ليو كارمن

2155 Words
رن الجرس معلناً بداية الحصة الأولى .. توقف الطلاب عن الكلام و جلس كل منهم بمكانه ليدخل مدرس الفصل برفقة طالب جديد ! المدرس : سينظم إلينا اليوم طالب جديد ، ليو كارمن ، وصل اليوم من منطقة بعيدة و سيدرس معنا . كان ليو ذو شعر بني و عينين عسليتين ، طويل بعض الشيء ، ابتسم و تحدث : سعدت بالتعرف إليكم . جلس بمقعد فارغ في الخلف و قد بدأ الدرس . في استراحة الغداء ذهب ميكا و هاياتو إلى حديقة المدرسة الخلفية لتناول الطعام ، و قد اجتمع الطلاب حول ليو يسألونه عن مدرسته القديمة و من أين جاء ؟! بعد مدة كان ليو يسير بمفرده في الحديقة الخلفية إلى أن رأى ميكا يجلس بمفرده هناك . ذهب إليه بابتسامة لطيفة و عندما رآه ميكا ابتسم بخفة أيضا . وقف ليو متحدثاً : مرحباً ، ميكا صحيح ؟ اجابه ميكا بهدوء : أجل ، أتحتاج شيئاً ؟ ليو : لا ، فقط كنت أسير و رأيتك تجلس هنا بمفردك ، اخبرني الطلاب عنك و سمعت انك لا تفترق عن صديقك ابدا ! أجابه ميكا : هاياتو ذهب لشراء بعض الماء . ليو : فهمت . جلس ليو قرب ميكا و تحدث بابتسامة : سمعت انك الأول على مرحلتنا هذا رائع ، انا جيد بالدراسة لكن ليس لهذا الحد ! ميكا : شكرا . ابتسم ليو : هذا المكان جميل ، أتحبه ؟ ميكا : أجل ، اتي مع هاياتو إلى هنا في الاستراحة دائماً . ليو : فهمت ، هاياتو ، حسب ما سمعته من الطلاب فهو ليس جيداً جداً . ابتسم ميكا بخفة رغم انزعاجه الطفيف : انه جيد كصديق . ارجع ليو جسده للخلف : لكنني سمعت انه .. غير ودود ابداً و مستعد لمهاجمة اي شخص امامه ! اظنه مثيراً للمشاكل ! نهض ميكا فوراً و تحدث ببرود : لا تتكلم هكذا عن هاياتو . نظر ليو له بتفاجئ ثم لوح بيديه بابتسامة مرتبكة : حسنا انا اسف حقاً ، لم اقصد الاساءة اليه ، لا تغضب . سمعا صوت ينادي من بعيد : ميكا . كان هاياتو يقف على بعد مسافة منهما ينظر لهما ببرود و حذر ! اعاد ميكا نظره لليو : آسف سأذهب الان . ركض ميكا بسرعة نحو هاياتو و سارا مبتعدين فتحدث ليو في نفسه " أغضبته من أول محادثة " ثم نهض هو أيضا ليتجه لفصله ! بعد انتهاء الدوام خرج ميكا و هاياتو متجهان لمنزلهما . كانا يسيران معاً بهدوء الا ان بعض القلق كان مزروعاً داخلهما ! نظر هاياتو لميكا بطرف عينه و على وجهه نظرة جادة لينظر ميكا له و يومأ إيجاباً ! انعطفا عند الزاوية ثم توقفا و استدارا للخلف منتظرين ظهور ملاحقهما ! ثوان فقط و ظهر ليو أمامهما ! نظر ميكا له بحيرة : ليو ؟! احتدت نظرات هاياتو وهو يتحدث : ماذا تريد ؟ لما تتبعنا ؟! كان ليو ينظر لهما بدهشة قبل ان يبتسم بارتباك مجيباً : آسف ، لم أقصد أن اتبعكما فمنزلي من هذا الاتجاه أيضاً ! رفع هاياتو حاجبه ليقول : هل تذهب للمنزل و انت تختبأ كل بضع سنتيمترات ؟ ضحك ليو ثم قال بابتسامة لطيفة ينظر لميكا : بعد محادثتنا تلك اعتقدت انك غاضب مني الآن لذا لم ارد أن أظهر أمامك و ازعجك ! اجابه ميكا بابتسامة خفيفة حائرة: لست غاضباً لذا لا داعي لفعل هذا ! ابتسم ليو : حقا ؟ أنا سعيد لهذا . مد يده ليصافح ميكا فمد ميكا يده أيضا بينما تحدث ليو بابتسامة : أمل أن نكون أصدقاء . ظهرت ملامح الدهشة على وجه ميكا الا انه لم ينطق بشيء فقد نظر ليو لهاياتو بابتسامة و تحدث : سمعت الكثير عنك في الفصل ، لكنني ارغب بالتعرف عليك بنفسي ، آسف أن ازعجتك بما حدث قبل قليل ! نظر هاياتو بحدة ليد ليو التي امتدت إليه أيضا فأمسك يد ميكا ليسحبه معه مكملا سيره و متجاهلا ليو فنظر ليو له بعدم فهم ! و صلا لمنزلهما ففتح ميكا الباب و دخل ليتحدث هاياتو : آسف لما فعلته قبل قليل ميكا لكنني .. لم أحب ليو ذاك أبداً ! نظر ميكا له بحيرة قبل أن يبتسم بلطف : لا تهتم لهذا هاياتو ، هيا أدخل بسرعة لدينا امتحان غداً و عليك الدراسة جيداً . رد هاياتو بعبوس : أن كنت ستجبرني على الدراسة منذ الان فساخرج فوراً . ضحك ميكا و هو يسير إلى غرفتهما فابتسم هاياتو أيضا و أغلق الباب ليركض نحو الغرفة أيضاً ! هو لم يرتح لليو و لا يريد الاختلاط بأحد . بينما ميكا أكثر من يعرف صديقه لا يلومه على تصرفه هذا فهو يعلم سببه جيداً ، و ما الذي يسعده أكثر من بقاء رفيقه بجانبه ! ................................... لم يحدث شيء مميز باليوم التالي ، تقريباً كل شيء سار بهدوء كالعادة . و الأمر نفسه في اليوم الذي يليه ! و الآن رن الجرس معلناً بداية الاستراحة الثانية .. نهض ميكا و هاياتو و خرجا من الفصل فقد تعبا من الجلوس طويلا ! راقبهما ليو و هما يبتعدان ثم اخرج دفتراً من حقيبته و نظر له بابتسامة ماكرة ليتحدث مع نفسه : حان الوقت الان ، عزيزي ميكا ! بعد مدة ليست بطويلة كان ميكا و هاياتو يسيران في الممر و قد كان شبه خالي ! تقدم ليو نحوهما قائلاً : هاياتو كنت أبحث عنك ، قال المدرس انه يريدك بغرفة الإدارة . نظر هاياتو له بحيرة : و ماذا يريد مني ؟ اجاب ليو بحيرة : لا أعلم فقط قال إنه يريدك الآن . نظر هاياتو لميكا بحيرة ثم تقدم ليذهب لغرفة الإدارة يتبعه رفيقه فنظر ليو لميكا بحيرة : ميكا هل ستذهب ايضاً ؟ نظر ميكا له بحيرة الا ان هاياتو تحدث ببعض الحدة و الانزعاج : و هل لد*ك اعتراض على هذا ؟! نظر ميكا لهاياتو كانه يوبخه على اسلوبه هذا و قد فهم هاياتو نظراته الا انه لم ينطق بشيء فقد تحدث ليو ببعض الارتباك : لا ، كل ما في الامر هو ان هناك سؤالاً لم افهمه و فكرت في ان يشرحه ميكا لي بسرعة اثناء انتظارك ! نظرا له قليلاً فتحدث ميكا : حسنا لا بأس ، سانتظرك هنا هاياتو . نظر هاياتو له ببعض القلق و الانزعاج الا انه اومأ إيجاباً و ذهب مسرعاً ! رغم قوته إلا أنه لا يشعر بالاطمئنان إلا بجانب ميكا ! بعد ذهابه اقترب ليو من ميكا و أعطاه الدفتر الذي كتب فيه السؤال ! بينما كان ميكا يقرأه شعر فجأة بيد ترتفع خلفه فتوسعت عيناه بقلق و ابتعد عن ليو فوراً لينظر له ! تفاجئ ليو من حركته ليتحدث بحيرة : ما الامر ميكا ؟! لم يكن هناك شيء خلفه و كان ليو يقف بشكل طبيعي ! نظرات ميكا أصبحت اكثر قلقاً فاخفض رأسه ينظر للدفتر محدثاً نفسه " هل كنت أتخيل ؟ " رفع بصره محدقاً بليو : ليو ، من الذي طلب هاياتو ، أي مدرس ؟ تحدث ليو بهدوء : مدرس الفيزياء ، لما ؟! رغم نظرات ميكا التي لم تتغير قط كان قد تفاجئ في داخله مفكراً " مدرس الفيزياء ؟ هو لم يأتي اليوم ! هل كان ليو يكذب ! لماذا ؟ .. يجب ان الحق بهاياتو بسرعة ! " ابتسم ميكا و تحدث بارتباك : آ .. آسف ليو ، لكنني تذكرت امراً مستعجلاً و علي الذهاب بسرعة سأشرح السؤال لك لاحقاً . تقدم ميكا بسرعة متوسطة مارا بجانب ليو الذي تحدث بحيرة : ما هو ؟ ربما أستطيع مساعدتك ! اجابه ميكا بهدوء : شكرا لك لكنني أستطيع فعله بنفسي . أكمل ميكا سيره و عندما أصبح بجانب ليو أمسك الاخير مع**ه بقوة ليتحدث : آسف ميكا لكنني لن ادعك تذهب . نظر لميكا بابتسامة كبيرة بدت مخيفة لميكا جعلت قلبه ينبض بقوة قلقاً ! .................................... عند هاياتو فور وصوله لغرفة الإدارة طرق الباب بهدوء و دخل . نظر له أحد المدرسين ليقول : مرحبا هاياتو ، هل تحتاج شيئا ؟ رد هاياتو : سمعت أنكم تريدونني ! اجابه المدرس بحيرة : لم يناد*ك أحد ، هل أنت متأكد من ذلك ؟ نظر هاياتو له بحيرة مجيباً : ليو أخبرني بـ... لم يكمل هاياتو كلامه و توسعت عيناه بقلق " هل يمكن أنه ..." خرج راكضاً باقصى سرعة نحو مكان ميكا و ملامح القلق على وجهه ! هل أبعده ليو عن ميكا عمداً ؟ ان لم يكن هناك أي شخص قد طلبه فلماذا قال ليو ذلك ؟ هو و منذ وصوله يلاحق ميكا ، ماذا يريد منه ؟ وصل إلى حيث افترق عن رفيقه و اتفقا أن يلتقيا هنا ، إلا أنه لم يجدهما و هذا ادخل الخوف إلى قلبه بسرعة ليهمس بصوت مرتجف : ميكا ؟! ركض فورا إلى فصلهما فدفع الباب بقوة و دخل فتوجهت أنظار الجميع إليه إلا أنه لم يجد ميكا ! نظر للطلاب قائلاً : هل رأيتم ميكا أو ليو ؟ اجابه أحد الطلاب : لا .. خرج هاياتو بسرعة ليكمل بحثه ! عند خروجه رآه كاي و رفيقاه فتحدث أحدهما بتسائل : أليس هذا هاياتو ؟ لما يركض هكذا ؟ اجاب الآخر بسخرية : ميكا ليس معه لذا ربما فقد عقله أخيراً . وسط حديثهما هذا تقدم كاي إلى داخل فصل هاياتو بهدوء ليتحدث موجها كلامه للطلاب الآخرين : انتم ، أتعلمون لما خرج هاياتو هكذا ؟! ................................... بحث في أماكن عديدة من المدرسة ، ذهب لكل مكان كانا يذهبان له ، صحيح أن هذه المدرسة كبيرة جداً الا انهما لم يكونا يذهبان إلا لأماكن محددة و ميكا ليس في أي واحدة منها ! توقف في تلك الحديقة التي اعتادوا على تناول الطعام فيها ! كان يتنفس بصعوبة ، ليس بسبب ركضه فهو لم يجري كثيراً جداً إلا أن قلبه ينبض بقوة يطالبه برؤية رفيقه الآن ! ض*ب الحائط بقبضة يده و اغمض عيناه بقوة " أين هو ؟ " صوت أنساب لمسامعه جعله ينظر لصاحبه بحدة فتحدث كاي بهدوء : ألم تجده بعد ؟ تقدم هاياتو نحوه و أمسك ياقة قميصه بقوة ناطقاً : أين هو ؟ رد كاي ببرود : لا أعلم . إجابته هذه لم تساعد هاياتو ابدا : أن علمت ان لك يداً في هذا ساجعلك تندم بشدة ! أبعده كاي عنه بانزعاج : قلت لك لا أعلم شيئاً ! سار هاياتو ليكمل بحثه إلا أن كاي اوقفه بقوله : أتريد أن اساعدك ؟! نظر هاياتو له بشك فتحدث كاي : أن بحثنا معاً سنجده بشكل أسرع ! رد هاياتو بسخرية و انزعاج : تريد مساعدته الآن ! ما الذي تخطط له ؟ اجابه كاي : لا أخطط لشيء لكن لا أحب رؤيتك هكذا ، أنتما عدواي و سأكون انا اول من يهزمكما ! لن اسمح لأحد ان يفعلها قبلي ! رد هاياتو ببرود : يبدو انك لم تتعلم شيء مما حدث سابقاً ، لن اسمح لك بأن تؤذي ميكا ابدا ! عبس كاي قائلاً : اخبرتك أنني لا أخطط لشيء حالياً ، أريد مساعدتكما ، هذا أفضل لميكا . احتدت نظرات هاياتو بقلق الا انه أضطر للموافقة على مساعدة كاي له فهذا سيساعده بإيجاد ميكا بشكل اسرع ! رغم تعاونهما معا لأول مرة إلا أنهما لم يعثرا على ميكا ! اجتمعا في الممر فتوقفا ليلتقطا أنفاسهما قليلا ! كان كاي ينظر لهاياتو مفكراً " بحثنا في المدرسة باكملها ، أين ذهب ميكا ذاك ، لا يمكن انه قد خرج من المدرسة ، هو ليس من هذا النوع ! " تحدث كاي : بأي حال ، لما انت قلق هكذا ؟ ربما ذهب لمكان ما و نسي اخبارك ! اجاب هاياتو بقلق : مستحيل ميكا لن يخرج هكذا ! حدق كاي به لثوان ثم قال : ماذا ستفعل الآن ؟ ليو أيضا ليس هنا ! عض هاياتو على شفته ثم ثحدث : و ماذا سافعل برأيك ؟ سابحث عنه في المدينة حتى أجده ! ذهب هاياتو إلى الفصل لأخذ حقيبتهما قبل أن يهرب من المدرسة بينما يتبعه كاي : ماذا ! هل جننت هذا كثير سيعود بنفسه لاحقا ! ألا إن هاياتو لم يجبه ! أخذ الحقيبتين و خرج من الفصل ! كان كاي يفكر " لقد فقد عقله حقاً ! لماذا كل هذا القلق ؟ ليس و كأن أحداً سيتعرض له غيري خاصةً بعد انتشار الإشاعات عن هاياتو ! بأي حال ، لا حل آخر لدي " تحدث كاي : هاياتو انتظر ، بما انك قلق لهذه الدرجة لنذهب لغرفة كامرات المراقبة حتى ترى أن لا شيء حدث لميكا . نظر هاياتو له بحيرة : لكنها مقفلة و لن نستطيع الدخول ! أبعد كاي نظره عنه ليتحدث : أستطيع ادخالك لكن لا تخبر أحداً بهذا ! نظرات الحيرة لم تبتعد عن هاياتو و هو يجيبه : حقا ! حسناً ، لن أخبر أحد لنذهب بسرعة ! أسرع كاي لغرفة المدير يتبعه هاياتو بينما يتحدث كاي : المدير يكون عمي لذا أستطيع أن اقنعه بإدخالنا هذه المرة فقط . رد هاياتو بجدية : لكن لا تخبره عن امر ميكا ! اجاب كاي بحيرة : لماذا ؟ هذا سيجعله يدخلنا بسهولة أكثر ! رد هاياتو بحدة : لا علاقة لك ، فقط لا تخبره ! تن*د كاي ثم فتح باب غرفة المدير ليتحدث بصوت هادىء : عمي . نظر المدير له باستغراب كاي لن يناديه عمي بالمدرسة إلا أن كان هناك أمر جاد . اجابه المدير : ماالامر كاي ؟ اي مشكلة أوقعت نفسك بها هذه المرة ؟! كاي : أريد مفتاح غرفة المراقبة . رفع المدير حاجبه بشك : غرفة المراقبة ؟ لما ؟ اجابه كاي بارتباك بينما ينظر بطرف عينه لهاياتو الذي يقف خلفه : لا استطيع اخبارك ! المدير : هل تفعل أمراً سيئاً كاي ؟ رد كاي بعبوس : انا لا أفعل شيئاً سيئاً ابداً ! كان هاياتو ينظر له نظرةً كأنه يقول فيها " و ماذا تسمي ما فعلته بميكا ؟ انت أسوأ من ليو حتى ! " تحدث كاي : ساعيده بسرعة . حدق المدير به لثوان ثم تن*د و أخرج المفاتيح ليعطيها له فاخذ كاي المفاتيح و ذهب بسرعة ! دخل هاياتو و كاي الغرفة فلم يكن هناك أحد فيها ! فقط أجهزة الحاسوب التي تراقب المدرسة . جلس كاي على أحد الكراسي امام الحاسوب ليشغل التسجيل الذي يريدانه ! توجهت انظارهما للشاشة و هي تبدأ بالعرض . يتبع ...
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD