مقايضة

1958 Words
نهرب من الواقع المؤلم إلى عالم الاحلام . حيث نصنع ما نريد و لا يوجد قانون يحكمنا. حيث لا الم و لا خوف . لكن بالنسبة له .. لا فرق بين واقعه و حلمه . يرى العذاب بكلا العالمين ! كما توقع تماماً .. أحلامه لم ترحمه أبداً و بدأت تعيد عرض أقسى لحضاته لتشعره بألمها مجدداً كأنه يعيشها الآن . إن كان والده لم يرحمه فهل سترحمه أحلامه ؟! بدأ هاياتو يفتح عينيه ببطئ و هو يسمع صوت أنفاس سريعة خلفه ! نهض ببطئ من سريره و نظر لميكا بقلق : ميكا ؟! اقترب منه و هو يتحدث : ميكا ، استيقظ ، هل نسيت تناول الدواء ؟! ألا إنه لم يجبه ! عندما لمس هاياتو جسده شعر بحرارة عالية ! تحدث في نفسه " حمى ؟! " كان ميكا يتعرق كثيراً و انفاسه سريعة ! ذهب هاياتو فورا إلى المطبخ و أحضر منديلا و بعض الماء و دواء لخفض حرارته ! وضع المنديل على جبين ميكا بينما يتحدث بقلق : ميكا ، اتستطيع تناول الحبوب ؟ فتح ميكا عيناه ينظر له و كان وجهه أحمر من الحرارة و تنفسه يزداد صعوبة مع كل ثانية. حاول النهوض قليلا فساعده هاياتو على ذلك و أخذ الحبوب الخافضة للحرارة ثم عاد للاستلقاء على السرير . بقي هاياتو بجانبه يضع المنديل في الماء ثم يعيد وضعه على جبين ميكا ! ................................................. في هذا الوقت .. في منطقة بعيدة عنهم .. في بناءٌ كبير ، كان نيكولاس يسير ذاهباً لغرفته . توقف بسبب يدين امتدتا من الخلف لتستقر ذراعا الذي خلفه على كتفيه و يسند جسده عليه ! ابتسم نيكولاس و هو يتحدث : ماذا تريد ديفيل ؟! رد ديفيل بابتسامة : لهذا السبب أرسلتني إلى هناك صحيح ؟ كنت تعلم أن ميكا سيظهر هناك ! إبتعد ديفيل عنه ليستمر نيكولاس بالتقدم و هو يتحدث : إذن ؟ كيف كان ؟! سار ديفيل بجانبه و هو يتحدث : لا يشبهك ، بل يشبه النسخة الأخرى . ضحك نيكولاس بخفة ثم أجاب : لا اسمح لك بلمسه . عبس ديفيل و أبعد نظره عنه و هو يتحدث : أعلم ذلك ، لست كهيت . نيكولاس : و ماذا عن ابن هانا ؟ رفع ديفيل يديه بقلة حيلة مجيباً : انصحك بعدم جعله يركب طائرة ابداً فهو لا يعلم ما معنى الجلوس ! من كثرة حركته ستسقط الطائرة ، صدقني ! ضحك نيكولاس بخفة و رد : حقاً ! يبدو انك استمتعت بوقتك هناك ! ديفيل : كان عليك رؤيتهما ، كان الامر ممتعاً حقاً . نيكولاس : لا بأس ، سأرى امور اخرى في المستقبل . ديفيل : قابلت غيلن أيضاً . نظر نيكولاس له و اجاب بمرح : حقاً ! و كيف حاله ؟ نظر ديفيل له بابتسامة ساخرة : تسأل عنه و كأنه صديق مقرب لك ! رد نيكولاس بابتسامة حائرة : و ماذا هو اذن ؟ تن*د ديفيل باستسلام ثم تحدث : كان يتحدث عنه باستمرار ، يبدو انه غاضب منك على ما فعلته . ابتسم نيكولاس و اجاب : توقعت هذا ، بالتأكيد سيكون غاضباً . نظر نيكولاس للأعلى و هو يكمل : كان رائعاً بكل شيء . تحدث ديفيل مدعياً عدم الفهم : غيلن ؟! نظر نيكولاس له بعبوس مجيباً : لا ، بل الشخص الآخر . ضحك ديفيل قليلا ثم تحدث : فهمتك . ................................................. غرفة مظلمة .. فتحت الباب ليدخل صاحبها بهدوء دون أن يشعل الضوء و يجلس على مكتبه ب**ت . جلس غيلن يحدق في الفراغ مفكر " لم أستطع تحقيق ما أردته ، في النهاية لا بد من موت أحد الطرفين .. " **ت لمدة ثم نظر لأحد ادراج مكتبه و فتحه ليخرج منه ساعة فضية ، فتحها لتص*ر موسيقى جميلة منها فاغمض عينيه بهدوء يستمع لذلك اللحن . كان ذلك الدرج يحتوي ثلاثة ساعات أخرى تشبهها بعض الشيء ، فتح غيلن عيناه ينظر للصورة على مكتبه و التي كانت تجمع أحد عشر شخصاً . امسكها بينما يتحدث مع نفسه : هانا ، كاد ابنك يتاذى بسببي ، انا اسف حقا ، سأحاول حمايته أكثر . تأمل الصورة يوزع نظره على كل من فيها الى ان استقر بصره على احدهم فنطق بابتسامة : أما أنت .. كيف لم تخبرني عن امر ميكا ، لم أعلم بوجوده إلا منذ فترة قصيرة .. ايزابيلا تكرهه لأنه يشبه نيكولاس ، لكنه في الحقيقة يشبهك انت .. جين و كاي أيضا بخير ، سأحاول حمايتهم هذه المرة . ......................................................... في الصباح .. خرج كاي و ديانا مستعدين للذهاب للمدرسة إلا أن ميكا و هاياتو لم يخرجا ! وهذا ليس من عادتهما لذا قررا أن يذهبا للاطمئنان عليهما . دق كاي الباب و انتظر فلم يأتي أحد ! شعر بوجود شي غريب . دق الباب مرة أخرى و هو يتحدث : ميكا ؟ هاياتو ؟ ثوان حتى فتحت الباب له ليظهر هاياتو و علامات القلق على وجهه ! تحدث هاياتو فوراً : جيد انك هنا كاي . أعطى هاياتو ورقة صغيرة لكاي و هو يكمل : إذهب و أحضر هذا الدواء فوراً ! نظر كاي له بحيرة : هاا ؟ و ما هذا ؟ رد هاياتو بينما يعود للداخل : دواء ميكا ، و دواء آخر لخفض الحرارة . لحقه كل من كاي و ديانا للداخل بينما تتحدث ديانا : خافض حرارة ؟ نظر هاياتو لهما بينما يتحدث بسرعة : ارتفعت حرارة ميكا في الليل و لم تنخفض حتى الآن ، كاي ماذا تنتظر ؟ إذهب بسرعة ! خرج كاي فوراً بينما دخل هاياتو و ديانا لغرفة ميكا .. كان ميكا ما يزال يتنفس بسرعة و جسده ساخن جداً ! أعاد هاياتو وضع المنديل على جبينه بينما يتحدث : ميكا لا يستطيع الذهاب للمدرسة و انا سابقى بجانبه ، أنتما إذهبا من دوننا . تحدثت ديانا بقلق : لقد كان بخير أمس ! ظهر الإنزعاج على وجه هاياتو و هو يفكر و يلوم نفسه " لا ، لقد كان متعباً منذ يومين ، كيف لم انتبه له " عاد كاي بسرعة و معه الدواء فأخذه هاياتو تحدث كاي : أعطاني الرجل هذا الدواء أيضا ، قال إنه أفضل لخفض الحرارة ! هاياتو : شكراً لك ، أنتما اذهبا الآن حتى لا تتأخرا . ديانا : حسناً ، أن احتجت شيئاً أخبرنا . اومأ هاياتو إيجابا و غادرا الشقة فأغلق هاياتو الباب خلفهما وعاد حيث ميكا ، دخل الغرفة ليسمع صوت ميكا يهمس : توقف ... لا أريد ... ! ظهرت ملامح الحزن على وجه هاياتو فاقترب منه و بدأ يحركه بينما يتحدث بهدوء : ميكا ! استيقظ ، لا أحد هنا ... توقف عن هذا ، أنه يؤلمني أيضا . بدأ ميكا يفتح عينيه ببطئ و ينظر لهاياتو . رفع يده ليمسك ذراع هاياتو بينما يتحدث بصوت حزين : انا اسف . أمسك هاياتو يده ليتحدث : هيا انهض ، أحضر كاي الدواء . حاول ميكا النهوض و ساعده هاياتو ، فأخذ دوائه و خافض الحرارة و عاد للنوم مجدداً . ....................................................... عند الظهر .. كان كاي و ديانا يسيران في حديقة المدرسة ، رن هاتف كاي فأخرجه ليتحدث : مرحبا ؟! ص*ر صوت جين عبر الهاتف : مرحباً كاي ، كنت اتصل بهاياتو و ميكا لكنها لم يجيبا ! ابتسامة ساخرة رسمت على وجه كاي و هو يجيب : ميكا مريض و الهواتف جميعها بيد هاياتو الآن ، أظنه يعلم لما تتصل لذا لم يرد . تحدث جين ببعض القلق : ميكا مريض ؟ ما به ؟ كاي : حرارته مرتفعة . جين : هذا سيء ، وصلتنا رسالة من العصابة و تحديدا من نيكولاس ! كاي في نفسه " توقعت هذا " رد كاي : مشفرة مجدداً ؟! جين : لا ، إنها رسالة عادية . اجاب كاي بسخرية : هل يعلم نيكولاس كيف يكتب رسالة عادية ، هذا تقدم جيد حقاً ! تحدثت ديانا بجانبه : هذا ليس وقت المزاح كاي . تن*د كاي ثم تحدث بسخرية مجدداً : و ماذا تريد السيدة ايزابيلا إذن ؟ **ت جين قليلا ثم رد :... لا نستطيع الحديث عبر الهاتف ، تعاليا أنتما على الأقل . أغلق كاي الهاتف بينما يتحدث : أشعر أن هناك مصيبة خلف هذا ! ديانا : لنذهب بسرعة . فخرج الاثنان من المدرسة متجهين إلى مقر المنظمة . اخفض جين يده التي تحمل الهاتف بينما يحدث نفسه " ماذا افعل الآن ؟ إنه مريض لكنه بالتأكيد سيحاول فعل ما كتب في الرسالة ! " نظر جين لرئيسه غيلين الذي يمسك الرسالة بغضب و قلق ! كان مكتوب فيها .. (( غيلن ، ايزابيلا ، لقد نفذ وقتكما ، كنت ساقتل ابنتكما و ارسل جثتها لكما اليوم لو لا أنني علمت ان ميكا يحاول انقاذها أيضاً ، لذا فكرت بشيء سيعجبك ايزابيلا ، ميكا مقابل مينا ، ما رأيك ؟ لا اظنها مقايضة سيئة بالنسبة لكِ ، بالنسبة لي أراها غير عادلة أبداً فمينا لا تساوي شيء مقابل ميكا لكنني المستفيد فلا بأس ، و أخبري ميكا أن الاتفاق الكاذب بيني و بينه و الذي أخبره لديفيل ساحققه له أن سلم نفسه لي ، أمامك أقل من يوم ، سانتظرك في قصر اشويا ، المكان مراقب من قبلنا هناك لذا من الأفضل ان يأتي ميكا بمفرده أو تعرفين ما سافعل . )) كانت ايزابيلا تقف خلفهما فتحدثت مباشرةً : غيلن ، الأمر لا يحتاج للتفكير ، هل ستضحي بابنتنا لأجل ميكا ؟ نظر جين لها و تحدث بأنفعال : سيدتي ، لا تنسي أن ميكا ابنك أيضا ! نظرات ايزابيلا الحادة اتجهت نحوه و هي تتحدث : لا شأن لك بمن يكون ميكا بالنسبة لي ، لن اعترف به كابني أبداً ، مهمتك أن تعيد ابنتي فقط ، لا تتدخل في ما لا يعنيك ! أراد جين أن يجيب على كلامها إلا أن غيلن تحدث بهدوء : لا استطيع فعل ذلك ايزابيلا .. كلاهما مهم بالنسبة لي . تقدمت ايزابيلا خطوة للامام و هي تتحدث بانفعال : هل تقارن مينا بميكا ! غيلن : لا يوجد مقارنة بينهما كلاهما متساويان .. لن ننفذ ما يريده نيكولاس ، عندما يأتي ميكا و الآخرون لن نخبرهم بأمر الرسالة ، سنظع خطة لاستعادة مينا دون التضحية بأحد . تحدثت ايزابيلا بقلق : هل تستطيع فعل هذا ؟ لابد أن نيكولاس خطط لكل شيء . أجاب غيلن بابتسامة : نيكولاس بشر في النهاية ، لا بد من وجود فجوة في خططه . اومأ جين إيجاباً ثم تحدث : لكن هناك مشكلة سيدي ، ميكا مريض و عندما اتصلت به أغلق هاياتو هاتفيهما ! تحدثت ايزابيلا ببعض الغضب : هاياتو ذاك مزعج حقاً ! غيلن : عاود الاتصال بهما لاحقاً . جين : حاضر ايزابيلا : حتى لو لم يذهب ، نحتاج ميكا لوضع الخطة صحيح ؟! غيلن : ستكون مساعدة كبيرة جداً لو كان هو و هاياتو معنا . بدأ غيلن و جين يتحدثان عن الخطة و ما يجب فعله بينما أبعدت ايزابيلا عيناها عنهما و شردت بأفكارها ! بعد مدة تحدثت قائلةً : ساخرج قليلا . ثم خرجت من الغرفة دون أن يتحدث غيلن او جين بشيء ............................................. وصل كاي و ديانا لمقر المنظمة و اتجها مباشرةً لغرفة الاجتماع . دخلا الغرفة ليقفا أمام الطاولة بينما تحدث كاي : اذا ؟ ما أمر الرسالة ؟ وضع جين الأوراق جانبا و اجابه : انها رسالة تهديد ، يقول انه سيقتل مينا الليلة في قصر اشويا لذا علينا انقاذها بسرعة . شهقت ديانا بصدمة : يقتلها ؟! تحدث كاي بغضب : ذلك الرجل .. و ماذا يريد ؟ رد غيلن بغضب مكبوت : يريد إزعاجنا ! أخفى جين و غيلن امر مقايضة ميكا بمينا و أكمل جين كلامه : ربما لا يرغب بقتلها فقط ، يرغب ببعض المغامرة ، يجعلنا نلاحقه بينما يستمتع هو ! كاي : يحتاج طبيب نفسي أكثر من ميكا . ردت ديانا ببعض القلق : و ما الخطة ؟ كيف سننقذها ؟ رد غيلن مفكراً : المكان حول قصر اشويا سيكون مليئاً بأفراد العصابة ، بالإضافة انه مكان وسط المدينة ، سنتسلل بهدوء دون أن ينتبهوا لنا ، و عندما نضمن سلامة مينا سنجذب رجال الشرطة إلى هناك بطريقة ما ، نحن نضع التفاصيل الآن . اومأ كاي و ديانا إيجاباً واقتربا منهما لمساعدتهما على دراسة الموقع و الوضع جيداً ................................................... في احدى الشقق .. وقف هاياتو أمام سرير ميكا واضعاً يده على رأس رفيقه ليقيس حرارته ! ابتسم ببعض الراحة عندما شعر بأنها انخفضت أخيراً . ابتعد عنه فاهتز هاتف ميكا يشير إلى أن مكالمة قد وصلته فرفع هاياتو الهاتف ليرى اسم المتصل ، إلا أنه كان رقماً غريباً دون اسم ! فتح المكالمة ليعلم من المتصل بينما يخرج من الغرفة . هاياتو : مرحبا ؟! ص*ر صوت ايزابيلا عبر الهاتف تتحدث بغضب : ميكا ... فور سماع هاياتو صوت والدة ميكا أغلق الهاتف دون ان يعطيها فرصة لقول كلمة واحدة أخرى ! نظر لشاشة الهاتف بملل و هو ينطق : لست بحاجة لمزعج آخر يفسد مزاجي أكثر . استدار هاياتو متجهاً للمطبخ ، فهو لم يأكل شيئاً بعد و من حسن الحظ أن ميكا حضر الكثير من الطعام أمس . فجأة فتحت باب شقته بقوة محدثةً صوتاً عالياً فاستدار بسرعة ينظر للمدخل بقلق شديد ! يتبع ...
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD