الفصل الثاني

2634 Words
اعتدل فى جلسته سريعا وهو يهتف بزعر : _ فى ايه ؟! اجابه الرجل وهو يلهث انفاسه : _ فى حريق كبير فى مصنع حضرتك ومش عارفين نطفيه واتصلنا بالمطافى وجاية دلوقتى اشتعلت عيناه واصبحت كجمرتين من النار المشتعل وقذف الهاتف على الفراش ثم وثب واقفا وارتدى ملابسه فى خلال لحظات لا تعد وغادر القصر راكدا *** بعد انتهاء رؤية من درسها هبطت الى اسفل وظلت واقفة بأحد الاماكن المختبئة عن اعين الناس قليلا منتظرة السائق الخاص بها ... اخذت تردد قائلة بختق : _ استغفر الله العظيم الذى لا اله الا هو الحى القيوم واتوب اليه ... انا مبحبش وقفة الشارع دى ابدا لا حول ولا قوة الا بالله وجدت شاب قادم تجاهها ... دققت النظر به فتعرفت عليه جيدا ، فهو صديق شقيقها ، اعتدلت اكثر فى وقفتها بحياء بينما هو وقف امامها مباشرة على بعد سنتيمترات ليس بقريبة وبادر بعذوبة : _ ازيك يا انسة رؤية ابتسمت له بلطف وهى تهتف : _ الحمد لله بخير يا استاذ شادى هتف وهو يتنحنح بنبرة رجولية : _ اى مساعدة .. خير واقفة كده ليه ؟! اجايته بجدية بسيطة : _ لا ابدا اصلى مستنية السواق _ ممكن اوصلك لان مينفعش تقفى فى الشارع كده هتفت معارضة بحزم ونبرة شبه ممتنة : _ لا شكرا كتر خيرك ، مش عايزة اتعبك هو اكيد جاى دلوقتى .. كمان مينفعش اركب مع حضرتك فى العربية وحدى لم يصدمه ردها لانه يعلم جيدا انها دوما حازمة فى مثل هذه المواضيع ، حك مؤخرة رأسه وهو يهتف بخشونة : _ اممم معاكى حق .. طيب ادينى رقم السواق اتصل بيه اشوفه فينه رؤية باسمة : _ ملوش داعى ده كله والله يا استاذ شادى شادى بنبرة شبه قوية : _ لا طبعا ازاى ! همت بأن تجيب عليه ولكنها وجدت سيارة السائق تقف امامهم فألقت السلام على شادى وغادرت .. بينما هو ظل مصوب نظره على السيارة وهى تتوارى عن ناظريه بنظرات غامضة ثم تن*د بعمق وانصرف هو الاخر مستقلا بسيارته منطلقا بها ..... *** ترجل من سيارته مهرولا تجاه المصنع فوجد جزء كبير منه محترق ويسوده اللون الاسود .. استطاعوا اطفاء النيران ولكن بالطبع لم يتمكنوا من منع الاذى والخسائر التى لحقت بهم .. وقف امامه وهو مندهشا ثم مسح على فروة شعره بغضب جلى ... اسرع الى الداخل فوجد مؤيد بداخله وهو يتحدث مع احد الظباط ... القى نظرة دائرية بنظرات حادة كالصقر ثم تقدم نحوهم فرحب به الظابط قائلا : _ اهلا يامصعب بيه مصعب بصوت خافت ومرعب : _ حصل ازاى الحريق ده مؤيد بنبرة جادة : _ الحارس بيقول مرة وحدة كان قاعد بره و شم ريحة الحريق لقوه بيولع تشدق بنفس النبرة : _ معرفتوش مين اللى عمل كده ؟ اجابه الظابط بجدية : _ متقلقش فى اقرب وقت هانعرف مين اللى عمل كده صاح به بسخط واضح : _ اقرب وقت ده اللى هو امتى بعد سنة .. مفيش مجرم مبيسبش دليل وراه ولا انا هاعلمكم شغلكم ياحضرة الظابط ! تمتم مؤيد بنبرة رزينة : _ اهدى يامصعب ! هتف الظابط بحدة ونظرات ثاقبة : _ مفيش داعى للعصبية دى يامصعب بيه قولتلك فى اقرب وقت هانوصله ثم ان احنا عارفين شغلنا كويس اخذ شهيقا قوى محاولا السيطرة على انفعالاته وهو يهتف متغطرساً : _ اما نشوف ! انصرف الظابط من امامهم فهمهم مؤيد محاولا تهدئته : _ اهدى هانلقيه متقلقش صاح به بصوت جهورى : _ اهدى ازاى انت عارف المعدات والالات اللى اتحرقت دى تمنها كام اكتر من تلاتة مليون جنية ، قولى بقى يابشمهندس الخساير دى هانعوضها ازاى اص*ر تنهيدة قوية وهو يهتف متفهما ومازال محتفظا بهدؤءه : _ هانعوضها ان شاء الله .. مفيش حاجة بتتحل بالعصبية هتف متوعدا بنظرات مفترسة : _ بس اعرف مين اللى عملها وانا اشرب من دمه ..... *** اطرق على الباب عدة طرقات ففتحت له احد الخادمات ودلف الى الداخل ثم صعد الدرج واتجع نحو غرفة امه ، وفتح الباب بحرص شديد فوجدها جالسة على فراشها وتمسك بكتاب القرآن الكريم وتقرأ به .. تقدم نحوها وجلب احد المقاعد ثم جلس امامها ... توقفت هى عن القرأة قائلة بصوت رخيم : _ صدق الله العظيم ردد هو خلفها مبتسماً ثم امسك بقبضة يدها وقبلها وهو يتمتم : _ عاملة ايه ياست الكل صفية بنظرة دافئة : _ الحمدلله ياحبيبى هتف متسائلا بنظرات متعجبة : _ امال رؤية لسا مجاتش _ تلاقيها على وصول تمتم بصوت متهدج ونبرة شبه متغطرسة : _ راحت مع عم محمود ولا نشفت راسها زى كل مرة ومينفعش اركب مع عم محمود وحدى ومش عارف ايه صفية مبتسمة بحنو : _ ما انت كمان مزودها اوى يافهد فهد بنبرة رجولية خشنة : _ بخاف عليها ياماما الدنيا مش امان دلوقتى علشان تطلع وتدخل وحدها مدت يدها ولامست على وجنته برقة وهى تهتف بنبرة امومية حانية : _ عارفة ياحبيبى ربنا يخليكم لبعض .. بس لو تسمع كلامى وتبعد عن عيال عمك وبذات مصعب وتبطل نشيف الراس ده هرتاح فهد بضراعة : _ مصعب هو اللى عايز يكبر العدواة مابينا يا امى وطلاما هو عايز كده انا معنديش مشكلة ! اجابته بنبرة تحمل القلق : _ يا فهد انا خايفة عليك انت واختك وانا مش ضامنة امتى ربنا هايفتكرنى قبل يدها وهو يهتف بنبرة قوية : _ ربنا يد*كى الصحة وطولة العمر متقوليش كده بادرت هى بنبرة لم تخل من أسى وكأبة : _ وابوك كأنه مش عايش فى الدنيا ابدا مش بنشوفه غير كل تلات اربع سنين مرة ، بقى عايش فى امريكا علطول فهد بارتياب : _ بابا هو اللى مش عايزنا اصلا يا امى .. المهم متديقيش نفسك انتى بس *** كانت جالسة امام شاشة التلفاز تشاهد احد المسلسلات المشهورة ... خرج هو من الغرفة واتجه اليها بالخارج فنظر له باسما ثم جلس بجانبها واقترب منها بشدة حتى التصق بها فالتفتت برأسها تجاهه وجدته ينظر لها مبتسما بخبث ثم انحنى اليها مقبلا عنقها برقة .. سرت رعشة فى جسدها فهتفت هى بضيق بسيط وهى تبتعد عنه : _ الله فى ايه ياطارق ! اجابها بهيام ونبرة ماكرة : _ وحشتينى ياصفا ياحبيبتى فى ايه بعدين هو مش مالك نام صفا ببرود أثار خنقه : _ اه نام بس مش وقته دلوقتى ياطارق حملق بها للحظات وجيزة ب**ت ثم ابتعد عنها واعتدل فى جلسته وهو يعقد ذراعيه امام ص*ره ويهتف وهو يجاهد فى كظم غيظه : _ اممممم مش وقته ... امال امتى وقته ياصفا انتى مش ملاحظة انك ليكى كام يوم على الحال ده .. فى ايه مالك !؟ قالت والشجن يعم كيانها : _ قولتلك ياطارق مخنوقة الفترة دى والمشاكل كترت اوى بذات بعد موت بابا وبقى بالى دايما مشغول اقترب منها مجددا وضمها الى ص*ره وهو يلامس على شعرها بحنو ويهمس قائلا : _ متزعليش نفسك ياحبيبتى كل حاجة هاتتحل بأذن الله رددت متعشمة : _ يارب ، يارب ثم ابتعدت عنه وهى تهتف بابتسامة مشرقة : _ احضرلك الغدا ياحبيبى _ ياريت *** عاد الى شركته مجددا متجها نحو مكتبه بخطواط واسعة وسط نظرات الموظفين منهم من يهمس قائلا : _ هو ماله متعصب كده ليه _ هششش اسكتى ليسمعك احنا مالنا _ بيقولوا ان المصنع حصل فيه حريق كبير _ بتتكلم جد !! ... ده لو الكلام ده كان فعلا يبقى ياويله اللى عمل كده دلف هو الى مكتبه واخذ يسير فى الغرفة ايابا وذهابا وهو يص*ر زفيرا حارقا ويمسح على وجه بانفعال شديد تملكه الغضب بأكمله ، اخذ يتمتم ببعض السباب واللعلان متوعدا لمن فعل ذلك بعقاب عسير ... غمغم بخفوت وعيناه تطلان شر : _ هاتجن .. مين اللى ليه ايد يعمل العملة *** دى ورحمة امى لادفعه التمن غالى ثم استند بكلتا يديه على سطح المكتب وهو ينحنى للامام قليلا ... ثم سمع صوت طرق على الباب فهتف بصياح عارم : _ متدخليش حد قولت انتفضت السكارتيرة من مكانها على أثر صياحه ولكن دفعتها تلك المرأة التى تريد مقابلته عن الطريق وفتحت الباب ودلفت الى الداخل واغلقت الباب ، كانت فتاة ترتدى ملابس فاحشة تكشف تقريبا عن اجزاء كثيرة من جسدها، رشيقة العود ، تنضج بشرتها بالبياض ، شعرها منسدل على كتفيها بحرية .. تقدمت تجاهه وهى تترنح فى مشيتها ثم احتضنته من الخلف وهى تهتف بدلال : _ وحشتنى اوى يابيبى اص*ر زفيرا قوى بضيق زارف ثم ابعد يدها التى تحاوطه بها من الخلف والتفت لها كليا بجسده ليواجهها ويهتف بنظرات قاتلة : _ عايزة ايه يالوجين اخلصى اجابته وهى تترنح بجسدها بخلاعة : _ اخص عليك ياباشا بقى انا جاية اسأل عليك اكمنك يعنى مبتسألش وبتقولى عايزة ايه !! استدار باتجاه المكتب وهو يجلس عليه بكبرياء جلى ويقول بحدة : _ بت انتى انا روحى فى مناخيرى و مش طايق نفسى السعادى خدى بعضك واتكلى على الله احسلك اقتربت منه وهى تهتف بحبث : _ مين بس اللى مدايقك يابيه قولى يمكن اعرف اروقك وثب واقفا وجذبها من شعرها بقوة وهو يهتف بنظرات ثاقبة كالأسد : _ اوعى تنسى نفسك ياروح امك هااا .. ثم انى قولت تغورى من هنا يبقى تغورى واول واخر مرة اشوفك فى الشركة هنا فاهمة ثم دفعها بعنف بعيدا عنه كادت ان تسقط من أثر دفعته وهو يهتف غير متكدرا لها : _ يلا غورى من هنا رمقته بنظرة ضعف ممزوجة بالغضب ثم استدارت وغادرت المكتب مسرعة وهى تستشيط غضبا *** داخل منزل رشوان الالفى ..... ترجلت من السيارة فوجدت اخيها يجلس بحديقة المنزل ... وقسمات الغضب بادية على وجه ، تقدمت اليه فالتفت هو برأسه تجاهه وارتسمت على ثغره ابتسامة باهتة لم تصل الى عينه ... توقفت امامه مباشرة بنظراتها المستفهمة ففتح هو لها ذراعيه وهو يهتف بحنو : _ تعالى ياحبيبتى اطالت النظر فى عينه بنظرات دقيقة ثم هتفت بنظرة ثابتة : _ فى ايه يافهد مالك !؟ فهد بضيق واضح : _ مفيش حاجة يارؤية جلست بجانبه وتمتمت بنبرة ثقة : _ لا فى .. انت لو عرفت تضحك على اى حد مش هاتعرف تضحك عليا انا اجابها بمداعبة وهو يغمز لها : _ ياواد ياواثق انت ابتسمت له بطلف ثم تلاشت ابتسامتها وعادت تسأله من جديد ولكن تلك المرة كانت هى من تتوقع ماذا يزعجه وتريد منه الجواب : _ اكيد بابا مش كده هتف عابسا : _ ايوه اصغت اليه باهتمام بالغ وهى تتمتم : _ قالك ايه ؟ اجابها بنبرة منزعجة : _ زى العادة بتكلم معاه علشان ينزل مصر احنا لينا سنتين منعرفش عنه حاجة ولا شفناه ، هب فيا واشتغل يزعق ... هو عجباه بلاد الاجانب وعيشة بره نسوان وحريم وزيطة .. مش كفاية كمان مغطى على اللى عمله هو وبهيرة مع عمى الله يرحمه تن*دت بقوة وتمتمت بنبرة متريثة : _ ادعيله بالهداية ربنا يهدى عباده جميعا ... ثم انت فاكر اللى انت عملته ده صح انك تغطى عليه هو وبهيرة فهد بحزم ونظرات حادة : _ انتى عايزانى افضح ابوكى يعنى ! تمتمت بهدؤء تام : _ ربنا سبحانه وتعالى قال " يا أَيُّها الَّذينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَو الوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَو فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الهَوى أَن تَعْدِلُوا وإِن تَلْووا أَو تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيْرًا " ...... وكما قال " وَلا تَكْتُموا الشَّهادَةَ وَمَن يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُه " ... يعنى انتى لما كتمت الشهادة ومقولتش الحقيقة اذنبت وذنب كبير كمان يافهد مسح بكف يده على وجه وهو يستغفر ربه ويهتف بانفعال بسيط : _ عايزانى اعمل ايه يعنى يارؤية اقولهم كل حاجة وسمعتنا تبقى فى الارض انا لو على ابوكى ميهمنيش اصلا رؤية بجدية : _ انت مداريتش على بابا بس لا كمان على بهيرة .. ودلوقتى لازم تروح وتغير شهادتك فى القسم حدق بها بذهول وهو يتمتم : _ لا انتى اكيد اتجننتى صح !! تمتمت فى حرارة : _ لا متجننتش بس ده الصح بابا اذنب ولازم بتعاقب ... وانت شهدت زور وعلشان تكفر عن ذنبك تروح وتغير شهادتك *** امسكت بالهاتف واجابت هاتفيا : _ الو ياسما سما بنبرة شبه متشوقة : _ هااا خلصتى ياحياة حياة بنبرة مترددة : _ ايوه خلصت ونازلة ... سما انا مش مرتاحة للموضوع ده سما بنبرة شبه لئيمة : _ انتى علشان اول مرة تطلعى وتقعدى مع واحد وحدك فحاسة برهبة فى الموضوع متقلقيش _ ماشى ! انهت الاتصال معها وص*رها يعلو ويهبط تشعر بغصة فى قلبها لاتعرف سببها .. اهى من قلق تلك المقابلة ام من الخوف من اخويها ان علموا بالامر .. غادرت المنزل بعد ان اقنعت امها ( بهيرة ) بأنها ذاهبة لأحد اصدقائها ...... وجدت سيارة صديقيتها ( سما ) تنتظرها امام المنزل ، صعدت معها وانطلقت بها .... حياة بهدؤء قلق : _ هانروح فين يابنتى ! سما بمكر بسيط : _ اصبرى هاتعرفى ياحجة ارجعت رأسها للخلف واسندت رأسها على المقعد ، وبعد لحظات لا تعد توقفت السيارة بأحد الشوارع العامة وترجلت منها هى وسما فوجدت ذلك الشاب ينتظرها ... ارتسمت على ثغرها ابتسامة عاشقة فلم تستطيع انكار مشاعرها تجاهه ولكن خوفها من اخويها ورهبتها من تلك المقابلة افسدت عليها سعادتها هتف هو بنبرة رخيمة : _ ازيك يا انسة حياة حياة بصوت مضطرب ممزوج بالحياء : _ الحمدلله كويسة هتفت سما بابتسامة ذات مغزى : _ طيب انا هامشى بقى .. قبضت حياة على ذراعيها وهمست بارتباك واستحياء واضح : _ رايحة فين خليكى معايا اصطنعت لها حجة وتمتمت : _ ورايا مشوار مهم ومش هاينفع اتأخر عليه ياحياة حياة بيأس : _ طيب ثم انصرفت مسرعة فهتف ذلك الشاب مبتسما وهو يشاور له ان تصعد بالسيارة بعد ان قام بفتح الباب لها : _ اتفضلى ابتسمت له بخجل بسيط وهتفت : _ هو احنا هانروح فين ؟ اص*ر ضحكة خفيفة وهو يهتف : _ هانروح نقعد فى اى مكان نتكلم شوية متخافيش مش هاخ*فك اؤمات رأسها له باسما وصعدت بالمقعد الخلفى بالسيارة وانطلق هو بها .... تمتم بنبرة هادئة : _ اكيد انسة سما قالتلك على كل حاجة مش كده تمتمت بأيجاب ممزوج بالحياء : _ ايوه _ الحقيقة انا مكنتش متوقع ابدا انك توافقى لان جربت قبل كده اتكلم معاكى والحمدلله محصلش طيب ابدا قهقهت بخفة وهتفت معتذرة : _ اسفة فعلا عن اللى حصل قبل كده بعتذرلك مرة تانى _ مش مشكلة حصل خير نظرت هى الى الطريق من حولها وجدته طريق غريب لم تمر به قط .. وكان خالى من الناس تماما كأنه طريق مهجور .. انعقد حاجبيها وهو تضيق عينها باستغراب وتمتمت : _ هو احنا رايحين فين من الطريق ده اجابها بخفوت جعل الخوف يتسلل داخل اعماقها : _ هانروح مطعم نقعد فيه ونتكلم على رواقة .. ده طريق مختصر بدل الزحمة اللى فى الطريق العام وانتى عرفاها هانوصل بليل لو عدينا منه اطالت النظر به بتدقيق ثم عاودت النظر الى الطريق مجددا والشك يزداد تملكا منها ... اخرجت هاتفها من حقيبتها وعزمت على امرها ... *** داخل شركة فؤاد الالفى ... انفتح الباب ودلف منه شاب فى أواخر العشرين من عمره ، قامته قوية ، لديه عيناه كالون حبة البندق ، كان يرتدى ملابس انيقة تليق بمركزه وسيطته .. رفع مصعب نظره له وتمتم باسما : _ اهلا ياليث تعالى اجابه ليث بمداعبة : _ واحشنى والله ياسطا مصعب وهو يرفع احد حاجبيه مستكملا مداعبة اخيه : _ يا راجل ! .. انت هاتصيع عليا يالا اجابه ليث مشا**ا : _ وانا بتاع صياعة برضوا انا بتاع صرمحة بس علت صوت ضحكة مصعب ... ثم تغيرت نبرة صوته وتمتم بهدؤء مشجع : _ لسا م**م انت واختك متقعدوش معايا اص*ر ليث تنهيدة طويلة ثم اجابه بامتعاض : _ احنا عارفين كويس اللى بينك وبين امى ده غير اننا منقدرش نسيبها وحدها وكمان مش عايزين تحصل مشاكل تانى كفاية اللى حصل قبل كده هب واقفاً بوقار والتفت تجاه النافذة وهو واضعاً قبضتى يديه فى جيب بنطاله ويحدثه موليا اياه ظهره وهو يهتف بغطرسة ونبرة تحمل التوعد : _ والله انا هاعتبر اللى حصل ده محصلش وهانسى كل حاجة عملتها امك مع ان اللى عملته ميغتفرش وواحد غيرى كان شربها دم بدل الميه ورغم كده هاقفل عليه وانساه ، بس بقى لو فكرت مجرد تفكير تعمل اى حاجة تانى سعتها موعدكش باللى هعمله فيها هب وقفاً هو للاخر وحدجه بنظرات ملتهبة وهو يهتف محذراً : _ خليك بعيد عن امى انت كده هاتفتح طاقة جهنم بينى وبينك ياخويا وانا مش عايز ده يحصل استدار له وهتف بنبرة مرعبة : _ انت بتهددنى يعنى ، انا مبتهددش .. احمد ربك انى سكت بعد كل اللى عملته ده ، انا مش بقولك متبقاش فى صفها بس كمان متنساش اللى عملته معايا هتف ليث وهو يجاهد فى كظم غيظه : _ ماشى يامصعب بس افتكر انى حذرتك وجد ليث هاتفه يعلن عن وصول رسالة جديدة .. امسك به وقام بفتح الرسالة وقرأ ما دون بها ........
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD