الفصل الأول
دلفت روبي للمنزل بعد يوم عمل شاق هاتفة بمرح " أمي لقد عدت " كانت كاميليا جالسة على مقعد طاولة الطعام تبكي بحرقة ، ارتاعت روبي لتسرع إليها قائلة بقلق " أمي ماذا بك ، لم تبكين "؟؟
تمتمت كاميليا بخفوت و هى تمسح دموعها براحتها " لا شيء رباب أنا بخير "
تن*دت روبي بحزن ، تعلم تماماً عندما تناديها برباب , قالت روبي بضيق " أمي هل ذهبت لرؤية فهمي اليوم "
نظرت إليها كاميليا بتوتر " لماذا تسألين رباب "
ردت روبي بحنق " لأنك عندما تعودين من عنده تكونين متضايقة و غاضبة و تناديني رباب , هذا هو سبب تساؤلي "
تن*دت كاميليا بحزن و مسحت دموعها بقهر و أجابت " زوجته حامل في شهرها الخامس ، هل تصدقين ، سيصبح لدي حفيد بعد أشهر و هو لم يكلف نفسه بعناء أخبارنا ، لماذا ، ماذا فعلنا له لذلك ، هذا الجاحد أي قلب يملك ، ألا يكفي تركت بيتي له ليتزوج به ، هل هذه وصاية والده له "
شعرت روبي بالغضب من شقيقها هذا الو*د الفاجر و تلك الحقيرة زوجته الذين يحطمان قلب أمها الحنون ، كان يجب أن تعلم أي صنف هو منذ طردهم صراحة من البيت ليتزوج تلك الأفعى السامة مروة ، تلك الحقيرة التي اشترطت البقاء وحدها في البيت لتقبل بالزواج به ، ليتها و أمها تركاه يرفع قضية وراثة حتى لا يأخذ غير الفتات ليريهم كيف كان سيتزوج بعد ذلك , قالت روبي غاضبة " هل مازال لد*ك أمل به أمي أنه و*د حقير و سيجزا على أعماله هو و زوجته الحقود الصفراء "
قالت كاميليا باكية " ظننت أنه سيلين مع الوقت ، فأنا أشعر بالقلق عليك ، أخشى أن أموت فتظلين وحدك في هذه الحياة ، و هذا الزمن لا أحد يرحم يا ابنتي أخشى أن يستضعفك أحدهم كونك وحيدة "
أقتربت روبي من كاميليا و لفت كتفيها بذراعها قائلة تطمئنها
" أمي بعد الشر عنك ، لا تقولي شيء كهذا و إلا غضبت منك ، ثم هل نسيت لوتس و الجد فخري ، ألم نصبح عائلة واحدة ، أنهم أفضل من قرابة الدم التي نملك ، لا تخشي شيئاً الله لا يضيع أحدا ظلما "
تن*دت كاميليا بحزن و تمتمت بقلق " و رغم ذلك كنت أفضل لو كان لك زوج تكونين ملتزمة منه ، فقط أشعر ببعض الراحة أني لن أتركك وحيدة "
قالت روبي تجيبها بحنق " كاميليا ، أنت ستعيشين للمائة و ستزوجيني و تربين أولادي ، كفي عن هذه الدراما و كأنك امرأة عجوز في الثمانين ، إن من يراك يظنك شقيقتي الصغرى ، ربما تزوجت أنت أولا "
ضحكت كاميليا بخفة " هذا ما أخذه منك أيتها الحمقاء ، هيا لغرفتك بدلي ملابسك و سأعد الطعام "
قالت روبي بمرح و هى تضع يدها على قلبها " أوف ظننت أنك تفتعلين كل هذا حتى تورطيني في تحضير الطعام بدلاً منك "
ض*بتها كاميليا بمرح " هيا أذهبي يا حمقاء "
تركتها روبي بعد أن قبلتها قبلة طويلة على وجنتها لتذهب لغرفتها و هى تشعر بالحزن على والدتها الطيبة الحنون ، لحصولها على ولد جاحد كشقيقها فهمي ، فهو لم يهتم بهم قيد انملة عندما أخبرهم أنه سيتزوج و زوجته تشترط البقاء وحدها في المنزل ، ليخبرهم صراحة أنه يحتاج الشقة و ليس معه تكاليف شراء بيت أخر بجانب تكاليف الزواج , لينتهي الأمر بإعطائهم مهلة حتى يجدون منزل أخر لهم ، و لولا المال الذي وضعه والده باسم والدتها في البنك ما استطاعا أن يجدا مكانا بسرعة لينتقلون إليه ، و لكن والدتها لا تكف عن القلق كونها لم ترتبط بعد و دوماً تسألها ألا تحب أحد و تخشى أن تخبرها ، و كأنها لديها وقت لهذا الهراء و هى تظل تعمل على خدمة الحمقى حتى الثامنة مساءً كل يوم ، شردت أفكارها لذلك الرجل منير الذي تجده أمامها في كل وقت و كأنه يتبعها تجده صدفة في الطريق ، و هى في العمل ضمن الزبائن و حتى لدى الجد فخرى و تحضر سيرته عندما يكون غير موجود ، لا تفهم ما يريد منها و هى تراه يراقبها بغرابة ، مستبعدة أي شعور منه بالحب تجاهها فهو لا يبدوا عاشقا كأصهب زوج الحمقاء لوتس ، ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيها و هى تتذكر حكايتها الغريبة بتفصيلها من وقت عرفتها و مكوثها معهم و لقاءها بجسدها فخري و تزويجها لحفيده دون علمه ليعود الحفيد و تكون المشا**ات و المشاحنات بينهم القط و الفأر لينتهوا بحب بعدها رغم كل ما حدث بينهما ، تن*دت بحزن و هى تعود و تتذكر شقيقها الأكبر ، لتتمتم بغضب " تبا لك فهمي أنت و زوجتك الحقود الصفراء "
**************************
مضجعه بجانبه تنظر إليه و هو يعمل على حاسوبه بجانبها بعد أن غفت بنفسج ، سألها أصهب بشغب و هو مازال يعمل " ما بها زهرتي تنظر إلي هكذا هل اشتاقت إلي يا ترى "
اعتدلت لوتس و مدت ذراعها تغلق الحاسوب و قالت بدلال " نعم زهرة اشتاقت للحديث مع أسدها ، لم لا تكف عن العمل و تجلس معي قليلاً لنتحدث في أي شيء "
وضع أصهب الحاسب جانبا و استدار إليها يوليها اهتمامه سائلا
" تفضلي يا حبيبتي تحدثى كما تريدين كلي لكِ "
ابتسمت لوتس و زحفت لتضع رأسها على ص*ره و تحيط خصره بذراعها " هل تعلم أني سعيدة بمصالحتي مع عمي عبد المجيد لا تعرف بما أشعره من سعادة و أنا أراه يهتم ببنفسج و يدللها و يهتم بها.. هذه هى العائلة التي أريد أن تشب بها بنفسج و أولادنا جد و جدة و خالة كروبي أليس كذلك "
شرد أصهب و راحته تمر بين خصلاتها " نعم معكِ حق العائلة يجب أن يكون ولاء أفرادها لبعضهم البعض و ليس لأنفسهم "
نظرت لملامحه الحزينة التي تعرف سببها جيداً..سألته بجدية رغم قلقها من ردة فعله " أصهب متى سأتعرف على والدتك "
شعرت بتصلب جسده لتعلم أنها خاضت في منطقة محظورة و لكنه أجاب بقسوة " ليس لي والدة لوتس لقد ماتت منذ سنوات ليس لي غير جدي فخرى "
قالت بقلق " و لكن جدي قال..."
قاطعها بعنف " لم يقل شيء لوتس ليس لي عائلة غير جدي و أنتِ و بنفسج "
قالت بحزن " حسنا حبيبي فهمت لا بأس أصهب لا أريدك متضايق أسفة إذا كان حديثي ضايقك "
زفر بحرارة و قال بحزن " لم تضايقني حبيبتي بل أنت هى سبب سعادتي "
ابتسمت براحة و قالت و هى تشده ليستلقي " حسنا هيا لتغفو يكفي حديث و عمل لليوم يا أسدي "
شدها لص*ره و قبل رأسها بقوة " أحبك يا زهرتي "
****************
كانت تضع راحتها على ظهرها تسير في الغرفة بتروي تراقب زوجها الذي يتحدث بحماسة.. لترتسم على شفتيها ابتسامة شماته و حديثه يثلج ص*رها.. حسنا تلك المغرورة سيأتي اليوم و ت**ر أنفها.. أنهى فهمي حديثه و أغلق الهاتف فسألته بجدية
" ماذا قال لك هل سيأتي قريباً ليراها حقاً "
رد فهمي بلهفة " أجل سيأتي خلال الشهر القادم.. يقول أن زوجته مريضة و حالتها حرجة و لن يستطيع تركها الأن "
ردت مروة باسمة بسخرية " ليتها تموت فسيكون لأختك الحصة الأكبر من ثروته فكما تعلم هو ليس لديه أولاد "
رد فهمي بتمنى " يا ليت و مؤكد سيكون لنا من هذا الخير نصيب فقط توافق تلك الحمقاء عندما يأتي "
قالت مروة محذرة " لا تخبرها الأن لحين يأتي و يجلب معه الهدايا و المجوهرات ربما عندما تراهم لا ترهقك بالحديث لتقنعها فسيقنعها ماله "
لمعت عيناه بطمع " لتشكرني عندها على هذا الكنز الذي وضعته في راحة يدها.. "
ابتسمت مروة بخبث " بل تشكرنا ألم أخبرك أنا أن تخبره عن شقيقتك عندما طلب منك البحث له عن عروس صغيرة "
قال فهمي باسما " بالطبع يا حبيبتي مؤكد ستشكرك أيضاً عندما توافق "
جلست بجانبه و مرت بين خصلاته باصابعها قائلة بدلال " و أنت أيضاً عزيزتي لا أظنك ستبخل على بما ستناله من هذا الكنز "
أمسك راحتها و قبلها برقة " و لمن أفعل هذا حبيبتي أليس من أجلك و من أجل طفلنا القادم.. انصتي إلي عندما تأتي أمي لا تعامليها بجفاء نريد أن ن**بها لصفنا حتى تقنع روبي لتوافق على أبو عمار اتفقنا "
ردت بخبث " أتفقنا بالطبع "
********
كانت غاضبة اليوم حقاً من تصرف شقيقها الجاحد مع والدتها و لكنها لم تستطع أن تخبرها أن تكف عن رؤيته و الذهاب إليه لا تستطيع أن تعرف مشاعر الأم فهى لم تجرب و لكن هى كروبي لا تريد أن تراه أو تعرف عنه ذلك الحقير المسمى شقيق.. هل والدها كان يعلم عن ندالته لذلك وضع لأمها المال في رصيدها و أخبرها أن لا يعلم عنه أحد منهم.. تحمد الله أنها لم تخبر ذلك الحقير فهمي و إلا كان أخذ المال و رماهم على الطريق كما فعل.. من أجل تلك الصفراء مروة.. كم تكرهما حقاً الخبيثون للخبيثات انتشلها صوت مديرها من أفكارها
" روبي أذهبي لتري ذلك الزبون "
قالها صاحب المطعم التي تعمل به . فاتجت لمكان إشارته لتجد منير جالسا بملل يتصفح قائمة الطلبات . شعرت بالضيق من وجوده هنا هل هو صدفة أم يطاردها فمنذ زفاف لوتس و أصهب و هى تقا**ه في كل مكان تذهب إليه تقريباً و كأنه يراقبها . قالت بهدوء متجاهلة معرفتها به .. " ماذا تحب أن أحضر لك سيدي "
نظر إليها منير بهدوء و على شفتيه ابتسامة تعجب . ." ألا تعرفيني آنسة رباب أنا هو منير جار الجد فخري لقد تقابلنا من قبل كثيراً و لا أظن أنك نسيتني "
مطت رباب شفتيها ببرود .. " نعم أعلم ذلك و لكنك هنا زبون سيد منير ماذا تريد رجاء لأعود لعملي "
قال منير بهدوء و هو يعاود النظر في قائمة الطعام ثم ينظر إليها بغموض .. " حقيقة طلبي ليس في قائمتكم "
نظرت إليه بضيق فنظراته و تلميحاته لا تروقها سألته .. " و العمل يا سيد "
قال منير بهدوء .. " يمكنك طلبه من مكان آخر لي أنا و أنت "
قالت روبي بحدة .. " سيد منير ماذا تريد بالضبط "
رد منير بهدوء .. " أريد مأذونا رباب هل تتزوجيني
نظرت إليه بدهشة لبعض الوقت قبل أن تتمالك نفسها و تسأله ببرود " هل أتيت لتمزح معي يا سيد "
رد منير بصدق " لا بل أتيت لأطلبك حقاً و لم أجد غير المجئ لهنا لأعرف رأيك أولا "
**تت روبي مفكرة في والدتها و قلقها عليها و سؤالها كل حين إذا كان هناك أحد في حياتها.. حسنا روبي لا أحد في حياتك و لا أظن أنه سيكون هناك أحد فلما لا تريحي والدتك على الأقل الرجال متشابهون فقط الفرق في اسمائهم.. قالت بهدوء " حسنا موافقة لتذهب و تطلب يدي من والدتي "
قال منير بهدوء " لم لا أطلب يدك من الجد فخرى أراه مقربا منكم تعلمين والدي سيفضل الحديث مع رجل عن والدتك و بالطبع كل طلباتكم مجابة دون حديث "
لم تجيبه على الفور فهى لديها فهمي و مفترضا به هو من يأتي و لكنها فضلت أن يكون الجد فخرى فلا تريد أن يتدخل شقيقها في أي شيء يخصها.. قالت بهدوء " حسنا موافقة سأخبره أو أخبره أنت.. و الأن ماذا تريد أن أحضر لك سيدي "
**********※
جالسة على المقعد بشرود ممسكة بيدها صورته التي تظل ممسكة بها طالما هى جالسة وحدها أو في غرفتها بعيداً عن عينيهم المراقبة . دلف منير للمنزل شاعرا بالحزن فهى منذ علمت بزواجه و كأنها فقدت عزيز لديها لا تعرف ما سبب هذا هل هو لعدم اخبارها أم هى تشعر بالغيرة عليه ، أم فقط لكونه بعيدا عنها لسنوات و وجد من يهتم بها في حياته و لم يعد هناك أمل في قلبها أنه سيأتي يوماً مطالبا باهتمامها من جديد ، تنحنح لتنتبه لوجوده . فرفعت وجهها ترتسم على شفتيها ابتسامة خاوية .. " عدت بني "
ابتسم منير بحزن و عيناه على الصورة في يدها .. " أجل أمي كيف حالك هل أنت بخير "
ردت بهدوء .. " نعم بني أنا بخير هل تناولت طعامك أم اعده لك "
أمسك منير بيدها قائلاً بهدوء .. " تناولته أمي شكراً لك "
**ت منير بتوتر و عيناه تراقبها بحزن
نظرت إليه بتساؤل تراه مترددا في الحديث تن*د منير بهدوء و قال بحزم .. " تريدين رؤيته و العودة لحياته أمي "
لمعت عيناها بالدموع و شحب وجهها و هى تعلم من يقصد بحديثه فأردف منير بهدوء .. " أستعدي أمي لعرسي قريبا "
نظرات التساؤل في عيناها أخبرته أنها لن تكتفي بما قاله فعاد منير يقول بجدية " لقد طلبت يد أحدهم و هى قريبة للسيد فخري أو مقربة من عائلته و من زوجة أصهب هى فتاة جيدة و ستحبينها بالتأكيد وجدت أنها فرصة طيبة لتعود الأمور بينكم بخير أنتِ و أصهب يكفي هذه السنوات بعيدة عنه أنا واثق أنكم ستعودون كما كنتم و أفضل "
لم تستطع عائشة أن تتحدث بشيء غير دموعها التي هطلت بغزارة فرحا و راحة و تمنى....
************※
قال فخري باسما " بالتأكيد يا ابنتي لا أمانع منير شاب جيد و لم أكن أتمنى لكِ أفضل منه "
قالت كاميليا بفرح " حقاً سيد فخري هل هو رجل جيد على ضمانتك إذن فنحن لن نسأل عنه "
رد فخري بثقة " على ضمانتي يا ابنتي توكلي على الرحمن و وافقي و أخبريه بالموعد مبارك لكِ رباب أتمنى لكِ السعادة يا حبيبتي "
***********※
عندما دخل منير للمنزل وجدها تخرج ناظرة إليه بلهفة
" هل رأيته منير.. كيف هو.. متى سأراه "
قال منير باسما بهدوء " أمي ألن ترحبي بي أولا "
قالت عائشة بلهفة " مرحباً بني هلا أخبرتني متى سنراه "
قال منير و هو ينظر لساعته " بالضبط بعد أربع و عشرون ساعة منذ الأن أي في الثامنة من غداً هل أنت سعيدة "
ضمته عائشة بحنان " شكراً لك بني و مبارك لك عروسك "
دخل والد منير قائلاً بمزاح " ما هذه العواطف بين الأم و ابنها أفرحوني معكم "
قال منير باسما " ستخبرك أمي فلدي موعد هام الأن فقط جئت لأخبرها أن تستعد للغد "
تركهم منير فجلس زوجها على الأريكة مشيرا إليها لتجلس بجانبه
" تعالي عائشتي أخبريني بما تدبرانه أنت و ابنك من خلف ظهري "
جلست بجانبه لتمسك بيده بقوة قائلة بفرح " سأرى أصهب غداً في خطبة منير "
تلاشت بسمة زوجها و نظر إليها بقلق " حقاً عائشة هل سيحضر الخطبة "
ردت بفرح " أجل أن العروس مقربة من عائلة عمي فخرى و هو من سيتفق معك عن خطيبة منير و مؤكد أصهب سيكون هناك سيأتي و سأراه "
كان قلبه منقبض من هذه المقابلة و لكنه لم يرضى أن يوئد فرحتها برؤيته مفضلا الانتظار لحين يراه هو أيضاً و لكن ما يعلمه أنه لن يسمح له أن يؤلم زوجته مهما حصل...
**************※
"حبيبي هيا حتى لا نتأخر أريد الذهاب لرباب مبكراً"
قالت لوتس لأصهب الجالس على الفراش يعمل بسرعة على حاسوبه.. " حبيبتي فلتذهبي أنتِ لم أذهب أنا مبكراً استمع لثرثرة النساء الفارغة "
رمقته لوتس بحنق مختصرة " نحن ثرثارات سامحك الله و لكن ستأتي رغم ذلك عقابا لك لحديثك هذا "
أغلق الحاسوب و وضعه جانباً و شدها لتسقط عليه قائلاً بمكر
" حبيبتي لما لا نضيع الوقت في شيء أفضل من انتظار السيد منير ثقيل الظل و عائلة..لنرسل بنفسج مع جدها و نذهب نحن على الوقت "
مرت باصابعها على ص*ره من فتحة القميص قائلة بدلال " في ماذا سنقضي الوقت برأيك ما هو أفضل من بقائي مع روبي في انتظار خطيبها "
فكر أصهب قليلاً " كأن نقضيه... " همس في أذنها مما جعلها تشهق بخجل " يا لك من وقح.. لا بالطبع أنسى ذلك "
شدته لينهض قائلة " هيا خمس دقائق لأراك أمامي مرتدي ملابسك "
قال بنزق " و ما هو جزائي لذهابي معكِ لرؤية رجل لا اطيقه و أحضر خطبته "
سألته بخبث " لم تكره منير لهذا الحد يا أسدي "
رد ببرود " هكذا دون سبب "
قالت بسخرية " حسنا تعود أن تحبه فهو سيصبح جزء من عائلتنا قريباً بزواجه من روبي "
مط أصهب شفتيه ببرود " روبي و خالتي كاميليا لن أمانع لكن أحد أخر أنسى ذلك "
دفعته ليخرج من الغرفة " حسنا سنرى ذلك فيما بعد أما الأن هيا أغتسل بسرعة و أرتدي ملابسك "
تمتم بتذمر و هو يذهب " ليس غير ثقيل هذا ليكون من عائلتي"
ضحكت لوتس بمرح قبل أن تتلاشى بسمتها و هىىتتذكر حديث جدها أنه له سنوات لا يتحدث مع والدته رغم قلب زوجها الطيب المحب و مراعاته لعائلته و اهتمامه بهم إلا أنها تشعر أحياناً أن قلبه يستطيع أن يكون قاسي تماما كما هو محب.. تتمنى أن لا يأتي يوم و تتحمل قسوته. تتذكر وقت كان غاضب منها و يعاملها بشكل سيء رغم أنها تعرف أنه كان يعاقبها على فعلتها فقط و سيأتي وقت و يسامحها و يعودان معا من جديد و لكنها لم تتحمل تلك الفترة و كانت ستجن.. لا تتمنى أن يبتعد عنها هكذا مرة أخرى..
*************※
قالت كاميليا باسمة " ها قد جاء منير بعد إذنكما "
فور خروجها قال أصهب بضيق " لا أعرف ما ذنبي أنا في الحضور لاستقبل هذا الثقيل و كأني أطيقه لأرحب به خاطبا لروبي.. لا أعرف ألم تجد غيره زوجا "
قال فخري بحنق و هو يستمع لصوت ترحيب كاميليا بهم " حسنا أ**ت الأن فقد جاءو بالفعل "
دخل منير خلف كاميليا و رجل و امرأة تتعلق بذراعه و ملامحها توحي بالقلق والترقب.. تصلب جسد أصهب و هو يستمع لكاميليا تقول بترحيب " تفضلي سيدة عائشة أنرتي المنزل.. أجلس سيد محمود "
توجهت المرأة لأصهب الجالس بتصلب و وجه شاحب " كيف حالك حبيبي اشتقت إليك كل هذه الأشهر عائد و لم تأتي لرؤيتي"
كانت كاميليا تنظر إليهم بحيرة لا تفهم حديث المرأة مع أصهب و هل تعرفه.. هب أصهب قائلاً لجده بحزم دون أن يجيب المرأة
" جدي أنا سأعود للمنزل أخبر لوتس بذلك حتى لا تقلق "
أمسكت المرأة بيده برجاء " بني ألن تسلم على أمك بعد كل هذا الوقت "
نفض أصهب يده بقوة قائلاً بعنف " ليس لي أم.. أمي ماتت منذ سنوات "
شحب وجه عائشة و خرج صوتها بائس مصدوم " أصهب "
تحرك تاركا الغرفة و هو يقول بمرارة " مات.. أصهب مات أيضاً"
تهالكت عائشة بعد رحيله و زوجها بجانبها يمسك يدها بقوة قائلاً
" لا بأس عائشة سيأتي يوم و تتصافيان "
قال فخري لمنير بعتاب " أنت كنت تعلم ذلك أليس كذلك "
ضغط على نواجذه بضيق و هو يجيب " ظننت أنها ستكون مفاجأة سارة للجميع "
رد فخري بسخرية " لم أعهدك خبيثا بني.. على كلا أنا مازالت عند رائي بك أنت شاب جيد مناسب لرباب "
قالت كاميليا بحيرة " هل لكم أن تخبروني بما يجري هنا "
************※
كانت تفرك يديها بقلق منتظرة مجئ منير و عائلته كان فخري و أصهب قد حضرا قبل موعد مجئ منير بساعة لتساعد لوتس كاميليا في اعداد الضيافة و تزين روبي . قالت لوتس بسخرية ..
" غريب أمرك تبدين قلقة لعروس سترتبط فقط لترضي والدتها "
ض*بتها روبي على كتفها .. " كفى يا حمقاء لا توتريني أكثر مما أبدوا "
ضحكت لوتس بمرح و سمعت صوت الباب فقالت بفرح .. " ها قد جاء عريسك هيا أنا سأسبقك للخارج "
أمسكت روبي بيدها قائلة بتوتر .. " هل أبدوا جميلة "
رفعت لوتس حاجبها بمكر .. " أجل بالطبع و لكن أجعلي هذا منف*جا قليلا " مطت شفتيها لتبتسم روبي بمرح .. " حمقاء هيا أخرجي سأتي خلفك "
خرجت لوتس بعد وقت قصير لغرفة الجلوس لتجد الجميع جالسا ب**ت و زوجها غير موجود .. كان هناك امرأة كبيرة تبدوا على ملامحها التعب و تبكي ب**ت و منير جالس مرتسم على وجهه الضيق . و رجل جالس جوار المرأة الباكية ممسكا بيدها و كأنه يطيب خاطرها نظرت لوتس لجدها بتساؤل بملامحه الجامدة فقال ببرود .. " تعالي لوتس تعرفي على حماتك والدة أصهب "
اتسعت عيناها بدهشة هل هذه والدة أصهب.. ما علاقتها بمنير و عائلته؟؟!! نظرت لجدها بحزن و سألته " أين ذهب أصهب جدي "
قال فخري بضيق " عاد للمنزل يا ابنتي لا تقلقي "
سألته باهتمام " هل هو بخير "
قالت عائشة ببؤس " لا.. ليس بخير فقد رآني "
كانت كاميليا صامتة بملامح ضائقة.. قال محمود بهدوء " حسنا سيد فخري السبب الذي جئنا من أجله مازال قائما و هو طلب يد ابنتكم رباب "
قالت كاميليا بحزم " لا أظن سيد محمود الأن و بعد معرف*نا بعلاقتكم بالسيد فخري أفضل أن تعلم ابنتي أيضاً لتعلم على ماذا توافق "
قال منير بضيق " لا شيء سيتغير سيدتي "
ردت كاميليا بسخرية " لا أظن بني "
التفتت للوتس و قالت بحزم " أذهبي و أجلبي رباب لوتس "
خرجت لوتس و قلبها يحترق قلقا و خوفا على زوجها تريد الذهاب إليه بأقصى سرعة فهى تعلم بما يشعر الأن .. فتحت الباب و قالت لروبي بحزم " حبيبتي خالتك تريدك هناك جديد يجب أن تعرفيه "
***********※
بعد أن أنصتت رباب لم حدث نظرت لمنير سأله ببرود " كنت تعرف تلك العلاقة صحيح لذلك فكرت بالارتباط بي لتجدوا طريقكم لمنزل.. أقصد لعائلة جدي فخري.. " أضافت بسخرية
" لم يكن عليك افتعال كل هذه الحدوتة كنت أخبرتني لساعدتك دون كذبة الخطبة "
قال منير بحدة " رباب خطبتنا ليست كذبة و لم يكن هذا سببا لارتباطي بكِ "
ضحكت رباب بسخرية و قالت بمرارة " صدقتك.. حسنا دكتــــــــــور منير طلبكم مرفوض نعتذر منكم لست مناسبة لعائلتكم الكريمة "
*******※★☆٭*******※★☆٭*******