bc

رواية خسوف القمر بقلم نداء علي

book_age18+
174
FOLLOW
1K
READ
drama
like
intro-logo
Blurb

وقفت أمام المرآة تناظر وجهها الذي لم يعد ينتمي اليها بل صار كقناع دميم منفر.. لم تر شيئاً من جمالها الماضي سوى عيناها الفيروزية التي صارت جامدة من هول الصدمات

تذكرت كلمات صديقتها الوحيدة التي كشفت السنَوات عن معدنها الأصيل؛ لم تتخل عنها مثلما فعل الاقربون بل ظلت جوارها.. لقد أخبرتها بحل مناسب لمأساتها قائلة:

عليك بارتداء النقاب يا قمر

قمر بتعجب : نقاب!

chap-preview
Free preview
الفصل الاول
وقفت أمام المرآة تناظر وجهها الذي لم يعد ينتمي اليها بل صار كقناع دميم منفر.. لم تر شيئاً من جمالها الماضي سوى عيناها الفيروزية التي صارت جامدة من هول الصدمات تذكرت كلمات صديقتها الوحيدة التي كشفت السنَوات عن معدنها الأصيل؛ لم تتخل عنها مثلما فعل الاقربون بل ظلت جوارها.. لقد أخبرتها بحل مناسب لمأساتها قائلة: عليك بارتداء النقاب يا قمر قمر بتعجب : نقاب! علياء : أجل.. انت لست مشوهة حبيبتي بل عليك ان تخفي وجهك لكي تحميه من تشوه المجتمع ونفوس البشر المريضة قمر : لكن..!! علياء : لكن ماذا!! قمر : الا ترين انني متبرجة يا علياء.. هل ارتدي النقاب ارضاء للبشر وانا من قبل لم افكر في ارضاء الله علياء بحب : الهنا رحيم يا صديقتي أما البشر فلا رحمة لديهم وانت تبحثين عن عمل ولا اجد حلا سوى ذلك ابتسمت قمر واقتنعت بما قالت فالحقيقة واضحة عليها أن تخفي تشوهها عن الأعين علها تحيا دون ألم جديد بسم الله الرحمن الرحيم لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين الفصل الأول لا تعتذر..... ???? كانت خطواتها متوترة وغير محسوبة لكنها تمتلك بداخلها يقيناً أن نهاية الطريق قد أوشكت علي الانتهاء لذا حاولت اعطاء نفسها مزيداً من الثقة لاستكمال الطريق الذي بدأته منذ ثلاث سنوات... وقفت أمام الطبيب الذي نظر إليها بتقييم قبل أن يتحدث اليها باقتضاب قائلاً: أعتذر منكِ.. لقد تم تعيين أخرى قبل لحظات رغماً عنها أدمعت عيناها واختنق صوتها وقد أيقنت أن الحياة تغلق أبوابها بوجهها مجدداً تمتمت بصوت **ير أبى أن يصمد أمام تلك العواصف المتكررة لا بأس سيدي فأنا أعلم أن الأولوية لحسن المظهر وجمال الشكل ولا دخل للمؤهل ولا الكفاءة.. لم يجد رداً مناسباً لكنه لن يغامر بتعيين فتاة مشوهة الى تلك الدرجة بعيادته ويتسبب في ايذاء مرضاه؛ لذا تنحنح بحرج منهياً اللقاء قائلاً: تشرفت بقدومك آنستي ابتعدت عن مجلسه وعن المكان ووقفت أسفل البناية بجانب عمود للإنارة تحتمي به من ظلام تفشى بمجتمعنا فصار سواده قاسياً وغابت عنه شمسه وقمره؛ صار مجتمعاً زائفاً يطفو فوق سماءه سحب النفاق والمظاهر الخادعة وتنبت بين أحضان تربته تنمر لكل من يحمل بهيئته اختلافاً.. تعرضت قمر منذ سبع سنوات لحادث سيارة فقدت على أثره جمالها الخلاب الذي رزقها الله به منذ الصغر وحرمها منه طيش ورعونة من شاب وهبه والده سيارة باهظة الثمن ضخمة الهيكل دهس تحت عجلاتها تلك الفتاة فشوه وجهها وأضاع مستقبلاً كان يلوح في الأفق ينتظرها بلهفة... لتكتشف قمر منذ تلك اللحظة أن المحيطين بها نفوسهم أكثر تشوهاً من وجهها بل أن الكثيرين قد سقطت عن وجوههم أقنعةً أجادوا تصنعها سنوات مضت وبعد دخولها في قلب العاصفة تركوها وحيدة ولم يشأ أحدهم أن يمد إليها يده انتحبت بشدة فكتمت شهقاتها بكف يدها فهو الأقرب اليها الأن وحاولت التقدم قليلاً علها تصل إلى مسكنها فتستكين بداخله اقتربت من مشيتها إحدى سيارات الشرطة فأسرعت قمر قليلاً خوفاً من هيئة السيارة فما اصعبه من شعور أن تتعرض لظلم دائم دون ذنب تعلمه؛ تصبح مفتقداً للثقة.. خائفاً من كافة الأشياء.. تتمنى أن تبتعد فقط وتحتمي بداخلك من العالم وما فيه.. وهي الآن تخشى اقتراب سيارة الشرطة رغم يقينها أنها نقية ولم تقترف إثماً من قبل إلا أن الواقع من حولها يحملها إثماً كبيراً.... توقفت سيارة الشرطة فتوقفت قمر بدورها وعجزت عن المضي قدماً.. اقترب منها ضابط الشرطة قائلاَ بقسوة: أنتِ ؛ لمَ تسرعين هكذا ؛ هل هناك ما تخشينه وتحاولين الهروب منه!؟ نظرت اليه بألم لن يدركه هو؛ فمن لم يتعرض للظلم لا يستشفه بقلوب حامليه لذا أجابته بخفوت.. لا سيدي أنا لم أفعل ما أخشاه لكن والدتي مريضة وهي وحيدة بالبيت لذا أسرع بمشيتي كي أصل اليها.. الضابط متهكماً : اعطني بطاقتك مدت قمر يدها إايه برهبة جعلت يدها ترتعش لتقع البطاقة من يدها فيبتسم الضابط ساخراً وينحني أحد العساكر المصاحبين له قائلاَ: تفضل سيادتك.. أومأ الضابط برأسه.. وازداد القهر بداخلها ولكن عليها الصمود ليس إلا... تحدث الضابط رافضاً لهيئتها بالبطاقة والتي تخالف تماماً هيئتها الحالية قائلاً: ما هذا.. بالتأكيد هذه ليست أنتِ يبدو أن وراءك شئ مريب.. تحدث إلى مرافقه قائلاً: أحضرها يا عيسى فمنذ البداية استشعرت الإجرام بملامحها.. مر جوارهم رجل وسيم حسن الطلة وبيده طفلة صغيرة لم تتجاوز الخامسة يبتسم اليها بود.. نظر بطرف عينه إلى سيارة الشرطة وتلك الفتاة التي بدت له مألوفة فساقته قدماه رغماً عنه وربما قلبه من فعل لينظر عن كثب إليها ليجد انها قمر.. (قمره الذي انطفأ.. خطيبته في الماضي وحبيبته التي تخلى عنها بعد تلك الحادثة رغماً عنه كما يدعي إرضاءاً لوالدته والمحيطين به الذي تكدسوا في الوقوف بوجهه كي لا يتمم زواجه منها وهو بدوره استجاب لمطلبهم الذي وافق هوى نفسه البشرية التي تميل بطبعها الى التخلي....) لم تلحظ قمر اقترابه فهي الآن تائهة لا تصدق ما يحدث لقد كانت في السنة النهائية بكلية الصيدلة وحيدة والديها.. توفى والدها في صغرها واحتوتها والدتها واغدقت عليها من فيض حنانها ورعايتها.. تمت خطبتها لمن اختاره القلب واستمرت خطبتهما عامان كانا نعيماً لا تشوبه شائبة وانتهى ذاك النعيم بعدما غاب جمالها وصار قمرها المتلألئ غارقاً وسط خسوف قاسي... انتشلها من بين أنياب الماضي الضارية صوته الذي كانت تعشقه فيما مضي وأصبح يؤلمه همسه الآن قائلاً: قمر.. كيف حالك؟ قاطعه الشرطي بتعجب : وما شأنك أنت الآخر.. هل تعرفها ؟؟ تحدث جاسر بثبات : أجل سيدي أعرفها فهي.. توقف جاسر وهربت من بين شفتيه الكلمات ونظر إلى قمر معتذراً فباغتته هي بقولها أنا لا أعرفه.. أرجو من سيادتك التوجه إلى المغفر كي تنتهي التحقيقات معي وأعود إلى والدتي بدأ الشرطي في الهدوء قليلاً فقد تعاطف معها ولا يعلم السبب... فأمعن النظر إليها ثانية ودقق بالصورة التي بين يديه ليلحظ عيناها التي يصعب أن تتشابه مع أخرى فهي **ماء زرقاء بها غيوم من حزن دفين.... تحدث بترقب إلى جاسر متجاهلاً رفض ونفي قمر لمعرفته بها قائلاً: إذاً ما اسمها؟ أجابها جاسر بحنين : قمر عبد الرحمن القادري... نظر إليه الضابط بتعجب ثم أعطاها بطاقتها قائلاً باعتذار : استمحيكِ عذراً آنستي.. فما نراه يومياً يجعلنا فاقدي الثقة بالجميع.. أذن لها الشرطي بالانصراف.. هرولت مسرعة تجاهد ألا تنهار تستجدي من قلبها التوقف عن النحيب فقد انتهى وقت الاشتياق لحق بها جاسر مسرعاً يناديها باسمها الذي طالما تغزل به وبها سنوات وتصم هي أذنيها كي لا تستمع إليه لحق بها واستوقفها ممسكاً بيدها لكنها نفضت يده عنه بقسوة وكره صارخة بوجهه بقوة تضاهي قوة غدره بها وتخليه عنها قائلة: تباً لك إياك أن تلمسني مجدداً أيها البائس جاسر بحزن : اشتقت إليكِ كثيراً ياقمري قهقة قمر بقهر وتحدثت بدموع صارت صديقاً وفياً يأبي الهجر قائلة: قمرك المشوه.. أليست تلك آخر كلمات بيننا..!!! ألم تقف تستمع إلى كلمات والدتك وهي تنتعني بأبشع الألفاظ واختفيت في عقبها..؟؟!! لقد تركتني بالمشفى وذهبت.. تركتني وحيدة خائفة يحيطني اليأس ويطاردني شبح الموت.. جاسر : كنت مجبراً.. قمر : بل كنت كاذباً.. لو أنك تعلم للرجولة والوفاء معني لما خدعتني لقد وثقت بك من بين الجميع لم استمع إلى أحد بل اكتفيت بما تقول وفي النهاية خذلتني... لم يمضِ على فراقنا أكثر من شهر واحد وتقدمت إلى أخرى وتزوجت بها... أنا أكرهك.. أبغض رؤيتك يا جاسر جاسر : لقد تطلقت أنا وهي.. ولم يعد بيننا سوى طفلتي.. ماسة ابتسم محاولاً استمالتها : ألم نكن نحلم أن تكن أولى فتياتنا ماسة ..! قمر بنفور : كنت بلهاء.. لم أعد أحلم.. أرجو منك أن تبتعد عن دربي فأنا أتألم عندما أراك... جاسر : أنا مازالت أحبِك.. أعطني فرصة ثانية.. سوف نتزوج.. اقترب منها بشدة فتراجعت للخلف لكنه لم ييأس واستمر بقربه قائلة بثقة: لقد ورثت عن أبي الكثير سوف نبحث عن طبيب تجميل ماهر يعيد إليكِ جمالك السابق.. فقط أعطني فرصة أخيرة.. أدارت وجهها عنه وتحدثت بصوت **ير : ربما يتمكن الطبيب من تجميل وجهي المشوه لكن محال أن يجمل ما بداخلي من ان**ار لقد دمرتني تركته وعادت إلى بيتها.. تسللت بحذر إلى غرفتها بعدما اطمأنت عل والدتها ونامت نوماً أشبه بالغيبوبة تهرب من نفسها ومن العالم بأسره... ???? في الصباح الباكر جلس يامن يستمع إلى والدته بحب واهتمام يبتسم تارةً ويدعى الغضب تارةً اخرى إلى أن هتفت به مستنكرة أرى انك تعاملني كما تعامل الاطفال يامن : أولستِ طفلتي ؟ ابتسمت والدته قائلة : لا حرمني الله منك حبيبي.. لكن قلبي لن يطمأن إلا بزواجك يامن باقتضاب : عندما يأذن الله سوف أفعل.. عليَ الانصراف الآن وإن احتجت شيئاً مهما كان هاتفيني أتيك على الفور قبل جبين والدته وغادر إلى عمله فأمثاله لا وقت لديهم للراحة فعراكهم مع الحياة لا ينتهي وإن انتهي فمعناه موت محقق.... منتظرة ارائكم وتفاعلكم لون جديد اول مرة تقروه اتمنى يعحبكوا ???

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

أنين الغرام

read
1K
bc

جحيم الإنتقام

read
1.8K
bc

رواية " معذبتي “ لنوران الدهشان

read
1K
bc

فتاة انحنت من اجل........الحب

read
1K
bc

معشوقتي

read
1K
bc

بنت الشيطان

read
1.7K
bc

عشق آسر. (الجزء الثاني من سلسلة علاقات متغيرة ).

read
2.6K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook