bc

رفيقة الألفا المهوس

book_age16+
2.5K
FOLLOW
11.1K
READ
lighthearted
spiritual
like
intro-logo
Blurb

تجلس في مكانها المعتاد.. ركن منزو في آخر الحديقة بعيدا عن أعين الأطفال الآخرين.. تضم قدميها نحو ص*رها و تمسح دموعها المنسابة على وجنتيها المحمرتين بطرف قميصها البالي...

فبعد أشهر قليلة ستبلغ الثامنة عشر من عمرها و ستجبر على مغادرة الميتم و هذا سبب بكاءها طوال الأسابيع الماضية و مازاد رعبها هو تلك القصص المخيفة عن جحيم الشارع التي كان يسردها أولئك الأطفال الذين كانوا يهربون من الملجأ لكنهم يعودون إليه في اليوم التالي...

مايا الفقيه...فتاة يتيمة توفي والديها بسبب حادث

مرور لتبقى وحيدة دون سند أو مكان تذهب إليه سوى هذا الميتم الذي قضت فيه كل حياتها...مرت الايام و تحققت مخاوفها و جاءت اللحظة التي غادرت فيها روان الملجأ رغم أنها ظلت ساعات طويلة تتوسل لصاحبة الدار أن تبقيها لكنها رفضت...

كان جسدها بأكمله يرتعش من شدة البرد و الرعب و هي تنظر للشوارع أمامها...أسنانها تصطك بمجرد مرور سيارة او أي شخص بجانبها...حتى إنتهى بها المطاف في محطة الحافلات بجانب إمرأة عجوز غريبة الأطوار و التي أعطتها ثلاث بلورات صغيرة بألوان مختلفة و طلبت منها إختيار

إحداها لتجد روان نفسها تنتقل إلى عالم آخر نحو مملكة المستذئبين...لتصبح رفيقة ألفا مهوس يبحث عن رفيقته منذ مئات السنين...

chap-preview
Free preview
الفصل الأول
تجلس في مكانها المعتاد في ركن منزو في آخر الحديقة المتهالكة و التي لم تكن تختلف كثيرا عن باقي جدران الميتم...بعيدا عن أعين الأطفال الفضولية و الذين لا يكفون عن الاستهزاء بها و الضحك عليها كلما رأوها تبكي... رفعت أعينها الخضراء الشبيهة بالعشب نحو السماء المغطاة ببعض السحب الدكناء هي تمسح دموعها بطرف كم قميصها البالي تدعو الله أن يكون إلى جانبها و يحميها في الأيام القادمة.... مايا الفقيه...فتاة في غاية الجمال و الروعة ببشرتها البيضاء الصافية و عينيها الخضراء الواسعة و شفتيها المكتنزتين و اللتين تشبهان حبات الفراولة الشهية.... تبلغ من العمر سبعة عشر ربيعا... توفى والديها منذ عشرة أعوام و بعد تخلي جميع أفراد عائلتها عنها إنتقلت إلى هذا الميتم...و بعد أشهر قليلة سوف تكمل الثامنة عشر و هذا ما كان يعكر صفو حياتها لأنها سوف تجبر على مغادرة الملجأ و الخروج لتجربة الحياة الحقيقية في الشارع.... رجفة قوية سرت بكامل جسدها و هي تشعر بحبات المطر الخفيفة تبلل ملابسها القديمة المهترئة...وقفت من مكانها تلف ذراعيها الصغيريتين حول كتفيها علها تبعث فيهما بعض الدفئ...و مع كل خطوة تخطوها باتجاه باب الميتم كانت قطرات المطر تزداد قوة... أسنانها تصطك ببعضها و أطرافها ترتجف من شدة البرد لتسارع نحو فراشها القديم تختبئ تحت الغطاء لتدفئ جسدها... مرت بقية أيامها شبيهة ببعضها لا شيئ يشغل بالها سوى موعد خروجها من الملجأ حتى جاء اليوم المنشود...كم توسلت لمديرة الدار أن تبقيها مقابل أن تعمل لكن الأخيرة رفضت رفضا قاطعا بحجة القانون...حتى يئست مايا منها و إضطرت للمغادرة... تنفست بعمق و هي تضع قدمها خارج باب الميتم محاولة الثبات رغم أن جسدها بأكمله كان يرتعش من شدة البرد و الخوف... نظرت يمينا و يسارا نحو الشوارع المزدحمة بالسيارات لتتقدم عدة خطوات نحو الأمام لكنها تراجعت فورما مرت بجانبها إحدى السيارات المسرعة لتصرخ مايا بخوف و هي تضع يدها على ص*رها تهدئ ض*بات قلبها المتسارعة قبل أن تتكئ على حائط الميتم و تشرع في البكاء بصوت مسموع.... مرت عدة دقائق و هي تبكي حتى أثارت فضول بعض المارة الذين إجتمعوا حولها يتسائلون عن سبب بكائها...لتشعر مايا بالرعب من هؤلاء الناس... لم تكن متعودة على وجود الغرباء من حولها فهي طوال حياتها لم تغادر الدار و مازاد رعبها من الناس هي حكايات الأطفال الذين كانوا ينجحون في الهروب من الميتم و يعودون في اليوم التالي ليرووا لبقية الأطفال عن الحياة الصعبة في الخارج خاصة في الشوارع.... مسحت دموعها بسرعة ثم ركضت على الرصيف بعيدا عنهم حتى وصلت لمحطة الحافلات....وجدت بعض الأشخاص يجلسون على الكراسي...لم تستطع الاقتراب منهم و ظلت بعيدة غير منتبهة بتلك العيون التي كانت تراقبها من بعيد منذ خروجها من باب الميتم.... ضمت حقيبتها الصغيرة التي كانت تحتوي على بعض ملابسها نحو ص*رها و كأنها تحتمي بها من نظرات الغرباء الذين لم يتوقفوا عن تفحصها باعجاب كلما مرت بجانبهم بسبب جمالها الملفت رغم هيئتها المزرية... توسعت عيناها بخوف و هي تشاهد تلك العجوز الغريبة تقترب منها لتقف أمامها تتفحصها بدقة و كأنها تتأكد من شيئ ما... تنحنحت مايا لتنظف حلقها و هي تستجمع كامل قوتها لتتمكن من سؤالها بتلعثم: -إنت...بتبصيلي كده ليه؟ لو سمحتي ممكن تمشي... لم تجبها العجوز بل ظلت تتمتم بكلمات غير مفهومة بلغة غريبة ثم أخرجت عدة بلورات صغيرة بألوان مختلفة...شهقت مايا عندما أمسكت العجوز بيدها و هي تجيبها بصوت عميق أثار خوف روان أكثر : - متخافيش...أنا مش هأذيكي...أنا بأدي مهمتي بس ". فغرت مايا فاها باستغراب من حديث العجوز الغير مفهوم لتسألها من جديد و هي تحاول جذب يدها منها :انا مش فاهمة حاجة... لو سمحتي سيبيني أنا عاوزة أمشي... إبتسامة ساخرة إرتسمت على ثغر العجوز قبل أن تقول : هتمشي فين؟ إنت ملكيش مكان في العالم داه... إنت لازم تروحي لمكانك الطبيعي... تجمدت الدماء بعروق مايا لتجذب يدها بقوة محاولة التملص منها ظنا منها أنها تقصد بكلامها أنها ستؤذيها لكن العجوز كانت قوية بشكل غير طبيعي لتثبت يدها و تنهرها عن التحرك حتى لا تلفت إنتباه المارة لهما: -إهدي... أنا قلتلك مش هأذيكي...بس إنت فعلا ملكيش مكان تروحيله بعد ما خرجتي من الميتم...بصيلي و متخافيش أنا عارفة إنك خايفة مني بس مفيش داعي لأني أنا موجودة هنا عشان مهمة معينةو بمجرد ما أكملها هروح لحالي أنا بقالي ثمنتاشر سنة بستناكي ... ". توقفت مايا عن المقاومة ثم نظرت حولها يمينا و يسارا لتتفاجئ بخلو المكان من الناس... كانت ستتحدث لكن الأخرى قاطعتها ملبية فضولها : -قدامنا خمس دقائق قبل ما الغطاء السحري يتشال...إختاري كرة من الثلاث كرات دي بس خذي بالك أي كرة هتختاريها هتنقلك لعالم ثاني من إختيارك.... ". شعرت مايا بالصدمة و عدم إستيعاب ماتقوله هذه المرأة لكن صدمتها لم تطل و هي تراها تبسط يدها أمامها بالكرات الثلاث قبل أن تنطق دون أن تترك المجال لروان حتى تتحدث او تعترض: الكرات الثلاثة اللي إنت شايفاهم قدامك دول هينقلوكي لنفس العالم بس كل واحدة فيهم بتنتمي لجزء معين من العالم داه...أنا عارفة إنك مش فاهمة حاجة من الكلام اللي بقوله بس هحاول أفسرلك أكثر و حاولي تفهميني عشان مفيش وقت : -البلورة الأولى اللي باللون الأحمر دي هتنقلك لعالم مصاصي الدماء و هتبقي ملكتهم.. أما البلورة الثانية اللي باللون الأخضر فهي خاصة بمملكة السحرة و هناك هتبقي الحاكمة بتاعتهم... أما البلورة اللي باللون الأزرق فهي خاصة بمملكة المستذئبين و هناك هتبقي... رفيقة الألفا يلا بسرعة إختاري الوقت ليخلص مننا و الستار هيتشال في أي لحظة ". اقل كلمة يمكن وصف حالة مايا هي الصدمة عقلها توقف عن العمل في تلك اللحظات.. نظراتها كانت تنتقل بين وجه العجوز و البلورات التي بدأ يص*ر منها أشعة خافتة لتصرخ فيها العجوز من جديد تحثها أن تقرر: -يلا إختاري الوقت هينتهي". دون جدوى و كأنها لم تسمعها ظلت مايا تحدق كالبلهاء في تلك الكرات التي بدأ ضوءها يزداد تدريجيا مع مرور كل ثانية...أخرجها من ذهولها يد العجوز التي حطت على كتفها لتهزها بعنف حتى تنتبه لها و هي تصرخ بصوت عال بملامح مرعوبة : -مايااااا إصحي و ركزي معايا لازم تختاري بلورة قبل ما الوقت ينتهي...لازم تحققي النبوة يلااااا". كانت تهزها بعنف حتى فزعت مايا و نطقت شفتاها دون تفكير بصراخ : انا خايفة اوي و مش فاهمة إنت بتتكلمي عن إيه... الزرقاء... أنا إخترت البلورة الزرقاء". تن*دت العجوز بارتياح و بانت إبتسامة مطمئنة على شفتيها ثم أمسكت البلورة الزرقاء التي إختارتها مايا و رفعتها إلى الأعلى قليلا ثم بدأت تتمتم بعدة كلمات غير مفهومة بلغة غريبة...لتشهق مايا برعب و هي ترى دخانا كثيفا أبيض اللون يخرج من الأرض تحتها حاولت التحرك من مكانها لكنها لم تستطع و كأن قدميها إلتصقتا بالأرض... نظرت أمامها تبحث عن تلك المرأة الغريبة و لكنها لم تجدها بسبب الدخان الذي كان يحجب الرؤية... صاحت تستجديها لعلها تنقذها : -أرجوكي ساعديني...إنت رحتي فين؟ سمعت صوتها العميق يجيبها من بعيد لكن بنبرة لينة حنونة : -متخافيش يا مايا ...إنت نجحتي في الاختيار و هتكوني في أمان من هنا و رايح المكان اللي إنت هتروحيه هتلاقي فيه الحنان و الحب اللي تحرمتي منهم طول عمرك هيعوضك عن كل حاجة.. أوثقي فيه... أوثقي فيه يا مايا... صرخت مايا و هي تغلق عينيها بفزع بعد أن شعرت بجسدها يطير في الهواء : -هو مين.... مين دا اللي أثق فيه؟؟ لم تجبها العجوز لتظل مايا تصرخ و تناديها مرار و تكرارا دون فائدة لتظل تتخبط في مكانها و تحرك يديها تبعد الدخان من أمامها بحثا عنها.... لم تدر مايا كم ظلت من الوقت حتى بدأ الضباب ينقشع رويدا رويدا و تظهر الرؤية أمامها... دارت حول نفسها و هي تشهق بانبهار لما تراه أمامها كان المكان اشبه بالجنة على وجه الأرض...الخضرة تحاوطها من كل مكان و بحيرة زرقاء صافية تمتد إلى مالانهاية أمامها....أخذت نفسا عميقا مستمتعة بأصوات الطيور التي كانت تملأ المكان ثم رفعت رأسها للأعلى تتأمل تلك الأشجار الباسقة التي كانت تحجب ضوء الشمس عن الأرض.... سارت عدة خطوات حتى وصلت لحافة البحيرة لتهبط على ركبتيها و تنحني قليلا لتأخذ غرفة بيديها ثم تترك الماء ينساب بين أصابعها مص*را صوته المعتاد.... كم شعرت بالراحة في هذا المكان حتى أنها لم تفكر إن كان آمنا أو أن به ح*****ت مفترسة... لم تستغرب كثيرا أو تخاف لوجودها في هذا المكان..فكل الأماكن خارج الميتم ستكون غريبة عنها... الشوارع أو الغابات لم يكن هناك فرق كبير..... رفعت أكمام قميصها للأعلى قليلا ثم قربت كفيها من بعضهما و ملأتهما بالماء و شرعت في غسل وجهها عدة مرات حتى شعرت بإنتعاش لذيذ رغم برودة الماء و المكان... بعد أن إنتهت وقفت من مكانها ثم إلتفتت من جديد نحو الغابة لتقرر إستكشافها علها تجد فيه مكانا مناسبا لتبدأ حياتها هنا....او تعثر على تلك العجوز... إرتجف قلبها بذعر عندما سمعت صوتا رجوليا يناديها من وراءها لتلتفت بسرعة تبحث عن مص*ر الصوت...توسعت عيناها و هي تشاهد رجلا غريبا داخل البحيرة ينظر نحوها و لم يكن يظهر منه سوى وجهه... -إنتظري.... لم تستطع مايا التثبت في وجهه رغم ذلك لاحظت وسامته المفرطة و بشرته البرونزية التي كانت تلمع تحت خيوط الشمس التي تسللت من بين أغصان الاشجار... تراجعت إلى الوراء و هي تعض شفتيها بقلق تبحث عنه بفضول بعد أن إختفى فجأة تحت المياه... شهقت بصوت مسموع عندما تفاجأت به يخرج من جديد لكن هذه المرة ظهر على حافة البحيرة على بعد خطوات قليلة أمامها لتتراجع بخوف عدة خطوات أخرى و هي تراه يخرج من البحيرة ليظهر لها بقية جسده رويدا رويدا.... تأملته مايا بدهشة من وسامته المفرطة بشرته البرونزية و شعره الطويل الذي كان يربطه بإحكام وراءه.... عيناه الحادتان التي كان يغلقهما تفاديا لدخول المياه التي كانت تنساب من رأسها نحو بقية اجزاء جسده... فغرت فاها بدهشة و هي تتأمل طوله الفارع حيث بدت كقزمة صغيرة أمامه...جسده كان منحوتا ببراعة كتفيه عريضين بطريقة غير طبيعية و عضلات بطنه و ص*ره ظاهرة للعيان...دون أن تنسى تلك الوشوم التي كانت تغطي ذراعيه و اصابع كفه المزينة بخواتم سوداء... أخفضت رأسها بخجل بعد أن إنتبهت أنها كانت تتفرسه بوقاحة.. ليس من عادتها لكن مظهره كان غريبا بالنسبة لفتاة قضت معظم حياتها داخل ميتم لا ترى سوى أولئك الأطفال او مديرة الدار و بقية المعلمات و الحارس.... رمشت أهدابها و هي ترجع خصلة متمردة وراء أذنها قبل أن تهتف باعتذار : -أنا آسفة.. لم أقصد إزعاجك سيدي أنا... حسنا أعتذر مرة أخرى سوف ارحل ". رفعت رأسها نحوه و قد ظهر القلق على َوجهها لتحاول تذكر لهجتها الام و لكنها فشلت.... لاحظت تصلب وجهه الحاد و هو يرمقها بنظرات غير مفهومة جعلت قلبها يخفق بقوة لا تدري... هل من شدة خوفها أو خجلها... حركت جسدها قليلا إستعدادا للرحيل و قد بدأت الان فقط تشعر بخطورة المكان حولها.... زمجرة قوية ص*رت منه جعلت روان ترتجف مكانها...و بصعوبة كبيرة أدارت جسدها نحو الرجل الغريب مرة أخرى لتتأكد من منبع الصوت...قاطع أفكارها صوته و هو يتجاوزها : -هيا إتبعيني... نظرت حولها باستغراب و هي تسأله : -هل تقصدني أنا؟؟ أجابها دون أن يلتفت نحوها : -و هل يوجد غيرك هنا ". حركت رأسها بنفي و كأنها يراها و هي تقول :لا اريد... راقبته بحذر و هو يتوقف عن السير و يستدير نحوها ببطئ قائلا بصبر : -أنا لا أطلب منك...بل آمرك أيتها الصغيرة". زمت مايا شفتيها بطفولية ثم رفعت كتفيها تعبر عن رفضها لتسمعه يتن*د بصوت مسموع قبل أن يخطو نحوها لتبدأ مايا في التراجع إلى الوراء بتهور متناسية أن البحيرة وراءها حتى صرخت برعب عندما شعرت بقدمها تنزلق إلى الأسفل... عندها فقط تذكرت.... أغلقت عينيها باستسلام تنتظر إرتطام جسدها بالمياه لكن بدل ذلك شعرت بذراعين صلبتين تلتقفانها ببراعة و خفة لتفتح عينيها بذعر... لتجد نفسها بين أحضان ذلك الضخم يتأملها يعينيه الحادتين.... رغم فزعها إلا أن مايا لاحظت أنه كان يتنفس بطريقة مخيفة و كأنه هو من كان سيسقط بدلا عنها ...قربها منه قليلا و هو يستنشق رائحتها المسكرة بعمق بعد أن فقد السيطرة على نفسه بسبب قربها المهلك منه رغم محاولاته الفاشلة في تجاهلها.... إنه إيريس إكزافير ألفا مملكة المستذئبين و أقوى مستذئب على الإطلاق...يبحث عن رفيقته المقدرة منذ مئات السنين... تقول النبؤة أن رفيقته بشرية ستأتيه من عالم آخر حالما تبلغ الثمانية عشرة سنة من عمرها.... لذلك لم يسعى في البحث عنها بل ظل ينتظرها دول كلل أو ملل..... بحيرة القمر الفضي... مكانه المفضل الذي يأتي إليه دائما ليرتاح و يصفي ذهنه بعيدا عن ضجيج المملكة و تعب العمل.... وظيفته كألفا هي حماية شعبه و تطبيق الانظمة و القوانين و جعل المملكة قوية و مزدهرة كما كانت دائما لذلك يعمل ليلا و نهارا حتى يتعب نفسه عله ينسى رغبته العارمة في إيجاد رفيقته...... منذ ساعتين قدم إلى هنا كعادته طلبا للهدوء و الراحة...كان تحت المياه يراقب تلك الأسماك الملونة و هي تدور حوله دون خوف حتى شعر بهيجان ذئبه فولكانو و هو يردد نفس العبارة : -إنها هنا رفقتنا هنا... كان فولكانو يصارع إيريس حتى يأخذ السيطرة من شدة شوقه للقاء رفيقته و رؤيتها بعد أن إشتم رائحتها العذبة التي إنتشرت في المكان لكن إيريس إستطاع السيطرة عليه و منعه بحجة أنه سوف يخيفها خاصة و أنها بشرية و غريبة عن هذا العالم ليهدأ فولكانو قليلا.... لكنه عاد لجنونه بعد رؤيته رفيقته و التي أسرت قلبه منذ اللحظة الأولى بجمالها الأخاذ و حجمها الصغير و صوتها الناعم و كأنه موسيقى عذبة. تململت مايا بين ذراعيه رغبة منها في النزول لتخرجه من تخيلاته...لكنه أحكم ذراعيه حول جسدها مانعا تحركها و هو يسير بها قائلا : -إهدئي لن أؤذيكي... رمقته مايا بنطرات قلقة قبل أن تهتف بخوف: -إلى أين تأخذني... ارجوك دعني أذهب ". لم يشعر إيريس بنفسه و هو يضم جسدها الصغير نحوه أكثر ليقربها من ص*ره العاري الذي إستشعرت مايا دفئه و هو يزمجر كأسد غاضب قبل أن يقول بنبرة حادة أفزعتها : -لن تذهبي إلى أي مكان رفيقتي... أنت الآن في مكانك الطبيعي... إلى جانبي". رمشت بعينيها بعدم فهم لكن إيريس لم يهتم بتوضيح الأمور لها الآن فهناك أشياء أهم.... تحدث من جديد لكن بنبرة لينة : -أغمضي عينيكي الان.... و لا تفتحيهما مهما حدث..". أومأت له باستسلام و هي تغمض عينيها و قد بلغ منها الخوف مأخذه... لا تعلم من هذا الشخص الغريب و كأنه كتب عليها أن تقابل الأشخاص الأكثر غرابة في العالم رغم أنه لم يمض على خروجها من الميتم أكثر من ساعتين.... شعرت بالهواء يزداد ثقلا من حولها و كأنها ترتكب دراجة نارية سريعة جدا لتتشبث أكثر بكتفي إيريس مخفية وجهها داخل ص*ره الدافئ.... فجأة إنتهى كل شيئ و هي تشعر بقدميها تلامسان الأرض لتترنح بسبب شعورها بعدم الاتزان.. لكن كالعادة ذراعيه كانت تلفان خصرها بحماية مانعة سقوطها ليرفعها قليلا نحو الأعلى و يسير بها عدة خطوات و يضعها فوق الفراش..... فتحت مايا عينيها على وسعهما تتأمل الغرفة من حولها بانبهار.. كانت غرفة أقل ما يقال عنها أنها فاخرة بجدرانها بيضاء و اثاثها الزهري اللون إبتسمت تلقائيا و هي تنظر نحو الشرفة الواسعة و يدها تتحسس نعومة الفراش من حولها غير منتبهة لنظرات إيريس الذي يكاد يلتهمها من شدة جمالها و لطافتها... يبدو أن القدر قد عوضه عن صبره اخيرا حتى يحضى بهذه الفاتنة ذات العينين الخضراوين لونه المفضل... قطع تأمل مايا صوته العميق و هو يخبرها مشيرا نحو أحد الأبواب : - خذي حماما دافئا ثم غيري ملابسك بعد نصف ساعة سآتي إليك مجددا حتى نأكل معا قبل أن تنالي قسطا من الراحة صغيرتي..... لم تناقشه مايا فهي بالفعل كانت بحاجة إلى الراحة بالإضافة إلى أنها كانت جائعة جدا فهي منذ البارحة لو تأكل شيئا بالإضافة إلى الاكل الرديئ في الميتم... بعد أن أغلق الباب وراءها سارت هي نحو الخزانة لتفتحها...شهقت بانبهار للمرة التي لا تدري كم عددها منذ قدومها إلي هذا العالم عندما وجدت الخزانة مكتضة بالملابس.... مررت يدها على تلك الأثواب المعلقة و هي تتن*د بحزن عندما تذكرت حياتها البائسة و أحلامها التي ظلت حبيسة جدران ذلك الميتم... حتى الملابس لم يكن من حقها الحصول على فستان جديد سوى مرة واحدة في السنة... حركت رأسها لتبعد تلك الذكريات الحزينة عن مخيلتها ثم بدأت في تفحص الفساتين... إختارت فستانا صوفيا باللون الأبيض و معه زوج من الملابس الداخلية التي وجدتها داخل الخزانة لتتساءل مايا عن هوية الشخص الذي وضع هذه الملابس هنا.... حتى إستقر تفكيرها أنه من المؤكد وجود خادمات في هذا المكان الفخم.... دلفت للحمام و الذي لم تستطع إخفاء دهشتها من جماله خاصة بالنسبة لفتاة قضت حياتها تتشارك الحمام مع عدة فتيات أخريات... فتحت الصنبور لتملأ الحوص بالمياه ثم إختارت إحدى علب الغسول برائحة الرمان و التوت البري و سكبت بعضا منها داخل الحوض حتى غطت رغوة كثيفة سطحه عندها فقط أزالت ملابسها القديمة ثم مددت جسدها داخل الحوص لتنعم و لأول مرة في حياتها بحمام حقيقي.... شعرت بعضلات ظهرها ترتخي و المياه الساخنة تداعب بشرتها بينما أنفاسها كانت ممتلئة برائحة الغسول العطرة... أحنت رأسها للوراء لتغمر شعرها بالمياه و تبدأ بفركه حتى إنتهت بصعوبة... تمنت لو أنها ظلت لوقت أطول لكنها تذكرت كلامه و هو يخبرها انه سوف يأتي بعد نصف ساعة... نشفت جسدها ثم إرتدت الفستان و خرجت و هي تضع منشفة على شعرها لتكمل تجفيفه في الغرفة. بعد دقائق قصيرة إنتهت من تسريحه رغم انها مازال مبللا بعض الشيئ لتسمع دقات خفيفة على باب الغرفة تلاه دخول إيريس و هو يحمل صينية ضخمة تحتوي على عدة انواع من الأكل... لتشعر مايا بمعدتها تص*ر أصواتا تعبر عن جوعها... تنحنحت بحرج تتمنى لو ان الارض إنشقت و بلغتها عندما لاحظت ضحكة إيريس و هو يضع الصينية قائلا : -يبدو أنك جائعة جدا... صغيرتي ". أومأت له و قد إزداد إحمرار وجنتيها من شدة خجلها لتتعالى قهقهاته المرحة و هو يجذبها نحوه قائلا : -سوف ألتهمك بسبب مظهرك اللطيف هذا.... رمقته مايا بخوف مما جعله يشتم نفسه بخفوت قبل أن يعترف : -كنت أمزح.... تعالي فأنا جائع مثلك... بعد وقت طويل إنتهيا من الاكل حيث شعرت مايا بأن معدتها سوف تنفجر من كثرة الأكل لأن أيريس كان يجبرها على الاكل من جديد كلما توقفت.... سألها و هو يضع الصينية بعيدا حتى يتسنى له الجلوس براحة معها : -هل تريدين شيئا آخرا.... نفت برأسها قبل أن تتحدث بصوتها الناعم : -لا شكرا... إبتسم لها لتخفض مايا رأسها بخجل متحاشية النظر إليه لكن إيريس لم يستطع النظر لمكان آخر سواها... لايزال غير مصدق لحد هذه اللحظة أنها يراها أمامه... بصعوبة بالغة منع عائلته من الصعود إلى هذه الغرفة و التي جهزها لها خصيصا منذ سنوات إستعدادا لقدومها في أي لحظتها... الايام القادمة ستكون مختلفة كليا على ما عهدته المملكة...سوف يعطي الأذن لإقامة إحتفالات طويلة قد تمتد أسابيع فرحا بظهور اللونا... أفاق من شروده على تذمر ذئبه و الذي كان يحثه على الاقتراب منها و تقبيلها لكن إيريس نهره فهو لا يريد إخافتها اكثر... تحدث بهدوء حتى لا يفزعها بعد أن لاحظ تثاقل جفونها : -سوف أتركك لترتاحي... صغيرتي.... همهمت دون أن تجيبه بعد أن غلبها النعاس فطوال الليلة الماضية لم يغمض لها جفن و هي تفكر في مصيرها بعد خروجها من الميتم...لم تشعر بإيريس و هو يحملها قليلا ليمددها بمنتصف السرير حتى لا تقع ثم غطاها بعد أن طبع قبلة طويلة على رأسها مستنشقا أكبر كمية ممكنة من رائحتها المسكرة و التي ألهبت حواسه... غادر الغرفة على عجل يمنع نفسه بشدة حتى لايتمادى أكثر رغم رغبته الشديدة في البقاء إلى جانبها و أخذها بين أحضانه... إستند على باب الغرفة و هو يشعر بض*بات قلبه تزداد عنفا ليعتصر قبضته بعنف و مازاد من إضطرابه أكثر هو إلحاح ذئبه على العودة إليها و تنفيذ أفكاره الم***فة.... زمجر إيريس بغضب قبل أن يسير راكضا في الرواق و الذي كان ينتهي بشرفة كبيرة قفز في الهواء ليسمع صوت يشبه طرطقة عظام قبل أن ينحني جسده و ي**و جلده فرو أ**د لتتشكل هيأته النهائية... على شكل ذئب ضخم أ**د اللون....فولكانو أضخم و أشرس و أقوى ذئب في مملكة المستذئبين..... يتبع ❤️❤️?? حبايب قلبي دي رواية جديدة أتمنى تنال إعجابكم و مستنية أرائكم بفارغ الصبر مع حبي ياسمين عزيز ?

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

دواركا

read
1K
bc

البارمينوس|| BARMENOS

read
1K
bc

Dark Magic 2

read
1K
bc

ساحرة الظلام

read
2.4K
bc

Lazord

read
1K
bc

رفيقة الهجين The Hybrid's Mate

read
1.0K
bc

بئر الحيات

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook