الحلقه الثانيه

3870 Words
نار الحب والحرب بقلم/ ايمان حجازي ايمووو داخل المحل الخاص لأجهزه المحمول والكمبيوتر .. - ركبني وراك يا ابن المجنونه متسيبنيش كده ، أوعي تتخلي عني دا انا كنت خلاص هحبك وسلمتلك قلبي .. قالت تلك الجمله زينه وهي تجلس أمام الحاسوب الخاص بها وهي مندمجه للغايه ، لم تكن تدري أن والدها دخل للتو وسمع ما اردفت به .. - زينه !!! .. هو مين ده اللي سلمتيله قلبك وحبيتيه !! رددت زينه وهي ما زالت مندمجه قائله : - اصبر بس يا بابا وانا هعرفك عليه وهنحدد الفرح قريب بس يركبني معاه عشان معييش سلاح .... اهوووووه ركبني معاه ايوه بقه زوجي قره عيني ،الأن في طريقي لحجز فستان الفرح ... لم تكن تكمل جملتها حتي تلقت ض*به من والدها بعصا خشبيه صغيره جعلتها تفر من موضعها بينما والدها يهتف: - هو مين ده يا بنتلكلب ، هتتجوزي من ورايا !! صرخت زينه وهي تحاول تفادي الض*بات : - وربنا أبدا يا شروفه انت تعرف عني كده ، ده انا بلعب بابجي وبكلم نفسي ما انت عارف اني هبله .. ض*بها مره اخري وهو يردد: - ما المصيبه اني عارف انك هبله وتعمليها ، ومين بوجي ده كمان اللي بتلعبي بيه !!؟ اخذت تبتعد عنه مردده: - يا بابا بابجي بابجي دي لعبه انا اصلا معرفش أنا بلعب مع مين !!.. والدها مره اخري: - وبتلعبي ليه مع حد متعرفهوش ، أنا ربيتك علي كده ، تثقي فيه ازاي ده انه مش هيأذيكي !!؟ صرخت زينه بضحك: - هيأذيني ايه بس هو هيتجوزني عرفي !! .. دي لعبه ، وبعدين مش انت اللي مش راضي تخليني العب مع العيال في الشارع !؟ والدها بنفاذ صبر: - وكمان عايزه تلعبي مع العيال ، دا انتي قد أمهم يا شااب .. زينه : - خلاص يبقي العب بقه هنا مع الكبار .. - هو ايه اللي بيحصل هنا !!؟ قالها أحد الشباب وهو يدلف الي المحل ليجدهم في صراخ كعادتهم ، التفت إليه الحاج شرف الدين مرحبا به : - اهلا يا طه ، تعالي يا ابني !! طه بترحاب: - ازيك يا عم شرف عامل ايه ! شرف بود: - بخير يا ابني الحمدلله طه وهو يجول بعينيه داخل المكان : - أمال فين زينه كنت سامع صوتها دلوقت !!؟ خرجت زينه من موضعها وهي تهندم شعرها وثيابها مما جعله يضحك علي هيئتها تلك هو ووالدها أيضا ، فرددت مسرعه : - ايه في ايه !؟ .. دا انا كنت بقتل صورصار بس تحت المكتب عشان كان بيزغزني في رجلي وانا قاعده ، أول مره تشوفو واحده كانت بتقتل صورصار .. اسرع طه في ضحك : - لا يا باشا انت تعمل اللي انت عايزه .. جلست زينه علي مكتبها ووضعت الكاب علي رأسها ورددت بغرور : - اه بحسب .. نظر اليها طه نظره ذات مغزي فأدركتها علي الفور ،ثم وجهت حديثها الي والدها قائله : - مش كنت رايح تدفع فواتير الكهرباء يا بابا !! نهض والدها مرددا : - اه يا بنتي يالا ، خدي بالك من نفسك سلامو عليكو .. رددا السلام سويا ثم التفتت الي طه الماثل أمامها بعد خروج والدها قائله : - هاا !!؟ .. ايه المصيبه الجديده اللي عملتها !!؟ ***************************************** ما أن وجد أخاه يقف أمامه حتي ترك السوط من يده ، حرك رقبته يمينا ويسارا قبل أن يردد بغلظه وبرود : - هي اللي مستحملتش .. اندفع تهامي بأتجاه أخيه ذلك المتعجرف مرردا بقسوه : - مستحملتش ايه !!؟ .. انت عملت فيها ايه !!! .. نظر إلي أخيه ببرود شديد وكأنه لا يعنيه شئ مرددا : - انت بتزعقلي عشان مين !!؟ اغمض تهامي عينيه في غضب واستدار بجسده وهو يمسك رأسه بيديه مفكرا في تلك اللامبالاه التي يمتلكها أخيه ، والتي دوما توقعهم في مشاكل هم في غني عنها ، بينما أخرج عزت سيجاره من علبته وأشعلها في برود قاسي مرددا : - تعالي نتكلم في المكتب .. نظر إليه تهامي بصرامه وغيظ شديد وقبل أن يخرجا سويا استمعا الي صوت ضعيف من الخلف .. - فكو..ني ، ابوس ايد..يكم ، هموووت ما أن استمع اليها تهامي فألتفت مسرعا وهو ينظر إلي جسدها الدامي السابح في دمائه فصرخ في وجهه أخيه : - ومين دي كمان !!؟ .. وعامل فيها كده ليه !!؟ نظر اليها عزت بطرف عينيه بلامبالاه مرددا : - لا دي واحده قبضت تمن اللي اتعمل فيها .. ثم أشار بيديه الي احد رجاله أمره بأن يفك قيدها ويتركها ، بينما استدار ناحيه أخيه وهو يتوجه به الي غرفه اخري للحديث .. ***************************************** نزل عمار من السياره بصحبه اللواء نزيه مرتديا ملابس سوداء وربطه عنق سوداء ، متجهين الي المكان الذي يتواجد به جثمان أخته كما وعده أن يفعل .. وقف اللواء نزيه مع أحد الأطباء الذين شاركوا في المعمل الجنائي لكتابه التقرير الطبي ، بينما وقف عمار أمام جثمان أخته المغطي بالملائه ، أمرهم جميعا بالانصراف فتفهموا أيضا وضعه بينما اتجه إليه اللواء نزيه وربت علي كتفه مرددا : - عماار ... هز عمار رأسه قائلا : - لو سمحت يا سياده اللواء .. أومأ اللواء نزيه برأسه في إيجاب وأطلق تنهيده حاره وهو يتركه أيضا ويخرج من الغرفه داعيا ربه بأن لا يحدث ما يخشاه .. بينما نظر عمار الي جثمان أخته المغطي واضعا يده علي رأسه ويذرف الدمع في **ت وهو ينظر إليه .. مر وقت طويل هكذا دون أن يدخل أحد عليه الغرفه أو يقاطعه .. وفجأه سمع صدي صوت أخته يرن في أذنه وكأنها معه .. " شوف يا ابن المصري .. طبعا أنا مش همنعك خالص انك تحب وتتجوز وتكون أسره ، لكن أنا وليك الشرف طبعا هفضل حبك الأول والأخير ، وطبعا أول بنت ليك هيبقي اسمها نوران وليك الفخر طبعا " وسمع صوت ضحكات أخته المرحه ترج صداها قلب المكان من حوله ، ورأي خطواتها وهي تعدو هروبا منه تهز الأرض من تحته ، فتح عمار عينيه ووضع يديه علي وجهه وكأن لايريد سماع أو رؤيه المزيد من الذكريات .. أنزل يده من علي عينيه وبأرتجاف مدها الي جثمان أخته وهو يرفع عنها الملائه ، دق قلبه بعنف وقهر وهبطتت دموعه علي الرغم منه مره اخري واستدار بجسده بعيدا عنها .. للحظه واحده كان يتمني أن يكون ذلك حلما ، للحظه واحده أراد أن يري وجه أمرأه اخري غير توأمه التي لم تفارقه منذ الولاده .. اخذ نفسا عميقا وتمالك نفسه وعاد ببصره إليها مره اخري ، ولكن هذه المره كانت النظره مختلفه ، فلم ينظر إليها حزنا وقهرا كالبدايه ، أنما كان يفحص بعينيه في غضب ما أصابها ، وجد جهها متورما وآثار ت***ب عليه وشفتاها داميه وآثار الجروح متجلطه عليه .. كشف الغطاء أكثر بيري رقبتها وهي ايضا مليئه بالجروح ، علي الرغم من لون جسدها الذي **ا عليه الزرقه ولكنها باتت واضحه وضوح الشمس إليه ، مرر الغطاء أكثر ليري أكتافها واعلي ص*رها ليجده مليئا ايضا بالكدمات ، كشف عن مواضع أخري بجسدها بأستثناء عوراتها في غضب شديد وضيق وقهر ، من فعل بتوأمه هكذا !!!؟ .. بعد وقت ليس بالقليل خرج إليهم بوجه خالي من التعابير فلم يستطع أي من الموجودين رؤيه أو تخمين ما يفكر به ، رفع رأسه ونقل بصره نحو الماثلين أمامه حتي وقعت عيناه علي الطبيب الذي كان يقف مع اللواء نزيه مرددا : - تقرير الطبيب الشرعي بيقول ايه !!؟ .. ***************************************** - مش عارفه ليه حاسه اني مش مصدقاك يا طه .. قالتها زينه الي طه بعدما جلس أمامها وعرض عليها الهاتف الذي بيديها كي تبتاعه ، تركت الهاتف من يدها ونظرت إليه مره اخري وهو يهتف: - ليه بس يا هندسه !؟ .. أنا وعدتك قبل كده اني خلاص بطلت السرقه ، والموبايل ده والله بتاع واحد صاحبي عايز يبيعه وخايف حد يغشه فيه ويضحك عليه ، أنا قلت البشمهندسه زينه بتعرف تقدر الحاجه وتديها تمنها المظبوط وحقانيه مش هتضحك عليك .. ها قلتي ايه هتاخديه !!؟ ضيقت عينيها بتفكير وهي تنظر إليه محذره : - طه !!.. المره اللي فاتت أنا سترت عليك عشان وعدتني وانا صدقتك وحلفتلي ومعرفتش بابا بالموضوع ، قسما بالله لو ضحكت عليا لكون المره دي أنا اللي .... قاطعها طه راجيا : - قسما بالله بتاع صاحبي ولو عايزاني ممكن اتصل لك بيه دلوقت يقولك الكلام ده .. عادت زينه ببصرها مره اخري للهاتف وهي تفحصه من كافه الأوضاع قبل أن تهتف : - تمام هاخده ، بس آخره الف .. ارتسمت الأبتسامه علي وجه طه وأشار اليها بيده راجيا : - طب ما تزوديه كمان شويه دا لسه جديد يعني استعمال شهرين هزت زينه رأسها في اعتراض : - لا مش هتاخد اكتر من الف ، وبعدين هو فعلا باين عليه لسه جديد لكن فيه حاجات مدمره أولهم الشاشه والسوكت وفي مسمارين ناقصين من جوه ، أنا مش هشتري بخساره برضه ولا ايه !! .. أومأ طه برأسه في رضا : - ماشي يا ست البنات اللي تشوفيه .. اخذت منه زينه الهاتف وأعطته ثمنه الذي فرح كثيرا به ثم نهض متوجها إلي الخارج ، بينما تناولت زينه الهاتف وهي تنوي اصلاح ما به كي تعيد بيعه مره اخري ، ولكن رأسها مازال مشوشا حول مص*ر الهواتف التي يبتاعها له ذلك المدعو طه ، ولكنها فكرت أنه قد يكون صادقا تلك المره فقررت أن لا تشغل رأسها الا بعملها فقط .. ***************************************** - قتلتها !!؟ ردد تلك الكلمه تهامي ابو الدهب وهو يجلس أمام أخيه اصغر الذي يتناول كأسا من الخمر في يد وباليد اخري ممسكا بسيجارته وهو يرفع قدمه علي المكتب في برود شديد غير مبالي بأخيه الماثل أمامه وهو يكاد يجن من الغضب ، اجابه عزت بصوته الاجش: - قلت لك هي اللي مستحملتش ، يدوب خلصت معاها لقتها مش عارفه تاخد نفسها وماتت ، يبقي ذنبي انا ايه بقي !!؟ هبد تهامي يده علي المكتب وهو ينهض معنفا أخاه في غيظ شديد : - لااا طبعا انت ذنبك اييييه !!! .. انت برررريئ ردد عزت بضحك ساخرا: - شفت !! اهوه انت قلت اهوه ، أنا برئ ، بتزعقلي ليه بقه !!؟ توجه تهامي بأتجاه عزت وأمسك به من تلابيبه وهو يرغمه علي النهوض بقسوه وصرامه صارخا به : - انت إيه ياالااا !!! كل ما اخلص من مصيبه تعملها توقعني في التانيه !! .. اقتلك ولا اعمل فيك ايه قولي !! .. ملقتش غير البت دي !! ردد عزت في المباراه وكأنه لا يسمع صراخ أو يري غضب أخيه اطلاقا : - لا ملقتش غيرها .. - تهامي باشا ، السكرتيره بتبلغ حضرتك أن معاد الحفله اتغير للنهارده بالليل قالها أحد الرجال الخاصين به وهو يدلف الغرفه المتواجدين بها ليقطع عراكهم ، ترك تهامي ملابس أخيه الذي أخذ يهندمها بينما نظر تهامي الي ذلك الرجل في استنكار شديد وهو يكاد أن يفتك به: - يعني ايه النهارده !!؟ .. مش المفروض لسه بكره !! اجاب الرجل في خوف منه : - يا باشا بتقول لحضرتك أن هما اللي غيروا المعاد وجايين النهارده .. زفر تهامي في غضب وضيق وهو ينقل بصره بين ذاك الرجل وأخيه الذي ما زال يقف ببرود وغرور مرددا : - اطلع انت بره ياالا .. وانت يا تهامي باشا اهدي كده واسمع الأول الكلام اللي عندي الأول وشوف أنا محضرلك ايه !! وبعدها هتعرف إذا كنت فعلا عملت مصيبه ولا طلعتك منها .. ***************************************** - سكته قلبيه .. قالها الطبيب الي عمار دون النظر بعينيه وهو يفرك يديه وينقل بصره بينه وبين اللواء نزيه والذي لاحظ عمار توتره بنظره واحده دون التعليق .. بحركه خاطفه فاجأه عمار وهو يمسكه من عنقه ويكتز علي أسنانه : - انت هتسعبط يا ** أمك ، مين يالاا اللي محفظك الكلمتين دول !!؟ اسرع اللواء نزيه وبعض المتواجدين ناحيه عمار كي يبعدوه عن ذلك الطبيب الذي كاد أن يختنق بين يديه ولكنهم لم يستطيعوا منعه .. - سيبه يا عمار هو ملوش ذنب انت بتعمل ايه هيموت في ايدك .. صرخ بها اللواء نزيه محاولا افلات يدي عمار عن عنق الطبيب ولكنه لم ينجح في منعه بينما زاد عنف عمار عليه : - ما تنطق بروح امك والا مش هتطلع من تحت ايدي حي بينما كاد الطبيب أن يلفظ أنفاسه الأخيره حتي قبضت يد أخري علي يد عمار وبجسده الضخم وكل قوته محاولا منعه ، نظر عمار الي ذلك الشخص الذي يواجهه بغضب تاركا الطبيب يحاول التقاط أنفاسه ، متجها الي تلك القوه الممسكه به كي يفتك بها ، وحينما رفع يديه كي يلكمه حتي أمسكها ذلك الشخص بقوه صارخا: - اهدي يا عماااار .. ما أن وقعت عيني عمار عليه حتي هدأت يديه وسكنت أنفاسه وخارت قوته ليترك جسده وحمله كله بين يديه .. بينما التقط الحضور أنفاسهم في راحه للبعض وخوف للبعض الأخر من ذلك الوحش الذي ظهر فجأه بينهم ، ومن لا يهاب (داغر الجبالي) !!؟ - أنا مش هسكت علي اللي انت عملته ده ، أنا هود*ك في داهيه .. هتف بها الطبيب صارخا الي عمار بعدما التقط أنفاسه مدافعا عن كرامته ، في حين لم يستجب له عمار وظل ناظرا أمامه .. التفت داغر إليه بهيئته المخيفه واضعا يديه علي أذنه متهكما : - سمعني كده انت بتقول ايه !!؟ .. هتف الطبيب بشجاعه ظاهريه وخوف يكاد يفتك به : - بقول مش هسكت علي اللي عمله وهوديه في داهيه ، واي حد هيمنعن....... لم يكمل الطبيب جملته حتي وجد داغر ممسكا بعنقه من تلك المنطقه مره أخري هاتفا: - تصدق كنت غلطان لما منعته أنه يخلص عليك .. اسرع اللواء نزيه ممسكا بيد داغر صارخا : - ايه يا داغر !! هو أنا جايبك عشان تهديه ولا عشان تولعها انت كمان !!!؟ .. ترك داغر ذلك الطبيب الذي وقع أرضا مره ثانيه في محاوله لألتقاط انفاسه التي كادت أن تتوقف، بينما نظر داغر الي اللواء نزيه قائلا : - مشيه من هنا عشان ممشيهوش انا بطريقتي ، وطالما أنا جيت سيبلي الباقي أنا كفيل بعمار ... نهض الطبيب مستندا علي اللواء نزيه ومازال يصرخ بأنه لن يفلت ذلك أمر أو يجعله يمر مرور الكرام ، بينما اتجه داغر ناحيه عمار ومد له يديه التي أمسك بها عمار ونهض معه ، ما أن وقف أمامه حتي عانقه داغر بكل قوته فبادله عمار العناق في مشاعر كثيره مختلطه بين الأصدقاء والأخوات.. - تعالي الأول نشوف والدك وعمتك ، وبعدين نفكر هنعمل ايه!!! *(داغر الجبالي) مقدم حالي بالشرطه ، ضخم الجسد ، بشره قمحيه بعيون حالكه السواد وشعر فحمي ، وشاربه الذي يعتبره رمز رجولته ، صديق عمار منذ طفولته وأكثر من أخ لديه .. ***************************************** - هاا !! ايه رأيك !!؟ قالها عزت وهو يري تهامي مندمجا فيما يراه علي الهاتف وبعدما القي عليه خطته ، ترك تهامي الهاتف من يديه ناظرا الي أخيه : - وهو هيصدق !؟ عزت بثقه وبرود: - وميصدقش ليه ، هو هيشوف الفيديو الأول بس ، أما التاني ده بقه ، مبقاش ليه لازمه بعد ما ماتت وهحذفه وبكده كأن مفيش حاجه حصلت .. زفر تهامي في ارتياح مرددا: - تمام ، نفذ علي طول و.... بتر حديثه وهو ينظر إلي الهاتف مره اخري نظره متفحصه قائلا : - مش ده من الموبايلات الجديده اللي معموله مخصوص من الوكاله !!؟ .. ابتسم عزت وهو ينظر إلي الهاتف بفخر مرددا : - اه هو ، اللي عامله ده عبقري .. يستاهل فعلا اللي اندفع فيه أبتسم تهامي أيضا وهو يتناول كأسا من الخمر بجواره : - طيب ياريت تنتبه عليه ، بلاش يبقي ده كمان من الأستهتارات بتاعتك .. أشعل عزت سيجاره مره اخري مرددا بزهو: - متقلقش ، حتي لو ضاع محدش يقدر يوصل بيه لحاجه ، أمال احنا جايبينه ليه !! انهي تهامي المتبقي من كأس الخمر جرعه واحده ناهضا: - يلا بينا عشان الحفله اللي عندنا ، ولا مش ناوي تيجي !! اسند عزت رأسه خلفه في استرخاء قبل أن ينطق: - هخلص اللي ورايا هنا وهاجي علي طول ، مينفعش مجيش ... خرج تهامي من أمامه متوجها إلي حرسه كي يخبرهم بأمر الاستعداد للحفل ، بينما أمسك عزت الهاتف الذي أمامه وهو يتفحصه بأعجاب ثم فتح قائمه الفيديوهات وأخذ يشاهد ذلك الفيديو بأستمتاع قبل أن يقوم بحذفه ، ثم نهض من علي كرسيه متجها الي ذلك المقيد كي يمليه خداعه ويتخلص منه قبل أن يذهب الي الحفل .. ***************************************** - عمار وصل سمع القبطان مالك المصري تلك الجمله وبجواره أخته السيده رباب ، نهض القبطان مالك مسرعا نحو مدخل الفيلا الخاصه بعائله( المصري ) وهو غير مصدق لما قد سمعه بأذنيه .. خفق قلب القبطان بقوه وهو يري ولده عمار قادما نحوه وبجواره صديق طفولته (داغر الجبالي) - عمار .. ابني خرج الكلام من قلب والده قبل صوته ، ودموعه كانت تسبقه كالشلال المنهمر .. وع** ما توقع الجميع لم يبك عمار أو يذرف دمعه واحده ، بل عاد مره أخري إلي صلابته ورباطه جأشاه ، أخذ والده يجذبه إليه ليأخذه بين ذراعيه ويضمه بكل قوته وبكل حبه واشتياقه وحزنه وألمه وهو يشتم عبيره ويتذكر ابنته التي خلقت معه بنفس اللحظه ، وها هي تفارقه اليوم .. - وحشتني يا أبويا .. أرجوك متبكيش .. انا معاك وجنبك ردد عمار هذه الكلمات وهو يربت علي ظهر والده ليشد من أزره وسالت دموع الجميع من حولها .. - عمااااار .. انت جيت يا عمار .. كان ذلك صوت عمته رباب وهي قادمه مسرعه إليه تجر أقدامها في بكاء وقهر ، ما أن رأته حتي ارتسم بصيص الأمل علي محياها ، فمجرد وجوده وعودته إليهم كفيلا لشعورهم بالأمان .. ترك عمار والده واسرع بأتجاه عمته يلتقطها بعدما خارت قواها وكادت أن تسقط أرضا وهي مازالت تردد - أبني يا عمار ، أنا خسرت بنتي ، ومش عارفه ابني فين !!؟ شوفهولي يا عماار ورجعهولي .. احتضنها عمار بقوه وهو يكاد يحملها بعدما وضع يديه أسفل أكتافها لتلقي بحمولها عليه .. - اهدي يا عمتي ، هو فين حسام ، ولا ايه اللي حصل اصلا أنا مازلت مش فاهم حاجه !! رددت رباب ببكاء وهي تلقي نفسها داخل أحضانه: - معرفش يا ابني معرفش ايه اللي حصل ، معرفش اختفوا ازاي هما الاتنين وبعدين رجعت بنتي ميته ومعرفش ابني فين !! .. تدخل داغر بعدما استمع لحديثها مرددا: - ومبلغتوش البوليس ليه !! إجابته وهي مازالت تبكي : - بلغنا يا ابني ، ما هما اللي لقوا نور وجابوها وبيقولو لسه التحريات شغاله وبيدوروا علي ابني .. داغر بتفكير: - ومين الظابط اللي ماسك القضيه !!؟ رباب : - معرفش يا ابني ، كل شويه واحد شكل يجيلنا .. شوفولي ابني فين .. هاتولي ابني !!! استدار داغر بجسده الضخم وهو يشرد بتفكير محللا ما يحدث حوله وهو يردد - هجيبهولك .. هجيبهولك .. ***************************************** داخل بيت شرف الدين والد زينه .. - يلا يا بنتي شيلي الاطباق دي واعمليلنا كوبايتين شاي .. قالها شرف الدين الي ابنته بعدما تناولا الغداء سويا ، بينما نهضت زينه رافضه متعلله : - لا يا بابا انا هعملك الشاي وهنزل أنا عشان في شغل كتير في المحل مستنيني .. شرف الدين بأعتراض وحنو: - لا مينفعش أنتي هتشربي الشاي معايا وكمان عشان عايز اتكلم معاكي في موضوع مهم .. ما أن استمعت زينه لتلك الكلمات وهي تخرج من فمه حتي شعرت بالتوتر ولون فمها في امتعاض محدثه نفسها : - موضوع مهم ! .. يا خوفي ليكون اللي في بالي .. استمع والدها الي همهمات تخرج من فمها حتي علق : - انتي بتبرطمي بتقولي ايه !؟ زينه بضحك متهكمه: - لا يا بابا مبقولش ، بقولك من عنيا هجيب الشاي وجايه أهوه .. وبعد بضع دقائق معدوده أعدت زينه كوبين من الشاي وجلست بجوار والدها ، أقترب منها والدها أكثر ووضع يديه حول كتفها يجذبها الي حضنه ، في حين أبتسمت زينه وبادلته العناق في حب شديد ثم رددت في مرح كعادتها : - ها يا بابا ايه الموضوع !؟ ابتعد عنها شرف الدين قليلا وهو يمسك بذقنها مرددا : - وحشتيني وعايز اقعد معاكي شويه فيها حاجه دي !؟ أومأت زينه برأسها في ابتسامه بلهاء مردده: - ماشي يا بابا اللي بعده ، خش في المفيد علي طول ، خلاص المقدمه خلصت .. ضحك والدها وهو يمسك بيدها قبل أن يردد: طيب يا ستي من غير لف ولا دوران ، في واحد متكلم عليكي النهارده .. أنتفضت زينه وهي ترفع صوتها في غضب: - دا مين ده اللي متكلم عليا !!! ، قطع ل**ن اللي يقول عني كلمه واحده .. شرف الدين بضحك وهو يجلسها مره أخري: - يا بنتي أهدي ، أنا قصدي يعني في واحد طالب ايدك مني .. أسرعت زينه مردده : - ويطلب أيدي ليه ، هو أيده اتشلت ولا معندوش ايد .. هتف والدها بحزم: - زينه أعقلي بقه !! .. أنا بتكلم بجد .. أرتسمت ملامح الأمتعاض علي وجه زينه وجلست بضيق مره اخري مردده : - اديني اتنيلت اهوه .. ومش موافقه اساسا .. أشاح والدها برأسه في غضب وهو يزفر بضيق مرددا : - اللهم طولك يا روح !! .. ليه يا بنتي !!.. هو كل مره هتقوليلي لأ .. طب المرات اللي فاتت عماله تطلعيلي فيهم القطط الفطسانه المره دي دكتور ومحترم وميتعايبش ولو شفتيه أو قعدتي معاه متأكد أنه هيعجبك وممكن .. قاطعته زينه بأعتراض: يا بابا مش فكره قطط فطسانه ولا حاجه ، أنا اللي رافضه الفكره كلها دلوقت وكمان مش حاسه نفسي اني هيجيلي واحد يقعد يتف*ج عليا ويا عجبته يا معجبتوش ، مش حابه أنا الجو ده .. أنا عايزه لما اجي اتجوز يكون واحد أنا عارفاه وعارفني وأحبه ويحبني واكون موافقه عليه وهو موافق عليا قبل ما ييجي البيت .. ردد والدها بمراوضه : - طيب مقلتش حاجه ، هاتيلي واحد انتي تعرفيه وانا موافق.. أجابت زينه بضحك : - ما أنا محترمه ومعرفش حد .. بادر والدها مرددا بحنان: - يبقي توافقي علي الأقل تقعدي مع العريس ده دلوقت وبعد كده ربك يحلها ، مش يمكن يكون هو النصيب .. كادت أن تفر الدمعه من عيون زينه وهي تهتف بحزن: - يا بابا هو انت عايز تخلص مني وخلاص لأي حد يشيل !! نظر اليها والدها بعتاب ولوم : - أنا يا زينه !! .. الله يسامحك يا بنتي .. هو عشان عايز اتطمن عليكي يبقي خلاص كده عايز تخلص منك .. زينه بحزن: - يا بابا تتطمن عليا ايه بس ما أنا كويسه اهوه هو أنا كنت اشتكيت لك !!؟ شرف الدين : - يا بنتي اللي جاي في العمر مش قد اللي رايح وانا محيلتيش غيرك .. انحنت زينه تمسك بيديه تقبلها مردده بحنو: - يا شروفه متقولش كده ربنا يخليك ليا يارب وميحرمنيش منك أبدا ، بس عشان خاطري أنا أقفل علي الموضوع ده بجد أنا مش مستعده نهائي للخطوه دي في حياتي ... والدها مقاطعا : - يا بنتي بس ... زينه مكمله برجاء : - عشان خاطري يا بابا .. طيب أجاله دلوقت علي ما أفكر في الموضوع ده عشان اقدر اخد الخطوه دي .. شرف الدين بنفاذ صبر : - أمري لله ، ماشي يا بنتي براحتك .. قبلته زينه علي خده ناهضه وهي تردد : - تسلملي يا شروفه ، الحق أنا بقه إنزل اشوف اللي ورايا .. توجهت زينه ناحيه الباب ولم تلبث أن تفتحه حتي سمعت صوت طرق عنيف عليه فأنتفضت زينه علي أثره واسرعت تفتحه .. - عاااااااااا الحقيني يا زينه هيموتني .. ***************************************** بعد ساعات متواصله من العمل الشاق ، عاد الي منزله أخيرا لينال قسطا من الراحه بين يدي حبيبته وزوجته وحبيبه قلبه من صغره وبيده بوكيه من الورد الجوري التي تعشقه ، يلعم أنها غاضبه منه بسبب تأخره اليوم أيضا بعدما طلبت منه القدوم باكرا قليلا .. ولكن حماسه في العمل وتقدمه السريع به هو ونجاحه هو من كان يضغط عليه ويجعله مقصرا قليلا بحقها ، ولكنه مدرك جيدا أن زوجته تعشقه وتقدر ما يفعله من أجلها .. ما أن أغلق باب منزله حتي وجد المكان مظلما والأنوار مغلقه فشعر بالقلق قليلا ، ولكنه استمر بالسير الي غرفه النوم وهو ينادي زوجته ولكن دون استجابه .. ما أن دلف غرفه نومهم وأشعل الأنوار حتي وجدها تجلس علي السرير تضم ساقيها وتدفن وجهها بينهم مما زاد من غضب حسام هاتفا: - هو أنا مش بنده عليكي مبترديش ليه !! رفعت نوران رأسها إليه في عتاب والدموع تكاد أن تفر من عينيها دون الحديث ،اشاح حسام بوجهه في ضيق وحزن ، والذي تضاعف حينما وقعت عيناه علي تلك الطاوله التي كانت تشمل طعام العشاء وحولها شموع انطفت نارها ، أدرك علي الفور أنه ارتكب خطأ فادحا حينما وعدها بأنه سيأتي باكرا ولكنه لم يفي بوعده .. جلس حسام بجوارها وأمسك بيدها وقبلها في حب وحنان مرددا في همس: - حقك عليا يا حبيبي ، والله غصب عني .. نظرت اليه نوران بعيون مدمعه ونبره حزينه: - كل مره شغل شغل ، أنا مبقتش لقيااك يا حساام ، طيب مكنتش توعدني علي الأقل .. أقترب منها أكثر هامسا: - انتي عارفه طالما وعدتك واخلفت بوعدي يبقي كان غصب عني ، وبعيدا عن كل ده انتي وحشتيني جدا جدا فوق ما تتخيلي .. ولم يلبث أن يحتضنها حتي أبتعدت عنه في عتاب مردده: - لو سمحت أنا تعبانه وعايزه أنام .. وبينما هي تستدير حتي رأته يخرج بوكيه من الورد الجوري بين يديه وهو يلامس ورقاته في لين ، اخذت نوران تنظر إليه تاره وتشيح بوجهها تاره اخري إلي أن غلبها فصولها سائله : - هو .. لمين الورد الجوري ده !!؟ حسام متصنعا اللامبالاه : - ده !!! .. لا ده لواحده كده لو كانت هتصالحني .. ثم نظر هو أيضا الي طاوله العشاء والشموع متسأئلا: - هو لمين الأكل والشموع دي !!؟ تصنعت هي اخري اللامبالاه مردده: دا لواحد كده لو كان جه بدري النهارده .. لم يلبث ثواني حتي انفجر الأثنين من الضحك وهما ينظران لبعضهما البعض فبادر حسام بالكلام: - طب ايه بقه !!؟ أسرعت نوران وألقت بنفسها بين ذراعي زوجها وحبيبها في شوق وحب وعتاب جميل بينهم مردده : - وحشتني أوي .. ضمها إليها بنفس الشوق واللهفه والحب هامسا : - وانتي وحشتيني اكتر .. اقتربت هي الأخري من أذنه وهمست بنفس نبرته : - أنا حامل يا حسام .. انتفض حسام محاولا التنفس بعدما القي في وجهه دلوا من الماء البارد ليصحوا من حلمه الجميل علي اخر صوت يريد سماعه .. - جالك قلب تنام وانت لسه متطمنتش علي مراتك !!!؟ .. ***************************************** بعد انتهاء الدفن ، داخل فيلا المصري بحي المنيل بالقاهره ، ودع عمار أخر الحاضرين بالعزاء وعاد مره اخري حيث يجلس افراد العائله والده وعمته وصديقه داغر وآخرهم اللواء نزيه .. نهض اللواء نزيه من مكانه موجها حديثه الي عمار : - عمار مش يلاا بينا احنا ، التلات ايام خلصوا ولازم نرجع .. نظر إليه عمار إليه في برود مرددا : - لا معلش يا سياده اللواء أنا مش راجع دلوقت .. لم يستوعب اللواء نزيه ما قاله عمار فأمتعض وجهه مستنكرا : - افندم !! .. انت بتقول ايه !! اجابه عمار مره اخري : - زي ما سمعت يا سياده اللواء .. أنا .. مش .. راجع .. دلوقت .. بقلم/ ايمان حجازي ايمووو ولحد هنا والحلقه خلصت ))" أرائكم وتوقعاتكم!!
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD