(( الفصل الثاني ))

1519 Words
( سجينة )..! - أرجوكِ .. إرحميني ! همسة تعبة و لكنها كانت كفيلة بجعلها تنتفض من فوق سريرها شاهقة بذعر واضعة كف يدها فوق ص*رها الذي يرتفع و يهبط بجنون ، تلفتت حولها تحدق بالغرفة المظلمة الا من بصيص نور دقيق تسلل من خلف الستائر القاتمة ، لتأخذ نفس عميق مغمضة اعينها ثم تزفره تزامنًا مع فتحهما مرة اخري ، ازاحت الأغطية من فوق جسدها ناهضة من فوق السرير .. لتتجه نحو النافذة الكبيرة تفتح الستائر الخاصة بها ؛ لتصطدم أشعة الشمس القوية بوجهها فتنع** بعينيها الغائرتين بخندق اسود .. فركت وجهها بيديها ب**ل لتسير بخطوات **ولة نحو المرحاض ، غابت لعدة دقائق لتظهر مرة اخري مرتدية روب الاستحمام ، و بيدها منشفة صغيرة تجفف شعرها القصير بها ، وقفت امام المرآه تمشط شعرها ببطئ و قد شردت عينيها للبعيد ، تن*دت ببطئ مدلكة رأسها ببعض الألم ، ربطت شعرها بمطاطة سوداء اللون ثم وقفت للتتجه ناحية الدولاب الخاص بها ، التقطت منه بعض الملابس لتبدأ بإرتدائها .. انتهت من ما كانت تفعل لتلتقط حقيبتها الصغيرة واضعة داخلها هاتفها و محفظتها ، و بينما كانت تلتقط مخفظتها من فوق المكتب اذ بيدها تصطدم بذلك الكتاب متوسط الحجم ، فترتعش من فورها ، لتمسك به متطلعه فغلافه بنظرة مبهمة سرعان ما تحولت لأخري ضاحكة بخبث يلمع بوضوح.... ***** - مش ملاحظة انك اتأخرتي علي جلستك بحوالي اسبوع ؟! صرح " خالد " رافعًا احد حاجبيه ، لترتمي فوق الشالوزنج المريح قائلة بلامباله : - و اية يعني ؟ هز رأسه بقلة حيلة ليتبعها جالسًا فوق مقعده الوثير ، امسك بدفتره و قلمه ذا الشكل المميز ، ليشير لها بيدها معقبًا : - تقدري تتكلمي . زفرت مغمضة عينيها لما يقارب الخمس دقائق ثم بدأت الحديث قائلة : - انا قتلت عيلة " أرسلان " . قطب " خالد " حاجبيه ببعض الصدمة و صمت تمامًا ، لتميل برأسها نحوه فتتابعه بجمود ، قطعت الصمت بينما تهمهم : - مالك .. مكنتش تتوقع صح ؟ هز " خالد " رأسه ليتحكم في تعابير وجهه لتعود الي الحيادية مرة اخري ثم اجاب بتباطئ .. - تقدري تقولي كدا . - و هنا كان سر اللعبة ! **** ... عصرًا ... ... قصر أرسلان ... كانت " ثريا " تجلس الي جانب " مليكة " المسجاه علي سريرها الوثير ، تجاورها " سماء " التي تضع اللاصقة الحرارية فوق جبين تلك النائمة بعمق ، ملست " ثريا " فوق خصلاتها الناعمة بحنان بينما تتن*د بحزن علي ما آلت اليه الامور مع الصغيرة التي لا حول لها و لا قوة لتكون مستهدفة من احد اعداء جدها ، نطقت بهمس : - طول عمرها كدا .. مصابة و الكل جاي عليها ! أممت " سماء " علي حديثها و هي ترمقها بحزن .. - ساعات كتير بتصعب عليا اوي يا انطي .. يعني من صغرها و هي يتيمة الام ، الصراحة انكل " وحيد " مكنش محسسها بدا ابدًا بس ربنا افتكره هو كمان و سابها وحيدة كدا .. لاحت نظرة عدم الرضا علي وجه " ثريا " بينما تقول ببعض الأنفعال : - حتي أختها مسألتش عنها .. بقالها اربع ايام في السرير و حتي مكلفتش خاطرها تيجي تتطمن عليها ، البنت دي من صغرها و هي مش طبيعية بجد ! قطبت " سماء " حاجبيها بتفكير ، فقالت : - مش ملاحظة حاجة غريبة يا انطي ؟ رفعت " ثريا " رأسها نحوها تتساءل عما يدور في ذهنها ، لتكمل " سماء " : - يعني " سلا " طول عمرها باردة من ناحية " مليكة " ، طول عمرها بيحصلها مصايب و هي مش بتدي اي reaction ، اشمعنا المرة دي اللي عملت فيها ال show اللي عملته دا ؟ - " قادر " . اجابت بتهكم واضح ، صمتت لثانية ثم اكملت : - " سلا " خافت ان اختها تخطف منها الانظار حتي لو كانت بحادثة فقررت تعمل كدا .. كمان عشان تظهر قدامه بصوره البنت الحنينة اللي كانت هتموت علي اختها ! هزت " سماء " رأسها مهمهمة بفهم .. دقائق من الصمت **رها صوت طرق خفيض فوق الباب ، سمحت " ثريا " للطارق بالدخول ليفتح الباب ببطئ ، تظهر من خلفه فتاة بيضاء البشرة بوجنتان متوردتان .. ذات شعر اسود قصير بالكاد يصل الي منتصف عنقها ، تغطي جبهتها غرة قصيرة تنتهي عند بداية نظارتها الطبية الكبيرة .. ابتسمت لها " ثريا " و قالت مرحبة : - " مرح " اتفضلي يا حبيبتي واقفة عندك لية ؟ ابتسمت لها " مرح " في المقابل لتتقدم الي الداخل ، جلست علي احدي المقاعد المجاورة لسرير " مليكة " و بعد السلمات و الكلمات المعتادة اخرجت من حقيبتها السوداء ظرف ذا لون ابيض باهت مدته الي " ثريا " قائلة : - النهاردة كنا بنختار النوتة اللي هنعزفها في حفلة التخرج .. اخذته " ثريا " منها لتقلبه بين يديها ببعض الدهشة الي ان استقرت علي الاسم المدون فوق الظرف ، اكملت " مرح " حديثها .. - " مليكة " للأسف مكنتش موجودة عشان تختار عشان كدا انا اختارتلها نوتة هي بتحبها و كان نفسها تعزفها من اول ما بدأنا دراسة في الكلية .. معرفش هي غيرت رأيها فيها و لا لأ ، بس اتمني انها تكون لسة حباها . - white swan ! هزت " مرح " رأسها في حماسة لتخبرها : - نوتة جميلة جدًا .. اتمني ان " مليكة " اول ما تفوق تسمعهالك . **** - " فاضل " انا مش هرتاح غير لما اعرف مين اللي عمل في حفيديتي كدا .. اتصرف !!! صاح " أرسلان " بعنف ليضرب فوق سطح المكتب بقوة فور ان انهي جملته ، زفر " فاضل " ماسحًا فوق وجهه بتفكير . - انا من يومها و انا مهدتش و بدور ورا اي طرف خيط يوصلنا باللي عملوا كدا في " مليكة " .. مسابوش وراهم اي حاجة ولاد **** ! اردف " فاضل " ببعض الانفعال ، ليتابعه " أرسلان " بغموض من خلف عوينات الفضية ، اشاح بيده قائلًا : - تقب و تغطس انت و اللي معاك و تجبلي قرارهم ، و مش هقبل بأعذار .. فاهم يا " فاضل " ؟ اخذ نفس عميق و زفره ثم همهم موافقًا علي كلامه و لكن هل رأي أحدهم تلك النار التي تكاد تلتهم ص*ره ؟! ***** " سلا " كان يومًا عصيبًا بالنسبة لي ، كان علي ان اظهر في ابهي حلة ، اظهر الرقي لذي تربيت عليه منذ صغري ، و احاول خطف انظار تلك العائلة التي من المفترض ان اكون عضو منها بعد عدة اسابيع ، لكن و كالعادة اتت شقيقتي لتفسد كل شئ كعادتها .. الجميع لديه هذا الشخص الذي دائما ما يخرب عليه خططه و مشاريعه ، لكن ان يكون هو نفس الشخص الذي دمر حياتك ؟ دائمًا ما كنت مدلله أمي و أبي ، لا يوجد سوي " سلا " .. " سلا " هي محور الكون بالنسبة لهما ، الي ان أتت " مليكة " عندما كنت أبلغ من العمر 7 أعوام ، كانت صغيرة و ملائكية .. ظننتها ستكون لي ونس و رفقة ، لكن كل هذا ذهب أدارج الرياح حيث انها كانت هي السبب في موت والدتي .. كانت من المفترض الا تأتي ، امي كانت تعاني من مرض السكري ، اكتسبته بعد ولادتي ببضعه اعوام .. كان حملها ل " مليكة " يشكل خطرًا علي حياتها و لكنها اصرت أن يري جنينها النور حتي لو كان النور في حياته سيشكل عتمة و يسدل الستار علي حياتها هي .. توفيت أمي و لكن لم يتركوني ، الجميع كان يعوضني غيابها إلا أبي الذي كنت في أشد الحاجة إليه .. كان دائم الإنشغال بشقيقتي ، أراهن انه أضحي يحبها و يفضلها عني و كل هذا بسبب انها كانت تفتقر للصداقات و تجاهد للانعزال عن الناس علي ع**ي تمامًا ، مما كان يجعل الفتيات في سنها يتنمرون عليها بقولهم " صُمٌ " ، أصبحت امقتها و اغتاظ منها حتي وصل بي الأمر بأن احث الفتيات و الفتيان علي مضايقتها و احيانا يصل الامر لضربها .. هل أخبركي بسرٍ ما ؟ ذات مرة كنت أنا السبب في **ر ساقها و أيضًا أنا من اوقعها عن عمد في المسبح .. و كانت تساعدني ناردين إنذاك ، رغم اني كنت أكبرها بما يقارب العشر سنوات لكنها هي الأخري كانت تكرهها و السبب اهتمام عمتي " ثريا " بها كثيرًا .. أليست حياتنا مثيرة للشفقة؟! " مليكة " طفيلية .. تطفلت علي حياتنا جميعًا ، ليس من المفترض ان تكون موجودة بالاصل ، الان هي لم تكتفي ب أبي .. هي تريد " قادر " ، لن اسمح لها ، " قادر " بموتي او ... بموتها !!!! ***** حدق " خالد " بها ببعض الدهشة ليقول بينما يتململ في مقعده بتوتر : - انتي ازاي عرفتي كل دا .. يعني زي ما بتقولي الكلام دا كان في مذكرات " سلا " ! - كل سم في قصر أرسلان تحت ايدي وقت ما احتاج منه حاجة بجيبه ، و كلام " سلا " دا مكنتش محتاجاه عشان يأكدلي نوياها ناحية اختها . اجابت ببعض الجمود ، ليقطب " خالد " جبينه متسائلًا : - انا مش فاهم كان هدفك اية منهم .. انتقام و لا تحمي " مليكة " اللي مش شايف اي صلة بينكوا انتوا الاتنين ، مش شايفة ان الموضوع مريب و في حاجة غلط ؟ نظرت له للحظه قبل ان تجيب قائلة بلمعه برود في صوتها : - كل واحد فيهم اذاني بحاجة .. و اللي مأذنيش سبته و الدليل ان اكتر من نص العيلة لسة عايشين ! ثم اكملت و قد شردت عينيها للبعيد : - اما " مليكة " ف زي ما تقول ان كنت مسئولة عنها ، معرفتنيش الا في اواخر ايامها .. بس انا من زمان معاها خطوة بخطوة . صمت خالد لبرهه من الزمن يحدق امامه بتفكير و كانه يود ان يقول شئ ، ذم شفتيه بخط مستقيم و رفع رأسه لها ليقول بصوته الهادئ المخملي : - اعذريني ، انا المفروض مسألكيش سؤال زي دا .. بس اية اللي خلاكي تلجأي لطبيب نفسي و تحكيله حاجة بالخطورة دي ؟ حدقت امامها لعدة دقائق ، كانت صامتة و شاردة ، كأنها تفكر في الاجابة .. زفرت نفس عميق ثم نطقت بنبرة يسمعها للمرة الاولي منها .. نبرة منهزمة ! - " مليكة " .. انا هنا بسببها هي مش هتهدي و لا هتستكين غير لما اعترف لشخص باللي عملته !!! إذًا السر يكمن وراء " مليكة " ، وراء تلك المستضعفة في روايتها .. الطفيلية في رواية شقيقتها و اخيرًا الغامضة في روايته هو .. " مليكة " لغز كبير ، عليه حله حتي يفهم و يساعد تلك المجهولة امامه !!! _ يُتبع _
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD