bc

إنجدان

book_age18+
128
FOLLOW
1K
READ
second chance
twisted
mystery
rebirth/reborn
spiritual
sacrifice
like
intro-logo
Blurb

ما الذي ستفعله ان كنت ستعيش للأبد

هو كان لديه الابدية ولكنه نبذها بعد ان صارت نقمته وسبب بلاءه وحزن قلبه

وعندما صار قريب جدا من الموت وجد حب حياته فهل سيختار الموت ام ان الحب سيرجح كفته

وهل سيتمكن من الحياة من بعدها

chap-preview
Free preview
الفصل الاول
تعالت صوتُ الطرقاتِ على الباب بقوةٍ، وازدياد سرعتها تدلُ على استعجالِ صاحبها، وهو يقول بصوتٍ مرتفعٍ اشبه بالصراخ: -سيد فارس نحن في ورطة. قام من خلف مقعد مكتبه الجلدي وهو يغلق الكتاب الذي امامه يغطي الملاحظات التي كتبها في مذكراته بحذر قبل ان يتجه الى باب القمرة ببعض الضيق يأخذ شهيقًا بعمق ويعد نفسه لاسوأ الاحتمالات ، فأن تكون على متن مركب داخل المحيط الاطلسي المشهور ببحر الظلمات في قلب افريقيا فلابد لك ان تتأهب للكثير من المصائب التي تتوقعها ولا تتوقعها. تخلى فارس عن نظارته الطبية المخصصة للقراءة وهو يلتقط قميصه فقد اعتاد ان يبقى بمفرده عاري الص*ر يكتفي بسروالٍ فقط ، بدأ يغلق ازراره ليقوم بعدها بفتح الباب مواربًا اياه عندما نظر الى الشاب الأفريقي الذي يقف امام الباب يتحدث باللغة السواحلية والتي يتقنها بحرفية شديدة، لكنه حتى في أحلك المواقف استطاع ان يدعي عدم فهمه للغة وهو يقول بالانجليزية: -ما الذي تقوله بحق السماء ماساي. ادرك ماساي خطأه فحك رأسه بحرج وهو يعيد كلامه بالانجليزية الركيكة: -سيدي هناك هجوم من القراصنة. لم يبدي فارس اي ردة فعلٍ والتي كان من المفترض ان يصاب به مثل القليل من الهلع او حتى صدمة بل كان هادئًا للغاية وهو يقوم بالتقاط سلاحه تحت نظرات الحيرة من الشاب المصاحب له والذي لم يكن سوى مسدس انقاذ يستخدم ذخيرته في التسبب بضوءٍ شديد ودخان متصاعد بالجو ، ليقول بلهجة آمرة بالانجليزية: -اتبعني ماساي. صعد فارس الى الاعلى بينما المركب بدأ يترنح بطريقة ملحوظة معلنًا انّ هناك عاصفةً في الطريق ، زم شفتيه بضيق وكأن هذا ما كان ينقصه حقًا، كان بداخله يعلم تمام المعرفة ان الرياح القوية او حتى الامواج العالية لن تُغرق المركب او تؤثر به، فهو لم يختاره على احدث طراز ليغرق مثل قارب مهترئ امام عاصفة كهذة. ما ان استوى فارس بصحبته ماساي على ظهر المركب حتى اخذ يدرس الموقف وما يحدث على متنه بعنايةٍ شديدة، كان المكان فسيح ونظيف لم يكن هناك حديد تعرض للصدأ بسبب تفاعله مع مياه البحر المالحة، حتى الطلاء لم يتقشر وهو مازال ببهاءه المزدهر. اول ما لاحظه عندما نظر الى يمينه طاقمه المكون من القبطان واثنان من البحارة مع طبيبان من المختبر واثنان آخران من المرتزقة ليصير عددهم سبعة يجثون على ركبتيهم وهم يعقدون أصابعهم فوق رأسهم باستسلام تام يحاوطهم اربع رجال ضخام الجثة تبدو على ملامحهم القسوة والغلظة وقد زاد ضوء الشمس القرمزي معلنًا انه وقت الغروب من هيبتهم ليصبحوا مخيفين اكثر وقد امسك كل منهم بسلاحه الناري وهم يصنعون دائرة تحيط الطاقم، متوعدين لهم بقتل كل من تسول له نفسه ان يتحرك قليلًا. نظر فارس الى يساره ليجد قائد القراصنة يقف بالخلف ينظر له بنفس النظرات المتفحصة وقد بدى مثل أسدان في معركة لمعرفة وتحديد قائد القطيع، لان الاخر كان يدرس الموقف بينما يأخذ كل حيطته متحفزًا لأي هجوم مفاجئ يمكن ان يحدث له. ابتسم له فارس بسماجةٍ وهو يتجه الى احد المقاعد ليجلس عليها بهدوء يخالف الموقف ثم بدأ بالتحدث باللغة السواحلية بكل طلاقة مثيرًا دهشة طاقمه وقد قضم احدهم شفاهه بندم وهو يتذكر سخريته منه امامه ظنًا منه انه لا يفهم لغتهم موجهًا حديثه لقائد القراصنة: -يمكنكَ ان تأخذنا رهائن وتستمر في المفاوضات بدون طائل فكما ترى انا لا املك عائلة وهؤلاء العمال لا حول لهم ولا قوة. ابتسم قائد القراصنة بسخرية مظهرًا اسنانًا صفراء كمن لم يسمع من قبل عن معجون الاسنان وقد ارتدى قميصًا مفتوح الازرار بأسفلها ملابس داخلية مهترئة وهو يقترب منه قائلًا بتهكم: -او ماذا؟ يبدو ان لد*ك عرضًا من أجلي، اخبرني عنه ويجب ان يكون سخي والا اقسم أنني سأقتلك هنا والان وبدون اي تردد. نظر له فارس بابتسامة لا تعلم معناها هل هي استهزاء من قائد القراصنة ام بسبب عرضه الذي سيعرضه على الاخر ، فشخص غيره كان سيماطل او سيمثل عدم الاكتراث ولكنه يبدو من نوع الرجال الذي سيفعل اي شيء من اجل المال، تراجع بظهره للخلف يستند على مقعده مشيرًا الى ماساي: -دع الفتى يحضر الحقيبة التي في احدى الخزائن اولًا وبعدها نتفق. توتر القائد وهو يضع يده فوق زناد سلاحه الرشاش الالي ماذا لو كان كمين؟ ولكنه هو من يملك زمام الامور على اي حال كما ان حالة المركب توضح مدى ثراءه لهذا قرر ان يوافق وهو يشير برأسه لأحد الرجال بأن يتبعه ويحضرون الحقيبة، ولم ينسى بالطبع ان يهدد ويتوعد لماساي والذي اطاعه بينما يتسائل بداخله عن حقيقة الامر فلا احد لديه فكرة عن هذه الحقيبة وعما يمكن ان يكون بها. مرت بضعة لحظات ليحضر بعدها يحمل الحقيبة بيد مرتعشة وهو يضعها امام فارس الذي ابتسم بهدوء مستفز مما دفع القائد لرفع السلاح هذه المرة على صدغه وهو يقول بلهجة آمرة: -قم انت بفتح الحقيبة. نظر له فارس باستخفاف وهو يبتسم بلامبالاة دون ان يجيبه ليقوم بفتحها ببرود يحسد عليه، بدأ يُخرج امام انظار الجميع مجموعة من رُزم النقود التي تبدو وكأن لا نهاية لها حتى انتهى اخيرًا من صنع كومة تشبه جبل صغير وهو ينظر بعينيه الى القائد قائلًا بهدوء: -والان لنتفق. جلس القائد بتروي وقد بدأ يدرك ان بالامر خدعة ما فلا يوجد شخصٌ سيدفع لقرصان مثل هذا المبلغ من المال فقط للافراج عن المختطفين لديه، لكن فارس لم يمهله التفكير اكثر ليخرج من جيب سترته صورة لنبتة وبالتحديد زهرة لونها اسود وقد خرج من منتصفها جزء يشبه القرن لونه ابيض يتخلله الاصفر الكناري ونقاطٍ من اللون البنفسجي تناثرت على اللون الابيض واخرى صفراء على البتلات السوداء. عندما لاحظ فارس جحوظ عيني قائد القراصنة وهو يتراجع بظهره للخلف حتى كاد يسقط من فوق مقعده ادرك ان مهمته ليست بهذه السهولة مما اصابه ببعض الاحباط ، زفر فارس بقوة ثم ابتلع ريقه وبلل شفاته وهو يقول بعيون حازمة يريد ان يوصل له وكأنها اخر قرار له ولا خيار بعده: -ان ساعدتني في الحصول على هذه الزهرة سأعطيك ثلاث اضعاف هذه النقود. سعل القائد بقوةٍ قبل ان يبصق ارضًا دون ان يلاحظ نظراتِ فارس النارية وامتعاضه وهو يمسك بصورة الزهرة بيد تقاوم الارتجاف ثم نظر له بشكٍ قائلًا بتساؤل حقيقي: -وان رفضتُ مساعدتك؟. حرك فارس كتفيه بلامبالاة وهو يقول ببساطة دون اكتراث: -لا بأس يمكنك اخذ هذه الاموال مثل فديةٍ وتركنا لحال سبيلنا. اخذ القائد يفكر في العرض ناظرًا للزهرة بيده فهو عرض مغري للغاية، ثوانيٍ واقترب منه احد رجاله يتحدث بطريقةٍ عصبيةٍ تحت انظار فارس المتفحصة، فمن الواضح ان الرجل يرفض ان يذهب لاحضار الزهرة ملقبًا اياها بالزهرةِ المشئومة بينما القائد يقنعه ان المكافأة مغرية حقًا، ولكن هيهات كان الرجل مقتنع للغاية انه سيكون هلاكه ان اقترب من تلك الغابة المتواجدة بداخلها الزهرة، التف القائد نحو فارس وقد حسم امره وهو يتناول الحقيبة من امامه قائلاً بخشونة: -سأستشير رجالي ثم ابلغك بالقرار امامنا حتى فجر اليوم التالي. بعدها عاد الى قاربه مع رجاله لينظر فارس الى اثرهم قبل ان يتجه الى غرفته هو الاخر فلقد اصبحت شدةُ الرياح لا تحتمل وكأنك ستطير معها وهناك شيء مؤكد ان هناك عاصفةً رعديةً في الطريق اليهم، فقرر فارس ان يعاود النوم وهو يُطمئِنُ رجاله انه يحمي ظهرهم، فلا داعي للقلق. لا يعلم كم مر من وقت على نومه الا انه انتفض مثل الملسوع عندما ضرب صوت الرعد اذنه بقوةٍ، جلس في مكانه يحاول ان يأخذ انفاسه المتقطعة بينما يده تربت على قلبه محاولًا تهدئته، ثم نظر حوله بتعجبِ شديد يحاول ان يعرف اين هو بالتحديد حتى استغرقه الامر ثواني معدودةٍ مرت مثل الدهر عندما ادرك انه مازال في غرفته بالقارب الذي زاد تأرجحه بصورة ملحوظة، مد يده يضيء المصباح القابع على الطاولة التي تجاور فراشه وهو ينظر لساعةِ الحائط ذات الالوان الفسفورية ليجد ان الوقت يناهز الثالثة فجرًا. نظر حوله يبحث عن قميصه الذي خلعه قبل نومه او لنقل بمجرد دخوله غرفته بعد ان تصبح بمفرده ليجده ملقى على المقعد بجواره التقطه وهو يقف امام المرآة يمشط شعره البني ذو الخصلات الذهبية للخلف ثم اخبر نفسه بملاحظة (قم بتخفيف شعر لحيتك). نظر خلفه لفراشه الخالي لثواني قبل ان يعيد النظر مرة اخرى للمرآة يتأمل ملامحه بتمعنٍ لأول مرةٍ منذ اعوام طويلة ، فهو في بداية العقد الرابع وسيم بعيون تشبه نهر من العسل بشعرٍ ناعم قصير للغاية من الخلف وطويل بعض الشيء من الامام ليواكب اخر صيحات قصات الشعر لعصره، وعلى الرغم من كل ذلك فهو دائمًا وابدًا وحيد لا صديق له ولا حبيبة لا عائلة ولا حتى سند، فقط بمفرده مع المليارات من الاموال والكثير من المشاريع الناجحة والتي تتلخص في شركات ادوية او عقارات والاهم هي تلك الشركة لاكثر ادوات التجميل الرائجة في السوق، التي ما ان يُنطق اسمها حتى ينبهر بها الكثيرون. تم سؤاله الاف المرات لما هو وحيد كان يكتفي فقط بابتسامةٍ دبلوماسيةٍ ولكنه الان وهنا اتى خصيصا للتخلص من وحدته الملعونة وللأبد. أخرج الصورة من جيب سرواله يتأملها للمرة التي لا تحصى بانبهارٍ واستجداءٍ فلقد كانت هذه هي تذكرته وفرصته للحصول على مبتغاه، ولكن من كان يظن ان مثل هذه الزهرة فعلا مشئومة. مرت الليلةُ بسلامٍ وما ان اشرقت شمس المحيط حتى اصبح امر التجمع محتوم نظر قائد القراصنة الى رجاله الذين ظهر عليهم الوجوم وكأنهم ذاهبون الى هلاكهم، مما دفع فارس لمنع نفسه من الابتسام بظفر لنجاحه في اقناعهم، بينما جلس القائد بلا ادنى تعابير وهو يلوح بالخريطة التي كان يمسكها بيده ثم قام بفردها فوق المنضدة مشيرًا لفارس ان يقترب قبل ان يبدأ بالشرح باللغة السواحلية: -نحن الان في هذه النقطة من المحيط الاطلسي او ما نسميه نحن بحر الظلمات، اشار الى شيءٍ على الخريطة بواسطة يده الحديدية المعقوفة بسبب انقطاع يده : -سندخل من هذه الميناء ومن هناك سنبدأ بأخذ المواصلات حتى نصل الى الغابات المظلمة وهناك ستبدأ روح الغابة باختبارنا اولًا سيتساقط البعض منا لان الغابة ستقوم بتطهيرنا، ثم سيُقدم بعضنا كأضحية للح*****ت حتى يُسمح للاخرين بأن يعبروا بسلام، وربما هناك من سيسقط او حتى يفقد الطريق. نظر له فارس بعدم تصديق انه مازال هناك من يفكر بمثل هذه الطريقة فسبب سقوط البعض يكون بسبب الامراض او الاوبئة لعدم دخول الشمس نهائيًا بين هذه الاشجار نظرًا لكثافتها فإنها تمنع دخول الاشعة، وان يتم التهامك من قبل الح*****ت هذا لانهم يعتبرونك فريسة ليس اكثر، وان تسقط او تفقد الطريق هو اكثر الامور الواردة حدوثًا فهذه ليست نزهة في حديقة عامة بل هي ثاني اكثر الغابات خطرًا بعد الامازون. لم ينبس فارس ببنت شفةٍ وكأنه فقد الطاقة على الاعتراض او يجب عليك ان تعلم ان هناك بعض الامور يجب ان لا تتدخل بها واكثرها وضوحًا هو الجاهل ان تحدث، بينما اكمل القائد بعد ان اخذ نفسًا عميقًا: -هناك بعض المخاطر التي ستواكبنا وأهمها البشر فهناك صراعات سياسية وربما سنقع تحت يد احد المتمردين او الجيش الحر وقتها ستكون نهايتنا خصوصًا ونحن نمتلك الدجاجة التي تبيض ذهبًا. قالها وهو يشير الى فارس الذي عقد يديه امام ص*ره باستمتاع يبدو ان اللعبة تزداد متعةً ليقول بغرور شديد: -لا يمكنك تخيل كم يمكن ان يكون لحمي مرًا. ابتسم قائد القراصنة بسخرية فمن الواضح ان السيد فارس نموذجٌ مثالي للرجل الابيض الرأسمالي والذي مازال يظن ان الغلبة له بينما يمكن ان يتم فعصه مثل الذبابة بكل سهولة قبل ان يكمل ما بدأه: -كما ان هناك هذه القبائل الاكلة للحوم البشر وهذا اخر ما نحتاج اليه، كما ان زهرتكَ بعيدةً كل البعدِ عن هذا المكان، لكنها لدى من هم اسوأ من قبيلة الأزندي انها بالتحديد هنا. قالها وهو يشير الى مكان معين على الخارطة كانت من الواضح انها لدى المزارعون لينظر له فارس بسخرية قائلًا: -يالهم من خطيرون سيقتلوننا بالمحاصيل الزراعية. حدجه القائد بنظرة قاتلة وهو يحدد المكان بدقة اكثر ليجدها تخص مهربين م**رات يقومون بقتل وسفك اي شخصٍ يقترب من مقرهم ولا يمكنك التسلل خلفهم حتى، وهنا شعر فارس بالاحباط فخطته لاحضار الزهرة فشلت قبل ان يبدأها لكنه لن ينتظر مئة عامٍ اخرى من اجل الحصول عليها.

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

Lazord

read
1K
bc

دواركا

read
1K
bc

ساحرة الظلام

read
2.5K
bc

Dark Magic 2

read
1K
bc

البارمينوس|| BARMENOS

read
1K
bc

رفيقة الهجين The Hybrid's Mate

read
1.0K
bc

بئر الحيات

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook