bc

وتربعت في عرين الأسد ( الجزء الثالث من انقضاض الأ**د )

book_age16+
14
FOLLOW
1K
READ
drama
like
intro-logo
Blurb

سبع سنوات .... !!

أثنين أشبه بالماء و النار يتعايشون في منزل واحد وغرفة واحدة !! .. تأتي لحظات فتهيج النيران وترتفع حتى تصل للسقف وتحاول الماء إطفائها فتزيد من اشتعالها ! ، وطوال هذه السنوات لم تهدأ نزعاتهم مع بعضهم برغم كل شيء ! ، ولنتخيل أن كلٌ من الماء والنار يصبحوا أصدقاء وليس أعداء ! .. عجز عقلكم عن تخيلهم هكذا أليس صحيح !؟ ، وهذا هو الصحيح فالطبيعة شيء يصعب تغيره ، ولكن ماذا عن أسد وجد أحدهم يعبث بعرينه ويتجول فيه وكأنه مِلكًا له ، بتأكيد سيفتك به .. وسيبدأ أولًا بالانقضاض لالتهام فريسته ، ولكنها لم تكن بفريسة سهلة الالتهام حيث تمكنت من الفرار منه فتحول انقضاضه لجموح ؛ بأنها كيف تتجرأ الفريسة على اقتحامها لملكيته الخاصة ثم تفر من بين مخالبه ، ولكنها كانت على علم تام بنقاط ضعفه ولديها خبرة في كيفية استغلالها ، فاستغلتها أفضل استغلال ، لينتهي بهم المطاف والفريسة تجعل صائدها يخضع أمامها مستسلمًا وتتربع بعرين الأسد ! .

chap-preview
Free preview
الفصل الأول
مقدمة سبع سنوات .... !! أثنين أشبه بالماء و النار يتعايشون في منزل واحد وغرفة واحدة !! .. تأتي لحظات فتهيج النيران وترتفع حتى تصل للسقف وتحاول الماء إطفائها فتزيد من اشتعالها ! ، وطوال هذه السنوات لم تهدأ نزعاتهم مع بعضهم برغم كل شيء ! ، ولنتخيل أن كلٌ من الماء والنار يصبحوا أصدقاء وليس أعداء ! .. عجز عقلكم عن تخيلهم هكذا أليس صحيح !؟ ، وهذا هو الصحيح فالطبيعة شيء يصعب تغيره ، ولكن ماذا عن أسد وجد أحدهم يعبث بعرينه ويتجول فيه وكأنه مِلكًا له ، بتأكيد سيفتك به .. وسيبدأ أولًا بالانقضاض لالتهام فريسته ، ولكنها لم تكن بفريسة سهلة الالتهام حيث تمكنت من الفرار منه فتحول انقضاضه لجموح ؛ بأنها كيف تتجرأ الفريسة على اقتحامها لملكيته الخاصة ثم تفر من بين مخالبه ، ولكنها كانت على علم تام بنقاط ضعفه ولديها خبرة في كيفية استغلالها ، فاستغلتها أفضل استغلال ، لينتهي بهم المطاف والفريسة تجعل صائدها يخضع أمامها مستسلمًا وتتربع بعرين الأسد ! . _ الفصل الأول _ بعنوان (عودة غائب ) شهر كامل مر و أحد أعمدة المنزل المهمة ليس موجود ، وكانت تمر أيام هذا الشهر ببطء ممل فتجعل كل من في المنزل يزداد اشتياقهم لهذا الغائب ، ولكن اليوم فهو الأفضل على الأطلاق ؛ لأن هذا الغائب سيعود اليوم ، وكانت العائلة بأكملها موجودة بعدما طلب هو منهم الحضور اليوم حتى يتناولوا العشاء مع بعضهم ، وكانت النساء بالمطبخ يقومون بتحضير الطعام حتى يكون جاهز فور وصوله لمنزله ، وبينما كانت رؤية منشغلة بأمور الطعام سمعت صياح ابنتها ذات الست أعوام تصيح منادية عليها بصوتها المرتفع ، لتتجاهل صوتها في المرة الأولى .. والثانية ..والثالثة خرجت من المطبخ ثائرة وصاحت بها بغضب عارم : _ عارفة يا آيات أبوكي بس ياجي بالسلامة إن شاء الله وهقوله على عمايلك دي ، صبرك عليا ، ولا أنا هستنى أبوكي ليه عمك وخالك قاعدين برا أجابتها بضيق وتمرد وهي تنظر إلى أخيها الصغير الذي يتجاوز السنتين والنصف : _ ياماما مروان ماسك الريمود وشغال يلعب بيه ومش راضي يدهولنا عايزين نسمع تأففت بنفاذ صبر ثم أتجهت نحو صغيرها وطالعته بنظراتها الحانية وتطلب منه أن يعطيها جهاز التحكم ففعل بامتعاض طفولي ، فتلتفت وكانت تهم بإعطائه لابنتها ولكن لفت نظرها قناة الأخبار التي كانت في التلفاز ، وكانت الأخبار كالآتي " سقوط طائرة أقعلت من لندن في الساعة السادسة وكانت متجهة لمصر وحتى الآن لم يتم العثور على ناجون " فتذكرت محادثتها لزوجها في الصباح وإخباره لها بأنه سيأتي في طائرة السادسة ، فشعرت بانسياب أعصابها وانخفضت حرارة جسدها ليسقط جهاز التحكم من يدها ، فجلست على الأريكة عندما أحست بأن قدماها لا تتحملها ، ومجرد التفكير في الأمر جعل أنفاسها تتسارع ولا تتمكن على استنشاق الهواء ، فلاحظت آيات هذا وزعرت من الخوف على أمها وهي تحاول فهم منها إن كانت بخير أم لا ولم تجد إجابة فهرولت راكضة للخارج تصيح على كلا من خالها وعمها أن يأتوا ويلحقوا بوالدتها ، فسبقهم فهد الذي أسرع إلى الداخلة ليطمئن على شقيقته فأصابته الدهشة عندما رأى حالتها وركض نحوها يجلس بجوراها ويمسك بوجهها قائلًا في هلع : _ رؤية مالك إنتي كويسة ؟! هطلت العبرات من مقلتيها وقالت بصوت مرتجف وبكاء حار وهي ترتمي بأحضانه : _ مصعب يافهد .. مصعب _ ماله مصعب !!!؟ قالها بريبة شديدة لتشير بيدها على التلفاز وهي تهتف من بين بكائها : _ بص نظر إلى التلفاز هو وليث ، فاحتلت الصدمة محياهم ، وتغلغل الرعب في قلبهم ، وفورًا ليث أخرج هاتفه وأجرى اتصال بأخيه فكان هاتفه مغلق ، ليتطلع بفهد في نظرة خوف تبادلا كلاهما إياها ، ولحظات وجاء طارق ومؤيد من الخارج ، وكذلك كلٍ من حياة وصفا وبتول ومودة خرجن من المطبخ على أثر صوت الرجال وليصبهن ما صابوهم حينما رأو الخبر وكان أكثرهم حياة التي كادت أن تفقد وعيها في لحظتها ، وبتول اقتربت من رؤية التي منخرطة في نوبة بكاء عنيفة وجلست بجانبها لتضمها لص*رها وتتمتم في قلق تحاول إخفائه وإظهار الثبات حتى لا يضعف كلاهما : _ اهدي يارؤية إن شاء الله يكون بخير ، احنا لسا متأكدناش حتى إنها نفس الطيارة اللي ركب فيها صاحت ببكاء هيستيري : _ هو كلمني الصبح وقالي إنه هيركب في الطيارة دي يابتول اجرى ليث اتصال بأحد معارفه يعمل بالمطار وطلب منه معلومات عن الطائرة التي سقطت ، ولكنه لم يخرج بشيء مفيد يُمكنه من معرفة هل أخيه بخير أم لا ، فتمر اللحظات والدقائق في جو يخيم عليه القلق والرعب على الجميع والبكاء من زوجته وشقيقتيه وحتى ابنته التي أحست بأن هناك مكروه أصاب أبيها ، ولكن رؤية لم تتمكن من التحمل أكثر من ذلك واغمضت عيناها معلنة تغيبها على واقعهم الأليم ، فأسرع فهد وحملها وصعد بها إلى غرفتها ثم وضعها على الفراش وبقت بتول معاها بعد استيقاظها لكي تهتم بها ، ولكنها رفضت بقاء أي أحد معها وأرادت البقاء بمفردها ! .. ومرت الساعات والجميع قلوبهم يزداد نبضها كلما يمر الوقت ، وكان كل من ليث ومؤيد سيذهبون إلى المطار حتى يحاولون الوصول لأي شيء ، فحدث ما جعل منهم كالاصنام لا يتحركوا ولا يص*روا صوت ، حيث فتح مصعب الباب ودخل وهو يجر حقيبة ملابسه خلفه ، وفور دخوله تهتاف الأطفال في سعادة وركضت آيات هي وأنس ليعانقا أبيهم ، فقابل عناقهم له بسعادة وبادلهم العناق في حنو أبوي ، وهو يقبل شعر ابنه ويضمه سائلًا إياه عن أحواله ، ثم يتجه إلى ابنته ويفعل المثل ولكن برقة أكثر تليق بتلك الفتاة التي لا يراها إلا استنساخ عن والدتها في كل شيء ، ثم رفع رأسه وانتصب في وقفته وهو يقلب نظره بينهم جميعًا في حيرة واستغراب ثم يهتف في هدوء يحتوى بداخله على قلق : _ في إيه مالكم قاعدين كدا ليه !؟ ، في حد جراله حاجة ؟ تحدث أحدهم أخيرًا وكان ليث حيث قال في ذهول : _ إنت جيت إزاي ؟! تمتم ببساطة شديدة وبرود ليس بجديد عليه : _ بالطيارة يعني هكون جيت مشي مثلًا ! كاد فهد أن يلكمه بغيظ من طريقته الباردة هذه ، وكأنه لم يحدث شيء ، وصاح به مندفعًا : _ لا مهو مش وقت برودك يامصعب ، جيت إزاي والطيارة اللي قولت جاي فيها وقعت تن*د بعمق ثم أجابهم بعدها بثوانٍ قليلة وهو يجلب مقعد ليجلس عليه : _ ما أنا عرفت بموضوع الطيارة أنا وجاي في الطريق ، بس أنا مكنتش فيها .. جالي شغل مفاجئ مرة واحدة وأضطريت إني الغي معاد الطيارة ومن حظي إن كان في طيارتين في نفس اليوم فغيرت الحجز على الطيارة اللي بعد دي وخلصت شغلي وركبت اقتربت حياة منه ثم عانقته وقالت في راحة نفسية : _ الحمدلله إنك بخير ، حمدلله على سلامتك _ الله يسلمك ياحبيبتي واقتربت صفا بدورها لترحب بأخيها في ترحيب حار ، ومن ثم بدأ الترحيب من الجميع باستثناء فهد الذي اقترب منه وعانقه فهمس مصعب في أذنه بنبرة مشا**ة وتحمل القليل من الجدية المزيفة : _ افضالك بس يابن العم وهتشوف حاجة غير البرود خالص ضحك فهد بخفة على مزاحه الذي إن كان شخص غيره كان ليخيل له أنه جاد حقًا في حديثه ويتوعد له بالعقاب العسير ، وبعد أن ابتعد عنه بحث بنظره عن زوجته فلم يجدها بينهم ليقول في تعجب : _ أمال رؤية فين ؟! قالت حياة في حزن وضيق : _ تعبت جامد وطلعناها أوضتكم ومرضيتش تخلي حد يقعد معاها هب واقفًا فورًا فور معرفته بتعبها ، وقوىْ شعور القلق في قلبه أكثر من اشتياقه لها ، مما جعله يهرول صاعدًا الدرج متجهًا نحو غرفته وقبل أن يفتح الباب قرر أن تكون لحظة رؤيتها له مختلفة ولو قليلًا ، حيث طرق الباب برقة شديدة ليسمع صوتها المنفعل والباكي : _ قولتلكم مش عايزة حد يقعد معايا فتح هو الباب ببطء ثم أدخل جزء من رأسه وقال في ابتسامة واسعة وأعين دافئة : _ طيب ينفع أقعد أنا ؟! سماع صوته كان بمثابة صعقة البرق التي صعقتها بمكانها وجعلتها تتصلب بفراشها ، مثبتة نظرها عليه بعينان دامعة ومشتاقة وفي نفس ذات اللحظة مذهولة ، ولوهلة ظنت أنها تتخيلها ولكن عندما رأته يدخل بهيئته الكاملة ويغلق الباب ثم يتقدم نحوها ليجلس بجوارها على الفراش ويضمها لأحضانه هامسًا في نبرة ناعمة : _ إنتي كويسة ياحبيبتي !؟ هزت رأسها بالنفي وهي تنفجر باكية وتتشبث بقميصه كالغريق الذي وجد طوق النجاة له ليكمل هو برزانة : _ أنا كويس والله ، ومركبتش في الطيارة اللي وقعت جالي شغل وغيرت الحجز وركبت في الطيارة اللي بعدها لم يتوقف بكائها بعد بل أزداد وهي بداخلها تشكر ربها مرارًا وتكرارًا لأنه حفظه لها ، أما هو فأبعدها عنه بلطف وطالعها بنظرته الحادة قائلة : _ ما خلاص يارؤية كفاية ، يعني لا سليم عاجب ولا ميت عاجب ، لو كنت مت كنتي هترتاحي يعني لكمته في كتفه بقوة في اغتياظ وقالت من بين دموعها التي تملأ وجهها : _ بطل كلامك البارد ده ! _ واضح إن في إجماع على الصفة دي ! ، وامسحي دموعك دي وبطلي بكى إنتي عارفاني مبحبش النكد قالها بجفاء متصنع تصنعه باحترافية وهو يقاوم في إخفاء ابتسامته ، لتتأمله هي في اشتياق وأعين أثرته بهم وتمكنت من رسم ابتسامته على محياه ، فجذبها له مجددًا مقبلًا شعرها وهو يقول شبه ضاحكًا : _ طيب خلاص كفاية ، أنا مش فاهم إنتي بتبكي ليه لسا ، مش أهيني قدامك وزي الفل أتاه صوت حبيبته الناعم أخيرًا وهي تهمس في عشق : _ الحمدلله إنك بخير وكويس ، كان هيجرالي حاجة والله لو مكنتش شوفتك قدامي تمتم مداعبًا قاصدًا إثارة غيظها وهو يضع يده على أحشائها قائلًا : _ هو شهرين فاضلين بنتي تاجي الأول بس وبعدين براحتك جحظت عيناها بصدمة ودفعته بعيدًا عنها وهي تقول في نبرة نارية : _ بقى كدا يعني أهم حاجة بنتك وأنا مش مهم تجرالي حاجة ولا أموت حتى !! أص*ر ضحكة بسيطة ثم قبض على كفها ورفعه لفمه يلثمه بنظرة تعشقها منه ويتمتم في عاطفية صادقة : _ العيل يروح وياجي غيره ، لكن مفيش غير رؤية وحدة ومش هياجي غيرها _ أيوة سبتني بالكلمتين دول ! قالتها باقتضاب وهي تجاهد في إخفاء ابتسامتها وفرحتها بعودته لها ، ومهما فعلت فهي تعجز عن مجابحة مشاعرها حينما يسيطر عليهم هذا اللئيم بطرقه الخبيثة حيث اقترب وطبع قبلة رقيقة على جبينها وهو يغمغم في صوت يقطر حبًا وحنانًا : _ وحشتيني يارؤيتي شقت الابتسامة طريقها لثغرها وكادت تكملها حتى أذنيها ولكنها عانقته متعلقة برقبته وهي تقول بنبرة أكثر عاطفية منه : _ وإنت كمان وحشتني أوي فيجيبها في تلذذ وشهية قاتلة : _ ووحشتني القهوة اللي بتعملهالي كل يوم الصبح ، أنا ليا شهر مبشربش قهوة بقيت شبه المدمنين ابتعد ورفعت حاجبها اليسار وقالت بابتسامة ماكرة في مرح : _ أهاا قول كدا ، إنت وحشتك قهوتي مش أنا ! تعالت هنا صوت ضحكته الرجولية ورفع سبابته في وجهها قائلًا بمشا**ة أشد : _ متفهمنيش صح ! هبت واقفة وهي تبتسم بعدم حيلة منه فهي تعشقه أكثر كلما يكون هكذا ، وتحارب كل الظروف التي تحاول إغضابه حتى لا يتحول إلى وحش كاسر ومتوحش . أكمل هو وقال في تساءل : _ فين مروان ؟! _ تقريبًا في أوضة بتول أكلته ونام نهض هو الآخر وغمغم في خفوت جميل : _ طيب يلا اغسلي وشك والبسي طرحتك وأنا هسبقك على تحت أماءت له بالموافقة في عذوبة ، ورحل وتركها لتسجد سجدة شكر لله تحمده مرارًا وتكرارًا على عودته سالمًا لهم . *** انتهت جلستهم العائلية بعد ساعات طويلة وكل منهم ذهب لمنزله بعدما قضوا وقتًا مِرحًا في ضحك و مزاح ، وتحديدًا في منزل ليث الألفي ........ كانوا يجلسون كعائلة جميلة أمام التلفاز يشاهدونه باستمتاع وقد زادت هذه العائلة فردًا منذ سنة ونص ، وكان بتول تحمل هذه الطفلة على قدميها وهي أيضًا تشاركهم في المشاهدة ، أما زينة التي تبلغ من العمر ست سنوات فكانت تتخذ ساق والدها وسادة لها حيث تضع رأسها على ساقه وتمدد جسدها على جزء صغير من الأريكة الكبيرة التي تسيعهم ثلاثتهم ، وبينما يقطع جلستهم إلحاح الطفلة الصغيرة إلى الذهاب لأبيها أيضًا ، فاردة ذراعيها له تحسه على حمله ؛ ففعل فورًا وهو يبتسم بحنان مما أشعل فتيل نيران الغيرة في ثنايا الابنة الكبرى حيث هبت زينة جالسة وطالعت أبيها شرزًا ، فكاد أن ينفجر ضاحكًا ولكنه منع نفسه عن طريقة اقترابه من أذن زوجته ليهمس ضاحكًا بخفة : _ شايفة البت بتبصلي إزاي كبحت بتول ضحكتها أيضًا ولكن الأخرى قفزت بينهم وقالت بفضول قاتل : _ بتقولوا إيه ! نظر لها ليث ببرود وقال بنبرة تشبه نظرته قاصدًا إغاظتها أكثر : _ وإنتي مالك نظرت إلى أمها وقالت متوسلة : _ ماما عشان خاطري كان بيقولك إيه بابا ؟ دفعها بخفة ويقترب مجددًا من أذن بتول ويمثل هذه المرة أنه يهمس لها في أذنها مجددًا فتشتعل الصغيرة فضولًا وغيظ ف*نفجر بتول ضاحكة وتقول بخفوت : _ خلاص ياليث هتولع والله من غيظها قالت متوسلة وقد وصلت لزورة فضولها : _ قولولي بتقولوا إيه عليا يوووه قال ليث مكملًا مشا**ته لقطعة قلبه الأولى : _ بقولها إن زينة دي وحشة وبتتدخل في اللي ملهاش فيه غامت عيناها بدموعها الطفولية وهبت واقفة وهي تقول متذمرة : _ إنتوا اللي وحشين وهرولت نحو غرفتها فنظرت بتول إلى زوجها ترمقه بنظرة معاتبة فقال شبه ضاحكًا : _ لا متصعبش عليكي دي دموع تماسيح تلاقيها نكزته في كتفه بقوة وتبادله الضحك وهي مغلوبة على أمرها : _ بتحط عقلك من عقل بنتك يا ليث ، أنا هقعد ادادي فيهم ولا فيك غمز لها بمكر وتمتم في نبرته التي تعملها جيدًا : _ فيا طبعًا يا أم البنات ض*بت كف على كف ضاحكة بقوة في عدم حيلة من أمره ، فهي تشعر أنها تتولى مسئولية ثلاث أطفال .. طفلتيها وأبيهم ! ، ولكن شعورها ليس خاطئًا فالرجل طفل بالفعل يحتاج للحنان والرعاية في كل شيء ، ومنذ أن كان طفلًا كانت ترعاه أنثى ( أمه ) والآن ترعاه زوجته .. وحقًا يحتاج للمسايسة كالطفل .. فالاطفال لا تأتي بالعناد ولكن بالمسايسة وهو كذلك ، فمن تتقن تربية الأطفال ولديها خبرها في أمورهم ربما بنسبة 90% في المئة ستتقن معاملة الرجال كيف تكون . جذبها إلى إحضانه مقبلًا شعرها برقة وعشق ف*نفست هي الصعداء براحة نفسية ، ولكن يبدو أن هذه الجلسة ستصبح جلسة أب وطفلته فقط حيث ابعدت الطفلة الصغيرة أمها عن أبيها صائحة ببعض الكلمات الغير مفهومة ومن معالم وجهها الصغير فهموا ضجرها ، فهنا أنفجر ليث ضاحكًا بصوته المرتفع وقال في مزاح : _ إيه الحب اللي نزل عليكم ده مرة واحدة تحولت الزوجة لطفلة لا تختلف عن ابنتها حيث وثبت واقفة وقالت في نظرة متق*فة : _ طيب سيبهالك وقايمة ، اروح أشوف بنتي الغلبانة دي وخليك إنت مع المفعوصة دي طالع صغيرته وقال في تصنع الضيق : _ عاجبك كدا أهو القعدة رست علينا احنا بس ياقردة ابتسمت له بابتسامة اخترقت قلبه وجعلته فورًا ينحنى ليلثم وجنتها بعدة قبلات متتالية في رقة ثم ينهض ليذهب ويرى زينة قلبه التفي ذهبت غاضبة ....! *** فتحت باب المكتب ببطء وادخلت جزء من رأسها تقلب نظرها في هذا الظلام فلمحته متسطح على الأريكة ونائم ، فابتسمت بلطف وتوجهت نحوه بحرص حتى لا توقظه ثم انحنت قليلًا أمام الأريكة ومدت يدها تغلغلها بين خصلات شعره الغزيرة في نظرات شغوفة وعاشقة ، ربما هو يجهل مدى اشتياقها له بسبب شهره الذي قضاه بعيدًا عنهم .. تذكرت أيامهم الأولى من زواجهم كيف كان رجلًا لا يطاق في كل شيء ، معاملته القاسية وطريقته الجافة ، غضبه المرعب وشخصيته التي تجعل أي امرأة تنفر منها ولا تقبل به كزوج لها مطلقًا ، وكل هذا كان بسبب المعاملة القاسية وعدم الاهتمام الذي لم يحظى به من صغره وبعض المواقف والأشياء الذي عاشها ، فهذه حقيقة لا تتغير في بعض البشر أن بيئتهم ومايعيشونه تؤثر عليهم وهو اكتسب القسوة والجفاء من زوجة والده التي لم تريه سواها ، بل جعلته يرى أسوء أشكال القسوة الذي يمكن أن يراها طفل ولا سيما في أن الأب كان له يد في هذه الجريمة بحق ابنه وأنه لم يرعاه جيدًا ! . كان بيدها أن تقرر مصيرها من البداية وهي تعلم أنها ستتمكن من فك القيود والتحرر من براثن هذا المفترس ، ولكنها رفضت بنفسها عدة مرات وأصرت على أن تعرف نقاط ضغف هذا الرجل حتى تصبح هي الربان ! ، عانت كثيرًا وتحملته حتى تمكنت من الوصول لحلول لكل عيوبه ، فهمت جيدًا كيف تتعامل معه ، فأخمدت نيرانه واسكنت قسوته وجفائه في الأعماق ، نعم فليس كل النساء لديهم القدرة على تحمل رجل مثله ولكن البعض الآخر لديهم القدرة ، ولا شك في إن ليس كل رجل قاسي يشبه الآخر فهناك رجال المحاولة معهم أشبه بانتحار تدريجيًا ، وهناك رجال لديهم مفاتيح لكل شيء معقد فيهم وهو كان كذلك . ولكن مهما فعلت لن تتمكن من تغير الحقائق ، فمن يملك طبع سيء ربما لا يملك القدرة على جعل هذا الطبع جيد ، وهي فشلت في تغيير طباعه ولكن كما قلنا امتكلت المفاتيح لكل شيء ، فإبمكاننا تشبيهه الآن بالقط الذي يعد من الح*****ت الأليفة ولكن يجب علينا تذكر دائمًا حقيقة هذا القط وهي أنه يعد من فصيلة النمور والأ**د ومهما أظهر لك عن وجهه الأليف ستأتي اللحظة ويسيطر عليه طبعه المتوحش ويظهر عن حقيقته ليتحول إلى أسد مجددًا .. قِط !! ، نعم فقد جعلت منه قطًا أليفًا بعد سنين من العناء الطويل مع هذا الأسد ، ولا يوجد أدنى شك في أن كلٍ من القط والأسد استخوذا على قلب المرأة التي كانت فريسة لقسوة رجل صعب التعامل . تن*دت بعمق وهي تمعن النظر في لحيته التي نموت وملامحه الصارمة حتى في نومه ، ثم قربت وجهها وطبعت قبلتها على حبينه في رقة وانتصبت في وقفتها لتهم بالرحيل ولكن صوته الخشن جعل أعضائه ترتجف من الفزع حيث قال : _ قاعدة صاحية ليه ؟! التفتت له وقالت وهي تتأفف بصوت واضح عليه أثر الرجفة : _ هو إنت صاحي !! ، حرام عليك وقفتلي قلبي والله رفع رأسه وجزء من جسده ليترك لها مساحة وهو يتمتم بنبرة عادية تمامًا مشيرًا بعيناه على المكان الذي افسحه لها : _ تعالي اقعدي هنا وربعي قطبت حاجبيها من طلبه وبالأخص طلبه منها أن تجلس التربيعة ، ولكنها فعلت كما طلب بدون أن تنطق ببنت شفة ، وبمجرد جلوسها واتخاذها الوضعية الذي طلبها منها وجدته يضع الوسادة في حجرها ويتمدد على ظهره مجددًا واضعًا رأسه على الوسادة التي في حجرها ، ووجه مقابل وجهها تمامًا ، فأغمض هو عيناه وتمتم بإرهاق : _ اعمليلي المساج اللي بتعمليه علطول يمكن يريحني شوية ، دماغي هتتفرتك من الصداع ومش عارف أنام ابتسمت بحنو ووضعت يدها اليمنى على جانب رأسه اليمين وفعلت المثل مع اليسار ثم بدأت تدلكه بمهارة وإحترافية ، بلمساتها الرقيقة التي بإبمكانها أن تزيح كل الآمه ، وسمعته يص*ر أنينًا خافتًا ، لم يكن أنينًا متألمًا ولكن كان أنينًا متلذذًا ب*عوره بالراحة فور بدأها في سحرها الذي يجعله يؤمن بأن ليس هنا طبيب بإمكانه مداوة ألمه مثلما تفعل رؤيته ! ، وهمست هي أخيرًا موبخة إياه : _ لازم يجيلك صداع أنا متأكدة إنك مكنتش بتنام زي الناس في الشهر اللي أخدته في الشغل ده _ أد*كي قولتي شغل ، يعني مكنش في وقت للنوم أساسًا يارؤية يدوب كنت بلحق أنام كام ساعة قالت في حدة بسيطة : _ غلط لعلمك اللي كنت بتعمله ده يامصعب قال في عدم مبالاة : _ طاب غلط ولا صح كملي إنتي وساكتة ياصاحبة الأيادي السحرية ! قهقهت بخفة واستمرت في تدليك رأسه كما يطلب وبعد دقائق خطر على عقلها شيء لم تتمكن من منع ل**نها في التحدث عنه حيث قالت بترقب : _ عملت إيه يامصعب في اللي الموضوع اللي قولتلي عليه قبل ما تمشي ؟ تمتم بصوت خافت : _ موضوع إيه !؟ _ المحل اللي في البلد يامصعب !! أظهر عن حدته في نبرته حيث قال : _ أظن إني سبق وقولتلك هعمل إيه قالت معترضة : _ بس يامصعب البيع عمره ما كان حل بعدين ده تعب وشقى أبوك حرام يعني يروح للغريب استفاد بيه إنت بأي طريقة طلاما هو ملكك من الورث بدأ يفقد أعصابه و ولكنه يتحكم فيها بصعوبة حيث قال في نبرة محذرة : _ رؤية ياتكملي مساج إنتي وساكتة ياتقومي وتحلي عن نفوخي أنا مش ناقص صداع عبس وجهها بشدة وقالت في غضب : _ إنت ليه عنيد كدا !! ، يعني أنا عايزة أساعدك وإنت مش عاجبك ! ابتعد عنها وهب جالسًا وهو يفرك جبينه كحركة تلقائية تدل على أن غضبه في الطريق : _ شكرًا مستغنين عن خدماتك ، وقومي يلا بدل ما أتعصب عليكي وتزعلي مني حدقته بخنق وغيظ ثم هبت واقفة وهمت بالرحيل ولكن شعرت بنغزة في أحشائها فتوقفت وأص*رت شهقة مرتفعة وهي تضع يدها على بطنها المنتفخة ، فيثب هو واقفًا ويحاوطها من كتفيها قائلًا في قلق حقيقي : _ مالك ؟ قالت بتألم بسيط : _ معرفش حسيت بألم في بطني مرة واحدة اعادها لتجلس على الأريكة مجددًا وينفجر بها منفعلًا : _ لازم تتألمي ياهانم هو مش الدكتور قالك متعمليش مجهود كتير ! ، بس إنتي طبعًا مبتسمعيش الكلام وحتى في دي بتعاندي ، إيه حابة تولدي في السابع ! اغتاظت وتحولت للهيب من النيران حيث هبت به في اندفاع : _ إنت بتزعقلي ليه ما كله بسببك ، ما شاء الله عليك مبتضعيش وقت أول من جيت وهتعلي الضغط عليا ، على المغرب ضغطي كان عالي وكنت ممكن أروح المستشفى بسبب إنك ولا في بالك تتصل وتطمنا عليك مش لو كنت حضرتك اتصلت وقولت إنك غيرت معاد الطيارة مكنش ده حصل ، ودلوقتي شكله ضغطي هيعلى تاني بسببك _ أنا قايلك مليون مرة مبحبش الزن الكتير في حاجة إنتي عارفة كويس ردة فعلي هتكون إزاي ، لكن إنتي اللي مبتفهميش لا وبتقلبي بوزك شبرين لما اتعصب عليكي ! هبت واقفة مجددًا وقالت مزمجرة : _ أيوة إنت دايمًا كدا مش بتغلَّط نفسك أبدًا ، ومتجيش تنام جمبي فوق خلي الكنبة هنا تنفعك طالما أنا نكدية وبقلب بوزي شبرين ثم غادرت وتركته يزفر بخنق ويتأفف مستغفرًا ربه ... ! *** في منزل فهد رشوان ..... كان يجلس في غرفة مكتبه وكلا من ابنته وأخيها الصغير يجلسون على الأرض ويلعبون في هدوء ، وهو يثبت تركيزه في عمله ويلقى نظرة عليهم من آن إلى آن ، ففتحت حياة باب الغرفة وهي تحمل بيدها كوب الشاي الخاص به ثم اقتربت ووضعته أمامه هامسة في ابتسامة رقيقة مشيرة إلى ابنائهم : _ إنت عارف تشتغل وسطهم إزاي !؟ تمتم بخفوت وهو لم يرفع نظره لها حتى : _ قاعدين ساكتين مش عاملين إزعاج زفرت بيأس ثم قالت محدثة ابنتها في جدية: _ حبيبة خدي أخوكي وروحوا العبوا برا ، عشان هتكلم مع بابا عبس وجه الصغيرة ولكن فعلت كما أمرتها والداتها وغادروا هي وأخيها ، فالتفتت هي حول المكتب وجلست بجواره على حافة المقعد الجانبية ثم مدت يده وهمت بأن تلمس وجنته ولحيته الصغيرة ولكن يده تفادت الأمر أسرع منها حيث قبض على رسغها مطالعًا إياها بنبرة مميتة جعلتها تتراجع فورًا وتقرر الدخول من باب مختلف حيث همست في رقة : _ إنت مش ملاحظ إنك أهملتني وأهملت الولاد أوي اليومين دول وعلطول في الشغل تجاهل النظر إلى وقال في جفاء : _ لا أنا مأهملتش ولادي أنا أهملتك إنتي _ يعني إنت عارف أهو ! رمقها بأعينه الملتهبة وغمتم في حدة : _ عارف وخليكي فاكرة إنتي كمان ومتنسيش اللي عملتيه قالت في توسل وأعين دامعة : _ يافهد والله ما أقصد حقك عليا صدقني مش هكررها _ معلش مهو الحق عليا إني بسمحلك بالخروج ! تعرفه جيدًا عندما يعاند على شيء ، لا يعود في قراره مطلقًا ، وهو قرر معاقبتها ولن يعفو إلا عندما يشعر بالرضا ناحيتها وأنه اكتفى من عقابها ! . فهمست بأعين تحاول من خلالها استعطافه : _ عندك حق أنا غلطانة واستاهل كل حاجة ، بس عشان خاطري خلاص بقى وغلاوة حبيبة ومؤمن عندك لم تؤثر به نظراتها حيث قال في قسوة عارمة : _ قومي من جمبي ياحياة أنا مش رايق لزنك ده أجفلت نظرها أرضًا بخزي وهبت واقفة ثم استدارت وقادت خطواتها نحو الباب في حزن جلي ويأس أشد من سابقه ، أما هو فأكمل عمله بطبيعية !! . *** في صباح اليوم التالي ..... فتحت عيناها بتكاسل وتتململ في الفراش بإرياحية ظنًا منها أنها بمفردها في الفراش ولكن اصطدمت بجسدها في ظهره الصلب الذي يوليه لها فشهقت بهلع بسيط ، ثم أخذت نفسًا عميقًا وأخرجته على تمهل ونظرت إلى ساعة الحائط ، واعتدلت في نومتها لتهب جالسة وتضع كفها على كتفه تهزه بلطف قائلة : _ مصعب قوم هتتأخر على الشغل أتاها صوته الناعس يجيب عليها ليعطيها الإشارة أنه يسمعها فتعيد هي كلامها مجددًا بحزم أكثر لتجعله ينهض : _ قوم يامصعب ! هنا صاح بها منزعجًا : _ مش رايح يارؤية الزفت سبيني أنام ! وثبت من الفراش وهي تزأر من بين شفتيها وتهتف : _ أنا غلطانة أبقى اديني بالجزمة لو صحيتك تاني لم يجيبها بل لم يسمعها قط من فرط إرهاقه وشعوره بالنعاس الذي يغلب قوته ويهمين عليه ، أما هي فأخرجت ملابسها من الخزانة ودخلت الحمام لتستحم فاخذت ما يقارب النصف ساعة وعندما خرجت بدأت في تسريح شعرها ومن ثم ترتيب الغرفة باستثناء الفراش الذي مازال نائم عليه ، فتح هو عيناه متأففًا باغتياظ شديد ولكنه تمالك نفسه ووقف على قدماه ونخرها بنظرته القاتلة ثم اتجه هو الآخر للمرحاض ليغسل وجهه ويقضي حاجته وعند خروجه ، كانت هي قد جهزت كل شيء فوجدها جالسة على الأريكة وكفها على وجنتها ودموعها تسيل من عنياها ، لم تكن دموع حقيقية بل كانت كاذبة كما يقولون ( دموع التماسيح ! ) ، كيف فعلتها لا نعرف ولكن هذه المرأة أصبحت أخطر من زوجها فهي أصبحت تتقن التمثيل والتلاعب بالمشاعر وكذلك الكذب ! ، واكتسبت الشجاعة والقوة أي أصبحت من القوم الذي عاشرتهم ! ( أي زوجها ) . طالعها متعجبًا وغمغم بخفوت مترقب : _ مالك !؟ أشاحت بوجهها للجهة الأخرى لتعبر عن نفورها منه المزيف ، واستمرت بالبكاء ولكن هذه المرة بصوت مسموع له ، ونجحت خطتها هذه اللئيمة حيث حركت مشاعره التي تكمن في ثنايا قلبه وصابته بالحيرة حول أمرها ، وسرعان ما كان يقترب منها ويجلس بجوارها متمتمًا في ريبة : _ مالك يارؤية بتعيطي ليه ؟! تصنعت التشنج في صوتها وقالت بأعين تهيمان بالدموع : _ إنت ليك شهر مش قاعد معانا ولما جيت بتعاملني بطريقتك دي المستفزة _ طريقة إيه دي !!!؟ أكملت ببكاء أشد !! ، فيالها من ممثلة محترفة ! : _ إمبارح بليل لما كلمتك على موضوع المحل اتعصبت عليا ومشتني من عندك خالص ، ودلوقتي أنا وبصحيك بتزعقلي قطب حاجبيه بشك في أمرها ، فهي ليس من عادتها أن تحزن من طريقته التي تكون جافة أحيانًا وإن تضايقت فلم يصل معها الأمر للبكاء مطلقًا ! ، ولكن رؤيته لدموعها أضعفت منه كما يضعف أمام دموع صغيرته وابنته ، فجذبها لص*ره وتمتم في حنو ونبرة صوت بها بحة تعشقها منه : _ طيب حقك عليا يا أم أنس ، إنت دايمًا بتختاري الأوقات الغلط عشان تتكلمي فيها معايا زي إمبارح ، متزعليش مني .. وعشان ترتاحي ياستي متقلقيش مش هبيع المحل خلاص ابتعدت عنه فورًا وخرجت من دائرة تمثيلها لتقول في سعادة بعد أن قبلته من وجنته : _ بجد يامصعب أشار إلى وجنته الأخرى في ابتسامة خبيثة فض*بته على ذراعه بخفة مبادلة إياه الابتسامة الخجلة ، وقالت في تحذير : _ اوعى تكون بتقولي كدا عشان تسكتني وبتضحك عليا _ إنتي عارفة إني لو عايز أسكتك هسكتك بس بطريقة تاني ، مش بطريقة الكدب ، مش مصعب الألفى ياحبيبتي اللي يكدب قال جملته الأخيرة في غرور جلي فضحكت هي بشدة واجابت ساخرة : _ آه طبعًا إنت هتقول ، على يدّي !! بادلها الضحكة البسيطة بعد أن تأكد من شكوكه بأنها تمثل عليه وتفعل كل هذا حتى يغير رأيه في ما تحدثا عنه بالأمس ، بينما تهب هي واقفة وتهم بالرحيل استوقفها صوته الماكر وهو يقول : _ رؤية ! وقفت وتلفتت له بعفوية وتلقائية في ابتسامة فتقابل نظرة أكثر مكر وخبث من نبرة صوته ويتمتم وهو يغمز بعيناه اليسار : _ تمثيلك حلو استمري ، بس نصيحة لما تحبي تجربيه تاني جربيه على حد غيري لإن مش أنا اللي هتعرفي تضحكي عليه واعتقد إنك جربتيني مليون مرة قبل كدا وكل مرة تكدبي أو تمثلي وكنت بكشفك ، عارفة ليه عشان إنتي بتحاول تتذاكي على استاذك .. صح علمناهم الشحاتة سبقونا على الأبواب ! قال جملته الأخيرة وهو يحاول منع ضحكته بقدر الإمكان ، أما هي فرمقته بأعين نارية ومغتاظة وتهمس بداخلها في تق*ف : _ أعوذ بالله منك الواحد ميعرفش يطلع منك بفايدة أبدًا ، ده إنت تخطيت الارقام القياسية في الخبث اكتفت بنظرتها المشتعلة له وغادرت فورًا محاولة إخفاء كرامتها التي بعثرها للتو ، تاركة إياه يضحك ، ثم نهض واتجه نحو خزانته يفتح الباب ولكنه اشتم رائحة غريبة في الغرفة ، وفي الواقع هو يشمها منذ أن أتى ولكنه يتجاهلها ، ولكن حان الوقت الآن لمعرفة من أين منبعثة هذه الرائحة ، وعندما اشتمها جيدًا فاستطاع التعرف عليها ، ليفتح عيناه بصدمة وأقسم إنها أت كانت الرائحة كما يظنها فسيقتلع حنجرتها من رقبتها هذه المهملة ، فاتبع الرائحة او بمعنى أصح بحث عن مص*رها في الغرفة بأكملها وإذا به يجدها أسفل الفراش وكان كما أعتقد أو أكثر فقد كانت تخفيه أسفل الفراش ( برطمان مِش ) ، ففغر شفتيه بذهول ؛ فلم يكن يتوقع قط أن يكون برطمان .. وتحول إلى حمرة نيران ملتهبة وأحمرت عيناه وهو يتمتم ساخرًا و يصر على أسنانه : _ لا وبتقولي أنا اللي بعلي الضغط عليها ! ، ده إنتي نهار أهلك طين يابنت رشوان ثم صرخ عليها بصوته الجهوري : _ رؤية ! ....... نهاية الفصل ...............

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

أنين الغرام

read
1K
bc

فتاة انحنت من اجل........الحب

read
1K
bc

جحيم الإنتقام

read
1.8K
bc

معشوقتي

read
1K
bc

رواية " معذبتي “ لنوران الدهشان

read
1K
bc

بنت الشيطان

read
1.7K
bc

عشق آسر. (الجزء الثاني من سلسلة علاقات متغيرة ).

read
2.6K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook