bc

رواية تيروريسموس

book_age16+
42
FOLLOW
1K
READ
drama
serious
crime
like
intro-logo
Blurb

تطلعت حولها في ذلك المكان المظلم ، وكان أول شيء وقعت عيناها عليه هو باب يشبه باب غرفتها تمامًا ، فركضت فورًا نحوه ودخلت ، وإذا بها تتصلب بأرضها كالألية تنظر له وهو ملقي على الأرض والدماء تسيل من كل جزء في جسده ، فهمست باسمه في صدمة وقد تلألأت العبارات في عيناها ، وكادت أن تقترب منه لتلّمسه وتجلس بجواره لولا أنها لمحت بعيناها قتيلًا آخر ملقي بجواره و ملامحه غير واضحة ، فاقتربت منه لكي تستطيع التعرف عليه وإذا بها تصرخ في دهشة " بابا " ، وسرعان ما جثت على ركبتيها أمامه وهي تصرخ باكية وتحتضنه ومن ثم تبدأ الرؤية بالوضوح أكثر وترى باقية القتلى الذي كانوا من عائلتها وأحبائها ، فتقف على قدميها وهي تتلفت حولها في ذهول وتكاد تفقد ما تبقى من عقلها جراء هذا المنظر المريب ، ولحظات قصيرة وكانت تسمع صوت من خلفها يهمس باسمها ، صوتًا تعلمه جيدًا جعلها تلتفت فورًا وتهتف في أعين باكية " ماما " ، كانت عينان أمها تهيمان بالدموع أكثر منها وهي ترى نظرات ابنتها المذهولة من ما تراه أمامها وتتطلع لها بجهل لما يحدث وبكاء عنيف ، فاقتربت منها وعانقتها هامسة بالقرب من أذنها :

_ تيروريسموس

chap-preview
Free preview
الفصل الأول
(( تيروريسموس )) تطلعت حولها في ذلك المكان المظلم ، وكان أول شيء وقعت عيناها عليه هو باب يشبه باب غرفتها تمامًا ، فركضت فورًا نحوه ودخلت ، وإذا بها تتصلب بأرضها كالألية تنظر له وهو ملقي على الأرض والدماء تسيل من كل جزء في جسده ، فهمست باسمه في صدمة وقد تلألأت العبارات في عيناها ، وكادت أن تقترب منه لتلّمسه وتجلس بجواره لولا أنها لمحت بعيناها قتيلًا آخر ملقي بجواره و ملامحه غير واضحة ، فاقتربت منه لكي تستطيع التعرف عليه وإذا بها تصرخ في دهشة " بابا " ، وسرعان ما جثت على ركبتيها أمامه وهي تصرخ باكية وتحتضنه ومن ثم تبدأ الرؤية بالوضوح أكثر وترى باقية القتلى الذي كانوا من عائلتها وأحبائها ، فتقف على قدميها وهي تتلفت حولها في ذهول وتكاد تفقد ما تبقى من عقلها جراء هذا المنظر المريب ، ولحظات قصيرة وكانت تسمع صوت من خلفها يهمس باسمها ، صوتًا تعلمه جيدًا جعلها تلتفت فورًا وتهتف في أعين باكية " ماما " ، كانت عينان أمها تهيمان بالدموع أكثر منها وهي ترى نظرات ابنتها المذهولة من ما تراه أمامها وتتطلع لها بجهل لما يحدث وبكاء عنيف ، فاقتربت منها وعانقتها هامسة بالقرب من أذنها : _ تيروريسموس _ الفصل الأول _ إلى جماعات متفرقة انفصلوا عن بعض ، كل مجموعة في جهة ومنطقة مختلفة ، وجماعة انضموا لقائدهم ومجموعة انضموا لظابط آخر والباقية تفرقوا إلى جماعات . كان يحمل بيده سلاحه أشبه ببندقية ويرتدي الملابس الخاصة بظباط الشرطة ، يتحرك بحرص وجميع العساكر من خلفه يسيرون عن نفس النهج ، يترصد لأي حركة مفاجأة من العدو ويجعل سلاحه جاهزًا دائمًا ومترصد لهذه المفاجأت . استمر سير القوات المسلحة على حذر تام وسكون حتى لا يجعلوا العدو يشعر بقدومهم ، حتى وقفوا أمام المكان المقصود وأشار إلى العساكر من خلفه بالوقوف والهجوم عند الإشارة وارسل بضع العساكر لكي يأمنوا المكان من كل جهة ، ثم نظر لهم ورفع يده في الهواء ويبدأ العد التنازلي من ثلاثة ثم أشار فورًا بالهجوم واقتحموا المكان، فإذا بهم يندهشوا بوجود شخص واحد وليس كما كانوا يتوقعون أنه مخبأ ا****عة بأكملها ، وكان ذلك الرجل يحاول الهرب وعندما رأى الشرجة تحاوطه من كل جهة وحتمًا ستقبض عليه وتجعله يعترف بمكان الباقية فأخرج سلاحه من بنطاله وأطلق النار على رأسه فورًا بدون تردد مما جعل الجميع يقف مذهولًا ، باستثناءه هو الذي كان متوقعًا ردة فعله هذه ، فوقف صامتًا ودمائه تغلي في عروقه حتى وصلت بقية الفرق ووصل أحد زملائه الذي كان يرافقه في المهمة ويتولي قيادة جماعة أخرى من العساكر ، فنظر حوله بصدمة هاتفًا : _ فينهم ياتميم !!؟ مسح على شعره نزولًا إلى وجهه صارخًا في جنون : _ واضح إن الإخبرية اللي جات غلط وده مش مخبأهم مفيش غير الحيوان ده وقتل نفسه قبل ما نمسكه انتبه الجميع إلى صياح أحد العساكر وهو يقول : _ في قنبلة هنا يا باشا وفاضل عليها دقيقتين ركضوا فورًا نحوه وتأكدوا من كلامه فأشار له تميم وجلبوا له شيء مخصص لكي يستطيع قطع الأسلاك فجلس هو أمامها واستغرق الوقت معه لحظات حتى كان متبقى خمس ثوان على انفجارها ولكن استطاع إيقافها على آخر ثلاث ثواني ، ف*نهد الجميع بارتياح وهب واقفًا وهو يقول : _ معنى إن في قنبلة يبقى هما هنا فعلًا علشان كدا استعدوا لأي هجوم مفاجئ ، هما عملوا القنبلة عشان يخلصوا منينا نهائي وبالفعل دقائق قليلة وبدأ إطلاق النيران من كل جهة والجميع أتخذو لهم مخبأ وبدأت المناوشة المثيرة بين قوات الشرطة والإرهابيين ووقعت ضحايا كثيرة من الشرطة مقارنة بمن سقط قتيلًا منهم ، حيث كانوا ماهرين يلقون القنابل عليهم ، استمرت المناوشة لدقائق طويلة حتى أنهوا عليهم نهائي وكانوا جميعهم ملقين على الأرض قتلى ، فاقتربوا ما تبقى من الشرطة يتطلعون لهم وهو ملقين على الأرض في كل جانب بانتصار بعد أن نجحت مهمتهم في القضاء عليهم بالرغم من الضحايا التي سقطت منهم ولكن بالنهاية نجحوا ! . *** في إحدى القرى بمدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد .... وفي صباح اليوم التالي كان يجلس يشاهد التلفاز هو وابنه وابن أخيه ، فظهر شريط أسفل شاشة التلفاز مدوَّن به " استطاعت القوات المسلحة للشرطة المصرية مساء الأمس القضاء على جماعة إرهابية كبيرة وتقوم قوات الشرطة بالتعازي لضحاياها " . فهتف هو بغيظ : _ أحسن يارب يخلصوا عليهم خالص ، حسبي الله ونعم الوكيل ، إيه ذنب الناس والعساكر والظباط اللي بتموت كل شوية بسببهم ! أجابه ابنه قائلًا : _ دول كل همهم يقتلوا ويخربوا وخلاص وبيدارو ده تحت ستارة الدين والإسلام بيش*هوا صورته وبس والإسلام دين تسامح وعفو وعمره ما أمر بالقتل والتخريب نزلت هي من الدرج واقتربت من أبيها تعانقه وتهتف في رقة : _ صباح الخير يابابا _ صباح النور إيه النوم ده كله يازهرة أجابته مبتسمة : _ نُمت متأخر إمبارح ، فطرتوا ولا لا أجابها أخيها ساخرًا : _ مستنين ست الحسن والجمال أما تصحى ياختي قالت باغتياظ بسيط في مشا**ة لأخيها الكبير : _ إيه رأيك هعمل فطار ومش هتاكل ياعمرو ضحك وقال : _ آه صح أما نشوف ، امشي يابت خلصي ألقت التحية على ابن عمها في هدوء وشيء من الحزم : _ أزيك يافارس رد عليها التحية بنظرات ذات معنى فهمت هي معناها فتأففت في نفسها ورحلت عن مجلسهم نهائي *** كلمات تعيد نفسها من تكرار نفسها في أذنه ، ومهما حاول نسيانها وتخطي الأمر بدون عواقب لا يستطيع ، كأنها موجة ثائرة وسط البحر ، تمر وتقضي على كل ما تجده أمامها ، فتتقابل مع موجته العاتية فينشب طوفان مدمر بإمكانه إغراق أعتى السفن وأقواها . يجد نفسه دائمًا في البحر حيث أنه جميل وجذاب في هدوءه بإمكانه خداعك بسهولة وإقناعك بإنه آمن وممتع وعندما تدخل يغدر بك وتقع فريسة سهلة الالتهام .. ويشبهه في غضبه عندما يكون في ثوران ، هائج على كل شيء وبإمكانه إبادة أقوامًا ! .. ويشبهه في راحة النظر إليه في حالاته الهادئة ، و بإمكانه أن يشعرك بالراحة والسكينة عند النظر إليه واللجوء له في أسوء حالاتك . ولكن فشلت كل محاولاته في التخلص من تلك الأفكار والكلمات اللعينة التي ترافقه في أحلامه وحياته وأوقات خلائه ، تلحق به دومًا مصرة على إثارة الأمواج العاتية التي بداخله وكأنها تهمس في أذنه " لن أتركك حتى أخرج ما تخفيه خلف قناع الهدوء الذي تحاول جاهدًا في الحفاظ عليه " . وبينما كان الهواء بارد ويأتى بنسيم البحر المريح وبيده كوب مشروب بارد ، كان هو جالسًا على مقعد خشبي على الشاطئ وسط النخيل . في مكان أشبه بجزيرة مهجورة لا يزورها البشر .. كجزيرة خيالية يحكى عنها في القصص الخيالية . ودقائق من السكون لا يسمع صوت سوى صوت الأمواج والمياه والرياح الباردة ، قطع خلوه مع حبيبته الأولى صوت الأقدام التي تأتي من الخلف ، فالتفت برأسه ثم عاد مجددًا يتطلع إلى المياه ببرود ، أما الآخر فوقف ينظر إلى المفرش الممدود على الرمل وبجانبه مفاتيح سيارته وزجاجة مياه وبعض بقايا الطعام ، فزفر بغضب وصاح : _ إيه ياتميم مش هتبطل العادة الزفت دي ، وأنا أقول روحت فين بعد المأمورية إمبارح ! ، جيت وقضيت الليل ونمت هنا زي العادة لم يعيره اهتمام نهائي بل أجابه ببرود : _ أنس أنا مفياش دماغ ولا حيل للمناهتة معاك زي كل مرة أكمل صياحه به منفعلًا من تهاونه للأمر وكأنه شيء عادي ، أهماله لذاته ولكل شيء : _ مهو فعلًا معندكش دماغ لإن مفيش بني آدم عاقل هياجي يبات وسط النخل في جزيرة والبحر في وشه ، ومش خايف لا من عقارب ولا تعابين ولا زفت على عينه تركه يكمل ثرثرته المزعجة محاولًا تجاهلها قدر الإمكان ، فمهما قال لن يفهم عشقه الأبدي لهذا البحر وكيف يجد فيه ملجأه من كل شيء ، كعاشق ولهان لا يطيق الابتعاد عن محبوبته ويأتي كل ليلة والأخرى ليقضي الليل معها ويشاطرها همومه ويدعها تزيل عن آلامه برياحها ونسيمها الذي يعشقه كالمجنون ، فإن أمكن له لبنى له منزل بجوارها . طالت معتابته له وهو يفض به شحنة غيظه ولكنه أسكته عندما باغته بإلقاء زجاجة المياه عليه صائحًا : _ اتنيل اقعد يا أنس ومتسمعنيش صوتك لو مش جاي عشان تقولي حاجة في الشغل تن*د الصعداء ثم جلس بجواره و**ت لبرهة قبل أن يقول بجدية : _ كل اللي قتلناهم إمبارح كانوا جزء بس من ا****عة ورأس الأفعى لسا قاعد وموجود جوا مصر وفي مجموعة تاني معاه ترك الكوب الذي بيده وأعطاه كل إهتمامه هاتفًا : _ جزء إزاي ، مش على أساس إن الأخبرية إن المكان ده كان مخبأ ا****عة وطلع فعلًا مخبأهم وخلصنا عليهم _ لا مش مخبأهم ، الراس المدبرة لكل حاجة عايشة لسا _وإنت عرفت إزاي ؟! ابتسم ساخرًا وهب واقفًا يرمقه باغتياظ ، وكأنه الفاعل ، مغمغمًا : _ ما أنت هتعرف إزاي طبعًا وإنت مش فاضي وموبايلك محدش عارف يوصلَّك من خلاله ، النهردا الصبح بدري حصل هجوم على كمين كبير يا استاذ وعشرة ماتوا وخمسة مصابين بين الحيا والموت في المستشفى ، ولما قعدنا نرن عليك ومتردش سامي باشا قلب الدنيا وأنا داريت عليك بحجة إنك ممكن تكون نايم وعامل الموبايل صامت هب واقفًا ومسح على شعره نزولًا إلى وجهه والدهشة تعتريه ، عندما سمع بعدد القتلى والمصابين ، وفي ليلة واحدة خسروا الكثير من الأبرياء بسبب تلك التنظيمات الإجرامية التي ترى القتل غذاء يتغذون عليه ، ورغم كل هذا يدعون نفسهم بمسلمين ويفسرون آيات الله كما يحلو لهم ، وفي الواقع فهم لا دين لهم ! .... ظل يسب ويلعن بهم متوعدًا بأن يثأروا لكل من خسر روحه عبثًا وبدون ذنب ، ثم انحنى ولملم أشلائه وساعده في ذلك أنس ثم اندفعا وسط النخيل حتى خرجوا لبر الأمان وكل منهم صعد بسيارته ولكن طريقهم كان واحد ! ...... *** في مساء ذلك اليوم كانت تكمن في غرفتها بعبوس وتتطلع إلى صورة بيدها تجمعها مع امرأة ، لا تختلف عنها ، نفس القامة المتوسطة الطول والشعر الأ**د الكاحل ، العينان التي تختلط بخليط من الأخضر والأزرق كمجرة ساحرة في الفضاء تسر وتسحر عين كل من ينظر لها ، ملامحها الهادئة والجميلة ، كانت امرأة فاتنة بكل معنى تحمله الكلمة وكأنها تمتلك تعاويذ سحرية تجعل من يلقي نظرة واحدة في عيناها يسبح معها إلى ما لا نهاية ! ، كانت تشبهها ولكن هناك ما جعل منها ق**حة ، وتبدل من وجهها الجميل الذي يميل إلى السمار الساحر آخر بق**ح . حتَّم عليها ارتداء ماهو يكتم تلك الزهرة في صندوق لا يدخل له الهواء أو الشمس ، مما عمل على إماتتها ببطء بدون أن يشعر بها أحد ، دفن تلك الفتاة الصغيرة التي كانت تعشق الفساتين ، تعشق مساحيق الجمال منذ صغرها ، تعشق جمالها وأناقتها ، وتمشي تتفاخر بهم ، وتحادث والدتها دومًا أن يوم زفافها سيكون مختلفًا عن أي زفاف سبق ستفعل كل ما يحلو لها ، ستضع مساحيق الجمال كلها الذي طالما كان يمنعها أبيها وأخيها من وضعهم ، ستغدو بفستان زفافها كالأميرات وبجوارها أميرها ، ولكن الآن باتت أحلامها كلها مدفونة في التراب مع الأموات لن تستيقظ مُجددًا ! . نهضت من فراشها وتركت الصورة ثم توجهت نحو المرآة وتطلعت إلى وجهها ، ثم مدت يدها تتلمس وجنتها الذي ينزل من أعلاه بفتحة عميقة تركت ب**تها مع السنوات عندما قام أحد أعداء أبيها القدامى بترك ب**ته على وجهها بسكينته !! . سمعت صوت الباب يفتح وعندما نظرت خلفها وجدته أخيها ، فتوقف وهو يطالعها بأسى وضيق على وضعها وتحدقه هي بأعين دامعة فاقترب منها وضمها لص*ره فهو يعلم جيدًا كم تعاني ، ثم أبعدها عنه بعد لحظات وتحسس وجنتها متمتمًا : _ هتفضلي لإمتى م**مة متعمليش العملية ! قالت بمرارة : _ مش عايزة أعملها ياعمرو أنا مرتاحة بالنقاب كدا صاح بها مندفعًا : _ مرتاحة إيه ، يعني هتفضلي لابساه طول العمر وهتقعدي لابساه قدام أي حد ياجي البيت سواء راجل أو ست فهميني بالعقل كدا ، إنتي إيه حكايتك مش عايزة تعملي العملية ليه ؟ جلست على الفراش وتمتمت بشجن في صوت يغالبه البكاء : _ هعملها ليه عشان أتجوز وأعيش حياتي ! ، مش عايزة حاجة ياعمرو وبالله عليك متتكلمش معايا في الموضوع ده تاني سواء إنت أو بابا هتف في نبرة لا تحمل المزح وقد بدا لها شديد الجدية وسينفذ ما يقوله بالفعل : _ إن شاء الله عنك ما أتجوزتي لا أنا ولا أبوكي يهمنا الموضوع ده ، اللي يهمنا إننا مش عايزين نشوفك بالمنظر ده م**ورة وضعيفة وكأن مفيش حاجة بإيدك تعمليها والحل قدامك ، هتعمليها يازهرة حتى لو لزم إني أغصبك عليها فاهمة وخليكي جاهزة لإني ممكن في أي لحظة أجي أقولك جهزي نفسك للعملية تابعته وهو يغادر بأعين تهيمان بالدموع ، يحاول تجريدها من ذلك السجن ولكن على ع** أي سجين ترفض التحرير وتريد التقيد والألم والعذاب ! ، فهي كالطالب الذي يحل معادلة رياضية وأمامه أكثر من حل لحلها بسهولة ولكنه دومًا يلجأ إلى الصعب بحجة أنه هكذا سيحقق مراده في أن يتخطى الجميع في التفوق في حل المعادلات بطريقة معقدة ! ... أو كمادة كيميائية وضعت مع أخرى مضادة لها في كأس واحد فأحدثوا عواقب وخيمة على الجميع بما فيهم هما ! . *** كان يتجول يمينًا ويسارًا في مصرع الهجوم والدماء تملئ الأرض ، ويتطلع إلى ذلك المكان الذي تحول إلى بركة من دماء الأبرياء ، ويكاد لا يصدق أن جهودهم لشهور لإيجادهم كانت شبه فاشلة وفقط قضوا على جزء منهم والباقية طلقاء يرتكبون الفظائع ، أوشك أن يفقد جزء من عقله وهو يترنح من الغيظ ويقف الجميع هكذا مجموعة منهم المتخصصيين في ذلك الأمر يقومون بالبحث ولملمة الأشلاء ، كانت سيارات الشرطة تملأ المنطقة من كل جهة والجميع في حالة ثأر وغضب ، وجد أحدهم ينحني ليلتقط ورقة من على الأرض ويضعها في الكيس فهتف بصوت رجولي قوي : _ استنى توقف قبل أن يليقها ثم ناوله الورقة عندما وجده يمد يده له بمعنى " أعطني أياها " ، أخذها وابتعد عن الحشد قليلًا واقفًا في ركن وفتحها وقرأ ما دون بها فزداد غضبه وثأره أكثر عندما وجدها رسالة أحد العساكر لزوجته كاد يوشك على إرسالها لها وكأنه كان يشعر بدنو أجله يوصيها على ابنته إن لم يعُد ويرسل لها سلامه الحار المودع بالحب والحنان . استغفر هو ربه ومسح على وجهه ثم صاح مناديًا على أنس الذي كان يتحدث مع أحدهم بأهمية شديدة ، ثم أتى له وقال متساءلًا : _ إيه ياتميم في إيه ! قرأ اسمه المدون أسفل الورقة وقال في صوت أجشَّ وهو يشير إلى اسمه : _ العسكري ده من المصابين ولا اللي اتوفوا دقق النظر في اسمه محاولًا تذكر الاسم ثم أجابه فورًا بعد ثوانٍ وهو يجذب من يده الورقة : _ لا اللي اتوفوا ، ليه ؟ قرأ الورقة بأكملها ثم ظهر العبوس على وجهه أيضًا الذي امتزج بالحزن وقال بضيق بعد أن قام بطوي الورقة مُجددًا الملطخة بالدماء : _ ربنا يرحمه تأفف الآخر باستياء ثم مسح على شعره بعنف متجهًا نحو طاولته الصغيرة ويشير إلى أحدهم بأن يحضر له القهوة بعد أن بدأ يشعر وكأن رأسه ستنفجر من الألم ؛ لعدم نومه منذ يومٍ كامل وإرهاقه منذ ليلة أمس في المهمة التي اتستهلكت طاقة الجميع . أخرج هاتفه من جيبه ثم أجاب هاتفًا : _ أيوة ياماما وجدته تهتف فورًا في صوت واضح عليه القلق : _ إيه ياتميم مبتردش على تلفونك ليه أنا من الصبح برن عليك يابني كنت هتجنن من القلق بعد ما سمعت بالهجوم اللي حصل ده _ أنا كويس ياماما متقلقيش ، كنت مشغول بس من الصبح في الموضوع ده ولغاية دلوقتي قاعدين فيه فمعرفتش أرد عليكي ولا أكلمك حتى كانت تخشى أن يكون قد أصابه مكروه في ذلك الحادث الأليم ولكن هدأت نفسها واطمأنت عندما سمعت صوته وتأكدت من صحته ، فحمدت ربها شاكرة إياه أنه حمى لها ابنها من أي ضرر ، وأجابته في حنان أمومي : _ الحمدلله ، خلي بالك من نفسك ياحبيبي وبالله عليك لما يكون في مشكلة كدا ترد عليا لو رنيت ، ترد حتى تطمني إنك كويس وخلاص بس متسبنيش على نار كدا يابني تمتم بإيجاب في صوت رخيم وجميل : _ حاضر يا أمي ، مريم عاملة إيه وإنتوا عاملين إيه في البيت ؟ _ الحمدلله كويسين ومريم كويسة كانت قلقانة عليك زيّ وحتى هي قعدت ترن عليك **ت للحظة وهو يتجول بنظره في الأجواء ويتابع تحركات الكل ثم يجيبها في إيجاز : _ طيب يا ماما هكلمك بعدين عشان مش فاضي دلوقتي انهى معها الاتصال ووضع هاتفه في جيبه ثم ارتشف آخر قهوته دفعة واحدة وادخل سلاحه في مكانه المخصص ببنطاله بإحكام ونهض لينضم إلى حديثهم ؛ ليعرف عن ماذا يتحدثون منذ وقت ؟! . *** مرت ساعات عديدة وكانت هي تجلس أمام التلفاز تشاهد الأخبار تارة وتارة تشاهد فيلم ما وبيدها صحن ممتلئ بالفشار ليكي يسليها عند مشاهدتها التلفاز ، فوجدت أخيها ينضم لها وهو يمد يده إلى الصحن ويتناول من محتواه ويضعه في فمه هاتفًا في تسلية : _ مش حلو الفيلم ده حوَّلي على واحد حلو يازهرة سحبت منه الصحن وتطالعه بق*ف قائلة باغتياظ : _ عملاه ليك الفشار ولا إيه ، وبعدين إنت مالك أنا عاجبني الفيلم قوم ياعمرو جذب من يدها الصحن عنوة وضمه إلى ص*ره مغمغمًا ببرود : _ يلا أقلبي القناة يانطعة _ أنا اللي نطعة برضوا !! ساد ال**ت بينهم حتى قطعته هي بقولها المتحمس : _ هو إنت ليه متتجوزش ياعمرو !؟ _ آه إنتي عايزاني أتجوز عشان تخلصي مني ، لا مش هنولهالك بعدين أنا لسا صغير على الجواز ! رمقته بسخرية وهي ترى مشا**ته لها وكأنه يقصد إغاظتها أكثر بكلامه المستفز ، ثم قالت بنظرة **ابقها : _ صغير ! ، المفروض تتجوز وإنت عندك 60 سنة يعني ولا إيه ! ، إنت عندك 30 سنة ياعمرو كفياك أوي كدا رفع رأسه للأعلى بغرور وهو يتمتم بافتخار : _ يابنتي أنا عمرو لما أفكر اتجوز مش هتجوز أي واحدة ثم إني مفيش وحدة عجباني وداخلة دماغي في البلد هنا غمزت عينها له وقالت بمكر في قسمات وجه أضحكته : _ سيبلي الموضوع ده عليا و أنا هجبلك واحدة هتبهرك أجابها وهو يقلد طريقتها بطريقة أكثر ضحكًا منها : _ لا والله ! ، طيب وريني ياختي اللي هتبهرني دي ض*بته بخفة على كتفه وقالت بعد أن سحبت الصحن من يده : _ قوم من جمبي يابارد نهض وقال بشموخ وبرود مستفز : _ ما أنا قايم ، أصلًا فشار وحش ! نظرت إلى الصحن الذي انتهي نصفه وتن*دت باستهزاء ولكن ابتسمت بعذوبة وأكملت مشاهدة الفيلم بعدما رحل باستمتاع . *** انتهى من حمامه الدافئ وخرج وهو يرتدي بنطاله وعاريًا الص*ر وبيده منشفة يجفف بها شعره وهو مغمضًا العينان براحة ، وعندما فتح عيناه تسمر بأرضه حين رأى شيء يقف عبارة عن شيء أ**د لا يظهر منه شيء و يوليه ظهره فترك هو المنشفة وعندما اقترب منه وجده اختفى فجأة من أمامه ، فتلفت حوله كالمجنون وهو لا يعرف ماذا يحدث ولكن وجد قدماه تسحبه لمغادرة غرفته والمغادرة إلى الخارج فوجده بانتظاره ولكن تلك المرة كان وجهًا لوجه ويقف على مسافة بعيدة منه في الظلام لم يرى منه شيء سوى عيناه التي بمجرد أن التقت بعيناه ............. _ يتبع ............

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

رواية ☘︎"متاهة حُبك"☘︎

read
1K
bc

عندما تتقلد الشياطين

read
1.2K
bc

ابنة العم

read
1K
bc

روايات بقلم / نورهان القربي قوة و جبروت امرأة ( الجزء الاول)

read
1.0K
bc

عشقت جواد ثائر

read
1K
bc

رواية نور الآسر بقلم نوران جمال

read
1K
bc

أصفاد الماضي

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook