ازمة اخلاقية _ الفصل الثاني

4637 Words
الجـــــزء الثــانى.. رجعت بيتنا و انا بفكر فيها ، كلامها ، ضحكتها ، صوتها ، همساتها ، نظرة عيونها ، حتى خطوتها كنت بفكر فيها و اصبح الكلام بيننا بيطول فى الشغل ، يوميا لينا كلام فى مكتبها او قدام الكافتريا ، كنا بنوصل المعهد مع بعض و نخرج منه مع بعض ، ماكانتش صدفة ، لكنها كانت متابعه بكل دقة ، منى انا او منها هى مش مهم ، لكنه اصبح واقع معتاد ، بقينا بنستنى بعض ، الابتسامه كانت اول شئ نقابل بعض بيه و اخر شئ بنفارق بعض عليه ، كنت باحس فى عيونها بكلام كتير يمكن ماكنتش فاهم معناه ، لكن اللى انا فاهمه هو ان فى عيونى نفس الكلام او كلام يشبه له ، كنا بنتعامل بشكل ما جربتهوش قبل كده ، فرحة وقت اللقا ، تفكير كتير اثناء البعد ، بقيت اكره يوم الاجازة علشان بيحرمنى منها ، و كنت ارجع المعهد الاقى عيونها بتقول وحشتنى ، لكن ل**نها ما بيقولهاش ، و فى يوم العودة بعد الاجازة كان ضرورى نخرج سوا بعد المعهد ، و نقعد على المحطة نتكلم ، اتوبيس يعدى او ميكروباص مانبصش عليه تبعنا او رايح مكان تانى ، و ايام نروح اى مكان هادى نقعد فيه ، عمرنا ما حسينا بالوقت ، و عمرها ما خافت تتأخر على البيت ، كان كلامنا كله عادى لكنه كان ممتع ، قربنا كتير من بعض ، كنت ابص فى عيونها و اشوف المعنى الحقيقى للاهتمام ، كنت بخاف عليها من الهوا ، و هى كانت بتحس بيا من غير ما اتكلم .. كنت خايف اواجه نفسى بالتفكير فى معنى احساسى او ادور على اسم له ، لكنى دايما كنت خايف اكون بحبها ، او تكون بتحبنى ، مجتمعنا عمره ماشاف الحب بين اتنين على انه شئ صافى ، خصوصا لو كان الطرفين او حد منهم متجوز ، لكنى ما احترتش كتير ، لما لقيتها فى يوم مش موجودة فى الكافتريا و فضلت طول اليوم ادور عليها زى المجنون ، انزل كل خمس دقايق ابص على مكتبها لحد اليوم ما عدى كأنه سنة من العذاب و التعب النفسى اللى كنت فيه ، لكنى كنت ساكت و ما سألتش علشان ما الفتش النظر .. مش ممكن عمرى ما كنت فى الاحساس ده و لا جربته ، عاوز اروح لها بيتها و اللى يحصل يحصل مش مهم ، المهم اشوفها و اطمن عليها ، اعرف ان كانت محتاجانى جنبها او معاها اللى يساعدها لو كانت فى ازمة ، كرهت نفسى و انا حاسس بقلة الحيلة و العجز عن انى اقدر اوصل لها و اشوف مالها مابقاش عندى صبر ، مش ممكن اكون بخاف عليها بالشكل ده و ما اقدرش ابنى طريقة تواصل بيننا الا المعهد و بس ، الدقيقة كانت بتمر عليا كانها سنين طويلة مع مرارة المعاناة و الوحشة و الاشتياق و القلق و الخوف و الرعب ياااااااااااااااااااه على اللى كنت فيه و انا مش جنبها و لا قادر افهم ظروفها .. النهار طلع و انا سهران افكر فيها ، قلبى داب من الانتظار و عد الدقايق و الساعات و قمت من نومى و انا عاوز اروح المعهد جرى ، قررت انها لو ماجاتش هاروحلها لما تكون فى السحاب ، بس اشوفها ، و وصلت المعهد بدرى و فضلت واقف منتظرها بعيد شوية عن باب المعهد لحد مالقيتها جاية تمشى بخطوة مرهقة ، اول ما شاف*نى لقيتها جاية جرى عليا و فى عيونها نظرة شوق و ابتسامة فرحة على شفايفها :- قالت لى ** عماد ازيك واقف كده ليه ؟ قلت لها * مستنيكى كنتى فين امبارح قلقتينى جدا عليكى ؟ ** طب تعالى بس دلوقتى ندخل و بعد الشغل هحكيلك كل حاجه • طب بس اطمن عليكى دلوقتى قولى لى انتى بخير ؟ ** ايوة يا عماد انا دلوقتى بخير ما تقلقش بس تعالى تعالى • مش هتحرك اى خطوة الا لما تقولى لى امبارح كنتى فين ؟ ده انا كنت هاتجنن مش شايف قدامى ، المعهد كان زى الخرابة مفيش حاجه ليها شكل ، كل شئ كان فى عينى حزين ، و انا مش عارف اعمل اى حاجه لا اسأل عليكى حد و لا حتى اقدر اوصل لك عشان اعرف مالك ، ليه كده يا نعمات ؟ مش كنتى تقولى لى انك مش هاتيجى بدال ما اقضى امبارح بالشكل اللى مر عليه ده كان أسوأ يوم فى حياتى .. كانت بتبص لى بنظرة مليانة اندهاش و خجل و فرحة مش عارف اجمع اوصافها ، لكنها بصوت هادى اوى ردت و قالت :- ** يااااااه ! للدرجة دى ! ماكنتش اعرف انى غالية عندك اوى كده • انتى اغلى بكتير من اى كلام ممكن اقوله ، لو كنتى شوفتينى امبارح و انا عايش زى اللى فى سجن بيتحرك بين جدران الزنزانة كنتى عرفتى ، لو كنتى تسألى اى حد عنى امبارح كانوا هايقولولك انى كنت تايه و فكرى شارد حتى لما حد ينادينى ماكنتش باسمعه ، و الافكار فى دماغى كان ليها صوت مزعج اوى .. ** طب ممكن بس ندخل دلوقتى و بعد الشغل نبقا نقعد مع بعض و احكى لك بالتفصيل ؟ • رغم انى مش قادر استحمل بس هاصبر طالما انتى قدامى النهارده بخير و كويسة ، ماشى هاستناكى بعد الشغل اوعى تمشى من غير ما اشوفك . ** انا اللى هاستناك يا عماد هنا كده بالظبط ، ماشى ؟ و انتهى اليوم و انا على نار و نفسى اعرف ماجاتش لسه امبارح ، خرجت من المعهد لقيتها منتظرانى و قلت لها :- • تحبى نروح فين ؟ ** ايه ده انت ناوى تعزمنى على حاجه ؟ • اه انتى ناسية ان ليكى عندى عزومتين تانيين ؟ بس قولى لى تحبى نروح فين ؟ ** ايه ده انت بتعد علينا بقا هههههههه ، طيب اختار انت اى مكان • تحبى نروح المكان اللى اتغدينا فيه المرة اللى فاتت ؟ ** خلاص اوك موافقة و روحنا نفس المكان بتاع المرة الاولى و قعدنا و ابتدينا الكلام بمفاجأة ماتوقعتهاش منها :- ** وحشتنى اوى يا عماد • هه ! ** مع ابتسامه خفيفة و نظرة سحر طالل من عيونها قالتها تانى : وحششششششتنى ، ايه مش سامعنى ؟ • انا !! لا مش سامع ، مش سامع اى حاجه فى الدنيا خلاص ** ايه يا عم مالك ؟ انت بتشوف افلام عربى كتير و لا فيه ايه ؟ • طب انتى قلتى ايه بس عشان اتأكد ؟ ** قلتلك وحشتنى ايه حاجه غريبة دى ؟ • آه غريبة لانى كنت هموت و اقولهالك بس ماقدرتش ** بعد الشر عليك من الموت طب و ليه ماقدرتش تقولها ! م**وف ؟ • هو مش بالظبط **وف بس عمرى ما قلتها لحد قبل كده ! و مكنتش اعرف تاثيرها ممكن يكون معايه و لا ضدى ! ** معقول يعنى ما قلتهاش قبل كده لبنت الجيران حتى ؟ • جيران مين ! ده انا لو قلتها لبنت الجيران ابقا نصاب . ** ليه كده ؟ • اصلها ماتفرقش عنى كتير الا فى اللبس بس هههههههه و بعدين ماهى كل يوم فى وشى توحشنى ازاى ثم انها حتى لو سافرت او هاجرت يعنى هاتوحشنى بمناسبة ايه !! ** لا مش شرط بنت الجيران ، ممكن بنت عمك بنت خالتك اخت واحد صاحبك ! • لا بصدق عمرى ما قلتها لحد و لا عمرى حسيت ان فيه حد وحشنى قبل النهارده ** طب ما تقولها خلينى اشوف شكلها و هى بتتقال اول مرة كده ! • هو انتى كنتى فين امبارح ؟ ** ايه هو ده ! انت بتهرب ؟ • ماهى صعبه اصلا .. ** هى ايه اللى صعبة ! ما انا قلتهالك ! • اصل انا لو قلتها مش هقولها لوحدها ** طب قول معاها اللى انت عاوز تقوله • مافيناش زعل ! ** زعل من ايه يا ابنى !! هو انت هاتشتم !! • هههههه اشتم ايه بس ؟ انا خايف لا تكون اى حاجه هقولها سبب فى ان دى تكون اخر مرة نتكلم فيها .. ** يااااه للدرجة دى ! لا طالما الحكاية كده يبقا تهدى و تشرب واحد لمون و بعدين نتفاهم ، خد نفس طوييييل و حضر كل اللى انت ناوى تقوله و اول ما تكون جاهز للكلام ابقا اتكلم . فضلت تبص لى ب**ت منتظرانى ، و انا زى اللى صوتى رايح مش عارف ابدأ منين ، بس اقول ايه ؟ ممكن تكون شايفانى صديق ! و لما اتكلم عن اللى انا حاسس بيه كله تتفاجئ و كلامى يصدمها ، و ممكن تكون بتعاملنى بثقة و مطمنالى اقوم انا احكى لها عن اللى فى قلبى فتحس انى زى اللصوص اللى ممكن يلجأوا لأى حيلة عشان ي**قوا ، يعنى فى اى حال من الاحوال صورتى هاتتهز فى نظرها ، و الكلام اللى بيننا هايختفى ، و ابقا خسرت الانسانة الوحيدة اللى حسيت بيها فى قلبى ، لا مش هاقول و لا هاحكى عن حاجه انا هقولها وحشتينى و بس لكن و لا كلمة زيادة .. خدت نفس طويييييل و انا مركز هقول ايه و بدات و هى عينها فى عنيا :- • وحشتينى ، وحشتينى بشكل مش قادر افهمه و لا افسره و لا ابرره ، مش لاقى معناه الحقيقى جوه الصداقة ، و لا عمرى حسيته عشان اقول هو ايه ، بقيت شايفك بالنسبة لى كل الدنيا ، سما و نجوم و شمس و قمر و هوا و ميه ، تغيبى احس انى مش عايش ، كل ده بيضيع منى ، عيونى لو عدى يوم من غير ماتشوفك تفقد متعة النظر لأى شئ ، يبان اللون فى اى شئ باهت ، احس بنار بتاكل جسمى فى غيابك ، بكون فى أسوأ حالة لنفسى عرفتها ، يمكن حتى اكون تايه عن نفسى مش لاقيها ، غيابك بيخلق جوايه غيامة سودة تخلى قلبى من غير حياة ، و لما تكونى قدامى او معايه لو حتى من بعيد ، بحس الدنيا غير الدنيا ، سماها صافيه ، نجومها لامعه ، شمسها رقيقة و حرارتها هادية ، قمرها طالع فى كل ليلة ، صورتك فى عيونى بتخلينى اشوف كل شئ اجمل ، حتى الناس بحسهم كلهم اهلى و اصحابى ، بحس جوه نفسى بثقة رهيبة ، و عقلى بيصفى ، بحس بالحب لكل الناس ، اى حد بيقابلنى حتى لو ما اعرفهوش بابتسم فى وشه و اقول سلام ، حتى احلامى اللى كنت بانام فى ليل طويل من غير ما اشوفها ، او يمكن كنت باصحى من غير ما افتكرها ، بقيت حافظها ، لانك دايما بتكونى فيها ، و اصحى و انا عندى الامل انى اشوفك يتجدد يومى و تزيد افراحى و اعيش مع الدنيا فى سلام ، و لما اشوف حد بيتكلم معاكى باحس بنار تقيد فى ضلوعى ، و لو كنتى بتهزرى او بتضحكى مع اى حد باحس انى عاوز ا**ر اى حاجه عشان انهى الكلام بينكم .. مش فاكر انى حسيت بكلمة واحده من اللى قلتها قبل ما اقابلك علشان افهم نفسى ، كنت مستسلم لكل المشاعر علشان افهمها ، لكن يوم بعد يوم حبيت مشاعرى ، رفضت حتى انى احقق مع نفسى و احاول اسأل ده يبقا ايه ، تفتكرى انتى ده اسمه ايه ؟ كنت باتكلم و هى عيونها مفتوحة و حالة **ت واخداها ، و ايديها على الترابيزة قدامها ، صوابعها متشبكين فى بعض ، مفيش توتر ظهر عليها لحد ما كلامى انتهى ، اول ما خلصت الكلام بصت فى عينى و قالت لى : ** ايه يا عماد اللى انت بتقوله ده ؟ • ايه زعلتى منى ؟ ** طبعا زعلت ، زعلت انك مخبى كل ده عنى و ماقلتهوش قبل النهارده ، كان لازم تفهمنى انك حاسس بكل ده على الاقل كنت اخد بالى من تصرفاتى معاك . • شوفتى ! تاخدى بالك من تصرفاتك .. ده اللى انا كنت خايف منه ** خايف من ايه يا عماد مبحبش التخمين انا ! • ما اهه بتقولى تاخدى بالك من تصرفاتك ، معناها ايه ** معناها ان مشاعرك الرقيقة دى كانت تستحق معاملة تانية خالص ، معناها انى كان لازم اكلمك و اشوفك بشكل تانى خالص ، معناها انى مكانش ينفع اغيب عن المعهد من غير ما اقولك ، معناها انى لازم اراعى مشاعرك و اخلى كلامى مع اى حد رسمى علشان ما تزعلش او تغضب منى ، عرفت انا اقصد ايه ؟ فهمت انت حاسس بإيه و لا محتاج افهمك ان اللى جواك ده اغلى احساس ممكن انسان يحس بيه اتنين .. • اتنين !!!!! بتقولى اتنين ؟! يعنى إيه ؟ يعنى انتى حاسة بكلامى ده جواكى ؟ ** اممممم • بنفس الشكل ده ؟ ** يمكن اكتر شوية يا عماد • مش ممكن اللى بتقوليه ده ! طب و جـ .... ** ششششششش ماتفكرش فى اى حاجه ، مش بايدينا يا عماد اللى بنحس بيه مش بايدينا ، لو كان بايدينا ماكناش اتقابلنا من البداية .. • انا مش عارف جوايا ألف شعور ، فرحة و قلق و خوف من بكره ، و حرص على حياتك و ظروفك ، مش عاوز اكون انانى .. ** الانانية انك كنت تسكت و ما تقوليش و تفضّل انك تعيش الاحساس ده لوحدك من غير ما نعيشه سوا يا عماد ، خلى بكره لبكره و ما تقلقش منه ، انا و انت الدنيا خلتنا نلاقى بعض و نقرب من بعض ، سيب احساسنا ياخدنا لابعد مكان ، الحياة بنعيشها مرة واحده ، لازم نعيشها زى ما بنتمناها تكون .. ليه نخنق مشاعرنا جوانا و نقتل لحظات جميلة بايدينا قبل ما تتولد ، ليه نعيش الدنيا بقسوتها و جراحها من غير ما يكون فيه حاجه تهون علينا التعب و تغسل همومنا و ترجع ابتسامتنا تانى من جديد ، شوف انت حسيت بايه من يوم احساسك ما اتولد ! تفتكر حياتك هى زى ما هى بطعمها القديم و لا فيها طعم تانى احلى و ايام بتوعدك بالسعادة و الهنا !! كنت باسمعها و انا مندهش مش فاهم اى حاجه ، كلام غريب عليا فى اول تجربة ليا فى حياتى ، لكنى كنت على استعداد انى اعمل المستحيل عشان نفضل مع بعض ، و نسيت اى خوف من بكره ، و مشينا فى اليوم ده سوا اول خطوة فى طريق السعادة ، و لاول مرة احس و هى بتتكلم انى ممكن اتجرأ بالشكل ده ، مديت ايدى و مسكت ايدها و هى قدامى على الترابيزة ، كانت احن لمسة عشتها و انا حاسس بايدها بتضم ايدى اكتر من ضمتى ليها ، بصيت فى عيونها و انا مبتسم و عيونها كانت مليانه خيال و سحر عجيب عجيب بجد ، ماكناش محتاجين ننطق كلمة الحب و عيوننا بتقولها بلغتها ، و قلوبنا بتقولها بدقاتها ، و ايدينا بتقولها بلمساتها ، كل شئ فى الدنيا لونه اتغير فجاة ، حسيت ان الدنيا بتحتفل بمولد الحب فى قلوبنا . الجــــــزء الثـــــالث .. خرجنا من المكان و ايدينا فى ايدين بعض ، مكملين الطريق و انا و هى مش شايفين حد فى الشارع غيرنا ، كل لحظة نبص لبعض و نبتسم ، اصبحنا بنتقابل كل يوم نحكى عن حبنا ، فى الشغل بنتعامل رسمى و بس باستثناء نظرة او ابتسامه نخ*فها فى الزحمة ، لكن بعيد عن الشغل كنا حبيبين مالناش فى الدنيا غير حبنا و بس ، و فى يوم بعد الشغل و الساعه عدت 3 و ربع و كل اللى فى المعهد خرجوا نزلت ابص و اتمم على كل المواقع عشان اخرج الحقها على المحطة لكن لقيت الكافتريا مفتوحة و هى لسه قاعده مكتبها ، اتفاجئت و روحت عليها و وقفت قدام مكتبها وسألتها :- • ايه ده انتى لسه هنا ؟ ** اممم كنت باراجع شوية حاجات ع السريع كده • خلصتى و لا لسه ؟ ** اه خلصت خلاص ايه مستعجل و لا ايه ؟ • اه اوى على نار انا ** سلامتك يا قلبى • رووووح قلبى قامت من على الكرسى و لفت قدام المكتب و انا واقف و لقيتها قدامى بينى و بينها خطوات بسيطة لكنى لقيتها بتقرب و ايدها ورا ضهرها و بتقولى :- ** تعرف انك بقيت بالنسبة لى زى الهوا اللى باتنفسه ، مابقيتش اقدر يفوت يوم واحد عليا من غير ما اخرج و اتكلم معاك • و انا كمان ما بقيتش قادر ابعد عنك و لو ثوانى بحبك اوى اوى اوى فووووووق ما تتصورى ** حبيبى • قوليها تانى ** حبيـــــــــــبى ، و رووووووحى وقتها حسيت ان مفيش اى قيود و لا حواجز بيننا ، حسيت ان الدنيا دى كلها علشانى انا و هى و بس ، لحظات و العين فى العين ، قربت منها قربت اوى ، و لقيت نفسى باترمى فى حضنها ، و هى بتضمنى جامد لص*رها ، كان اول حضن فى حياتى ، ما حسيتش وقتها غير بالاحساس اللى عمرى ما هاقدر انساه ، كانت ايديها بتضمنى لص*رها اكتر و اكتر ، و بتنام براسها على ص*رى ، فجأة انتبهت للمكان اللى احنا فيه برغم المتعة اللى كنت حاسس بيها ، صحيت من الغفوة دى و انا باتلفت حواليا خايف يكون حد شايفنا .. حسيت بقلبى بينقبض من الخوف ، قلت لها تعالى نخرج من هنا ، كنت حاسس بالندم و الفرحة فى نفس الوقت ، مشاعر كتير متلغبطة جوايا مش فاهم نفسى ، خرجنا و احنا ساكتين مش بنتكلم ، و صلنا للمكان اللى بنقعد فيه و انا لسه حاسس بال**وف منها ، و خايف تكون زعلت من تهورى معاها ، لكنى لقيتها هى اللى فتحت الكلام و السعاده باينه عليها .. ** تعرف انى انا النهارده عايشة احساس عجيب بالسعاده مخلينى مش قادرة انطق • بجد سعيده ! يعنى مش زعلانه منى ** لا زعلانه طبعا انك فوقتنى من الحلم الجميل اللى كنت عايشه فيه • زعلانه انى نبهتك طب ليه ، انا خفت عليكى ان حد يشوفنا ؟ ** هايشوفنا مين ما كلهم بيمشوا من قبل الساعه 3 • انا وقتها نسيت الوقت و كل حاجه ما افتكرتش غيرك انتى ** حبيبى ، بحبك • و انا بموووووت فيكى يا نانا ** نانا ؟ جديد الاسم ده *طبعا لازم يكون جديد ، عشان كل حياتنا جديد فى جديد ** طب بمناسبة الجديد انا عاوزة انزل بكرة اشترى شوية حاجات بعد الشغل من وسط البلد ، ماتيجى معايه و تختارلى على زوقك .. • طب و هو زوقى هايعجبك ؟ ده انتى الزوق كله يا نانا ، ايه ده بعد الشغل يعنى مش هانقعد هنا بكرة ؟ ** يا سيدى نبقا نلف نشترى و بعدين نرجع هنا احنا ورانا ايه ؟ • ايه ده عادى كده يعنى ممكن ترجعى البيت متأخر ؟ ** يا ابنى انا عايشة لوحدى ؟ • لوحدك طب و جوزك ؟ ** عند مراته التانية مالناش فيه بقا يا عمده خلينا هنا • اااااه انا اسف انى فتحت عليكى جروح ** جروح مين يا عم كبر دماغك بقا ، هاتيجى معايه و لا مش فاضى ؟ • مش فاضى !! بقا ده كلام ! ** خلاص بكره بعد الشغل ننزل سوا • اتفقنا يا روح قلبى و خلصنا شغلنا تانى يوم و نزلنا وسط البلد و بدأت تتف*ج على المعروضات ، الشوارع زحمة مسكت ايدى فى ايدها و مشينا مع بعض ، اوقات تسبقنى خطوة ، اوقات اسبقها خطوة ، لكن ايدينا ما اتفارقتش ، اوقات لو وقفنا نستنى حد يعدى كانت ايدى بتبقا على وركها بالجنب كده ، كنت بات**ف منها لكن لقيت انها دايما بتخلى ايدى انا ناحية جسمها ، و اوقات مع الزحمة و احنا ماشيين يادوب و ايدى فى ايدها كانت بتسحب ايدى بشويش على طيزها بجنب برضه و تكمل و انا بعدها بخطوة او نص خطوة ، كنت شايف ان دى عفوية او يمكن عدم تركيز ، لكن بعد شوية لقيتها بقت تثبت قدامى فى الزحمة مش جنبى لا قدامى كأننا فى اتوبيس ، احساسى بجسمها كان بيخلينى تايه لكن عايش فى احساس ماجربتهوش قبل كده ، خايف افهم تصرفاتها انها مقصودة ، و خايف احرجها و اسحب ايدى و امشى بحرية بعيد عنها شوية ، اخترنا مع بعض اطقم خروج ليها ، هدوم للبيت عادى و كانت بتوافقنى على زوقى لما اختار و اقول لها دى هاتنطق عليكى ، ده هايبقا يجنن عليكى ، و فى كل مرة تقولى زوقك يجنن ، لحد ما راحت عند محلات اللانجيرى و انا بقيت فى منتهى ال**وف و انا واقف معاها قدام المحلات دى ، لكنها شجعتنى و قالت لى :- ** ايه يا عمده مالك م**وف و لا ايه ؟ على فكرة زباين المحلات دى مش الستات و بس ! • يعنى ايه مش الستات و بس هو فيه رجالة بيلبسوا الحاجات دى !! ** لا ما اقصدش ، اقصد يعنى ان فيه رجالة بتيجى مع المدامات بتوعهم و يشتروا بنفسهم تحب تشوف بنفسك جوه ؟ • لا و على ايه خلينى انا بره اتف*ج بس . ** ههههههه لا انا بقيت اثق فى زوقك اوى على فكرة تعالى ادخل معايه نختار سوا هنا كمان !! اتسمرت مكانى و بقيت مش لاقى كلام بس مابقيتش فاهم حاجه و لا بقيت عارف اقولها لا و لا ادخل و خلاص اهه يوم و يعدى لكن فعلا لقيت اصلا اللى شغالين فى المحل معظمهم شباب و الزباين كمان خليط كده رجالة على ستات .. طلبت حاجات معينة جوانيه اوى قمصان سوتيانات اندرات ، و انا عمال احمر و اخضر وا صفر لما دمى نشف ، و بدأت تختار الالوان و الاستايلات و تاخد رأيى و تقولى ايه رأيك فى ده ؟ طب و ده ؟ و انا مش قادر افتح عينى من اللى انا شايفه بس بقيت ابلع ريقى بالعافية و انا بقولها اه ده حلو ، اصلا كل اللى شوفته كان حلو مش حلو بس ده يهبل ، و اشترت الحاجات اللى اخترناها سوا و خرجنا رجعنا نقعد فى المكان اللى كان دايما شاهد على مقابلاتنا ، اتكلمنا كتير فى اليوم ده و كان كلامها كله هزار معايه على احوالى فى المحلات و كانت بتقولى اول ما اروح هجرب الاطقم اللى اخترناها دى كلها حتى اللانجيرى كمان هاجربه على جسمى ، و هى تقول كده و تبص فى عيونى و انا باحاول اغير المواضيع من ال**وف اللى انا فيه و كملنا كلام لحد الجو ما بقا ليل خلاص و بعدين و احنا فى طريقنا للخروج قالت لى :- ** انا تعبت اوى النهارده و شكلى كده مش هروح الشغل بكره • لا مش ممكن مش هاينفع ** اعمل ايه ما هو انت شايف بنفسك ، انت كمان تلاقيك تعبت انا اسفه • لا ماتعبتش و لا حاجه بس ازاى هايعدى بكره كده من غير ما نتقابل ! ** طب بس اعمل ايه انا محتاجه اسبوع راحة • معلهش عشان خاطرى حاولى ** مش هقدر يا عماد صدقنى انت عارف انى ما اقدرش ابعد عنك ابدا و لا يوم يعدى من غير ما اشوفك بس اعمل ايه ! • اعملى اى حاجه الا انك تغيبى بكره و ماتجيش ** ماتصعبهاش عليا بقا يا حبيبى سامحنى بقا هو يوم واحد بس عشان خاطرى سكتت و ما رديتش عليها ، لقيتها بتحاول تفتح اى كلام معايه و احنا ماشيين و انا قافل مش عاوز اتكلم ، كنت فعلا حزين انى مش هشوفها بكره ، لقيتها وقفت و قالت لى :- ** ليه مش عاوز ترد عليا يا عماد يعنى يرضيك انى اجى بكره و انا مرهقة كده و مش قادره امشى ! • خلاص بقا يا نانا زى ما تحبى براحتك ** لا مش براحتى صدقنى طب بس قولى ايه اللى مزعلك ! اننا مش هنتقابل يعنى ! • اه اكيد طبعا و انتى عارفه يعنى ايه يعدى يوم من غير ما اشوفك ** طب خلاص هانتقابل بكره ، خلص شغلك عادى و نتقابل بعد الشغل هتلاقينى فى نفس المكان بتاعنا • بجد !! ** آه بجد مبسوط يا قلبى ؟ • اه مبسوط اوى مش عارف اقولك ايه ** لا ماتقولش حاجه بس اعرف انى هخرجلك و انا تعبانه اهه • شوفتى انتى اللى بتصعبيها عليا بجد و انا مش انانى كده ** ماقلتش ابدا انك انانى يا عمده بقا بالع** خالص • خلاص ماتخرجيش بكره خالص و انا هاستحمل غيابك عنى بس عشان ترتاحى ** لا و انا مش هاستحمل ابدا • طب اعمل اييييييييييييييييه !!! ** انت بتزعقلى يا عمده اخص عليك • ما هو مش هاتقدرى تيجى الشغل و لا هاتقدرى تخرجى لى و لا هاتقدرى تستحملى بعدى عنك طب ايه الحل ؟ ** خلاص غير الموضوع بقا خالص و لما ارجع الشغل بعد بكره نبقا نتكلم • خلاص بقت بعد بكره رسمى يعنى ! ** طب بس اقولك ايه بص بقا خلاص خلص شغلك وا بقا تعالى البيت نقعد عندى ، مبسوط يا سيدى اهه حل زى الفل اهه .. • البيت !! عندك !! ** اه عندى ، ايه المشكله يا عمده ! شوفت بقا ثقتى فيك مالهاش حدود ازاى ! عشان انا عارفاك شهم و ابن ناس هافتح لك بيتى زى ما فتحت لك قلبى يا روح قلبى • انا مش قادر اتخيل انك بتعملى كده عشانى ، كنت فاكر انى مجنون بحبك ، طلعتى اجن منى ، معقوله ثقتك فيا وصلت للشكل ده ! صدقينى انا اد الثقة دى و عمرى ما هحاول اخلف ظنك فيا ** يعنى استناك نتغدى سوا عندى بكره !! تحب تتغدى ايه اعملهولك ! • ده انا هموت من الفرحة ، مش ممكن ، اعملى اى حاجه بتحبيها ** خلاص اتفقنا ، خلص شغلك و تعالى لى و العنوان بالتفصيل يا سيدى ................ و رجعت البيت نمت و انا حاسس بسعاده غريبة و باقول لنفسى عادى فى البيت زى الكورنيش مش فارقه كتير ، لا تفرق عشان دى استأمنتنى و دخلتنى بيتها ، اه فعلا و انا مبسوط اوى انها بقت واثقة فيا للدرجة دى ، صحيت روحت الشغل و اليوم كان ماشى ببطء رهيب لحد ما جه وقت الخروج ، و خرجت كأنى باجرى و روحتلها على العنوان يادوب رنيت الجرس مرة واحده فتحت لى و هى مبتسمه و قالت لى بصوت هادى :- ** اهلا يا عمده نورت هنا • ده نورك انتى يا نانا ** تحب تدخل حمام الاول تغسل وشك كده قبل الغدا ؟ • لا انا اصلا مش عاوز اتغدى ** لا ازاى ده انا من اول ما صحيت و انا واقفة فى المطبخ و تقولى فى الاخر مش هاتتغدى ! ابتسمت و انا باصص لها و هى مكياجها مبهج ، و عيونها بتتكلم الف كلمة فى الثانية ، و ابتسامتها ما فارقتهاش ، عيونها كانت بتناجينى بغموض بس مش ماكنتش فاهم مناجاتها ، لحد ما قعدنا بعد الغدا جنب بعض و بدانا نتكلم كلامنا اللى احنا متعودين عليه ، الحب بدا يسيطر علينا اكتر و اكتر ، فكرتنى بالحضن اللى كنت بحاول انساه و قالت لى عن احساسها بيه ساعتها ، و ازاى انها زعلت لما انتبهت انا و نبهتها ، قالت لى :- ** عارف لو ماكنتش فوقتنى ! كنت فضلت فى حضنك يا حبيبى و باسمع دقات قلبك و هى بتناجينى ، ياااااه كان احساس جميل و انا ناسية الدنيا معاك ، تعرف يا عماد انا اول مرة احس فيها بالحضن ده و جماله ، و اول مرة اتمنى انى افضل فى الحضن على طول ، يمكن كلامك كان صح وقتها لان كان ممكن حد يشوفنا ، لكن تخيل لو الحضن ده كان فى مكان تانى مفيهوش الا انا و انت و بس ، لا حد يشوفنا و لا يقطع علينا اجمل لحظة فى عمرنا .. رن فى ودانى كلامها و هى بتقول مكان مفيهوش حد غيرنا ، ايه ده ما احنا فعلا فى مكان اهه مفيهوش غيرى انا و هى ، و مفيش حد لا يزعجنا و لا يقطع علينا اللحظــ و قبل ما فكر اكتر فى كلامها و معناه لقيت ايديها بتحضن ايدى ، و لقيتها بتقرب منى اكتر ، و بتنام على ص*رى و انا قاعد ، وقتها حسيت انى باتكهرب ، رجعت حاولت انى ابعد عنها شوية قالت لى لا ماتبعدش ارجوك ، انا محتاجه افضل كده ، خلينى كده على طول ماتفوقنيش ، مش عاوزة احس ان فيه حد غيرنا فى العالم ده كله ، مش عاوزة اسمع اى صوت غير صوت دقات قلبك ، مش عاوزة احس ان الدنيا قاسية عليا يا حبيبى ، خلينى فى حضنك احس فيه بالامان و الحنان ، الوحده بتقتلنى يا عماد ، ما بقاش ليا فى الدنيا غيرك ، انت حبيبى و روحى و اهلى و كل حبايبى ، ماتحرمنيش من لحظة احس فيها بقربك احضننى يا عماد ، احضننى اوى ، حسسنى بالامان و الدفا اللى انا اتحرمت منهم .. و مع كلامها و الاحساس اللى كان مخلى قلبى عاوز يخرج من ص*رى بكلامها ، لقيت ايدى بتلف على كتفها و باضغط عليها فى حضنى اكتر و احنا قاعدين ، و فورا لقيتها بتحضننى جامد و احنا قاعدين و بتقرب منى اكتر ، و بتهمس فى ودانى بكلمة الحب ، لكن المرة دى كان طعمها احلى و احساسها اغلى و حراتها اعلى و خدتنا الاشواق لبعيد ، لحد اول بوسة شفايف ، احلى متعه لما لقيت شفايفها بتقرب و بتخ*ف هى بوسة و اتنين بسرعه خلتنى ما استحملتش و لا فوقت الا و انا باخدها فى اعنف و اعمق بوسة ، و لقيتها مشغولة معايه بنفس الروح ، كان احساسها ما يتوصفش ، لو فضلت اكتب عنه شهور مش هاقدر اوصف جماله و روعته لما بعدت عن شفايفها لحظة و بصيت فى عيونها لقيت فيهم سحر غريب و نظرة بتناجينى و بتترجانى انى اكمل . # # # # # # # # # # # # # # # #
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD