" لا أريد أن اسبب المشاكل لاحد ، لا أريد أن يتاذى احد بسببي ! لهذا قلت لك ابتعد ! "
قبل أن ينطق ميكا بشيء أندفع كاي وسط النيران بمحاولة لإنقاذ عائلته .
صرخ ميكا بقلق : كاي !!
دون انتظار ثانية واحدة تبعه ميكا إلى الداخل بسرعة مما دفع هاياتو إلى أن يتبعه أيضا !
دخل كاي للبيت يبحث بارجائه صارخاً : امي ، كاميليا ! أين أنتما ؟!
صعد إلى الطابق الثاني مسرعاً و دخل إحدى الغرف ليرى اخته على الارض فاقدة الوعي بسبب الدخان الكثيف و والدته بجانبها تحاول اخراجها رغم انها بالكاد تقف !
ركض نحوهما بقلق فدخل ميكا و هاياتو بعده ، حمل كاي أخته الصغرى بينما ساعد ميكا و هاياتو والدته على الخروج !
بينما كانوا يسيرون سقطت بعض الأغراض المحترقة على الثلاثة إلا أن ميكا لاحظ ذلك فدفع هاياتو بعيداً لتسقط الأغراض بجانبه و انتقلت بعض النيران إلى ذراعه ليحترق جزء من قميصه !
صرخ هاياتو بقلق : ميكا !
اطفئ ميكا النار سريعاً قبل انتشارها قائلاً : انا بخير .
امسك بقوة ذراعه التي أصيبت ثم تحرك خلف هاياتو ليخرجوا من هنا !
وصلت سيارة الاطفاء و الإسعاف و نقلت والدة كاي و أخته الصغرى للمشفى للتأكد من سلامتهما و قد ذهب ميكا و هاياتو معهم أيضا !
ادخلوا أخته لغرفة العناية المركزة فكانت قد اختنقت بفعل الدخان و كذلك والدته بالإضافة لإصابتهما ببعض الحروق !
وقف كاي أمام غرفتهما حيث تم منعه من الدخول بينما كان ميكا و هاياتو خلفه .
كان كاي قلقا جداً !
تقدم ميكا نحوه متحدثاً : سيكونان بخير .
اخفض كاي رأسه لينظر للأسفل : هل العصابة من قامت بذلك ؟!
اجاب ميكا بقلق : لست متأكداً ، لكن هذا ليس احتمالا بعيداً !
قبض كاي يديه بقوة و غضب يلوم نفسه على تعرضهما للخطر ، لكن هل هذا سيوقفه عن مطاردة العصابة الآن ؟
قبل أن يتحدث اي أحد رأت الممرضة ذراع ميكا فتقدمت نحوه بقلق : أيها الفتى ، تعال معي علينا علاج ذراعك !
نظر ميكا لها بدهشة قبل أن يمسك ذراعه التي كان قد لفها بقماش بشكل سريع فقط و تحدث بابتسامة خفيفة : لا داعي لهذا انا بخير هكذا !
أمسكت الممرضة يده لتجره خلفها بينما تتحدث بانزعاج : بخير ؟ الجرح ما زال ينزف و سيصبح أسوأ أن لم يعالج ! استمع لكلام الكبار و دعني اعالجك !
بدأ ميكا يحاول إعطائها بعض الأعذار بلا فائدة بينما هي تجره خلفها فنظر هاياتو لها بقلق و شك !
أعاد نظره لكاي قائلاً : أسترح الآن و سنتحدث لاحقا .
فور قوله لهذا استدار بسرعة ليلحق بميكا الا ان شخص مر بجانبه جعل عيناه تتوسع بدهشة !
استدار بسرعة نحو ذلك الرجل بعد أن تخطاه لينظر له بصدمة !
كان رجلاً في الثلاثين ، ب*عر بني و عينين خضراوتين ، اتجه نحو كاي مسرعاً و هو يتحدث بقلق : كاي ! هل أنت بخير ؟ أين والدتك و كاميليا ؟
نظر كاي له بحزن ليتحدث : خالي ال** ، إنهم في الداخل .
بدأ كاي و خاله يتحدثان بينما نظرات هاياتو المصدومة لم تختفي أبداً !
ثوانٍ حتى أستدار ليسير بخطوات مسرعة قليلاً نحو مكان تواجد ميكا !
في تلك الغرفة تستعد الممرضة لعلاج ذراعه و هي تتحدث : لا تخف ، لن تتألم كثيراً لذا لا تقلق و اجلس بسرعة !
كان ميكا مرتبكاً بعض الشيء ، لم يكن خائفاً من العلاج و إنما لا يريدها أن ترى إصاباته الأخرى فضلاً عن قلقه من أن تكون هذه الممرضة تعمل مع والده و العصابة فهذه الافكار تراودهما دائماً عند مقابلتهما لشخص اول مرة !
دخول هاياتو الغرفة أراحه قليلاً إلا أن تلك الراحة اختفت تماماً لتتحول لقلق حقيقي عندما رأى ملامح وجه صديقه التي اوضحت ان شيئاً قد حدث له !
تحدث هاياتو بهدوء : أيتها الممرضة ، هناك حالة طارئة ، يحتاجونك هناك !
نظرت الممرضة له بقلق ثم اتجهت انظارها لميكا و تحدثت بقلق : لكن الفتى !
اقترب هاياتو منهما و هو يتحدث : هناك حالات اسوأ تحتاج للاسعاف بسرعة !
نظرت الممرضة له بقلق ثم اتجهت نحو الباب بينما تنظر لميكا : ساعود بسرعة انتظر قليلاً !
خرجت الممرضة مسرعةً فنظر هاياتو لميكا الذي تحدث بقلق : هاياتو ؟ ما الأمر ؟!
كان القماش حول ذراع ميكا قد مُلأ بالدم فاقترب هاياتو منه : ساوقف النزيف اولاً !
نظر ميكا له بقلق لينطق : هاياتو ماذا بك ؟ لما تبدو قلقاً جداً ؟!
التقط هاياتو ضماداً بسرعة ليبدأ بإبعاد القماش عن ذراع ميكا : لاشيء ، انتظر قليلاً !
كان القلق واضحاً في عيني هاياتو و هو يلف الضماد بسرعة حول ذراعه ثم امسك يده ليسحبه متجهاً للباب ناطقاً : هيا ، سنخرج الان !
تفاجئ ميكا فسحب يده بسرعة موقفاً هاياتو : ماذا ؟ هاياتو لن اخرج قبل ان تخبرني ما حدث لك ! انت تقلقني كثيراً !
نظر هاياتو له بقلق ثم اخفض رأسه قليلاً ليقع بصره على جرح سكين في ذراع ميكا يمتد حتى مع**ه فاقترب منه ليرفع يده و يلمس الجرح قائلاً بنبرة يشوبها الحزن : الرجل الذي أخذنا لثلاثة أيام متتالية ، الذي سبب هذا الجرح لكلينا ، إنه هنا الان !
توسعت عينا ميكا بصدمة و هو ينظر له !
ماذا يعني أنه هنا ؟ لماذا يأتي إلى هذا المشفى ؟ هل يلاحقهما أيضاً ؟!
نظرات هاياتو كانت غاضبة يتخللها بعض الحزن ، الألم ، القلق و الرغبة بقتل من سبب هذه المعاناة الشديدة لهما !
لم ينسيا أبداً وجه احد من الذين عذبوهما منذ صغرهما !
رغم كثرتهم إلا أنهما يتذكران كل واحد منهم ! كل جرح وضعوه على جسدهما و قلبيهما !
كيف يستطيعان إزالة وجوههم و نظراتهم المستمتعة بت***بهما من ذاكرتهما ! طفولتهما سلبت على أيدي هؤلاء الوحوش !
افكار ميكا اتجهت لوالده أيضا ! هل أرسله ليمسكهما ؟!
بدأت انفاسه تضطرب قليلاً مع عودة ذكرياته و بان بعض الالم في ملامحه فامسك هاياتو كتفه بسرعة لينظر له بقلق : اهدأ ميكا ، لا تفكر به ، انا بجانبك ، لن يمسكنا أحد ، لن اسمح بهذا ابداً ، يجب أن نهرب من هنا حالاً !
الا ان ميكا تحدث فوراً : ماذا عن كاي ؟!
اجابه هاياتو بسرعة و انزعاج : و ماذا تريد منه ، ذلك الا**ق سبب الالم لك ايضاً ، فقط اتركه ! اساساً ذلك الرجل يكون خاله ، لو أراد إيذاءه لفعل منذ زمن !
حرك ميكا رأسه نافياً و هو يتحدث : لا هاياتو ، لا يمكنني هذا ! حرق المنزل و مجئ ذلك الرجل يعني انهم قد اكتشفوا ان لكاي علاقة بنا ! هو سيكون بخطر ان هربنا الان ! مهما كان ما فعله لا يمكنني تركه !
نظر هاياتو له بصدمة و قلق الا ان ميكا ابعده قليلاً ليسير نحو الباب مكملاً : لا تقلق ، اعلم ان الامر خطير لكن لدي خطة ! انت اهرب اولاً و انا سابعدهم عن كاي !
وسط حديث ميكا ذاك اخفض هاياتو رأسه بحزن لكن ثوانٍ حتى ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهه .
كان يجب أن يتوقع هذا !
لقد سيطر القلق عليه و رغبته بحماية ميكا و منعه من مقابلة ذلك المجرم جعلته لا يفكر ألا بالهرب لكن صديقه مستعد لمواجهة والده فقط من أجل طلب والدته بأنقاذ اخت لم يقا**ها بحياته أبداً .. بالتأكيد لن يتخلى عن زميله في الدراسة بسبب فرد من العصابة لا يصل لنصف قوة والده و مكره !
بعد قول ميكا تلك العبارة امسك هاياتو يده فوراً لمنعه من الخروج فاستدار ميكا نحوه ليتحدث هاياتو مباشرةً : كم مرة علي ان اقول لك انني لن اتركك ، حتى تستوعب هذا ؟ لا تفكر حتى بواجهتهم بمفردك ، ساتي معك !
نظر ميكا له بقلق : لكن ..!
قاطعه هاياتو كلامه باحتضانه قائلاً : لا بأس ، ساكون معك دائماً ، اينما تذهب !
شعر ميكا بقلق هاياتو الكبير عليه ، كأنه بهذا العناق يحاول اخباره ان يكون حذراً ! كأنه يحاول وضعه في ص*ره و حمايته حتى من نظراتهم !
في الوقت ذاته شعر بحنان كبير ، هدأت كل مخاوفه و زال قلقه ! دائماً ما يجد الدفئ و الامان بجانب رفيقه ! ينسى كل آلامه و تزداد ثقته بنفسه كثيراً عندما يحيطه هاياتو هكذا !
بادله ميكا العناق قائلاً : حسناً !
ابتعد هاياتو عنه فنظر ميكا له بجدية و اخبره الخطة بشكل سريع !
بعد قليل كان ميكا و هاياتو قد اجتمعا بكاي في إحدى الغرف ! تحدث كاي بحيرة : ماذا تريدان ؟
اجابه ميكا : كاي اسمعني جيداً ، ساخبرك بالأمر مباشرةً ، خالك ذاك إنه .. من عصابة blood !
توسعت عينا كاي قليلا قبل أن يبتسم بسخرية كأنه لا يصدق هذا أو يرفض التصديق قائلاً : ماذا ؟ هذا مستحيل !
رد ميكا : هذا حقيقي كاي ، نحن...!
إلا أن كاي قاطع كلامه بصراخ : لا تتحدث هكذا عنه ، انت لا تعرفه ، أنه لطيف جداً ولن يؤذي أحداً !
رد هاياتو بانزعاج : كاي ، عليك تصديقنا ، سوف يؤذيكم !
دفع كاي هاياتو بغضب : لن يفعل هذا ! خالي ليس كوالدكما !
اتسعت عينا الاثنان بدهشة !
كاي قد لمس الوتر الحساس بالنسبة لهما خاصةً بالنسبة لميكا الذي يتمنى دائماً لو كانت عائلته تحبه و تحميه كباقي العوائل ! لا أن تستمتع بت***به كالان !
همس هاياتو بغضب : كاي !
أمسك كاي ياقة قميص ميكا بقوة ليتحدث : أعلم انك تخطط لشيء ميكا ! إياك أن تفعل شيء لخالي ، إنه ليس كما تقول ، افهمت ؟
دفع ميكا بعيداً أيضاً و خرج من الغرفة غاضباً
ليضع يده على رأسه بقلق هامسًا : هذا غير صحيح .. مستحيل .. خالي لن يفعل هذا !
تذكر الصورة التي ظهرت بعقله أمس ..
الرجل الذي يحمل سكيناً يدافع عن طفل بينما الشخص أمامه يوجه مسدسه نحوهما !
عندما أخبر والدته بذلك قالت إنه مجرد خيال لكن لاحقا ....!
لاحقاً سمعها تتحدث عبر الهاتف قائلةً : ماذا أفعل أخي ؟ أظنه بدأ يستعيد ذاكرته !
في تلك اللحظة عندما سمع كاي هذا تفاجئ حقاً .. اي ذاكرة ؟ هل كانت تقصده ؟
حتى أن كان قد فقد ذاكرته يجب أن يكون على دراية بذلك ! هو لم يشعر ابدا انه فاقد للذاكرة ! طيلة حياته كان يتذكر كل شيء فيها ! إذا من ؟
هو لا يعرف أحد فقد ذاكرته!
لكن بأي حال ، خاله و والدته يخفيان أمراً ما عنه ، عليه أن يكتشف كل شيء قبل أن يفعل ميكا شيئا !
مات والد كاي منذ كان بالثانية من العمر وكان خاله بمثابة والده !
لا يريد تصديق هذا ابداً !
كان يفكر بهذا بينما يسير نحو غرف والدته ..
عندما وصل لم يجد خاله يجلس حيث كان سابق ! بدأ يتلفت يميناً و يسارا باحثاً عنه بقلق ! إلا أن ممرضةً اقتربت منه و هي تتحدث بابتسامة : هل تبحث عن خالك ؟!
كاي : أجل ، لقد كان هنا قبل قليل ؟
الممرضة : انه مع والدتك ، استيقظت قبل قليل يمكنك الدخول لرؤيتها .
شعر كاي بالسعادة و القلق في الوقت ذاته ! تقدم نحو باب الغرفة و مد يده ليفتحها إلا أنه توقف عند سماعه صوتهما يتحدثان
نطقت الأم بقلق و انفعال : و ماذا عن كاي .. أين هو ؟!
اجابها اخوها : اهدئي قليلاً انه بخير و لم يتأذى ، لكنني قلق بشأنك ارتاحي الان !
الأم : قلت لك أنه بدأ يستعيد ذاكرته ، ماذا إن علم ؟ ماذا إن تاذى مجدداً ؟!
ال** : لا تقلقي لن أدعه يتذكر ابدا ، سيبقى أمام عيني و لن أدع أي شيء يحدث قد يعيد ذاكرته .
ردت الأم براحة : حقا ؟
ابتسم ال** مجيباً : أجل انت ارتاح الآن ، انا ..!
قاطع كلامه دخول كاي الغرفة بنظرات جادة تخفي قلقاً شديداً فنظر الاثنان له بدهشة !
نظر كاي لخاله ! من عادته أن يكون صريحاً دائما لذا تحدث مباشرةً : ما الذي لن تدعوني أتذكره ؟!
تفاجئت والدته من دخوله بينما تحدث خاله بدهشة : كاي ؟!
أنظار كاي اتجهت لوجه خاله و تحديداً للجرح فوق عينه اليمنى ! كان قد سأل خاله من قبل عن سببه فأجابه انه بسبب حادث سير تعرض له بالماضي لكن الآن زادت شكوكه حوله خاصةً بعد ما قاله ميكا !
يريد إثبات أن هذا ليس صحيحاً مهما كلف الأمر لذا تحدث دون مقدمات : خالي .. هل أنت في عصابة ما ؟!
توسعت عينا والدته و خاله بشدة و هما ينظران له بينما كان كاي يتمنى حقاً و من كل قلبه أن يجيب خاله
بـ "لا" !
فقط لينفي خاله هذا الأمر و هو سيصدقه فوراً !
...............................
و عند ميكا و هاياتو ..
نظر هاياتو لميكا متسائلاً : ستستمر صحيح !
رفع ميكا رأسه ليتحدث بثقة : أجل ، كل شيء يسير حسب الخطة ، الان حان دورنا !
فابتسم هاياتو بثقة .
يتبع ...