الفصل الثالث(3)

1308 Words
كان معتز متشوقا لمعرفه حكايه خديجه ..من تكون؟ ما حكايتها؟ ولماذ طرودها اولادها؟ وماالذي اتى بها فى مكان شبه خالى من الناس؟ اسئله كثيرة دارت فى عقله منتظر اجابتها، ينظر لها فى لهفه منتظر منها اجابه شافيه لانه يشعر ان هناك شىء يشده لها، ما هذا الشىء لا يعلم؟ اخرج معتز نفسه من دائرة الافكار هذه وقال لها : - قوليلى ياأمى ايه حكايتك؟ وقبل أن تتحدث خديجه، رن هات معتز أخرجه من جيبه ورأى أسم صديقه هيثم يضيىء فقال لنفسه: -عايز ايه ياهيثم مش وقتك خالص . ابتسم لخديجه ابتسامه أعتذار ليرد على صديقه معتز بعدم رغبه فى الحديث: -ايه ياهيثم فيه ايه؟ .................................. معتز : يعم مليش ارغى .................... .......... معتز: مالو حازم الزفت ................................. معتز وهوجاحظ العنينين:انت بتقول ايه؟ ...... ............ ............ معتز بمنتهى الغضب: -الكلب السافل الحيون والله ليكون اخر يوم فى عمره والله ماحرحمه . .......................... .. معتز وقد بلغت ثورته ذروتها: -اهدى ايه وزفت ايه متسجن ولا اتعدم حتى. والقى بالهاتف بعنف ليفرغ كل ثورته فى الفون المسكين، وكانت خديجه تراقبه وهو يتحدث، تراه ينتقل فى انفعالاته من الهدوء الى ذروة الغضب حتى انها وقفت على قدميها تعدل من وضع النظارة، كأنها تخشى عليها ان تقع بسبب صوت معتز الغاضب الثائر ..توترت اعصاب خديجه وهى لا تعلم ماسر انفعاله، هذا الغضب العنيف الذى جعلها تضطرب حتى فاطمه كانت قادمة بصنيه القهوة ومعتز يتحدث فى الهاتف، وعندم ارتفع صوته بغضب وثورة وقعت الصنيه من يدها كل شىء اصابه الفزع . تقدمت الداده فاطمه بخطى مسرعه وتسأل معتز بلهفه: -في ايه يبنى ايه ال حصل؟ معتز بصوت عالى ثائر ملىء بالغيظ : الكلب حازم بعت اعلان على مكتب هيثم عشان ياخد الفيلا...اعلان طرد، والله لكون طارده من الدنيا كلها دلوقت. امسكته فاطمه من مع**ه وهى تقول له برجاء وتوسل لتوقفه فقدكان متوجه الى الخارج، وعلى وجهه علامات مخيفه توحي بانه على وشك ارتكاب جريمه تصرخ فاطمة وهى ترجوه: - استنه يامعتز يبنى انت رايح فين بس حتروحله لوحدك . معتز وهو يشد نفسه منها ويصرخ بعصبيه: - سبينى يا فاطمه انا لازم اقتله وادمره ذى مادمرنى مش حسيبه النهارده. فاطمه وهى تتشبث به بكل قوتها تقول بخوف: - يابني اهدى منت رحتله واض*بت، القتل مش هو الحل. وببنفس الثورة والعصبية: -ايوة اض*بت لانه جبان كان متحامى فى البودى جارد بتوعه بس المرادى مش حسيبه حتى لو حموت على ايده. ادركت خديجه التى كانت تشاهد هذا المشهد الساخن، والتى كانت تضع يدها على فمها ترتجف من ثورة معتز وغضبه، وقد وصل معتز الى درجه من الغضب الاعمى الذى يدفعه لتحطيم اى شىء حتى نفسه. فتقدمت منه بحذر وقالت بصوت مرتعش: ربنا مش بيسيب المظلوم يابنى "وعزتى وجلالى لانصرنك ولو بعد حين" وكأن جملتها هذه هى الماء الذى اطفأ الحريق، فالتفت لها معتز ونظر لها نظرة امتنان على انتشاله من موجه غضب كانت ستبتلعه، فتشجعت خديجه واكملت ربنا يمهل ولا يهمل. معتز بألم :انتى متعرفيش عمل فيا ايه ده دمرنى وانا معملتلوش غير كل خير ليه يعمل فيا كده؟ ليه؟ليه؟ ليه؟ جذبته خديجه من يده برفق لتجلسه على الاريكه وهى تقول بحنان: -تعالى يبنى اقعد لازم تغير الوضع عشان الغضب ال انت فيه ده . ثم توجهت بعينيها الى فاطمه :من فضلك ياست فاطمه اعملى عصير ليمون. فاطمه وهى تستغرب سر سيطرة هذه المرأه على معتز فلوت فمها بتعجب وذهبت وهى تقول: -حاضر. معتز يمسح على شعره بضيق ويقول كانه يشكى حاله لنفسه: انا حاسس انى فى غابه بجرى، وكلاب سعرانه بتجرى ورايا بتنهش فيا، حاسس انى لوحدى مفيش حد معايا والكل بيجلدو فيا بسياط الغدر والخيانه، انا عملتلهم ايه؟ بيعملو فيا كده ليه ليه ليه ورأت دموع تتساقط على وجنتيه يكفكفها باطراف اصابعه. خديجه :ومين خالى يبنى كل واحد فيه هم حاسس انه اتعس انسان فى الدنيا، كل واحد فيه ال مكفيه ولازم نصبر ويكون ظننا بالله ان الف*ج اتى سنه الكون عسر ويسر. كانت كلماتها كشعاع الشمس المسلط على مكان مظلم فاضاءه..فارتمى فى حضنها وهو يقول بصوت بح نتيجه الغضب والثورة: -انا تعبت ياأمى تعبت بجد مش عارف أعمل ايه وأتصرف اذاى صدمت خديجه من ردت فعله هذه فابتلعت ريقها بصعوبه من الحرج، وعدلت من وضع نظارتها وأصاب جسدها ارتعاشه لم يشعر بها معتز خديجه بصوت مرتعش : خخير ...يااابنى ان شاء الله ...ااانت بس قول يارب. وفى نفس هذه اللحظه دخلت فاطمه بعصير الليمون فاتسعت عينيها من الدهشة لهذا المشهد فاذاد حرج خديجه ف*نحنخت خديجه وهى تقول كانها تدافع عن نفسها: -ههو و يظهر انه تعبان جدا. فاطمه ولا تدرى ماذا تقول: سى معتز الليمون يابني الله ده ده بينه نام. خديجه وهى تبلع ريقها بحرج :ايه فابعدت راسها ونظرت له فوجدته قد سكن فى حضنها: ايوة ف.فعلا دددنام فاطمه:حاروح انده صلاح البواب يسنده معايا ويطلعه اوضته. شعرت خديجه بقشعريرة تسرى فى جسدها بسبب نوم معتز. فى حضنها فهمت ان تحركه وتسحب نفسها منه وتجعله ينام على الاريكه، صعقت عندما وجدته يتشبث بها هل هو مستيقظ ؟ نظرت له فوجدته نائم أنفاسه منتظمه، تعزف لحنا مشترك مع دقات قلبها وزفيره يخترق انفها فيرتعش قلبها، تأملته ..تاملت هذا الوجه الرقيق الذى لا يتناسب مع جسده ابدا، هذا الجسد الذى يشبه جسد المصارعين، لكن وجهه وجه بريء وشعره اسود ناعم ثائر مثل صاحبه انه يملك رموش طويله ترتعش ..وانفه مستقيم وشفتاه رقيقه ولكنها كبيرة بشرته سمراء ولحية خفيف أعطته وسامه تاملته وهو ينام كالطفل فى حضنولحي، كالثور يرقد فى حضن عصفور يتشبث بها كأنه خائف أن تهرب منه، شعرت بدوار خفيف يتسلل اليها أحدثه توتر، وقلق، وخجل، وحرج، من مكوثه فى حضنها نظرت الى الباب وهى ترجو ان يرسل لها من ينتشلها من هذه الحظات الثقيلة. وجاءت فاطمه والبواب، وارتسمت نظرة تعجب على وجه البواب ولكنه لم يعلق او لم يجرؤ على التعليق . فاطمه :يلا بسرعه شيله وسنده وديه على اوضته. البواب :حاضر واقترب من معتز ولف ذراعه حول رقبته ورفعه وهو يقول: - هه ياقوى وقام به وتوجه الى حجرته . تنفست خديجه بارتياح واخذت تمسح وجهها وتعدل من وضعيه نظارتها وترتب خمارها وفسخمارها بعد فترة عادت اليها فاطمه بعد أن اطمانت على معتز ودثرته بغطاءه. فاطمه بارتياح: الحمد لله انه نام ده بقالوا 3 ايام مدقش فيهم النوم يحبة عينى، كنت خايفه ليجراره حاجه الحمد لله من ساعه ال حصل وهو لا بياكل ولا بينام ولا حاجه ابدا . خديجه تسال بتردد وقد خشت ان تكون فضوليه لكنها لم تستطع كتم رغبتها عن سؤال فاطمه عما حدث: - هو ايه ال حصل ومين حازم ده ال خلاه يوصل لحاله الغضب دى؟ فاطمه وهى تزفر بضيق: شوفى يستى حازم ده ................. مالو حازم عمل ايه ال ينشك في قلبه فى بطلنا معتز ده ال حنعرفه فى الحلقه القادمه باذن الله حتستنونى.....؟ اوصى لقمان الحكيم ولده قائلا يابني لا تأمن الدنيا والذنوب والشيطان فيها. يابني إنه قد افتتن الصالحون من الاولين فكيف ينجو منه الآخرون. يابني اجعل الدنيا سجنك فتكون الآخرة جنتك. يابني إنك لم تكلف أن تشيل الجبال (1) ولم تكلف مالا تطيقه، فلا تحمل البلاء على كتفك ولا تذ*ح نفسك بيدك. يابني إنك كما تزرع تحصد وكما تعمل تجد. يانبي لا تجاورن الملوك فيقتلوك ولا تطيعهم فتكفر. يابني جاور المساكين واخصص الفقراء والمساكين من المسلمين. يابني كن لليتيم كالاب الرحيم وللارملة كالزوج العطوف. يانبي إنه ليس كل من قال: اغفر لي غفر له، إنه لا يغفر إلا لمن عمل بطاعة ربه. يابني الجار ثم الدار. يابني الرفيق ثم الطريق. يابني لو كانت البيوت على العجل ما جاور رجل سوء أبدا. يابني الوحدة خير من صاحب السوء. يابني الصاحب الصالح خير من الوحدة. يابني نقل الحجارة والحديد خير من قرين السوء. يابني إني نقلت الحجارة والحديد فلم أجد شيئا أثقل من قرين السوء. يابني إنه من يصحب قرين السوء لا يسلم، ومن يدخل مداخل السوء يتهم. يابني من لا يكف ل**نه يندم. يابني المحسن تكافي بإحسانه والمسيئ يكفيك مساويه، لو جهدت أن تفعل به أكثر مما يفعله بنفسه ما قدرت عليه. يابني من ذا الذي عبدالله فخذله، ومن ذا الذي ابتغاه فلم يجده. يابني ومن ذا الذي ذكره فلم يذكره، ومن ذا الذي توكل على الله فوكله إلى غيره، ومن ذاالذي تضرع إليه جل ذكره فلم يرحمه.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD