البارت الثاني

1995 Words
تمددت ريم اخيرا على السرير الانيق بملابس الخروج الأنيقه التي ترتديها وهي تسترجع ذكرياتها المتبقيه دفعة واحدة السفر كان وقتها الورقه الوحيدة التي ستخلصهم من كل هذا لكن البلاء لم يترك لهم تحديد مصيرهم كما يشاءون لأن عمهم الوحيد وزوجته توفيا في حريق شب في احدى المؤسسات التجاريه القريب من قريتهم كان حدث عظيم بالنسبة لهم جميعا ان يتوفى اخر شخصين كانا في الحسبان العم الوحيد المتبقي من نسل الهلاليه يقال ان هذه العائله مشئومه منذ زمن منذ ان توفت والدتهم أثناء الولادة وقد انجبت ذكرين تؤام لايشبهان بعض لأن كل واحد منهما في كيس لكنهما تؤام في الصفات والجينات والى الأن هذه العائله مشئومه او هذا مايقال لم يكن وفاة عمها وزوجته المشكله الوحيدة بل تلك الفتاة الشابه التي تركاها خلفهم فتاة بعمر ريم ابنة عمهم المدلله في العائله رامه رامه التي خسرت والديها دفعه واحدة ولم يتبقى لها احد سوى اخواتها البنات المتزوجات هذه الكارثه كانت صعبة الحل والتعامل معها فالفتاة كانت جميلة جدا وتدير جميع الامور المتعلقه في الزراعه بمزارعهم في القريه غير هذا لاتملك اي اخوة ذكور فقط اناث وجميعهم متزوجين رغم ان عمه قد تزوج اربعه لكنه لم يحظى بذكر واحد عضت ريم باطن خدها وهي تتذكر عودتهم في تلك الاثناء الى قريتهم مجددا ليحّضروا مراسم الدفن والعزاء وفعلا تم كل شئ بسلاسه العزاء لم يكن صاخبا كما عزاء والديها والحزن لم يكن مؤلم كما السابق لكن الخلافات التي حدثت من اجل ابنة عمهم جعلتهم في حالة تأهب وتشوش قوية اخوال الفتاة بدأو بالتنازع حول بقاءها كل واحد منهم يريد سحبها بل جرها جرا الى داره لتخدمه او لتدير شؤونه او ربما طمعا لمالها التي سترثه واخواتها الاناث كانو الاكثر عنفا وتشددا بشأنها لا أحد منهن أرادت ان تبقى معها في دارها خوفا ان تنفاسها في زوجها القتال بين الاخوال بدأ يكبر والزيجات بدأت تتهافت عليها لتنهي الخلاف ورامه عالقه بينهم جميعا الى ان قرر احمد ان يتخذ موقفا ويتزوجها حتى ينهي كل هذا كان الحل الوحيد امامه ان يتزوجها امام الجميع حتى تتوقف تلك الخلافات وكلمته كانت الفاصله فهو ابن عمها والأولى بها لم توافق راما في البداية حتى وضعت تحت الامر الواقع وفعلا هذا ماحدث تزوجها احمد امام الجميع واخذها مع اخوته بعد ان حسم الاجراءات اللازمه لنقل ورثها لاسمها ثم سافرو الى العاصمه ليغادرو بعدها البلد بأكمله بكل مافيه وهاهم جميعا تحت رعاية احمد اخيها الحنون لن يأتي الزمن برجل مثله لا لن يأتي رجل بالف رجل يدير شؤون ثلاث فتيات وحيدا دون حتى ان يتأفف او يتذمر وفي بلاد بعيده عن بلادهم وابنة عمهم صحيح انه تزوجها لكنه وعدها وعد رجل حر ان يسرحها متى ما أرادت دون ان يلزمها بشئ .... طُرِق الباب ليفتح بعدها ويطل أحمد من خلفه بحلته السوداء الانيقه وهو يقول باسماً ريم الم تنتهي من تجهيز نفسك ماهذا الخمول نهضت ريم من مكانها بهدوء وقد توقفت ذكرياتها عند هذا الحد وهي تجيبه برقه من قال انني لم اجهز لقد انتهيت منذ مدة لكنني لن اذهب معك الى المؤسسه حتى لايقول معها واسطه تعلم كم اكره هذه العبارة الوساطه كانت تقول كلماتها وهي تدور بملابسها السوداء الانيقه امامه تتباهى بملابسها نظر اليها بغباء وهو يتمتم بزهو لكنك في صدد مقابله انا السبب فيها لولا اسمي ومكانتي لرفضوك قبل ان يقابلوك فلما لاتدللي نفسك بهذه التسهيلات زمت ريم شفتيها حنقا وتقدمت منه تقول بناريه أرأيت هذا وانت اخي تخبرني بكل بساطه انك السبب في هذا النعيم الجزئي كيف ان قبلت بتلك الوظيفه سيقولون جميعا انها اخت احمد لولاه لما كانت هنا كورت يدها وضربت بها ساعد اخيها وهي تقول بحزم طفولي لا اريد لهذا الموشح ان يبدأ قبل اوانه انا اريد وظيفه نزيهة لذا سأعتمد على خبراتي وشهاداتي فهلا ساعدتني رجاءا رفع احمد يديه مستسلما يقول ببرود لك هذا اريني مواهبك بتلك المقابله سأسحب دعمي عنك كاملا هل انت راضيه وان أردتي لن أكون موجود في المقابله رفعت ريم حاجبها بنصر تهمهم باغاظه نعم راضيه وليكن بعلمك سافرض شروطي انا نظر اليها حانقا وهو ينظر في ساعة يده تأخرنا هيا تعالي ساقلك معي اخشى ان تتوهي في طرقات هذا البلد مجددا وشروطك اظنها مرفوضه من الأن لكن امرك لله حاولي ولاتسرفي في تلك الشروط يامغرورة اقتربت ريم منه اكثر وأغلقت ثاني زر من قميصه وهي تقول ببرود واستفزاز لا ياباشا اذهب انت اولا فلا اريد حقا أن أدخل معك في مرتي الاولى لتلك المؤسسه و لاتقلق علي لن أتوه هنا ولى زمن الخوف من المجهول والاهم هنا عليك التعامل مع وسامتك التي باتت تنمو يوما بعد يوم لد*ك زوجتان على اسمك ونظرت الى زره التي اغلقته للتو وهي تضيف بلؤم واخت غيورة قبل ان تنهي عبارتها كانت سمارة هي الاخرى قد اقتحمت الغرفه بعاصفتها الهوجاء تؤيد اختها بمشاغبه بل اختان تغاران عليك بشدة قهقه أحمد بصوت عالي فظهرت غمازتيه وهو يحرك شعره بخجل قبل ان يناظر اختاه بعينيه الحنونه طال تحديقه بهم حتى سمع صوت انثوي رقيق غاضبٌ دائماً يقول بعصبيه رررريم أين حقيبتي السوداء توقفت حدقتا احمد على اخته ريم وقد اضطربت دقات قلبه بينما تجيب ريم بأليه واعتياديه في خزانة سمارة الجلبه في الخارج جعلت احمد يتأهب قبل ان يسمع صوت رامه مجددا تقول بمرح انا ذاهبه ياريم ان احتجتي الى شئ من الخارج اخبريني لينتهي صوتها مع اغلاق الباب هنا اتسعت عينا احمد غضبا واراد ان يقول شئ حانقا لكنه كتمه بقوة ثم نظر الى ريم ورفع اصبعه بتحذير قبل أن يقول بصوت عميق غاضب وقد تبدل مزاجه بلحظة اخبريها ياريم اخبريها انني هنا المسؤول عنكن جميعا اخبريها انني هنا الرجل الوحيد الذي يحق لي التدخل بتفاصيل حياتكن لانني الوحيد الملام والمسؤول عنكن اخبريها انني لم اعد اطيق هذا الوضع ابدا لست المسؤول عما حدث ولم اعد اطيق مزاجها الناري المتقلب كلما رأتني او اصطدمت بي كما انها مازالت زوجتي ولايمكنها ان تتخطاني ببساطه لايمكنها تهميشي فقط لانني لا أتدخل بها وبطريقة عيشها لحياتها كل هذا سيتغير ان لم تفهم انني لا اريد ايذاءها عليها احترامي عليها احتررامي اقترب احمد من ريم ومازال الانفعال يكلل ملامحه وخاصة بعد ان سمع حديث رامه مع اخته ريم في الامس صدفه وهي تطلب من اخته ان تخبره حتى يباشر باجراءات الطلاق فهي لم تعد تحتمل ان تبقى مقيدة هكذا مع رجل لاتكن له شئ ولا تعترف بتضحيته من الاساس تجاهها بلع احمد ريقه وحاول السيطرة على انفعالاته امام اخوته ثم همس ببرود وقليل من التلعثم انا انا لن اطلقها حتى اسلمها الى رجل أخر تحبه هي وتريده اخبريها هذا ايضا صمت قليلا يضيف بنبره اكثر هدوءا ً لاتتأخري ريم فانا لن اصحح اخطاءكن دوما ثم استدار بكل هدوء بعد تلك العاصفه وخرج مغلق الباب خلفه ببساطه نظرت سمارة الى الباب بغباء واستغراب ثم اشاحت بعينيها الى اختها وهي تقول بتهكم ماكان هذا هل هي فقرة التنميه الاسريه مابه هذه رامه الم يعتد بعد عليها زفرت ريم مستغربه حالها كحال اختها وهي تقول بتعجب صدقا لا اعلم أتظنين ان اقتراب موعد زفافه من سارة هو السبب الاثنتان كانتا تحدقان ببعض قبل ان تنفجرا ضاحكتين وكل واحدة تهمس بحب أرايت كيف تحمر أذناه عندما يغضب لقد اخبرتك ان اذناه تحمر لكنك لم تصدقي مارأيك الان لالا ليست اذناه فحسب بل كل وجهه يصبح احمر ساذهب انا فقد تاخرت لاتخرجي الى اي مكان قبل ان تخبريني هل فهمتي تزمجر سماارة وقد احمرت اذناها كأخيها كم مرة سأخبرك انا لست صغيرة اقسم بالله لم أعد صغيرة عمري عشرون لكن ريم تهمهم وهي راحله اصمت ياجعفر مازلتي صغيرة ولا أريد أي نقاش قال عشرون .... بعد ربع ساعه امام مقر الشركه تقف ريم في زوايه الرصيف عند نهاية الدرج تمسك بالحاجز المعدني باصابع باردة قلبها يرتجف خوفا من أن ترفض وخاصة في شركة أخيها ستقتل نفسها لو حصل لاتحتمل الاستهانه بقدراتها أبدا هذه القدرات العظيمه كانت من صنع والدتها هي الداعمه لها حتى اللحظة رغم رحيلها شمخت ريم برأسها ولعقت من البوظه التي تمسكها بيدها الأخرى هذه البلاد حارة جدا تحتاج الى اطنان من البوظه حتى تخفف عنها حرارة الطقس هنا وتخفف حرارة الخوف والتوتر بداخلها استمرت في لعق البوظه شاردة في باب تلك المؤسسه الضخمه عن بعيد حتى اصطدمت بجدار صلب يتحرك بسرعه يصعد الدرجات جدار ضخم طرحها أرضا هي وبوظتها الثمينه التي التصقت بقميصها الابيض فتشوه مظهرها الأنيق كما تبدل نقاء مزاجها التي كانت تحافظ عليه حتى تنهي تلك المقابله بينما ذلك الجدار وقف مصدوما من ما حدث ونزل الدرجتين التي صعدهما عائدا الى تلك الفتاة التي مازالت قابعه على الأرض دون حراك وعندما اقترب منها مد وليد يده اليها يقول بحذر هل انت بخير يا أنسه انا لم أقصد في هذه الاثناء ريم كانت تعد الى العشرة في داخلها تلجم وحوشها عن الظهور لكنها لم تستطيع فنهضت بتعثر بعد ان رفضت مساعدته وقفت ريم مذهوله من كميه التشوه الذي لحق بزيها فرفعت رأسها بحدة وقالت بلهجتها الرقيقه الغاضبه انت انسان مستهتر قليل ذوق اتسعت عينا وليد فيما فتح فمه ببلاهة على وقاحة هذه الفتاة انه حتى لم يراها كانت ملتصقه بالسور ماذنبه هو أراد أن يرد برد لبق ويتأسف منها لكنها سبقته بالقول الحاد أناس قليلو ادب في هذه البلد استغفر الله بداية جيدة ماهذا الحظ اليوم بالذات لم يستطيع وليد كتم غيظه وخاصة حين خصت ابناء بلده بالشتيمه اراد ان يعتذر لها لكنها هي من بدأت فقال بدوره بصوت ساخر وقد تعمد النظر الى وجهها مباشرة هل انت لاجئة هنا جملته البسيطه جعلت ملامحها شرسه غاضبه فنظرت الى عينيه بقوة وقالت باستحقار ظهر جلي على ملامحها يال وقاحتك فعلا عديم ذوق صمتت تتنفس بغضب واخرجت من حقيبتها التي مازالت معلقه على كتفها وص*رها منديلا وبدأت بمسح قميصها بنرفزة وهي تبتعد عنه لكن وليد كان يشعر بالغليان منها ومن طريقتها العنيفه بالرد رغم أنها في بلده وأمام شركته هو فأسرع الخطى للحاق بها وهو يقول بصوت قوي يا أنسه انتظري يا انسه لكن ريم لم تنتظر بل اخذت تصعد الدرجات بسرعه ومازالت تشتم ذلك الرجل بسرها حتى استطاع هو تخطيها وسد عليها الطريق مانعا اياها من إكمال صعودها نظرت اليه ريم غاضبه تتنفس بصعوبه وهو بادلها النظر فتاة طويله ممشوقه القامه قوامها جذاب وحلتها تظهر رشاقة قوامها ملامحها جادة على الرغم من نعومتها عيناها خضراء تبرق وخاصة ان الشمس ترمي رموشها بأشعتها فتتلئلئ عينيها طال تحديق وليد فيها الى ان قالت ريم بصوت حانق الا تلاحظ انك تسد الطريق بسذاجتك وعلى العموم أنا هنا لست لاجئة هل فهمت ياوقح لولا انني متأخره كنت أريتك كيف ُيعامل الوقح في بلدنا لكنني لا املك الوقت لك رفع وليد حاجبه وقد اعجبه ردها الحانق فقال يستفزها أكثر ماذا تفعلين هنا ومن تريدين هذه شركه خاصة ومشهورة جرأته ووقاحته استفزت كبريائها حد الجنون فرفعت يدها تريد صفعه ستهديه صفعة قويه توقفه مكانه وترسم له الخطوط الحمراء فلا يتخطاها وقبل ان تصل يدها الى وجنته أمسك يدها بخشونه وقد اتسعت عيناه من جرأتها قبض على أصابعها بقوة وهو يقول من بين أسنانه هل جننت الا تعلمين من اكون ناظرته ريم بعينين تشع غضبا وتمتمت باستحقار لايهمني عيناها الخضراء باتت تستفزه أكثر وهي على أرض حلبته فشدد على حروفه متمتم يا أنسه انصرفي حالا قبل ان اسبب لك كارثه كانت تلهث غضبا واشتعالا انها تكره هذا النوع من الرجال وقد ظنته متحرشا فقد صادفت منهم الكثيرين في هذا البلد خلال ستة اشهر فحسب وهذا الرجل نظراته كانت وقحه كأي متحرش حاولت افلات حصار يده على اصابعها لكنها بائت في الفشل فهدرت بعصبيه وقد احمر وجهها افلت يدي افلتها لكنه لم يأبى بتهديها وخاصه انها ليست من بلده للحقيقه لايهمه ان كانت من بلده او لا لأنها استفزت رجولته عادت ريم لتهدر وقد ألمها ابتعد عني أيها المتحرش القذر تمالك وليد أعصابه وافلت اصابعها وهو يتمتم بينه وبين نفسه ليتك هنا يا أحمد حتى ترى فتيات بلدك كم هم وقحين ثم نظر اليها يقول بصوت عميق صارم كنت اريد فقط ان اعتذر عما حصل في الاسفل لكنك لست طبيعيه أبدا انصرفي حالا ثم استدار عنها واكمل صعوده بعصبيه اراد ان يستدير لينظر اليها لكنه ابى ان يفعل هذا وصل اخيرا الى باب المؤسسه ففتح تلقائيا ودخل بهدوءه المعتاد بعد ان حجم انفعالاته واخفاها تحت قناع مرحه بينما ريم جلست على احدى الدرجات وبقيت شارده طويلا في قميصها الذي تشوه ومظهرها الذي تخرب ودون ارادة منها سقطت دموعها انها تكره هذا البلد تكرهه بشده جميع شعبه متكبر اناني لاتحب هذا البلد ولاتريد البقاء به تنفست بعمق ومسحت دموعها بعد ان قررت انها فتاة قويه لايعيقها شئ ثم نهضت بهدوء الحمدلله انها تملك زي بديل في حقيبتها الاضافيه في السيارة التي ابقاها احمد معها انها تحمد الله على هذا عادت بسرعه والتقطت الزي من السيارة التي كانت قد صفتها قريب من الشركه ستدخل الى مكتب اخيها وتبدل ثيابها هناك مؤكد يملك اخيها في مكتبه حمام حزمت امرها وسارعت الخطا بعدها الى داخل الشركه ............
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD