الفصل الرابع

1063 Words
تربت زينب منذ صغرها في قريه ريفيه بسيطه . اهلها بسطاء كلهم فلاحين . معظهم لديهم اراضي زراعيه لجني منها المحاصيل لقوت يومهم و الفائض يتم بيعه . و لديهم دوار لبهائمهم . و ديار لهم للسكن . و دواره اي ساقيه يتم ربط الماشيه بيها و تظل تلف بي الدواره لكي يتم سقي الارض بي اكملها بي الماء . و البعض الاخر لا يمتلك تلك الارض و لا الدوار فقط يمتلكون الدار بي الكاد مثل اهل زينب بطلتنا . و يعملون عند اصحاب الاراضي الزراعيه المجاوره لديارهم . كان عملهم اصعبه انه يوميا . اذا مرضوا او اصيبوا لم يستطيعوا اكمال العمل و ينقطع رزقهم . تربت زينب في هذه القريبه الريفيه التي تكثر فيها الخضره و الاراضي الزراعيه . كانت تلعب في الحقول مع زميلتها عند خروجها من مدرستها . التي لم تستطيع اكمال تعليمها . بسبب جهل عائلتها بي اهميه التعليم و العلم للاسف الشديد . مما جعل زينب تنظر الي باقي زمائها عندما كبرت و نضجت و فهمت . و تمنت وقتها ان اكملت تعليمها و اعانتها عائلتها علي ذالك . و لكنها لم تلومهم فهم ايضا غير متعلمين مثلها . كانت القريه بأكملها متجهله لاهمبه الدراسه . زينب فتاه محجبه ذات الفستان الواسع ذو التراس الفلاحي كانت زينب جالسه بي جوار والدتها الحاجه فاطمه علي الارض ، ( فقد اعتادت الحاجه فاطمه علي ان تفرش اي قطعه قماش علي الارض و تجلس عليها امام باب شقتها ، لكي ترى الماره ، و ترى كل من يدخل بيتها او يخرج من ابنائها ، ذهبت اليها زينب و كان البيت خالي كل اخواتها و ابيها في فتره عملهم الان ، بدات بي و ضع رأسها علي رجل امها ، وامها وضعت يدها علي شعر زينب ، و بدات تتحدث معها ، الحاجه فاطمه : ما بكي يا زينب ، هل انتهيتي من اعمال المنزل يا حبيتي . زينب قالت : نعم يا امي ، لا تقلقي كل شى جاهز . الحاجه فاطمه : انتي سكرتي يا زينب فان انتي اخر العنقود كما يقولون ، صغيرتي ، و من سوف يؤنسني في وحدتي و كلهم غائبون في عملهم ، و لكن الاحظ عليكي شئ ، كانكي تريدين التحدث الي في موضوع او تريدين ان تاخذي راي في موضوع ما ، اليس صحيح ؟ فؤجئت زينب من سماع قول الحاجه فاطمه ، و قالت لها : من اين عرفتي يا امي ، فانا فعلا جئت اليكي لكي اتحدث معكي قليلا ، و لكن عرفتي كيف ؟ ردت الحاجه فاطمه عليها و قالت لها : يا زينب انتم جميعكم اولادي ، اشعر بكم ، و افهمكم قبل ان تنطقون الكلام ، ليس معني اني غير متعلمه او جاهله في نظرك اني لا افهم اي شئ ، و لا افقه اي شئ في الحياه ، يا زينب الحياه هذه نفسها هي المدرسه ، و هي اهم مدرسه ، اذا تعلم المرء منها جيدا و ركز سوف يستفيد كثيرا و كثيرا ، و لكن انتي لا تنظرين الي تعليم المدراس ، فهذا كل الذي يشغل بالكي و تفكريك ! صحيح كلامي يا زينب . زينب **تت قليلا ، ثم قالت : نعم يا امي صحيح ، و اكن لا اقصد انكي جاهله او اي ما قولتيه بي التحديد ، انا فقط .... قاطعتها والدتها الحاجه فاطمه و قالت لها : يا حبيبتي ، تمنيت ان تعود بي الايام ، لي كي اسمع كلام واادتي جيدا ، كل نصبحه و كل معاومه كانت تقولها لي ، كنت اشكك فيها ، و لا اقتنع بي حديث جدتك نهائي من اول مره ، الي ان كبرت و فهمت ان كل كلمه منها كانت صحيحه و لو كنت مكانها لفعلت مثل ما كانت تعاملنا بي التحديد ، يا زينب ... انا اشعر دائما انكي نسخه مني مصغره ، انتي الوحيده من **ن ابنائي الاناث التي لطالما نظرت في وجهها تذكرت نفسي و شبابي و معاندتي الي امي الدائمه ، عموما يا زينب لا ترهقي تفكيرك بي ما قلته ، فقد كان فضفضه واضحه و صريحه ، الان ما الذي كنتي تريدين ان نتحدث فيه سويا ؟ ردت عليها زينب و قالت لها : هل لو تمنيت ان اعيش في قصر كبير يا امي هل تعتقدين انه سوف ياتي اليوم و تتحقق تلك الامنيه ؟ ردت عليها الحاجه فاطمه و قالت لها : نعم يا بنيتي ، لا يوجد شئ بعيد عن اراده الله ، فقد تمني انتي و وكلي امرك الي الله ، قادر علي كل شئ ،.... بعدها نظرت زينب الي امها . قالت لها زينب : الم تدخلين حتي يا امي دار لي تحفيظ القران ، ( اي الكُتاب ) فانا اعلم انها كانت موجوده منذ زمن من قرون ، لماذا لا تكملين حتي تعليم الابتدائيه ، هل كان والدك فقير جدا هو الاخر ، ولا بستطيع ان يعلم ابنائه ايضا ؟ ردت عليها الحاجه فاطمه و قالت لها : بل بي الع** يا زينب ، فانا من بيت غني ، و الدي كان لديه اراضي زراعيه مكتوبه بي اسمه ، و لديه بهائم و مواشي يرعاها ، و عمال في مزرعته يعملون لديه ، و كان والدكي واحد من هؤلاء العمال . تعجبت زينب لما سمعت بعدها قالت لها : اءذن لماذا والدكي لم يعلمكي ، و لم يساعدكي بعد جوازكي حتي يا امي ، و اين امواله كلها هذه الان . ردت الحاجه فاطمه و قالت الي زبنب : فقط يا ابنتي انا من رفضت التعليم لي الاسف ، والدي اجبرني كثيرا علي تعليمي مثل باقي اخواتي و لكن انا لم احب الدراسه ، و رأيت انهم بلا فائده ، و يجب علي الانسان ان يتعلم من الحياه ، اما بي النسبه الي زواجي من ابيكي ، فكان يرفضه ابي ايضا ، اراد ابي ان يزوجني بي احد ابناء كبار العائلات ، و لكني كنت قد رأيت ابيكي و اعجبت به ، و تحدثنا سويا اكثر من مره ، و تمسكت به و وقفت امام ابي ، و اعلنت رفضي الي هذا العريس الذي يقدمه لي ابي ، و بي الطبع اغضب مني والدي لي المره الثانيه عصيت اوامره و لم اهتم الي حديثه ، و ذهبت مع ابيكي و تزوجنا بدون علم والدي و بدون رضائه لذالك حياتي كلها لا يعلم والدي عنها اي شئ ، فقد انتقلنا الي قريه اخري مجاوره من قريتي . قامت زينب من جوار والدتها بعد هذه المحادثه و بعد سماع سر والدتها التي خبأته عنهم جميعا ، فهي لي اول مره تسمع هذا الحديث ، كان والدها الحاج حمدان قد عاد من العمل ، فسكت الجميع عن الحديث في هذا الموضوع المفتوح و عادت زينب الي اعداد الطعام و الي عادتها اليوميه استعدادا الي عوده باقي اخواتها .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD