تعجب من سماع اسمه عبر الهاتف ، الاسم مازال يتذكره وكيف يُنسي وهو من اعاده للعا**ه وأسرع في اقصاءه عن بلدتهم من محافظه سوهاج.. طبيب ذو سمعه طيبه ولكنه أخطأ حينا وضع عيناه على ابنتهم واغواها كما ظنوا
قطب عا** حاجبيه وهو ينظر لملامح عمه
- دخلي الدكتور
امر سكرتيرته بأدخاله وعيناه نحو عا** وقبل ان يهتف بشئ او يتسأل عا** عن هوية الدالف إليهم جحظت عيناه وهو ينهض من فوق مقعده
- انت بتعمل ايه هنا
- عا** خلينا نشوف الدكتور عايز ايه
احتدت ملامح عا** وهو يُمعن النظر في عمر الذي جاهد على سيطره اعصابه حتي لا يخسر محبوبته
- انا عارف عايز ايه
- شهاب بيه انا جاي اتكلم مع حضرتك
تمتم عمر دافعاً ايد عا** عنه
صاح عا** به تحت نظرات شهاب
- طلبك مرفوض يادكتور
- واختي وانا هعرف اربيها كويس عشان مبتسمعش الكلام
- عا** اسكت شويه وابعد ايدك عن الدكتور
لم يتحمل عمر الاهانه اكثر من ذلك ولكنه عاهد نفسه هنا سينتهي كل شئ اما إكمال حبهم او نهايته
- انا جاي اطلب ايد الانسه لبنى على سنه الله ورسوله
- اه ياكلب واتجرأت وقولتها... انت مش محوق فيك تهديد
وكانت ايد عا** هي الأسبق دوماً... دفعه نحو الجدار الصلب
- عا** قولت اسكت
ابتعد عا** عنه يقبض على كفه بقوه يُطالع شهاب الواقف بينهم
- سيبني ياعا** مع الدكتور
احتدت نظرات عا** وهو ينظر نحو عمر بوعيد.. خاطبه شهاب برفق
- اتفضل يادكتور
كان دوماً يُقدر ذلك الرجل ورغم جحود تلك العائله ولكنه يعلم أن تفكيره ليس مثلهم
انصرف عا** حانقاً عندما أشار اليه شهاب بالخروج... تعلقت عيني شهاب بعمر الواقف يتحسس أنفه ليقترب منه رابتاً فوق كتفيه
- متزعلش يادكتور انت عارف عا** طول عمره ايده سابقه تفكيره
اماء عمر رأسه بتفهم فهو اليوم لم يأتي لصنع مشاحانات بينه وبين عا** إنما اتي لاقناعهم
- بكرر طلبي تاني ياشهاب بيه... انا طالب ايد الانسه لبنى..زمان احترمت رغبتكم فأني انساها وقولت بلاش اضيع مستقبلها.. لكن لبنى دلوقتي كبرت وبقي ليها حق تختار
طالعه شهاب ب**ت وعاد نحو مقعده يجلس عليه بهدوء
- اظن انك سمعت رأي اخوها
- ورأيك انت ياشهاب بيه
التقط شهاب قلمه من فوق الأوراق الموضوعه فوق مكتبه
- لبنى مخطوبه لابن عمها...المقا**ه انتهت يادكتور
**********
تعلقت عيناها بالهاتف وكل جسدها يرتجف ونحيبها اخذ يعلو شيئاً فشئ.. عائلتها وقفت أمام حبهم وهو قد ضجر من حبها كما قال لها منذ دقائق.. صدى كلماته مازالت تتردد بأذنيها
" انتهت كل حاجه بينا يالبني... اهلك حطوا نهايه حبنا.. انسى عمر لان خلاص مبقاش موجود... انا عملت كل حاجه عشان حبنا اما انتي معملتيش اي حاجه... انا اتهانت كرامتي من أهلك واداست"
صرخت بقهر وهي تقذف بهاتفها بعيداً.. ليشحب وجهها وهي ترى أخيها يفتح باب غرفتها في منزل عمها وشهاب خلفه يلهث
- بتتحديني يالبني
وفي لحظات كان يجذبها من خصلات شعرها يدفعها للأمام وشهاب يقف كالحائل بينهم يبعدها عنه
- قولت هتبقى عاقله وتسمعي الكلام... لكن الهانم من ساعه ماجات القاهره مدورها ولا عامله حساب لحد
جمله واحده كانت تصف عا** " قلبه ليس إلا حجراً " اليوم تأكدت ان السواد ملئ قلب شقيقها بعد موت خديجه زوجته وابنة عمهما
- عا** سيب اختك خلاص... انت مش شايف منظرها
هتف بها شهاب بحده وهو يُخلص لبنى من ايديه
- ذنبي ايه تحرموني من الإنسان اللي حبيته وهفضل طول عمري احبه
لم يتحمل عا** سماع المزيد من شقيقته فلو كان رجلاً غير عمر كان رضخ وانتهي الأمر بل سيكون اكثر من سعيداً وهو يراها عروساً تُزف مع من اختاره قلبها ولكن ذلك الطبيب لا والف لا
- ده انتي قللت الربايه وليكي عين تتكلمي
واردف وهو ينقض عليها يجذبها نحوه
- اعملي حسابك خطوبتك على أدهم الاسبوع الجاي... واللي عندي قولته يالبني وحبيب القلب ده لو مبعدتيش عنه هقتله يالبني هقتله
- عا** قولت كفايه كده خلاص اسكت
صرخ به شهاب يدفعه بعيداً وعاد يضمها اليه من جديد
- أدهم بيحبك يالبني.. ادي لنفسك وليه فرصه
**********
التف حوله وهو يسير بخطوات متوتره خلفها خوفاً ان يراه احد زملائهم بالعمل.. جذب ذراعها يدفعها نحو الممر الخالي ضارباً قبضه يده فوق الحائط
- بتحولي تعصبيني مش كده ياشمس
- انا ياكريم
هتفت ببراءه تجيدها فالتمعت عيناه غضباً وهو يتذكر نظرات احد زملائهم
- مش قولتلك بلاش كلام مع طارق... انتي مش شايفه بيبصلك ازاي
- مالك ياكريم في ايه... انا حره اتكلم مع أي حد.. احنا كل اللي بينا صداقه وزملاء عمل مش اكتر
واردفت تلعب دورها بأتقان
- مش انت اللي قولت كده
رمقها بنظرات مضطربه فمنذ ان عادت لحياته وكل شئ انقلب معه وهي لا ترحمه إنما تزيد قلبه رغبة ولوعاً
- متغيريش الكلام ياشمس.. كلامك مع طارق في حدود الشغل مش اكتر ولبس ضيق تاني لاء
ضحكت وهي تدفعه بعيداً عنها
- قولتلك انا حره ياكريم
قبض علي كفه بقوه حانقاً من برودها معه منذ أن أخبرها انه يُحب زوجته وان ما بينهم انتهى ولن تجمعهم الا صداقتهم القديمه والعمل
- شمس متعنديش معايا
- انا مبعندش ياكريم... هقولهالك تاني انت اختارت نكون اصدقاء وبس...
لم يُعجبه ما يسمعه منها... فجذبها نحوه ودون كلمة أخرى كانت شفتيه تضع اول خطوط البدايه...
ابتعد عنها يلهث أنفاسه ينظر اليها فلم تمهله لحظه يستعب ما فعله لتبادله قبلته.
***********
شهراً مر ومازالت السيده سميحه لدي ابنتها في مدينة الشرقيه تخدمها وكل شئ أصبح يمر بحياة قدر بهدوء الا حزنها على شقيقها وسفره الذي سيتم بعد أشهر قليله وتركه لوالدتهم وهي هنا في محافظه أخرى بعيده عن والدتها
نظرت إليها جارتها التي تُماثلها بالعمر وكانت نعمه الصديقه والشقيقه
- شوفتي الدكتور قالك ايه ياقدر... قالك اهم حاجه النفسيه
طالعتها قدر بوجه مبتسم ومازال حديث الطبيب عالق بأذنيها
" تلتزم العلاج والراحه النفسيه واقل من عام ان شاء الله ستحمل طفلاً "
السعاده كانت تغمرها وهي تتمتم داعيه الله
- يارب يايسرا
*********
التقط كريم منها المنشفه يمسح يديه بعد أن انتهى من تصليح ذلك الصنبور
- معلش ياكريم معنديش حد اطلب منه مساعدته غيرك... اخواتي وقطعوني من ساعه ما **مت وأطلقت وبابا من ساعه ما اتجوز بعد ماما الله يرحمها ونسي ان عنده بنت
- انا موجود ياشمس لو احتاجتي اي حاجه اطلبيني من غير ما تترددي مفهوم
هتف بها بمروءة هيئها له الشيطان بجداره ونسي انها امرأه تعيش بمفردها... كل شئ كان يسير بهدوء في علاقتهما والمباحات بينهم يضعوها لانفسهم تحت مسمى الصداقه ، وحينا تدفعهم شهوتهم لفعل شئ يضعوه تحت مبرر انه خطأ يجب تفاديه والخطأ يقع ثانية ساهين عنه والمبرر كالعاده لا يتغير
- اقعد ارتاح لحد ما اعملك فنجان قهوه
نظر لساعته يُدلك عنقه مُتن*داً
- لا لازم اروح عشان قدر
- اشرب بس قهوتك... دقيقه واحده بس
اتجهت نحو المطبخ دون أن تترك له ثانيه واحده للاعتراض مجدداً...
زفر أنفاسه وهو ينظر لهاتفه يضغط على رقم قدر منتظراً ردها وقبل ان يسألها عما أخبرها به الطبيب... كانت تخبره بكل شئ بسعاده
- طب الحمدلله ياحببتي... اتصلي ب ماما بقى وفرحيها
انتهت المكالمه لتتعلق عيناه بشمس التي أقتربت منه بالقهوة تسأله
- كنت بتكلم قدر
التقط منها فنجان القهوه مُرتبكاً يُحرك رأسه مُجيباً عليها
- الدكتور المرادي طمنا ان خلال السنه ديه قدر ممكن تحمل
انقلبت ملامح شمس ولكن سريعا أدركت خطأها
- ان شاء الله ربنا يرزقكم
- أنتي مخلفتيش ليه من جوزك
تن*دت شمس وهي تتذكر عدم رغبه زوجها للانجاب والمره التي حملت بها انهال عليها ض*باً حتى نزفت ومات جنينها ذو الاربعة أشهر
- هو مكنش عايز...
واردفت تنفض رأسها عن تلك الذكريات المريرة
- القهوه عجبتك
تلذذ كريم من آخر رشفه بقهوته وأدرك عدم رغبتها في الخوض عن حياتها السابقه
- تسلم ايدك
وضع الفنجان وكاد ان ينهض فأسرعت نحوه ، مُقتربه منه تعدل له من هندام قميصه... وتعمدت ان تجعل أنفاسها قريبه من عنقه...
كانت تجيد تلك الاشياء فزوجها المحب علمها كل شئ ولم يبخل عنها من مواقع اباحيه ولا من علاقات ساديه ولا من رؤيه النساء اللاتي يقيم معهن علاقه تحت انظارها
كل ذكرياتها معه كانت تثير غثيانها ولكن الآن هي أمام هدف اخر يجب أن تفوز به
- تمام كده
ابتعدت عنه بعدما هندمت له قميصه لتنظر اليه وهو يبتلع ل**به بصعوبه من شده اثارته
التمعت عيناها وهي ترى مدى تأثيرها عليه ومدت يدها نحو لحيته تداعبه بأبتسامه مغوية
- الدقن فيك جميله اوي ياكريم
زفر أنفاسه دفعة واحده فلم يعد لديه طاقه لتحمل المزيد ولكن شيطانه جعله يتراجع يُزين له كل شئ بمتعه خالصه... شفتيها اثارته بطلائها ورائحتها أصبحت تطبق فوق أنفاسه تُثير غرائزه ويدها الناعمه وابتسامتها زادت كل شئ سوءً
- شمس انتي بتعملي فيا ايه... انا راجل متجوز
انقلبت ملامحها وهي من ظنت انها اوصلته للحد الذي لن يتراجع فيه... ابتعدت عنه تنظر اليه حانقة
- شكرا ياكريم على خدماتك... والمره الجايه هبقي افكر مليون مره قبل ما اطلب خدمه من راجل متجوز
- أنتي بتقولي ايه... طب اعمليها كده
كانت خبيره بطباعه المُتقلبه.. ابتسمت وهي تعطيه ظهرها اجابه عن سؤاله
- اتفضل ياكريم مينفعش تفضل عندي اكتر من كده... روح لمراتك اللي مستنياك
أثارت حنقه ببراعه ليدفعها فوق الاريكه يعتليها وقد كانت كريمه في إعطاءه كل ما أراد ولم تُبخل
*********
جلس بسيارته يلتقط أنفاسه المسلوبه لا يُصدق ما كان سيفعله
لولا رنين هاتفه بالنغمه التي خصصها لقدر لأصبح الان في حضن شمس
حرك رأسه ينظر يميناً ويساراً يفحص عنقه في مرآه سيارته ليلتقط منديلاً يمسح احمر الشفاه المطبوع
تن*د براحه وهو يخفى جريمة خيانته مبرراً لحاله انه لم يخن قدر وانما كانت مجرد قبلات ولمسات لا أكثر وان الخيانه تنصب فقط نحو علاقه كامله
هكذا اقنع نفسه وهو يدلف من باب الشقه لتسرع قدر نحوه تضم نفسها اليه
- اتأخرت عليا ياكريم... كل ده بتزور صاحبك في المستشفى
ربت فوق خدها يتحاشا النظر إليها
- معلش ياقدر قبلت ناس صحابي فالقعده طولت
كانت غائبه بعقلها في تلك الرائحه التي تشمها فوق قميصه
- كريم ايه الريحه اللي علي هدومك ديه
ارتبك وهو يسحب لياقه قميصه يشتم رائحه شمس
- مش شامم حاجه ياقدر
واردف وهو يصطنع كذبه
- اه الريحه ، فريد صاحبي ياستي طلب مني اروح معاه اشتري ليه ازازه ريحه لخطبته من عند محل رائف... تعالي بقى احكيلي عملتي ايه عند الدكتور
واستطاع جذبها بحديثه وهي تقص له عن كل شئ وعن اتصالها بوالدته التي لأول مره تُعاملها بحسنه متمنيه ان يصدق ذلك الطبيب وترى أحفادها
***********
هوي شهاب بجسده فوق الفراش بعد رحله عمل لأسبوع قضاها ب روما وقعت عيناه على إطار الصوره التي تجمعه بصغيره ذو الخمسة أعوام ليتن*د بحزن وهو يتذكر اخر لحظه حمله فيها بين ذراعيه يُخبره انه أصبح رجلا.. انحدرت دمعه من عينيه مسحها سريعاً
- ملحقتش افرح بيك.. اسف ياحبيبي
شعر بالاختناق من تدفق الذكريات لينهض مسرعاً نحو المرحاض يستجدي من رطوبه المياه ان تطفي نيران قلبه المُشتعله
*********************************************
عيناها كانت عالقه بدبلة خطبتها وتنهيده بائسه تخرج من بين شفتيها وآه محبوسه تود ان تصرخ بها ولكن ما باليد حيله هي وافقت وانتهى الأمر
فاقت من شرودها على رنين هاتفها تنظر لرقم المتصل ولم يكن الا أدهم ابن عمها وخطيبها وقريبا زوجها
الحسره ملئت فؤادها بعدما انطفئ الهاتف فهى لا تظلم نفسها وحدها إنما تظلم طرفاً اخر معها
وعاد رنين الهاتف ثانيه لتلتقطه
- ايوه ياادهم
- مبترديش ليه يالبني
والحجة كانت موجوده على طرفي شفتيها كالمعتاد
- كنت بره الاوضه
- اه تمام...مستعده للامتحانات
زفرت أنفاسها تغمض عينيها
- يعنى
- ربنا معاكي ياحببتي انتي قدها
كلماته كانت تحرقها أدهم يُعاملها بكل حب ورقي وهي لاتُريد كل هذا إلا من آخر لا تستطيع لومه فقد فعل كل شئ مع أهلها وهم وحدهم من حكموا عليها بالتعاسه
اخذ أدهم يُخبرها عن حياته التي قضاها بأمريكا ودراسته هناك وحزنه علي شقيقته فمازال لا يصدق انها رحلت وتركتهم ..فلا حديث يستطيع الكلام به الا هذا ف لبنى خجوله ولا تحب الكلام عن المشاعر وكان هذا ما يظنه.
*************
تحرك من جانبها بهدوء يُطالع ملامحها المستكينه وبخطوات هادئه خرج من الغرفه مُتجها الي غرفه أخرى
ضغط على زر الاتصال بأنفاس مُتهدجه يمسح فوق عنقه مُنتطراً ردها
- الفستان اللي بعتيلي صورته ميتلبسش ياشمس.. مفهوم
اتسعت ابتسامتها بأنتصار فخطتها تسير نحو المطلوب
- على فكره انا كنت باخد رأيك بس في شكله..وهو عجبني وهلبسه
صرخ بصوت مُحتد ولكن أدرك فداحة خطئه يلتفت حوله بخوف من استيقاظ قدر
- شمس هي كلمه.. الفستان ده ميتلبسش
تمتمت بنبره ناعمه بعدما وصلت لمبتغاها
- اوك ياكريم هسمع كلمتك عشان تعرف اد ايه انت غالي عليا.. رغم اني لسا زعلانه منك
تسارعت ض*بات قلبه وهو يتذكر تلك الليله بأحداثها وانتهت في صبيحة اليوم التالي بأشعاره لها بالذنب وانه خان زوجته
- تصبحي على خير ياشمس
أغلق الهاتف لتنظر الي هاتفها بت**يم
- بكره هتكون في حضني وعلى سريري ياكريم
***********
رمقها وهي تقف أمام المرآه تنظر لملامحها الهادئه الجميله
- حلو الفستان ياكريم
ابتسم لها يفحصها بعينيه
- أنتي اللي بتحلي اللبس ياقدر
اتسعت ابتسامة قدر تستمع لاطراءه المحبب لقلبها... كريم أصبح حنون معها تلك الفتره بشده.. ظنت ان وصايا الطبيب هي السبب في المقام الأول لم تشعر بالحزن فهى كأي زوجه بسيطه عاديه لا تطلب الا حياه هادئه
تعلقت بذراعه بعدها لتذهب معه لحفل خطوبه احد أصدقاءه
ركبت السياره جواره الي ان وصلوا للمكان المنشود وكان اول ما وقعت عليه عين كريم هي شمس التي ترجلت من سيارة طارق زميلهم والابتسامه تشق شفتي كلاهما
غضب ساحق كان يُرسم فوق ملامحه ولم يُخفي عن أعين شمس فهذا ما ارادته أبتسمت بنصر ولكن ابتسامتها تلاشت سريعاً عندما رأت قدر تمسك يده فيبتسم اليها وقد تجاوز حنقه
سارت بجوار طارق بحنق ولكن داخلها كانت مُصره ان تنتصر في معركه لا شرف فيها فهى ليست الا سارقه تبني سعادتها على حياة أخرى
كانت الموسيقى تتعالا حولهم وقدر تمسك يد كريم الموضوعه علي الطاوله مبتسمه... اصرفت ذهن كريم عن شمس ولكن مجرد ان سارت أمامه تتباطئ بغنج بفستانها الملاصق لجسدها واعين الرجال تلتهمها
- مين ديه ياكريم
تعلقت أعين قدر بها تسأله عنها وقد لفتت نظرها... تنحنح كريم بخفوت كي تخرج نبرة صوته طبيعيه
- ديه زميله معانا في البنك
- اشمعنا ديه اللي سألتي عنها
طالعتها قدر ثانية
- لانها الوحيده عماله تلفت الانظار حواليها...
وأردفت بسعاده تتذكر ما اخبرها به
- سيبك من سؤالي ده كان مجرد فضول.. هنتعشا بره زي موعدتني
كان بالفعل ينوي تنفيذ وعده ولكن عيناه تعلقت بضحكات شمس ليعتصر قبضته
- معلش ياقدر عندي مشوار مع رائف
ونظر الي ساعه يده وقد اشاح عيناه بعيداً عن ملامح قدر التي تبدلت للحزن فقد علقت امالاً كثيره بتلك العزيمه فهى لا تخرج الا قليلا واغلب ذهابها اما للسوق او الأطباء سواء لها او لرفقة والدته
- انا بقول كفايه كده ويلا بينا
حاول تجاوز شعور الذنب الذي اقتحم فؤاده ولكن وجود شمس وحركاتها كانت المسيطره عليه
ذهبوا نحو سيارتهم ليخرج هاتفه باعثاً رساله لشمس بأن تذهب لشقتها وتنتظره
***********
تن*د شهاب وهو ينظر لابن شقيقه وأغلق الملف الذي أمامه لتتعلق أعين أدهم به
- احنا لسا مخلصناش مراجعه الملف
- مالك ياادهم مش حاسس انك مبسوط من ساعه خطوبتك انت ولبنى
واقترب منه يجلس فوق المقعد المقابل له
- انا صحيح عمك بس في الأول احنا صحاب
ابتسم أدهم على كلمه " عم" فشهاب مازال لم يتجاوز التاسع والثلاثون من عمره
- بلاش عم ديه... انت اللي يشوفك يقول عليك أصغر مننا
ضحك كلاهما وقد ظن أدهم ان شهاب سينسي اجابه سؤاله
- متحاولش تهرب من كلامي
- لبنى في حد كان في حياتها ياشهاب... لبنى مبتحبنيش
كان يعلم أن ابن شقيقه سيكتشف الأمر ب*عوره
- مش ديه لبنى اللي كانت متعلقه بيا قبل ما سافر أمريكا
اسئله كثيره كان يطرحها أدهم مع صراعه الداخلي ولكن لا اجابه كان يتلقاها
- اتكلمت انت ولبني
تعلقت عيني أدهم نحو الباب المغلق عليهم
- مستني تخلص امتحاناتها وقبل ما ترجع البلد هتكلم معاها يمكن نلاقي حل
- عين العقل.. لبنى فضلها اسبوع وتخلص امتحاناتها ساعتها اقعدوا مع بعض وتكلموا...انا اكتر حد نفسي تتجوزه ياادهم انتوا الاتنين الأقرب لقلبي
اقترب منه أدهم يحتضنه
- وانت احن عم...
ثم نطق اسمها مجرداً كالمعتاد
- ياشهاب
لتعود ضحكاتهم ثانيه وعادوا لعملهم وقلب أدهم مشغولاً بتلك التي في الأعلى تُذاكر دروسها
**********
ازاحت كتابها جانباً تلتقط هاتفها تُسجل دخولها لحسابها الجديد الذي انشأته حتى تتابع اخباره... تعلم انها ليست فكره جيده وانما تسمى خيانه ولكن الشوق كان هو من يقودها... عمر نفذ ما أخبرها به وحذف اي رابط بينهم وابتعد بشرف ولكن هي لا تستطيع
فتحت صفحته التي لا يخفى فيها منشوراته انما يستطيع دون الأصدقاء الاطلاع على اخر اخباره... لم يكن ينشر شيئاً ولكن اصدقاءه كانوا يُشيرون اليه بالمنشورات وخاصه الصور التي يتم التقاطها لهم بالمشفى او مؤتمر طبي
وقعت عيناها على اخر صوره وهي نفسها التي رأتها امس وقبل امس ولكن كلما نظرت اليه تن*دت بحزن.. فقد استطالت لحيته وملئ الحزن ملامحه كما ملئ قلبه
سقطت دموعها وهي تعترف لحالها
- محبتش غيرك ولا هحب ياعمر
*********
انتظر قدومها داخل سيارته...علي بعداً مناسب من البنايه التي تقطن بها.. ترجلت من سياره طارق تشيح له بيدها وتبتسم وسارت نحو البنايه لينظر لها حارس ممتعضاً مُخاطباً حاله
- مالناش دعوه ياحسنين
لم يتمهل كريم كثيراً وصعد البنايه خلفها ومن حظه كان حسنين قد انصرف نحو غرفته الجانبيه لجلب كوب الشاي من زوجته
دقائق وكان جرس الباب يدق لتبتسم لنفسها في المرآه تُلقى قبلة لحالها في الهواء وتلتقط مئزرها تضعه فوق جسدها
فتحت باب الشقه فيدلف كريم بوجه جامد غالقاً الباب خلفه يلتقط أنفاسه
- كريم انا جايه تعبانه نأجل كلامنا بعدين وانت روح لمراتك زمانها مستنياك ياكيمو
أرادت استفزازه بحديثها وقد أصابت هدفها
- مش قولتلك ابعدي عن طارق
صدحت ضحكاتها تصفق يديها ببعضهم
- كريم انت جايلي البيت عشان تحاسبني.. كريم روح لمراتك
- ماشي ياشمس هروح لمراتي
تجمدت ملامح وجهها وهي تسمعه غير مصدقه ان خطتها ضاعت هباءً
- طارق طلب يتجوزني
وقف مكانه يُحدق بظهرها.. ف للحظه كان سيخرج بعد استفزازها له
- أنتي بتقولي ايه.. طارق ده بيضحك عليكي... انا اكتر واحد عارفه
- مش مهم.. ما زمان واحد ضحك عليا واول ما امه جبتله العروسه اللي على مزاجها باعني
والتفت نحوه ترمقه بمقت وقد ارتخي مئزرها من فوق جسدها
- شرفت ياكريم
صراعاً قوياً كان يقتحمه.. العقل يحثه على الهرب ويذكره بزوجته الجميله الطيبه اما شهوته كانت تجذبه لشمس الفاتنه والحبيبه القديمه التي لم ينالها
- يلا روح لمراتك زمانها...
لم يمهلها حديثاً اخر واندفع نحوها يجذبها اليه
- أنتي ليا انا وبس.. فاهمه
ولم تكن شمس الا مرحبه بكل هذا ففي ثواني معدوده كانت تزيل عنه سترته وقميصه تقوده نحو الهاويه
ساعه مرات واخرى وهم غائبين عن العالم واخرى تمسك هاتفها تُهاتفه قلقه عليه تسأل حالها
- ده قالي بالكتير ساعتين وراجع... ياريت كان معايا رقم رائف
وارتجف جسدها فجأه والهاتف يدق بين يديها لتنظر لرقم شقيقها والقلق يملئ فؤادها
- ايوه ياعمر.. مالها ماما
*********
طالعته وهو غافي جانبها وابتسامتها تتسع شيئاً ف شئ وهي تنظر حولها تتذكر عاصفه مشاعرهم المحرمه..تنفست بعمق تُمرر يدها فوق ص*ره العاري ليفتح عيناه ينهض مفزوعاً
- قدر... انا نمت كل ده وسيبت قدر
تجمدت ملامح شمس ترمقه حانقه ولكنها اخفت حنقها سريعاً تلتصق به
- متعرفش اد ايه حلمت باللحظة ديه ياكريم.. حلمت اني في حضنك وانت صاحي تسأل عن مراتك
- شمس خليني اقوم.. زمان قدر قلقانه عليا
ازداد حنقها وهي تسمع اسم غريمتها.. فدفعته عنها
- روح لمراتك ياكريم وياريت تنسى كل حاجه بينا
وفي لحظه كان يضعف ثانيه وانتهى الأمر إلى ما أرادت ان تصل اليه... وهاتفه يدق للمره الخمسون واخرى دموعها تنساب على خديها منها خوفاً على والدتها وقلقاً على زوجها