الاب و الابن

1797 Words
عندما يكون لد*ك شيء واحد فقط تهتم به عندها لن تبالي بأي شيء سواه ! ستخاطر بحياتك لأجله ! فما معنى الحياة إن لم يكن موجوداً معك فيها . بالنسبة لهاياتو فقد كتب له أن لا يشعر بحنان الأب ابدا ، خسر مص*ر الدفئ الوحيد الذي كان معه وهو والدته ، كان كل شيء لا معنى له في حياته و لا فائدة من أن يعيش ! ألا أن وجود ميكا غير كل شيء له ، اول صديق اكتسبه ، اول يد امتدت له لتساعده بعد والدته ، الشخص الذي أمضى معه اسوأ أيامه و أجملها ، عاش معه أقسى اللحظات و احلاها ، بعد موت والدته كان هو الشخص الوحيد الذي يستطيع هاياتو الحديث معه براحة ، الوحيد الذي لم يؤذيه ، الشخص الذي خفف عنه آلامه ! هو الأمل الوحيد الذي بقي له لذا سيدافع عنه بكل قوته ، لن يدع أحد يؤذي أخاه الوحيد ، أو هذا ما يتمناه هو . كان هاياتو يركض في الممرات . مرت بالفعل أربعين دقيقة منذ دخوله و إلى الآن لم يتلقى خبراً بخصوص ميكا ! لكن تركيزه الآن على مهمته التي أعطاها له ، أن يقبض على من يقا**ه و أن يجد مينا أو أي طفل آخر ! بالإضافة لما يبحث عنه هاياتو دون علم رفيقه ! كان الدخان يرتفع من عدة أماكن في المحطة و ما حولها فجين يقوم بتدمير الغرفة الرئيسية الآن و هذا يسبب عطلاً في كل مكان ! قابل هاياتو بعض رجال العصابة و هزمهم بسهولة و قيدهم إلا أنه للآن لم يجد مينا ! فجأة ص*ر صوت من جهاز التواصل في أذنه ثم تلاه صوت ميكا يتحدث : هاياتو ! علامات الفرح ظهرت على وجهه و هو يسمع صوت رفيقه مجدداً و لو لم يكن بمفرده لما استطاع إظهار فرحته الشديدة بسماعه و الاطمئنان عليه ! فتوقف هاياتو ليتحدث بسرعة : ميكا ، لما تأخرت بالاتصال بي ، هل أنت بخير ، هل أصابك مكروه ؟ ضحك كاي و هو يجيب : خفف سرعة كلامك لم نفهم شيء ! لقد كنا مشغولين لذا لم نتصل بك ، هل كنت قلقاً على اميرتك ؟ شدد كاي على آخر كلامه متعمداً لازعاج هاياتو و حقا نجح بهذا ، فتحدث هاياتو بصوت بارد : ميكا ، أيمكنك ض*به ؟! ص*ر من جهاز التواصل صوت كاي المتألم بسبب ض*بة خفيفة من ميكا على رأسه فتحدث كاي : ما هذا ميكا ، انت ايضا ؟! ضحكة خفيفة ص*رت من ميكا فابتسم هاياتو أيضا و هو يتحدث : هل انت بخير ميكا ؟ ميكا : أجل ، ماذا عنك ؟ هاياتو : انا ايضا بخير . تحدث كاي متصنعا الحزن : و انا يؤلمني رأسي بسبب ض*بة احدهم ! تحدث هاياتو متجاهلاً كلام كاي : أن أصيب ميكا بخدش ساقتلك ! رد كاي متذمراً : ماذا ؟ و ما خطأي انا ؟ لم أكن متواجداً وقتها ! رد هاياتو بانزعاج : هذا يعني أنه أصيب ! انتبه كاي لكلامه متأخراً فلم يعلم ما يقول : انا .. لا.. ربما ، لا أعلم . هاياتو : ماذا تعني لا أعلم ؟ من الذي معه الآن اذن ؟ ضحك ميكا بخفة على شجارهما ليتحدث : لا تقلق انها ليست خطيرة ، على أي حال ، اتصلت لاخبرك شيء مهم ، هل قابلت السيد ديفيل من قبل ؟! تحدث هاياتو بصوت جاد : ديفيل ؟ لا لم اقا**ه ، من هو ؟! ظهرت الحيرة على وجه ميكا و هو يتحدث : انه أحد القادة الخمسة و لا أعلم لما لكنه هنا الآن ! اتسعت عينا هاياتو قليلا ثم ظهرت ملامح باردة على وجهه تحمل غضباً كامناً هو يتحدث : ديفيل .. و هل آذاك ؟ ميكا : لا لم يفعل ، لكنه سألني عنك ، يبدو انه يعرفك ، ألم تقا**ه في مكان ما من قبل ؟ هاياتو : لا ، لو قابلته و لو لمرة واحدة لم أكن لانسى وجهه أبداً . ميكا : احذر منه ، هو أقوى من السيد هيت حتى ، و بما انه هنا ربما ابي موجود أيضا و أن رأيت احدهما فلا تفكر بقتاله حتى ، أفهمت ؟! ابتسم هاياتو ليريح صديقه و هو يجيب : أجل أعلم ، لا تقلق علي ! اغلق جهاز التواصل ، فتحدث هاياتو مكملاً جملته : لقد وجدت هدف افضل بالفعل ! اخذ هاياتو وضعية القتال قائلاً : ساقتلك هذه المرة ، ابي ! ظهرت ابتسامة ساخرة على وجه من أمامه ليتحدث : ما زلت بعالم الاحلام ، هاياتو . ........................................ كان غيلن مستمراً بقتاله لديفيل . كان القتال متعادلا ًتقريباً يميل قليلا لجانب ديفيل . إلا أن غيلن أظهر قدرات عالية في القتال و المراوغة . ديفيل : مازلت تحاول تقليد حركاته غيلن ؟ حتى لو نسختها و طبقتها مثله تماماً فانت لن تصل لمستواه ! اجابه غيلن بينما يستمر بالقتال : لا أحاول نسخها ، انا استخدم خططه و حركاته لتعزيز خاصتي . ديفيل : اذن تقصد انت تسير على خطاه ؟! أمسك غيلن ذراع ديفيل ليض*به بالأرض بينما يصرخ : و ما المشكلة باتباع شخص مثله ؟ أفضل بكثير من أتباع نيكولاس أو جاك ! نهض ديفيل بسرعة و ض*ب غيلن فارتطم بالجدار بينما يتحدث ديفيل : في الخطط و التفكير اعترف انه ممتاز ، في الحقيقة هو مذهل بكل شيء ! وجه ديفيل ض*بة قوية لغيلن جعله يبصق دماً بينما يكمل : لكن مشكلته الوحيدة هي قلبه ، طيبته الزائدة و تعلقه بآخر فرد من عائلته جعل الأمور تصل إلى هنا . .................................................... ارتطم جسد هاياتو بالجدار بقوة إلا أنه نهض بسرعة ليحدق بالواقف أمامه بغضب شديد ! تحدث والد هاياتو بسخرية : ما الأمر هاياتو ؟ بهذه القوة لن تستطيع هزيمتي ! تقدم هاياتو نحوه و هو يصرخ : ا**ت ! .. ساقتلك ، انت السبب بموت امي ، أنت السبب بكل شيء ! حاول هاياتو إصابته الا انه تجنبه فجاءته ض*بة هاياتو من الجانب الآخر فقد كانت الض*بة الأولى مجرد فخ ! تراجع والده للخلف و ابتعد عنه راكضاً فلحقه هاياتو صارخاً : لن تهرب مجدداً . وصل هاياتو لنهاية الممر حيث كانت هناك باب فتحها فورا و دخل إلا أنه لم يجد أحد في الداخل ! فجأة ظهر والده خلفه ليوجه المسدس نحو راسه و هو يبتسم بمكر ، شعر هاياتو به فاستدار فوراً و ض*ب المسدس فسقط من يد والده بعيدا ! أراد هاياتو طعنه بالسكين إلا أن والده تجنبها فض*به هاياتو بيده الأخرى فتراجع والده ! تقدم هاياتو نحوه فورا ليطعنه إلا أنه نهض و ابتعد عن مسار السكين ! تحدث والد هاياتو بسخرية : لكن بسببي قابلت ميكا ، عليك ان تكون سعيداً بما حدث ! رد هاياتو بغضب شديد و كأن النار تخرج من عينيه : ثم كدت تقتله بعدها ، حاول حمايتي منك فض*بته على جرح حديث له و تركته ينزف في الزنزانة بمفرده دون أن يعلم أحد بأمره ! بسببك ماتت امي و كدت أفقد الشخص الوحيد الذي اهتم لأمره ، بسببك تألمت كثيراً ، حتى موتك لن يخفف من كرهي لك ! رد والده بابتسامة : امازلت تذكر ذلك ؟ كن شاكراً أنني لم اقتله وقتها ! ض*بة قوية و سريعة جاءته من هاياتو على وجهه جعلته يتراجع خطوتين للخلف إلا أنه أثناء تراجعه وجّه ض*بة جانبية لهاياتو جعلت رأسه يرتطم بالجدار بقوة ! جلس هاياتو على الأرض واضعا يده على أذنه بينما سقط جهاز التواصل منها و بدأ بالعمل دون أن يدرك هذا ! على الجانب الآخر من السماعة ، كان ميكا و كاي قد التقيا بجين بالفعل ! ص*ر صوت من جهاز التواصل و انتظروا أن يتحدث هاياتو إلا أنه لم يقل شيئاً فنطق ميكا بقلق : هاياتو ؟ لكن ما سمعه من الطرف الآخر لم يكن ما توقعه أبداً ! تقدم والد هاياتو نحوه و هو ينطق : يبدو أنك اكتسبت بعض الشجاعة لتقف بوجه والدك هكذا ! تصرفاتك أصبحت أكثر ازعاجاً خلال المدة التي ابتعدت فيها . صدم ميكا من الصوت الذي سمعه فتحدث بسرعة صارخاً : هاياتو ، اتسمعني ، هاياتو ! لم يصل الصوت لهاياتو أو والده ، حاول هاياتو النهوض إلا أن رؤيته أصبحت مشوشة بسبب ارتطام رأسه و نزيفه فضلاً عن الصفير الذي يسمعه في اذنيه ! وجّه والده ركلة قوية له جعلت جسده يعود للخلف و يصطدم بجدار من الزجاج يطل على الخارج ! فتحطم الزجاج بسبب قوة الاصطدام و جرح ظهر هاياتو و خرج جسده خارج حدود البناء ! كاد ان يسقط من الطابق الثالث لولا ان يده امتدت لتمسك بحافات الزجاج الم**ور كأمل وحيد له لكي لا يسقط ! بدأت يده تنزف و سال الدم على ذراعه ، ظهره بدأ بالنزيف أيضاً إلا أنه تحمل الألم و استمر بالتمسك بالزجاج فلا يوجد شيء آخر يمسكه ! حتى حافات الزجاج الحادة يمكن أن تنقذ حياته ! تقدم والده منه و انخفض ليرآه جيدا بينما يتحدث بابتسامة : ماذا ستفعل الآن ؟ يدك لن تتحمل كثيراً ؟ و اميرتك ميكا ليس موجوداً لمساعدتك ، ستسقط و تموت دون أن تحقق انتقامك ! احتدت ملامح هاياتو بغضب . فجأة سمع والده صوت ضعيفاً لميكا عبر جهاز التواصل يصرخ بقلق : هاياتو ، فقط أخبرني أين أنت ؟ اجبني هاياتو ! حمل والد هاياتو الجهاز الصغير و هو يتحدث بابتسامة مستمتعة : يبدو أنني كنت مخطئاً ! انظر هاياتو ، على الأقل صوت ميكا معك حتى في لحظة موتك . تحدث الطرف الآخر (ميكا) : أتركه ! ان آذيته ساقتلك بنفسي ! ضحك والد هاياتو ليجيبه : ميكا ، التهديد لا يليق بك ، لا تكتسب عادات ابني السيئة ، اعثر على هاياتو أولا ثم تحدث هكذا . كان ميكا بالفعل يركض في الممر معه جين و كاي فتحدث ميكا برجاء و بصوت قلق جداً : أين هو ؟ أرجوك لا تؤذيه ! ابتسم والد هاياتو و هو يتحدث : بما انك قلت أرجوك ، فلن اقتله لكنك لن تستطيع رؤيته ثانيةً . صدم ميكا من كلامه بينما نهض والد هاياتو و ظهرت طائرة أمامه كان قد استدعاها في وقت سابق ، نظر لهاياتو الذي توسعت عيناه من كلامه قبل قليل ! الموت أفضل من أن يعيش بين يدي والده مجدداً و بعيداً عن ميكا ! مد والده يده التي تحمل جهاز التواصل في الهواء فوق هاياتو تماماً و هو يتحدث بابتسامة : قل وداعاً لاميرتك ، هاياتو . رمى الجهاز ليمر بجانب وجه هاياتو و يسقط على الأرض و يتحطم ! كان ميكا يركض بأقصى سرعته للخارج بعد أن دخلت القوات الطابق الأول من المحطة و خلفه جين و كاي ، تحدث جين عبر جهاز التواصل مع ديانا : ديانا أين هو الرئيس ؟ لما لم يظهر حتى الآن ؟ ألا إن ديانا لم تجب فصرخ جين : ديانا ، ديانا ؟! في السيارة التي كانت تعمل بها ديانا فجأة دخل عليها رجل من العصابة و وجه المسدس نحوها فلم تستطع مساعدة أصدقائها أو اجابتهم ! تراجعت ديانا للخلف قليلا و دون أن تدرك ضغطت على زر مكبر الصوت الذي ينقل الصوت من جهاز التواصل الى داخل المحطة و يكبره . في تلك اللحظة وصل ميكا و من معه إلى الساحة الخارجية للمحطة فكان أول ما رآه هو طائرة تحمل صديقه و تأخذه بعيدا عنه فصرخ بقلق شديد : هاياتو !! وصل صوته عبر مكبر الصوت إلى جميع الطوابق و منهم الطابق الذي يتقاتل فيه غيلن و ديفيل ! فور سماعهما صوت ميكا توقف كلاهما عن القتال لينطقا معاً في وقت واحد : ميكا ؟! يتبع .. .......................................
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD