الفصل السادس عشر :

2054 Words
" الحل الافضل هو شراء المنزل " " رائع حقا .. ذكاء خارق فعلا " ونظرت نحو امير بسخط فتحداها بنظراته بينما توافقه ريم لاول مرة كما يبدو " امير محق .. دعونا نحاول شراءه .. ثم ان لم ينجح الامر تفكرون بالبديل " وقفت واخذت تسير لمرات في الغرفة ثم خرج صوتها بجدية " لا نملك اي شيء .. لقد جردني عمي من نفسي .. الحقير النذل " " شمس .. ما هذه الالفاظ ؟! " مررت يدها ب*عرها وقالت لوالدتها بعيون غاضبة مشتعلة " هذا الرجل .. رمانا امي .. رمانا .. واستولى على حياتي بأكملها .. ومازلت تطلبين ان اتوقف عن قول الحقيقة ؟! .. حبا بالله امي .. لقد تحملت كل طمعه لاجلك فقط .. والان بسببه خسرنا منزلنا ايضا .. وضيع .. ليته يموت .. ليته يموت ويتعفن في جهنم " لم يتكلم احد لثوان ... ال**ت خيم من حولهم ثم نطقت بصوت جاد عملي " اظنك محقة .. عودي لتعيشي في منزل جداي مع خالي .. على الاقل يملك قلبا واثق انه سيهتم بك .. وانا اعرف جيدا كيف اجد حل لاجلي " تململ امير ووقف يقترب منها فتحركت للخلف خطوة وهي تضم يديها اما ص*رها وعندما حاول التكلم فمنعته " اياك .. اسمعت .. تكلمنا عن هذا سابقا " توقف مكانه وفرك جبينه بحدة ثم قال بصوت غاضب " لما انت عنيدة لهذه الدرجة ؟! " " لاني لا احتاج لاحسانك .. اذهب واعرض شفقتك على غيري .. وازل هذه النظرة التي تشعرني بألم في معدتي .. وكأني اتوسل لتساعدني .. " شهقت والدتها لحدة كلماتها بينما تجمد عمرو وريم يراقبان ما سيحدث تاليا لكن امير فاجأ الجميع بان **ت ولم يجبها فابتعدت عنه ثم جلست مجددا بجانب والدتها .. " لنرحل ريم .. " اقترب منها ثم لامس خدها يتحدها ان ترفض امام والدتها فالاخرى لم تعلم بعد ما فعله .. وانحنى يقول لها بصوت ناعم يحمل تهدد جردها من حواسها " لم ننتهي حبيبتي .. هدنة فقط لاجل والدتك " تنفست بقوة بعد ابتعاده ورمشت بقلق .. لقد هددها للتو .. وارتجفت اصابعا ثم صرخ داخلها .. فليفعل ما يريد " لقد اسأت اليه شمس .. ما الذي يصيبك ابنتي ؟! " الجنون .. هذا ما يصيبها .. الجنون من رجل مثله .. من غروره .. من ثقته المطلقة بحبها له .. وارتجف جسدها هذا الرجل يصيبها بالجنون " انها منفعلة لا اكثر عمتي .. اظن ان علي الرحيل ايضا .. فكرا جيدا واخبراني بما قررتما .. اي مساعدة انا ساكون موجود .. شمس ايمكن ان اتكلم معك قليلا ؟! " وقفت وسارت خلفه الى ان تجاوزا المدخل قال بعدها بصوت لطيف " كوني بخير .. اهدأي وكفي عن اطلاق سهامك بكل مكان " " ساجن عمرو .. هذا الرجل سيقتلني يوما .. رباه من اين له بتلك الثقة بنفسه .. الا يكفي انه اخبر امي ؟! " لاول مرة كان يعارضها لاجل شيء يتعلق بامير منذ عودته " كان محقا .. انت تحتاجين لترك الاخرين يمدون يدهم لك .. فكري جيدا بهذا .. ثم شيء اخر .. انت عليك قول الحقيقة لوالدتك .. اقصد بشأن امير .. المرأة تظنكما حبيبين شمس " تململت واخذت تتأوه لمرات ثم دفعت جسده تدفعه للرحيل وهي تصرخ " اخرج من رأسي انت الاخر .. هيا اذهب .. " " تعلمين ان ما اقوله صحيح ... اراك لاحقا " بمجرد مغادرته اغلقت الباب ثم استندت اليه .. بالتأكيد هو محق .. ويجب ان تتوقف عن التهرب من اسئلة والدتها حولها هي وامير ... عضت شفتها ثم اقتربت تهمس بصوت ناعم " ماما .. علي قول شيء لك " ******* كانت تقف في عتمة الليل على المرتفع المقابل للمدينة ذات الاضواء اللامعة وتبتسم له منتظرة اياه ليعود من جانب سيارته التي ركنها للتو .. " خذي " قطبت حاجبيها وعادت تتامل ملامحه وهي تشعر بالبرد يلسع كتفيها فثوبها رقيق والجو بارد هنا " ما هذه ؟! " همست وشفتيها ترتجفان فاقترب يضع العلبة بيدها ثم خلع سترته ليضعها فوق كتفيها فشعرت بدفئه ينتقل اليها .. ومررت يدها فوق العلبة المتوسطة الحجم تفتحها .. توسعت حدقتاها ... ثم نظرت نحوه تهمس " امير " مال فمه بابتسامته المعتادة .. ساخرة قليلا .. لكن مشبعة بنظرات عميقة من عينيه الحالكتي السواد وقال لها بصوت عميق " اعجبك ؟! " عادت بنظرها نحو العبة تنظر نحو السوار الذي ع** ضوء القمر اشعته الذهبية .. ارتجفت اصابعها وعادت لتنظر نحوه وتهمس ببراءة " اهو لي ؟! " " مؤكد .. هل اعجبك ؟! " تاملته للمرة الثالثة ومررت يدها فوق معدنه الذهبي ثم اجابته برقة " انه رائع .. انت صنعته صحيح ؟! " ابتسامته الواثقة اكدت الامر وزاد حبها له اضعاف .. ليتها تملك الشجاعة لاخباره كم تحبه .. كم تتمنى ان تهديه قلبها .. لكن خجلها الفطري اعاق اندفاعها المعتاد ف**تت تبلل شفتيها ثم شعرت به يقترب اكثر منها ويخرج السوار من مكانه ليضعه فوق يدها وصوته يهمس بقرب اذنها " اديريه .. " فعلت ما قاله ووجدت كلمات خلف السوار .. جسده اصبح اقرب ثم ردد الكلمات وهي تقرأها بصوت هامس ارجف جسدها " سوار الشمس .. عنوان حبي لك " رياح عبثت ب*عرها الطويل فحاولت ابعاده عن وجهها دون فائدة .. تنظر للاضواء وتتن*د .. ثم لامست السوار بيدها ومررت نظراتها فوقه .. احتلت المرارة حلقها .. وشعرت بضعف غريب يحتلها .. اغمضت عينها وامسكت السوار .. شعرت به قربها .. يلامسها من الخلف .. وكأن الوقت عاد مجددا لتلك اللحظة .. ثم همسه اللطيف بصوته المثقل بالمشاعر " اديري هذا .. اضغطي هنا .. تم اسحبيها .. وها هو يحررك " وشعرت بانزلاق المعدن بين يديها فقبضت بسرعة مخافة ان تفقده في هذا الظلام .. ثم احنت رأسها مجددا محاولت رؤية الكلمات خلفه .. لكن الليلة كانت مظلمة دون قمر .. فمررت اناملها فوق الحفر ثم همست " لقد حررني .. متى تحررني انت ؟! " ********* " فنجانك " اعطت الفنجان لعمرو ثم جلست مقابل له تتامل انتهاء القطعة التي كانت تعمل عليها .. ألوان نارية مع لون ازرق لاهب .. واخذت تنظر نحوها بشرود " ماذا ستسميها ؟! " " لهب العاطفة " " واااااووو " اظهر صوت عميق ثم عاد لينظر الى المنحوته الكرستالية التي تمثل نارا مشتعلة تهب حول نصف انثى بملامح مبهمة .. وشعرها يشكل لهبا يبدو لاذع للنظر " مميزة جدا .. هل انهيتها ؟! " حولت عيناها عن منحوتتها وجلست باستقامة تتجرع من شرابها الحلو الساخن وتبتلع ببطء " تقريبا .. وانت ما اخبارك ؟! " " كالعادة .. مشفى بيت .. ماذا قررت ؟! " ارتشفت مجددا وفعل هو المثل ثم قالت بصوت جاد " سانتقل الى هنا " قطب حاجبيه ووضع فنجانه فوق الصينية التي تتوسطما " اين هنا ؟! " اشارت بيدها حولها وردت مجددا " هنا عمرو " " هنا؟!! جننت .. انه غير صالح للسكن " وضعت فنجانها ثم حكت ذقنها واخذت تشرح له " هناك غرفة جانبية .. تلك .. سأفرغها بالطبع .. وسأنتقل للعيش هنا " ابتسم ظننا بانها تمازحه ثم تغضنت ملامحه وهو يراها تنظر بجدية مطلقة نحوه " شمس .. لنتجاوز عن ان المكان صغير .. ولا يناسبك .. ماذا عن العيش وحيدة ؟! " " انا اعيش وحيدة عمرو منذ مرض امي .. ام نسيت .. لقد عادت امي للتو من المشفى .. ثم انا لا احب مشاركة احد بالسكن .. يعلم الله كم انا فضوية .. واحب ان تبقى اشيائي مبعثرة .. وهنا منزلي الاخر اتفهم ؟! " اخذ يتأمل المكان بعيون ناقدة ثم قال بصوت متسائل منخفض " ماذا لو تركت امير .. " " ابدا .. ارجوك عمرو لا تعد للامر نفسه .. لقد عشت الماضي اعتمد على نفسي ولم يكن معي .. اتعلم كم اريد رمي كل شيء له ؟! .. ان اسكن فقط اليه بكل ما فيي .. لكنه لم يعد ملكي .. وحتى ان كان .. لن اسمح ابدا بشيء مماثل .. اتعلم لما ؟! " انتظرت قليلا تتامله ثم قالت " لاني لا استطيع رد الدين عمرو .. ولا بأي شكل .. حتى ان عملت لسنوات .. وان اكون مدينة له .. هو عذاب اخر يضاف للقائمة لا اكثر " حدقا ببعض للحظات ثم زفرت وعادت تنظر نحو المكان وقال بصوت ناعم " انا احب هنا كثيرا ... انه مكاني .. ووسام منحني موافقته .. لذا بعد مغادرة امي سانتقل الى هنا .. " **تت مجددا وعادت تتجرع من شرابها وحل ال**ت عليهما لوقت طويل .. عادت لتقطعه بعدها بهمس ناعم " لقد اخبرتها " توقفت يد عمرو التي ترفع فنجان الشاي ثم تكلم وهو يدرك ما قصدته .. " وكيف تقبلت الامر ؟! " فركت جبينها وعضت شفتها بقسوة ثم تركت مكانها وتحركت دون هدى " لا اعلم .. هي فقط تقبلت ما قلته ثم اخذت تسأل عما اشعر به .. رأيت نفسي منع**ة في عينيها عمرو .. انت تعلم انها تحب امير كثيرا .. ولطالما كانا يتفقان بشكل كبير ... لكنها ابتلعت كل ذلك ولم تقيمه .. لم تنهني عن رؤيته او سمعت تذمر منها عن وجوده بقربنا .. قالت ببساطة ان القدر ما يحدد ان كان ما فعله صحيح ام لا " اقتربت تنظر من الواجهة نحو الحديقة الخلفية المهملة .. وقبضت يدها بيأس .. لما تشعر ان الانسلاخ عنه صعب جدا ؟! .. مسافات بينهما .. مسافات اصبحت ابعد من لندن ذاتها ... ومع هذا وجوده فقط .. تنفسه فقط .. فوق السماء ذاتها .. هو الحياة لها .. " انها محقة .. وهناك امر اخر .. انت اصبتي بما قلته سابقا ... بدا انه مازال يهتم كثيرا لامرك شمس .. ولا اعلم ماذا اصاب عقله ليفعل ما فعله " " اسأل نفسي السؤال ذاته مرارا ... اين اضعت الطريق ؟! .. اين اخطأت ؟! .. ما الذي فاتني عمرو ؟! .. لم تحول الرجل الذي احبه .. لهذا الرجل الضائع .. فلا هو يتركني .. ولا يقترب .. اكاد افقد عقلي من كثرة التفكير بهذا " ******** رمت ريم قطعة القماش ورمت نفسها فوق السرير بأرهاق ثم هتفت " واخيرا .. رباه اكاد اموت " نظرت نحوها ثم ابتسمت تكمل ترتيب الثياب في الخزانة المتوسطة الحجم التي نقلها وسيم وعمرو لتوهما للداخل .. حيث غرفة نومها الجديدة " اين اضع هذه ؟! " ظهر عمرو وهو يحمل الطاولة الصغيرة ثم يتجه نحو المكان الذي اشارت اليه عاد بعدها ليتكلم وهو يتنفس بارهاق " ساغادر الان .. لدي مناوبة ليلية اليوم واحتاج ان امر على العيادة قبل ذلك .. وسام غادر قبل قليل .. اتحتاجان لشيء اخر " " احتاج لم**ر عام .. اضلاعي كلها تؤلمني بسبب تلك الفتاة " صرخت ريم وهي تتمدد فوق الفراش وتغلق عيناها بألم فضحكا عليها وعمرو يجيبها " لكي تقدري كم انت محظوظة بوجود الخدم عندكم .. والان وداعا " انهت ما تفعله ثم تفاجأت بريم تقول .. " دعينا نقصد مقهاك المق*ف حبي " " انت لا تحبين الذهاب الى هناك " امتعضت ملامحها ثم اجابت " اشتقت لقهوتهم التي لا تشرب .. احتاج لان احرك عضلات ظهري قبل ان افقد القدرة على الحركة .. هيا اتركي هذا .. هيا " واخذت تدفعها خارج المكان بقوة .. سارا جنبا الى جنب الى ان وصلا للمقهى فجلسا براحة وصرخت ريم لاول مرة " الطلب المعتاد " فضحكت شمس اسندت جسدها براحة للخلف ثم قالت " لو رأتك عمتي الان لاصيبت بنوبة قلبية .. وريثة ال نجار .. تتحول لهذا المظهر وتجلس في مقهى كهذا " ضحكت ريم بعمق وجارتها بالقول " واحصل على صالح كعريس .. ثم امضي حياتي بتعلم صنع اسوء قهوة في التاريخ .." ابتسمت لها تتخيل كيف سيكون هذا اسوء كابوس لعائلتها خصوصا والدتها التي دائما ما تحاول دفعها لتكون فتاة مجتمع راقية " وسام دعاني للخروج معه .. مارأيك ؟! " " هل يعجبك ؟! " سألتها بصوت ناعم فتململت ريم ثم اجابت " انه شاب جيد .. لطيف ومحترم .. ونعم هو يعجبني .. اظن اني ساحبه مستقبلا ان استمرينا برؤية بعضنا " اسندت جسدها للخلف وقالت بصوت متفهم " تقصدين شاب من مستواك .. لن تطري لمواجهة عائلتك لاجله .. شاب تشعرين بالراحة معه والامان " شيء لمع في عمق عيني صديقتها ثم ابعدت وجهها وهي تقول بصوت رقيق " انت محقة .. ووسام جيد اليس كذلك ؟! " " ريم .. الحياة لحظة حبيبتي .. فعل الصواب بنظر الاخرين ليس الحل .. بل عيش حياتك كما تريدين .. ان كان وسام يعجبك اذا نعم .. ان كان هذا لانه يعجب عائلتك .. اذا اعذريني انت ترتكبين خطأ " تن*دت ريم وامسكت بالكوب تلهو به ثم مررت يدها فوق شعرها " اظن ان علي اعطاءه فرصة .. ربما .. " و**ت لا تكمل .. شعرت بترددها وخوفها وكأنها تخاف ان تفعل اي من القرارين الرفض والقبول .. فتركتها تقرر بنفسها دون ان تتدخل .. لحظات وقالت ريم كعادتها " اخبريني سر هيا " كانت طريقتها لتمضية الوقت .. ان تتبادل الاسرار معها ف*نفست براحة وراقبت الطريق تنظر للسيارات المندفعة دون توقف .. وهمست " لقد حاول امير تقبيلي "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD