رواية ( رجال لا يهابون الحياة) للكاتبة/ سلمي سمير

الفصل الثالث(٣)

#تحدي_مع_الحياة

#البارت_الثالث

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

الفقير ليس بالضرورة من لا يملك المال، فهناك فقراء تربية، عقل، وأخلاق.

تن*د احمد بضيق وقال بحدة "

يا بابا احنا رجال أعمال واصحاب رؤوس المال، في ألاف من الموظفين تحت ايدنا تعمل اللي بتقوله،

مش لازم تتعب وتعيش اللي عيشته علشان تعرف تحافظ عليه

بالع** كل اللي محتاجين ليه موظفين أكفاء يقوموا بشغلهم علي أحسن وجه والنتيجة هتكون ممتازة

ليكمل محمود حديث أخيه من اجل إقناع أبيهم "

يابابا المال عجلة ودايرة ، كل ترس بيكمل أخوه علشان يكون كيان كامل متكامل مجهودنا وتعبنا مش هيزود كتير غير إرهاقنا وتشتيت جهودنا عن خطط التطوير

وزي ما قال احمد مجموعه من الموظفين الأكفاء هيقوم بالعمل اللي منوطين بيه على أحسن ما يكون

طالعهم بسخرية من الإستخفاف،برؤية أبيهم للأمور لينظر الي يوسف الصامت ويسأله"

وانت يا يوسف يا مرسول الرحمه رأيك ايه

اجابه يوسف بنفس منطق اخواته قائلا"

بابا أحمد و محمود عندهم حق، انا كدكتور معايا طاقم من الاطباء في كل المجالات ،ايه يرغمني اترك إدارة شئون عملي وانزل للمستوي الأدني علشان اكتسب خبرة

ولو على تقديم خدمة مساعدة للمحتاجين،انا هعمل قسم خيري لمعالجتهم ومصاريفهم علي حسابي الخاص

نهض الاب وصفق بإعجاب لأبناءه ليشعروا بالفخر والزهو انهم استطاعوا إقناع ابيهم بوجهة نظرهم

وقف أمامهم وقال لهم بحدة ازعجتهم"

كل واحد يطلع كل بطاقاته واشتراك النادي وجواز السفر، ومفاتيح عربيته ويحطهم هنا علي الطرابيزة

هعرفكم حاجه مش عايزين تعرفوها يمكن تفهمكم انا عايز اقول ايه مدام المال عمى بصيرتكم وادراكم

استغرب الأبناء طلب ابيهم ، لكنهم اطاعوه واخرج كل واحد.منهم محفظته الخاصة التي تحتوي علي كل بطاقات المصرفية والسواقة والهوية ، ووضع مفاتيحهم وجواز السفر الخاص بكل واحد منهم

جمع الأب اشياءهم وفتح خزنته الخاصة ووضعهم فيها وقال"

النهاردة هتعيشوا بشهادات تعليمكم واللي درستوه، عايز كل واحد منكم يخرج من هنا ويسهر او يروح مشوار ويشوف

هيقدر يرجع هنا ازاي،عايز اشوف خبرتك في الحياة ايه

لو فعلا عندكم القدرة تخرجوا من المأزق ده ، ساعتها هقول اني غلطان وهسيب ليكم الجمل بما حمل

اما لو فشلتوا وده متوقع بسبب تفكيركم ال*قيم ،عايز اقولكم ان دي هتكون تجربيتكم الواقعية اللي هتعش*ها طول عام واللي هيتخطاه منكم هو الاحق بثروتي

اعترض الابناء علي تعسف ابيهم ورفضوا خوض هذه التجربة

لكن كان ابراهيم سابقهم بخطوة

ما ان اخذ كل ما يميز شخصيتهم واخذ هواتفهم الا وطلب من بعض حراس الفيلا بحملهم الي الخارج وعدم السماح لهم بالدخول الا غدا ، لعل وعسى يكونوا هم علي حق

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

انصدموا الأبناء من أفعال أبيهم المتهورة والتي أدت الي أن يوجهوا الحياة بلا اي سلاح ينقذهم من سوء الظروف

نظر أحمد الي أخواته وانطلق في موجه شديدة من الضحك

.الي ان وقع ارضاً من كثرة الضحك ليسأله اخواته"

احمد مالك انت اتجننت ولا ده من اثر الصدمة

مد يده الي أخواته ليساعدوه علي النهوض وقال لهم"

اصل بابا فاكر انه يقدر ينزع كل ما نملك بخطبة ع**اء عن مساعدة الفقراء ومعايشة المعاناة لتدارك مفاهيم الحياة صح

مايعرفش ان كل واحد منا ليه حساب شخصي بعيد عنه

ليأخذهم ويذهب الي احد الجراجات ويمد يده تحت احد العجلات ويخرج مفتاح السيارة ويفتحها ويطلب من اخواته الركوب ليقول لهم "

اسمعوا يا شباب النهاردة هننفصل عن حياتنا، وكل اصحابنا لكن هنعيش حياة تانية انا هسهركم سهرة العمر بعيد عن كل اللي نعرفهم، علشان يصدق بابا اننا قدرنا نواجه الحياة بدون ماله لكن بدراستنا اللي اخدنا عليها شهادتنا

رمقه يوسف بحدة وسأله"

منين كل ده يا احمد، هو انت شغال مع بابا ولا ليك عمل خاص

ثم انت كنت متوقع اللي بابا عمله،

يمط شفتاه بعصبيه"

اتوقعت حاجه زي دي بالذات بعد محنة مرضه، لكن ماتوقعتش

انه يجردنا من كل ما نملك علشان يثبت وجهة نظره

انا فعلا مصدوم من افعاله معانا ، كانت خارج تصوري، حالة بابا الصحية مش هتساعده يقود مجموعة شركاته وهينهار في اول صفقة، او اي منافسة جادة من بعض المنافسين

بس اوعدكم بعد تجربة النهاردة ، بابا هيتخلي عن عناده معانا ويسيب كل حاجه نديرها بطريقتنا

يضحك بسخرية من سهولة التجربة التي وضعهم ابيهم فيها ليقول لهم بمرح وسعادة بالغة"

يلا با شباب ننطلق الي التجربة الوجودية ، في سبيل ارضاء الحج إبراهيم زهني الإقتصادي الكبير

ضحك محمود وركب السيارة وسأله بحيرة"

طيب يا حضرة رجل الأعمال الهمام، هنصرف علي السهرة ازاي وكلنا بلا إستثناء مش معانا ولا مليم وبابا أخد كل بطاقتنا الإئتمانية حتي الهاويات اللي ممكن تتيح لينا نسحب من البنوك قولي بقي هتحلها ازاي

مد يده الي تابلوه السيارة واخرج كريدت كارد اعطاها لمحمود، وقال بمرح"

اتفضل يا هندسة اسحب اللي انت عايزه واستمتع زي ما انت عايز قولي تحب تسهر معايا ولا تسهر بكيفك وانت يا يوسف

جاي ولا عندك مشاريع تانية

تن*د يوسف وارح رأسه علي أريكة السيارة بخمول وقال"

انا معاكم في اللي هتعملوه، وياريت نخلينا مع بعض يمكن نقدر نوصل لطريقة نقنع بيها بابا من غير ما نخدعه

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

تأفف احمد من حديث أخيه المنحاز الي قرار أبيهم وقال"

اسمع يا يوسف لو بتفكر انك تسلك نهج بابا اتفضل، لكن انا لأ، انا مش مستعد اكون صاحب مال وأعمال وانزل اتعامل مع مجموعة من الر**ع كل اللي بيهمهم انهم يستنفزوا مالي

صدقني اي واحد فقير بيبتز الغني علشان ياخذ ماله بأقذر الطرق وانا شفت زيهم كتير،وبصراحه انا نفسي اتمتع بمالي وسطوة نفوذي وانا لسه في شبابي، مش اضيع عمري اكون ثروة ولما اكبر المرض يحرمني اتمتع بيها

زفر يوسف بعصبية واجابه بهدوء"

والله يا احمد انا مابقتش عارف مين اللي صح، بس لو زي ما بتقول , إن بابا بيحطنا في تجربة علشان نكتسب الخبرة،ده شئ يسعدنا لانه هينفعنا في مستقبلنا

وارجع اشوف نظريتك إن الواحد هيعيش مرة واحدة ومحتاج يتهنا بيها قبل ما تجري من بين ايدينا

اقولك يلا بينا نقضي ليلة سهر وانس وبكرة نشوف رأي بابا فينا هيكون ايه، المهم مايعرفش اننا خدعناه

ض*ب كفه بكف اخيه وقال بمرح"

تمام كده يلا بينا، لينطلق بهم الي إحدى الصالات الخاصة لقضاء ليلة حمراء مع الساقطات والملذات المحرمه

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

يتبع

.