الفصل الاول 1️⃣❤️
( وجدت روحي . )
عمريثلاثون عاما ،
و لكن في الحقيقة أشعر انهم اكثر من ذلك بكثير ، . لم يمر عمري فارغ مثل الكثير و لكن كان مليء بصدمات لا تعلم أيهما أصعب من الأخرى و لكنني و ما زلت اتخطاها ،
أحياناً أسأل نفسي في كل مرة اجتزي احدهما ، كيف لي و أنا امرأة ضعيفة و ليس لي من النفوذ الكثير أن اتخطى هذا كله ، علمت وقتها ان لكل منا قوة لا تظهر إلا وقتما تشاء انت ، أيقنت أن قوتك تظهر في أكتر وقت تكون فيه ضعيف ،
أول مرة شعرت فيها بقوتي عندما كنت على حافة الحياة ان اتركها للموت ،
إسمي ريم عمري ثلاثون عاماً ، مريت بحاجات و مواقف وصعوبات كتير في حياتي مش قادرة اصدق ان العمر ده احتوى كل الأحداث ده ، مش انا لوحدي لأ حتي كل القريبين مني سيفيني بطلة اني عديت ده كله لوحدي ، بس انا مش معتبرة اني كنت لوحدي لأ الحمد لله ايماني بربنا سبحانه و تعالى هو اللى قواني و دايما عندي ايمان ان ربنا سبحانه مش هيكلف الإنسان بمسؤولية الا و كان الإنسان ده قدها ،
البداية كانت وانا في مرحلة الثانوية ، كانت أمي دايما حريصة على تعلمي للسباحة ، و انا كاعادة المراهقات شايفة انها شيء ترفيهي علشان كدة كنت بأجل تعليمي للسباحة ، و وقت نزولي البحر و بابا بيعملني كنت باخد الموضوع بعدم الجدية ،
إلا ان في يوم كنا في مصيف و نزلت البحر واقتربت بدون وعي لدوامة في البحر ، فضلت تسحبني جواها ، و انا مش قادرة اقاومها و جسمي ضعيف ليها و كمان كانت عميقة جداً ، أيوة عميقة جداً ، عرفت ازاي لأنها اخدتني و دخلتها رغم ان الحادثة ده مر عليها سنين ، لكنها ما زالت في ذهني و ما شاهدته وقتها ما زال امام عيني و مستحيل انساه ، كنت بنزل تحت في الميه كمية ظلام كبيرة رعب كبير لبنت مش بتعرف تعوم ، و لا تقدر تقاوم موجة كنت بحاول أطلع فوق سطح الميه أشوف الناس على الشاطئ ، و أقول لنفسي يا بختهم عايشين و انا بموت هنا ، كمية وجع في احساس الموت البطيء صعبة جداً ، لكن وقتها احتفظت بمعلومة ماما و بابا كانوا دايما يقولوها ، . اني لو حسيت بالغرق أحاول مشربش ميه البحر و احافظ على الهواء جوه الرئة ، ده هيساعدني اني ابقى فوق على سطح الميه و الحمد لله اكتشفت وقتها في نفسي انا بفكر وقت الخطر و ده نوع قوة مكنتش اعرفها في نفسي ، لأن فيه ناس كتير وقت الخطر يشل عقلها و لا تملك التصرف ، و كمان بدأت افتكر كل حركة بابا علمهالي في تدريب السباحة ، الحمد لله عرفت احافظ على نفسي و اكون على السطح و خوفي اني انزل جوة في الدوامة . . .
و لحسن حظي أيضاً فوجئت بشاب من فرق الإنقاذ على الشاطئ ، جه ناحيتي و مد ايده ليا من بعيد علشان امسك و يخرجني من الدوامة ، و من البحر و الحمد لله عرفت امسك بإيده ، و خرجني وسط ناس كتير على الشاطئ . . .
خرجت من التجربة ده ب أن الأنسان مش لازم يأجل تعليم حاجة مهمة في حياته ، . ممكن يتوقف عليها انقاذ لحياته و كمان ان ممكن يكون جواك حاجة كويسة بتكتشفها في نفسك في وقتها الصح ، و هو ان تلقيت و لو جزء من تعليمي للسباحة اللي ساعدني في انقاذي من الموت . . . .
❀✿☆ ❧─• ❥ ❦ ❥ •─❧ ☆✿❀
مخرجتش من التجربة ده بسهولة ، بالع** اليوم ده كان صعب عليا جداً ، روحت البيت و دخلت آخد شاور مكنتش قادرة اقف تحت مية الدش . . . افتكرت وقتها لحظة غرقي و نزولي في قلب الدوامة و شبه اختفاء الضوء تحت المية . . . اخرج بسرعة من تحت مية الدش مخنوقة آخد نفسي كأني بغرق تحته . . . و أرجع ادخل تحته تاني علشان أ**ر خوفي . . . لكن للأسف مش كل خوف جواك بيت**ر رغم مرور سنوات كتير على الحادثة ده . . إلا إني لسة لحد دلوقتي كل مرة أنزل فيها تحت الدش افتكر لحظة غرقي و قربي من الموت . .
دخلت مرحلة الثانوية و كأي بنت مرحلة المراهقة اللي بيكون الإنسان فيها عنده درجة من درجات التمرد و حب الذات . . و هي المرحلة اللي بيهيأ فيها الإنسان لمرحلة النضج . . . و من العوامل اللي بتأثر في المرحلة ده هي التربية اللي الإنسان بيتربى عليها من صغره . . و لحسن حظي اني اتربيت في بيت مهما طالت السنين و مر الزمن لازم نتربى تربية قديمة يعني جدتي الله يرحمها ربت امي مثل تربية أمها فيها . . . و جه الدور عليا أمي ربتني و علمتني انا و اخواتي مثل ما كانت أمها تعلمها . . . كنت بالنسبة للمحيطين بيا سواء في جيران في الشارع . . . او زملاء في المدرسة . . . او مدرسين المدرسة كانوا كلهم بيبدوا اعجابهم بتربيتي و اخلاقي اللي الحمد لله لا يختلف عليها اثنان . .
الحمد لله ربنا رزقني بشكل جميل . و أسرة الكل بيحسدني عليها . . بابا أبو قلب طيب و متسامح مع الكل كريم الى أبعد حد ممكن تتخيله ، أتذكر ان بابا الله يرحمه كان دايما بيمشي و هو بيملى جيوبه فلوس فكة ، و لما كنت بسأله : " ليه كل يوم يا بابا بتحرس على انك لازم تفك فلوس قبل ما تنزل من البيت رغم ان عندك عربية يعني مش بتركب مواصلات ، طب بتحتاج الفكة في ايه ؟ ؟ ؟ . . . " كان دايما يقولي : " بعدين لما تكوني معليا هتعرفي . . " استنيت الفرصة اللي هخرج فيها مع بابا و أشوف كل يوم بيستخدم الفكة ده في ايه . . . نزلت معاه و اتفاجأت و هو ماشي في الشارع بيبص للناس ، . و اللي يبان على وجه الحاجة يروح بابا يديله فلوس غير ما الشخص يطلب و هو رايح الجراچ اللي بيركن فيه السيارة فوجئت بكل الأولاد اللي بيلعبوا في الجراچ . . . يجروا عليه و ينادوه ب جدو و يقولوا بصوت عالي : " جه جدو ، . . جه جدو . . " و يحضنوه يقوم بابا مدخل ايده في جيبه و من غير ما يبص في قيمة المبلغ .. . و يعطيها للطفل صاحب نصيبها . . . و كان على هذا الحال كل ما يخرج . . . كان انسان جميل بمعني الكلمة . . . لا تفارقه الإبتسامة و الضحك . . . كان معطاء الى ما لا حد . . . و لما كنت بسأله و اقول : " ليه بتعمل كدة ؟ ؟ ؟ . . " كان يقولي سعتها : " صاحب الفلوس هو ربنا سبحانه و تعالى . . . و ربنا ميز بعض البشر عن البعض الآخر و أعطاهم المال . . . علشان كده لازم كل يوم أشكره انه رزقني من وسع برزق كبير و الحمد لله .. . " . حقيقي كنت محظوظة ب بابا كتير . . .
نيجي بقى لـ ست الكل ماما . . . او زي ما الكل بيناديها ب ( الهانم . ) فعلاً كانت هانم جدا . . . امرأة جميلة جداً في ملامحها . . . و الأجمل جميلة في عقلها . . . بعتبرها أذكى امرأة من وجهة نظري كانت بتفهم الناس من اول كلمتين يتكلموها . . . كانت تهتم بنفسها و بأولادها و بزوجها . . . كانت عملية جداً بابا بيشتغل و هي تقوم بتربتنا في البيت و تخطيط كامل لحياتنا و تخطيط لمستقبلنا . . . تعلمت منها كيفية فهم الناس من عيونهم . . . تعلمت منها كلمتها المشهورة ان الأب نهر يأتي بالخير الى البيت و الزوجة جسر تحافظ على الخير . . . تعلمت منها حاجات كتير جدا ساعدتني اتخطى صدمات كتير في حياتي . . .
أب كريم و ام جميلة و ذكية فعلا الكل كان بيحسدني عليهم . . .
لكن مش كل حاجة صح بنتعلمها بتكون صح في زمننا . . . بمعني ان أمي الله يرحمها ربتني انا و اخواتي زي ما الكتاب بيقول . . . الكل كان بيشهد بينا و بتربيتنا الحمد لله كان شيء جميل انك تلاقي الانسان متربي على الصح في كل حاجة . . . في طريقة الأكل مينفعش افتح بقي فمي و لا اص*ر صوت . . . و الأكل ب ثلاث أصابع مش الخمس اصابع و كل صغيرة و كبيرة اتعلمتها من أمي . . .
. . . حقيقي بعتبر امي امرأة خارقة بمعنى الكلمة . . . مكناش بتفوت و لا بتعدي اي موقف نمر به إلا وعلمته صح لينا . . . حاجة تقع على الأرض تعلمني ازاي اجيبها . . . و هو اني عيب كا بنت اوطي و اجيبها لأ لازم انزل كأني هقعد على الارض واجيبها . . . . و كانت بتعرف ميعاد روجعنا من المدرسة و تقف لينا في البلكونة تشوفني و انا راجعة من خوفها و قلقها بتكون عايزة تطمن علينا و كمان تشوف تصرفتنا في الشارع . . انا بقى كنت بشوف انها بتعمل كدة علشان تنتقدني و خلاص في مرة كانت واقفة في البلكونة و انا راجعة من المدرسة و كانت معايا واحدة صاحبتي و بنضحك عادي ضحكت من غير صوت . . . رجعت لقيتها واقفة في الصالة و كانت ليها نظرة لينا النظرة بألف معني كأني ارتكبت جريمة قالتلي : " عيب أوي و انتي بنت تمشي تضحكي في الشارع . . " . . قولتلها : " يا ماما انا ضحكت من غير صوت . . . يعني معملتش حاجة غلط ! ! ! ! . . . " قالت : " الضحك نفسه للبنت في الشارع عيب علشان عيب تظهر اسنانك و انتي بتضحكي . . . " ! ! ! كنت بقولها : " ماما هو ليه حضرتك مش بتعدي اي موقف كدة زي باقي الأمهات ؟ ؟ ؟ . . يعني متدقيش في كل تصرفتنا عادي يعني . . " . . . قالتلي كلمة صح عرفت بقيمتها لحد دلوقتي . . . قالتلي : " ده من حبي و خوفي عليكم بربيكم صح . . و بكرة هتعرفي قيمة اللي انت شيفينه خنقة و اني بدقق في كل تصرفاتكم لما كل الناس تحلف بتربيتكم . . . "
صح كل كلمة قالتها امي طلعت صح و كل حاجة عملتها معانا في تربيتها لينا عرفت بقيمتها و طبقتها و عملتها في تربيتي ل أولادي . . . لكن كل حاجة كانت ليها ضريبة بندفعها حتى الصح و الكلمة الطيبة و التربية الصح و خوفنا من ربنا و حب الناس لينا كنا ندفع ضريبة تربيتنا ده اللي كل الناس بتحسدنا عليها . . .
للأسف الناس بتستغل المحترم و الطيب و ابن الناس المتربي . . منهم اللي بيقرب منك علشان يستغلك و يستفيد منك . . . و انت تفهم انه بيحبك و عايزك تكون صديق . . يعني انا مثلا اول مقلب اخدته في حياتي . . . كان من صديقة عمري اللي فضلنا مع بعض من مرحلة الإبتدائي و دخلنا المدرسة الإعدادية سوا . . . و كمان دخلنا المدرسة الثانوية العامة كنا مع بعض كنت فكراها طيبة علشان كلامها طيب معايا . . . لأني معرفش اظن اي حاجة تانية غير كدة . . . بمعنى انا اتربيت على اللون الأبيض و الصح ، فلما خرجت للعالم و شفت الناس معرفش ان فيه حاجة إسمها غلط و عرفت ان فيه الوان تانية غير اللون الأبيض صاحبتي ده كانت ساكنة جنبي . . . شبة مش بنفترق كل دروسنا سوا . . . حتى لما بنزل اشترى لبس من وسط البلد كنا بنخرج سوا حقيقي كنت بحبها و بعتبرها زي أختي . . . لكن للأسف انا اتعاملت معاها حسب تربيتي . . . و هي كمان اتعاملت معايا حسب تربيتها لكن هي اخدت على ازاي تتلون و انها فعلا قدرت ت**بني و كانت بتقرب مني مش علشان بتحبني لأ . . . اكتشفت مع الوقت انها اتقربت مني علشان كانت بتحب اخويا و كانت بتخطط لقربها مني انها تتجوزه في المستقبل . . . مش كدة بس لأ كانت بتأذيني من غير ما أعرف . . . كان أي حد في غيابي يشكر فيا و في أخلاقي أو يقول اني جميلة كانت بتتغاظ و بتحاول تكرهه فيا و تقول حاجات تانية مش فيا لمجرد انها تبعد الناس عني . . . و انا من غبائي كنت بحسبها صديقتي الوحيدة المخلصة اللي بتحبني بجد . . . شوفتوا ازاي فيه ناس ماهرة في التمثيل و الكذب لسنين . . . خلصنا مرحلة الثانوية العامة . . . و جبت مجموع أعلى منها . . . هي كانت دايما بتغيير مني وقتها اتقدملي شخص لكن لسة مدخلش البيت و قبل ما يتصل و يحدد ميعاد كانت تتصل بيه و تبلغه ان اهلي مش هيوافقوا عليه و اني رفضاه . . أوقات كان بيوصلني من ناس انها كانت بتدعي اني بحب شخص ما علشان تبعد أي خطيب يفكر يتقدملي ، كانت كتلة من الكذب يمشي على اقدام ، لحد ما بدأ يوصلني كلامها عني من ناس اصدقاء مشتركين بيني و بينها . . وقتها قررت انها لازم تخرج من حياتي صديقة عمري ، خرجت من الصداقة ده بعد حوالي ١٢ سنة صداقة كنت اظنها الصداقة بجد . . .
بعدها بدأت استرجع تصرفتها معايا لما كنا أصحاب . . . حقيقي كنت طيبة اوي معاها . . . و أوقات بقول اني كنت غ*ية ازاي مكنتش فتهمة انها طول الوقت كانت بتحاول تبعد اي حد يحاول يتقرب ليا ، كانت بتبعد أي صديقة او زميلة تتقرب مني ، كانت بتصايق لما حد يتكلم عن شكلي و اد ايه انا جميلة في شكلي و أخلاقي ، مكنتش شايفة سبب لغيرتها مني و خصوصاً اني كنت بحبها و بعاملها زي اختي ، حقيقي اتصدمت فيها ، مكناش اعرف ان فيه ناس ممكن تكرهك لمجرد انك جميل ، او لمجرد انك متربي صح و أبيض من جواك . . .
❀✿☆ ❧─• ❥ ❦ ❥ •─❧ ☆✿❀
وقتها رجعت ل أمي حكتلها عن غدر صاحبتي . . قالتلي كلام ريحني من جوايا و خلاني أفوق شوية و أشوف الدنيا على حقيقتها . . قالتلي : " مش علشان انتي كويسة و متربية و جميلة يبقى كل الناس هتحبك . . لأ و كانت دايما تديني امثلة بالأنبياء . " قالت كمان : " ربنا خلق الأنبياء كلهم أحسن الخلق في كل شيء . . و مع ذلك ناس كتير كرهتهم و مش كل الناس اجمعت على حبهم . . بالع** علشان جمالك ده هتلاقي اللي بيحبك و برضه جمالك هيكون سبب لكره ناس ليكي . . "