bc

عندما تتقلد الشياطين

book_age18+
265
FOLLOW
1.2K
READ
billionaire
forbidden
contract marriage
prince
drama
tragedy
bxg
city
childhood crush
crime
like
intro-logo
Blurb

ظُلمت و ظَلمتُ .. خُنت و خٍنت ، قُتلت و قَتلت ، انا الظالمة و انا المظلومة ، انا الشريرة برواية احدهم .. انا الشريرة بروايتي .. انا خليفة الشيطان .

I was wronged and wronged them.. I betrayed and betrayed, i was killed and i killed, I am the unjust and I am the oppressed, I am the evil one according to someone’s narration.. I am the evil one according to my version.. I am the successor of Satan.

chap-preview
Free preview
(( الفصل الأول ))
يجلس فوق مقعده الجلدي الوثير يضع ساق فوق الأخري .. نظراته الثاقبة المختبئة خلف عويناته ذات الإطار الفضي موجهه نحوها ، بيده قلمه المذهب ذا التصميم المميز ، و باليد الأخري يقبع دفتر ملاحظاته الارزق البسيط .. صمت مُطبق كان يعم الغرفة الواسعة بلونها السماوي الهادئ و أساسها الباهظ أبيض اللون ، هي مسطحه علي تلك الأريكة متموجة الشكل ، من ملابسها " الكاجوال " الباهظة تعلم أنها واحدة من ذوات الطبقة الأرستقراطية ، هؤلاء الذين يتعاملون مع الأموال و كأنها شئ غير قابل للنفاذ .. تنظر أمامها بشرود .. جفنيها الغائرين و السواد الذي يحيط بهما لا يدل علي شئ الا ان عينيها تجافيان النوم .. و كأن سلطانه نفاها خارج مملكته !!! بصوت هادئ رزين تحدث قائلًا : - تقدري تقوليلي إنتِ حاسه بإيه ؟ صمتت لبرهه قبل أن تجيبه بجمود و قد تكاثفت الدموع بأعينها : - مش عارفة ! دون شيئًا في دفتر ملاحظته ثم أعاد النظر إليها ليكمل بينما يتن*د متضجعٍا علي كرسيه الجلدي الوثير : - أحب أسمع البداية منك . تنفست بعمق مغمضة أعينها ثم أعادت فتحهما مرة أخري ، تحدثت بنبرة متقطعة : - البداية كانت كلها ظلم .. !!! ***** ... صـباحًـا ... ... في قصر أرسلان ... قصر هائل ذا لمحه عصرية يتميز بتصميمه اليوناني الفريد من نوعه ، للوهلة الاولي يقع الناظر له في حبه و كيف لا و تصميمه مستوحي من الاساطير العالمية ..! صوت كعب رفيع يطرق الأرضية الرخامية بـ رزانه و هدوء هو من شق سكون الأجواء ، كانت فتاة جميلة ذات ملامح مغوية و صارمة ! تتبختر في فستانها الاسود ذا التصميم العصري الملتصق علي جسدها كجلد ثانِ لها ، بـ طوله الذي لا يتعدي ركبتيها .. شعرها اللوزي يتمايل مع خصرها بـ دلال و إبتسامة واثقة صغيرة ترتسم على طرفي شفتيها الرفيعتين ، توقفت " سلا " عند المائدة الطويلة التي تضم أفراد عائلتها الذين يأكلون بصمت تام إلا من صوت ادوات المائدة التي تصطدم بالاطباق ، القت عليهم تحية مقتضبة ، فسحبت كرسيها المجاور لكرسي الجد " أرسلان " بهدوء لتجلس بعدها ملتقطة المنشفة من علي الطاولة تبسطها علي ساقيها العاريتان ، هرولت الخادمة نحوها بالعربة الصغيرة المتنقلة و الموضوع فوقها أشهي الوجبات التي تصلح كإفطار لتبدأ بوضع صحن افطارها امامها ، دقائق صامتة علي الجميع إلي أن ظهرت تلك الفتاة التي تتشابهه بصفاتها الا انها تبدو اصغر منها بعدة سنوات بذلك الوجه الطفولي المزين بنظارة سوداء كبيرة تخفي عينيها الزيتونية ذات الأهداب الطويلة ، رمت " مليكة " تحية الصباح بنبرة خافتة مقنضبة تكاد تُسمع ثم سحبت كرسيها في اقصي المائدة و جلست تأكل بصمت متجاهلة نظرات السخرية من المتواجدين ، حمحم " أرسلان " و هو يضع الشوكة و السكين اعلي الطبق بطريقة منظمة ليشبك بعدها يديه في بعضهما و كأنه يستعد لقول شئ فينتبهه له من علي المائدة ، بدأ حديثه قائلًا بصوته الرخيم : - عيلة المنصوري هيزورنا النهاردة ! همهمات منها مذهولة و منها غاضبة إرتفعت في الأجواء ليضرب " أرسلان " الطاولة هاتفًا بنبرة منفعلة : - مش عايز أسمع صوت !!! صمت الجميع فجأة ليتن*د " أرسلان " مسترسلًا في حديثه : - عارف إن بيننا عداوة من سنين .. و عارف انهم سبب حرق المخزن بتاعنا من كام شهر ، بس مننساش اننا ردينالهم الصاع صاعين . صمت قليلاً ثم اكمل و هو مخفض عينيه و كأنه يفكر : - " سرور المنصوري " جالي و قال انه عايز يخطب واحدة من بناتنا لحفيده الكبير " قادر " !!! كانت تاكل غير ابهه لما يحدث الي ان ذُكر اسمه لتقف الملعقة في منتصف طريقها الي فمها و قد ارتبكت عيناها للحظة لكنها تمالكت نفسها و اكملت ما كانت تفعله بهدوء كما يحدث دومًا ، شهقة فرحة خرجت من فم " ناردين " الحفيدة الصغري لتزجرها والدتها " ثريا " بنظرة حادة فتعتدل في جلستها محمحة بارتباك بينما قلبها يخفق بعنف ممنية نفسها بأن تكون هي من وقع عليها الاختيار لتكون عروس " قادر " فارس تلك العائلة .. رغم فرق السن الكبير بينها و بينه ، تظن انه اتم عامه الثاني و الثلاثين منذ عدة اشهر بينما هي بالكاد لم تتخطي التاسعة عشر !!! تحدث الابن الاكبر " فاضل " برزانه : - و انت وافقت يا بابا ؟ - وافقت طبعا بس بعد ما فكرت كويس و اخدت وقت عقبال ما ارد عليه .. بجانب أن العداوة دي بدات تأثر علي شغل العيلتين كمان انا مش هلاقي عريس احسن من " قادر المنصوري " لواحدة من حفيداتي .. شاب شهم قوي سمعته في عالم البيزنس زي الالماس !! - و مين سعيدة الحظ اللي وقع عليها الاختيار يا اونكل ؟! تحدثت تلك السيدة ذات الوجه المبهرج بالوان لا تناسب سنها الذي تعدت الخمسون بقليل بملامح ماكرة بينما تقبض علي يد ابنتها " سماء " و التي كانت تتن*د بضيق فيبدو أن والدتها نسيت او تناست انها شبه مخطوبة لابن عمها " طارق " !!! رفع عينيه ببطئ يجول بنظره علي حفيداته الأربعة المتمثلين في الاختين " سلا " و " مليكة " ابناء اصغر ابناءه " وحيد " ، فكانت " سلا " تجلس بشموخ ورثته منه اما " مليكة " فكانت دائمًا ما تنزوي بعيدًا كما تفعل دائمًا بجسدها الضعيف رغم حسن تقسيمه ، تنظر كل ثانيتين تقريبًا إلي ساعتها الذكية و التي لا تبارح يدها ابدا بينما تشد علي حزام حقيبة ظهرها و هي تزم شفتيها ببعض القلق ، ابتسم داخليًا .. يبدو انها تأخرت علي ميعاد فصلها الدراسي لكنها تخشي التحدث ، في صغرها كانت تعاني من مرض التوحد ، نادرة الكلام و التفاعل مع الوسط المحيط بها ، تخشي اي شخص عدا والدتها التي توفت منذ ان كانت بالعاشرة لتزيد حالتها سوءًا ، بل و تصبح عنيفة مع من يحاول الاقتراب منها ، و كان قراره حينها ان يجلب لها طبيب انجليزي متخصص حيث بدأ جلسات علاج مكثفة لها حتي اصبحت علي ما هي عليه الان .. نعم ليست لبقة في الحديث مثل شقيقتها الكبري لكنه يظل تحسن !! حمحم قائلًا : - بما ان " سماء " مخطوبة لطارق و " ناردين" لسة صغيرة فاظن ان " سلا " احسن واحدة تمثلنا قدام عيلة المنصوري ! همهم الجميع موافقًا الا " دينار " التي امتعض وجهها و معها " ناردين " ، نفخت الاخيرة بضيق و هي تتطلع بحقد دفين إلي " سلا " التي نفضت شعرها بعنجهيه مفرطة علي ظهرها فور أن أنهي الجد حديثه ، تمردت قائلة ببعض الانفعال : - و اشمعنا " سلا " يا جدو .. لية مش انا ! - " ناردين " صوتك ميعلاش في وجود الكبار يبنت !! صاح والدها " خيري " ساخطًا علي جرأة و وقاحة ابنته الوحيدة ، تحدثت " سماء " بنظرة باردة : - انا مش فاهمة انتي اي حاجة لازم تعترضي عليها لية .. ما " مليكة " جدو استبعدها و مفتحتش بوقها و لا اتكلمت ، لازم انتي تحطي التاتش بتاعك ؟ - انتي هتقارنيني انا ب " مليكة " دي بنص لسان .. - " ناردين " علي أوضتك و مش عايز اشوفك قدامي النهاردة !! قاطعها " أرسلان " صارخًا بصرامة ، لتنفخ بضيق ناهضة عن كرسيها بانفعال واضح ، راقبها " أرسلان " باعين غاضبة حتي ارتقت الدرج المستقيم و اختفت داخل الردهه ، تن*د مختنقًا ثم استدار برأسه ليحادث " مليكة " لكنه وجد مكانها خاليًا فبلع كلماته و حدق امامه بعمق ... **** ... بوقت فائت ... ... إيطاليا ... ... روما ... ... احدي المستشفيات المحلية ... تقف امام النافذة الزجاجية بينما تمسك بهاتفها ، بايدي مرتعشة ، كانت تضغط مرارًا و تكرارًا علي علامة الاتصال بإحدي الارقام .. دموعها تسيل علي وجنتيها الشاحبتان بسرعة مع نهنهتها المكتومة بيدها اليسري ، حاولت لاكثر من سبع مرات و في المرة الثامنة فُتح الخط لتسارع بوضعة علي اذنها اليمني بلهفة واضحة ، ازاحت كف يدها من علي فمها لتقول بإستجداء : - عمي .. أخيرًا رديت ، أنا .. أنا محتاجة مساعدتك ضروري يعمي ! جاءها صوته الصلب اللامبالي : - خير ؟ - خطيبي بين الحياة و الموت ، لازم يعمل عملية ضروري في خلال يومين و الا هيموت .. ارجوك يا عمي ساعدني انقذه ، ابعتلي .. ابعتلي فلوس من ورثي او افتحلي حسابي اللي في البنك . كانت تتحدث من بين شهقاتها المريرة ليرد " فاضل " بقسوة واضحة من بين حروفه : - انتي هتستعبطي يا بنت انتي .. فلوس اية و ورث اية اللي بتطلبيه ، انتي من ساعة ما فجرتي و طلعتي عن طوعي انا و جدك و روحتي للواد دا و انتي طلعتي برا حسابتنا .. انتي بقيتي عار علينا ، مفكرتيش احنا هيبقي وضعنا اية لو حد شم خبر عن المصيبة دي .. مفكرتيش وضعنا الاجتماعي هيتهز ازاي ؟ زادت حدة بكاءها : - عمي ارجوك .. دا بيموت ! - بت انتي خلاصة الكلام مفيش فلوس و مفيش رجوع علي مصر الا لما القصة دي تتقفل و تبعدي عنه ! لينهي بعدها المكالمة بإجحاف قاتل ، حدقت " عذراء " امامها بجمود غريب بينما تنزل هاتفها من علي اذنيها ببطئ حتي وصل لمنتصف ص*رها فقبضت عليه بشده غير مصدقة لجحود و قسوة عمها الذين اوصلوه للتضحيه بروح انسان عندًا بها و تفاخرًا بنفسه و كانه يقول انه الحاكم الناهي في تلك العائلة !! صوت تآوهه خافت ص*ر من ذلك الجسد المسجي علي فراش في بداية الغرفة جعلها تمسح دموعها بسرعة ، فتستدير اليه متلهفه ، اقتربت منه حتي جلست الي جانبه اعلي السرير ، تتحسس وجهه ناصع البياض الخالي من اي ، همهمت محاولة اخفاء نبرة البكاء بصوتها قدر الإمكان : - صباح الخير حبيبي . رفع يده المتورمة اثر الكيماوي يربت بها علي شعرها ببطئ مبتسمًا لها بصفاء رغم التعب و الشحوب علي وجهه .. - " آزرا " !! امتدت اصابعه تزيل دمعه وحيدة فضلت الاستقرار اعلي وجنتها الناعمة ، قضب ملامحه الباهتة بضيق ، ليهمس بصوته المبحوح : - ليش عم تبكي ؟ - متشغلش بالك . اتبعت جملتها بابتسامة خفيفة محركة كف يدها علي جانب وجهه المتعب و بعقلها فكرة واحدة .. انها علي وشك ان تفقد اعز شخص في حياتها ... ! ***** ... في نفس الوقت ... ... قصر المنصوري باشا ... قصر ضخم ، مهيب .. تفوح منه رائحة العراقة و الأصالة ، تصميم معماري صلب.. جرئ ، يخطف الأنفاس..يرجع تاريخه إلي اوائل القرن الماضى ، منذ عهد المنصوري باشا الكبير احد اعيان مصر في هذا الوقت .. جلست " جلنار " تحتسي قهوتها ببطئ داخل شرفتها المطلة علي الحديقة الغناء الخاصة بالقصر ، عينيها المكحلتان بكحل اسود قاتم برزت بوضوح بلونهما الزيتوني الذي ورثه كل ابناءها ما عدا " ظافر " ابنها الراحل ، ابتسامة حزينة شقت ثغرها و هي تنحني لتضع فنجانها اعلي المنضدة ذات السطح الزجاجي ، لتعتدل مرة اخري محدقة في الحديقة و قد ادمعت عينيها الشاردتين ، ابنها ، فلذة كبدها .. المفضل بالنسبة لها ، و الوريث الاكبر للعائلة لكن ليس بعد الان ، فقدته بسبب غباء و عناد عائلتها و عائلة أرسلان ، قست ملامحها بحقد فور ان تذكرت نهاية ابنها المأساوية علي يد عائلة " أرسلان " ، أحرقوه حيًا لم يهتموا لصرخاته المدماه .. لم يرحموه و لم يرأفوا به .. حتي انها لم تودعه كان جسده محترقًا لدرجة عدم وضوح ايًا من ملامحه الوسيمة الذي نمت امام اعينها عامًا بعام حتي اصبح شابًا فتيًا يسر الأعين . زفرت بقوة مغمضة عينيها لتمسح علي وجهها ببطئ ، فتحت عينيها من جديد متمتمة بقسوة برقت بصوتها : - حق ابني راجع يا أرسلان .." قادر " هياخد حق اخوه !!! **** صوت إطلاق النار شق الأجواء بقوة و صرامة ، يقف بطوله الفارهه يوجه سلاحه نحو الهدف ، عضلاته البرونزية البارزة من اسفل كنزته الرياضية ، وجه صارم حاد لكنه لا يمنع ان تكون به لمحه من الوسامة الشرقية الفذة ، اعتدل بوقفته ليستقيم ، وضع سلاحه علي المنضدة بهدوء ليخلع واق الاذن بتروٍ ، صوت تصفيق من خلفه جعله يستدير ليجد " كريم " ابن عمه يقف مبتسمًا له .. - هايل يا قناص !! رفع له حاجبه بتساؤل ليقول : - اية اللي جابك من الشركة دلوقت ؟ - " قادر " لو انت ناسي يعني ، احنا رايحين نخطبلك النهاردة ! - نعطل اشغالنا يعني عشان رايح اتزفت ؟! صاح " قادر " بالمقابل بقوة ، ليزفر " كريم " بصبر معتذرًا ، ليست جديدة عليه بالتأكيد ، فهذا هو " قادر " !! تركه " قادر " ليتجه نحو القصر بخطوات واسعة فيلحقه الأخر قائلًا و هو يحاول مواكبة خطواته السريعة : - سمعت مين اللي اخترهالك " أرسلان " ؟ - لأ .. مش فارقة كدا كدا النتيجة واحدة . قالها بإقتضاب ، ليذم " كريم " شفتيه قائلًا ببعض الخبث : - عندك حق .. هما فعلا ميتخايروش عن بعض ، كلهم .. و اطلق صافرة بفمه تعبر عن مدي جمال فتيات عائلة " أرسلان " ، رمقه " قادر " ببرود صقيعي ثم عاد ينظر امامه ليقول بنبرة جليدية : - النتيجة واحدة برضو .. لتتحول نظراته لاخري غامضة تنبئ بما يخطط له للثأر من تلك العائلة التي كانت السبب في موت اخيه الاكبر ... !! **** صوت انفاسها مسموع لجميع من في القاعة ، تحوم بتركيز حول خصمها و عينيها ترصد ادق حركاته و كأنها اسد مفترس .. بأقل من ثانية كانت تركض تجاهه قافزة في الهواء ، لتبرم نفسها متصيدة رقبته بساقيها فتقع ارضًا هي و خصمها محدثين ضجة بالقاعة و كانت قد ثبتته بقوة ، حررته بسرعة لتقف و يقف هو مبتسمًا ، صاح بصوت أجش : - اقدر اقول دلوقت ان التلميذ اتفوق علي استاذه ؟ - كله بفضلك يا كابتن . قالتها بإبتسامة رسمية ، لتلقي تحية قصيرة عليه ثم تنصرف و خلفها مساعدتها و حارسها، سارت في رواق معتم بعض الشئ حتي وصلت لغرفة ذات باب نبيذي قاتم ، فتح لها الحارس الباب لتدلف هي و تلك الأخري و يبقي هو بالخارج ، لتظهر غرفة كبيرة ذات جدران عا**ة يغلب عليها الألوان الغامقة من الأ**د و الرمادي و النبيذي ، تن*دت بتعب لتتجه نحو احد الابواب و الذي ظهر انه المرحاض الخاص بالغرفة فتغيب خلفه لدقائق ، جلست " ميرا " علي إحدي الأرائك و امامها علي منضدة صغيرة يقبع جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها ، اخذت تضرب علي لوحة المفاتبح الخاصة به بسرعة و دقة الي ان ظهر امامها صورة حية لمدخل قصر ضخم ، و ما نفكت حتي بدأت بالإنقسام لتصبح اكثر من ستة ، ابتسمت ابتسامة صغيرة فور ان رأت ذلك الموكب من السيارات الفخمة ، لتصيح بصوت عال نسبيًا : - chief .. العيلتين اتجمعوا . جاءت همهماتها من الداخل ، لتعض " ميرا " علي شفاهها بحماسة ، تريد أن تعلم ماذا ستفعل سيدتها لتخرب هذا التجمع النادر ، ثواني و ظهرت من خلف الباب و قد تصاعد الدخان الكثيف من خلفها ، تقدمت و هي تحكم اغلاق روب الاستحمام من الجانب ثم ذهبت لتجلس الي جانب " ميرا " المتحمسة ، تراقب دخول افراد عائلة " المنصوري " الي قصر " ارسلان " بأعين تشتعل بالحقد ، زفرت بصوت مسموع لتقول بصوتها الهادئ : - " مليكة " . التفتت لها " ميرا " تطالعها بدهشة لا بل بصدمة ! - chief .. انتي متأكدة من اللي عيزاه دا ! انتصبت واقفة لتتحرك حيث نقطة معينة لتظهر امامها صورة ل " مليكة " ، نظرت لها بلا تعابير لتقترب اكثر حتي باتت تلمس صورتها بإحدي اصابعها ، تمتمت بنبرتها الخفيضة المتباطئة : - أنا مش عايزة أذيها .. مينفعش أذيها أصلًا ، هي ملهاش ذنب في كل اللي بيحصل دا ، بس مضطرة !! لتلتفت الي " ميرا " مرة أخري تناظرها بعينين ميتتان بلا روح .. - نفذي و مش عايزة اعتراض ! لتأخذ " ميرا " نفسًا عميق مومأة لها بحذر ... ***** كانت الاجواء مشدودة و متوترة في قصر أرسلان ، النفاق هو ما كان يسود الجلسة ، الضحكات المزيفة من هنا و المجاملات من هناك ، الجميع متواحد ، ما عدا " مليكة " ، حتي الآن هي بالخارج لا احد يعلم اين ذهبت لكنه من المرجح ان تكون مع " مرح " صديقتها الوحيدة منذ الطفولة ، حيث انها تميل للأنعزال عن المناسبات كهذه ، لا تراها مناسبة لها فتفضل ان تبتعد عن المنزل ... بينما علي الجهه الأخري كانت سلا تهبط من علي السلالم بإبتسامة أرستقراطية واثقة ، عينيها تشعان غرور لتجابه هاتان الزيتونتين الباردتين ، أختارت ان تتأخر في تواجدها بتلك الجلسة حتي تخطف الانظار و بالفعل هذا ما حدث ، إذ رغم توتر الاجواء الا ان الجميع أجمع علي جاذبيتها و جمالها ، عدا هو فقط تابعها بأعين باردة .. غامضة لا تنم علي شئ مطلقًا .. ! القت تحية لبقة عليهم قائلة و ابتسامتها الهادئة لازالت علي وجهها : - bonsoir ! ابتسم لها " أرسلان" بخفة ليدعوها للجلوس بجانبه ، اقتربت منه لتجلس الي جانبه بخفة و هي تبدأ بسلاسة احاديث جانبية مع فتيات و نساء عائلة المنصوري و قد بدأت تنال إعجابهم عدا " جلنار " التي فضلت الصمت و عدم المشاركة بأي حوار ، رمقتها " ثريا " بنظرة مبهمة .. هي لا ترتاح لتلك المرأة ، كما انها تشعر انها تخطط لشئ ما .. تخطط لاتعاس " سلا " بكل تأكيد .. مر ما يقارب النصف ساعة حتي امر " أرسلان " حفيدته بأخد " قادر " و التوجه للحديقة حيث يمكنهما الحديث معًا ، و كان ما أمر ... زفرت بضيق تلتفت لإبنتها " ناردين " و التي كانت اول الحاضرين ، كانت تتكلم بحماس مع فتيات عائلة المنصوري حتي انها حاولت في احدي المرات ان تستدرج" قادر " لمحادثتها لكنه اكتفي برد مقتضب و عاد ليحادث " أرسلان " مرة أخري متجاهلًا اياها بفظاظة ، كثيرًا ما تندم علي فرط تدليلها لإبنتها ، لو كانت قست عليها قليلًا لما كانت ما هي عليه الان لربما كانت نقية مثل " مليكة " .. و علي ذكر " مليكة " دوي صراخ " سلا " الحاد بإسمها ، لينتفض جميع الموجودين من مكانهم ، ليظهر" قادر " و هو يهرول للداخل و علي يديه تقبع " مليكة " المدماه و بجانبه " سلا " المخطوف لونها ، صرخت " ثريا " باسمها فزعة لتنتفض من مكانها مهرولة ، ركض " ساهر " اليهم لينتشلها من بين يدي " قادر " الذي ظل ينظر لها بفراغ .. اما" أرسلان " فقط انهار علي مقعده غير مصدقًا لما يراه .. توقف عقله عن العمل تمامًا و كل ما يراه أمامه كأنه يري يوم موت أباها .. إبنه المفضل " وحيد " ! ***** ... قبل هذا بدقائق ... - اتفضل يا " قادر " . قالتها " سلا " بإبتسامة صغيرة تدعوه للجلوس علي احدي المقاعد بجانب حمام السباحة ، جلس واضعًا قدمًا فوق الأخري ببرود ، ليقول بينما يخرج سيجارة فاخرة من علبة معدنية مثقولة و كان مركز نظره فوقها : - بشمهندس " قادر " . - هه ؟ تعجبت ليرفع عينه اليها مرة اخري ، فيقول بنبرة صقيعية : - بشمهندس " قادر " .. لغاية ما تبقي مراتي دا اسمي . تداركت " سلا " نفسها سريعًا لتعود لترفعها مرة أخري قائلة بينما تضع ساقها المتألقة فوق الاخري : - يبقي تقولي دكتور " سلا " . - موافق . - so .. ممكن تقولي سبب اختيارك ليا ؟ - مختارتش .. انا معرفش واحدة فيكوا اصلا و لا حاولت ادور . اخذ نفس من سيجاره ثم نفسه مرة اخري محدقًا بالدخان امامه ، ليكمل محولًا نظراته الباردة اليها : - اظن ان الاختيار وقع عليكي من جدي بسبب التقارب في السن .. اظن انك قربتي ع ال 30 صح ؟ كانت " سلا " تشتعل داخليًا لكنها لم تظهر ، لتطلق ابتسامة مجلجلة قائلة : - معلوماتك غلط يا بشمهندس .. الصح اني لسة عندي 28 سنة . صمتت لبرهه ثم عادت تقول ببعض الخبث : - sorry for that but انا شايفة انك مختلف عن اللي بيحكوه عنك ! - ممكن افهم ازاي ؟ - انت ضعيف الشخصية .. سايب جدك يتحكم فيك في موضوع مصيري زي الجواز ، مبتبديش اي رأي ، انا شايفة انك واخد اسم علي الفاضي . و ابتسمت بغرور .. ظنت انها ردت له الصاع صاعين لكنها وجدته يضحك بضحكات عالية _ نسبيًا _ فأختفت ضحكتها ببطئ ، التفت اليها مرة اخري و هو مازال يضحك بخفة ليقول : - لا برافو عليكي دمك خفيف فعلا .. لتتبدل ملامحه فجأة الي القسوة .. فيقترب منها حتي كاد يلتصق بها ثم يهمس بنبرة دبت الرعب داخلها رغم تظاهرها بالع** : - كون اني سيبت جدي يختارك دا لان الجوازة دي مش هماني اصلا ، انتي يدوب حاجة بنحاول ننهي الخلاف اللي بينا بيها .. ابسطهالك اكتر يدكتورة ، انتي مجرد كبش فداء لعيلتك ، يعني هيكون كرم مني لو عاملتك زي ما بعامل الخدامين في بيتي ، دا مجرد جواز مصلحة يعني ميهمنيش .. مش هيبقي اخر جوازة ليا ، و لو فاكرة انك هتبقي مراتي بجد يبقي بتحلمي ، انتي هتبقي زيك زي انتيك في الاوضة عندي .. و يمكن الانتيك اغلي ، و اكيد جدك عارف حاجة زي دي و مع ذلك رخصك و وافق ! انتهي من حديثه ليصمت للحظة يطالع عيناها باحدي فذ ، انسحب مرة اخري ليجلس معتدلًا ، همهم ببرود : - اتمني تكوني فهمتي الموضوع ماشي ازاي ! رن هاتفه فاستقام مبتعدًا عنها ليرد علي الهاتف دون حتي ان يستأذنها تاركًا اياها خلفه تكاد ان تشتعل ، سار حتي وصل الي قرب البوابة و اخذ يباشر المتصل بأوامره ، مرت دقيقة الي ان صدح صوت فرامل سيارة عنيفة في الاجواء ثم اصتطدام شئ بالأرضية بعنف ليظهر صوت الحراس و الهرج بالمكان ، اغلق مع المتصل و اقترب من البوابة بحاجبين مقطوبان ، ليجد احد الحراس يسند احداهم و هو يحاول محادثتها لكنها كانت بعالم اخر بالكاد تقف علي قدميها ، بهيئة مبعثرة .. بل مدماه !! - " سلا " هانم .. الحقينا !!! صاح احد الحراس ليجد " سلا " تهرول من خلفه صارخة ب " مليكة " !! ابتعدت " مليكة " عن الحارس لتسير نحو " سلا " بخطوات متعثرة ، عينيها كانت ذابلتين و وجهها يتخلله الكثير من الجروح .. جسدها بالمامل يرتجف و تجر قدميها جرًا ، توقفت إلي جانبه لتترنح حتي كادت تسقط لكنه كان اسرع منها .. ليلتقطها بين احضانه متطلعًا لعينيها الشبه مفتوحتان بعمق فتندمج زيتونتيها الفاتحتين بخاصته القاتمة .. و كانت عينيه الغامضة هي اخر ما رأته قبل ان تغيب عن الوعي !! **** - لية " مليكة " بالذات اللي مكنتش عايزة تأذيها ؟ سأل الطبيب " خالد " بينما ينظر لها بتركيز ، صمتت للحظة تتطلع امامها و كأنها تفكر بالإجابة .. - عشان مينفعش .. هي كانت ضحية ليهم ، " مليكة " لو مكنتش موجودة مكنتش انا هبقي موجودة ، حياتي معتمدة علي حياتها ! ضيق " خالد " عينيه بشك ليسألها : - و هي فين دلوقت ؟ - مبقاش ليها وجود . - ماتت ؟ - تقدر تقول كدا . - مين اللي قتلها .. انتي ؟ احتدت عليه قائلة بأعين مشتعلة : - انا عمري ما اقتلها .. قولتلك حياتي كانت معتمدة علي حياة " مليكة " .. هما اللي قتلوها مش انا ، قتلوها زي ما قتلوا ابويا و امي و قتلوا كل اللي بحبهم !! هدأها قائلًا : - اهدي .. انا مش قصدي ، انا بحاول اساعدك مش اتهمك ! دلكت رأسها بتعب زافرة الهواء بقوة ، استقامت قائلة بنبرة باردة : - اظن ان كفاية اوي كدا النهاردة .. وقت ما هحتاجك تاني هجيلك . و انصرفت بهدوء مخلفة ورائها دوامة من الغموض و الحيرة داخله !! _ يُتبع _

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

رواية نور الآسر بقلم نوران جمال

read
1K
bc

عشقت جواد ثائر

read
1K
bc

رواية ☘︎"متاهة حُبك"☘︎

read
1K
bc

ابنة العم

read
1K
bc

روايات بقلم / نورهان القربي قوة و جبروت امرأة ( الجزء الاول)

read
1.0K
bc

أصفاد الماضي

read
1K
bc

رواية"العقرب ووحش الداخلية"

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook