bc

قلوب مهجرة

book_age18+
82
FOLLOW
1K
READ
drama
like
intro-logo
Blurb

ملخص القصه

شاب متحرر ضمن عادات خانقه فيقرر السفر لتخلص من حصار عائلته القاتل يسافر الى بلد الجوار ويأسس عمله هناك وبعد عدة سنوات تتوفى والدته ويكتشف ان له اخت ثانيه من والده اخفاها عنهم فيقرر ان يأخذ اخوته ويسافر بهم الى الخارج هربا من عادات قريتهم الخانقه بعد ان قرر والده تزويجهم بعمر صغير

وعندما يسافرو الى البلد المجاور يصبح المسؤول عن حياتهم وامورهم رغم صعوبة الامر وخاصة بلا وجود ام توجههم وعندما تستقر امورهم تقع احدى اخواته بحب احد اصحابه من مالكي الشركه التي يعمل بها والثانيه تتزوج من قريب لتلك العائله بعد اصطدام عنيف بينهما

لتنتهي القصه بزواج الفتاتين وزواجه هو من الفتاة التي استمالت قلبه

chap-preview
Free preview
البارت الاول
البلدان العربيه المتباعدة جغرافياً ماهي إلا دوله عربيه واحدة باسماء مختلفه على الخريطه وحدود متفاوته تفرق البلد الواحد فحسب أما الواقع فجميع الدوله العربيه متأبطه ببعضها تجمعها تاريخ عريق واحد وكرامه قوميه وعربيه واحدة ..ناهييك عن اخلاق واحدة يغلبها المكارم الاصيله العريقه لذا مهما جبت البلدان العربيه وتنقلت بها سترى حقيقه واحدة ان المكارم والاخلاق السائدة فيها والخطوط الحمراء الفاصله هي ذاتها في كل البلدان لن اطيل واسهب في المقدمه ...لكن علي ان اوصل فكرتي الى الجميع الا وهي ان الكرم والنخوة والشهامه هي موروث جيني في جميع الدول العربيه والابناء العرب باختلاف طريقه اظهار هذه الصفه او العادات التي تدور حولها ونقيضها من الصفات هي ذمه عند العرب ناهيك عن تفاوت الدرجات وعلى ضوء هذا التشبيه او التوضيح قصتي ستكون باحدى الدول العربيه بعيدا عن التحديد اي دوله عربيه لايهم موقعها في الخريطه مايهم هو انها عربيه اصيله مسلمه ... وابطالي لاجئين من دوله اخرى ايضاً لن أضع خطوط حمراء على اي دوله ولن اوضح فأغلب الدول العربيه باتت منكوبه و قليل من سكانها لاجئون لذا سأترك لمخيلتكن رسم حدود البلد وابطالها ..................................... أحمد اسمه المنطوق بلوعة الاشتياق جعله يحني رأسه وهاتفه معلق بأذنه مسنود بيده يجلس على شرفة منزله المتواضع في بارجه عاليه بعيد عن منازل وطنه تمعن النظر بالاضواء الساطعه المتبعثرة في الاعالي من شرفته ليقطع تأملاته اسمه مجدداً لكن هذه المرة كان الصوت أقل حدة واكثر رقه احمد ألم تسمع ماقلتله لك ارجوك ..ابي ليس على مايرام وانت لم تأتي منذ،عام تن*د الصوت الرقيق يضيف بغصه وامي ايضاً تذوب من بعدك عنا ألا يكفيك خمسة اعوام من الغربه ..ولاتأتي لزيارتنا الا شهر واحد وتعود على خلاف جديد بينك وبين والدي صمت الصوت ليضيف خاتمة هذه المكالمه التي اصبحت معتادة انا احتاجك ..واريدك هنا معي والدي يزداد شراسه علينا انا وأمي ارجوك واخيراً تحدث أحمد قائلاً بذات هدوءه المعتاد صغيرتي ريم ساحاول ان انهي الأوراق اللازمه سريعاً حتى تأتي انت ووالدتك إلي .. وان عدل والدي عن رأيه سيكون معكم اما فكرة عودتي الى الوطن فليست في قاموسي الأن يكفي الحرب الباردة بيني وبينه والعائله برمتها قاطعته ريم بنبرة طفوليه حزينه والدي لن يسافر خارج البلد وانت تعلم هذا ..لايستطيع ترك داره واهله ووطنه هناا أغلق احمد ستائر الشرفه عائداً الى الداخل ومازال هاتفه بيده ليجلس باسترخاء مجيب وهنا ايضاً سيعتاد ..انه وطن اخر فقط لايعظم الامور القوميه في رأسه وسيعتاد تنهيدة رقيقه صغيرة خرجت منها مجيبه اشتقت لك هل مازلت بنفس الطول ام زاد اريد صورة جديدة ..وامي ناقمه عليك جداً لانك لاتحادثها يومياً كما السابق قاطعها بضحكه رنانه ليقول بعدها بشوق تفجر من دماءه ليسيل بحرهه في عروقه حتى خرج من حنجرته معها حق .اشتقتها واشتقت قبلاتها ..اسمعي سافتح الكميرا بيننا اريد ان ارها وتراني لم يكمل كلامه حتى رن الهاتف مجددا بمكالمة فيديو فتح الخط لتظهر اخته ذات الملامح الصغيرة بشعرها المشعث وعينيها الزرقاء كلون عينيه صمتت قليلاً تتأمله وهو فعل المثل قالت بعدها بصوت خشن ثاقب يا إللهي هل ازدتت نحولا ألا تشعر خطيبتك بالتقزز وانت بهيئة مومياء ابتسم يناغشها يرد الاستفزاز بواحد اخر هل كبر انفك عن السابق يا إللهي اشعر انني أكلم أنف يحوي وجه ضحك بعذوبه فبرطمت بعناد وهي تتلمس انفها الصغير تقول بنزق انت انت ساقتلك احمد لاتتحدث عن انفي أسبل اهدابه مستمتعاً بملامحها التي اشرقت واصبحت بعمر الريحان أخته الصغيرة كنز وهبه الله له حتى تكون له المصبرة الوحيدة على عيشته قبل سفره بعد ان استفحلت الخلافات بينه وبين والده من جانب وبينه وبين عائلته من جانب أخر لانه ببساطه درس في العاصمه ذات النمط المنفتح من العادات والتقاليد ... فتغير ليصبح اكثر تحررا رغم محافظته على اصوله البدويه القرويه وحينما عاد وانهى دراسته الجامعيه ..تغيرت منحى حياته ليجد نفسه يقف في وجه اي قرار خاطئ لوالده او عائلته طالت الخلافات بينهم وتدهورت الروابط حتى حصل الخلاف الاخير الحاسم والقاسم حين عارض عمه الكبير بتزويج ابنته الصغيرة لرجل مسن ..كان الامر بالنسبة له اشبه بنحر الفتاة وتضييع مستقبلها لذا لم يحتمل فوجد نفسه يقف في وجه والده وعمه لأنه الولد البكر والوحيد للعائله اراد الله ان يبتلي نسل الهلالي بقلة الأبناء والذكور أيضا فوجد نفسه الشاب الوحيد لعائله تتفاخر بكثرة الابناء والذكور في قرية ريفيه بدوية المنشأ ومع مرور الوقت شعر انه العائق بكل شئ لذا فضل السفر الى بلد عربي اخر منفتح اكثر ليعمل به ويستقر مع عزمه النيه على جلب عائلته الصغيرة المتمثله من والدته واخته ريم ووالده قاطع سيل ذكرياته همهمات اخته قائله احمددددد اين ذهبت ابربر من ساعه وانت شارد حمحم وثغره يعلوه مزيد من الابتسامات قائلا هاتي أمي اريد ان اسمع صوتها وارى وجهها غابت الصورة للحظات قبل أن تعاود الاشراق بوجهه امه المليح رغم التجاعيد التي تعلوه همس بشوق وهو يتجرع تفاصيلها اشتقت لك ماهذا الظلم ياست الكل ..لماذا لاتجيبي على اتصالاتي هبطتت دمعتين ساخنتين من عينيها فمسحتا بطرف وشاحها الاسود التي تعقده بطريقتها المعتاده للخلف ثم قربت الهاتف من فمها وقبلته قبل ان تقول بتوبيخ عندما تاتي سأضربك بعصاتي ... ولا اريد ان اذكرك انني احتاج عصاة جديده من الخيزران الاسود من ذات المكان الذي احضرتها منه المرة السابقه ابتلع غصه مريرة ظهرت جليه بين ضحكاته ليردف امرك على رأسي بدل العصاة اثنتان ..اخبريني الأن كيف حالك .. هل تتناولين دواء السكري بانتظام هزت رأسها تقول بحنان لاتقلق يا وحيدي انا بافضل حالاتي والحمدلله وكل ماتصدع رأسك به اختك فهو غير صحيح جاء دوره هذه المرة ليهز رأسه بعد أن قرب الهاتف من عينيه ... ليملي بصره من تفاصيلها...شرد قليلاً الى ذكرة ليست بعيدة من زيارته الماضيه الى الوطن نعم تلك الزيارة البائسه التي جعلته يفقد اخر ذرات عقله .. بعد أن علم بطريقه ما زواج والده من اخرى بالخفاء زوجه شابه من قريه بعيده عن قريتهم تزوجها منذ زمن بعيد ومازال الزواج قيد الكتمان تراكم الغبار فوقه الى أن وصله الخبر ونفث غباره بنفسه بوجه ابيه وعمه الذي اشترك بالامر زواج بائس من أجل أن يتحصل على ذكر اخر... وعوضاً عن ذكر اخر رزقه الله بانثى وهي الأن تصغر اخته بخمس سنوات .. لم يقاوم الخبر فاندفع ليواجه والده بالأمر والأخر لم ينكر فتعالت وتيرة الخلاف بينهما مماجعله يغادر عائداً عازم النيه على اخذ والدته واخته ليقيما معه وليبقى والده بجاور زوجته الشابه فليفعل مايشاء عاد من شروده اللحظي على صوت والدته المضطرب تخبره بحنية ام تغرب وحيدها عن حضنها علي ان انهي المكالمه ياوحيدي ..اعتني بنفسك ولاتقصر في تناول وجبات الطعام ..رضا الله يعم عليك اينما تكون وانهت المكالمه على صوت والده يقول لها (مع من تتحدثين رمى هاتفه بعصبيه من هذا الوضع المتشعب ..هو هنا وخطيبته وعائلته في مكان اخر عليه ان ينهي موضوع الاوراق حالاً .. استرخى اكثر في جلوسه وارجع رأسه للخلف عله يستريح قليلاً بعيدا عن افكاره المتشعبه ................................... في الصباح الباكر نزل الى عمله كالمعتاد في مؤسسه السباعي للعقارات مؤسسه ضخمه تعود لأعرق عائلات البلد ... لاينكر احمد تعلقه بالسيد هاشم صاحب المؤسسه الذي ضم خبراته عن طيب قلب بل وخاطر .. وجد نفسه في تلك المؤسسه وصاحبها كان له خير السند والموجه لم يرى رجل مثله بقدره وقدرته على استيعاب جميع الخبرات ومن جميع الاعمار والجنسيات ليونته في التعامل واضحه للجميع وسلاسته البسيطه في التوجيه وإصدار الأوامر تدفع الى الألفه السريعه واحمد تشبث اكثر بتلك المؤسسه بعد ان اصبح هو وابناء السيد هاشم اصدقاء وصل إلى مكتبه بحلته الرماديه المتألقه وارتمى على كرسيه ... الملفات أمامه مكومه والاوراق مبعثره في الأمس لم يستطع العمل وعقله مشغول في كل الاتجاهات ..خطيبته ووالدته وصاحب المؤسسه الذي بات يلح عليه بعزوماته الكثيرة فرقع اصابعه واخذ حفنة اوراق ليبدأ بتوريقها وتصنيفها طال الوقت وهو مشغول منهمك بعمله حتى تسرب الى عقله صوت صديقه المقرب الوليد رفع نظره عن الأوراق قبل أن يقول بشئ من الانزعاج كيف دخلت مكتبي دون ان اشعر ..انت يا اخي لد*ك حساسيه من الأبواب لايمكنك طرقها ابدا ابتسامه مشرقه بالحيويه كصاحبها طلت على ثغره قبل ان يقول بمودة أنت يارجل نزيه اكثر من اللازم حين تباشر العمل لايزحزحك عنه شئ رفع حاجبه بزهو وجمع الاوراق بيديه قبل ان يطلب منه الجلوس، استرخى وليد في الكرسي المقابل له ثم قال بضجر أنا وريث هذه الشركه مستقبلاً يمكنني متى ماشئت أن ارسلك في إجازة اطلب فحسب يارجل ولله سيكون يوم المنى ان اراك في عطله خارج نطاق العمل ابتسم احمد وأشار للوليد بيده ان يصمت ولايتحدث فيما يكمل هو عمله طال الوقت ومازال مشغول بأوراقه لايمهل وليد لحظة لإضاعة ماتبقى من وقته الثمين وعندما انتهى رفع رأسه باتجاه وليد ليقول بصوت ساخر ماذا ستفعل من دوني يارجل الاوراق التي كانت سترسل لك ..بطريقه ما ارسلت لي لأدققها صمت مبتلعاً ريقه ليكمل وحاجبه مرفوع باستفزاز اظنها من صنع فاعل وغمزه بعدها بعينه ليقهقه الأخر مردف باستمتاع اسمع يا أحمد هذا ابتزاز صريح منك ..انت لاتخجل ان تبتز احد اصحاب النفوذ في الشركه بارد رسمه احمد بدقه على وجهه قبل ان يتحدث باسترخاء ولماذا اخجل ... أنا ابتزك بحكم أفعالك وتصرفاتك ... أما انت ايها الوقح فتبتزني بحكم صداقتي معك ومركزك في الشركه لم يستطع وليد كتم اعجابه الصريح باحمد فقال بتقدير جعله ساخر بدأ موشح الفروق المركزيه والماديه اسمع دعنا ننهي الحوار حتى لايتاجج ونتحدث عن الفروق القوميه بين بلدين لينتهي الحوار بخلاف لا اطيقه انا كشر احمد عن أنيابه باستمتاع ونهض وهو يلتقط سترته قائلا اذا ً الغداء عليك .. اريد وجبه كبيرة لنهاية يوم طويل..واتصل ببدر ...اشتقت لنكاته هز رأسه باسى ونهض هو الاخر متمتما هذا وانا صاحب الشأن هنا اعامل هكذا ..كيف لوكنت موظف عادي مثلك ضحك احمد وهو يتخطاه ليضيف والشقه التي اسكنها لك ..اعرف كف عن التذمر هذا هو الموجود اتسعت ابتسامة وليد وهو يهمس بصوت عالي ماهذا الرجل اقسم أنك متحجر بعد ساعه كان ثلاثتهم يجلسون بأريحه على طاوله ضخمه في مطعم فاخر تصطف عليها أنواع كثيرة وشهيه من الطعام أمسك أحمد طبق ورق العنب واحتكره أمامه ومازال مشغول مع بدر بالحديث إلى أن فاجئه وليد وهو يخطتطف الصحن من أمامه رافعاً حاجبه بتحدي انفجر بدر ضاحكاً على رعونة وليد وقال وهو يلتقت ورقة عنب محشيه من الطبق المختطف يارجل دعه يستمتع بطبق من بلده لمرة واحدة دون ان تفرض وجودك لعب وليد بحاجبيه وهو يلتهم ورقات العنب بشراهة مجيب لذيذ هذا الطبق لذيذ لا استطيع ان اتركه له وانا متف*ج لمجرد انه طبق من بلده قهقه أحمد باستمتاع ليقول هذا لذيذ امنا ولاتستطيع البقاء متف*ج .. ماذا عن طبق الكبه الكرزيه ومحشي الباذنجان هاا هل اذكر باقي الاطباق ام يكفي لعق وليد شفتيه ثم اخذ من امامه المنديل المثني بعنايه ومسح فمه قبل ان يقول ساخراً احب كل شئ تحبه ضيق احمد عينيه باستمتاع يسأله بمراوغه ايها الكاذب كل شئ احبه تحبه ... كل شئ وأي شئ يرد وليد بروعونه ومزاح ولو كان لد*ك اخوة للزواج لفعلتها وتزوجتها) حينها انتفض احمد بحمائيه وغيرة تمزقه ليقول بصوت حاد وليد لا اسمح لك بالخوض في عرضي تعرف انني اكره هذا المزاح ليضيف بعصبيه بعد ان استقام بسرعه وهو يعدل من وضع سترته انا راحل امسك بدر بيده بعزم يثنيه على الرحيل يقول باستعطاف وقليل من الترجي مابك يااحمد انه يمزح ..انت تعررف وليد لايوفر كلمه كما انه ممازح من الدرجه الاولى تدخل وليد بحذر بعد ان شعر انه تجاوز الحدود بينهما ليقول اهدأ يارجل اقسم بالله العظيم لم اقصد شئ تعرف انني احبك كااخي وعرضك عرضي وحدودك حدوي وزد عن هذا اشعر بالانتماء معك الى بلدك مابك لما كل هذه الحدة والعصبيه بلع احمد ريقه وحول نظره الى وليد يرمقه بغموض قبل ان يعاود الجلوس متحدثاً بهدوء لا احب احد ان يذكر اختي مهما كانت صلته بي حمحم وليد معتذرا يقول باسف جلي حقك على رأسي وتاخذه من عيني ...لن يتكرر لكنني لم اقصد ودون مزيد من المشا**ه الحارة بينهما مرر له صحن ورق المحشي ليقول ببراءة تناوله وحدك لابارك الله في طعامي ان تجرأت واكلت منه مجدداً ابتسم بحبور وهو يضيف هل انت راضٍ الآن احمرت أذنا احمد بعد ان شعر انه فقد سيطرته على غضبه بسرعه ليهمهم لاباس اعذرني ايضاً على غضبي السريع يبدو ان مزاجي سئ هذه الايام ابتسم بدر بعد أن فرد يديه على الطاوله بأريحيه يقول خاتماً همهماتهم الحانقه هل اطلب الشاي على طريقتنا ام طريقتكم يا احمد ضحك احمد بعفويه دون أن يعرب ليضيف وليد بمزاح خشن لا اعلم مانوع السحر الذي يلقيه بدر عليك حتى تتقبل منه كل انواع المزاح وما ان افعل انا المثل حتى تبدا بمحاضراتك القوميه والاصلاحيه رفع احمد حاجبه ببراءة وهو يلتهم ورقه محشي باستفزاز مستطرد يقال في بلدي لاتاخذ صاحب الا من بعد عركه وانت هو الصاحب الذي جئتني من بعد عركه انفجر بدر ضاحكاً يهز رأسه باستمتاع اما الاخر زم شفتيه باعتراض صريح ...................... بعد اسبوع ( في الشركه ) دخل احمد متجهم الوجه شاحب البشرة الى مكتب وليد دون أن يطرقه يحاول جاهداً ان يكبت غضبه المتفاقم وقف وليد بهدوء بعد ان استشعر هالة التوتر التي تحيط احمد وشرع لاستقباله بصوت مازح كعادته قائلا يا اهلا وسهلا برائحة البلدان المجاورة لم يستجب أحمد لمزاحه بل قال من فوره بشئ من الغليان احتاج اجازة لمدة شهر ياوليد افعلها لاجلي وامضي على الاجازة والدك خارج البلد وانا مضطر للسفر الى بلدي بأسرع وقت شعر وليد بخطب ما يحتل رفيقه فسأله بتوتر مابك هل حدث شئ سىء لوالدتك ..لاختك عبس احمد بحزن ظهر على صفحات وجه ليقول بنبرة فاضتت ألم توفيت والدتي اومئ وليد بتعاطف وحزن وهو يقول بعد ان ربت على كتف احمد انا لله وإنا إليه راجعون .. واتبع كلامه بماذرة صادقه لاتقلق ساهتم هنا بكل شئ مسح احمد عبرة فرت من عينيه افلتت من سلطانه وهو يهز رأسه يقول لن انسى معروفك ياوليد وهم بالرحيل قبل ان يستوقفه صوت وليد قائلا سنقوم بواجب العزاء يا اخي حين يعود والدي استدار احمد برأسه إليه معترضا يقول لا داعي يكفي قاطعه وليد بصرامه يخبره بعزم لن يقبل والدي ولا حتى بدر ولا انا إلا بالواجب اغمض احمد عينيه واستدار ليخرج بهدوء بعد تلك العاصفه التي تلقاها صباح اليوم برحيل والدته لم يشعر بالغربه الحقيقه إلى اليوم ... الى الدقيقه التي اخبره بها والده ان والدته لفظت انفاسها الاخيرة مع شروق الشمس الغربه الحقيقه بدأت للتو واللحظة ....... في ساحة العزاء المعدة خصيصاً لأحزان اهل بلدته يقف بشموخ بحلته السوداء الى جانب أبيه وعمه الوحيد يستقبل التعازي من المعارف واهل بلدته يمسد جبينه كل برهة وعينيه سارحه مع افكاره الساهمه تصلب في وقوفه بعد أن سمع صوت مألوف يعرفه يقول بود البقاء لله وانحنى صاحب الصوت الى كتف والده وقبله اقترب منه واضعاً ذراعه على كتفه يقول البقاء لله يا احمد عليك ان تقوي عزيمتك وايمانك بالله لم يشعر الا بعينيه ادمعت وهو يرى صاحب المؤسسه التي يعمل بها في البلد المجاور وولداه معه يقومو بواجب العزاء تجاهه شعر بشئ قوي وخاص لهذا الرجل استوطن فؤاده أيما استوطان قال بعد ان مسد على جبينه يخفي تأثره الواضح برؤية صاحب عمله يقف الى جانبه في داره وبلده لا اعرف كيف ارد جميلك سيد هشام. ابتسم بحبور وهو يضغط على يده بسلام قوي مردد ياولدي هذا ليس جميل انت بمثابة ولديّ. وانصرف بعدها ليستريح على المقاعد المخصصه للمعزيين ليتبعه ولداه بعد ان قامو بواجب العزاء بعد عام وضعت ريم حقيبتها على طرف السرير الكبير المستعرض في الغرفه العصريه وهي تتلفت بعينيها كالعادة ترسم معالم هذه الغرفه انيقة الطراز تن*دت بعمق بعد ان جلست على طرف الفراش وهي تتذكر ماحصل قبل عام عدة اشهر قلبت حياتها وحياة اخوتها رأسا على عقب فلم تعد هي ذاتها ريم الحالمه ولم تعد أحلامها تفرض وجودها ذاك العام المنصرم عام المصائب عام الشئم والكوراث غاصت اكثر في تفاصيل الايام السابقه وهي تتذكر حالتها النفسيه المتأزنه بعد رحيل والدتها كانت الفاجعه مدمرة بالنسبة لها ..مدمرة لأمانها ولولا وجود أحمد لانهارت بالفعل فوالدتعا لم تكن فحسب بئر المشاعر الدافئه والداعمه والغرائز الاموميه المتعارف عليها بل كانت اكثر بكثير من لقب امرأه تحمل اسم أم ..كانت السند المتين والدعم الدافع في زمن قل فيه كل شئ يخص القيم والمبادئ بل اكثر بكثير لايوجد في القاموس بأكمله كلمه تعبر عن كمالها حتى الدرب الذي كانت تسير عليه بكل فخر واعتزاز من رسم تلك الأم حتى سفر احمد الى الخارج كان من رسمها المتقن أيضاً رغم الألم الذي عانته والاشتياق الذي كتمته لإبنها الوحيد لكنها لم تتوانى عن **ر هذا الألم ونحت بدل منه مشاعر الفخر به لأنه استطاع بفترة وجيزه اكتساب مركز مرموق في بلد يتنافس المتنافسون فيه لتثبيت أقدامهم تن*دت ريم اكثر حتى تأوهت وهي تغوص أكثر بمعاناتها رحيل والدتها تليها الصدمه العنيفه المزلزله التي تلقتها بوجود أخت لها تصغرها بخمس اعوام وللعجب انها انتقلت للعيش معهم فرضاً والطامه التي قسمت ظهرها ان والدتها انتقلت للعيش معها لتحل مكان والدتها ببساطه لاتنكر لولا وجود احمد لحرقت المنزل بمن فيه لكن احمد هدئها بالقول اللين العطوف وصبرها كثيرا على تحمل وجود تلك الفتاة ووالدتها بل ثابر على دفعها دفعا دون ملل ولاكلل لتتقبل وجود اخت لهما حتى لوكان تقبلا سطحيا مر الشهر الأول بعد رحيل والدتها بسلام مضطرب دون حواث كوارث بينها وبين زوجة والدها لأنها ببساطه كانت ماتزال تحت خدر صدمة رحيل والدتها وظهور اخت لهم مازالت تحمد الله الى الأن لبقاء احمد بجانبها لانه ساعدها كثيرا على امتصاص غضبها وحجره لكن الأمور لم تسر على مسارها المسالم السوي لأن والدها فجأه انتقلت روحه إلى بارئه مع انه رجل سوي سليم لايشكو حتى من مرض السكري وهنا حل البلاء حقاً عليها وعلى الجميع ...لم يكن الجرح قد إلتئم بعد رحيل والدتها حتى عاد وانفتح غائراً بعمق برحيل والدها المفاجئ مسحت ريم عبراتها بوهن وهي تتذكر الخطوب التي حلت عليهم بعد وفاة والدها وتشكر الله في سرها ان احمد كان قد قرر البقاء فترة اطول حتى تتماسك هي اكثر وتنسجم مع شقيقتهم الاصغر فتلقا خبر وفاة والدهم الى جانب بعض وتساندا ملتحمين كتشابك الأصابع في اليد حل السواد في قلبها تجاه هذا العالم البغيض الذي لايرحم وفاة والدها خلف الكثير زوجة والدها قررت السفر الى عائلتها بطلب منهم حتى تباشر في عدتها الشرعيه وتركت ابنتها الوحيدة بعد أن اخبرت احمد ان هذه الفتاة منذ اللحظة قد اصبحت مسؤوليته فهي اخته كما ريم وأن الدم لايصبح ماء كما يقولون حينها فحسب شعرت بمعاناة تلك الفتاة الصغيرة التي منحها اياهم القدر لتكون اخت لهم بعد ان تخلى عنها اقرب الاقربون لاتعلم حتى الأن كيف لامرأه تحمل في ص*رها مشاعر الأمومه ان تتخلى عن نتاجها في هذه الحياة ببساطه وخاصة بعد رحيل والدها وإلى من إلى شاب وفتاة لربما يحملون ضغينه عليها لانها بذرة لرجل قد قهر والدتهم حتى اضناها والاجرام الحقيقي ان الفتاة الصغيرة التي تخلت عنها والدتها بأول مفترق طرق لاتشعر بالانتماء سوى لها لوالدتها الوالده التي تنازلت عنها الحياة تعطيك وتأخذ منك .ترضيك تارة لتسرق منك ثبات نفسك تارة أخرى مر الشهر الثاني بجنون مطبق على الجميع على أحمد الذي اصبح مسؤول فجأه عن فتاتين في بلده الأم وفتاة أخرى على اسمه في بلد عربي اخر بعد أن تلقى طعنتين قسمتاه قسماً برحيل والدته ووالده وعلى ريم التي اختفت منها معالم الطفوله لتحل محلها معالم النضوج والمسؤوليه كانت تسمع من الكثير أن الأم وطن لكنها لم تعي اعماق الكلمه حتى تناثر وطنها واختفى اما سمارة الطفله الصغيرة التي وجدت نفسها فجأه في مكان وزمان مختلفين عما كانت فيه انحدرت الأرض تحتها بشدة لتنزلق الى المجهول مسيرة لامخيرة رغم أن حياتها لم تكن بذلك الابتهاج عاشت طفوله غريبه بعد أن ادركت ان وجودها في هذه الحياة خطأ لان والدها ببساطه تزوج من والدتها رغبة وطمعا للحصول على ذكر اخر وياللى الحظ العاثر ان تأتي هي بدل ذلك الذكر كم كرهت نفسها وهي تشعر بنفور والدها المخفي تجاهها الذنب ليس ذنبها بكل هذا لكنها تحملت ان تبقى الفتاة المخفيه عن الأنظار دون ان تضعف وعلاوة على هذا نفاها والدها بمكان بعيد جدا عن اخوتها بحيث لاتمكنها الصدفه

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

انتقامي

read
1K
bc

زين الرجال ( الثاني عشر من سلسلة سطوة الرجال)

read
1K
bc

عشق إلى ما لا نهاية

read
1K
bc

تري يا قلب احببتُ من؟ بقلم ريحانة الجنه

read
1K
bc

للعلاقات وجهين

read
1K
bc

وصية والد

read
1K
bc

#بنت_الأصول 《?الجزء الثاني ?》

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook