اشاعة مغرضة

1184 Words
** بالارشيف بإحدى اكبر الشركات الخاصة بمجموعة " آل عذب" بالعاصمة الكبرى تجلس بذهول قابضة بكفيها بقوة على هاتفها المفتوح على احدى الصفحات الخاصة بجريدة ما تعيد قراءة الخبر مرارا و تكرارا ... إشاعة .. بالتأكيد الامر عبارة عن إشاعة مُغرضة من صحيفة صفراء تحاول الإساءة الى سُمعة العائلة ... لا يمكن .. لا يمكن ان يكون ... حقا !!!! انتفضت فجأة بعد الاقتحام الذي شنته صديقتها بالشركة و رفيقتها بالسكن "نور" نور بمرح : اطمني ياستى المهمة تمت بنجاح ... عدي الجمايل بقى هتفت بتلك الجملة قبل ان تلاحظ شحوب ملامح صديقتها فيختفي مرحها المعتاد وتهتف بقلق نور : مالك يا بنتي مبلمة كده ليه ؟؟ ظلت على صمتها فقط تطالع الهاتف بعيون جاحظة جعلت الأخرى تختطفه بعيدا عنها محاولة قراءة ذاك الخبر الذي حول صديقتها لحجر صامت نور بصوت مسموع : " التكهنات تحيط بالملياردير الثلاثيني العازب و الاكثر شهرة مؤخرا .. ايان عذب ..... بكونه مثلي الجنس !!! " ظلت نور تعيد قراءة الخبر و بكل مرة تقهقه بسخرية و عدم تصديق و من ثم انفجرت بهستيريا من الضحك استمرت عدة دقائق حاولت بعدها التقاط انفاسها بصعوبة و مسح القطرات الساقطة من حدقتاها من شدة الضحك لتهتف بصعوبة نور بضحك : هههههه ... مش قادرة ... هموت هههههه .... اتاريكي يا قلب امك مصدومة ... حقك و الله ده انا لو مكانك اتشل .. لا اتشل ايه ده انا اروح فيها خيال بصدمة : انتى بتضحكى ؟؟ ... الخبر ده مستحيل يكون حقيقي .. اكيد كدبة عشان يبوظو سُمعة العيلة ... ايان مستحيل يبقى كده نور بضحك مستمر : بصي هو انا المفروض اواسيكي و كده بس ههههههههه بجد مش قادرة .... الموضوع ده مسخرة تأففت خيال بغضب و انزعاج من غباء صديقتها و حاولت مغادرة المكان لتمنعها الاخرى و قد توقفت عن الضحك بأعجوبة نور : استنى بس اقعدى .... طالعتها خيال بحدة لتكمل الاخرى ... خلاص و الله مش هضحك بس اسمعيني .... انتي لازم على فكرة تصرفي نظر عن الموضوع ده خلاص ... اصلا هو مكنش فى منه امل و لو كان فيه فهو طار خلاص ههههههههه خيال بغضب : انتي بجد مصدقة !!!! ... بقا ايان عذب ... كتلة الوسامة و الرجولة المتنقلة دي يبقى اااا ... استغفر الله العظيم .... بذمتك الحكاية دي تدخل العقل نور : طب خليني معاكي للاخر ... الكتلة دي متجوزتش و لا ارتبطت و لا خرجت مع جنس انثي قبل كده ليه غير للسبب ده خيال بدفاع سريع : بيتقي الله و مش بيحب يلعب بالبنات و يعلقهم بيه نور برفعة حاجب : اه صدقتك ... بأمارة كاس الفودكا اللى مش بيفارق ايده في كل حفلة بيحضرها ... عارف ربنا اوي الباشا نظرت خيال نحو صديقتها برفض و تلك الاحتمالية بكونه "شاذ" لا يمكنها تقبها على الاطلاق فكيف بذلك الوسيم المتفشية رجولته و جاذبيته .. ذو القامة و القوام المثالي و الملامح الذكورية البحتة ان تكون تلك حقيقته و يذهب كل ذلك هدراً حركت رأسها بنفي قاطع لتهتف بتأكيد خيال : مش ممكن يكون الكلام ده صح و انا بقى هعمل المستحيل عشان اثبت للكل ان ايان مش كده *************************** *** يقف بغرفة مكتبه بالشركة يحدق بريبة اتجاه صندوق الهدايا المريب و الموضوع فوق الطاولة و كأنه يحوى قنبلة موقوتة قد تهدم المكان بأكمله فوق رؤوسهم و بجانبه صديقه المقرب و الذي يكتم ضحكاته بصعوبة بعد نوبة من الضحك تملكت منه عقب قراءته ذلك الخبر صباحا لينفجر به آمراً اياه بإمتثال بعضاً من الجدية بحضورهم فى الشركة نكز صديقه مشيرا له بالتقدم ناحية الصندوق و تفحصه ليطالعه الاخر بأعين متسعة هاتفاً به لؤي : ايه اؤمر ؟ تأفف الاخر بضيق يلوي شفتيه بنفاذ صبر ايان : اتحرك شوف البتاع ده جواه أيه رفع لؤي يده مشيرا بسبباته نحوه نفسه بذهول لؤي : انا ؟ و انا مالي ؟ ده مكتبك و الصندوق جالك انت و كمان عليه كارت اهو و اكيد مكتوب عليه اسمك انت ... مال امي انا !!! ايان : يوووه افرض فيه بلوة و لا اي هباب لؤي بغباء : بلوة و مبعوتهالك انا بقى ايه اللى دخلني و بعدين ما كنت شوفت الكاميرات و عرفت مين اللى جابه و جواه ايه بدل الموال ده كله ايان : حصل و اللى حاطه على مكتب نور (السكرتيرة) عارف و حافظ المكان كويس و عرف يهرب من زوايا الكاميرات كلها زفر ايان بغضب و توتر و من ثم تحرك بحذر نحو الصندوق و فتحه بهدوء ليخرج منه ربطة عنق من النوع المفضل لديه و اللون كذلك لتتسع عينا كلا منهما بصدمة و ذهول ليتقدم لؤي ملتقطا الكارت المرفق بالهدية ليقرأ ما به بصوت مسموع "حبيت اغير النهاردة و ابعتلك هدية بسيطة بدل بوكيه الورد بتاع كل يوم  النهاردة يوم مختلف ... النهاردة يبقى عدى ١٠٠ يوم على اول يوم حسيت بحبك جوا قلبي ... يارب الجرافتة تعجبك بدل اللى وقعت عليها القهوة امبارح ... بحبك  " لؤي بضحك هستيري : انا رأيي تبعت المسدج دي مع ال ٩٩ مسدج اللى قبلها للجريدة اللى نزلت الفضيحة بتاعة النهاردة و تخليها تبدلها لـ " مهووسة مجهولة الهوية تطارد الملياردير العازب ايان عذب" و اهو تحسن من صورتك شوية و تأكد انك تمام التمام حدجه ايان بغضب و عصبية ليجلس خلف مكتبه هاتفا به ايان : انت بتهزر يابني ادم انت ... انا هلاحقها من مين ولا من مين كنت ناقص انا بلوة الصبح عشان الاقي البلوة دي دلوقتي جلس لؤي مقابله و قد تحلى ببعض الهدوء والرزينة لؤي : طب قولى بجد مش شاكك فى اي حد يكون هو اللى بيبعتلك الورد بتاع كل يوم ده .. يمكن واحد صاحبك و بيشتغلك ايان بتفكير : مفيش حد يجرؤ يعملها اصلا مفيش حد قريب مني للدرجة دي غيرك ..... ثم اكمل بتهديد ... صدقني يا لؤي لو طلع ليك يد فى الحوار ده هنفخك قهقه لؤي بمرح ليهتف لؤي : ياريت و الله دي كانت هتبقى احلى اشتغالة بس للاسف تفكيري مش شيطاني للدرجة دي .. المهم قولى عملت ايه مع جدك .. اكيد قرى خبر النهاردة زفر الاخر بتعب لينهض من خلف مكتبه يسير بأرجاءه ذهابا و ايابا بتوتر ايان : طبعا قراه و سمعت موال على الصبح و لما فتحت بوقي عشان ارد لقيته بيقولى اثبت ع** الكلام ده ... تخيل ... ده شكله مصدق اني زفت .... اثبتله ايه ده و ازااااي ... انا مش فاهم ازاي يفكر كده .. هو اي حد عدى نص التلاتين و لسة متجوزش يبقى شاذ لم يتلقي رد من صديقه ليلتفت نحوه فيجده يعض على شفتيه بقوة و قد احمر وجهه من شده كبته لضحكاته ليحترق الاخر غيظا ايان بتهديد : و رحمة امي و ابويا لو اتنيلت ضحكت فى اللحظة دي ما هرحمك .... ده بدل ما تشوفلي حل فى المصيبة اللى انا فيها دي حاول لؤي كتم ضحكاته و التنفس بهدوء لينجح اخيرا هاتفا بتركيز لؤي : الحل في ايدك ... تتجوز ايان : نعم ياخويا أتـ.... ايه ... انت بتهزر ! لؤي : الله ايه المشكلة ما انت مسيرك تتجوز في النهاية و طالما مفيش واحدة لفتت نظرك لحد دلوقتي يبقى اختار اللى شايفها مناسبة اجتماعيا و اتكل على الله هي موتة و لا اكتر تحرك ايان ليجلس امام صديقه بأريحية ايان بشر : مش ايان عذب اللى خبر فى جريدة صفرا زي دي يخليه ياخد خطوة تغير بيها روتين حياته كله ... انا كلمت رئيس التحرير و لو مخدش اي خطوة و نزل تكذيب فورا انا هخرب بيتهم و اقفلهاهم و يبقو يوروني ازاي ينزلو اخبار **** زي دي تاني يتبع .....  
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD