فايروس

2891 Words
.... في الماضي .... ليلة عاصفة باردة خيمت على المدينة لتزيد من جوها المخيف . صوت الأمطار الغزيرة تسقط على الارض كأنه لحن موسيقى مريح له لو لا صوت البرق الذي يض*ب بقوة . فتى صغير في الخامسة من العمر تقريبا يجلس في قبو منزله يضم ساقيه لص*ره ، لم يكن يستطيع النوم بسبب الخوف الذي يمنعه من ذلك . ض*ب البرق في السماء بقوة فانتفض جسده الصغير بخوف . فجأة سمع صوت الباب يفتح ليزيد من خوفه ، فمن سيأتي إليه هنا سوى شخص واحد لا غير ! و كم كان توقعه صحيحا ، فتحت الباب ليدخل نيكولاس بابتسامته المعتادة ! حدق بابنه قليلا ثم تحدث : ما الأمر ميكا ؟ لما لم تنم بعد ؟ هل انت خائف من صوت البرق ؟ حرك الصغير ذو الخمس سنوات رأسه نافياً بسرعة و توتر شديد إلا أن صوت البرق الذي ارتفع بقوة فجأة جعله يصرخ بخفة واضعا يده على أذنيه فقد زاد خوفه هذا رؤيته والده مما جعله يصرخ بلا ارادة منه ! تقدم نيكولاس نحوه و هو يضحك بخفة . انخفض لمستواه و وضع يده على وجه ميكا مما سبب انتفاض جسده برعب بينما تحدث والده : لا تقلق انه مجرد صوت ، الصوت لا يؤذي ! **ت نيكولاس قليلا و هو يتذكر تأثير ساعة الموسيقى خاصته على نفسية ميكا فتحدث : حسناً ، ليس كل الأصوات . اخفض رأسه ينظر لابنه ميكا الذي كان واضحاً انه خائف بشدة ! و ربما خائف منه الآن أكثر من خوفه من صوت البرق ! ضحك نيكولاس بخفة ثم جلس قرب ميكا و حمله ليضعه في حضنه مما سبب خوف أشد لميكا الذي شهق برعب عندما حمله والده ! فاسند نيكولاس ظهره للجدار و هو يحتضن ميكا و تحدث بابتسامة ماكرة : هذه المرة فقط .. لن أفعل شيئا الليلة لذا يمكنك الاسترخاء قليلا . ثوان حتى رفع ميكا رأسه ببطئ ينظر لوالده بحيرة و ارتباك ! ض*ب البرق بقوة و ص*ر صوت مرتفع جدا . فتمسك ميكا بقميص والده بخوف دون شعور منه و وضع رأسه على ص*ر والده ! عندما أدرك ما فعله أراد الابتعاد بسرعة خوفا من ردة فعل والده إلا أنه تفاجئ بيد والده التي وضعها على رأسه بينما يضحك نيكولاس بخفة قائلاً : هذا لطيف ، بما انك خائف هكذا ما رأيك أن أخبرك بقصة حتى تنسى هذا الخوف ؟ رفع ميكا رأسه ينظر له بارتباك و عدم فهم هل هذا والده حقا ؟ هذه أول مرة يلمسه دون أن يسبب ألم نفسي أو جسدي له ! لا و بل لكي يبعد الخوف عنه ؟ تكلم والده بابتسامة : ما الأمر ؟ إن كنت ترغب بقول شيء فقله . تردد ميكا بالكلام ليتحدث والده مرة أخرى : قلت لن أفعل لك شيئاً الليلة يمكنك الكلام . تحدث ميكا بارتباك : ل..لا أريد قصة مرعبة . ضحك والده ثم تحدث : هذا فقط ؟ حسناً لا تقلق أنها ليست مرعبة . بدأ نيكولاس بالتحدث لأول مرة دون أن يثير الخوف في نفس ابنه . كان ميكا متفاجئ من هذا ! أمسك قميص والده بقوة و وضع رأسه على ص*ره بنظرات حزينة . عندما انتهى نيكولاس من أخباره القصة نظر له فوجد دموعه تكاد تخرج من عينيه ! ابتسم نيكولاس بينما يتحدث : ما الأمر الآن ؟ النهاية سعيدة فلما تبكي ؟! زادت دموع الصغير و تمسك بقميص والده بقوة و نطق : ليس بسبب هذا ! نيكولاس : إذن ماذا ؟ اجابه ميكا بصوت متألم : أنت .. دافئ ! كان ميكا قد شعر بالقليل من الراحة لأول مرة في هذا المنزل ! شعر ببعض الدفئ لأول مرة في حياته ! يد والده دافئة حقاً ، فور تناسيه كل شيء سيشعر بأن هذا أكثر مكان آمن في العالم . شعر ميكا انه في حلم ! خشي أن يحل الصباح و يذهب هذا الدفئ عنه ! لأول مرة تمنى أن يتجمد الوقت هنا و يتركه ليعيش في هذه اللحظة للأبد ! لكن كان هذا سيحدث ، فالوقت سيمضي و لن يرحمه ابدأ ، لحضات العذاب تمضي ببطئ و لحضات السعادة كأنها ثانية فقط . تسائل في نفسه لما والده دافئ هكذا ؟ لما يشعر بهذا الدفء عندما يكون بين يديه ، تمنى لو ان هذا الشعور يدوم للأبد ، أو أن لا يشعر به ابدا ! فهو لا يمكنه كره والديه بسببه ! يشعر أنه يحبهما ! يرغب بجعلهما يحبانه أيضا . تفاجئ نيكولاس من كلامه .. ثوان حتى رفع يده يمسح على شعر ابنه و هو يتحدث بابتسامة ماكرة : إذن استمتع بهذا الدفئ ، فأنت لن تراه ثانيًا بهذا الشكل ! زادت دموع ميكا بينما احتضنه نيكولاس و ابتسامته لم تتغير أبداً . .... الحاضر .... بعد جلوسهما قرب المنحدر لمدة ، عاد ميكا و هاياتو إلى حيث تجتمع المنظمة . رآهما كاي من بعيد يلوح لهما بينما يناديهما . فابتسم ميكا و هو يسير . لكن فجأة شعر ميكا بشيء خلفه فاستدار بسرعة ينظر للخلف بارتباك ! توقف هاياتو ينظر له بحيرة متسائلاً : ما الأمر ميكا ؟! رد ميكا و هو يضع يده خلف شعره : شعرت بشيء يلمسني ! نظر هاياتو حولهما أيضاً لكن لا شيء مريب . أعاد نظره لميكا يتسائل في نفسه " أهذا بسبب ما حدث قبل قليل ؟ " نظر هاياتو للأرض بحزن " كان علي أن إحضر دوائه معنا ، كيف نسيت أمرا كهذا ؟! " كان ميكا ينظر حوله بقلق و قد خطر بعقله نفس ما خطر لهاياتو ، إلا ان عيناه توسعت عندما وقع بصره على أحد الرجال ! كان الرجل يضع قلنسوة على رأسه تغطي وجهه و يسير مبتعدا عنهما بينما يستمر هاياتو بالنظر للأرض مفكراً تقدم ميكا نحو الرجل فرفع هاياتو رأسه ينظر له بحيرة و قد اقترب كاي و جين منهما أيضا ! عندما اقترب ميكا من الرجل تحدث بابتسامة لطيفة : سيدي . التفت الرجل له نصف التفاته ليتحدث ميكا مكملاً : اسف على طلبي الغريب لكن أيمكنك نزع قبعتك قليلا . تحدث الرجل دون الالتفات له : لماذا ؟ اتسعت عينا هاياتو بصدمة فور سماعه صوته ثم ظهرت ملامح الكره على وجهه و هو يشد على قبضته بقوة ! و قد لاحظ كاي هذا لذا احتدت نظراته لذلك الرجل و قد وضع بعض الاحتمالات لما يحدث الآن ! بالكاد استطاع ميكا المحافظة على ابتسامته تلك بفضل تمثيله الدائم بأنه ليس حزيناً ! تقدم نحوه قليلاً و هو يتحدث : سيدي ! لم يتحرك قط فجأة أظهر ميكا خنجره و حركه باتجاه الرجل بسرعة ليخدش ذراعه بقوة و لو لا إبتعاد الرجل عن مسار السكين بآخر لحظة لكان أصيب بشدة ! فور تراجع الرجل ظهر هاياتو خلفه و نظرات باردة تحمل كره شديداً مرسومة على وجهه ! ض*به هاياتو فاصاب ظهره ليتحرك الرجل بسرعة مبتعداً عنهما مجددا بينما صرخ ميكا : جين أمسكه ! تحرك جين و كاي ليحاصراه أيضاً فلم يعد يستطيع الهرب ، حاول أبعادهم عن طريقه إلا أن جين أمسك ذراعيه بسرعة يمنعه من الهرب بينما وجّه كاي مسدسه نحو رأس ذلك الرجل رغم أنه يعلم أنه لن يستطيع الإطلاق و قتل بشري . و تقدم هاياتو فوراً يمسك ياقة قميصه بقوة و هو يصرخ بغضب و كره شديد لم يره أحد منه من قبل : ماذا تفعل هنا ؟! اقترب ميكا منه قائلاً : هاياتو اهدأ . إلا أن غضبه زاد بدل أن يقل ليصرخ : أجبني بسرعة ، ماذا تفعل هنا ؟ أكنت تنوي ايذاء ميكا ؟! ابتسم الرجل باستفزاز كأنه ليس في موقف صعب أساساً و تحدث : أهكذا تستقبل والدك ، هاياتو ؟! ظهرت ملامح الصدمة على وجه كاي و جين! "والده ؟ أهذا والد هاياتو ؟ " أجاب هاياتو بغضب : استقبال ؟ انت لم ترى إستقبالي بعد ، ميكا أعطني خنجرك ! شهق ميكا بخوف ليتحدث بتوبيخ : هاياتو ! زاد غضب هاياتو و احتدت نظراته أكثر بسبب رفض ميكا . فضحك والده قليلا و تحدث : نفذ كلام أميرتك هاياتو . كاد هاياتو يض*به بالفعل لو لا ان ميكا أبعده فوراً و نظرات القلق على وجهه . نظر ميكا لوالد هاياتو لثوان ثم مد يده في جيب سترة الرجل فأخرج منها كيساً صغيراً به بعض من خصل شعر ميكا و آخر به خصل من شعر هاياتو ! نظر ميكا للكيسين بارتباك ليتحدث : ما هذا ؟ ما الذي تخطط له ؟! ابتسم والد هاياتو بمكر و هو يتحدث : لما لا تحزر بنفسك يا ابن نيكولاس ؟ احتدت نظرات ميكا له كأنه يخبره أن يجيب و الا سيترك أمره لهاياتو ! لم يخف الرجل من نظراته ابدا بل ضحك و هو يتحدث : ماهذه النظرات ؟ يبدو ان ابني بدأ يفسدك حقاً ! تحدث ميكا بحدة : أجب على سؤالي ، ماذا ستفعلون بهذا ؟ تن*د الرجل ليتحدث : انت لا تعلم شيئاً ، تحاول إيقاف السيد نيكولاس دون أن تدرك ما يفعله حتى . ظهرت ملامح القلق و الحيرة على وجه ميكا بينما أكمل الرجل : أتظن أن ما فعلناه لكما كان مجرد ت***ب فقط لنستمتع نحن ؟ أنتما لم تدركا ما يحدث حولكما . صرخ هاياتو بحدة و قلق : ماذا تعني ؟ ماذا فعلتم بنا ؟! ابتسم الرجل و نطق : سياه جون ! توسعت عينا كاي بشدة و بدأ يشعر بصداع شديد وضع يده على رأسه بألم و بدأت صور متقطعة و غير واضحة تظهر في عقله مسببةً ألم شديد له فصرخ بصوت مرتفع ! نظر الثلاثة له بصدمة ليتحدث ميكا بقلق : كاي ، ما بك ؟! استغل والد هاياتو فرصة أبعاد المسدس عن رأسه لض*ب جين بقوة و التحرر منه ! سحب الكيسين من يد ميكا و هرب . تبعه هاياتو بسرعة محاولاً اللحاق به إلا أنه لم يستطع فعاد خائباً ! ساعد ميكا كاي على السير و الذهاب لإحدى السيارات ليرتاح فتحدث جين بقلق : كاي ، ماذا حدث لك ؟! رد كاي بينما يضع إحدى يديه على رأسه بألم : لا أعلم ... لكن .. اظنني سمعت كلماته تلك من قبل ! هاياتو : ذاكرتك ؟! كاي : لم تكن واضحة ، لا استطيع حتى تذكر ما رأيته ! ميكا : يبدو أن هناك شيء مهما حدث لك في الماضي و له علاقة بما حدث معنا و ما يحدث الآن أيضاً ، عليك أن تحاول التذكر ! تحدث هاياتو متسائلاً : هل ستتذكر أن سمعت تلك العبارة مجدداً ؟ كاي : ربما ، انا لا أعلم . نظر هاياتو لميكا و هو يتحدث : هل تذكرها ميكا ؟ رد ميكا بتردد : ليس جيدا ، إنها لغة غريبة لا أعرفها ، ربما كانت ... سين جون ؟! ص*ر صوت من خلفهم : بل سياه جون . نظر الأربعة لصاحب الصوت ليجدوا ديانا تقف خلفهم تستند على باب السيارة لتستطيع الوقوف . تقدم ميكا نحوها و امسك ذراعها ليجعلها تجلس على أحد الكراسي بينما يتحدث : لماذا نهضتي لا زلت مصابة ! ديانا : انا بخير ، لقد شاهدت ما حدث . ابتعد ميكا عنها بينما يتحدث : هل تعلمين معنى تلك الكلمات ؟ ردت ديانا : لا ، لكنني امتلك ذاكرة قوية جداً أستطيع تذكر كل شيء بوضوح و تلك الكلمات أيضاً . تحدث جين بجدية : هل يمكنك تكرارها ؟ ديانا : أجل (تنظر لكاي) سياه جون . شعر كاي كأن صاعقة ض*بته ! كرر كلامها بصدمة و صوت هامس : سياه ...جون ! ظهرت تلك الصور بعقله مجدداً و هذه المرة بشكل أوضح . (( طفل صغير ربط بسرير طبي و حوله ثلاثة رجال يرتدون بدل بيضاء ، ملامح الإرهاق على وجه الصغير رغم عدم وجود إصابات جسدية عليه ! اجهزة كبيرة و غريبة كانت حوله ! تحدث أحد الرجال : انتهينا أخيرا ، لن يتذكر شيئاً الآن . رجل آخر : كل هذا العناء فقط لأنه غير ملائم ؟ كان يمكننا قتله بسهولة فقط . الرجل الثالث : ليس فقط بسبب هذا ، لقد كانت تجربة لهذا الجهاز أيضا و يبدو انه يعمل جيدا . تحدث الرجل الثاني مجددا : لدي فكرة ، لما لا نجرب سياه جون عليه أيضا ؟ الرجل الأول : لا تفعل ، أمر السيد بمحو ذاكرته فقط . الرجل الثالث : ذلك الفايروس سيقتله بالتاكيد عندها قد نقع بمشكلة . الرجل الثاني : لكن سمعت انه لا يعمل جيدا ، لما لا نتحقق من هذا ، سيكون هذا مفيدا للعصابة أيضاً ؟ الرجل الأول : لا يعمل ؟ من أين سمعت هذا ؟ لقد قتل السيد هيت بعض الأشخاص بواسطته قبل أيام ! الرجل الثاني : حقا ؟ لا أعلم لقد سمعت هذا بالصدفة من بعض الأشخاص ! الرجل الثالث : انا سمعت انه لا يؤثر بالسيد نيكولاس فقط ! الرجل الأول : سيد نيكولاس ؟ قد يكون هذا صحيحاً ، فهو الوحيد الذي يسمح له بإبقاء سياه جون معه حتى القادة الأربعة الآخرين لا يلمسونه دون موافقته ! الرجل الثاني : أن كان لا يؤثر بالسيد نيكولاس إلا يوجد احتمال أن يكون هناك أشخاص اخرون لا يتأثروا به أيضا ؟ الرجل الأول : سمعت انه يقوم بتجارب على ابنه بهذا الخصوص . الرجل الثالث : حسناً توقفا هذا الأمر لا يعنينا ، المهم لا تحاول فعل شيء لهذا الصبي دون أن يكون بأمر القادة فهو يبدو طفلاً مهماً بالنسبة لهم . الرجل الثاني : حسنا فهمت توقف عن ازعاجي . )) أخبرهم كاي فورا بهذه الذكريات ليدخلوا جميعا في حالة صدمة ماعدا ديانا التي لم تفهم شيئاً . تحدث جين بقلق شديد : فايروس ؟ انتظر الم تخبرنا والدتك بشيء كهذا أيضا ؟ فايروس تسبب بموت والدك و أصدقائه ؟! تحدث كاي بارتباك : أجل ، لكن .. أهو نفسه الذي مع نيكولاس ؟ كيف وصل إليه ؟! كان ما لفت انتباه هاياتو امر اخر . همس بصدمة : تجارب ؟! وجّه نظره لميكا و قد فعل الآخرون المثل حتى ميكا نفسه نظر ليديه بخوف يتحدث في نفسه " ابي .. فقط ماذا فعلت بي ؟ " فجاة امسك هاياتو ذراعي ميكا بقوة و هو يتحدث بخوف و ارتباك شديدين : ميكا ، أخبرني فوراً ماذا فعل بك ؟ أي نوع من التجارب هذه ؟ ماذا فعل بك في المنزل ؟! نظر ميكا له بخوف و قلق بينما يحرك رأسه نافياً : لا .. لا أعلم . في هذه اللحظة دخل غيلن السيارة ليشاهد ما يحدث فأبعد هاياتو عن ميكا و تحدث بقلق و حيرة : ما الذي سمعته ؟ ما أمر هذه التجارب ؟ نهض جين و أعطى تقريرا سريعا لقائده : سيدي ، ظهر شخص من العصابة قبل قليل حاول أخذ بعض خصل شعر ميكا و هاياتو و قد امسكناه لكنه هرب في النهاية ، إلا أنه قال جملة غريبة جعلت بعض ذكريات كاي تعود ، و على حسب ما فهمناه ، فالعصابة تمتلك فايروس قد يكون خطيرا ، و ربما هو لا يؤثر بوالد ميكا - نيكولاس - و يبدو أنه قد قام بتجارب على ميكا و قد يكون يحمل هذا الفايروس الان . توسعت عينا غيلن بعد سماعه بأمر تجارب نيكولاس ! صرخ هاياتو بقلق شديد : ميكا ، تكلم بسرعة ، ماذا فعل لك في المنزل أو قبل أن اقابلك ؟! كان هاياتو قلق جداً على ميكا من تاثير تلك التجارب و الفايروس فهو لا يرغب بفقدانه كما حدث لوالدته متناسياً أن تذكر ميكا للت***ب هو ما سيجعل حالته النفسية تسوء ! ابعد ميكا نظره عنهم و تحدث بصوت منخفض قليلاً و ملامح الارتباك و الحزن على وجهه : ل..لم يفعل شيئا مريبا ، نفس ما كان يفعله لنا الآخرون لكن أشد . أمسك غيلن ذراعه بقوة ليسحبه خلفه بينما يتحدث : هذا لا يكفي ، ستجري تحاليل للتأكد من سلامتك فوراً و ستخبرني ما فعله لك بالتفصيل . شهق ميكا بصدمة و سحب ذراعه بسرعة و هو يتحدث بصوت مرتفع قليلا : لا أريد . نظر غيلن له بحدة صارخاً : ميكا ! ألا إنه اجابه بصوت مرتفع لا يخلوا من نبرة الحزن : لا ، لن أتكلم و لا تستطيع إجباري على هذا ! خرج من السيارة يركض مبتعداً ليتبعه هاياتو و هو يصرخ : ميكا ، انتظر ! و بينما كان هاياتو يركض خلفه شعر ببعض قطرات ماء قد لامست وجهه ! مسحها عنه بحيرة بينما يستمر بالركض فعلم فورا من أين جائت ! نظر لميكا بحيرة و قلق شديدين هامسا لنفسه : ميكا ؟! بينما كانت دموع ميكا قد خرجت من مخبئها تدل على مدى الألم الذي يشعر به عند تذكره لت***ب والده . و فوق ذلك يريدونه أن يخبرهم بما فعله والده ؟! كيف يعذبه ؟! و هل الكلام سهل لهذه الدرجة ؟! إن كانت الذكريات فقط تجرحه بشدة فكيف يستطيع الكلام عنها ! بينما بقي الأربعة الآخرين في السيارة يحدقون باثرهما بقلق ! شعر غيلن بحزن شديد و الم في ص*ره لأنه لا يستطيع إنقاذ شخص واحد فقط ! تحدث جين بقلق : ماذا سنفعل الان سيدي ؟ هو لن يخبرنا بما حدث معه . أجاب غيلن : لا بأس ، عندما يعودان على الأقل أجروا فحص لهما كلاهما فقد يكون هاياتو أيضا مصاب ، و كاي و ديانا ستقومان بالفحص ايضا للتأكد فقط . كاي : حسناً . بعد أن ذهب غيلن طلبت ديانا تفسير كل شيء لها و لما خرج ميكا هكذا و لما غضب هاياتو من كلامها في السابق ؟ فبدأ كاي يشرح لها كل شيء . .............................................. أمسك هاياتو ميكا أخيراً ليديره نحو بسرعة يتحدث : ميكا ، قلت توقف . حاول ميكا الابتعاد عنه و دموعه لم تتوقف ابدا إلا أن هاياتو أمسكه بقوة فهو قلق عليه بما فيه الكفاية و لن يدعه يبتعد عنه و هو في حالة كهذه ! نطق ميكا بحزن : اتركني أرغب بالبقاء بمفردي ! رد هاياتو بحزم : لن ادعك قبل ان تهدأ ميكا . سحبه هاياتو نحوه و احتضنه محاولا تهدأته فهو لا يرغب أن تعود تلك الحالة له مجدداً ! عندما شعر ميكا بيدا هاياتو تحيطه قلت حركته و بدأ يسكن جسده بين يدي رفيقه أخيراً إلا أن دموعه لم تكن ترغب بالتوقف ! تحدث ميكا بصوت متألم : هذا مؤلم هاياتو .. انه يؤلم كثيرا . شعر هاياتو بألمه أيضا و فمسح على شعره بهدوء بينما يتحدث : انا اسف ، لا بأس لست بحاجة للكلام ، انا بجانبك الآن . تحدث ميكا بصوت مخنوق متألم : لماذا .. لماذا يفعل هذا بي ؟ .. لماذا يحب ت***بي هكذا ؟ .. اغمض هاياتو عيناه بألم على حال رفيقه ثم فتحها لينظر له بهدوء و هو يفكر " حقا لما يفعل والدانا هذا ، لابد انه كان يقوم بت***به جسديا و نفسيا و بالأخص نفسياً ، مما تسبب بإصابته بمرض نفسي لا علاج له ! والدي فقط قام ببيعي مقابل المال ، لكن ميكا سلمه والده للعصابة بالإضافة لقيامه هو بتجارب خاصة على ابنه ! ان أسوأ شعور هو أن تتألم بسبب عائلتك و على يد والدك " استمر ميكا بالبكاء ب**ت على كتف هاياتو الذي حاول ان يتماسك لأجل رفيقه و يتحمل رؤيته دموعه التي تؤلمه أيضا لأجل أن لا يكتم ميكا حزنه أكثر بعد أن أخرج أخيراً ألم سنوات طويلة . يتبع…
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD