الفصل الأول

3264 Words
الفصل الأول مضجعا بجواره على الفراش يتلاعب بخصلاته الشقراء التي تشبه والدته، مفكرا في تلك الرافضة و رغم أنها لم تقولها صريحة و لكن هروبها في ظلمة الليل تدل على هذا الرفض الغير منطوق كان يشعر بالغضب من فعلتها فهى لم تعطي نفسها و تعطيه فرصة ليتعرفان قبل أن تعلن هذا الرفض و لم تعطيه فرصة شرح وضعه لها.. قال مالك بصوته الطفولي بعربيته الثقيلة منتشلا إياه من التعمق في ذكرياته عنها كعادته منذ رأها " بابا متى تأتي ماما لهنا، أم نحن من سنذهب إليها"  نظر إليه دراي برفق و قال بحزم " مالك بني، أنت مازالت صغيراً و أنا لا أريد أن أكذب عليك و أخبرك أننا من سيذهب أو هى من ستعود، و لكن كل ما سأخبرك به هو أني لن أمنعها من رؤيتك أي وقت تريد أو أمنعك أنت عن رؤيتها و لكن العودة للعيش معا مجدداً لن يحدث، هذا حتى لا تأمل في شيء " ارتسم الحزن على ملامح الصغير و لم ينطق، رفع داري وجهه براحته لينظر في عينيه قائلا بحزم" أريد أن اعاملك كرجل و لذلك أخبرك منذ الأن، هل تريدني أن أعمالك كطفل و أكذب عليك أني سأعيد والدتك لي، لا أستطيع أن أخبرك عن أسبابي هذه..  ربما عندما تكبر لتفهمها جيدا.. أما الأن فلك الحق في أن تعلم عن وضعنا الحالي "  كان داري ينتقل ما بين الإنجليزية و العربية ليوصل لمالك الحديث بأسهل طريقة يمكن أن يستوعبها عقله الصغير فهو للأن يجد صعوبة في العربية كاملة و كثيرا ما يعود دون وعي ليتحدث بالإنجليزية رغم تنبيه داري له أن يحاول و يستمر في المحاولة ليتقن لغة بلاده.. قال مالك بحزن " حسنا بابا أنا أفهم و لكن هل أغضبتك والدتي لهذا الحد"  قال داري باسما بحنان " و حتى لو فعلت هذا لا شأن له بك.. أنها والدتك و لا دخل لعلاقتك بها بأي شيء أخر أفهم هذا جيدا أن علاقة الأم بطفلها لا يمكن لأحد أن يفصمها ربما تبتعد لبعض الوقت و لكنها لا تمحى، عندما تريد أن تراها فقط أخبرني و أنا سأهاتفها لتأتي و تراك، تعلم أننا لا نستطيع السفر و ترك عمتك رتيل وحدها أليس كذلك " تمتم مالك بخيبة" أجل أعلم " سمع طرق على الباب فقال بهدوء" تعالي هنية ماذا هناك " دلفت و قالت هنية بجدية " سيد داري هناك من يرد مقابلتك و ينتظر في الأسفل " سألها باهتمام" من هو تعرفينه " قالت هنية بارتباك" أنه السيد بسام حفيظ، ابن عم خطيبتك " عقد داري حاجبيه و زم شفتيه بضيق . إذا أتى ليتحدث عنها بعد أن ذهبت إليه مستنجدة، كان يكتم غضبه بشق الأنفس حتى لا يثور و هو يعلم أنها ذهبت لمن رفضها من قبل، هل بينهم شيء أم فقط طلبت مساعدته، سيعلم ما أن يراه.. قال لهنية بهدوء" سأتي على الفور ضيفيهم لحين أتي"  خرجت هنية فقال لمالك باسما " لا تهبط خلفي ظل في غرفتك لحين أعود اتفقنا"  أومأ مالك برأسه موافقا فنهض داري ليهبط ليرى ما يرده ابن عم خطيبته اللدود..  كان يهبط من على الدرج بشموخ من يملك العالم، فبسام رفض أن ينتظر في غرفة الجلوس كما أشارت له الخادمة و فضل أن يجلس على الاريكة الوثيرة في الردهة هو ملك التي مالت عليه هامسة بمكر " يا إلهي أنه وسيم للغاية كيف قريبتك الحمقاء ترفضه، مؤكد لم تره"  فقد كان رجل ضخم عريض المنكبين كمن يمارس أحد الرياضيات التي تبني الجسم ليصبح هكذا بارز العضلات يكاد تشق قميصه الذي يلتصق بجسده كجلد ثان و سرواله الأ**د يظهر تناسق جسده و طول ساقيه عيناه حالكة السواد بحاجبيه الكثيفين و فمه القاسي يدل على قسوة قلبه هذا هو الإنطباع الذي أخذه بسام عنه فور رؤيته هذا الرجل سيأكل مهيرة حية لو تزوجها ، قال لملك هامسا بغضب " أصمتي أيتها الغ*ية الأن أنا من لن أوافق على هذا الرجل و لو وافقت مهيرة"  تعجبت ملك و سألته غاضبة بهمس " لم سيد بسام هل هناك شيء في عقلك تجاهها"  لم يجب عندما وقف داري أمامهم قائلاً بصوت مترفع " سيد بسام ما هذه المناسبة السعيدة التي جعلتك تشرفنا بحضورك دون موعد مسبق " قال بسام بحزم" مهيرة " رفع داري حاجبه الخشن متسائلا ببرود رغم شعوره بالنفور من نطق اسمها على لسان رجل أخر " ماذا عنها زوجتي المستقبلية"  أجاب بسام بحزم" أتيت لأخبرك أني لن أوافق على هذه الزيحة سيد داري و لك أن تخبر أبي أنك أيضاً لم تعد تريدها " سأله داري بترفع ساخرا هل يظن حقا أنه سيوافق على هرائه هذا يا له من مغرور " و لم تظن أنك ستملي على أفعالي و رغباتي سيد بسام، ليس معني ذهابها إليك أني سأتراجع و أتركها و أشعر بالإهانة من فعلتها لا تخف أنا لست رجعي لهذا الحد أنا أيضاً لم أعيش هنا طوال حياتي مثلك و لكن الفرق أني أعرف جيدا عاداتنا و ما لنا و ما علينا فكونها لجئت للرجل الذي رفض الزواج بها لا يعني لي شيء صدقني لن أجعله عقبة في طريق حصولي عليها ، فكما أخبرتك عقلي أكبر من هذه التفاهات " و رغم حديثه الواثق إلا أنه يكاد يشتعل غضبا كونها بالفعل تمكث لديه لدى ذلك الرجل الذي رفض الزواج بها، ربما شعر بالاغراء تجاهها بعد أن نضجت و أصبحت جميلة كما راها..  اتسعت عيني ملك الرجل يبدوا مهوسا بها و لكن ما قاله بسام عندما أخبرها أن والده لم يخبره عن تركها المنزل عقد بسام حاجبيه بغضب ربما سمع من أحد عن رفضة الزواج بها كما قال والده تبا لذلك هو حتى لم يطلبها فكيف تكون هذه نقطة سوداء في حقها ،و لكن من أين علم إذن، بالطبع إذا كان يعلم بذهابها إليه ألن يعرف برفضه لها لا هذا الرجل يبدوا خطرا على مهيرة مستحيل أن يقبل بهذه الزيجة " هل تتجسس على ابنة عمي و تراقبها يا سيد " رد داري ببرود يتجسس عليها بالطبع لا لقد أصبحت تحت عينيه منذ رآها ذلك اليوم لدي ابنة عمه و هى تحثها على الرقص معها " سيد بسام هى لم تعد ابنة عمك هى زوجتي في عرفنا بقراءتي الفاتحة مع والدك ، فهى كعقد القران لدينا و لذلك أنا أعد الاهتمام بها و معرفة كل شيء عنها من ضمن مسؤولياتي و لذلك أخبرك سيد بسام أنه يوم تعود لمنزل عمك اليوم التالي ستكون في منزلي و الأن لا أظن هناك شيء أخر نتحدث فيه " وقف بسام إليه بتحدي" إذن ستنتظر طويلاً بعد رحيل بسام وجد رتيل تخرج من غرفتها تدفع بمقعدها لتقف أمامه و تنظر لوجهه الغاضب، سألته رتيل بهدوء " ماذا ستفعل"  قال داري بتحدي مصمما " سأتزوجها بالطبع و بأي طريقة"  تركها ليصعد لغرفته قائلا بحدة " هنية .. أنا في غرفتي لا أريد رؤية أحد الأن لأي سبب كان"  رمقته رتيل بحزن متمتمة " حالتك صعبة يا ابن عمي خاصةً بوجودي في حياتك و تلك الأخرى التي لم تتخلص منها بعد "  ***************** أغلق الباب خلفه بعنف و شعور بالغضب يتملكه هذا الوقح من أين له أن يخبره بكل صفاقة أن يبتعد و يتركها، من يظن نفسه، لولا أنه لا يريد الضغط عليها و زيادة كراهيتها له لمنعها ذلك اليوم من الذهاب لبسام و لأبلغ عمها أن يأتي بها على الفور و لكانت بين أحضانه الأن.. نزع قميصه و حذائه و ألقى بجسده الضخم على الفراش يستلقي عليه بغضب و مشاعر ثائرة مستعيدا ذلك اليوم الذي لا يغيب عن باله البته منذ راها  كان الجميع مجتمع في منزل عمه حسين لعقد قران ابنته لمياء و كان المنزل يعج بالمدعوين و صديقات العروس و أقاربهم.. كان منزل عمه من طابق واحد كبير كعادة منازل كثيرة في قريتهم يحتوي على ردهة كبيرة و تلك يجتمع فيها العائلة معظم اليوم كغرفة المعيشية مؤثثة بأثاث بسيط عبارة عن تلك الأرائك العربية القديمة متراصة في جوانب الغرفة و تلفاز كبير يتوسطها و سجادة كبيرة تتوسط الغرفة تخفي قدم أرضياتها البنية التي فقدت لونها من كثرة فركها على مر الأعوام ، كان الرجال مجتمعون بها و بغرفة الجلوس بينما السيدات في غرفة العروس و الغرف الداخلية بعيدا عن نظرات الرجال، كان قد جلب مالك معه و لكنه لم يرق له الجلوس بجانبه و خرج ليلعب مع الأولاد في الخارج وسط الجلبة.. سأل المأذون أحدهم ليجلب موافقة العروس فنهض داري ليفعل مع ابن عمه رشاد ليذهبان معا لغرفة العروس لسؤالها، طرق رشاد الباب لينتبه من بالداخل و دلف رشاد و خلفه داري ليسألها الموافقة " هل أنت موافقة على الزواج لمياء" سألها رشاد بجدية لتقول لمياء بخجل " نعم أخي موافقة" عاد ليسألها بجدية " من وكيلك"  أجابت لمياء " أبي هو وكيلي"  ابتسم رشاد و قبل لمياء على رأسها بحنان قائلا" مبارك لك حبيبتي " خرج و داري الذي كان يدير رأسه ناظر بعيدا عن الواقفات بجوار العروس و الهمس يتعالي مع أسئلة شقيقها، قال رشاد قبل أن يخرج أرتدي شيء على رأسك حبيبتي فستأتين لتوقعي بعد قليل" خرج كلاهما و عقد القران وسط حماس الرجال ليكون داري أحد الشهود، ذهب رشاد لجلب شقيقته لتوقع فخرج داري ليبحث عن مالك لتقع عيناه على تلك المتحدثة بحماس و هى تمسك بيد العروس و  تتجهة معها للغرفة الجلوس تقبلها بحماسة و خشونة على وجنتها و لمياء تضحك من تصرفها المشاغب.. كانت تبدوا طفلة صغيرة متحمسة للعبة جديدة، كادت تسقط عندما التوت قدميها بفعل حذائها العالي عندما التفت يد لمياء بقوة حول ذراعها تمنع سقوطها فأمسكت بحجابها مع ذراعها ليشد للخلف مظهرا ملامحها الناعمة الجميلة ببشرتها البيضاء كلون الحليب و عيناها الواسعة التي لم يعرف أن يحدد لونها من مكانه كاد يسرع تجاههم لينجدها و لكن ابنة عمه كانت السباقة تنفس بقوة و هى تعدل من حجابها لتخفي خصلاتها العسلية تحرك من أمام الباب قبل وصولهم و ذهب ليبحث عن مالك حتى لا يظهر بمظهر المتلصص، خرج ليبحث عن مالك ليجده يلعب مع أبناء أولاد عمومته " مالك هيا سنعود للمنزل تعال لتسلم على جدك قبل الرحيل"  اقترب منه مالك برجاء " لنبقى قليلاً بعد بابا أرجوك"  ابتسم داري بحنان يعلم أنه يشعر بالملل منذ رحلت والدته فقال باسما " حسنا قليل بعد"  قال مالك بلهفة " هل أحصل على بعض العصير الأحمر ذلك الذي يشرب منه الأولاد " ضحك داري و أجاب" لقد رفضته منذ قليل " قال مالك بتذمر " و لكنهم يتناولونه بشراهة ربما هو جيدا و لا لم أعرف أريد تذوقه"  قال داري بأمر " حسنا أنتظر هنا و يأتي لك بكوب كبير " عاد للداخل و أتجه للمطبخ في بيت عمه لهنية التي تمكث به للمساعدة مع والدة العروس و خالتها .. تنحنح بقوة قائلا من الخارج" هنية، أجلبي كوب عصير لمالك و أعطيه له في الخارج " سمع صوت ناعم متردد يجيب" لا أحد هنا خالتي صعدت للعروس مع الخالة هنية " لا يعرف لم خفق قلبه و شعر أن هذا الصوت يليق بصاحبة الوجه الذي رآه منذ قليل، و بتهور دلف داري للمطبخ ليجد تلك الواقفة تعد  أكواب العصير، فور دخوله أخفضت رأسها و حملت الصينية الكبيرة و خرجت مسرعة من المطبخ، جاءت هنية بعد قليل و هو مازال يقف على منتصف المطبخ سألته بتعجب " سيد داري هل تريد شيء"  أجابها بشرود " من تلك الفتاة التي خرجت للتو"  قالت هنية بتوتر " أنها مهيرة ابنة أخ السيد حفيظ الميت"  سألها بجمود " هل هى مرتبطة أو متزوجة "  اتساع عين خادمته أظهر كم كان سؤاله صادم و لكنها أجابت بتردد " لا، ليست كذلك لقد كانت موعودة لابن عمها و لكنه تزوج من أخرى"  عقد داري حاجبيه بضيق و لكنه قال بأمر" أعطي مالك كوب عصير في الخارج " خرج و تركها فنظرت هنية بحيرة و شك و عقلها يعمل في أتجاه واحد لم يسأل عن مهيرة و زواجها..  ***************** أمسك داري بيده مودعا بعد انتهاء عقد قران لمياء و هو يقول بحزم" أسمح لي بزيارتك في منزلك سيد حفيظ هناك حديث هام أريد أن أجريه معك"  قال حفيظ باسما بترحيب" بالطبع سيد داري بيتي مفتوح لك أي وقت تفضل وقت تحب"  أتى مالك قائلا بلكنته الثقيلة " هل نذهب بابا"  ابتسم حفيظ و مد يده مملسا على شعره الأشقر قائلا " كيف أنت يا ولد ألا تلقي التحية على جدك العجوز قبل الرحيل " قال داري لمالك باسما" مالك هذا جدك حفيظ قبل يده " فعل الصغير كما أمره والده و تمتم بخجل" أهلا جدي"  ابتسم حفيظ و أخرج من جيبه ورقة مالية كبيرة و مدها لمالك قائلا " هذه لتجلب بعض الحلوي أعلم والدك يخشى على أسنانك الجميلة هذه " اقترب مالك بخجل يمسك بسروال والده يختفي خلف ساقه رافضا أخذ النقود  فقال  له داري  أمرا" خذ من جدك مالك هل تتركه يمد يده طويلاً"  مد الصبي يده بخجل و أخذ المال قائلا " شكرا جدي"  قال حفيظ باسما "  أنت ولد جيد تعال لتراني مع أبيك.. سأنتظرك سيد داري" أضاف بتأكيد  أومأ داري موافقا و صافحه مرة أخرى و تركه و رحل عائدا لمنزله و هو يفكر بجدية في شأن الفتاة....  ******************** في اليوم التالي سألته رتيل و هم على مائدة الطعام" ماذا هناك داري تبدوا شاردا"  رفع رأسه ينظر إليها بجمود قائلا بحزم" رتيل  لقد قررت أن أتزوج" اتسعت عيناها صدمة و ارتبكت هنية التي كانت تضع طبق الطعام الذي اعدته لمالك الصغير دون أن تضيف له البهارات كما باقي الطعام.. رمقها داري بحدة فوضعت الطبق أمام مالك و قالت بتوتر "أسفة سيد داري، بعد إذنكما"  فور ذهابها قالت رتيل بمرارة"  ستفعلها و أنا معك " قال داري بسخرية " تريدين أن أنتظر عودته أولا"  قالت بارتباك " لا و لكن أبي ربما أفتعل لك مشكلة"  مط شفتيه ببرود قائلا " لم يفعل ذلك ألم يوافق  على تزويجك لي و أنا متزوج بأخرى بالفعل"  قالت رتيل بحزن" و لكن هذا أمر مختلف، هو يظن أنك لن تحضر لي ضرة " ضحك داري بمرح قائلا ببرود"  و لكني لن أحضر لك ضرة " ابتسمت رتيل بمرح و قالت بسخرية " بعض الأحيان تكون سمج متوحش داري " قال داري بغضب مصطنع"   تأدبي رتيل لا تنس أني زوجك  تريدين أخبر أباك عن سبك لي"  مطت شفتيها ببرود" ربما أخبرته أنك فعلتها لزواجك على " صمت داري و نظر لمالك المنهمك في طعامه مفكرا، هل ستتقبل الزواج برجل لديه زوجتين و طفل بالفعل  رغم أن الزوجتين ليستا زوجتيه حقا و لكنهم زوجتيه على أيه حال.. كاد يص*ر صوتا يأسا من هذه المعضلة و لكن لا بأس ليترك كل شيء لحينه، سألته رتيل تنتشله من تفكيره" من هى داري " التفت إليها و أجاب بهدوء و عاد يكمل طعامه " اسمها مهيرة و هى ابنة أخ السيد حفيظ "  اتسعت عيناها و قالت " عروس بسام المرفوضة "  جز على أسنانه بغضب و قال بجدية " ماذا بشأنها تعرفينه، أخبريني عن كل ما تعرفينه عنها"  قالت رتيل بحزن " أنها صديقة لمياء صحيح، هل هى المقصودة"  أومأ برأسه موافقا فقالت بتعجب" و لم هى، أنها مازالت تدرس و عمها يدللها لأقصى الحدود منذ تولى مسؤوليتها  لذلك لا أظن أنه سيوافق عليك و أنت زوج اثنان " رد داري ببرود" و لكني لست... "  قالت رتيل بملل " زوج واحدة إذن هل سيفرق " قال داري ببرود" و لا واحدة  أيضاً"  قالت رتيل بمكر " لا أظنك ستذهب إليه و تخبره بذلك حقا " رمقها داري بغيظ   فهى محقة.. لا يظن أنه سيخبر الرجل أنهن ليسوا كذلك.. قال ببرود" سأقنعه بوجودكم  إذن  فأنا أستطيع الأنفاق على بيت و اثنان و ثلاث و أربع " سخرت رتيل ببرود " هاهاها، هل تظن أن مدللة آل  النجدي سيهتمون بمالك، لديهم الكثير منه بالفعل " قال داري بحنق و قد اغتاظ من تسديدها في وجهه " حسنا لا شأن لك أنت أنا سأتصرف في ذلك"  سألته رتيل بتعجب" متى رأيتها " أجاب بضيق" اليوم، في عقد القران " رفعت حاجبيها بدهشة " اليوم، و اليوم فكرت في ذلك، أنت حالتك صعبة على ما يبدوا " أمسك منديل المائدة أمامه و كوره و ألقاه في وجهها بحنق، ضحكت رتيل بقوة عندما أصطدم المنديل بكتفها ليسقط على الأرض قالت بمكر"  هل ضغطت على الجرح يا ترى تبدوا كالمراهقين الذين يقعون في الغرام من النظرة الأولى ، أظن أني سأستمتع الفترة القادمة بما سيحدث معكم  " قال داري ببرود" بل أستمتعي بالتفكير به و بما فعله بك و بتوعده  هو  أفضل من وضعي أنا في رأسك"  شحب وجهها و قالت بصوت مختنق " داري"  تن*د بحرارة و قال بضيق " أسف لم أقصد"  ردت رتيل غاضبة" بل قصدت أيها الو*د البغيض"  استدارت بمقعدها مبتعدة عن المائدة لتعود لغرفتها فقال بضيق  معتذرا" رتيل، رتيل تناولي طعامك " أجابت و هى تبتعد بصعوبة" أتمنى أن  تختنق بطعامك أيها الوحش"  نظر داري لمالك الذي كان يراقبهم بقلق و قال له باسما" أنها غاضبة قليلاً لا شيء هام سأصالحها " سأله مالك ببراءة " كما كنت تفعل مع أمي"  أجاب داري بضيق " لا، و لا تقل هذا و لا تتدخل بيننا، هيا أنهض كفاك تناول طعام أذهب لغرفتك " نهض مالك بتذمر و ذهب لهنية لتساعده على الاغتسال قبل أن يذهب لغرفته ،، شعر داري بالحزن و ذهب لغرفة رتيل ليدلف دون إذن.. ما أن رأته قالت غاضبة " أخرج من غرفتي و إياك دخولها دون طرق بابي و أنتظار السماح لك " اقترب من مقعدها و قال ببرود" أنت زوجتي، هل نسيت، يحق لي أن أدخل لهنا وقت ما أريد "  رمقته بغضب متجاهلة حديثه و أدارت مقعدها بحنق تجاه النافذة التي مازالت مفتوحة، قال داري بهدوء " آسف رتيل، أنا فقط غاضب قليلاً ، أعتذر كونك من تلقى غضبي " قالت تجيبه ببرود" أعد نفسك للغضب كثيرا الفترة القادمة إذن فأنا سأخبر أبي أنك ستحضر لي ضرة و أنا لن أوافق على ذلك"  سألها ببرود " و ماذا ستطلبين منه عند إعلامه"  أجابت ببرود و هى تمد يدها لتغلق النافذة .." أن يطلقني منك، فأنا لا أريد البقاء معك بعد ذلك " تقدم منها و أبعد مقعدها عن النافذة و أحكم أغلاقها قبل أن يجيب ببرود" تظنين أنه سيوافقك، و إن وافق تريدين المجازفة و الزواج بأخر الأن من أبناء عمومتك أو أخوالك و إن حدث هل تضمنين أن يعاملك مثلما أعاملك أنا"  بكت رتيل بقهر و سبته قائلة" أنا أكرهك أيها الو*د"  ابتسم داري برفق و جلس أمامها و أمسك بيدها قائلا " أسف و لكن يجب أن تعلمي ما سيكون عليه وضعك حتى لا تلقين باللوم على أحد فيما بعد، و الأن أخبريني هل أنت حقا غاضبة من زواجي ألا تريديني أن أفعل الأن و أنتظر عودته"  قالت رتيل بقهر " أنا لست أنانية لهذا الحد، و لكن أنا أعلم أنك ستواجه كثير من المشاكل بهذه الفعله، أبي لن يصمت و يمررها " أجاب بجدية" أبيك عمي و أنا سأخبره بنفسي قبل أن أفعل شيء هل أطمئنيت " ردت بجدية" بالطبع لا، و لكن أنت حر أفعل ما تريد أنا لن أمنعك " رد داري ببرود " أنت لا تستطيعين منعي بالفعل " نزعت يدها من يده بقوة و دفعته من كتفه فوضع راحتيه على الأرض حتى يستند عليهم ليمنع سقوطه أمامها، رمقها ببرود و نهض قائلا" تتصرفين كالأطفال و تحتاجين التأديب ربما أفعل لحين عودته " مطت شفتيها ببرود  فتن*د داري بضيق و انحنى ليحملها من على المقعد و يضعها على الفراش كما تعود كل يوم ، وضع بعض الوسائد خلف ظهرها و قال  " سأرسل لك هنية لتبدل ملابسك، هل تحتاجين شيء أخر" ردت بملل " لا أحتاج شيء أرسل لي هنية ببعض الطعام أيضاً فأنا مازالت جائعة"  ضحك داري بمرح و قال " ألم أقل أنك مثل الأطفال حمقاء"  ردت بمشا**ة " بغيض"  قال ساخرا " غ*ية"  أجابت بإغاظة " متوحش"  ضحك قائلا بمكر" هكذا سنظل طوال  الليل و أنا أريد النوم " قالت ساخرة " لتحلم بها " أجاب بلامبالاة" ربما، أنت لم تخبريني شيء عنها " أضاف بتساؤل  أجابت رتيل و هى تتثاءب" صباحاً سأخبرك و الأن أرسل لي هنية فأنا أيضاً أريد النوم"  قبل داري رأسها و قال " تصبحين على خير عزيزتي"  أجابت باسمة" و أنت بخير ابن عمي " خرج داري و تركها ليذهب لهنية و يخبرها بالذهاب إليها مع بعض الطعام، صعد لغرفة مالك ليجده في فراشة يراقب الح*****ت المختلفة  على سقف غرفته و الحائط  التي تمر من خلال ضوء المصباح بجانبه في رتابة لتساعده على النوم، تقدم داري و جلس على حافة الفراش بجانبه و وضع راحته على رأسه قائلا بحنان  " مازالت مستيقظ"  التفت لوالده و سأله " من مهيرة بابا"  عقد داري حاجبيه هل كان منتبها للحديث لهذا الحد لأي حد فهم منه.. قال بجدية " سأخبرك بالطبع و لكن ليس الأن، هيا أغمض عيناك و نم"  أومأ مالك مستسلما و قال بتثاؤب " تصبح على خير بابا"  قبل داري رأسه باسما" و أنت بخير بني"  دثره و خرج من غرفته ليتوجه لغرفته و هو يفكر في كل ما دار من حديث بينه وبين رتيل اليوم..    **********※***********※******"*"""
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD