوليس هو اللى يخليكي تنطقي نظرت نحوه برعب و قد تحول الامر لمنحني اخر خطير لتهتف سريعا خيال : انا خيال توقف عما يفعله رافعا احدى حاجبيه بسخرية ايان : افندم؟ خيال : احم اسمي ... اسمي خيال ... انا شغالة فى مجموعة عذب بتاعة حضرتك فى الارشيف تحديدا و آآ... انا يعني ابتسم بفهم ليردف ايان : و عملتي مصيبة ادت لرفدك و بكل غباء جاية ليا عشان ارجعك شغلك تاني خيال : لا و الله انا معملتش حاجة ولا اترفدت انا بس يعني ...... رجع للعبث بهاتفه بتهديد كاذب و قد نحي عنه فكرة الاتصال بالشرطة ... ليستمتع معها قليلا فهيئتها المرتعبة المتوترة مسلية ايان : و الله كونك شغالة فى شركتي فده مش سبب يخليكي تطارديني فى كل مكان زي ما حصل امبارح و النهاردة .... امرك مريب فخلينا نتصل بالبوليس و لا اقولك احنا نروح القسم افضل و تحرك نحوها يقبض على ذراعها متجها بها نحو سيارتها وسط هتافها به لتصرخ متوجعة فور رميه لها على المقعد الخلفي لتحاول معاودة فتح الباب لتجده مغلق بإحكام ظلت على صراخها خيال : بقولك نزلني انا معملتش حاجة و الله ...... طب اسمعني طب انا هقـ... قفز بالمقعد الامامي ليبدأ بتشغيل السيارة ايان بحدة : انتي تخرسي خالص ... اديتك فرصة تنطقي و مستغلتهاش يبقى دلوقتي تخرسي تحرك بالسيارة بسرعة رهيبة ردتها للخلف فجأة لتستيقظ سريعا من صدمتها وتعتدل متمسكة بظهر مقعده هاتفه به دون تفكير كعادتها المتسرعة دائما خيال برعب : الورد .... انا اللى كنت ببعتلك ورد كل يوم و الله العظيم انا ... انا ضغطة بقوة على مكابح السيارة جعلتها ترتد مرة اخرى بمقعدها لكن تلك المرة الى الامام و حمدا لله كان طريق شبه خالى من البشر فلم ينتج حادث اثر توقفه المفاجئ هذا اتسعت عيناه دهشة و صدمة مما وقع على اذناه ... الورود و الهدية لم يعلم عنهم احد سوى نور مديرة مكتبه و صديقه لؤي لذا معرفتها بهم يدل على انها بالفعل من قام بإرسالهم لكن كيف و لمَ و ما شأنها بالامر من الأساس؟ نظر نحوها للحظات جعلتها تدرك مدى فداحة قولها و قد كشفت الان عما جاهدت بإخفاؤه مدة لا تقل عن ١٠٠ يوم و نتيجة لسذاجتها ستضطر الان لكشف المزيد و المزيد تحرك بهدوء يهبط من السيارة متجهًا نحو الباب الخلفي و من ثم سحبها بقوة و وضعها بجانب مقعده ليرجع هو الاخر الى مكانه ليولي كامل اهتمامه نحوها منتظرا اياها لتكمل حديثها ايان : ايوه اتفضلي كملي ... ايه بقى حكاية الورد دي ؟ ابتلعت ريقها بشكل ملحوظ ينم عن توترها الشديد .. تفرك كفيها بطريقة هستيرية و ترمش بعينيها عدة مرات بطريقة مضحكة جعلته يسبها بسره لحاجته الشديدة للابتسام او ربما الضحك لكن عليه رسم الجدية لحثها على الحديث ايان بتهديد مصطنع : مش هفضل مستني كتير انا اغمضت عينيها لثوان قليلة و من ثم اعادت فتحها لتهتف بهدوء كاذب خيال : احم انا يعني قريت الخبر بتاع امبارح ... ثم اسرعت بالتوضيح .... بس والله العظيم ما صدقته ... انا يعني حبيت اني اساعد حضرتك باني الاقي حاجه تنفي الحوار ده و كده رفع احدي حاجبيه بإستمتاع ليجيب مدعيًا الجهل ايان بخبث : خبر؟ خبر ايه ده؟! خيال بتوتر : ان حضرتك يعني ... يعني اقصد .... حضرتك يعني.... ايان : حضرتي مالي يعني؟ اغمضت عيناها بخوف و خجل لتهتف فجأة و بصوت عالي اشبه بالصراخ خيال : انك يعني ... استغفر الله العظيم ارتسامة واسعة نمَّت على استمتاعه بما يحدث و حمدا لله لم تستطع رؤيتها لاستمرارها بغلق عيناها و لكن سرعان ما محاها ليهتف بجدية فجأة ايان : ااااه قولتيلي ... بس دي مش الاجابه اللي عايز اسمعها انا سالت سؤال عن الورد .... حكايه قرايتك الخبر دي مش اجابه .... اصلا ما فيش حد في مصر تقريبا مقراهوش خيال بتوتر اكبر : احم .. الورد .. اه تمام ... هو .. هو انا فعلا كنت ببعت لحضرتك الورد و آ... ايان مكملا : و الجرافت و دلوقتي بتقولي حوار الخبر .... ممكن افهم بقى ايه علاقه الخبر بالورد بالجرافت بيكي ؟؟ و ليه عايزة تساعديني و هتعملي ده ازاي بمراقبة سيادتك ليا !!! لم يتلقى إجابة تلك المرة على سؤاله ليدرك انها عادت مرة اخرى إلى صمتها لينفخ بضيق وقد فقد فجأة متعة مجهولة المص*ر .. فقط توترها و اغلاقها لعينيها بشكل طفولي بحت و كأنه سيختفي من امامها بفعلتها تلك جعلت غضبه الناري من افسادها عشاء العمل يذهب بلا رجعة .... تأفف بصوت عالي ليومأ برأسه و يعدل من جلسته مرة اخرى ليعيد تشغيل السيارة و التحرك بها ايان : تمام بما انك رجعت تسكتي تاني و ما بترديش علي اسئلتي فإحنا هنتحرك دلوقتي سوا لاقرب قسم شرطة و هناك بقى هما هيعرفوا يخلوكي تتكلمي كويس اوي وهقدر ساعتها اعرف غرضك ايه من كل اللي بتعمليه ده زاد معدل تنفسها لتهتف به متوسلة خيال على وشك البكاء : صدقني والله انا مش عايزه أذيك انا عمري ما اقدر اضرك ابدا .. انا بس كنت عايزه اساعدك يبقى ده جزائي ... انت ليه مش عايز تفهمني ايان بعصبية من هروبها بالحديث : طبعا متقدريش تأذيني و لا تحلمي اصلا .. بس ده ميمنعش انك ممكن تكوني حاولتي ... بتقولي ليه مش عايز افهمك؟؟ طيب يا ستي اديني بسألك اهو و انتي اللي مش عايزه تردي .. ليه؟ عايزة تساعديني ليه ؟ ايه غرضك من انك تبعتي كل يوم ورد و بعد كده هديه ازاي اصلا قدرتي تدخلي هدية جوه مكتبي فى الشركة .. مفيش اي احد مسموح له انه يدخل مكتبي غير نور ... الا اذا كانت الاخت نور كمان كانت بتساعدك ... ماشي حسابها معايا بعدين هي كمان هتف بآخر كلماته متوقفا بسيارته أمام احد اقسام الشرطه و قد تفاجيء هو الاخر بمكانه فقد ظن أنه سيرغمها على الحديث بالحقيقة كاملة قبل الوصول لهنا لكن ربما من الافضل له ان يتخلى عن مرحه قليلا فكما يبدو انها لن تتحدث بسهولة لذا فليستخدم الشرطة تلك المرة لدفعها للحديث هم بالنزول من السيارة ليجد كفها يقبض على ذراعه بقوة مانعة اياه من التحرك او هُيأ لها قدرتها بهذا نظر نحوها ليرى عودة الدموع الى عيناها مرة اخرى بنظرات متوسلة .. تحرك راسها بالنفي ناهية اياه عن النزول لكنه ظل على صمته دون تأثر بأفعالها تلك و قد مل حقا من بكاءها المستمر لتبتلع ريقها بخوف و استسلام قبل ان تهتف بآخر ما توقع سماعه و قد كان كفيلا ليبرر جميع أفعالها المجنونة و الغير مسئولة خيال بخجل و بكاء : عشان بحبك و الله العظيم بحبك يتبع ........  
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD