الفصل الأول(1)

1298 Words
كان يسوق سيارته بغضب وثورة ،ووجهه به كثيرا من الخدوش والكدمات التى تنم على انه خرج من معركه طاحنه، مسح خيط من الدماء كان يسيل على جانب فمه، وهو يض*ب على عجلة القياده بغيظ ويقول بتوعد مميت: -والله لوريك ياحازم الكلب حوريك مين هو معتز عبد العزيز ماشي صبرك عليا. وفى اثناء سيره لمح ثلاثه من الشبان يبدو عليهم السكر والعربده يتحرشون بامراه مسنه، ترتدى جلباب اسود وتغطى راسها بطرحه تتدلى منها خصلات الشعر الابيض، وعلى عيونها نظارة عيونها سميكه توضح مدى ضعف بصرها، وتحتمى من هؤلاء الشباب بيديها، وتهشهم بعصاة فى يدها . اثار المشهد حنق معتز ذلك الشاب الاسمر المفعم بالرجولة، يقول وهو يكذ على أسنانه: -ايه البيحصل ده. هل انحدرت الاخلاق الى هذا الحد، ان يتحرش الشباب بأمراة مسنه فى عمر امهاتهم اه يازمن. اوقف سيارته واخرج مسدسه من (تابلوه) السياره وخرج لهم. شاب من الثلاثه بطريقه وقحه: - ايييه ياحاجه رايحه فين..متيجى معانا تطريرنا القعده. اهو احسن من بلاش. شاب اخر وهو يضحك بتقزز: -تطرى ايه بس دى حتنشفها زياده. والشباب يضحكون ضحكات مفعمة بالسخرية ضحكات تفوح منها العربدة، والمرأه ترتجف وقد احتبس صوتها من الخوف. شاب ثالث وهو يتمايل من أثر السكر: -بقول لكو اييييه يلا بينا دى مش حتنفع احنا عايزيين لحم نعضعضه مش عضم نقرقششه . وتذداد ضحكاتهم المتهتكة، وفجأة تبتر هذه الضحكات صوت رصاصه فى الهواء..فيلتفتون لمص*ر الصوت وقد لبسهم الرعب..فيجدون شاب طويل عريض له عضلات كأنه لاعب مصارعه وعلى وجهه غضب الدنيا كلها يقول وكأنه باع عمره: -حعد لغاية ثلاثة لو لقيت كلب لسة واقف حدفنه مطرحه . ودون تردد وقبل أن يبدأ معتز فى العد هرولوا الثلاثه كاجرزان المزعورة، دس معتز مسدسه فى جيب بنطاله الخلفى، واقترب بلهفه من المرأه المزعورة التي تبتعد للخلف بخطوات حذرو وهو يقول بشفقه: - انتى بخير يا أمى متخفيش انتى دلوقت بامان تعالى معايا ارجوكى نبعد عن الحته دى. ...استسلمت له المرأه وقد تسلل لها شعاع من الأمل الذى ارسلته لها نخوة هذا الشاب الشهم، قادها معتز إلى سيارته واجلسها فيها وجاء لها بزجاجه مياه معدنيه، وقدمها لها وهو يقول لها بحنان : - اتفضلى يا أمى اشربى متخافيش اخذت المرأة منه وشربت وهى ممتنة له. سألها معتز : انتى كويسه يا أمى؟تحبى اود*كى فين وانا اوصلك. وكأن هذه الجمله حررت الدموع من حبسها وانطلقت كالشلالات فظن معتز انها دموع ماتعرضت له فقال ليبث لها الامان: -أرجوكى ياأمى متعيطيش انتى دلوقت بامان والكلاب خلاص هربو اهدى ارجوكى. وركب معتز كرسى القياده وانطلق بالمرأه وأخذ يتحدث لها ويتلطف معها حتى ينسيها ما تعرضت له وقال: -ها يا أمى مقلتيش عايزة تروحى فين. بكت المرأه مره أخرى وقالت : أنا مليش حد اروحله وماليش مكان اعيش فيه واستمرت فى البكاء معتز بشفقه وتأثر: ليه يا أمى فين اولادك؟ المرأه :هه ااااا اولادى رمونى طردونى فى الشارع. ضيق معتز عينيه فى أسف ااى ابناء هؤلاء وما هذ ا الجحود كيف يطردون امهم؟ وهناك بشر يتمنون ان تكون امهاتهم على قيد الحياه يرتمون فى احضانهن يختبئون فيه من غدر الايام، و*در الناس يلتمسون منهن الحنان والرحمه والدعم، ينهالون من دعاؤهن، اه ياأمى ليتكى معى الآن فى محنتى وانا فى اشد الحاجه لكى ليتك على قيد الحياة حتى إنها من حنانك..ويحرصني دعاءك ليتك معي ياامي . ثم القى نظرة على تلك السيدة ودموعها التى مزقت قلبه ،واقسم أن يكون لها ابن بارا لانه شعر انها ام منحتها له السماء فربت على يديها وقال بحب وحنان انتى حتيجى معايا يا امي. المراه باندهاش: اجاي معاك؟! على فيييين ! معتز : على بيت ابنك ......على بيتى وانطلق دون ان ينتظر موافقتها او رفضها فقد اقسم ان يكون حمايتها. وكانت هي مازالت تحت تأثير الدهشة وتنظر له من جانب وجهها وتتساءل من هذا الشاب وما حكايته، ولماذا يفعل معها هكذا، زفرت بحيرة وانساقت لقدرها ولا تعلم ماذا يخبئ لها اهو خيرا ام شرا. انتظرونى فى الحلقه القادمه اذكروا الله ذكرا كثيرا سبحانك اللهم وبحمده سبحان الله العظيم تباركت ياذا الجلال والاكرام اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا سهير عدلى وده اقتباس من الفصل الجاي - ﺍﻧﺰﻟي ﻳﺎأﻣﻰ ﻣﺘﺨﺎﻓﻴﺶ. ترجلت ﺍﻟﻤﺮأة ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﻫﻰ ﻣﺘﻮﺟسة خيفة. أﺧﺬﺕ ﺗﺘﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ بتفقد، ﻳاﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﺮﻳﻖ ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﻗﺼﺮ ﻣﺸﻴﺪ ﺑﺪﻳﻊ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﻗﺼﺮ ﻟﻢ ﺗﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻓﻰ، ﺍﺣﻼﻣﻬﺎ ﺫﻭ ﺣﺪﻳﻘﻪ ﻏﻨﺎﺀ ﻳﺘﻮﺳﻄﻬﺎ ﻣﺴﺒﺢ ﺑﻴﺎﺿﺎﻭﻯ ﺍﻟﺸﻜﻞ، ﺻﻤﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﻪ ﺭﺍئعه، سارا ﻣﺴﺎﻓﻪ ﻃﻮﻳﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻼ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺳﻠﻢ ﺻﻌﺪﺍﻩ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻼ ﺍﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﻋﺮﻳﺾ ﻣﺰﺭﻛﺶ ﺑﺎﻟﻮﺍﻥ ﻣﻨﺴﻘﻪ ﻭﺭائعه، ﺍﻧﺒﻬﺮﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻩ ﺑﻤﺎ ﺭأﺕ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻟﺖ ﻓﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ: - ﺍﻳﻪ ﺩﻩ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ ﻛﺪﻩ. ﻟﻢ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺒﺎﺏ ﻭﻫﻮ ﻳﻔﺘﺢ، ﻭﻓﺎﻗﺖ ﻣﻦ تفقدها ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺘﻮﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺕ ﻣﻌﺘﺰ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: - ﺍﺗﻔﻀﻠي ﻳﺎأﻣﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﻴﺘﻚ. ﻧﻈﺮﺕ ﻟﻪ ﻭﻫﻰ ﺗﻠﻬﺚ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺍﻻﻧﺒﻬﺎﺭ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺍﻗﻞ جمالا ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺟﻪ، ﺣﻴﺚ ﺍﻻﺛﺎﺙ ﺫﻭ ﺍﻟﺬﻭﻕ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﻭﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺳﻖ ﻭﺍﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺴﺘﺎئر ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﻪ ﻭﺍﻟﺘﺤﻒ ﻛﺎﺩ أﻥ ﻳﻐﺸﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﻧﻔﻀﺖ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺒﻬﺎﺭ ﻛﻢ ﺷﻌﺮﺕ ﺍﻧﻬا ضئيلة ﻭﺳﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﻴﻠﻤﺎﻥ، ﻭﺍﻥ ﻫﺬ ﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻛﻤﻦ ﻳﺮﺗﺪﻯ ﺛﻴﺎﺏ ﻭﺍﺳﻌﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺧﺮﺟﻬﺎ ﻫﺬ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺻﻮﺗ ﻣﻌﺘﺰ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺎﺩﻯ ﺍﻟﺪﺍﺩﺓ : - ﻓﺎﻃﻤﻪ .. ﻓﺎﺍﺍﺍﺍﻃمة ﺗﺎﺗﻰ ﺍﻣﺮﺍﻩ ﻓﻰ ﺍﻻﺭﺑﻌﻴﻦ، وجهها يتسم بالسماحة بدينة بعض الشئ ﻓﺎﻃﻤﻪ ﺍﺣﺪى ﺎﻟﻌﺎﻣﻼﺕ ﻟﺪﻯ ﻣﻌﺘﺰ ﺗﻌﻤﻞ لديه ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺑﺎﺧﻼﺻﻬﺎ، ﻭﺗﻔﺎﻧﻴﻬﺎ ﻓﻰ ﻋﻤﻠﻬﺎ، ﻭﻭﻓﺎﺅﻫﺎ ﺍﺳﺘطاعت ﺍﻥ ﺗﺒﻨﻰ ﺟﺴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﻪ ﻟﺪﻯ ﻣﻌﺘﺰ الذى ﻳﺜﻖ ﺑﻬﺎ ثقة عمياء، ﻭﻓﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺣﻴﺎﻥ، يحكي ﻣﻌﻬﺎ، ﻭﻳﺴﺘﺸﻴﺮﻫﺎ ﻓﻬﻰ ﺗﺤﺒﻪ ﺑﺼﺪﻕ ﻭﺗﺨﺎف ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﺑﻨﻬﺎ . تركض اليه وتجيبه بلهفة: -نعمين يامعتز يابني. ﻣﻌﺘﺰ : ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺎﺩﺍﺩﺓ ﻓﺎﻃﻤﻪ اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا كلام حلو اهو وأنا اليوم أذكركم بقصة يرويها لنا شيخنا الشيخ المحدث عباس ألقمي في كتابه منازل الآخرة حيث يروي (( القصة أوردها بتصرف )) :- كانت في إحدى العصور عائله كريمه مؤمنه قد سافرت عبر البحر وفي وسط البحر هبت عليهم عاصفة فتحطم مركبهم وهلك رب العائلة وأبنائه ونجت زوجته المرأة المؤمنة , تلقفتها الأمواج إلى جزيرة في وسط ذلك البحر أخذت المرأة المؤمنة هول المصيبة ووحشة الجزيرة فهي فارغة تماما من البشر وعندما كانت المرأة متحيرة متا لمه ملقيه على الأرض إذا برجل ضخم جدا كثيف الشعر قد فاجئها فارتعدت المرأة وأخذت تستر نفسها , تعجب منها الرجل قال لها لا يوجد احد هنا إلا أنا وأنتي لم تجبه المرأة اخذ ينظر إليها بوحشيه وبدون حياء المرأة خائفة لا تعلم ما تصنع توجهت إلى الله بالدعاء ,هجم الرجل عليها واخذ يحاول أن يفترسها افتراسا تمنعت كل التمنع وأخذت تدعوا ربها وتناجيه بصوت شجي وتبكي بكاء شديدا , قال لها الرجل لا يوجد احد غيرنا في هذه الجزيرة فمم تخافين ومم بكائك !!! قالت المرأة المؤمنة أوليس الله فوقنا أوليس من خلقنا ينظر إلينا أما تستحي ممن خلقك وتستحي من المخلوق قالتها وهي تبكي بشدة وتأن أنين قطع قلب الرجل واخذ يفكر ............. قال لها أنا شربت الخمر وزنيت وقتلت النفس المحترمة وفعلت ما فعلت فلم يذكرني احد بمن خلقني ولم أفكر يوما انه ينظر إلي فاستحي منه !!!!!!!!! تعجبت المرأة وقالت له الأولى بك أنت أن تتذكر ربك وسيدك ومن خلقك لا يحتاج العبد لمن يذكره بسيده وربه , استعبر الرجل وقال وهو باكي دليني على ربي وعلميني كيف اعبده , ومنها أصبح مؤمنا سائحا في طريق ربه يرجوا مغفرته ويطلب عفوه , أوصل المرأة إلى أهلها وهناك اخبروه بوجود راهب متعبد يأخذون منه العلم ويتعلمون العبادة منه , ذهب الرجل إليه واخذ يتعلم منه وعندما أراد الرجوع إلى جزيرته ليختلي بربه ويتعبد فيها بحريته ذهب معه الراهب وكان ينوي السفر إلى مكان أخر , وإذا هم في وسط الطريق كانت الشمس حارقة فقال الراهب للرجل ادعوا ربك أن يأتينا بغمامة تظلل علينا فالشمس حارقه , أجابه الرجل أنا استحي من ربي أن ادعوه وأنا الذي ما عرفته إلا من مدة قصيرة فقال الراهب إذن أنا أدعو وأنت تامن لي قال الرجل نعم فاخذ الراهب يدعوا والرجل يقول آمين , فجاءتهم غمامه وكانت فوق رؤؤسهم تظلل عليهم , وعندما وصلا إلى مفترق الطريق قال الراهب طريقي اختلف الآن عن طريقك فتوادعا وذهب كل منهم في طريق فجاءت الغمامة فوق رأس الرجل عندها تبسم الراهب وقال علمت إن دعائي استجيب ببركة تأمين التائب . فان للتائبين اجر عظيم . ((اللهم أنا نتوب أليك ياقبل التوبات اقبل توبتنا يا الله ))
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD