الفصل الرابع عشر :

2021 Words
" انت لا تضع خاتما " ظهر الاستغراب على وجهه ثم اقترب اكثر ليرمي ما بيده الاخرى من اوراق فوق مكتبه ويجيب " انا لا احب الخواتم شمس .. تعرفين هذا " هزت رأسها له ثم همست " لا يوجد خاتم خطوبة بيدك " تاملها ولم يجب فقط حدق بها دون اي تعبير .. فخطت نحوه .. ومدت يدها تحاول لمس خده .. ثم اوقفتها قبل انش واحد وسألت بصوت ناعم منخفض " ايمكن ان المسك ؟! " حدة احتلت عيناه وكأن ما قالته لتوها شيء لا يمكنه احتماله ثم اجابها وعيناه لا تفارقان عيناها " لن امنعك " تنفست بصعوبة ثم ابعدت اصابعها و قبضت يدها تسدلها .. سألة نفسها .. ماذا افعل هنا ؟! " انت لم تعد حرا .. اليس كذلك ؟! .. لذا لمسك .. " وعضت شفتها ثم ابتعدت عنه وتجولت دون هداية في المكان .. تبتلع ل**بها بصعوبة تحتضن نفسها بذرعيها " ما الامر شمس ؟! " " لا اعلم .. صدقا .. لا اعلم " واسدلت رأسها تحاول التذكر لما هي هنا .. ثم التقطت عيناها شيء لم يكن موجود سابقا في المكتب وهمست تسأله " انها احدى منحوتاتي " ومرت حدقتيها القلقتان فوق التمثال الصغير الموضوع في زاوية المكتب فوق طاولة زجاجية .. اثنان من الدولفين متعانقان بالفة كبيرة ... " هذا صحيح .. " وادارت وجهها نحوه مجددا تنظر وألف سؤال في رأسها ثم هزت رأسها برفض له " كنت خارج البلاد ... هذا .. انه .. احد معروضات السنة الفائتة امير .. اكنت هنا ؟! " لا اجابة .. **ت فقط وعادت لتقترب منه ثم همست بعذاب " كنت هنا .. لما ؟! .. انت .. " وزفرت تحاول تمالك نفسها بعد الصدمة ثم صرخت بانفعال " كنت هنا .. بينما اموت انا بانتظار عودتك .. بينما انتظر كل يوم .. كنت هنا .. " تحرك يحاول امساكها فابتعدت عنه واضعة يدها بينهما ثم سمعته يجيب " لم اكن .. انا لم اخطو الى هنا بعد سفري شمس " " لا تكذب علي .. ماذا يفعل هذا هنا اذا ؟! " اقترب مجددا فابتعدت تحذره " اياك ولمسي " " لقد كنت لتو تريدين لمسي صغيرتي " ابتسم بسخرية ثم شدها من يدها نحوه فوضعت يدها بينهما تمنعه وعادت تسأل " كيف وصل هذا اليك اذا ؟! " يده حاولت لمس خدها فدفعتها بعنف بعيدا عن وجهها لكنه التقط كفها وقبل اصابعها قبل ان تسحبها منه بقوة " ريم .. ارسلته الي .. هدية عيد ميلاد متأخرة " " اتركني " همست بضعف فحاول لمسها مجددا ابعدت وجهها متجنبة لمسته فتوقف وسألها " الا تريدين ان المسك ؟! .. دعيني افعل " عضت شفتها وسألته " لما لم تعلن خطوبتك عليها ؟! " امسك وجهها اخيرا بيده ورفعه لتتقابل نظراتهما ثم اجاب وعيناه تتاملانها بتسلية " لان حبيبتي السابقة قررت افساد الحفل .. ونجحت " ابتسم بعدها بوجهها وانحنى يقترب ببطئ حتى شعرت بانفاسه تلفح وجهها .. اقترب يحاول تقبيلها فهمست بسرعة وهي تغمض عيناها وتضم شفتيها بينما قلبها ينبض بخوف " لاتفعل " " لما ؟!" اسند جبينه لجبينها ومرر يده فوق شعرها بجانب خدها ليحتل كفه جانب وجهها بألفة كبيرة بينما يده الاخرى تحاوط خصرها تمنع ابتعادها عنه .. شعرت بانفاسها تتوقف وارتجفت يديها تلجم نفسها فهي تشعر بذعر كبير لا تعرف مص*ره.. تنفست بعدها بصعوبة ثم بللت شفتيها واجابت تحاول تشتيت تفكيره بعيدا " لاني ان فعلت لن استطيع المغادرة قبل ان اعرف .. اين اخطأت بحقك ؟! .. ماذا فعلت لتغادر ؟! .. ما خطأي الذي ارتكبته دون ان ادرك لجعلك تحول كل ما نشعر به الى عذاب لا يتوقف " ضحك .. ضحكة ساخرة عميقة وارتجف قلبها متسألا ماذا اصابه ثم حررها اخيرا فخطت للخلف لتوازن جسدها .. ابتعد ليجلس فوق كرسيه خلف المكتب .. وبصوت عميق اجابها " لم تفعلي شيء .. اكتشفت اني اريد امرأة اخرى هذا كل شيء " " امرأة لا تنظر نحوها حتى .. امرأة لست مغرما بها .. بينما لا تفارق جانبي .. كعقاب ابدي .. ماذا فعلت لك اجبني ؟! " سألت مجددا وهي تقترب وبدأت تشعر بفقدان السيطرة على نفسها .. فلطالما ترردد داخلها ان هناك خطب حصل قبل رحيله " تكلم .. تكلم امير .. " حاول التكلم فا**ته وهي تصرخ مجددا " اياك واعادت ما قلته .. انا لا اصدقك .. اين اخطأت بحقك ؟.. اريد ان اعرف ما ذنبي ؟! .. " وقف ثم اقترب ليقول لها بحدة صارخ بصوت اعلى من صوتها " انا السبب لا انت .. انا السبب " غادر بعدها المكتب دون ان يضيف شيئا فارتجفت اطرافها .. وقبضت على حافة المكتب تتنفس بصعوبة .. ما الذي يحدث ؟! .. انها لم تعد تفهم شيء .. انها تعيش في دوامة من القرب والبعد .. وتتخبط باستمرار بسببه .. هذا الضياع يقتلها .. يشتت حواسها .. فما هي فاعلة الان ؟! ********* صوت جرس المنزل جعلها تترك قطعة القماش حيث كانت تمسح الغبار في المنزل .. وازالت الشال الرقيق الذي كان يبعد شعرها البني الفاتح عن عيناها .. بقدمين حافيتان وبنطال قصير فتحت الباب تنظر نحو الرجل الغريب الذي ابتسم لها ثم قال " انسة شمس الصافي ؟! " " نعم .. كيف اساعدك ؟! " مد يده يعطيها ظرف بني اللون ثم قال يجيبها " ايمكن ان توقعي هنا لو سمحت ؟! " " انا لا افهم شيء .. ما هذا ؟! " " انذار من البنك انستي .. ارجوك وقعي لي لدي عمل اخر " امتدت يدها وهي مازلت تقطب حاجبيها ووقعت فوق الاوراق البيضاء ثم دفعت الباب بكتفها واقفلته وهي ترى الرجل يعبر ممر المنزل ويغادر .. " ما هذا ؟! " كلمت نفسها ثم سحبت الورقة البيضاء من داخل الظرف .. مررت عيناها فوقها بسرعة وتجمدت حواسها .. مستحيل .. عادت لتقرأ مجددا .. وكررت الامر ثلاث مرات لتستوعب ما تقرأه .. اهي منحوسة ام ماذا ؟! .. وتنفست بعدها تتحرك دون هدى في المكان .. ثم صرخت بنفسها وهي تلامس جبينها وتفركه " اهدأي .. اهدأي شمس .. يا الله .. ساجن .. ساجن .. " تحركت تدخل غرفتها وامسكت الهاتف الابيض الحديث ثم عادت لترميه مجددا بعيدا فوق السرير .. " سأقتله .. سأقتله .. كل هذا بسببه مؤكد " " من هذا شمس ؟! " صوت والدتها اتاها من المطبخ حيث تجلس هناك تحتسي قهوتها .. فعضت شفتها تلجم نفسها ثم خطت وهي تحاول الابتسام مخفية ببراعة سخطها " ابن الجيران .. امي .. احتاج للخروج قليلا .. انهيت مسح الغبار لتوي .. والبيت اصبح نظيفا بالكامل عزيزتي .. احتاجين لاي شيء قبل ذهابي " ونظرت تتامل الجسد الناعم الم**و بثوب نوم انثوي فوق الكرسي لقد بدأت والدتها بالتعافي واسترد وجهها بعض من لونه اخيرا " بالتاكيد حبيبتي .. ابنة خالك ستأتي بعد قليل .. اذهبي لعملك " اي عمل ماما ؟! .. ولجمت نفسها بصعوبة ثم ابتسمت مجددا واقتربت تقبلها مودعة ... دقائق وكانت قد بدلت ملابسها ثم غادرت وهي تدخل سيارتها وتسرع بها خارج المكان .. يديها قبضت بحدة فوق المقود .. ودعت ب**ت ان تستطيع حل الامر .. " الامر منتهي انستي للاسف " " كيف يمكن هذا ؟! .. انا لم اتلقى اي تبليغ سابق سيدي " اقترب الرجل الخمسيني ووضع يديه على المكتب امامه ثم اجابها " لقد ارسلنا ثلاث تبليغات سابقا .. وان لم تصلك فمؤكد وصلت لمعمل عائلتك .. انت تعرفين كيف تسير هذه الامور .. اسف لكن البنك منحكم اكثر من فرصة لدفع المستحق الشهري .. ستة اشهر وقت كبير انستي " ستة اشهر .. ما الذي يتفوه به هذا الرجل ؟ .. واغمضت عينيها تأمر نفسها بالصبر والتكلم بهدوء " انت تقول ان الاقساط لم تدفع لستة اشهر .. كيف هذا ؟! " " هذا ما حصل انستي .. ان كنت لا تصدقيني .. اجلبي محاميك ليطلع على كل الاوراق والملفات .. " اجلت حنجرتها ثم اشتعل جنونها .. هذا بفعله مؤكد .. ووقفت تعتذر وتستأذن .. مرة اخرى قال الرجل " اعتذر .. لكن الامر انتقل من يدي للادارة .. " هزت رأسها وتركت المكتب لتخرج لبهو البنك .. جسدها كان يرتجف .. هذا ما ينقصها الان .. داخل سيارتها اخذت تتنفس لمرات ثم التمع البغض في عيناها وهي تقود اخيرا لرؤية عمها .. فهو وحده من سيتلقى جنونها اليوم ****** كانت تجلس في عيادة عمرو .. المرضى من حولها ينظرون نحوها باستغراب .. وكأنها من عالم اخر .. خصوصا انها كانت بفوضى كبيرة بعد ان رماها امن المعمل خارجا .. ضحكة ساخرة جلبت الانظار اكثر اليها كم كانت تريد اقتلاع عينيه .. لم يكن يكفيها انها اهانته امام كل العمال في معمل النسيج كانت من الغضب لدرجة لا يمكن لجمها.. وقفت بعدها وتوجهت لجانب سكرتيرة عمرو " هبة .. هل سيتأخر ؟! " " لا اعرف .. كان يجب ان يصل الان .. مؤكد ان شيء طارئ قد حصل " فركت جبينها وابعدت شعرها المرفوع بفوضوية عن جبينها تزفر بملل .. اين هو ؟! .. " مرحبا هبة .. هل عمرو هنا ؟! " حقا هذا كثير .. وقبضت يدها وهي تطحن اسنانها بينما رائحة عطره تجعل رأسها يدور .. ايلاحقها ام ماذا ؟! .. لقد سئمت منه حقا .. " اهلا سيد امير .. لا .. سيصل خلال دقائق .. تفضل ارجوك " رفعت مع**ها ووجهت نحوه ثم قاطعت المحادثة وهي تقول بحدة " ازله " والتمع الذهب جاذبا نظراته اليها .. مالت شفتيه بتلك الابتسامة .. وكادت تتهور وتض*به عندما قال لها " ازيليه بنفسك " " لقد حاولت .. هذا القفل اصابني بالجنون .. ازله حالا " استدار بكله نحوها وتصارعت نظراتهما عسل مشتعل حار .. واخرى بليل مظلم لا قرار له .. نطق بعدها ببرود اطلق جنونها " جربي مجددا شمسي .. انا لا احب ازالة حلي النساء .. بل وضعها " واخفض رأسه ليقول كلمته الاخيرة بنبرة رفيعة منخفضة فصرخت دون اهتمام بكل من حولها " و*د " شهقات ص*رت من الجمع خلفها لكنها لم تهتم وكررت وهو يبسم لها مجدد باستمتاع كبير " و*د .. متعالي " " شكرا حبيبتي .. لكن لا تكوني بهذا العنف كله .. لا استطيع مساعدتك " كادت ترد عليه الا ان دخول عمر قاطعهما ثم توجه نحوها واخذ يسأل متجاهلا كل شيء اخر " اين انت ؟! .. اتصلت لمرات .. ذهبت لرؤيتك في المنزل وقالت امك انك خرجتي .. حتى اني اتصلت بوسام وقال انه لم يرك اليوم " تنفست براحة لوجوده ثم همست بصوت ضعيف " احتاج للتكلم معك .. ارجوك " " مؤكد .. هبة لا تدخلي اي احد الي " وخطى يفتح باب غرفته لها .. تخطت المكتب الخشبي لسكرتيرته وتجاهل الرجل الذي يرمقهما بحدة وعيونه مليئة بالسخط لوجودها مع صديقه " اجلسي .. اخبريني ما الامر ؟! " تن*دت ثم جلست على طرف الاريكة واخفضت رأسها تضعه بين يديها .. فركت جبينها لمرات ثم عادت لترفع رأسها وتنظر اليه " البنك حجز المنزل " " انتظري .. لم افهم " اجلت حنجرتها واعادت تشرح له باسهاب اكثر " تعرف ان المنزل تحت الرهن .. المسمى عمي اوقف الحصة الشهرية الخاصة بابي والتي تذهب للدفع الشهري منذ ستة اشهر .. وتجاهل الانذرات عمدا ... " عادت ووضعت رأسها بين يديها تتن*د لمرات وتاخذ انفاس قاسية الى داخلها .. عمرو خطى ليرفع الهاتف الخاص بمكتبه ثم سمعته يكلم هبة " هبة .. الغي كل مواعيدي هنا .. اعتذري للجميع قولي حالة طارئة .. ابلغيني عندما يتصلون من المشفى لاجل العملية بعد ساعة ونصف .." تململت بمكانها محاولة مقاطعته لكنه منعها بيده ثم اكمل " اخبريه اني مشغول .. لياتي في وقت اخر .. " اقفل الخط ثم اقترب يجلس على الطاولة الصغيرة امام مكتبه ويلتقط يديها المجموعتان فوق ساقيها " سيكون كل شيء بخير .. اهدئي واخبرني كيف يمكن ان اساعدك ؟! " جدال في الخارج اوقفهما ثم فتح الباب ودخل امير رغم عن السكرتيرة الشابة التي اخذت تعتذر لمرات " هل ترميني خارجا عمرو ؟! " صوته كان حاد وعيناه تشتعلان خصوصا ونظراته ترى يديهما المتشابكة .. " هذا رائع فعلا .. اهذا ما يشغلك .. اغواء فتاتي " وقف عمرو هذه المرة وشتمه ثم قال بفحيح " سواء كان هذا صحيح ام لا .. من انت لاجيبك ؟! .. فتاتك .. لا تجعلني اضحك امير .. شمس لم تعد فتاتك منذ سافرت تاركا اياها ورائك تخوض في بحر لا قرار له " رباه .. وكان هذا ما ينقصها الان .. اقترب امير وحاول ض*ب عمرو الذي امسك يده واشتعل الجنون بينا الرجلين مما جعلها تقبض على رأسها محاولة تمالك نفسها " وانت انتهزت الفرصة .. طلبت منك حمايتها والاهتمام بها .. وارى انك اردت المزيد .. اي صديق انت عمرو " " واي رجل انت .. لتعود وتحاسبني قبل ان تحاسب نفسك .. من منا عاد وبيده امرأة اخرى صديقي العزيز " " هذا يكفي !!!!! "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD