الفصل الأول (الجزء الثاني)

1187 Words
ضغط المكابح بـ قوة بعدما وصل إلى خط النهاية مُعلنًا عن إنتهاء السباق بـ ربحهِ كـ العادة..ليترجل بعدها من السيارة مُهللًا يجتمع حوله الجميع يهللون هم أيضًا إقترب منه خ**ه ثم صافحه ولكنه جذبه على حين غُرة وهمس بـ إمتعاض وغضب -مخلصناش هنا يا ابن الصياد... إبتعد عنه ثم نظر إليه بـ عينيه الغريبة بـ إبتسامة باردة ولكن بها من القسوة والغضب ما يُذيب العظام..وعلى الرغم من ذلك خرجت نبرته هادئة -خليك على وعدك... ثم إستدارتاركًا إياه يض*ب السيارة بـ عُنف ليصعد سيارته يجر أذيال الخيبة معه فـ قد خسر الرهان وخسر معه أموالًا طائلة وعلى الناحية الأُخرى إقترب ال**بث من جواد يربت على كتفهِ رادفًا بـ فخر -والله كُنت عارف إن جواد الصياد هو اللي هيعملها... أخرج جواد ورقةً ما من جيب بنطاله ثم أعطاها للأخير وهو يردف بـ تحذير -حمزة!..بطل لعب العيال دا..مش كل مرة هنقدر نرجع الفلوس دي بـ سباق... ضحك حمزة بـ شقاوة ورثها عن والدهِ ثم نظر إلى المُحيط من حولهِ بـ إبتسامة ش*ية وقال -بس حلو الجو دا..بفكر أشترك... صفف جواد خُصلاته البُنية ثم عاد يصعد سيارته يتبعه حمزة ليقول بـ هدوء -لأ..المجال دا خطر زي ما أنت شايف..وبعدين أنت هتدخل فيه!..وعم صابر بيجيبك من كل قسم شوية! -تأفف حمزة بـ ضيق وقال:الله هما اللي مبيعرفوش يسوقوا -إبتسم جواد بـ سُخرية قائلًا:والكُشك اللي كان على الرصيف طيرته دا برضو مبيعرفش يسوق! -هتف الآخر مُدافعًا:هو اللي مكانه غلط -ضحك جواد وقال بـ دهشة:لا والنبي!!... مط حمزة شفتيه بـ إنزعاج ثم قال وهو ينظر من نافذتهِ -هنروح نجيب جويرية ولا إيه! -أجاب جواد دون النظر إليه:لأ..راحت لُجلنار النادي و روحوا مع بعض إبتسم حمزة دون أن يلحظه ذلك الجالس جواره جويرية! تلك الطفلة البالغة التي تُثير حنقه وأيضًا تخ*ف قلبه مُنذ أن أتت إلى هذا العالم..فـ هي تربت على يده رغم أن فارق السن ليس بـكبير..ولكنها كانت بـ مثابة إبنته وليست ش*يقته الصُغرى هو من رآها تنضج أمام عينيه..هو من أخذ بـ يدها أول يوم دراسي لها بل وإنتظرها أمام المدرسة حتى لا تخاف مُتجاهلًا دراسته معالم أنوثتها تكونت أمام ناظريه فـ ف*نته بـ جمالها الخلاب وجموحها الذي لا يروضه إلا هو وكأنها تُعطيه الدفة ليتحكم بـ كُل ما يخصها وكم يشعره ذلك بـ التملك تذكر لقاءهم مُنذ ساعات والذي إتسم بـ العنفوان..الحمقاء تغار ولكنها تأبى الإعتراف بما تشعر به نظر إلى قميصهِ المُلطخ بـ القهوة التي لم يتنعم بها وقد أخفى تلك البُقع بـ سُترة سوداء..عادت إبتسامته تتسع أكثر وهو يُقرر مُصالحتها بـ أكثر الطُرق بساطة فـجويرية مُختلفة ، غيرُ مُتكلفة..ع**دة رُبما ولكن يسهل مُصالحتها فاق على صوت جواد وهو يقول -هنروح الشركة نخلص كام حاجة ونرجع ع المنيا -تمام يا سيدي... *********************************** أغلق باب سيارته ثم صعد إلى شقتهِ بـ بناية حديثة بـ وسط القاهرة..يحمل سُترته فوق كتفه وهو يُفكر بـ تلك الجنية التي رآها مُنذ قليل لقد سمع أن صبايا عائلة الصياد تحمل من الف*نة ما يغوي قديس ولكن جُلنار!!!..فاقت توقعاته بـ شدة..لم يكن يتصور أنها بـ تلك الدرجة اللاذعة من الجمال..شُعلة مُتقدة من الجماح ولكنه يتخفى خلف قناع البرود تن*د بـ تعب لم يكن عليه التورط..لم يكن عليه أن تذل قدمه بـ وحل لم يردهُ أبدًا..لطالما أراد التحرر من قيود الماضي مُقررًا عدم الإلتفات إلى الخلف كما نبهته والدته والدته التي قصت عليه حكايات الثأر التي لم تجلب سوى الدمار والتشتت..فـ العائلة ذات الأصول العريقة قد تشتت ولم يبقَ سواه وأخواته الذين أبعدهم تمامًا عن متناول عمه ليبقى هو وحده بـ الساحة يُقرر جيدًا ماذا سيفعل خرج من المصعد ثم توجه إلى شقتهِ ليفتحها ثم دلف..قذف المفاتيح بـ إهمال ثم إستدار ليدلف إلى غُرفتهِ وما كاد أن يتحرك حتى وجد ظل إمرأة ينظر من النافذة بـ إريحية مُبتسمة بـ ثغرها المطلي بـ أحمر شفاه قاتم اللون صر على أسنانه ثم تقدم منها مُتساءلًا بـ غضب جعل عروق نحره تنبض بـ عنفوان -أنتِ بتعملي إيه هنا!... إتسعت إبتسامتها ثم إستدارت إليه على مهل لتعقد ذراعيها أمام ص*رها تُحدق بـ عينيهِ البُنيتين بـ عبث قبل أن تقول بـ خُبث -مش بينا إتفاق -كور قبضته ثم قال بـ هسيس:إتفاقي مكنش معاكِ -ردت بـ براءة:بس أنا واللي إتفقت معاه واحد... أغمض عيناه يُخفي غضبه الذي كاد أن يُطيح بها ثم هدر بـ جمود -لمي ليلتك وأمشي من هنا -الله هو اللي بعتني أقولك كلمتين... زفر بـ نفاذ صبر ثم قرر تجاهلها وجلس فوق المقعد مُغلقًا عينيه ولكن سُرعان ما إنفتحتا بـ قوة وهو يشعر بـ يديها تُدلك كتفيه ثم همسة من بين شفتيها بـ صوتٍ مبحوح -بعملك مساچ يخفف عليك التعب... نفض يدها مُبتعدًا ثم هدر بـ غضب وهو يُمسك مرفقها بـ قوة -إنطقي عاوزة إيه وأمشي بدل أما أدفنك مكانك!... تأففت بـ ضيق مُتجاهلة ألم يدها ثم أردفت بـ فتور -عمك طالب منك إنك تنسى جُلنار وتركز على بنته التانية -عقد حاجبيهِ وتساءل:بنته مين؟!... تملصت من يدهِ ثم إقتربت تهمس بـ أُذنهِ بـ فحيح -چيلان... إنتفضت مُتراجعًا ثم قال وكل عضلة بـ جسدهِ تتشنج بـ غضب -يعني إيه؟! -جذبت حقيبتها ثم قالت وهي ترحل:هقولك فـ الوقت المُناسب... قالتها ورحلت..ليض*ب صُهيب المقعد بـ قدمهِ فـ سقط أرضًا..رأس الأفعى تلك هي من تُسيره..تلك الحقيرة التي لا يعلم من أين ظهرت ولمَ..ولم يأتي من وراءها إلا الخراب تن*د صُهيب ثم جلس فوق الأريكة واضعًا يده فوق عينيه ليهتف بعدها بـ تعب -مش ناويين يرحموني بقى..مش ناويين ينسوا الماضي ويسيبوني أنسى!!!... ******************* حزين من لم تمر بيارق الحب في شوارع حبهِ... همت بـ الرد عليه ولكنه لم يدع لها المجال ليقول بـ لهجة صارمة -أسمعي ياچيلان..لما تكوني أد إنك تواجهي أبوكِ كلميني..غير كدا بلاش نفس الأسطوانة... أغمضت عيناها ذات اللونين الغريبين ثم قالت بـ صوتها الرقيق ذو بحة أنثوية صارخة -يا شهاب أنت ليه مش عاوز تفهم إني مقدرش أقول كدا لبابا..بلس إن جُلنار الأكبر مني لسه مش إتجوزت إزاي أتجوز أنا قبلها!... تأفف شهاب بـ نفاذ صبر لتبتسم العاشقة بـ هيام ثم قالت في محاولة لتلطيف الأجواء -بس أوعدك هحاول أكلمه -رد عليها بـ ملل:أنتِ حُرة -طب هنتقابل بكرة؟! -وضع يده خلف رأسهِ وقال:أنا مش فـ المنيا الأيام دي..سافرت لصاحبي الغردقة -لوت شفتيها المُمتلئتين بـ إغراء وقالت بـعبوس:أوكيه..براحتك يا شهاب..سلام... ثم أغلقت الهاتف بـ وجههِ..لتنطلق من بين شفتيه سبه وقذف الهاتف بـ غضب بـ ذلك الوقت خرج يزن من المرحاض يُجفف خُصلاته الداكنة ثم إقترب من صديقهِ وتساءل -مال وشك قلب كدا ليه! -رد شهاب بـ إقتضاب:مفيش... مط يزن شفتيه بـ لا مُبالاة وتوجه ناحية خزانة ثيابه لينتقي منها ثياب تليق بـحفل الليلة ليردف دون أن ينظر إليه -مش هتيجي الحفلة! -رد عليه بـ إمتعاض:مليش فـجو النسوان بتوعك دول... ضحك يزن بـ قوة ثم إستدار وهو يُمسك بنطال أ**د ليقول بـ خُبث -يا عم دي حتت من اللي هي... و رفع يده يُعبر عن أجسادهن بـ إبتسامة لعوب ليُكمل بعدها -صواريخ يابني -أدار شهاب وجهه وقال:إعقل يا يزن..إعقل وبلاش الطريق اللي ماشي فيه دا... إرتدى يزن قميصه الأبيض وترك أول ثلاثة أزرار مفتوحة ثم قال وهو يُمشط خُصلاته -وماله الطريق يا شهاب!..أنا مبغضبش ربنا ولا ماشي فـ طريق حرام..أنا بيسر شُغلي مش أكتر... أشاح شهاب بـ يدهِ ثم قال بـ فتور وهو يعتدل مُخرجًا لُفافة تبغ -عارف إني مش هاخد منك لا حق ولا باطل..شوف أنت هتروح فين... سحب يزن مفاتيحه وحافظة النقود يليها هاتفه ثم إبتسم بـ سُخرية كِلاهما يسيران بـ طريق نهايته غيرُ محمود عواقبه توجه ناحية الباب وقبل أن يخرج هتف بـ جمود -الرك على اللي عارف إن طريقه كله خراب ومُ**م يمشي فيه... إكفهر وجه شهاب ولكنه لم يرد بل ظل جامدًا..يعي تمامًا أنه لا يحب چيلان ولا ينوي أن يقع بـ فخ الحُب فـ حياتهِ الصعبة لا تتحمل تلك الرفاهيات
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD